نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (147)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطبيين  الطاهرين

    قال: وجعل بعضهم الموت الإرادي مسمى بالقيامة الوسطى لزعمه أنه يقع بين القيامة الصغرى والقيامة الكبرى.

    بالأمس بينا أنه توجد أقسام متعددة للقيامة أو أقسام القيامة:

    القيامة الأولى: وهي القيامة الحاصلة تكوينا لكل أحد في كل آن, على مبنى هؤلاء إما على مبنى تجدد الأمثال وإما على مبنى الحركة الجوهرية, في آن توجد ساعة ويوجد تبدل وتوجد قيامة وهذه لا اختصاص بالدنيا أو البرزخ أو إلى غير ذلك.

    القيامة الثانية: وهي الانتقال من عالم الدنيا و الانفتاح على عالم البرزخ > من مات فقد قامت قيامته < نص ورد في بعض المجاميع الروائية, جيد من مات فقد قامت قيامته  وهذا الموت قلنا تارة يتحقق بأمر طبيعي رغم انف الإنسان وأخرى هو يحققه بنفسه كما في الموت الإرادي.

    إذن: بينا وقلنا بالأمس أنه لا فرق في القيامة الصغرى بين الموت الإرادي والموت الطبيعي من حيث المضمون يعني كلاهما انتقال إلى عالم البرزخ بل أن الفرق بينها أنه في الطبيعي ليس بإرادة الإنسان وفي الاختياري بإرادة الإنسان وهذا لا يجعله قسما في قبال في قبال ذلك القسم ولا يجعله حقيقة في قبال تلك الحقيقة فمن حيث الحقيقة  واحدة, ولذا قال: الموت الطبيعي والموت الإرادي كلاهم يسمى القيامة الصغرى.

    إذن: القيامة الصغرى ليس اسم لخصوص الموت الطبيعي ولا لخصوص الموت الاختياري بل هو للانتقال من الدنيا الى البرزخ واعم من أن يكون بالطبيعي أو أن يكون بالاختياري ومع هذا الفارق وهو أنه في الطبعي يمكنه أن يرجع إلى ما كان أو لا يمكنه؟ لا يمكنه بخلاف الاختياري يوجد له فرصة الرجوع, وهذه فرصة لو أن الإنسان يحسب هذه النعم الإلهية فيجد عجيب أن الله سبحانه وتعالى > ربي ارجعون < يوجد فيها مجال ولكنه يظهر أنت قطعت المجال ولا كان بالإمكان أنه تهيأ الظروف وتذهب إلى هناك وترى الاخبار وترجع إلى هنا حتى تفتهم ما ذا تفعل وتأتي إلى هنا تقول لم اذهب, أقول ليس نحن الذين سددنا الطريق بل أنت لم تذهب فماذا نعل لك وإلا نحن علينا أن نهيأ المقدمات {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء} ليس للذين ذهبوا اختياريا فتحنا لطريق وللذين لم يذهبوا اختياريا أغلقنا الطرق ليس هكذا, أنت هذه الفرصة استفدت منها أو لم تستفد؟ لم تستفد من هذه الفرصة الإلهية وهذه النعمة الإلهية.

    إذن: على هذا البيان الموت الاختياري من حيث الزمان والترتب الزماني يعقل أن يكون بعد الموت الطبيعي أو لا يعقل؟ لا يعقل, لأنه إذا تحقق الموت الطبيعي فقد انتفى موضوع الموت الاختياري لأن الموت الاختياري هو الانتقال إلى عالم البرزخ فإذا نقلوك إلى عالم البرزخ والآن لا تستطيع أن ترجع منه فهل يمكن أن تتنقل إليه مرة أخرى؟ هذا تحصيل للحاصل, لذا تجدون بالأمس قلت للاخوة أنه قيد ماذا؟ قال: قبل وقوع  الموت الطبيعي, الموت الاختياري القيصيري قيده قال: قبل وقوع الموت الطبيعي, لماذا هذا التقييد؟ هذا ليس تقييد رواية تعبدية, يقول باعتبار إذا تحقق موضوع الموت الطبيعي يبقى موضوع للموت الاختياري أو لا يبقى؟ لا يبقى, من هنا ناقش أستاذه وهذه قوله وجعل بعضهم هذه إشارة إلى أستاذه القاساني أو الكاشاني.

