نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (156)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وقد يكون بتبديل الصفات البشرية بالصفات الإلهية دون الذات فكلما ارتفعت صفة صفاتها قامت صفة إلهية مقامها فيكون الحق حينئذ سمعه وبصره كما نطق به الحديث ويتصرف في الوجود بما أراد الله.

    قبل الدخول في بيان النحو الثالث من أنحاء الفناء عندما نقول بأنه فناء قلنا بأنه ا لفناء على أنحاء ثلاثة:

    النحو الأول من الفناء: يعني زوال التعينات الخلقية وبقاء أصل المتعين, كمثاله المحسوس قطرة من الماء عندما تقع في البحر فان قطريتها أن صح التعبير تعينها يزول ومائيتها باقية, النحو الثاني من الفناء هو الذي أشار إليه هو أن التعين باق ولكنه لا يمكن أن يتميز عن غيره, لا أن التعين زائل التفتوا جيدا, إذا أردنا أن نتكلم عن النحو الأول فهو من السالبة بانتفاء الموضوع للتعين أما في النحو الثاني من الفناء فهو من السالبة بانتفاء المحمول للتعين لا الموضوع, يعني أثره لا يرى وإلا التعين موجود وكاملا  كما ضرب في المثال وسيأتي أمثلة أخرى يقول انظروا أنت عندما تأتي إلى نور الشمس وتضع في قباله شمعة تنير هذه الشمعة لها درجة من درجات الإنارة والضياء ولكنه الآن في قبال نور الشمس ظاهر أو مختفى ولكنه موجود أو غير موجود؟ هو وتعينه موجود ولكن له اثر أو ليس له اثر, هذا هو النحو من الفناء التفتوا جيدا, في هذا النحو الثاني من الفناء جاء هذا البيتان:

    تسترت على عن دهر ,إذن تسترت فالتعين الذي لي موجود,تسترت عن دهري بظل جناحه,لأن الدهر عنده جناح فهذا الجناح هو النور الاصلي وظل هذا الجناح فانا وقفت في هذا الظل فانا أُرى أو لا أُرى أنا أرى الأشياء ولكن تراني أو لا تراني؟ لا تراني.

    تسترت عن دهري بظل جناحه فعيني ترى, لأني واقف وتعيني موجود فعيني ترى دهري وليس يراني.

    فلو تسأل الأيام, اسأل الأيام اسأل أي شيء, ما اسمي ما درت, لماذا لم تدري؟ لأنه بالأساس يستدل بالأثر على وجود المؤثر فان لم يجد الأثر لا يمكن الاستدلال على المؤثر.

    فلو تسأل الأيام ما اسمي ما درت    وأين أين مكاني ما درين مكاني

    لأنه أنا ظاهر أو باطن؟ مختفي, إذن كيف يعرفون مكاني هذان البيتان من الشعر مع شرحهما التفصيلي جاء في كتاب مصباح الانس هذه الطبعة الحديثة 709 وكذلك في إعجاز البيان في شرح سورة الفاتحة للقونوي الطبعة التي عندي لحيدر آباد صفحه 40 وطبعات أخرى لعله موجودة يشار إليها, قال: وقد يكون, إلى هنا انتهينا من النحو الثاني ونأتي إلى  النحو الثالث فلذا انتبهوا جيد.

    النحو الثالث الذي هو من أنحاء الفناء أنا بالأمس أنا ذكرت واليوم أؤكد القاعدة: اخواني هذه البيانات في أنحاء الفناء تبين لك بعد ذلك مقامات الفانين ومقامات العرفاء بالعرفان العملي, يعني قد يكون إنسان فانٍ ولكن فناء من النحو الأول يعني زالت تعينه وبقي أصله, أين يقع أقوله بعد ذلك, قد يكون فناءه من النحو الثاني وهو أن تعينه موجود على حاله ولكنه مختف تحت نور أقوى, في الحالة الثالثة أو النحو الثالث من الفناء هو هذا: وهو أن التعين يزول والذات لا تزول كما كان الأمر في النحو الثاني من الفناء ولكن هذا الوجود يتحول من صفات بشرية إلى صفات إلهية يعني ماذا؟ يعني الآن عيني أرى بها, هذه عيني عين إلهية أو عين بشرية؟ عين بشرية, بقرب النوافل هذه العين البشرية تكون عينا إلهية > ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه, كنت بصره< فالمبصر ليس الله المبصر هو زيد ولكن بأي آلة يبصر؟ بصفة بآلة بعين بسمع بيد, برجل, بشرية أو إليهة؟ هذا نحو من أنحاء الفناء والمعبر عنه بقرب النوافل, لا أدري أتضح المعنى.

