نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (165)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    قال: وذلك التوجه لا يمكن الا بالمحبة الذاتية الكامنة في العبد.

    بالأمس بينا بأنه أساساً لا يمكن للانسان السفر الى الله (سبحانه وتعالى) ولا يمكنه الوصول الى مقام الفناء الا بالتوجه الى الله (سبحانه وتعالى), وهذا التوجه لا يتحقق للانسان الا من خلال المحبة, فان قيل.

    وذلك التوجه لا يمكن أن يتحقق للانسان الا من خلال المحبة, ولكن قد يقال بأنه من اين يأتي الانسان بالمحبة؟

    الجواب على ذلك: إن الله (سبحانه وتعالى) فطر الانسان على حبه (سبحانه وتعالى) يعني بعبارة أخرى أن الله (سبحانه وتعالى) خلق الانسان مع هذا الرأس المال الذي يوجد في فطرته, وعلى هذا الاساس فهذا التعبير المشهور والمتعارف او المتداول أن الانسان خال عن كل شيء, كصفحة بيضاء هذا كلام خال عن التحقيق ليس الانسان صفحة بيضاء خال عن كل شيء الله (سبحانه وتعالى) يقول: (خلقته على فطرتي على حبي) >كل مولود يولد على الفطرة< {فطرة الله التي فطر الناس عليها} أي هذا النصب باعتبار الفعل المحذوف أي ألزموا {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم} نعم كما تعلمون أن هذه الامور كامنة في الانسان تحتاج الى ترتيب تحتاج الى اظهار الى إبراز, يعني أن هذه الحقيقة تحتاج بتعبير الامام أمير المؤمنين  × تحتاج الى إثارة (ليثيروا لهم دفائن العقول) هذه الإثارة نحتاج إليها.

    من هنا جاءت العبادات والوظائف الشرعية والمستحبات ثم جاءت عندنا المحرمات والمكروهات هذه كلها بصدد بيان هذه الحقيقة وتثبيت هذه الحقيقة وإثارة هذه الحقيقة وتنمية وجود هذه الحقيقة في وجود الانسان والا ما لم تثر ما لم تثور لا يمكن الانسان أن يصل الى نتائجها ومعطياتها, هذا اولا على مستوى المقتضي.

     

    على مستوى المانع هو انه أن لا يفعل شيئا يناقض ويضاد هذه المحبة الذاتية, هذا الذي يعبر عنه بالزاد, الزاد الذي هو التقوى (إن خير الزاد التقوى) مراده من الزاد هنا هذه التقوى أي تقوى؟ التقوى التي تضاد وتمانع هذه المحبة الكامنة في وجود الانسان.

    طيب هذه المحبة تريد أن توصل الانسان الى أي شيء؟ هذه المحبة هدفها الاصلي أن توصل الانسان الى الله ما معنى ذلك؟ انظروا الى هذه الاحاديث القيمة الواردة في هذا المجال.

    الرواية الاولى واردة في مستدرك الوسائل الجزء الاول ص 101 مؤسسة آل البيت, قال (ما انعم الله على عبد أجل من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره) الرواية عن الامام الصادق ×(ما انعم الله على عبد) يعني نعمة (أجل من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره) هذه المحبة توصل الانسان الى هذا, وهو أن ينقطع عن كل شيء سوى الله, أن لا يتوجه الا الى الله {وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا مسلما} الى آخره, {إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} قال له ربه اسلم, هذا من؟ هذا مقام ابراهيم الخليل الذي هو نبي من أنبياء أولي العزم, شيخ التوحيد في القرآن الله (سبحانه وتعالى) يقول له بنحو الامر يعني انه داخل في الاختيار, قال له ربه اسلم, قال{أسلمت لرب العالمين}. هذا المقام الذي ورد أيضاً في الروايات في ذيل قوله (سبحانه وتعالى) {الا من أتى الله بقلب سليم} يقول الامام الصادق ×(الذي يلقى الله وليس فيه احد سواه) هذا هو القلب السليم.

    ولذا ورد في ذيل قوله تعالى {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} قال: (شراب يطهرهم عن كل شيء سوى الله سبحانه وتعالى). هذا هو المقام, هذا هو المطلوب من المحبة الذاتية, الانسان اذا وصل الى هذا المقام فهو مقام الفناء, فهو مقام البقاء بعد الفناء الصحو بعد المحو.

    ولذا إنشاء الله بعد ذلك سيأتي وأبين هذه الحقيقة في آخر ص 169 يقول: وهو الذي هو السفر من الخلق الى الحق بإزالة التعشق عن المظاهر والأغيار والخلاص من القيود والأستار والعبور من المنازل والمقامات, هذه هي المحبة الذاتية.

