نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (151)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: بل كسريان الوجود المطلق الحق في جميع الموجودات فليس بينهما مغايرة من كل الوجوه بهذا الاعتبار.

    كان الكلام في بيان العلاقة بين الروح والبدن وأي علاقة هذه, قلنا بأنه توجد هنا نظريات متعددة لبيان العلاقة بين الروح والبدن ولكن هو يعتقد بأن العلاقة القائمة بين الروح والبدن هي علاقة الظاهرية والمظهرية والعلاقة بين الظاهرية والمظهرية هي علاقة أشرنا إليها مرارا وهي علاقة الشأن وصاحب الشأن بتعبيره هي كسريان وجود الحق المطلق أو الوجود المطلق الحق في جميع الموجودات, هنا لابد لتوضيح العبارة: ليس المراد من الوجود المطلق يعني اللا بشرط المقسمي والا يتذكر الاخوة مرارا وتكرارا في أول أبحاث مقدمات الفصوص قلنا أساسا تلك لا علاقة لها بشيء وإنما المراد من الوجود المطلق الحق يعني النفس الرحماني يعني مظهر تلك الحقيقة السارية في جميع الأشياء وبتعبير القرآن الكريم ما أمرنا إلا واحدة هذا الامر الواحد الساري في جميع الأشياء كيف هو سار فيها؟

    الجواب: سريانه لا كسريان شيء في شيء هذا الذي بينه أمير المؤمنين × لا كدخول شيء في شيء ولا كخروج شيء عن شيء, لا كحلول ولا كاتحاد ولا كانعزال ونحو ذلك ومن هنا واقعا لو أردنا أن نضرب مثال لا نجد مثالا, يعني هذه القاعدة التي يؤسسها القرآن في قوله تعالى {ليس كمثله شيء} لا يتبادر إلى أحد أن هذه متعلقة فقط بالذات الإلهية, بذاته ليس كمثله شيء وفي اسمائه وصفاته ليس كمثله شيء وفي أفعاله وإدارته لهذا العالم ليس كمثله شيء لأنه هذه كلها امور إبداعية ليست على مثال حتى نقول هذا مثل هذا, نعم نعتمد التفتوا إلى القاعدة, بعض هذه المظاهر لانها أوضح عندنا نجعلها حدا أوسط لما هو أخفى عندنا هذا الذي تتذكرون قرأناه في أبحاث النهاية قلنا أنه نجعل من بعض اللوازم التي هي اظهر نجعلها حدا أوسط للوصول إلى لازم هو أخفى وليس أنه توجد علية ومعلولية, لا توجد علية ومعلولية ولكن بعض اللوازم أوضح واظهر عندنا فنجعلها حدا أوسط للذي هو غير أوضح وغير اظهر ونحو ذلك وكذالك في  المقام لا يوجد هناك فعل شيء منفصل عن فعل الله حتى نأتي نقول فعل الله مثل هذا الفعل وكل ما موجود في العالم الإمكاني هو فعله سبحانه وتعالى إذن كيف نقول من عرف نفسه فقد عرف ربه؟ الجواب: باعتبار هنا نستطيع أن نقف على حقيقة النفس إلى حد ما وعلى تدبير النفس وعلى شؤون النفس وعلى أفعال النفس وهذه بالنسبة إلينا وجدانية وبالنسبة إلينا حضورية ونجعلها حد أوسط بالنسبة إلينا حصولي وبالنسبة إلينا خافي وبالنسبة إلينا غير واضح, وكذلك في المقام عندما يقول: كسريان الوجود المطلق الحق في جميع الموجودات داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة.

    إذن: على هذا الاساس فليس بينهما, بين ماذا؟ بين الروح والبدن, فليس بينهما مغايرة من كل الوجوه بهذا الاعتبار, أي اعتبار؟ هذا الاعتبار السرياني الذي هو هذه العلاقة التي أشرنا إليها, يعني ليست البينونة بينهما بينونة عزلة ليس الامر كذلك, نحن إلى الآن واحدة من أسباب إنكار الروح المجرد في الإنسان من قبل جملة من الفلاسفة الغربيين هو هذه أنت تأتي إلى الإنسان وتقول مركب من بعد ومن بعد مادي هذا اولا دعوها في الحساب هذه مقدمة.

