نصوص ومقالات مختارة

  • اثارات وتساؤلات حول النهضة الحسينية 4

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في المنهج الذي لابد أن يختاره المحقق للوقوف على مثل هذه المسائل قلنا يوجد منهجان المنهج الأول هو المنهج التاريخي المنهج الثاني هو المنهج العقلي الكلامي العقدي ولا ينبغي للإنسان أن يخلط أحد المنهجين بالآخر إذا كانت القضية قضية نقلية فلابد أن تبحث بحسب المنهج النقلي وإذا كانت القضية قضية طبيعية لابد أن تبحث بحسب المنهج التجريبي وإذا كانت القضية قضية عقلية فلابد أن تبحث بحسب المنهج الاستدلال العقلي ولكن هذا المعنى قلنا بأنّه كثيراً ما يقع خلط فيه لان القضايا والمسائل التي وقعت من خروج الإمام الحسين من المدينة إلى مكة ومن مكة إلى الكوفة ومن الكوفة أو من الطريق إلى كربلاء هذه مسائل لا يمكن أن نقف عندها عقلياً أو عقدياً أو كلامياً وإنما لابد أن نقف عندها من خلال المنهج التاريخي والمنهج النقلي ولكن من المصادر المعتبرة لا أي مصدر كان.

    ولهذا اشرنا بالأمس قلنا نقف عند نموذج من هذه النماذج وهو كتاب اكسير العبادات في أسرار الشهادات للفاضل الدربندي اكسير العبادات في أسرار الشهادات لابن عابد الشيرواني الحائري المعروف بالفاضل الدربندي المتوفى 1285 من الهجرة وقرأنا في الجزء الأول بعض كلماته في هذا المجال بعد الآن لا نعيد.

    ومن هنا يرد إشكالان كما قلنا الإشكال الأول هو الخلط بين ما ينبغي أن يتبع في تحقيق هذه المسائل وبين المناهج الأخرى وقد اتضح انه قال مما نستنبطه بالاستمداد من أرواحهم القدسية ولاسيما بالاستمداد من حجة العصر والأمور الملهمة بالتوسل إلى الله والمراجعة إلى الأصول والقواعد العقلية هذه كلها يمكن تحقيق المسائل التاريخية من خلالها أو لا يمكن؟ قد تكون حجة عليه هو بالنسبة إليه إذا الهم في نصف الليل في صلاة الليل بشيء قد يحصل له الاطمئنان ويحصل له القطع وهو حجة علينا ولكن له قيمة علمية أو ليست له قيمة علمية لا يمكن أن يستند إلى ذلك كمصدر يعتمد عليه هذا هو الإشكال الأول على هذه الموسوعة لعلها أوسع موسوعة مرتبطة بالملحمة الحسينية وبالنهضة الحسينية.

    الإشكال الثاني: وهو روايات التي استند إليها الروايات التي استند إليها عنده مجموعة من المباني هو يعتقد بأنه لا يحتاج إلى ذكر اسانيده ولا يحتاج إلى ذكر المصادر التي اخذ منها مع انه وفاته في القرن الثالث عشر 1285 فالفاصلة بينه وبين الإمام الحسين كم؟ 12 قرن هذه 12 قرن تحتاج إلى واسطة أو لا تحتاج إلى مصدر أو لا تحتاج؟ تحتاج إلى سند؟ الآن هو بنى على مجموعة من الأصول في فن النقل التاريخي أو الروائي أوّلاً يدعي أنها في الأعم الأغلب متواترة انتهت القضية والتواتر يفيد القطع واليقين وانتهت القضية ثانياً انه يعتمد على قاعدة التسامح في أدلة السنن ثالثاً، رابعاً، الآن لا أريد ادخل في تفاصيل ما يقوله، ولكن انظروا ماذا قال الأعلام الذين هو منهجهم أو بعضهم منهجهم التساهل في المنهج النقلي وفي المنهج التاريخي انظروا ماذا قالوا عنه، أساساً منهجهم قريب من منهج من؟ الفاضل الدربندي ومع ذلك لم يتحملوا من؟ الفاضل الدربندي اضرب أمثلة.

