نصوص ومقالات مختارة

  • نظرية وحدة الوجود العرفانية (172)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    انتهينا في بحث الأمس قلنا أنه هذا الأصل الذي أسسه السيد الطباطبائي + في رسالة الولاية, هذا الأصل تترتب عليه نتائج أساسية أشرنا إلى النتيجة الأولى والنتيجة الثانية وبينا بان النتيجة الثانية من أهم النتائج المترتبة على هذا الأصل واشرنا إلى ذلك قلنا في صفحه 371 من الميزان الجزء 6 بينا هذه الحقيقة وقلنا بان الذنب له مراتب متعددة وعلى هذا الاساس فان العفو والمغفرة أيضا لها, أي للمغفرة مراتب متعددة بحسب كل ذنب, والمرتبة الرابعة من الذنب هي التي أشار إليها.

     قال: الذنب الذي يحكم به ذوق الحب, والمغفرة المتعلقة بهذه الدرجة من الذنب, ربما قال القائل منهم, التفتوا إلى العبارة, وربما قال القائل منهم أنه من أوهام العشاق والمبرسمين أو تخيل شعري لا يتكأ على حقيقة عقلية.

    هذا القسم الرابع الذي تقولونه أنه ذوق وحب وحكم الحب هذه الكلام استحسانات شعرية, أنا عندما قرأت هذه تذكرت كلام الإمام أمير المؤمنين ×في خطبة المتقين عندما قال بان الناس عندما يرون هؤلاء يقولون عنهم >خولطوا وما خولطوا< الناس عندما  ينظرون إليهم يقولون أن هؤلاء مجانين واقعا مجانين ولكن الإمام أمير المؤمنين ×مباشرة بين شارحتين ماذا يقول > وما خولطوا < نعم أولئك خولطوا لأنه غير شيء يرون ونعم الذي لا يرى لا يُخلط, أما الذي رأى هذه واقعا يختلط عليه الأمر.

    ولذا يقول: وقد غفل, السيد الطباطبائي &, وقد غفل عن أن هذه التصورات على انها أوهام تخيلات في طريق الحقائق الاجتماعية والحياة الاجتماعية, نعم بحسب موازين الناس وبحسب العرف والعادة هذه أوهام وتخيلات, سلمنا ولكن على موازيين هؤلاء, على انها أوهام وتخيلات في طريق الحياة الاجتماعية لكن هي بعينها حقائق وأي حقائق في طريق العبودية, نعم في طريق الحياة الاجتماعية التي مزاجها قائم على المصلحة والمفسدة والربح الخسارة إلى غير ذلك, ولا يتبادر في ذهنك نحن مبتلين بها, الآن إذا أنت تنظر إلى جملة من العادات والقوانين في حوازتنا العلمية هذه الحالة تجدها لماذا؟ لأنه عندما يريد يدرس شيء يدرس أنه هذه نتائجه مفيدة أو غير مفيدة؟ واقعا من خلالها يستطيع أن يحصل على شيء, على موقع, على مركز, على وكالة, على إمامة جماعة على قضاء إلى آخره, وهذا أيضا ليس مرفوض لا يتبادر إلى الذهن نحن نذم هذا, نحن نذم لأنه لماذا تذم غيرك وإلا هذا طريق طبيعي الإنسان يريد أن يمشي في هذا الطريق يقول مولانا الفقه والأصول الإنسان في النتيجة يكون كذا يكون كذا أما في الفلسفة إلى أين تصل أنت؟ بحثنا في هذا بحثنا ليس لماذا يقرأ الفقه أبداً الله يعلم أنا لست بصدد أقول ماذا ولكن أقول لماذا تمنعون الطريق على الآخرين.

    قال: في طريق العبودية عن حب الهي يذيب القلب ولا يدع للإنسان شعورا يشعر بغير ربه ولا إرادة يريد بها إلا ما يريده الله سبحانه وتعالى.