    ثم تأتي إلى النفس فتقول هذه النفس كانت موجودة من الأزل في الخزائن الإلهية وكأنه شيء كان قائم بنفسه وليس عنده علاقة بالبدن وهذا البدن لسبب من الأسباب وجد فيأتون بذاك ما يصنعون له أنا لا ادري بلاصق ( أو بجسب دو قلو) لا ادري يلصقوه بالبدن وهذا يتصور أو لا يتصور؟ لا يتصور ولهذا هو بين إنكار احدهما أما إنكارهما معا وهي المثالية كانت بهذا الشكل, وأما إنكار البدن وإبقاء الروح وهذا بعيد لان البدن محسوس والروح غائب, أو إنكار الروح وإذا أنكرت الروح انتهت القضية.

    لو صورنا أن الإنسان موجود مركب وفي الرتبة السابقة أنت فرضت بينهما عزلية بين الروح والبدن واقعا ارتباط احدهما بالآخر تصويره مشكل جدا, أما لو صار بنائك على مبنى الحكمة المتعالية جسمانية الحدوث فالنفس تبدأ من هنا, أو قلت هذه حقيقة واحد وهذه الحقيقة الواحدة بعد منها مجرد وبعد منها مادي الذي هم بشيء أو آخر يريدون أن يصلوا إلى هذه النتيجة.

    قال: فليس بينهما, بين الروح والبدن, مغايرة بكل هذا الاعتبار ومن علم, يعني إذا استطعت أن تعرف هناك كيفية ظهور الحق في الأشياء داخل في الأشياء وقلنا المراد من الحق يعني فعل الحق {وما أمرنا إلا واحدة} وليس ظهور الحق يعني اللا بشرط المقسمي.

    ومن علم كيفية ظهور الحق في الأشياء وان الأشياء من أي وجه حق عينه, يعني عين الحق, ومن أي وجه الأشياء غير الحق, إذا اتضحت له تلك, يعلم كيفية ظهور الروح في البدن وان الروح والبدن باعتبار واحد وباعتبار ومتغاير يعني البدن هو الروح بوجه وهو غير الروح بوجه وهذا هو الذي أشرنا إليه فيما سبق بالعلاقة بين الروح وبين شؤون الروح وشؤون النفس.

    يعلم كيفية ظهور الروح بالبدن وانه, أي البدن, من أي وجه عين الروح ومن أي وجه غير الروح لأنه انتم قرأتم وقرأنا مرارا وتكرارا أن المظهر عين الظاهر بوجه وغيره بوجه, الآن لماذا نقول هذا؟ قال لان الروح رب البدن, فنفس العلاقة القائمة بين رب العالمين وبين العالم تكون نفس العلاقة قائمة بين رب البدن والبدن فكما أن العلاقة هناك علاقة الظاهرية والمظهرية علاقة داخل بالأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة فهنا العلاقة بين الروح والبدن تكون كذلك.

    لأن الروح رب بدنه, يعني ليس مطلق الروح رب هذا البدن, لان روح كل بدن رب بدنه, التفتوا, لان الروح, ليس المراد مطلق الروح وإنما المراد الروح الموجود لهذا البدن الذي أعطى الحياة لهذا البدن لأنكم تتذكرون في صفحه 155 قال: وأما الروح فباعتبار ربوبيته للبدن سمي روحا لان هذه الروح هي التي تعطي الحياة للبدن, فإذا انفصلت وانقطعت هذه الروح عن البدن فان البدن لا يبقى في الحياة.

    وكون الروح مصدرا للحياة الحسية ومنيع فياضنها على القوى النفسانية, لان الروح رب بدنه فمن استطاع أن يعرف العلاقة بين رب العالمين وبين المربوب يستطيع أن يعرف العلاقة بين رب هذا البدن والبدن, يعني روح هذا البدن والدن.

    بعبارة أخرى: أن روح كل انسان هو مظهر رب العالمين في بدنه, كيف أن لكل هذا العالم رب هو رب العالمين يربي ويعطي الحياة و… إلى غير ذلك وكذلك روح كل موجود هو رب ذلك الموجود يدبر أمره.

    قال: فمن تحقق له حال الرب مع المربوب يتحقق له ما ذكرناه يعني العلاقة القائمة بين الروح الخاص وبين البدن والله الهادي, هذا تمام الكلام في الفصل العاشر.