    على هذا الاساس, طبعا هذه فيها الكثير من اللوازم لأن العبد إذا نظر بعينه هذه العين قد تصيب وقد تخطأ هذا أولا.

    ثانياً: أن عينه لها مدى معين أما العين الإلهية يقينا مداها أوسع وهكذا, ثم إرادته تختلف لأنه إذا صارت الآلات إلهية الارادة تكون إلهية ما تشاؤون إلا أو > أدبني ربي فأحسن تأديبي< إذن هذا قرب النوافل لا يسقط التعين وإنما يبد الصفات وهذا نحو من أنحاء الفناء الذي يصطلح عليه هؤلاء بالفناء.

    سؤال ما هو قرب الفرائض؟ الجواب نحن بناء, ضعوا ذهنكم معي إخواني هذا بيان للفرق بين الفرائض والنوافل بشكل آخر, نحن قلنا بناء الوحدة الشخصية لا يوجد إلا الوجود الحق وشؤون هذا الوجود الحق هل يوجد شيء آخر بناء على الوحدة الشخصية؟ لا يوجد, الوجود الحق وشؤون الوجود الحق هذه الشؤون على نحوين شؤون ذاتية وشؤون فعلية, شؤون في مقام الصقع الربوبي وشؤون في مقام الفعل الخارجي كلتاهما شؤون, ومن هنا نحن قلنا أنه في الصقع الربوبي توجد عندنا أعيان, واسماء… إلى غير ذلك ولكن كل هذه شؤون علمية للحق سبحانه وتعالى.

    سؤال: سماء, وعقل, ومثال, وجنة, بناء على الوحدة الشخصية هذه أيضا شؤون الحق ولكن شؤونه ما هي؟ الفعلية في مقام الفعل, بناء على هذا الفهم للوحدة الشخصية والتمييز بين نحوين من الشؤون, الشؤون العلمية إن صح التعبير الشؤون العملية الخارجية يعني ما سوى الله بناء على هذا في قرب النوافل تتبدل صفات الشؤون الفعلية لأنه هذا الإنسان باق على تعينه وهو شأن من الشؤون أنا وأنت من الشؤون العلمية للحق أو من الشؤون الفعلية للحق نحن مرتبطين بالصقع الربوبي أو بما سوى الله بالعالم؟ مرتبطين بالعالم, إذن في قرب النوافل تتبدل صفات بعض الشؤون الفعلية للحق, لا أدري أتضح المعنى, أما في قرب الفرائض ماذا يصير؟ في قرب الفرائض ماذا يوجد عندنا > ما زال عبدي يتقرب إلي بالفرائض حتى أحبه فإذا أحببته كان سمعي < وسمعه من الشؤون الفعلية أو من الشؤون العلمية؟ من العلمية, هذا فارق أساس بين قرب النوافل وبين قرب الفرائض, ففي قرب النوافل تعين العبد باق على حاله ولكن تتبدل صفات هذا التعين, صفات هذه الذات, أما في قرب الفرائض ماذا؟ تعينه باق أو غير باق؟ فيصير على النحو الأول احسنتم, ويا ليت كان الشيخ القيصري ملتفت لأنه النحو كان المفروض أين يقوله؟ قرب الفرائض كان المفروض يبينه هناك ولذا هنا قيده بقرب النوافل لأنه ملتفت إذا أراد أن يكون التعين باقيا فهو من قرب النوافل, هناك يزول تعين العبد, فإذا زال تعين العبد يوجد أنا أو لا يوجد أنا, يوجد كنت سمعه أو لا يوجد سمعه؟ بل يوجد سمعي, سمعي هذا الموجود يكون شأن من شؤون الحق وليس الحق يكون شأنا من شؤون العبد, لا أدري استطعت أن أوصل هذا المطلب أو لا؟ (كلام لأحد الحضور) احسنتم يصعد في مقام الكمال.