    اذن عندما نقول ومانعها هو ما يضادها ويمانعها وينقضها ليس مرادنا المحرمات, نعم هذه من المصاديق ولكن كل ما يقع ضد للتوجه لله (سبحانه وتعالى) يعني أي توجه لغير الله فهو مضاد ماذا؟ البحث ليس في الواجب والحرام البحث في المحللات لعله بعض في المستحبات أيضاً تكون مانعة من التوجه الى الله (سبحانه وتعالى).

    لذا هؤلاء عندما يأتون الى التقوى يقولون أن التقوى لها مراتب متعددة قوله تعالى عندما يقول {واتقوا الله ما استطعتم} وفي مكان آخر {اتقوا الله حق تقاته} هذه ما استطعتم كل بحسبه, أما حق تقاته فهذه أي درجة؟ التقوى التي يستحقها التوحيد الذي يستحقه العبادة التي يستحقها (سبحانه وتعالى).

    هنا في تفسير المحيط الاعظم الجزء الاول ص 278 عنده بحث مفصل أنا بودي الاخوة يرجعون إليه, أنا لا يوجد عندي وقت اقرأ كل البحث, البحث الثالث في بيان التقوى ومراتبها ومدارجها, بحث قيم الى أن يصل الى صفحة 280 يقول: قوله تعالى {ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح في ما طعموا اذا ما اتقوا} هذه واحدة {وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا} هذه اثنين, {وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا} عند ذلك {والله يحب المحسنين}.

    اذن التقوى لا اقل هذه الآية اشارات الى مراتب ثلاث كلية للتقوى: اولا: {آمنوا وعملوا الصالحات جناح في ما طعموا اذا ما اتقوا} ثانيا: {وآمنوا وعملوا الصالحات} التفتوا جيدا لا فقط التقوى تتكرر ماذا يتكرر أيضاً؟ الايمان وهذا يكشف عن أن الايمان أيضاً له مرتبة واحدة او مراتب؟ مراتب, العمل له مرتبة او مراتب؟ مراتب, {ثم اتقوا} الثالثة تقول: {وآمنوا} لا {وعملوا الصالحات} {ثم آمنوا ثم اتقوا وأحسنوا} هؤلاء ليسوا عملوا الصالحات يصلون الى مقام الإحسان عند ذلك {والله يحب المحسنين}.

    هنا يقول إشارة الى هذه المراتب الثلاث لان قوله {ليس على الذين امنوا} الى قوله {وعملوا الصالحات} إشارة الى تقوى العوام وأهل البداية من عموم المسلمين والمتقين, وانه {ليس عليهم جناح في ما طعموا} أي في ما فعلوا اذا {ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} وتقديره أي ليس على الذين امنوا بحسب التقليد او التصديق القلبي {جناح} أي عتاب وعقاب في ما فعلوا من الصغائر بالجهل او الغفلة التي هي إضافة الافعال الى غير الحق, كما انه نحن نضيف الافعال الى أسبابها, محرمات هذه او لا؟ لا ليست محرمات, في لغة الشرع والفقه من المحرمات او لا؟ لا ليست من المحرمات, في لغة أهل الله هذه من المحرمات ولكن ليست من المحرمات الفقهية, عبر عنها محرمات كلامية, عبر عنها محرمات أي تعبير آخر, بعد ذلك, الى غير الحق, {اذا ما اتقوا} بعده بالتوبة ورجعوا من رؤية أفعال الغير وامنوا بشهود الافعال من فاعل مطلق {ثم عملوا الصالحات} أي علموا الأعمال القلبية دون القالبية, أي التي هي التوكل والتسليم والرضا, ووصلوا بها الى التوحيد الفعلي واثبتوا انه لا فاعل الا هو, لا مؤثر في الوجود الا هو, فلذا يأتي في ص 283 يقول: بيان المراتب العشر للتقوى, طيب ثلاثة كانت؟ يقول: لا تلك المراتب الكلية كانت والا في كل مرتبة, اذا تتذكرون نحن في العوالم عندما كنا نأتي نقول: العوالم الكلية, عالم العقل, عالم المثال, عالم المادة, ولكن هذا ليس معناه في كل عالم لا توجد عوالم أخرى في هذا العالم, طيب عندما نأتي الى عالمنا طيب يوجد عالم الانسان, عالم الحيوان, عالم النبات, عالم المعادن, عالم الجماد, الى آخره, كذلك عندما يقول عشرة هذا لا يتنافى مع المراتب الثلاثة الكلية التي أشار إليها, التي هي في آخر مرتبة يقول: اعلم أن التقوى في المرتبة الاولى عبارة عن الاجتناب عن المحارم الشرعية مطلقا, الثانية عن المحللات الشرعية الا بقدر الضرورة, الثالثة: التقوى عن الرياء مع الاخلاص الى أن يأتي الى هذه العاشرة عن مشاهدة الوجودات المقيدة مع الوجود المطلق اعني عن مشاهدة وجود الخلق مع وجود الحق, يعني لا يرى في الوجود الا هو (سبحانه وتعالى).