    تعالوا معنا إلى المحدث النوري بعد المحدث النوري المفروض انه كل ما ينقله يستقبله برحابة صدر لان هو منهجه منض.. يا ليت منهج اخباري أوسع المناهج الاخبارية يعني التأكد من الكتاب ليس مهماً التأكد من السند ليس مهماً والى غير ذلك، ينقل عنه في كتاب الصحيح من مقتل سيد الشهداء وأصحابه محمد الريشهري بمساعدة محمود طباطبائي نزاد وروح الله سيد فلان في صفحة 39 عندما يأتي إلى المصادر غير الصالحة للاعتماد يأتي إلى صفحة 39 يقول اكسير العبادات في أسرار ماذا؟ الشهادات أو معروف بأسرار الشهادات يقول كان عاشقاً للإمام الحسين وقد ألف كتابه بهذا الدافع الآن لا أن أريد ادخل في علم النفس أن الإنسان عندما يعشق شيئاً بعد ماذا يفعل؟ يمكن أن يميّز الصحيح من الخطأ أو لا يستطيع هذا المثل العراقي المعروف عندنا حب واحجي واكره واحجي يعني إذا حبيت الشيء فأنت ترى كل شيء فيه جميل وإذا أبغضت شيء ترى كل شيء فيه ماذا قبيح.

    إلا انه هو بسبب استناده إلى المصادر الضعيفة إلى جانب المصادر المعتمدة ونقل بعض الروايات الفاقدة للسند لم يستطع أن يقدم مقتلاً معتبراً لماذا؟ لأنه خلط الصحيح بغير… المعتمد وغير المعتمد نحن نتكلم في مقام الإثبات لا في مقام الثبوت لعل في مقام الثبوت وقع أكثر مما يقوله، ولكن نحن في مقام الاحتجاج في مقام أن نقدم الدليل كما اعتمد بعض المباني الخاطئة فنقل عن كتب تشتمل على أخبار مظنونة الكذب أيضاً والمبنى الذي اعتمده في ذلك أن علامات الكذب لا تمنع من النقل وان بلغت درجة الظن يعني حتى لو كانت مظنونة الكذب يصح نقلها ولا إشكال في نقل مثل هذه الأخبار في بيان السيرة والتاريخ ويرى المحدث النوري هذا مهم، الآن موقف المحدث النوري مهم من كتاب الفاضل الدربندي أن مخطوطة لا أساس لها ومجهولة وحافلة بالكذب كانت أحد المصادر الدربندي الضعيفة، مملوءة بالكذب المقطوع من يقول؟ المحدث النوري وكان أحد السادة العرب القارئين للمراثي قد أتى بها إلى علماء النجف ليحصل على تأييدهم ثم وصلت إلى الدربندي وهي مخطوطة لا يحتمل أن تكون من مؤلفات عالم على حد قول المحدث النوري يقول هذا المخطوط أساساً لا يعقل انه صدر من عالم لكثرة اشتمالها على الأكاذيب الواضحة والأخبار الواهية وقال في موضع آخر أن هذا الكتاب هو من ذرائع المخالفين لنسبة الشيعة إلى الكذب والافتراء، يقول واحدة من مآخذ السنة علينا الاستناد إلى ماذا؟ الاستناد إلى ما في هذا الكتاب.

    ثم ينقل عبارته يقول في اللؤلؤ والمرجان صفحة 250 في اللؤلؤ والمرجان صفحة 289 وقد أيد كثير من العلماء كلام المحدث النوري واستشهدوا بالكثير من النقول غير الصحيحة وغير القابلة للتصديق في الكتاب.

    التفتوا جيداً من الأمور التي يشير إليها هنا في الحاشية لطيفة جداً هذه في الحاشية 5 ينقلها أسرار الدربندي مقتل 25 ألف شخص على يد العباس كم؟ هكذا كم ساعة يحتاج؟ و330 ألف شخص على يد الإمام الحسين كم كانوا في كربلاء يقول ثلاثة ملايين وستمائة هذه المساحة التي يشغلوها يحتاج لها سبعمائة كيلومتر هذه موجودة في هذا الكتاب ولهذا وجدت البعض اضطر أن يقول بأنه لا يمكن بأن يقاس هذه الساعات التي عاشها الإمام الحسين بالساعات الرسمية بحسب ساعاتنا كانت ثلاثة أشهر لماذا؟ لأنه حتى يوجّه أنا لا أريد أقول كل ما ورد في هذا الكتاب كذب ولكنه انتم تعلمون إذا جاءت الشبهة المصداقية بعد يمكن الاعتماد أو لا يمكن الاعتماد؟ لا يمكن الاعتماد هذا مورد أعزائي بودي الأعزة يراجعون هذا مورد.