    من قبيل من باب التقريب إلى الذهن: هذا العلم أين موجود؟ هنا موجود وهذا شأن خارجي أو شأن ذاتي؟ خارجي ولكن أنا من خلال البيان الذي أبينه ومن خلال هذه الالفاظ ماذا يحدث بالنسبة إليك؟ يتحول من شأن خارج إلى شأن علمي يعني يتحول من شأن عملي أن صح التعبير إلى شأن ذاتي إلى شأن علمي, لا أدري التفتوا إلى المثال, > من عرف نفسه فقد عرف ربه < يعني إذا أردت أن تعرف الأولين والآخرين ابدأ من النفس ولكن بشرط أن تكون مجتهدا في فهم النفس وإلا إذا لم تكن مجتهدا في فهم النفس لا يمكنك أن تستعيد, لذا لا أتذكر وأنا أقولها صريحا للاخوة, لا أتذكر أي مطلب علمي في أي مجال في المبدأ, في المعاد, في العقول, في الجنة, في النار, في أي شيء, كونوا على ثقة عندما أُشكل علي تصوره رجعت إلى نفس فحُلت المشكلة تصورا, لأنه تصديقا افترضوا البرهان قائم ولكن أريد أن أتصور هذه القضية كيف تكون بهذا الشكل, كيف يمكن الآن كما يتفضل جناب الشيخ أنه شأن عملي هو من الشؤون العملية للحق يكون من الشؤون الذاتية, في قوس النزول يحصل عندك هذا, أنت من العقل تنزله إلى الخيال والى الحس المشترك والى الكتاب, هذا لما صار قلم وصار حركة اليد هذه حركة اليد شأن عملي أو شأن علمي؟ ولكن قبل أن تحرك اليد للكتابة ماذا كانت تلك المعلومة؟ كانت شانا علميا هذا في قوس النزول, ولكن في قوس الصعود البعض يصعدون إلى أن يصل إلى أي مقام؟ افترضوا يصل إلى عالم المثال, افترض بعده يصعد إذا وفق إلى عالم العقل ويقف هناك انتهت القضية, والبعض يكتفي بعالم العقل أو يصعد بقوس الصعود فيصل إلى الأعيان الثابتة, ما معنى يصل إلى الأعيان الثابتة؟ الجواب يصل يعني يتحد, ما معنى يتحد معناه يفنى, يزول تعينه الذاتي فيكون جزئا من التعين العلمي للحق ثم إلى عالم مقام الواحدية, ثم إلى مقام الاحدية, واضح صار المطلب الآن وبهذا يتبين لنا فرق أساس بين قرب النوافل وبين قرب الفرائض, في قرب النوافل لا يزول تعين العبد ولكن يكون الحق شأن من شؤون أما في قرب الفرائض يزول تعين العبد فيكون شأنا من شؤون الحق العلمية لا شأنا من شؤون الحق العملية, ضع ذهنك معي.