    اذن هنا عندما نقول تقوى لا يذهب ذهنك انه واجبات ومحرمات, هذا الذي بعده لم يستطع أن يتخلص أن يأتي بالواجبات وينتهي من المحرمات أصلاً هذا مسافر او لا؟ لا, نحن نتكلم في أواخر السفر الاول من البحث. هذا في ما يتعلق بهذا البحث الاساسي.

    يبقى عندنا بحث آخر, الذي قلنا بالأمس انه نشير إليه ولو إجمالاً.

    هنا هؤلاء يجعلون العشق العفيف من عشق وعف مات شهيدا) كما في بعض الروايات, هذا العشق العفيف يجعلونها من الوسائل المفيدة للوصول الى المحبة, لماذا؟ يقولون: باعتبار أن الانسان علائقه ما هي؟ كثيرة جدا, فنحتاج مرة واحدة أن ننقله من الكثرة الى الوحدة مرة واحدة ممكن او غير ممكن؟ غير ممكن, فنحتاج الى التدريج, وهذه ليس هنا فقط قائلين بالتدريج, في المحرمات أيضاً في مسالة تحريم الخمر ماذا نحن الم نقل بالتدريج في صدر الشريعة, وهكذا في غيرها.

    هنا يقولون انه ننقله من الكثرة الى الوحدة ولكن بهذا المعنى ثم نقله من هذا العشق العفيف او العشق المجازي الى العشق الحقيقي فيكون أيسر من أن ننقله من الكثرة الى الوحدة. هذا المعنى الاخوة اذا يريدون أن يراجعون إليه بشكل إجمالي عرض إليه في الإشارات والتنبيهات بشكل جيد الشيخ عرض له وأيضاً المحقق الطوسي, هناك قال: إشارة: ثم انه ليحتاج الى الرياضة, حتى الانسان يتدرج الى أن يصل الى القرب الإلهي, هو عنده بحث مفصل قبل ذلك, الآن ليس وقته واقعاً أن نقف عنده والا هناك في ص370 يقول: يحتاج الى ماذا؟ الزهد عند غير العارف معاملة وعند العارف تنزه عما يشغل سره عن الحق, وتكبر على كل شيء غير الحق, هذا هو الزهد الحقيقي عند العارف, طيب الآن لكي يصل الى أن ينزه باطنه وسره عن غير الحق, يحتاج الى رياضة.

    قال: ثم إن الرياضة متوجهة الى ثلاثة أغراض:

    الاول: تنحية ما دون الحق, والثاني: تطويع النفس الإمارة للنفس المطمئنة, والثالث: تلطيف السر للتنبه, ثم يأتي والاول يعني تنحية ما دون الحق, يعين عليه الزهد الحقيقي أي زهد؟ الذي تقدم, والثاني: يعين عليه, ما هو؟ تطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة, يعين عليه عدة أشياء: العبادة المشفوعة بالفكرة, هذه واحدة, اثنين: الحان, لا تقل لي الحان, أبداً, هذه الفتاوى هذه الرسائل العملية لفقهائنا المعاصرين أنهم يميزون انه ليست كل موسيقى حرام, هذه موجودة ارجعوا إليها, كثيرا لا تصير حنفي حنبلي أكثر من الحنابلة, هؤلاء يجوزون انه اذا كان كلاسيكي اذا كان غير مثير للشهوة انه انه.. هذا مضاف الى ذلك الرأي الذي ينقل عن المحققين أساسا نفس الموسيقى ليست الا اذا كانت موسيقى مرتبطة بمجالس اللهو والطرب, يوجد بحث مفصل في مباحث ليس الغناء, في مباحث الألحان والموسيقى, الغناء بحث آخر, الآن وكثيرا ما يقع الخلط بينهما, الآن نتكلم في الألحان لا في الغناء.

    ثم الألحان المستخدمة لقوى النفس الموقعة.. الى آخره, ثم نفس الكلام الواعظ, الذي هو بحث آخر, الى أن يقول: وأما الغرض الثالث وهو تلطيف السر, يقول: فيعين عليه الفكر اللطيف والعشق العفيف.