    المورد الثاني الذريعة إلى تصانيف الشيعة اقا بزرك الطهراني الجزء الثاني دار الأضواء بيروت من يصل إلى الكتاب هذا الكتاب 1134 أكسير العبادات يقول وهو أيضاً مطبوع ومن شدة خلوصه وصفاء نفسه نقل من هذا الكتاب أموراً لا توجد في الكتب المعتبرة إنما أخذها عن بعض المجاميع المجهولة اعتماداً واتكالاً على قاعدة التسامح في أدلة السنن مع أنه الآن يريد يناقش الدربندي مع انه لا يصدق البلوغ عنه بمجرد الوجادة بخط مجهول يعني كتاب مجهول وفيه كذا هل يصدق التسامح أو لا يصدق؟ يقول لا، لا يصدق هذا وقد تعرض شيخنا في اللؤلؤ والمرجان إلى بعض تلك الأمور فلا نطيل بذكره هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث ما ورد في أعيان الشيعة الإمام سيد محسن الأمين أعيان الشيعة حققه حسن الأمين المجلد الثاني في ترجمة الدربندي في ترجمته هذه حتى الأخوة يكون هذه ترجمة الشيخ فلان ملا اقا بن عابدين الشيرواني الدربندي المعروف بالفاضل الدربندي الحائري وفاته كذا إلى أن يأتي هنا يقول أكسير العبادات مشهور كذا أتى فيه بالغرائب وبأمور توجب عدم الاعتماد عليه، ولهذا واقعاً نحن في قضية كربلاء عندنا ابتلاءات كثيرة ومنها هذا الابتلاء.

    المحور الرابع: المحور الرابع ما بعد شهادة الإمام الحسين، هذه قضية لا يختلف عليها اثنان في مدرسة أهل البيت، وهي أن الحماسة الحسينية وان النهضة الحسينية تمثل منعطفاً أساسياً في تاريخ مدرسة أهل البيت بل في تاريخ الإسلام بل في التاريخ الإنساني يعني نحن عندما نأتي نريد أن نقرأ التاريخ قبل قضية الحسين وبعد ماذا؟ من قبيل عندما تأتي إلى الهجرة النبوية الهجرة النبوية تمثل منعطف أو لا، لهذا تقسمها إلى فترة مكية والى فترة مدنية لماذا لان الهجرة شكلت منعطف، شكلت مرحلة جديدة في التاريخ القضية الحسينية من هذا القبيل بغض النظر الآن أنا لا أريد أقول بالضرورة أنت معتقد بالحسين انه إمام معصوم عالم بالغيب أبداً، أبداً في التاريخ الإسلامي أساساً بعض ينظرون إلى هذه القضية نظرة ايجابية أم نظرة سلبية؟ نظرة سلبية يقولون أساساً ما كان يحق له أن يخرج على إمام زمانه فالنظرة نظرة سلبية ولكنه شاءوا أم أبوا يقولون أنها تمثل مرحلة، منعطف مرحلة جديدة صفحة جديدة في التاريخ يعني ما بعد القضية الحسينية مرحلة وصفحة من التاريخ وما بعد القضية الحسينية مرحلة وصفحة جديدة من التاريخ، بغض النظر انك تقرأها قراءة ايجابية أو تقرأها قراءة سلبية تقرأها قراءة ايجابية بطريقة ألف أو باء أو جيم أو تقرأها بطريقة سلبية ألف أو باء أو جيم ليس مهم، المهم تمثل مرحلة أساسية في تاريخ الإسلام بل الآن كثير من الدراسات تقول تمثل مرحلة في تاريخ الإنسانية لماذا؟ لان هذه الملحمة والنهضة كانت تشتمل على مجموعة من القيم الإنسانية بغض النظر عن القيم الدينية، فيها مجموعة من القيم الإنسانية، ولهذا تجتذب حتى غير المسلم لماذا تجتذبه ما الذي يجد في قضية الإمام الحسين ما لا يجده في مكان آخر في باقي الأئمة.