    ما هي النسبة بين النفس وبين شؤونها الذاتية, وبين شؤونها التي هي قواها ما هي النسبة؟ هي هي أو هي غيرها؟ أعيد ما هي النسبة بين النفس وبين شؤونها الذاتية؟ هي هي, صحيح؟ فإذا صعد الإنسان وصار مقام قرب الفرائض يكون شأنا من شؤون من؟ فإذا صار شأنا من شؤون الحق لنا حالات مع الله نحن هو وهو نحن ونحن نحن وهو, لا يتبادر إلى ذهنك يكون من كل الوجوه لا ليس بهذا الشكل, أنا لا أدري هذه الرواية توجد عندنا هو يقول في الكافي أنا في بحثت في الكافي ولم أجد هذه الرواية والشيخ حسن زاده ينقلها في (رسالت از ديدكاه عارف) وهذا اللسان يأتي في الكافي أو لا يأتي لا أدري, ولكن في الكافي يقول لنا حالات مع الله نحن هو وهو نحن, ويضع حاشية رقم 27 وأنا لما راجعت الحاشية رقم 27 يقول تعليقي مولا علي النوري, لا أدري كيف تكون مع تلك, وراجعت الفهرس الذي عندي في أصول الكافي في مادة حالات فلم أجد هذه فإذا انتم بحثتم انظروا أين توجد هذه الرواية, >لنا حالات مع الله هو فيها نحن ونحن فيها هو ومع ذلك هو هو ونحن نحن < هذه الإضافة هو هو ونحن نحن ينقلها عن الإمام الصادق عن الفيض في الكلمات المكنونة التي له, الفيض عنده رسالة جدا قيمة رسالة في الكلمات المكنونة كيف في نوادر الأخبار عنده, عنده رسالة كثيرا قيمة صغيرة وليس كبيرة وبالقطع الصغير, الكلمات المكنونة, وإذا صار وقت آتي بها لكم من هناك, وبغض النظر أن الرواية صادرة أو ليست صادرة, المهم المضمون على القواعد تام أو غير تام؟ نعم باعتبار أنه هو يكون شأنا من شؤون الحق فإذا صار شأنا من شؤون الحق العلمية, يعني في الصقع الربوبي فيكون هو هو وليس هو هو, لا مغايرة من تمام الجهات ولا وحدة من تمام الجهات, واضح هذا المطلب.

    قال: وقد يكون بتبديل الصفات البشرية بالصفات الإلهية دون الذات, الذات باقية على حالها والتعين محفوظ وبهذا يشترك هذا الوجه الثالث أو النحو الثالث من الفناء مع النحو الثاني ويفترقان عن النحو الأول لأنه هناك زوال للتعين.

    فكلما ارتفعت صفة من صفاتها, بعض المعلقين والمحشين يقول كلما ارتفعت صفة ذميمة حلها صفة حسنة, لا يا مولانا ليس المراد هذا, يعني ارتفع البخل جاء مكانه الجود, لا ما صارت هذه الصفة إلهية, المراد أنه الجود البشري يكون جوداً إلهيا.

    قال: فكلما, (كلام لأحد الحضور) أصلاً احسنتم لا مقصودي بأنه بعض المعلقين هذا بيناهم وهذا غير تام, الذي مراد هنا أنه تنظر بعين بشرية وهذه العين البشرية قد لا ترى الحرام ولكن تبقى عين بشرية, (كلام لأحد الحضور) لا بد إذا تحولت إلى عين إلهية بدأ ينظر بعين الله, > المؤمن ينظر بنور الله < إذا ذاك صار عند ذلك يكون قرب النوافل وعند ذلك يحصل الفناء من النحو الثالث.

    فكلما ارتفعت صفة من صفاتها قامت صفة إلهية مقامها فيكون الحق سمعه, يعني التعين الذي له باقٍ إذن قوله تعالى {وما رميت إذ رميت} هذا أين؟ في الفرائض أو النوافل؟ في النوافل, وما رميت, (كلام لأحد الحضور) أحسنتم, {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} يعني رميتك كانت بآلة إلهية وإلا رميت, نعم لا فرق بينك وبين هؤلاء إلا أنهم عبادك تصير فرائض.

    قامت صفة إلهية مقامها فيكون الحق حينئذ سمعه وبصره كما نطق به الحديث, يعني حديث قرب النوافل, ويتصرف, هذا ليس فقط قواه الإدراكية تكون إلهية بل قواه العملية والمتصرفة أيضا تكون إلهية, يعني كما لا يرى إلا بعين الله لا يريد إلا بإرادة الله, ويتصرف في الوجود بما أراد الله. انتهى المقام الثاني من البحث.