    وجعل بعضهم الموت الإرادي, قال ليس هذا هو القيامة الصغرى هو جعل الموت الإرادي داخل في الارادة الصغرى, يقول البعض قال لا هذا واقع بين القيامة الصغرى وبين القيامة الكبرى فبناء على هذا البيان الموت الاختياري يقع بعد الطبيعي لأنه صار وسط بين الصغرى وبين الكبرى, لذا تعبيره تعبير لزعمه وتعبير فيه نظر لا يخفى على فطن وغير ذلك من التعابير, يقول لأنه إذا جعلته وسطى فلا يبقى موضوع للموت الاختياري لا معنى لأن يكون الموت الاختياري وسطى واقع بين الصغرى وبين الكبرى.

    وجعل بعضهم الموت الإرادي مسمى بالقيامة الوسطى لزعمه, انظروا إلى هذه التعابير وهذه التعابير فيها ما فيها, لزعمه أنه يقع بين القيامة الصغرى التي هي الموت الطبيعي الحاصل للإنسان في النشأة السابقة, من أين انتقل بها إلى أين؟ أنتقل بها من الدنيا إلى البرزخ.

    والقيامة الكبرى, ما هي القيامة الكبرى؟ القيامة الكبرى إنشاء بعد ذلك سيتضح أنه هو هذا عنوانها {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} يعني ظهور مقام الاحدية والواحدية وإنقهار عالم الكثرة وهذا عالم القيامة الكبرى.

    قال: وفيه نظر لا يخفى للفطن المتدبر, الفطن يفهم بان هذا الكلام غير معقول, إلا أن الشيخ القيصري وان كان كلامه تام على فرض ولكنه غفل على فرض  آخر, لأنه قال زعم فنحن نقول غفل وإلا لو لم يقل زعم نحن لا نقول غفل, وإلا لو قال أنه توجد وجهة نظر بهذا الشكل ونحن أيضا لا نوافق عليها فهنا نحن ليس عندنا مشكلة أما لما تصير زعم وكذا وكذا فالطرف لما يناقشك يقول فغفل ولم يلتفت وفاته إلى غير ذلك.

    إذا كان القاساني بصدد بيان الترتيب الزماني بينهم فإشكال القيصري وارد لأنه لا يعقل الموت الإرادي بعد تحقق الموت الطبيعي زماننا أما إذا كنا نريد أن نتكلم بحسب الترتب في هذه المراتب أيها مرتبتها أدنى وأيها أوسط وأيها أعلى, أي منهما؟ من هي من حيث المقامات مرتبتها أعلى الموت الطبيعي أو الموت الاختياري؟ (كلام لأحد الحضور) احسنتم, وفوقها ماذا يوجد؟ موجود الفرق وهي القيامة الكبرى.

    فإذن: هو ليس نظره إلى الترتب الزماني لا أقل هذا الاحتمال ماذا؟ فإذا ورد هذا الاحتمال  فلا يكون هناك معنى أنه بالضرورة أنت تقول أن مراده من الوسطى هو الترتب الزماني فإذا كان هذا الاحتمال, نعم لا بد أن يشقق الكلام يُقال أن كان المراد زماني فالأشكال وارد وان كان المراد ترتب رتبي وهذا الذي أشار إليه جملة من الأعلام ومنهم شيخنا الاستاذ الشيخ حسن زاده في الحاشية.

    قال: ومراد البعض, وهو القاساني, هو التوسط الرتبي فان الموت الإرادي لا يكون في المقام والرتبة كالموت الطبيعي وفي مرتبته بل يكون بحسب المرتبة فوق الطبيعي ولا يكون الموت الإرادي كالفناء بالله, بدليل أنه في الموت الا رادي يعني في القيامة الصغرى الفناء ليس عن كل ما سوى الله بل الفناء عن بعض التعلقات وبالأمس الإخوة يتذكرون قال: الاعراض عن متاع الدنيا, امتناع عن مقتضيات النفس, عدم إتباع الهوى, وهذا هو يكون الموت, أما في القيامة الكبرى فقط هذه الامور هي أو عن كل ما سوى الله؟ فطبيعة الحال عن كل ما سوى الله مقامه أعلى أو البعض مقامه أعلى؟ فلهذا يكون ذاك أول وهذا متوسط وذاك كبرى, وقيامة صغرى وقيامة متوسطة وقيامة كبرى, (كلام لأحد الحضور) هو هذا مقصودهم, مقصودهم يريدون أن يقولوا بأنه أساسا يعني هكذا وهذا كنت أريد أن أقوله آخر المطاف ولكن بما أنه انتم سألتم أجيب عليه, انظروا هؤلاء هكذا يقسمون يقولون أن الموت إما طبيعي وإما اختياري, هذا التقسيم الأول, التقسيم الأول أن الموت الطبيعي ما هي أقسامه؟ صغرى وكبرى, في الصغرى انتقال من الدنيا إلى البرزخ وفي الكبرى انتقال من البرزخ من خلال النفخ في الصور إلى الحشر الأكبر, لذا يوم القيامة الناس يقولون ربنا {امتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} الإماتة الأولى عن الدنيا و الإحياء الأول في البرزخ, والإماتة الثاني عن البرزخ والإحياء الثاني في الحشر الأكبر.