    وعدنا الاخوة بالأمس أنه نقف عند هذه الأمور الثلاثة في القرآن وهي: النفس والروح والقلب, أم العقل فسأبين فيما بعد أنه ليس بعرض هذه الأمور الثلاثة وإنما هو شيء آخر, ما هو النفس؟

    طبعا الآن حديثنا ليس النفس في اصطلاح علم الأخلاق, ولا حديثنا النفس باصطلاح العرفان النظري أو العملي, ولا حديثنا بالنفس باصطلاح الفلاسفة الذي هو قبال العقل, وإنما نريد أن نعرف أن القرآن عندما يطلق النفس ما هي استعمالات النفس في القرآن إذن فليتضح محل الحديث والكلام, لا نريد أن نتكلم النفس باصطلاح الحكيم فالحكيم له اصطلاح الخاص والعارف له اصطلاحه الخاص, اتضح لكم أن النفس وان القلب كذا وان الروح كذا, ولعل علماء الأخلاق عندهم اصطلاحهم ولعله مرادهم من النفس > أعدى عدوك نفسك التي بين جنبك <  ليس محل بحثنا هذا بل بحثنا في استعمالات القرآن.

    السيد الطباطبائي بحث هذه القضية مفصلا في عدة مواضع ولكن من أهم المواضع التي أشار فيها هو المجلد 14 من الميزان صفحة 285 هناك عنده يوجد بحث تحت ذيل قوله تعالى كل نفس ذائقة الموت, يقول: القرآن الكريم على ما يعطيه لفظ النفس على ما يعطيه التأمل في موارد استعماله وليس اصطلاح الحكماء,اصطلاح العرفاء, اصطلاح علماء الأخلاق, بل ما استعمله القرآن.

    يقول أصل معنى النفس هو معنى ما أضيف إليه من قبيل ما ذكرناه إذا يتذكر الاخوة في نفس الامر هناك كان قول يقول أن نفس الامر معناه يعني الامر نفسه يعني أصل الشيء, نفس الشيء يعني حقيقته أصله, فما هو نفس الإنسان يعني حقيقته؟ نقول ناطق, نفس الجماد؟ يعني كذا, نفس الحيوان؟ يعني كذا, إذن النفس قد يطلق قال: فنفس الشيء معناه الشيء ونفس الإنسان معناه الإنسان ونفس الحجر معناه نفس الحجر من قبيل ما قلناه نفس الامر يعني الامر في نفسه, فلو قطع عن الإضافة بناء على هذا الاستعمال الأول له معنى أو ليس له معنى؟ لا معنى له, لأنه معناه إنما كان يأخذه من الإضافة وعلى هذا المعنى يستعمل للتأكيد اللفظي كقولنا جاءني زيد نفسه يعني ليس أنه نفس غير زيد يعني نفسه في مقابل بدنه إلى غير ذلك, وبهذا المعنى يطلق على كل شيء, على الممكن وعلى الواجب, وبهذا تتضح آيات من قبيل قوله تعالى {ويحذركم الله نفسه} أو قوله تعالى {وتعلم ما في نفس ولا اعلم ما في نفسك} والا إذا لم يلتفت إلى هذه النكتة يقولون كما أنه عندنا نفس نباتية وحيوانية وإنسانية عندنا نفس إلهية من اين؟ النبي يقول لله لا اعلم ما في نفسك, هذا هو الاستعمال الأول.

    الاستعمال الثاني: ثم شاع استعمالها أو استعمال لفظها في شخص الإنسان, نفس الإنسان يعني الإنسان وليس نفسه في قبال بدنه يعني الإنسان الذي بعد مادي وبعد مجرد يعني له روح وبدن, التفتوا جيدا في جملة من الأحيان ويراد به من؟ ليس يراد به بعد من أبعاد وجود الإنسان وهو البعد المجرد وإنما يراد به الإنسان هذا الإنسان الذي مركب من مجرد يعني يطلق النفس على الوجود المركب من هذين البعدين, (كلام لأحد الحضور) جزاك الله خيرا.