    (كلام لأحد الحضور) هذا بحثه في التشكيك, تجد إنسان كل صفاته الإنسانية تكون صفات إلهية, إنسان آخر تكون فيه صفة واحدة من الصفات الإلهية هذا بحسب التشكيك نعم, لا أحد يقول أن الإنسان الكامل واجد لها جميعا, يعني الإنسان الكامل وجود النبي الخاتم وأوصياؤه هؤلاء عندهم قرب النوافل كاملا وأيضاً قرب الفرائض كاملا, وترتب آثار كلامية على هذا المطلب لأنه الأنبياء يختلفون في هذه المراتب فعند ذلك تجد العتاب الموجود في الآيات القرآنية ونسبة هذا العتاب إليهم في بعض الأمور إلى كذا, هذا لا ينافي أنهم جميعا معصومون بالدرجة المطلوبة من العصمة ولكن فيما فوق ذلك في قرب النوافل وقرب الفرائض يتمايزون ويتفاضلون فيما بينهم.

    المقام الثالث من البحث: كم هو الفناء؟ قلنا فيما سبق هل هو الفناء؟ ما هو الفناء؟ الآن أقسام الفناء كم هو الفناء؟ نحن إلى الآن كم نحو أنحاء الفناء ذكرنا؟ ثلاثة, واحدة منها إزالة التعين, وواحدة منها بقاء التعين مع الاختفاء, وواحدة منها بقاء التعين, وهذا الفرق نشير إليه بين الثاني والثالث, واحدة منها بقاء التعين مع بقاء الظهور حتى يفترق عن الثاني لأن الثاني كان بقاء التعين مع الخفاء وفي الثالث بقاء التعين مع الظهور ولكن أن السمع يكن إليها, أن العين تكون إلهية, وهذه أنحاء ثلاثة.

    سؤال: هذه حاصلة للجميع بأعلى مراتبها؟ يقول أبداً, أنا أقول أبداً, ولكن أدنى مراتبها ستحصل ولكن حصولها تارة يكون رغم انف الإنسان وأخرى يكون باختيار الإنسان, (كلام لأحد الحضور) الدانية نعم وإلا افترضوا الآن أعلى مراتب الفناء الذي يصل إليه الإنسان الكامل في قوس الصعود, كل البشر يصلون هنا؟ أبداً لا يصل أحد, ولكن يصل إلى درجة أن الإنسان يوم القيامة يقول ربنا سمعنا وأبصرنا نرى, هذا البصر الذي عبرنا عنه في النفخ الثاني البقاء بعد الفناء, البقاء بالله, أليس بهذا الشكل هذه النقطة أشرنا إليها سابقا وبحثه سيأتي إنشاء الله  في آخر هذا الكتاب وفي آخر الفصل إذن يحصل درجة من درجات الفناء, هذا تارة يكون اختياري وبتعبيره تارة يكون معجل ومراده من معجل يعني الاختياري وأخرى يكون مؤجل يعني للجميع, تعالوا معنا إلى القسم الأول وهو المعجل هذا الذي صار عنده فناء اختياري بأحد هذه الانحاء الثلاثة الآن هذا الذي فنا يرى البرزخ أو لا يرى البرزخ؟ يرى البرزخ, يرى الحشر الأكبر أو لا يرى الحشر الأكبر؟ يرى الحشر الأكبر, يرى الجنة أو لا يرى الجنة ليس الجنة البرزخية بل الجنة الأخروية, أتاني سؤال في المطارحات في العقيدة وبالحق كان سؤالا جيدا قال سيدنا انتم تقولون أن الجنة الأخروية من دخلها لا يخرج وروايات المعراج التي أنت نقلتها تقول دخل رسول الله إذن كيف خرج منها؟