    ثم والاختياري أما صغرى وأما كبرى, الاختياري الصغرى من الدنيا إلى البرزخ, والاختياري الكبرى من البرزخ إلى الحشر الأكبر.

    إذن: أنت إذا قست الاختياري بعضه إلى بعض فليس عندك اصغر واكبر وأوسط بل عندك اصغر واكبر, وإذا قست الطبيعي بعضه إلى بعض فليس عندك اصغر وأوسط واكبر بل عندك اصغر واكبر, أما إذا قست الطبيعي إلى الاختياري يكون عندك اصغر وأوسط واكبر, اتضحت النقطة.

    إذا قست الطبيعي إلى الطبيعي أنت يوجد فقط عندك انتقال من الدنيا إلى البرزخ ومن البرزخ إلى الآخرة وفي الاختياري أيضا كذلك فناء من الدنيا إلى البرزخ وفناء من البرزخ إلى الآخرة ولا يوجد عندك أكثر من هذا, أما إذا قست الطبيعي إلى الاختياري فعند ذلك عند اصغر, من حيث المقامات, عندك اصغر, وعندك أوسط, وعندك اكبر.

    ومنها, هذا الفناء أو القيامة الثالثة, ومنها ما هو موعود منتظر للكل, هذه القيامة الرابعة؟ نعم.

    ومنها ما هو موعود منتظر للكل كقوله تعالى{إن الساعة آتية لا ريب فيها} {أن الساعة آتية أكاد أخفيها} هذا التعبير جدا دقيق وعجيب أيضا, انظر إلى التعبير ليس أن الساعة أخفيها لأن الساعة خافية فلا يحتاج أن يخفيها أحد لانها هي خافية لأنه هي مرتبطة بعالم الملكوت وعالم الغيب, لماذا جاء هذا التعبير {أكاد أخفيها} هذا التعبير لا يكون إلا عند قرب ظهورها وإلا إذا كانت هي بعيدة الظهور فهي لا بد أن تكون أخفيها وليس أكاد أخفيها, هذا التعبير أكاد أخفيها يعني كأنها واقعة بين الخفاء وبين قرب الظهور لذا جاء التعبير { أكاد أخفيها} لأنه في الروايات واضحة > أنا والساعة …< فهي قريبة جدا ولكن هذا القرب بحسنات الله سبحانه وتعالى وليس بحسابنا لقرب الظهور, وغير ذلك من الآيات لأنه أنا لما أقول قرب الساعة إذا الساعة قريبة فيكون غدا الساعة 4 عصرا ليس بهذا الشكل بل المراد بالقرب هو {هو أليس الصبح بقريب} كل آت قريب على الحساب الإلهي لا على الحساب البشري.

    وغير ذلك من الآيات الدالة عليها وذلك, هذا القسم الرابعة التي هي القيامة الكبرى ما هي حقيقتها؟

    قال: وذلك بطلوع شمس ذات الاحدية, من أي تطلع من أين تشرق هذه الشمس؟ من مغرب مظاهر الخَلقية, لأنه إذا كان المظاهر الخلقية مشرقة فالذات الاحدية تكون في غروب, إذا صارت المظاهر الخلقية في الغروب عند ذلك يحصل شروق الذات الاحدية وهذا البحث يتذكر الاخوان نحن بشكل مفصل نحن في تمهيد القواعد وقفنا عنده قلنا بأنه أساسا تارة أن الوحدة مختفية بالكثرة وتارة أخرى أن الكثرة مختفية بالوحدة, الآن عالمنا عالم أن الوحدة مختفية بالكثرة والنتيجة ماذا تكون؟ أنا موجود وأنت موجود وكل شيء موجود ولكن الله موجود أو غير موجود؟ تعال لتثبت بالدليل الآن فإما يوصلك أو لا يوصلك وانظر إلى القضية كم معكوسة تكون, أما هناك كيف تكون؟ (كلام لأحد الحضور) احسنتم هناك {ويعلمون أن الله هو الحق المبين} فهناك لا مجال لأن يشكوا يوجد الله أو لا يوجد الله أو ما هو الدليل, كما أن وأنت الآن لا نشك في وجود الشمس لماذا لا يشك؟ لأن القضية وصلت من الظهور إلى درجة يمكن التشكيك أو لا يمكن؟ حتى إذا شكك مشكك فهو عاقل أو مجنون؟ يعد في حساب المجانين لا في حساب العقلاء وهذه إشارة إلى هذه الحقيقة. وذلك, طبعا هذه درجاتها مختلفة لأنه  هذه درجة من درجات الفناء ليكون في علمكم هذه درجة من درجات فناء الكثرة في الوحدة ولكن لا يذهب ذهنك بأنه كل يصل إلى الفناء في مقام الاحدية, ليس الأمر كذلك بل كل بحسبه.