    ثم شاع استعمالها في شخص الإنسان خاصة وهو الموجود المركب من روح وبدن فصار ذا معنى في نفسه وان قطع عن الإضافة التفتوا في الاستعمال الأول إذا كان يقطع عن الإضافة له معنى أو ليس معنى؟ أما هنا النفس بهذا الاستعمال الثاني له معنى عندما تقول النفس يعني الإنسان, فلذا قال تعالى {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها} أو {أو من قتل نفسا بغير نفس} المراد من قتل شخصا (كلام لأحد الحضور) احسنتم المراد من النفس هنا, فلذا قد يطلق بلا إضافة له معنى أو ليس له معنى؟ يكون له معنى {فكأنما قتل الناس جميعا} أي من قتل انسانا ومن أحيا انسانا, وقد اجتمع, اعتقاد السيد الطباطبائي في هذه الآية يقول قد اجتمع المعنى الأول والمعنى الثاني يعني الاستعمال الأول والاستعمال الثاني في قوله تعالى{كل نفس تجادل عن نفسها} يقول فالنفس الاولى بالنفس بالمعنى الثاني  كل نفس يعني كل انسان, يجادل عن نفسها,  يقول ليس كل انسان يجادل عن إنسانه يجادل عن الذي يتعلق به وهو بالإضافة كان يتضح وهذا بحث صغروي ليس مهم.

    أما الاستعمال الثالث: التفتوا جيدا صار عندنا استعمالين إلى الآن, الاستعمال الأول: وهو نفس الشيء مثل نفس الامر في نفسه وهو بلا إضافة لا معنى له, الاستعمال الثاني يطلق ويراد منه شخص الإنسان, الاستعمال الثالث يراد منه هذا البعد في قبال البعد المادي, ثم استعملوها في الروح الانساني, لما أن الحياة والعلم والقدرة التي بها قوام الإنسان قائمة بالنفس ومنه قوله تعالى اخرجوا أنفسكم, اخرجوا أنفسكم يعني أشخاصكم أو ذاك البعد المجرد, بدليل أن بعد هذا الخروج البدن غير باقي إذن ليس المراد كلا البعدين بل المراد أحد البعدين, {اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون} يقول السيد الطباطبائي في الاستعمالات القرآنية: ولم يطرد هذا الإطلاقان أو الاستعمالان الثاني والثالث في غير الإنسان, يعني لم يستعمل النفس في نفس النبات, في شخص النبات, في شخص الجن, في شخص الملك أبداً, فقط استعمل الاستعمال الثاني بخصوص الإنسان ولم يستعمل أيضا بالمعنى الثالث أو الاصطلاح الثالث في غير الإنسان, طبعا أنت عندما تذهب إلى الفلاسفة يقولون لا أن النفس له نفس نباتية وله نفس حيوانية وله نفس انسانية, ولم يطرد هذا الاطلاقان اعني الثاني والثالث في غير الإنسان كالنبات وسائر الحيوان إلا بحسب الاصطلاح العلمي يعني بحسب الاصطلاح الفلسفي  أو غيره, فلا يقال للواحد من النبات والحيوان عرفا نفس و لا للمبدأ المدبر لغيره نفس نعم ربما سميت الدم في الابحاث الفقهية, سمي الدم نفسا لان للحياة توقفا عليها ومنها النفس السائلة.

    وكذا لا يطلق النفس باللغة بأحد الإطلاقين الثاني والثالث على الملك والجن وان كنا نعتقد أن لهما حياة, ولم يرد استعمال النفس فيهما بالقران أيضاً وان نطقت الآيات فالقران لم يستعمل في الجن أن له نفس, ولم يستعمل في الملك أنه له نفس.

    الآن افتحوا قوس هذا ليس محل حديثنا ولكن هذا القوس معلومة خارجة الآية قالت {كل نفس ذائقة الموت} هذه الآية تشمل الجن؟ (كلام لأحد الحضور) موجود حي ولكن ما هو؟ له حياة بدليل التكليف والعلم والقدرة وأساساً عندكم في مكان أو في آية من آيات القرآن أن الجن يموتون وينتقلون إلى البرزخ وفناء وإحياء هل رأيتم هذا, (كلام لأحد الحضور) لا أنا أتكلم في الجن المكلفون أما في نفخ الصور صحيح هذا الكلام, الآن كما {إن كل نفس ذائقة الموت} ولذا السيد الطباطبائي يصرح يقول هذه الآية لا تشمل الجن لان الاستعمال القرآني لم يستعمل النفس ويريد به لا شخص الجن ولا الاستعمال الثاني ولا الاستعمال الثالث الذي هو به قوام الحياة, لذا قال: ولم يطرد هذا في غير النبات وكذا لا يطلق النفس بأحد الإطلاقين, الثاني والثالث, على الملك والجن وان كان لهما حياة, ولم يرد استعمال النفس فيهما في القرآن أيضا وان نطقت الآيات أن للجن تكليفا كما للانسان إلى غير ذلك, إلى أن يقول: فعليه لا دليل أن هذه الآية شاملة للجن.