    عند ذلك يأتي الطوسي في ص 383 يقول: واعلم أن العشق الانساني ينقسم الى حقيقي مر ذكره والى مجازي, والثاني الذي هو المجازي, ينقسم الى نفساني والى حيواني والنفساني هو الذي يكون مبدأه مشاكلة نفس العاشق لنفس المعشوق في الجوهر ويكون أكثر إعجابه بشمائل المعشوق لانها آثار صادرة عنه, والحيواني هو الذي يكون مبدأه شهوة حيوانية وطلب لذة بهيمية وأكثره مرتبط بالتخاطيط والشكل والطول والعرض و.. الى غير ذلك.

    طيب هؤلاء الذين يميزون هذا التمييز بينك وبين الله امن الإنصاف أن ينسب إليهم مثل تلك الكلمات, وبالأخير هو يقول: التفتوا, يقول: لان الثاني مما يقتضيه الذي هو الحيواني, مما يقتضيه النفس الأمارة وهو معين .. الى آخره, ويكون في الأكثر مقارنا للفجور والحرص عليه, نحن لم نتكلم عن هذا, هذا المعنى بشكل تفصيلي جاء في الاسفار الجزء السابع, هذا الاجمال هنا يعني هذا المتن التفصيل جاء في الاسفار الجزء السابع ص 171 الذي مع الاسف الشديد العنوان غير فني, في ذكر عشق الضرفاء والفتيان للأوجه الحساب, طيب هذا العنوان يخرب كل شيء, مع انه هذا العنوان منه, الآن واقعا في محله عندما نصل الى الجزء السابع نرى أن هذا العنوان منه او انه من غيره.

    هناك أيضاً عندما يدخل الى الداخل بحث مفصل يوجد عنده يقول: وتفصيل المقام أن العشق الانساني ينقسم الى حقيقي ومجازي, نص عبارات المحقق الطوسي, والحقيقي هو محبة الله وصفاته وأفعاله من حيث هي أفعاله, والمجازي ينقسم الى نفساني والى حيواني, نفس العبارات ينقلها الى أن يقول: ثم ينبغي أن يلتفت أن هذا العنوان العشق المجازي الانساني هذا ليس أواخر الطريق, هذا لأوائل الطريق وأواسط الطريق حتى ينقل العبد الى أن يكون يقول: وأما الذين ذهبوا أن هذا العشق من فعل البطالين فلأنهم لا خبرة لهم بهذه الحقيقة, نحن ماذا نريد أن نفعل؟ نريد أن نفعل هذا, يقول: الذي نريده هو أن نجعل جميع الهموم هما واحدا, فلأجل ذلك يكون الإقبال الى المعشوق الحقيقي أسهل على صاحبه من غيره, فانه لا يحتاج الى الانقطاع الى أشياء كثيرة بل الى واحد الى واحد, من مجازي الى حقيقي.

    طبعا هناك حاشية بين قوسين (هواي تعبانه) من من؟ من الحكيم السبزواري التي هي أيضاً خربت الشغل هناك, حاشية ما ادري هذه الحاشية كيف جاءت الى هناك, يقول له, بأنه أن قلت هذه العشق وكذا هذه محرمات شرعية وهؤلاء .. يقول لعله هؤلاء كانوا من القائلين بجواز اجتماع الامر والنهي… الآن هذا بحث إنشاء الله مفصلا, هذا الذي معناه انه مقر بالقضية أن هذا من المحرمات فقهية هذا الذي خرب وان كان في الجزء الثاني ص 66 لم يقل هذا المعنى, ولكنه طيب, والجواد يكبو, هذه كبوة جواد.

    اذن هذا البحث وهو بحث مفصل وإنشاء اذا وفقنا أن نكون في خدمة الاخوة في الجزء السابع, هذا تفصيلا أنا أشير إليه في محله.

    المهم أن بحث العشق عندما يأتي في كلمات العرفاء, الألحان عندما تأتي في كلمات العرفاء, المواعظ والكلمات عندما تأتي عند العرفاء تأتي في سياق هذا المطلب وهو في بيان المحبة الذاتية, طيب انتهينا من هذا البحث. نقرأ قليلا من العبارة اليوم.

    يقول: وذلك التوجه يعني التوجه التام الى جناب الحق, لا يمكن الا بالمحبة, هذه المحبة غريبة عن الانسان؟ يقول: لا قائمة في ذات الانسان, وكامنة في وجود الانسان, فطرة الانسان, {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة} الكامنة في العبد, طيب اذا كانت كامنة فتحتاج الى اظهار, تحتاج الى منبه الى إثارة, بينا المقتضي للإثارة والتنبيه وبينا المانع, وظهورها هذه المحبة لا يكون الا بالاجتناب عما يضادها ويناقضها, يُضاد المحبة الذاتية يعني كل تعلق ما سوى الله (سبحانه وتعالى) وهو التقوى, ولكن وهو التقوى عما عداها عما أدى المحبة الذاتية. اذن النتيجة ماذا تكون؟ فالمحبة هي المركب والزاد هو التقوى.