    الجواب لأنه اشتملت على مجموعة من القيم الإنسانية من قبيل انك عندما تأتي إلى جورج جرداق يقف عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لماذا؟ يقول لأنه في سلوكه في كلامه في خطابه في حركته في مواقفه هناك مجموعة من القيم هذه ليست مرتبطة بدين معين بل هي قيم إنسانية صوت العدالة الإنسانية أساساً ليس صوت العدالة الدينية اعم من المسيحية واليهودية والإسلامية لا أبداً، على هذا الأساس في هذا المحور الرابع توجد مجموعة من الإثارات والتساؤلات لابد أن نجيب عليها.

    الإثارة الأولى بناء على النظرية الرسمية في علم الكلام الشيعي الاثني عشري أنّ الموقف الحسيني في عهد يزيد هو الحجة أم كل المواقف من الإمام أمير المؤمنين والإمام الحسن والحسين في عهد معاوية والحسين في عهد يزيد والسجاد والباقر إلى آخر الأئمة مواقفهم كلها حجة أو واحدة منها حجة؟ بتعبير الإمام الحسن إذا تتذكرون في علل الشرائع قرأنا الرواية للأعزة في علل الشرائع المجلد الأول علل الشرائع للشيخ الصدوق المجلد الأول في الباب 159 قال يا أبا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره على خلقه وإماماً عليهم قلت بلى قال ألست قال إذن قال لا ينبغي لأحد أن يسفّه رأيك، أنا إمام مفترض الطاعة خلصت القضية، سؤال هذا فقط الإمام الحسين والإمام الحسن مفترض الطاعة أم كل الأئمة مفترضوا الطاعة؟ ماذا تقولون؟ قد يقول قائل سيدنا هذا الإمام مفترض الطاعة بناء على نظرية العصمة في الحكم وفي الموضوع أما إذا لم نعتقد بالعصمة في الموضوع أو لم نعتقد بالعصمة مطلقا لا في الحكم ولا في الموضوع فمفترض الطاعة أم لا؟

    هذه ثلاثة نظريات طرحناها في الإمامة قلنا النظرية الأولى الإمام معصوم في الحكم والموضوع النظرية الثانية الإمام معصوم في الحكم دون الموضوع النظرية الثالثة أن الإمام ليس معصوماً لا في الحكم ولا في الموضوع متى يكون مفترض الطاعة الإمام؟ بناء على النظرية الأولى أما على النظرية الثانية في الموضوعات مفترض الطاعة أو لا؟ بناء على النظرية الثالثة الإمام مفترض الطاعة؟ لا، الجواب أنا في محله اثبت للأعزة وأثبتت حسب اعتقادي أن الإمام مفترض الطاعة سواء قلنا بعصمته أو لم نقل بعصمته يعني حتى على النظرية الثالثة وهي العلماء الأبرار تجب طاعة من؟ تجب طاعة الأئمة، فقط اذكر لكم مثالاً حتى يتضح لكم العلماء في عصر الغيبة معصومين أم لا؟ لا حكماً ولا… تجب طاعتهم أو لا؟ فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله فإذن لا ملازمة بين افتراض الطاعة وبين العصمة مع الأسف الشديد بعض من لا علم بمجرد انه قلنا انه مثلاً نظرية العلماء الأبرار قالوا إذن لا تجب طاعته ماذا يقول السيد الحيدري بعد لماذا تجب الطاعة؟ الجواب لا ملازمة بين افتراض الطاعة وبين العصمة والشاهد على ما نقول وجوب طاعة علماء عصر الغيبة ولا عصمة لهم قطعاً لا حكماً ولا موضوعاً إذن هذا الباب لا يقول لنا قائل سيدنا هذا مبني على اصل موضوعي القول بالعصمة لا، حتى لو لم نقل بالعصمة أن مواقفهم كلها هي حجة.