    خلاصة: فقد تبين بما قدمناه أن المراد بالنفس بقوله {كل نفس ذائقة الموت} الإنسان, إذن يشمل الجن أو لا يشمل الجن؟ لا يشمل, وهو الاستعمال الثاني من استعمالاتها الثلاث يعني الشخص, {كل نفس ذائقة الموت} يعني كل انسان يموت دون الروح الإنساني إذ لم يعهد نسبة الموت إلى الروح في كلامه تعالى حتى تحمل عليه, يقول كل نفس ذائقة الموت ليس المراد الاستعمال الثالث وإنما المراد الاستعمال الثاني, أن الآية إنما تعم الإنسان ولو كان يقول تخص الإنسان كان أدق, أن الآية تخص الإنسان لا غير كالملك والجن وسائر الحيوان وان كان بعضها مما يتصف بالموت كالجن والحيوان ومن القرينة على اختصاص الآية بالانسان قوله {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد افإن مت فهم الخالدون} بحث آخر,  هذه هي استعمالات النفس في القرآن, (كلام لأحد الحضور) يقول لا تشمل احسنتم ولا يقول أن هذه  تنفي لا ليس لسان نفي.

    بعبارة أخرى: لا يوجد فيها إطلاق لتشمل غير الإنسان لماذا؟ يقول لان القرآن الكريم لم يستعمل النفس في كل ماله حياة وإنما أطلق النفس بالاطلاق الثاني والثالث إما شخص الإنسان وإما ذلك البعد المجرد في الإنسان فشموله لغير الإنسان يحتاج إلى قرينة ودليل, (كلام لأحد الحضور) أنا أقول ولذا أنا سألت قلت أنه رأيتم آية في القرآن نعم في بعض الآيات يوجد أنه في نار جهنم الجن والإنس موجود ولكن أنا في الجنة أنا لم أجد روايات وهذا بحسب تتبعي وإذا الاخوة يجدون يكون كثير مناسب, (كلام لأحد الحضور) أنا أقول انظروا ماذا تقول لان الروايات الواردة كلها تتحدث عن جنة الإنسان أما جنة الجن ما هي خصائصها وما هي درجاتها هذه غير موجودة نعم في النار يوجد عندنا تصريح {أضلانا من الجن والإنس نجعلها تحت أقدامنا} أما في الجنة نحن ليس عندنا وهذه الأبحاث إنشاء الله الاخوة يتابعونها عندما يطالعون هذا هو البحث الأول.

    البحث الثاني: ما هو الروح في القرآن؟

    البحث الثاني وهو الروح, فيما يتعلق بالروح يوجد موضعين عند السيد الطباطبائي بشكل مفصل طبعا كثيرا تعرض لها السيد ولكن أفضل المواضع التي كانت تنفعنا هذا الموضع التي أشرت إليه.

    البحث الثاني أو الاصطلاح الثاني الذي استعمله القرآن الكريم هو الروح, في موضعين عرض السيد الطباطبائي لبحث الروح في القرآن, الموضع الأول الجزء 20 في صفحه 173 تحت عنوان كلام فيما هو الروح في القرآن, وكذلك عرض لذلك بشكل تفصيلي في الجزء الثالث عشر من صفحه 195 ولعله 10 أو 15 صفحه عنده بحث في ذيل قوله تعالى {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} نحن أيضا بمقدار الحاجة نقف والا ليس أكثر ما هو الروح؟