    بطلوع شمس ذات الاحدية من مغرب المظاهر الخلقية وانكشاف الحقيقة الكلية وظهور الوحدة التامة وإنقهار الكثرة كقوله تعالى {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} وأمثال ذلك.

    هذا المعنى الإخوة إذا الإخوة يريدون أن يطلعون عليه إنشاء يأتي في صفحة 224 من الكتاب, تعالوا معنا إلى هذه الصفحة قال: وهذا الرجوع, في وسط الصفحة, وهذا الرجوع إنما يتحقق عند القيامة الكبرى بفناء الافعال والصفات والذات في أفعاله وصفاته وذاته الموجب لرفع الاثنينية وظهور حكم الاحدية هذا أن جعلنا إليه تكرارا مؤقتاً وان حملناه إلى غير ذلك, وبحثه إنشاء الله  سيأتي.

    بنفس البيان الذي ذكرناه في الانتقال من نشأة الدنيا إلى البرزخ قلنا يمكن أن يكونا طريقين أحدهما طبيعي والأخر اختياري فأيضاًَ الانتقال من البرزخ إلى الحشر الأكبر, لأنه نحن كم سنة نعيش في البرزخ , نحن هنا نعيش 50 أو 60 سنة وعندنا مجال أن ننتقل إلى البرزخ فالذين يعيشون ملايين السنين ومئات السنين في البرزخ عندهم قدرة على أنهم يذهبون الحشر إلى الأكبر ويدخلون إلى الجنة عندهم هذه القدرة أو ليست موجود هذه القدرة؟ ننعم بالموت الاختياري يستطيعون الانتقال من البزرخ إلى القيامة الكبرى يعني يذهبون إلى ذلك اليوم الذي {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} لذا قال: وبازاءه, يعني وبإزاء الموت الطبيعي الذي هو الموعود المنتظر للكل أما من قامت قيامته ليس موعود للكل بل موعود للفرد لأنه من مات فقد قامت قيامته نسبي شخص, أما هذا الموعود المنتظر نسبي شخصي أو أن {الله جامع الناس ليوم لا ريب فيه} وبإزاء هذا الانتقال الطبيعي من البرزخ إلى الحشر الأكبر هناك انتقال اختياري من عالم البرزخ إلى عالم الحشر الأكبر.

    وبإزاءه ما يحصل للعارفين الموحدين من الفناء في الله والبقاء به وهذا الذي قلناه في آخر السفر الأول عندما ينتقل إلى السفر إلى الثاني في مقامات الولاية فانه فناء ومقامات الولاية مقام البقاء بالله, وبهذا يتضح أن الذي وصل إلى مقام الولاية فقد دخل الحشر الأكبر, يرى ما نريده أن نراه بعد البرزخ والحشر الأكبر, صحيح أو غير صحيح؟ بناء على هذا البيان قال: من الفناء بالله والبقاء به والاخوة يتذكرون نحن قلنا أن السفر الثاني وهو مقام الولاية وهو مقام آخر السفر الأول يحصل الفناء الكامل ثم في السفر الثاني بقاء وليس فناء فإذن لما وصل إلى السفر الثاني انكشف له كل عوالم الملكوت في قوس الصعود ومن هنا بشكل طبيعي يقول:  > لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا < لماذا؟ لأنه الآن سالبه بانتفاء الموضوع  الآن الغطاء موجود بالنسبة إليه أو غير موجود؟ غير موجود, الآن يرى حقائق البرزخ ويرى حقائق الحشر الأكبر.