    اذن ما هو الفناء؟ قال: وهذا الفناء, هذا بيان للفناء الذي تقدم الكلام عنه مفصلا, قال: وهذا الفناء موجِب لان يتعين العبد بتعينات حقانية إلهية وصفات ربانية مرة أخرى, يعني ماذا؟ يعني كان متصفا اولا بصفات بشرية والآن من خلال هذا السفر انتهى الى أن اتصف بصفات ربانية, طيب اذا اتصف بصفات ربانية فهذه قواه الإدراكية وهذه قواه التحريكية أعماله حركاته سكناته كلها تكون بشرية او ربانية؟ السلام عليك حين تقوم, هذا يقوم, يقول: لا لا هذا القيام يختلف عن قيامك, لا تنظر له نفس القيام, انت أيضاُ تقوم مثله في الشكل واحد ولكن السلام عليك حين تقعد, السلام عليك حين تسلم, السلام عليك حين تنام, ماذا تفعل؟ السلام الهي, لماذا سلام الهي؟ لأنه كل هذا يكون ربانيا, فإذا صار ربانيا فعليه السلام او لا يوجد سلام؟ بلي يوجد سلام, أما اذا لم يكن ربانيا كان بشريا؟ قد يصيب قد يخطأ قد يقبل قد يرفض, قد… الى ما شاء الله, هذه القد تقترب.

    من هنا انتم عندما ترجعون في مفاتيح الجنان في زيارة آل ياسين هناك بشكل تفصيلي في اوائل الزيارة انه ما من حركة وسكنة للأمام الحجة #الا وتسلم عليه, واضح هذا المعنى.

    طيب هذا لازمه, بالدلالة الإلتزامية اذن هذا الموجود وصل إلي قرب النوافل (كلام أحد الحضور) لا لا, بحثنا الآن في قرب النوافل لا في قرب الفرائض, لذا قال: وهو هذا الفناء, وهو البقاء بالحق فلا يرتفع التعين منه مطلقا.

    سؤال: لماذا يركز على هذا النحو الثالث مع انه تقدم منه أن انحاء الفناء كم هي؟ ثلاثة, لماذا التركيز على النحو الثالث لا الاول والثاني وليس زوال التعين الذي هو قرب الفرائض ليس زوال الأثر, الذي لعله والله العالم أن هذه الانحاء الثلاثة من الفناء إشارة الى الفناء الذاتي والفناء الصفاتي والفناء الافعالي.

    النحو الاول من الفناء إشارة الى الفناء الذاتي, زوال التعين, النحو الثاني وهو زوال الأثر إشارة الى الزوال الصفاتي او الافعالي, والثالث إشارة الى الزوال الصفاتي, الآن الثاني والثالث فيه شباهة, وما ادري واضح هذا المعنى, طيب لماذا يركز على الثالث ولا يشير الى الاول والثاني؟

    الجواب: إنما التركيز على هذا باعتبار أن الحديث في الانسان الذي يريد أن يكون نبيا للناس اذن هذا تعينه زائل او غير زائل؟ (كلام أحد الحضور) لا نتكلم عن هذا الموجود, هذا الذي يريد أن يكون نبيا, طيب هذا الذي يريد أن يكون نبيا تعينه موجود ولكنه صفاته ماذا تكون؟ صفاته تكون إلهية, ولعله والله العالم أن النكتة هذه تكون, انه هنا فقط يركز على النحو الثالث من انحاء الفناء لا النحو الاول ولا النحو الثاني.

    وهذا المقام, الآن السؤال بحث جديد, سؤال: الى هنا اتضح لنا بان النبوة لها باطن هي ظاهر ولها باطن, باطن النبوة هي الولاية, ما هي الولاية؟ اتضح معناها, ما هي النبوة؟ تبين المراد منها, إذن ما هي العلاقة القائمة او النسبة القائمة بين النبوة وبين الولاية؟