    الجواب: طبعا أنا بتعبيرنا هناك بتعبيرنا هنا ( عبرته عليه مشيتها) لأنه لم أكن استطيع أن أبين المباني الآن هنا اقدر أن أتكلم وهذا تصريح واتفاق يوجد أن تلك الجنة  من دخلها لا يخرج منها إذن رسول الله كيف دخل وشرب وخرج؟ الجواب (كلام لأحد الحضور) احسنتم وهو أن رسول الله من الذي قال أنه خرج من تلك الجنة الآن هو في تلك الجنة > يا علي أنا مدينة الحكمة وهي الجنة < نعم بعض, يعني يا رسول الله فقط هو في الجنة؟ يقول لا انتم أيضا في الجنة ولكن لا أدري ما أقول انتم (عميان) لا ترون انتم في الجنة أو انتم ليس في الجنة.

    انظروا إلى هذه الرواية التي أنا طلبت من الإخوة أن يجدوها ولم يجدوها, في البحار الجزء 168 صفحه 102 الرواية قال: كنا عند ابي عبد الله الصادق فقال رجل في المجلس: اسأل الله الجنة, فقال: أبو عبد الله الصادق: انتم في الجنة فاسألوا الله أن لا يخرجكم منها, فقالوا: جعلها فداك, ليس السائل فقط بل هولا كلهم استغربوا, جعلنا فداك نحن في الدنيا, نحن أين والجنة أين, فقال: ألستم تقرون بإمامتنا, قالوا: نعم, فقال: هذا معنى الجنة الذي من اقر به كان الجنة فأسالوا الله أن لا يسلبكم, الآن في الجنة ولكنه نتلفت أو لا نلتفت؟ لا نلتفت, لماذا لا نلتفت؟ هذه التعلقات الدنيوية والارتباطات والتعلقات, والجاه, والمقام, ولي ولك, وحواشي, ولوبيات, إلى آخره إلى ما شاء الله لا يوجد شيء آخر.

    ولذا في كلمات الإمام أمير المؤمنين × هذه عباراته وعجيب هذه العبارة وانتم مرارا سمعتم هذا >وإنما كنت جارا جاوركم بدني أياما < أنا أين كنت؟ أنا في الملأ الأعلى بتعبيره هو, إلى الرفيق الأعلى بتعبيره عندما سألوه وكانوا يبكون على فراشه قالوا له يا أمير المؤمنين إلى أين؟ قال: إلى الرفيق الأعلى والعيش الأهنى, وليس هو فقط الإمام الحسين ×في العاشر من المحرم كلما اقترب من وقت الشهادة أشرق وجهه وليكون في علمك أن المؤمن الحقيقي من أتباع أهل البيت وإنشاء الله كلنا كذلك ببركة الولاية لهم والارتباط بهم اطمأنوا أنه في أخريات حياتهم هكذا يحدث هذا نص.

    ونص آخر لما يصف المؤمنين والمتقين يقول: > قلوبهم في الجنان وأبدانهم في العمم < قلوبهم يعني حقيقتهم يعني ارواحهم, الآن في الجنان ولكن دائما هذه نكتة أريد أن أشير إليها افتح قوس, دائما أنت عندما تسمع في الجنان أين يذهب ذهنك, (كلام لأحد الحضور) ها هذه مشكلة حور, ومياه, (وينهن) يا أخي هذه جنان حسية ويوجد جنان عقلية وأنت الآن أنت تملك صورة باهتة من خلال العلم الحصولي بهذه المعارف والله لو تعطى الدنيا باطباقها سبع مرات عندك استعداد أن يأخذون منك هذه العلوم أو ليس عندك استعداد؟ نعم في الضمن يوجد بثمن بخص يبيع هذا ورأينا منهم ولكن المؤمن الملتزم الواعي الدنيا وما فيها يعطى ويقولون له تحشر يوم القيامة ولكن ليس عندك هذه المعارف, (كلام لأحد الحضور) لا, الآن يعطى يقبل أو لا يقبل؟ فأي جنة أقوى من هذه الجنة, وهذه هي الجنة العقلية ولكن نحن الآن نعيش الدرجة الدانية من الجنة العقلية وإنشاء الله المعرفة هنا بذر المشاهدة هناك, أن الدنيا مزرعة الآخرة.