    سؤال: السؤال المطروح هنا أن الثقافة الشيعية الآن واقعاً تجعل مواقف الأئمة مع موقف الإمام الحسين من يزيد في عرض واحد او تجعل المحورية لأي شيء؟ للموقف الحسيني أي منهما؟ ولهذا الآن لو عالم من العلماء قبل ولاية عهد رئيس جمهورية ظالم وغاصب ماذا يقولون له؟ يعني صار النائب الأول للرئيس الجمهورية ماذا يقول ماذا تقول الثقافة الشيعية عليه تقبل او لا تقبل؟ إذا راح اتفق او سكت عن السلطة تقبل او لا تقبل بايع السلطة تقبل او لا تقبل؟ مع أن هذه مواقف كلها صدرت ممن؟ اصلا صدرت من الإمام الحسين، الإمام الحسين بقي على بيعته لمعاوية فهو يريد أن يكون حسينيا بهذه الطريقة لا حسينيا ماذا؟ فهذا حسيني او يزيدي أي منهما؟ وهذه تحتاج إلى واقعاً نعرف لماذا أن الثقافة الشيعية ركّبت بهذه الطريقة ومن الذي ركّب الثقافة الشيعية بهذه الطريقة؟ لان قائل يقول أن الأئمة ارادوا أن تكون المحورية للموقف الحسيني وأما باقي المواقف فهي في الهامش بإزاء السلطة الظالمة لأنه هذا الموقف مرتبط بالبعد السياسي ما هو الموقف إزاء السلطة الظالمة في كل زمان ما هو الموقف؟ الآن الثقافة الشيعية بشكل عام اما أن تكون حسينياً او ماذا؟ هذه الثقافة التي روجها علي شريعتي تعرفون القضية قال إما حسيني واما زينبي واما يزيدي مع انه أنا لا اعلم هذا من اين يقول هذا الأصل إما حسيني وإما زينبي طبعاً هذه قضية زينبي متأخرة وإلا في التاريخ موقف زينب لا يوجد اصلا ولا اكو في التاريخ انه زينب لها دور لا أريد أن أقول ليس لها موقف يعني أن المؤرخين لم يضعوا يدهم على شخصية زينب أن شاء الله هذا في المحور الخامس سأقف عنده عندما تتعدد القراءات.

    أنت عندما تأتي إلى تاريخ الطبري وتاريخ البلاذري وتاريخ ابن اعثم وتاريخ تاريخ تجد أن القضية الحسينية لها بطل واحد او بطلان؟ الآن ثقافتنا الشيعية من مائة سنة لها بطل او بطلان؟ لماذا في ذلك الزمان لم تقرأ القضية الحسينية ببطلين ونحن نقرأها ماذا؟ ما هو السبب؟ وإلا اذهب واقرأ التاريخ بل حتى الاشعار التي نظّمت على زينب نظمت بعنوان الذلة والاسر وما أريد أجيب الألفاظ اما الآن أنت تنظر إلى زينب بعنوان الذلة والاسر أم تنظر إليها ماذا؟ ليس موقف الحسيني اصلا هي الركن الثاني في القضية الحسينية تدرون في جملة واحدة أن شاء الله يأتي تدرون سببها ما هي؟ سبب من مائة سنة الأخيرة لان المرأة أخذت يبحث عن حقوق المرأة فأنت اضطريت ترجع إلى تاريخ تبرز الموقف الزينبي حتى لا تتهم بأنه أنت تحترم المرأة أم لا وهذا يكشف لك أنه لكل (أن شاء الله سيأتي بحثه في المحور الخامس) أن القضية الحسينية لها قراءة واحدة او قراءات متعددة؟ سنثبت لكم أن القضية الحسينية ليس لها قراءة واحدة هذا من الخطأ الشائع أن نقرأها قراءة واحدة، إن شاء الله يأتي.