    الجواب في جملة واحدة واشرنا الى هذه الحقيقة مراراً أن النبوة منختمة منقطعة بخلاف الولاية مستمرة دائمة لا تنقطع ولا تنتهي, لماذا؟ يقول: الدليل الاول على ذلك: قوله تعالى {فالله هو الولي} اذن الله واحدة من اسمائه الولي, اذا كان له اسم وهو الولي هذا الاسم يحتاج الى مظهر او لا يحتاج؟ فإذن يحتاج الى مظهر في قوس النزول وفي هذا الدنيا وفي قوس الصعود, اذن الولاية لا فقط موجودة في الدنيا الولاية, النبوة موجودة في الدنيا قبل الدنيا لا توجد لا نبوة, وبعد الدنيا, النبوة الاصطلاحية, وبعد الدنيا أيضاً لا توجد نبوة, بخلاف الولاية موجودة قبل ذلك وموجودة بعد ذلك, لذا تجدون انه يوسف ×يقول: {انت ولي في الدنيا والآخرة} اذن الولاية موجودة في الآخرة, ليست بالضرورة أن هذه الولاية تكون بلا واسطة قد تكون مع الواسطة وقد تكون بلا واسطة.

    لذا قال: وهذا المقام أي مقام؟ مقام الولاية الذي هو باطن النبوة, وهذا المقام دائرته أتم واكبر من دائرة النبوة, طيب سؤال: متناهية او غير متناهية؟ دائرة النبوة اتضحت متناهية ومنقطعة ومنختمة, الولاية ماذا؟ (كلام أحد الحضور) غير متناهية, جيد جدا, طيب اذا كانت غير متناهية, إذن ما معنى خاتم النبيين؟ اذا كانت منتهية يأتي شخص ويصير خاتمها, الآن بغض النظر من هو خاتم الولاية, الآن بغض النظر انها مطلقة او انها مقيدة, الآن بحث انقساماتها وثانيا من هم مصاديقها لم نتكلم, ما هي معنى الخاتمية في الولاية؟ في النبوة الخاتمية واضحة معناها, أما في الولاية يصير خاتم مع انها متناهية او غير متناهية؟ (كلام أحد الحضور) شيخنا انت تصرح, التفت جيدا, تعالوا معي الى ص 170 السطر السابع او الثامن, قال: ولا نهاية لكمال الولاية فمراتب الأولياء غير متناهية, اذن لابد واقعا أن يصير عندنا بحث ما معنى ختم الولاية اعم من أن تكون ختم الولاية المطلقة لأنه هذه انقسامات الولايات الخاصة قلنا أن الولاية الخاصة تنقسم الى مطلقة والى مقيدة, سواء كانت مطلقة فلها خاتم او سواء كانت مقيدة أيضاً فلها خاتم, علي أي الاحوال بحثها يأتي.

    وهذا المقام دائرته أتم واكبر من دائرة النبوة لذلك إنختمت النبوة والولاية دائمة بقرينة المقابلة يعني الولاية إنختمت او لم تنختم؟ لم تنختم, اذن ما معنى خاتم الولاية, واضح المعنى ما معنى خاتم الولاية؟

    والولاية دائمة وجعل الولي دليل آخر, ذاك الأثر كان دليلها, وجعل الولي اسماً من اسماء الله تعالى دون النبي, النبي ليس اسما من اسماء الله (سبحانه وتعالى) ولما كانت الولاية اكبر حيطة وأوسع دائرة هذه النبوة كلها تقع دوائر النبوة حتى دائرة خاتم الانبياء, بما هو نبي من الانبياء تقع في بطن دائرة الولاية الإلهية.

    قال: ولما كانت الولاية اكبر حيطة من النبوة, وباطنا للنبوة شملت الانبياء والأولياء, الآن هذا البحث إنشاء الله تعالى اذا وفقنا له بإذن الله تعالى سنصل إليه في الجزء الثاني ص 890 في فص حكمة قدرية في كلمة عزيرية, هناك عنده بحث مفصل يقول: واعلم هذه متن الفصوص, واعلم أن الولاية هي الفلك المحيط العام, ولهذا لم تنقطع, ولها الأنباء العام, وأما نبوة التشريع والرسالة فمنقطعة وفي محمد ’ قد انقطعت فلا نبي بعده مشرعا او مشرعا له, إشارة الى انه لا انه يأتي نبي كأنبياء أولي العزم حتى يكون مشرع, ولا يوجد نبي حافظ لشريعة من قبله كأنبياء بني اسرائيل, كلاهما غير موجود.

    هناك بحث مفصل يقول: ولكون الولاية عامة شاملة على الانبياء والأولياء لم تنقطع أي مادامت الدنيا باقية, وعند انقطاعها ينتقل الامر الى الآخرة كما مر في الفص الاول والفص الثاني, الذي بحثه إنشاء الله يأتي وتقدم أيضاً هنا, اذا يتذكر الاخوة.