    قال: وبإزاءه ما يحصل للعارفين الموحدين, لأنه واقعا الإنسان الآن هذه بين قوسين لأنه يحس بكل افتخار أنه يتبع أشخاص ووجودات وجودهم العلمي والقدسي إلى أين وصل؟ لا أنه يذهب وتبع من؟ خلفاء بني أمية واقعا النعمة التي نحن فيها أين وأولئك الجهل المطبق الذي يعشونه أين؟ أين المراتب والدرجات القدسية التي  نحن نعيشها وأين الدركات التي يعشيها أولئك ولكن يلتفتون أو لا يلتفتون؟ ولكن يوم من الأيام لما يرفع عنهم الغطاء في ذلك الوقت يبدأون يحسون بالجيفة والرائحة العيب والمثالب كلها يروها هناك {يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله} هو في غير جنب الله أيضا (ما جايه) يا حسرتاه على فرطت في الولاية, يا حسرتاه على ما فرطت في علي, وهذا صريح الآيات القرآينة {والجنب الله} باتفاق الفريقين أن المراد من علي بن ابي طالب, لماذا؟ لأنه عجيب أين كان في أي دركات هذا كان ونحن أين كنا, هذه الرواية نسيت آتي بها لكم:

    ذلك الشخص الذي يأتي الامام ×يقول يبن رسول يقول ادعوا الله أن يرزقني الجنة قال: ادعوا لك أن لا يخرجك من الجنة فان ولايتنا هي الجنة, أنت الآن في الجنة ولكن مشكلتك  أنه بتعبيرنا وعن نفسي أيضا مشكلتنا أننا عمي لا نرى في الجنة نعم يوم يكشف عن الغطاء نفهم ماذا؟ يوجد مثال عند محيي الدين وهو عجيب ولا اقدر أن اعلق عليه, يقول: ( خلي بعض الأحيان هم عمين ميخالف) ولكن الذي يدخل إلى بستان إذا كان بصير فهو يتمتع بالبصر ويتمتع بالشم ويتمتع أيضا بأصوات البلابل ويتمتع أيضا باللمس, نعم إذا صار أعمى لا يرى فقط وأما الروائح الطيبة يشمها, يقول الذين هم في الجنة الآن هم في الجنة نعم عميان في هذه الدنيا لا يرون أنهم في الجنة ولكن سينكشف لهم أنهم كانوا في الجنة, في الفتوحات المجلد 3 صفحه 13 عنده هذه العبارة وعجيب هذه العبارة يقول: واعلم يا أخي تولاك الله برحمته أن الجنة التي يصل إليها من هو من أهلها في الآخرة هو مشهودة اليوم لك, هي موجود وإنشاء الله اقرأ الروايات الواردة أنه من لم يؤمن أن الجنة والنار مخلوقتان فهو منا أو ليس منا؟ يوجد إصرار على هذه القضية في روايات أهل البيت وهذا المبنى موجود وهذا الذي عبرت عنه فيما سبق التشيع الكلامي وليس التشيع الفقهي يعني أنت لما تنظر إلى عموم ترى انها مباني الخلفاء أو مباني علي أهل بيت علي؟ مباني أهل البيت مباني أصول الكافي.

    قال: هي مشهودة اليوم لك من حيث محلها لا من حيث صورتها, أنت الآن فيها ولكن لا ترى, فانت فيها تنقلب على الحال التي أنت عليها ولا تعلم إنك فيها فان الصورة تحجبك, هذه الدنيا تحجب, التي تجلت لك فيها فأهل الكشف, نعم بعض استطاع أن ماذا يفعل؟ هذا الغطاء هنا يرفعه عن عينه وليس عن الحقيقة {فكشفنا عنك غطائك} أنت عندك قدرة كما أنه نحن في يوم نكشفها أنت أيضا كذلك تستطيع أن تكشفها عن نفسك, فأهل الكشف الذين أدركوا ما غاب عن الناس يرون أن ذلك المحل أن كان جنة يرونه روضة خضراء وان كان جهنم يرونها بحسب ما يكون فيه من نعوت {من اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا} يقول يا أخي كل شي عندي فكأنه جحيم يقول كل شي عندي أموال وخدم وحشم ولكن في راحة أو في قلق وألم؟

    قال: وما اعد الله وأكثر أهل الكشف في ابتدأ الطريق يرون هذا, لأنه هذه أول مراتب الولاية, وقد نبه الشارع على ذلك بقوله > بين قبري وبين منبري روضة من رياض الجنة < فأهل الكشف يرونها روضة وكما قال > ويرون نهر النيل والفرات ووو.. نهر عسل وماء وخمر ولبن < هذه الأنهار المعروفة الاربعة في الروايات.

    كما هو في الجنة فان النبي × اخبر أن هذه الأنهار من الجنة ومن لم يكشف الله عن بصره وبقي في عمى حجابه لا يدرك ذلك بل مثل الأعمى يكون في بستان فما هو غائب عن البستان بذاته ولا يراه فلم يلزم من كونه لا يراه أنه لا يكون فيه بل هو في الجنة هو في النار ولكنه غير ملتفت, ولهذا ارجعوا إلى الروايات تجدوها صريحة بهذا المعنى وتلك القضية المعروفة بأنه النبي ’كان جالس مع أصحابه في المسجد وسمعوا صحية أو هدة أو صوتا عاليا فقالوا له يبن وسول الله ما هذه قال اذهبوا إلى بيت فلان اليهودي ما حاله قالوا مات قال الآن وصل إلى حجره في قعر جهنم.