    إذن هذه القضية لابد أن نبحثها بشكل واضح وصريح هذا فيمينيسم يعني حقوق المرأة هذه القراءة الجديدة عن المرأة اضطرت علماء الدين أن يقرؤوا قضية الحسينية قراءة جديدة ويعطى لزينب الآن ماذا؟ الآن أنت احضروا عند المنابر وحقك ارجع إلى المنابر قبل 40-50 سنة عندما يذكرون ما بعد القضية الحسينية لا يذكرون إلا الأسر وإلا الذلة وإلا الثياب الممزقة وإلا الأكل ما عندهم وهكذا بهذه الطريقة يقرؤونها الآن كيف تقرأها؟ كربلاء احسنت هذه الثقافة الجديدة وليس لمائة سنة قبل لأنه غير موجودة.

    إذن هذه القضية لابد أن تبحث وهذه لها آثار مهمة وخطيرة لماذا؟ لأنه الآن تجد بعض علماءنا مباشرة إذا لم يتخذ موقفاً حسينياً يتهم بالسكوت والقعود والخنوع وانه مرجعية صامتة وانه ناطقة من هذه الاصطلاحات بيني وبين الله أنت معتقد لابد أن تكون حسيني هنيئاً لك والطرف الآخر معتقد حسيني ولكن في عهد معاوية لا حسيني في عهد يزيد من حقه او ليس من حقه أنت لست نبياً معصوماً هذا اجتهادك أنت ومن حقي ماذا؟ أنا لا أريد ابرر لأحد أعزائي يكون في علمكم أنا لا يقول احد السيد يدافع عن فلان مرجعية او يؤيد فلان مرجعية او يتكلم عن فلان أبداً الله يعلم البحث بحث نظري، هذه الاثارة الأولى لابد أن نجيب عليها.

    الاثارة الثانية: ما هو دور هذه الحركة في منظومة المعارف الدينية؟ من أهم القضايا التي تبحث في هذه الاثارة ما هو وجه الارتباط بين الحركة الحسينية وبين تهيئة الأرض لظهور الإمام الحجة توجد هناك علاقة او لا توجد علاقة؟ إذا قلنا لا علاقة إذن إذا اخطأنا في تحليل هذه الظاهرة يؤثر على تقدم وتأخر ظهور الإمام او لا يؤثر؟ لا يؤثر اما إذا قلنا بأنه هذه لها علاقة مباشرة بظهور من؟ فإي قراءة خاطأت وإحياء لهذه الملحمة يكون بشكل خاطئ يؤدي إلى ماذا؟ تقدم الظهور او تأخر الظهور؟ من هنا لابد أن ننتقل إلى الاثارة الثالثة وهي لعله من أهم الاثارات إذا تتذكرون نحن قلنا أن القضية الحسينية تشكل منعطفاً في تاريخ الأمة ولا يمكن ابقاء هذه الثورة إلا بإبقاء شعلتها وحرارتها في وجدان ماذا؟ سؤال: هذا هدف كلي لابد من أحياء القضية الحسينية هذا برنامج أم هدف؟ أي منهما؟ لا، هذا هدف قضية الحسينية لابد أن تبقى حيّة.

    سؤال: بأي آلية؟ الآلية ليس في الهدف حتى واحد يشكك لأنه الآن يوجد أناس إما مغرضين وإما جهلة وإما مرضى بمجرد تناقش الآلية يقول هذا يريد يضعف الإمام الحسين مع انه أي آدمي أي جاهل هذا خلط بين الهدف وبين الآلية لتطبيق الهدف أنت تقول لي هذا الآلية للوصول إلى الهدف أقول هذه الآلية مضرة وليست صحيحة او لا تنفع أنا إشكالي معك أين؟ في الهدف في إبقاء جذوة وحرارة الإمام الحسين في قلوب المسلمين وإبقاءها حيّة في ضمير الأمة ووجدان الأمة هذا هو لابد أن يبقى ولكن بأي آلية؟

    ثم أنا سؤالي هذا أن القضية الحسينية قد يقول قائل انه لا طريق لابقاء هذه الشعلة حيّة وهذه الحرارة باقية في قلوب المؤمنين إلا بإحياء الشعائر يعني قضية الإمام الحسين في كربلاء فقط فيها بعد مأساوي أم يوجد فيها بعد قيم الأخلاقية والانسانية أي منهما؟ توجد فيها ابعاد عقائدية او لا توجد؟ إذن ينبغي احياءها في زوايا او في كل زاوية أي منها؟ والآن والمنبر ببابك بينك وبين الله في العشرة الأولى من المحرم هل يوجد اثر للبعد الفكري، للبعد الثقافي، للبعد العقدي، للبعد الأخلاقي هل يوجد تسمع شيء او تسمع فقط البكاء والمصيبة أي منهما؟ أنا لا ادعي بأنه لابد أن نحذف البعد الذي يرتبط بالمأساة والبعد العاطفي والقلبي، ولكن لابد أن يكون له موقعه وتوجد هناك ابعاد أخرى لابد من احياءها.