    لعله ما ادري في أي صفحة يتذكرونها او لا؟ قرأناها هذه العبارة, في ص 149 قال: وعند انقطاع النبوة اعني نبوة التشريع بإتمام دائرتها وظهور الولاية من الباطن, انتقلت القطبية الى الأولياء مطلقا فلا يزال في هذه المرتبة واحد منهم, قائم في هذا المقام لينحفظ به هذا الترتيب والنظام, قال سبحانه, هذا البحث تقدم مفصلا في ما سبق.

    سؤال آخر: فالأنبياء اذن الى هنا اتضح لنا قاعدة عامة, كل نبي فهو ولي, وليس العكس وليس كل ولي فهو نبي, طيب هذه نقطة.

    النقطة الثانية او النتيجة الأخرى: أن جميع الانبياء لهم درجة من درجات الفناء لأنه لا يكون نبيا الا بعد أن يكون وليا ولا يصل الى مقام الولاية الا أن يصل الى مقام الفناء, فالأنبياء أولياء فانون او فانين؟ (كلام أحد الحضور) احسنتم لابد أن تصير فانون هنا, لذا في عقيدتي انه اذا أرادنا أن نصحح العبارة فيوجد لها تصحيح واحد وهو استبعد أن ينطبق على المقام, وهو انه أساسا أن نجعله حال يعني هؤلاء أولياء حال كونهم فانين, ولكنه في محله ذكروا أن الحال إنما يصح من المبتدأ او أن يكون من الخبر بشرط أن يكون معرَّف أما اذا لم يكن معرفاً فلا يمكن أن يأتي الحال منه, في القرآن أيضاً نحن لعله يوجد عندنا مورد واحد {وهذا بعلي شيخا} او شيخ؟ نعم, هذا {شيخا} حال, مع انه هذا بعلي مبتدأ وخبر والذي جاء لابد أن يصير ماذا؟ خبر بعد خبر وهذا بعلي شيخ كما تفضلتم مقتضى القاعدة, ولكن هناك ذكروا قالوا بشرط أن يكون المبتدأ والخبر كلاهما معرَّف وهذا معرَّف بعلي بالإضافة الى معرَّف وهنا لا توجد فيه هذه الخصوصية, المهم, هذا والذي يسهل الخطب انه نسخة بدل توجد تصحيحية هنا ما هي فانون وهي الأصح في نظري, علي الاحوال صححوا العبارة. فالأنبياء أولياء الذي هنا تحتاج الى حاشية مع الاسف لا توجد حاشية من شيخنا الاستاذ شيخ حسن زادة الذي هو خبير في مثل هذا الفن.

    فالأنبياء أولياء فانون في الحق باقون بالحق, منبئون عن الغيب, التفتوا جدا, اذا جئنا الى النبوة, بحث جديد التفتوا.

    اذا جئنا الى النبوة وصل الانسان الى مقام النبوة لأنه قد بعض الأولياء يكونون من الانبياء فالنبي على نحوين: أما نبي مشرع كأنبياء أولي العزم, وأما نبي حافظ ليس مشرع, ولكن حافظ لنبوة سابقه, كما تقدم في أنبياء بني اسرائيل, قال: وهو قد يكون مشرعا كالمرسلين وقد لا يكون مشرعا كأنبياء بني اسرائيل, سؤال: اذن في ما يتعلق بالتشريع بنحو الحدوث والايجاد او بنحو البقاء والحفظ مرتبط بأي مقام من مقامات هؤلاء الأشخاص؟ بمقام نبوته, اذن التشريع إيجاداً وحفظا مرتبط بمقام نبوته, طيب سؤال: أخباره عن الغيب وعن تلك العوالم وما يجري في قوس النزول وما يجري في قوس الصعود وما يجري في البرزخ وما يجري في النشأة الأخرى وما يجري في الجنة وما يجري في النار وما يجري في الحشر الاكبر وما يجري وما يجري… هذا عندما يخبر هذا من أي بعد من أبعاد يخبر؟ يقول: هذا ليس مرتبط بمقام نبوته هذا مرتبط بمقام ولايته.

    انظروا كيف يميزون بين الأبحاث التفتوا, اذن على هذا الاساس اذا ثبت أن شخص من الاشخاص ولي من الأولياء, نعم لا هو مشرع كالمرسلين ولا هو بمعنى حافظ لشريعة من سبقه كأنبياء بني اسرائيل, ولكنه منبأ عن الغيب او لا؟ بلي يخبر.