    (كلام لأحد الحضور) لا يمكن أصلاً في غير هذه المباني لا تتم وإلا تعال فسر لي هذه الروايات في البحار المجلد 8 صفحة 119 الحديث 6 الرواية عن الهروي قلت للرضا يبن رسول الله اخبرني عن الجنة والنار أهما اليوم مخلوقتان فقال: نعم وان رسول الله قد دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء قال: فقلت له أن قوما يقولون أنهما اليوم مقدرتان وغير مخلوقتين فقال: ما أولئك منا وما نحن منهم ومن أنكر الجنة والنار فقد كذب النبي وكذبنا وليس من ولايتنا على شيء وخلد في نار جهنم < باعتبار أنه تكذيب النبي وتكذيب ماذا, نعم من لم يثبت لديه ذلك بحث آخر, وهذه الرواية تقول أن الجنة والنار موجودتان وهذا لا يتم إلا على مبنى في نظرية المعان الآن أبينها لك هذه رواية.

    رواية ثانية في صفحه 133 التي أوضح وأحسن من الرواية الأولى في صفحه 133 من المجلد 8 الحديث 37 الرواية عن ابي جعفر قال: > والله ما خلت الجنة مذ خلقها < الآن المؤمنين في الجنة ولكن مضطر اعبر هذا ولكن ( طيحان حظنه ) لا ندري أننا في الجنة وعيبنا أننا لا نلتفت إلى هذه الحقيقة وإلا بينك وبين الله الذي يعيش في الجنة عنده استعداد يستبدلها بغير الجنة ولكنه غير ملتفت إلى هذا {فلنحيينه حياة طيبة} وليس سوف نحيينه بل الآن نحيينه > ولا خلت النار من ارواح الكفار < الآن الكافر موجود في نار جهنم مذ خلقها الله عز وجل وتلك الروايات تؤكد وجودها ولهذا يتضح بأنه أنت جنابك تستطيع أن تذهب إليها الآن, (كلام لأحد الحضور) احسنتم هي موجودة ولكن أنت لا تذهب, هذا سببه ماذا؟ هذا العمى تتصور هو عنده شيء وأنت ليس عندك فتمد يدك أما الذي يعلم ما عنده هل يمد يده للغير حتى لو مات جوعا لا يمد يده, (كلام لأحد الحضور) وهو كذلك وهذا بحث آخر وهو كذلك.

    قال: وبإزاء ما يحصل للعارفين الموحدين من الفناء بالله والبقاء بالله الذي هو مبدأ السفر الثاني قبل وقوع هذا على تصور العموم والمفروض قبل الظهور قبل الطلوع الذي هو قبل ذلك قال: وذلك بطلوع شمس ذات الاحدية, ومراده الوقوع هنا الطلوع والظهور.

    قبل وقوع حكم ذلك التجلي جميع الخلائق, بهذا البيان يتضح لنا أن الموت الأول يعني القيامة الصغرى نسبي شخصي والموت الطبيعي في القيامة الكبرى ليس شخصيا وإنما للجميع {جامع الناس ليوم لا ريب فيه} أما لما نأتي إلى الاختياري فهو شخصي فيهما معا يعني أيضا في القيامة الصغرى شخصي وفي القيامة الكبرى شخصي لأنه ليس كل أحد يستطيع أن يذهب من البرزخ إلى الحشر الأكبر أو من الدنيا إلى الأكبر إلا الأوحدي.

    قال: ويسمى بالقيامة الكبرى, طبعا هذا يسمى بالقيامة الكبرى ليس الرابع فقط بل الرابع والخامس معا كما أنه الثاني والثالث كان يسمى بالقيامة الصغرى هنا الرابع والخامس يسمى بالقيامة الكبرى.

    ولكل, فلنشير إلى هذا, في المجلد التاسع من الأسفار الإخوة الذين حضروا هناك في صفحه 277 توجد أبحاث قيمة والاخوة هم يراجعون وأنا اذكر لهم المصدر فقط يعني في دروسي رقم الدرس 182 الفصل 16 في القيامتين الصغرى والكبرى, بحث مستقل قيم مستقى من هذه الأبحاث التي أشرنا إليها مع تفصيل.

    يقول: أما الصغرى فمعلومة > من مات فقد قامت قيامته <  وأما الكبرى, يشير إلى الطبيعي منه, وأما الكبرى فمبهمة وقتها ولها ميعاد عند الله, لماذا الأولى قال ليس مبهمة قال لأن كل شخص عندما يموت فقيامته اتضحت وأما قيامته الكبرى متى؟ غير معلومة مبهمة.