    قال: (كلام لأحد الحضور) نعم لا يخرج لأنه إذا صار من أهل العناد فهو من الآن في النار, (كلام لأحد الحضور) الآن فيها باعتبار مؤمن ويخرج إذا خالف أهل البيت وعاندهم وإذا فارق طريقتهم خصوصا إذا كان عن عناد بتعبير الروايات يخرجون بعد إذ دخلوا, روايات عندنا بهذا المضمون, قال من الذي يخلد في النار؟ قال: الذين خرجوا بعد أن دخلوا, قال الذين لم يدخلوا هولا ماذا؟ قال: هؤلاء يرجون لأمر الله, هؤلاء حسابهم يوم القيامة لأنه هذا لا يدري الإمام ما هو, وإذا وصل إلى الإمام فهو متأكد أو غير متأكد وهذا الذي تعبر عنه الروايات الجاهل, الضال, وتميز الروايات جيدا بين الموالي والضال والمعاند, وتعبر عن المعاند الذين خرجوا بعد أن دخلوا؟ يعني قامت الحجة عليهم لابد أن يؤمنوا ولكن ماذا فعلوا؟ {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} الله يعلم أنا كنت أتصور يوجد هكذا أناس؟ في هذه البرنامج مطارحات في العقيدة أنا شرحت الذين يخلدون في النار الذين جحدوا ولاية علي وأهل بيته من مصاديق المخلدين في النار, وبينت معنى الجحود وقرأت عبارة المفردات للراغب الاصفهاني يقول: الذي قامت الحجة عليه ولكن مع ذلك جحد. كونوا على ثقة شخص اتصل بي ومن عبارته أتضح أنه ليس إنسان عادي قال يا شيخ أنا جاحد لعلي وأولاده, قال أنا جاحد بعلي وأولاده والاخوة سمعوا البرنامج, وأنا بيني وبين نفسي قلت حيف فقلت اللهم احشره مع الجاحدين, لماذا؟ لأنه يريد أن يكون مع الجاحدين, أنا أقول اللهم اهديه, هو يقول أن اعرف معنى الجحود ولكن مع ذلك أنا مع الجاحدين, فانت موفق إنشاء الله, اخواني الاعزاء الروايات صريحة في هذا المجال, لا يسلبكم, نعم قد يسلب الإنسان التوحيد وليس الإمامة, طبعا يكون في علمك هذه الروايات موجودة في البرزخ واذهبوا وراجعوها, قال: يبن رسول الله, عجيب هذه الروايات كثيرا تهز الإنسان, قال: يبن رسول الله أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء, هؤلاء الذين يجحدون ويخالفون عن علم هؤلاء موحدون فيحشرون يوم القيامة على التوحيد وإذا حشروا على التوحيد مآلهم إلى الجنة, قال: لا لأنه في أول ضغطة من القبر يسلب منه التوحيد < عقيدة الإمامة والولاية بنحو أنه محال إذا ما موجود التوحيد يكون ماذا؟ (كلام لأحد الحضور) محال أن يبقى هذا من قبيل تلك الروايات التي قالت أنه حياء وكذا فقالوا ماذا تريد عقل أو حياء أو كذا قال أريد العقل فقالوا للحياء تعال فقال لا والله نحن مأمورين أينما كان العقل نحن نكون مع العقل, التوحيد سنخ عقيدة واعتقاد لا يمكن أن يستقر في وجود أحد من غير إمامة وولاية إلا أن يكون مستضعفا فإذا كان مستضعفاً ذاك الإنسان بدليل آخر إذا آل الجنة باعتبار ليس معاند ولو عرض عليه لقبل الإمامة ولهذا يكون من المرجون لأمر الله سبحانه وتعالى أما يعذبهم وأما يغفر لهم.