    لذا قال: منبئين عن الغيب وأسراره, واضح, واضح لماذا جاءت هذه العبارة هنا, لأنه يتكلم عن مقام الولاية في الانبياء لا في مقام النبوة في الانبياء, قال: منبأين عن الغيب وأسرار الغيب بحسب اقتضاء الاسم الدهر, لأنه بعض الروايات تقول أن الدهر اسم من اسمائه ولذا ورد لا تسبوا الدهر, لأن الدهر اسم من اسمائه (سبحانه وتعالى) ولذا تجدون انه جعله بالألف واللام, الاسم ماذا الدهر, وإذا يتذكر الاخوة في ما سبق قلنا أن المراد من الدهر يعني روح الزمان يعني باطن الزمان, اذن كل يخبر بمقتضى ذاك الاسم ولكن بحسب الشرائط.

    اذا يتذكر الاخوة في ص 148 نحن وقفنا عند هذه القضية قال: وظهور تلك الحقيقة بكمالاتها, فظهرت تلك الحقيقة بصور خاصة, أي حقيقة؟ الحقيقة المحمدية قطب الأقطاب, كل منها في مرتبة لائقة بأهل ذلك الزمان والوقت حسب ما يقتضيه, كان ينبغي هناك ماذا يكون؟ اسم الدهر, او الاسم الدهر؟ بمقتضى القاعدة, لابد أن يقول هناك الاسم الدهر, في ذلك الحين من ظهور الدهر وهي صور الانبياء, واضح.

    بحسب اقتضاء الاسم الدهر أنبائه مفعول اقتضاء, يعني بحسب اقتضاء ذلك الاسم إنبائه من الغيب وإظهاره في كل وقت وحين منه, أي من الدهر.

    سؤال: طيب اذا اتضحت هذه الحقيقة انه في كل نبي يوجد, جدا نكتة مهمة, في كل نبي كم حيثية توجد؟ حيثيتان: حيثية الولاية وهي الأنباء عن معارف الغيب, وهذه هي التي سميت عندهم بالنبوة الانبائية, وحيثية النبوة الاصطلاحية وهي النبوة التشريعية ومن هنا ميزوا قالوا النبوة التشريعية منقطعة ومنختمة أما النبوة الانبائية او التعريفية غير منقطعة.

    طيب من هم ورثة النبوة الانبائية وورثة النبوة التشريعية؟ في النبوة التشريعية الورثة من هم؟ (كلام أحد الحضور) لا نبوة الانبياء من هم ورثتهم في التشريعية؟ (كلام أحد الحضور) أي علماء, علماء عام, أي علماء؟ الفقهاء, بتعبيرنا … الآن هم يمثلون أي حيثية؟ حيثية التشريع, ولذا هو يقول بعد ذلك إنشاء الله تعالى اقرأ لكم العبارة, يقول: هؤلاء لهم حظ من التشريع, صحيح ليس ذلك التشريع الذي هو تشريع المعصوم او تشريع النبي, ولكنه تشريع حجة يجب على الناس الاقتداء بهم والعمل والتقليد لهم والا أن لم يفعلوا (والراد لهم راد على الله) هذا في بعد التشريع.

    لذا يأتي في ص 893 يقول: وجعلهم من ورثة الانبياء قال: وليس لهم ميراث من أموال فالأولياء, فالفقهاء من هم؟ وأبقى لهم من التشريع أيضاً نصيبا لكن بحسب اجتهادهم, اذن القيصري ومحي الدين, يعتقدون بفتح باب الاجتهاد, الآن هذا انتم ضعوه عندكم بأنه هذا تابع للمذاهب الأخرى او لا؟ المهم من هذه الجهة يقترب الى باب مدرسة أهل البيت أن باب الاجتهاد مفتوح في زمانهم.

    لكن بحسب اجتهادهم لا أخذا من الله بلا واسطة او بواسطة الملك, فإنه مخصوص بالأنبياء لان المسائل الاجتهادية والأحكام الظنية نوع من التشريع حاصل من المجتهدين فيه, بعد ذلك يقول: فالأولياء العارفون وارثون للأنبياء في المعارف والحقائق, فكما أن للمجتهدين في التشريع نصيبا من التشريع كذلك ماذا؟ العارفون أيضاً لهم نصيب قولوا من الأنباء, فكما أن هناك قولهم قول اجتهاد قد يصيب وقد يخطأ قول هؤلاء أيضاً قول اجتهادي قد يصيب وقد يخطأ, لماذا بائهم تجر وباء غيرهم لا تجر, ذاك اجتهاد في التشريع اذا كان عنده دليل يقول: {هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}.

    الى هذه الدقيقة تنقطع المحاضرة: 45:55.

     والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/05/14
    • مرات التنزيل : 1770

  • جديد المرئيات