    قال: ومن وقتها على التعيين فهو كاذب لقوله كذب الوقاتون وكل ما فيما القيامة الكبرى فله نظير في القيامة الصغرى وهذا بحث قيم هو والحكيم السبزواري في الحاشية يقول: ومفتاح العلم بيوم القيامة ومعاد الخلائق هو معرفة النفس, إذن ليس من عرف فقد عرف ربه بل من عرف نفسه فقد عرف قيامته من صغرى وكبرى إلى غير ذلك, ثم في الحاشية الحكيم السبزواري عنده تمثيل قيم مثل أنه في الكبرى {زلزلت الأرض زلزالها} في الصغرى عند موت الإنسان زلزلت ارض بدنه وارتعدت أركان بنيته, في الكبرى حملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة وفي الصغرى تدك عظام بدنه هذا من باب تطابق النسختين إذا تتذكرون وفي الكبرى  كورت الشمس وخسف القمر وفي الصغرى كور روح القلب الذي كالشمس وانخسف نور الروح الذي هو كهف وفي الكبرى حشر الكل إلى الله وفي الصغرى حشرت جميع القوى النفسانية إلى ذات بسيطة روحانية وهكذا وهذا بحث قيم الإخوة إنشاء يرجعون إليه.

    ولكل من هذه الانواع الخمسة لوازم ونتائج, (كلام لأحد الحضور) يعني كل قيامة من هذه القيامات حكم كل قيامة بحسب تلك القيامة لا يتبادر إلى ذهنك حكم القيامة الصغرى في الموت الطبيعي مثل حكم القيامة الصغرى في الإرادي هذا له حكم وهذا فيه لوازم وتلك به لوازم.

    قال: يشتمل على بيان بعضها الكلام المجيد والأحاديث الصحيحة صريحا وإشارة ويحرم كشف بعضها والله اعلم بالحقائق.

    النتيجة التي أريد أن آخذها من هذا البحث طبعاً البحث المرتبط, أولا يوجد مطلبين أريد أن أشير إليهما:

    المطلب الأول: انتم وجدتم هنا أنه أساسا كان يوجد بحث قيم فيما يتعلق بالحقيقة المحمدية وأنها قطب الأقطاب وان الولاية ما هي ومراتب الولاية ما هي ومن هنا كان ينبغي أن نقف عند بحث مستقل عند حقيقة الولاية لانها باطن مقام النبوة ومراتب الولاية ولكن حيث أنه في الفصل الثاني عشر سيقف عند هذه المسألة بشكل مفصل إنشاء ذاك البحث أيضا سنعرض له في النبوة والرسالة والولاية فلا نعرض لهذا البحث هنا وإنشاء الله نعرض له تفصيلا في الفصل الثاني عشر هذا الأمر الأول.

    الأمر الثاني: الذي كان بودي أن أشير إليه وهو ما يتعلق ببحث حقيقة المعاد, اخواني الاعزاء فيما يتعلق بالمعاد ولا أقل المعاد بالحشر الأكبر يوجد هناك توجهان واتجاهان في فهم المعاد ومن باب الأمثلة اقرب المطلب.

    بعض وهم عموم المحدثين والاخباريين والمتكلمين طبعا من كل الاتجاهات والفرق الاسلامية وغير مختصة بمدرسة أهل البيت يعتقدون أن المعاد سنخ حقيقة لا تتحقق إلا بعد انتهاء الدنيا يعني يوم تنتهي الدنيا تبدأ الآخرة, إذا أردنا أن نضرب مثال متى يبدأ يوم الأحد, (كلام لأحد الحضور) يمكن أن يوجد يوم الأحد قبل وجود يوم السبت.