    الروح يقول السيد الطباطبائي مبدأ الحياة في الإنسان الذي مرجعه النفس في الاصطلاح القرآني لأنه نحن في الاستعمال الثالث لم نأتي باسم التدبير قلنا مبدأ الحياة والعلم والقدرة إلى غير ذلك, والروح أيضا كذلك وعلى هذا الاساس قد يطلق النفس ويراد منه ذلك المبدأ مبدأ الحياة وقد يطلق الروح ويراد منه ذلك المعنى إذن لا يوجد ذلك الفرق الاصطلاحي الموجود عند العرفاء وغير العرفاء, تكررت كلمة الروح والمتبادر منه ما هو مبدأ الحياة في قوله تعالى ولم يقصرها في الإنسان, التفتوا جيدا إذن الفارق الأول بين النفس والروح ما هو؟ أن النفس بحسب الاستعمال الأول مطلق ولكن لا ينفعنا شيء وبحسب الاستعمال الثاني والثالث مختص بالانسان أما الروح عامة, إذن التفتوا جيدا نحن في يوم كنا في مكان وكان صلاة الجمعة في بعض دول الخليج  ورأيت هذه التلفونات تدق فنصحتهم أنه رجاء لما تدخلوا هذه أطفئوها نحن كملنا وتلفوننا دق وأيضا خلف السماعة وأنا واقف خلف مكبرات الصوت وان كان الحمد لله يوجد سنة حسنة هناك أن هذه المساجد فيها أجهزة فوق فهذه أساسا لا تأخذ وانتهى كل شيء على أي الأحوال.

    قال: ولم يقصرها في الإنسان, إذن الفارق الأول أنه الروح مبدأ الحياة والنفس مبدأ الحياة ولكن الاستعمال القرآني للروح أعم من الاستعمال القرآني للنفس فان الروح موجودة في كل ماله حياة.

    قال: ولم يقصرها في الإنسان أو في الإنسان والحيوان بحسب بل أثبتهما في غيرهما, يعني في غير الإنسان وفي غير الحيوان كما في قوله تعالى {فأرسلنا إليها روحنا} إذن الروح هناك الذي مبدأ الحياة والتي هي مبدأ الحياة أيضا تطلق, {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا} إلى غير ذلك فللروح, محل الشاهد, إذن من حيث الاستعمال معنى واحد مبدأ الحياة ولكن من حيث الشمول فان الروح أوسع شمولا من النفس التفتوا هذه نكات قرآنية مفيدة لمعرفة مفاتيح القرآن.

    فللروح مصداق في الإنسان ومصداق في غير الإنسان من الحيوان والنبات والملك والجن بل والحق سبحانه وتعالى, هذا المعنى أيضا يشير إليه في الجزء 13 صفحه 195 قال:

    والروح على ما يعرف في اللغة هو مبدأ الحياة الذي به يقوى الحيوان على الاحساس والحركة الإرادية, ولفظه يذكر ويؤنث, هنا يذكره السيد الطباطبائي وجناب الشيخ يقول راجعت فلم نجد وإنما المشهور والغالب أنه يذكر أما يذكر ويؤنث لعله توجد لغة, هذا هو الامر الأول في الروح.

    إذن: اتضح من حيث الشمول في الاستعمال الروح أوسع ومن حيث المعنى واحد أما من حيث الشمول فالروح أوسع استعمالا وشمولا من النفس هذه نقطة.

    النقطة الثانية في الروح: يقول أنه وصف الروح بوصف لم نجد ذلك بغير الروح وهذا هو المميز الثاني بين الروح وبين النفس ما هو الوصف؟ الوصف الذي وصفه به تعالى قال في عدة آيات والذي يصلح أن يكون معرفا لها, مقصوده من لها الروح باعتبار قال يذكر ويؤنث والا المفروض كان أن يكون له, والذي يصلح أن يكون له في كلامه تعالى ما في قوله {يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} إذن ما هي حقيقة الروح؟ (كلام لأحد الحضور) احسنتم حقيقة الروح لم يبينها القرآن الكريم ولكن ذكر مبدأ وجودها ما هو وهذا لن تجده في القرآن في النفس من أول القرآن إلى آخر القرآن, يسألونك عن النفس قل النفس من أمر ربي, نعم هذا المعنى تجده في الروح.

    قال: حيث أطلقها إطلاقاً وذكر معرفا لها انها من أمره, ما هو أمره في القرآن الكريم, {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} إذن معرف الروح في القرآن أنه لا يتوقف إلا على الامر الإلهي يعني كن فيكون يعني دفعي أو تدريجي؟ يكون دفعي الوجود وهذا ما لم يذكره في مبحث النفس, هذا البحث لم يشر إليه هنا تفصيلا وأشار إليه تفصيلا في المجلد الثالث عشر في صفحه 197 قال: ومن الدليل على أن وجود الأشياء كذا قال {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} حيث شبه أمره بعد عده واحدا بلمح البصر وهذا النوع من التشبيه لنفي التدريج وبه يعلم أن في الأشياء المكون تدريجا الحاصلة بتوسط الأسباب الكونية المنطبقة على الزمان والمكان توجد جهة معراة عن التدريج وعن الزمان وعن المكان.