    هذا المعنى بشكل تفصيل أيضا يترتب عليه كما تعلمون يقول في صفحه 366 وعلى هذا النحو من هذا القبيل ينبغي أن يحمل ما ربما يروى من قوله إنه ليبان على قلبي فاستغفر الله كل يوم سبعين مرة وعليه يمكن أن يحمل قوله {واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والأبكار} وقوله {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} وعليه ما حُكي ما حَكى الله تعالى عن عدة من أنبيائه كنوح {ربي اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً} وقول ابراهيم {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} وقول موسى {ربي اغفر لي ولأخي} فان الأنبياء ^مع عصمتهم لا يتأتى أن تصدر عنهم المعصية ويقترفوا الذنب بمعنى مخالفة مادة من المواد الدينية التي هم المرسلون للدعوة إليها وتطبيقها وإقامتها في حياة الناس, كيف يمكن أن يفترض بان هؤلاء يفعلون ما يدعون الناس إلى تطبيقها, والقائمون قولا وفعلا بالتبليغ لها والمفترض طاعتهم من عند الله ولا معنى  لا فتراض طاعة من لا يُؤمَن وقوع المعصية منه تعالى الله عن ذلك وهكذا يحمل على هذا الباب. يدخل في بحث مفصل.

    هنا عنده بحث إذا أريد أن اقرأه أتصور أنه يأخذ الوقت كله, ولكنه أنا واقعا اليوم أنا بودي هذه الثلاث صفحات يطالعوها لانها من المواد النادرة التي يحمل السيد الطباطبائي &التي يحمل السيد الطباطبائي على الاتجاه الكلامي عموما حملة شديدة وعنيفة جدا في هذا الموضع لأنه تعلمون أنه ليس من أدب السيد الطباطبائي أن يحمل ولكن الحملة حملة علمية.

    يقول: وقد بينا هناك وفي  غيره, إلى أن يقول: والغفلة عن هذه النكتة, أي نكتة؟ الذنب له مراتب والعفو والمغفرة له مراتب, والغفلة عن هذه النكتة هي التي أشاعت بين عدة من المفسرين وأهل الكلام إبداع التأويل وصرف الكلام عن ظاهره.

    يقول منشأه عندما فهم هذه القاعدة فلهذا احتجنا إلى أن الآيات التي تكلمت عن العفو والمغفرة وعن الأنبياء والمعصومين والأولياء هذه حملناها على خلاف ظاهرها وانفتح باب التأويل على مصراعيه في القرآن الكريم.

    وارتكابه في الآيات المخالفة فتراهم يقطعون القرآن قطعا ثم يحملون كل قطعة منها على ما يفهمه العامي السوقي من كلام سوقي مثله.

    الحملة شديدة جدا يعبر عنهم أنهم سوقه, واقعا هؤلاء سوقيه لأنهم هؤلاء الذين دمروا القرآن وإلا القرآن كان له مقامه العالي وانه لا يستطيع, ولكن عندما تعاملوا مع القرآن كتعاملهم مع إي كتاب يصدر من أي إنسان عادي, نعم العرف ببابك, هذه القاعدة التي أتصور القرآن ما هو القرآن ظواهر جاءت لعموم الناس ولا يحتاج إلى تفسير ودقة, وأنا رأيت من يدعون الفكر والثقافة والدين والملازمين للأذكار عندما كان سامع بعض دروسي إلتقاني وقال لي سيدنا أخالف هذا ليس منهج القرآن هذا الذي تقوله كيف يمكن استخراجه من القرآن, ولهذا هنا السيد الطباطبائي عبارته يقول:

    يقول: ما يفهمه العامي السوقي من كلامي سوقي مثله, وإذا سمعوه تعالى (جملة غير واضحة) ولم يهدهم التدبر وكذا سمعوا الآيات التي تشتمل على عثرات الأنبياء, فساقهم سُوء الحظ , قلت لكن أنه هنا كثيرا شديد, فساقهم سوء الحظ ورداءة النظر إلى أن أبدلوا ربهم رب العالمين برب تنعته التوراة.