    إذن: يوجد تصور أن الإنسان بالموت يفنى ويعدم ويرجع عندما تبدأ الآخرة ومتى تبدأ الأخرى؟عندما تنتهي الدنيا والآن الدنيا موجودة فالآخرة موجودة؟ وهذا الذي تفهمه من إصرار أنه الآن موجودتان وهذا فيه إشارة مهمة لفهم حقيقة المعاد ولذا انتم تجدون أنه جملة من الاتجاهات الاسلامية لما تقول له ثواب وسلام وارتباط بأولياء وأوصياء يقبل هذه الحقيقة أو لا يقبل؟ لا يقبل, لأنه بالنسبة إليه المعاد متى يتحقق؟ الآن لما مات الإنسان فقد انتهى كل شيء فانت ترتبط بمن؟ ومن هنا جاءت نظريات أعادة المعدومات بعينه وهذه النظريات أتت على هذا الأصل المعوج وهذا الأصل المنحرف في الفكر, ليس المنحرف عمليا, فهذا مات وصار تراب وصار عدم ولا شيء منه الآن يعاد كيف؟ جاءت نظريات إعادة المعدوم بعينه وجاءت نظريات الأكل والمأكول و50 مشكلة جاءت في المعاد منشأها هذا التصور فلا يأتي أحد يقول يا إخوان انتم صنعتوا لنا معركة على المعاد هذه أو هذه وهذه ما هي تأثيرها علينا؟ أصلا كل وجودنا هي, هذا التوجه والنظرية الأولى وهي نظرية عموم فهم الناس للماد ضمن هذا الإطار وهم يتصورن أن المعاد ليس موجود وسيأتي بعد 500000 أو 200000 سنة ليس هو يعيش المعاد الآن ولكنه غير ملتفت إليه.

    النظري الثانية: تقول أن نسبة الدنيا إلى البرزخ والبرزخ إلى الحشر الأكبر نسبة ظاهر الشيء إلى باطنه و الظاهر, طبعا على النظرية الأولى فالمعاد يزاحم وجوده وجود الدنيا لأنه يوم الأحد لا يأتي إلا بذهاب يوم السبت فيوم السبت وجوده يزاحم وجود يوم الأحد وما لم ينتهي يوم السبت يأتي يوم الأحد أو لا يأتي؟

    أما بناءً على نظرية الظهور والبطون ومثاله الواضح الآن أنت جنابك جالس امامي وأي شخص منك جالس هنا يوجد فيه بعد ظاهر الذي أراه وأيضا يوجد فيه بعد باطن بغض النظر عن حقيقة هذا الباطن يجتمعان في موضع أو لا يجتمعان؟ مجتمعان الآن وإلا لو كانت الآخرة مثل هذا البعد هذا الظاهر إذن لا يمكن أن يجتمع في مكان واحد بدنان مع أنه أنت الآن وحقيقتك ومطالبك مجتمعة في هذا المحل.

    إذن: الدنيا الآن موجودة بناء على هذا التصور تزاحم البرزخ أو لا تزاحم؟ لا تزاحم, وكذا الحشر الأكبر لا تزاحم, إذن في هذا الآن الدنيا موجودة وأيضاً البرزخ والآخرة موجودة وعند ذلك يأتي السؤال أين مكانها أو لا يأتي؟ هذا السؤال متى يأتي أين مكانهما؟ على الفهم والتصور الأول لابد أن تسأل إذا الآن الدنيا موجودة الجنة والنار أين؟ هنا تأتي النظريات تجد احدهم يقول النار في كوكب في السماء واحدهم يقول نار في باطن البحار وإذا تنزل إلى باطن الأرض ترى كلها جحيم وكلها كذا من هذا ( الخرط الذي تسمعه) هذا منشأه من أين يصير؟ منشأه أساسا لم يبني, اخواني الاعزاء إذا صار يوم بنائكم تبدأون وتكتبون رسالة في المعاد وتحاضرون في المعاد أو كتاباً تحقيقياً في المعاد, اخواني الاعزاء أولا الاصول الموضوعة للمعاد اوجدوا لها حلا لا تأتي إلى الآيات والروايات تبحثوها انظر إلى أن مبناك الأول أو مبناك الثاني, إذا مبناك الأول إذا ذرة من ذرات هذه البدن لأنه يريدون أن يعيدون الجسم وبذلك تنحل مسألة كيف أن النبي ذهب في البرزخ في المعراج رأى الحشر الأكبر ورأى الجنة ورأى من المتنعم فيها ورأى النار ورأى من يعذب فيها وهذه كلها قضية محلولة, أما على ذاك التصور واقعا تبقى المشكلة كيف تحل مثل هذه المسائل, هؤلاء واضح من كلماتهم بناء على الموت الاختياري الأول والموت الاختياري الثاني هل يعتقدون بالاتجاه الأول في المعاد بالاتجاه الثاني في المعاد هؤلاء العرفاء؟ يعتقد العرفاء بالاتجاه الثاني في المعاد وواقع أن من يلتفت ويتدبر الأصل الموضوعي ويدخل في الآيات والروايات من الواضحات هو الاتجاه الثاني لا الاتجاه الأول وعند ذلك لا تذهب إلى مسألة أنه يوجد معاد جسماني أو لايوجد معاد جسماني, يوجد معاد مادي أو لا يوجد لأنه هذه كلها مخلفات النظرية الأولى.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/19
    • مرات التنزيل : 1414

  • جديد المرئيات