    إذن: لكل حقيقة بعدان بعد مرتبط بعالم الأسباب الظاهرية التي يعبر عنها بتعبيره بالخلق وبعد مرتبط بعالم الامر الذي يوجد فيه تدريج أو لا يوجد؟ لا يوجد, اتضح المعنى إلى هنا, الآن النفس أن تضعوه والنفس اين تضعوه؟ النفس تقع في البعد الأمري أو بالبعد الخلقي؟ بالبعد الخلقي طبعا هذا لم يبينه وإنما هو نتيجة هذين البحثين, والروح تقع في البعد الأمري, إذن ما هو الفرق بين الروح والنفس؟ بحسب فهمنا من القرآن الكريم وليس لنا دخل بالفلسفة والعرفان وغيرهما, ما الفرق بينهما؟ أنهما حقيقة واحدة ولكن في بعدها المرتبط بالوجه الحق تسمى روحا وبالبعد المرتبط بالبدن تسمى نفسا, وهذا قريب مما ذكره الاخوة يتذكرون في المجلد 2 من الأسفار يعلمون بأنه العقل نحن ليس عندنا شيء اسمه العقل وشيء اسمه النفس ولكن عندنا حقيقة واحدة لها بعد مجرد في نفسها ولها بعد تدبيري للبدن هذا في نفسها عقل وفي تدبيرها نفس.

    قال: وأما الجهة التي بها تدريجة مرتبط بالأسباب الكونية منطبقة على الزمان والمكان فهي بهذا من الخلق قال تعالى {إلا له الخلق والامر}  فالأمر, تعريف التفتوا جيدا هذه قاعدة, فالأمر هو وجود الشيء من جهة استناده إليه تعالى والخلق هو ذلك الشيء من جهة استناده إليه و لكن بالواسطة أو بلا واسطة؟ بالواسطة, مع توسط الأسباب الكونية فيه.

    هنا افتح لي قوس حتى أصل نتيجة مهمة أنه ما من وجود في عالم الإمكان إلا وله نحو واحد من الارتباط بالحق أو نحوان؟ نحو مع الأسباب ونحو الوجه الخاص أو الوجه الأمري, عبروا عنه الوجه الأمري الذي بلا واسطة والوجه الخلقي الذي هو مع الواسطة, وعموما, هنا أريد أن اخذ منها نتيجة معرفية وأخلاقية: وعموما البشر عندما يتوجه إلى تحقيق أمره وتحقيق حاجاته دائما كل توجهه إلى أي واسطة والى أي طريق؟ مع الاسف الشديد في الأعم الأغلب بل في كل الأحيان إلا أن يصاب باليأس من الأسباب فعند ذلك يلتجأ ولكن مع أنه اقرب الطرق هو ذاك وليس هذا وهذا الذي يعبر عنه بكلمات العرفاء أن كل موجود له طريق ويتذكر الاخوة نحن في مقدمة الفصوص أشرنا إليه أن كل وجود له ارتباط مستقيم ومباشر مع الله سبحانه وتعالى هذا الخط الأحمر والاتصال المباشر الموجود فيه الدواء ولكن لا نستعمله فنذهب إلى الطبيب والى الأصدقاء والى الحواشي ونذهب … إذا يأسنا عند ذلك نقول أن هذه الأبواب أغلقت فلنذهب إلى هذا الباب, (كلام لأحد الحضور) نعم توسل في هذا, نعم هذه الأسباب الطبيعية {وابتغوا إليه الوسيلة} ذاك أيضا توسل ولكنه مقصودي التوسل على نحوين المعروف منه هو هذا (أبو الأسباب) والا في الأعم الأغلب في الواقع أي أحد يصاب بأي ابتلاء وبأي حاجة عنده أول ما يتوجه لا يتوجه إلى مسبب الأسباب هذا الذي يعبر عنه العرفاء بالفارسية أن الطريق طريقان: طريق سبب (سازي) وطريق سبب (سوزي) سازي يعني إيجاد الأسباب وسوسي يعني حرق الأسباب, وهذا الذي يظهر يوم القيامة الإنسان إذا كان ستار العيوب على الناس في الدنيا الله سبحانه وتعالى يظهر له بالطريق المباشر وبالخط المباشر وبالخط الساخن الذي يعبر عنه حديثا يقول له انظر هذه أنت كنت فعلتها ولكن أنا استرها عليك حتى ملكيك لا يعلمون بها يعني الوسائط لا يطلعون إذا كنت ستار العيوب في الدنيا أما إذا تصير بالعكس أنت تصير مظهر يعني أنت بلسان حالك تطلب ستار العيوب أو مظهر العيوب إذا أنت اين ما تجلس وتظهر عيب الناس يعني أنت بلسان استعدادك تريد من الله استر عيبي أو اظهر عيبي؟ اظهر عيبي يوم تظهر وكله يظهره لك أما استر العيب هنا الله ستار العيوب هناك هذا هو الامر الثاني.