    الآن يحمل عليهم يقول ليس هؤلاء فقط ما فهموا الأنبياء ومقامات الأنبياء المشكلة التي عندهم في التوحيد وهذا المعنى الذي نحن مراراً أكدناه في كتاب التوحيد وفي غير كتاب التوحيد قلنا أن المشكلة في فهم الأولياء الأوصياء وهذه مقدمة أساسية لأنه نحن نريد أن ندخل إلى مقامات الأنبياء في الفصوص لأنه نحن نريد أن ندخل 27 نبي نريد أن نعرف مقامات الأنبياء ودرجات قربهم إلى الله, الآن نعطيهم مقامات وإذا أنت بالمرتبة السابقة مشكلة التوحيد لم تحل فهذه أين تدخلها؟ تقول هذا غلوا, هذا شرك, هذا إعطائهم ما لا يستحقون, هذا إلى غير ذلك.

    إلى أن يقول: وإذا ذكّروا بما بعض للأنبياء من العصمة والمقامات الموهوبة والمواقف الروحانية عدوا ذلك شركا وغلوا في حق عباد الله.

    وأتصور هذه اللغة صارت مع الاسف هي اللغة الدارجة حتى بين أوساطنا العلمية, أنه عندما تذكر مقامات أهل البيت ×أو تذكر مقامات الأنبياء مباشرة تتهم بماذا؟

    وقد أصابوا بردهم بوجه, يقول هؤلاء الذين يقولون شرك وكذا لأنه المشكلة التي عندهم هي أن التوحيد الذي عندهم صغير فالمشكلة أين صارت؟ هذا تعبيري.

    وقد أصابوا بردهم بوجه, ما هو وجه الإصابة؟ فإنما يتصورونه من الرب عز اسمه وينعتونه بها من النعوت في ذاته وفعله دون ما يذكرونه من مقامات الأنبياء.

    قولاء توحيدهم اصغر من النبوة عنده فطبيعي أنت عندما تأتي بالنبوة وتضعها فوق التوحيد فطبعا يصير شرك أو لا يصير شرك؟ يصير شرك, مشكلة هؤلاء في التوحيد لم يفهموا الحق سبحانه وتعالى.

    دونما يذكرونه من مقامات واخفض منها منزلة وقدرا وهذا كله من المصائب التي لقيها الإسلام وأهل الإسلام.

    هذه واقعا من المصائب التي القرآن يكون غريبا بهذه الطريقة فطبيعة الحال الانبياء يكونون غرباء والأولياء كذلك.

    وان الله ليس ذلك كله, إلى أن الإخوة قلت بودي أن الإخوة ماذا؟ ولو تفطنوا قليلا وتدبروا في أطراف الآيات المتعرضة لأمر الذنب والمعصية بالمعنى المصطلح عليه لما وقعوا فيما وقعوا فيه.

    هذا البحث إنشاء الله بشكل مفصل نطالعه, قلنا بالأمس واليوم أيضا قلنا صفحه 366 أنا ذكرت هذا المعنى كان ينبغي أول شيء تأخذه مني.

    قال: ثم هذا المعنى أشار إليه في كشف الغمة الاربلي في صفحه 300 مرآة, هذا المعنى في ذيل هذه الرواية, وردت الرواية عن الإمام الصادق ×قال: كان رسول الله ’, الرواية في باب الاستغفار من الذنب من أصول الكافي باب الإيمان والكفر, الرواية الرابعة, الرواية عن زيد الشحام عن الصادق, والرواية يعبر عنها المجلسي يقول: مرسل كالموثق, عن ابي عبد الله الصادق: كان رسول الله يتوب إلى الله عز وجل في كل يوم سبعين مرة, فقلت: أفكان يقول استغفر الله وأتوب إليه؟ قال: لا, ولكن كان يقول أتوب إلى الله, كثيرا تعبيرا دقيق ليس استغفر الله وأتوب إليه كان يقول ماذا؟ أتوب إلى الله, رجوع إلى الله,قلت: أن رسول الله كان يتوب ولا يعود ونحن نتوب ونعود.