    السؤال الذي طرحناه في الاثارة السابقة وهو انه لكي تكون القضية الحسينية مقدمة لتهيئة الأرضية لظهور الإمام هل يكفي البعد الشعائري فقط او لابد أن تكون من جميع الأبعاد أي منهما؟ فإذا لم تحي القضية الحسينية بجميع أبعادها تهيأ الأرضية للظهور او لا تهيأ؟ ولهذا تجدون أن واحدة من أهم أسباب تأخر ظهور الحجة ما هو؟ لأن ظهور الحجة يحتاج إلى أركان ثلاثة، الركن الأول النظرية وهي الإسلام المحمدي الأصيل الذي يوجد عند الحجة، الركن الثاني: القيادة الإلهية وهي متشخصة ومتجسمة في الإمام الحجة او ما متوفرة؟ الركن الثالث: الأمة التي تتحمل هذا المشروع الإلهي وهذا مراراً ذكرته للأعزة انظروا الآية المباركة من سورة الحديد قالت: ليقيموا القسط الأنبياء أم  لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ؟ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ يعني هذا شرطين ركنين الركن الثالث: الفاعل الأنبياء أم الناس فإذن لابد من توفر الشروط في الأمة ليقوم الناس بالقسط .

    سؤال كيف تتهيأ الأمة والبشرية لاقامة القسط؟ من خلال ماذا؟ من خلال القضية الحسينية ولكن أي بعد في القضية الحسينية فقط البعد العاطفي كل أبعادها تتهيئ الأمة ولهذا من هنا أقول اوجه خطابي واقعاً إلى كل المؤسسات الدينية والحوزات العلمية والهيئات والحسينيات والمنابر والرواديد وووو سمه ما تشاء والله إن فعلتم هذا الفعل سوف تكونون سبباً في تأخير ظهور الإمام سلام الله عليه وإن فعلتم ذاك سوف تكونون سبباً في تعجيل ظهور الإمام فانظروا ماذا تفعلون وهذه هي وظيفة المؤسسة الدينية والمرجعية ليس لها معنى المرجعية عندما يسأل فلان عمل نقوم به او لا نقوم به يكتب في موقعه لا رأي له ليس له معنى لابد انه اما في خدمة هذه القضية واما في ضررها واما متساوية لا معنى لا رأي له لأنه هذه هي قضيتنا المقدسة بل هي محور حركتنا في التاريخ، إذن لابد أوّلاً أن نثبت هذه الاثارة هل هناك علاقة بين القضية الحسينية وبين ظهور الإمام او لا علاقة وإذا ثبتت العلاقة ما هو المشروع والالية التي من خلالها نحي بها القضية الحسينية؟

    المحور الأخير الذي إن شاء الله إلى غد المحور الخامس نحن نعتقد بحسب فهمي أن أهم المحاور التي تقدمت أهمها ماذا؟ أي محور؟ هذا المحور الخامس وهو انه من خلال المعطيات التاريخية والروائية الموجودة بأيدينا من المصادر المعتبرة كيف نقرأ هذه الحركة؟ هل لها قراءة واحدة او لها قراءات متعددة وهنا تأتي نظريتنا وهي تأثير الزمان والمكان في قراءة الحركة الحسينية وبتعبير آخر أن القضية الحسينية وحدة المفهوم وتعدد المصداق بحسب الأزمنة هذا إن شاء الله تعالى غداً سأقف عنده ومنه تترتب قضية أخرى على ظهور الإمام وهو أن ظهور الإمام أين سيقع والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/10/01
    • مرات التنزيل : 1856

  • جديد المرئيات