    الامر الثالث: والذي هو من أهم الأبحاث إخواني الاعزاء وهو أنه هذا الروح ما هي مراتبه هل له مرتبة واحدة؟ بحسب تعبير القرآن الكريم الروح واحدة أو متعددة؟ صريح القرآن الكريم أن الروح متعددة فلهذا أنت عندك روح القدس, {أيدناه بروح القدس} {أيده بروح منه} وهو الروح الذي يؤيد به المؤمن, (كلام لأحد الحضور) لا ليس الانبياء الانبياء يؤيدون بروح القدس, {أيدهم بروح منه} الثالث {نفخت فيه من روحي} وكثير تجد أن التعبير واحدة أيده وواحدة نفخ فيه وهكذا.

    إذن: القرآن الكريم بصريح العبارة يبين لنا أن الروح, طبعاً أن أقول مراتب لان هذه فهمنا منها أنا الآن لا أريد أن القي بضلال فهمي على الآيات القرآنية وهذه في المرحلة اللاحقة لابد أن نعرف وهذه مرة تقول روح القدس ومرة وأيدهم بروح منه ومرة الروح المطلق كما في قوله تعالى {تنزل الملائكة والروح} يوم يعرج الملائكة والروح, وهذا الروح لا به نفخ ولا به تأييد ولا به قدس هذا أي روح؟ جملة من المفسرين قالوا انها روح القدس مع أنه لا دليل عليها والا القرآن الكريم إذا كان يريد من الروح روح القدس كان قيد كما قيد في آيات أخرى, إذن عندما يقيد مرة بالقدس ومرة أخرى لا يقيد إذن يريد أن يقول هذه روح وتلك.  وفي تعبير آخر: {نزل به الروح الأمين} إذن الأمين, القدس, أيده, نفخ, و.. إلى غير ذلك وهذا المعنى إنشاء الله تعالى الاخوة هذه الليلة يراجعوه لي.

    قال: وهو تعالى وان ذكرها في كلامه, الجزء 20 صفحه 173, وان ذكرها في اغلب كلامه بالإضافة والتقيد ولم يذكرها مطلقة, قال {ونفخت فيه من روحي} {ونفخ فيه من روحه} {فأرسلنا إليها روحنا} {روح منه} {وأيدناه بروح القدس} إلى غير ذلك, إلا أنه جملة من الآيات جعلها مقيدة ومضافة أو جعلها مطلقة؟ جعلها مطلقة كما في قوله تعالى {تنزل الملائكة والروح فيها} {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}.

    السؤال المطروح هنا نحن كم روح عندنا في القرآن أو عندنا روح واحدة وهذه مصاديقها أو روح واحدة عندنا وهذه شؤونها, ما هي العلاقة بين الروح المطلق في القرآن الذي لم يقيد ولم يضف وبين باقي أنواع الأرواح بعدنا لم نجي إلى الروايات والا أنت تعلمون أن في الانبياء خمسة ارواح وفي المؤمنين أربعة ارواح وفي غير المؤمنين ثلاثة ارواح, يعني ماذا ثلاثة ارواح يعني ثلاثة أشياء توجد؟ ما هي العلاقة بين الروح المطلق الذي لم يضف ولم يقيد وبين الروح المقيد والروح المضاف وهذا غدا يـأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/04/23
    • مرات التنزيل : 1343

  • جديد المرئيات