    قال: كل منها, هذه منها يعني الانحاء الثلاثة من الفناء, وكل منها قد يكون معجلا والمراد من المعجل يعني يقع وهو في الدنيا, كما للكمل والأفراد الذين قامت قيامتهم الكبرى, كما أشرنا في صفحه 152 وبإزاءه ما يحصل للعارفين من الفناء في الله والبقاء به قبل مجيء ذلك التجلي الأعظم, وفنوا في الحق, التفتوا إلى العبارة: وفنوا في الحق وهو في الحياة الدنيا صورة > جاوركم بدني أياماً < صورة بدنا هو معكم وإلا حقيقة وباطنا هو الرفيق الأعلى. وقد يكون مؤجلا وهو الساعة الموعودة بلسان الأنبياء لا ريب فيها صلوات الله عليهم أجمعين.

    تنبيه: الإخوة عندهم مطلب هنا قبل أن ننتقل؟ طبعاً ليكون في علمك ارجع وأقول أن المعجل له أنحاء قد شخص يحصل له الفناء من النحو الثالث وقد شخص يحصل الفناء من النحو الثاني, وقد شخص يحصل له الفناء من النحو الأول.

    وبعبارة أخرى: قد يحصل له الفناء من خلال قرب النوافل وقد يحصل له فناء على مستوى قرب الفرائض والفرق بينهما فرق ما بين السماء والارض, أين أن يكون الشيء شيء من شؤون الحق الفعلية وان يكون شأنا من شؤون الحق العلمية, فارق كبير جدا هذه متناهية هذه زائلة إلى آخره, تلك غير متناهية غير زائلة هي واسطة الفيض إلى آخره إلى ما شاء الله على أي الأحوال, (كلام لأحد الحضور) يعني ماذا؟ (كلام لأحد الحضور) الجواب نحن ذكرنا أنه أساسا في البرزخ يوجد مجال للتكامل ولكن يحتاج إلى تهيأة مقدمات نعم قد يصل إلى مقامات من خلال أعمال أبنائه أو من خلال أعمال أولاده الحسنة يصل إلى مقامات هو الدنيا لم يصل إليها نعم الطريق مفتوح, بل حتى في الآخرة الطريق مفتوح من باب الشفاعة باعتبار أن الاعتقاد بولاية أهل البيت والاعتقاد بإمامة أهل البيت تفتح باب الشفاعة وباب الشفاعة يمكن للإنسان أن يرقيه في مراتب الكمال, بحسب عمله لا يوجد ولكن بحسب الاعتقاد يفتح له باب الشفاعة وباب الشفاعة يرفعه درجات فوق ما يستحقه من درجات العمل, وعند ذلك تفهم هذه الروايات لماذا؟ أنا عادة اذكر هذا المثال والاخوة يبتسمون لهذا المثال: العالم تحت (المبردة والاركنيدشن التي له ولازم القلم بهذا الشكل يكتب) أفضل من دماء الشهداء هذا ليس جزافي لأن ذلك الجهاد مرتبط بالبعد العملي أما هذه القلم مرتبط بالبعد الاعتقادي, طبعا إذا كان بصراط الحق وفيه خمسين شرط > ان دماء العلماء أفضل من دماء الشهداء < .

    بعبارة ثالثة أو رابعة: أن مدى العمل للصعود محدود جدا الذي فيه قابلية الصعود للانهاية من هو؟ الاعتقاد العلم المعرفة وليس العمل, لذا قالت الآية المباركة {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} هذه رافعه ومنصفة دفع وإلا هي تصعد أو لا تصعد؟ فيها حد معين وقدرة على أن ترفع الاعتقاد الحق وليس هي ترتفع؟ أصلاً هي لا ترتفع لأنه ليس فيها قدرة الارتفاع, لذا إذا تقرب الناس إليه بأنواع القربات فتقرب إليه بالعقل كما قال رسول الله لعلي × في شهر رمضان, قال له الناس بأي نحو من أنحاء القربة يريدون يتقربون أنت تقرب بالمعرفة وبالعقل لأن العقل ما عرف به الرحمن.

    تنبيه, دعوه هذا موضوع جديد.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/05/03
    • مرات التنزيل : 2331

  • جديد المرئيات