    في ذيلها ينقل عبارة عن كشف الغمة, أنا كشف الغمة الذي للاربلي غير موجود عندي, في ذيلها ينقل عبارة عن كشف الغمة للاربلي هناك عنده عبارة واقعا هذه العبارة تناسب محل الكلام قال:

    إن الأنبياء لما كانت قلوبهم مستغرقة بذكر الله, متعلقة بجلال الله, متوجهة إلى كمال الله, وكانت أتم القلوب صفاءً واكسرها ضياءً وأغرقها عرفاناً واعرفها إذعاناً وأكملها إيقاناً كانوا انحطوا عن تلك المرتبة ونزلوا عن تلك الدرجة الرفيعة إلى الاشتغال بالمأكل والمشرب والتناكح والصحبة وغير ذلك من المباحات أسرعت كدورة إلى نفوسهم.

    (ها) الأصل ذاك, إذا الأصل كان مباحا بل لعله مستحب ولكنه هو المقصد الغائي الاصلي أو ليس كذلك؟ ليس كذلك, كما أنه أنت رأيت في بعض الأحيان أنا اضرب لكم مثال حتى يقترب إلى ذهن الإخوة  يقول قال لماذا اشغلوا بالتبليغ ونحو ذلك؟

    الجواب: هذا تكليف, كما أنه أنت في بعض الأحيان واقعا قد تحس بتكليف عيني أنه الآن تذهب بعمل إجرائي وتنفيذي والى غير ذلك, أنت لو تسأل راضي عن هذا أو غير راضي؟ يعني راغب أو غير راغب؟ لا ليس راغب وأبداً ليس راغب, أنت تريد أن تستمر في طلب العلم وفي التحقيق وتصل إلى أعلى المقامات, لماذا انشغلت؟ تقول تكليفي ماذا افعل, هؤلاء كلفوا من قبل الله سبحانه وتعالى أن يقوموا ماذا؟ هذا التكليف فيه لوازم, لوازمه أنه {لك في النهار سبحا طويلا} ارتباطات وعلاقات إلى آخره والانسان ما دام في عالم النشأة واقعا في عالم الكثرة.

    يقول: وغير ذلك من المباحات أسرعت كدورة إليها لكمال رقتها وفرط نورانيتها فان الشيء كلما كان ارق وانظر, من النظرة, كان تأ

    ثره بالكدورات أبين واظهر فعدوا ذلك ذنبا وخطيئة فتابوا واستغفروا كما روي عنه حسنات الأبرار سيئات المقربين, واليه يشير قوله: > ليران على قلبي واني استغفر الله بالنهار سبعين مرة < التفتوا إلى التعبير إلى إذا صحت الرواية > بالنهار سبعين مرة < الذي هو الارتباط بعالم الكثرة, وإلا في الليل {سنلقي عليك قولا ثقيلا} هذه النتيجة الثانية.

    النتيجة الثالثة: التي ترتب على هذا الأصل الذي أصله السيد العلامة في رسالة الولاية هي مسألة النظرية الأخلاقية, أنا أمر عليها مرورا سريعا وتفصيلها إنشاء الله في محل آخر أشرت في كتاب علم الأخلاق والذي هو مأخوذ من كلمات السيد الطباطبائي +, هناك أنا أشرت إلى هذا المطلب بشكل تفصيلي وبنحو الإجمال اشريه إليه في الجزء 1 من الميزان صفحه 355 هناك يقول: إذا عرفت ما ذكرناه علمت أن الطريق إلى تهذيب الأخلاق واكتساب الأخلاق الفاضلة منها أحد مسلكين:

    المسلك الاول: تهذيبها بالأخلاق الدنيوية والعلوم والآراء المحمودة عند الناس كما يقال أن العفة قناعة فلان فلان إلى غير ذلك, وكثير الآن من المدارس الأخلاقية إذا تجدها تخلقت في حياتها لا لانها لأجل أخروي وإنما هي حتى يصنعون له نصب الجندي المجهول وهذا أيضا كرامة من الكرامات واحترام ووو إلى ذكر الجميل وبقاء الذكر الجميل إلى غير ذلك هذا مسلك وواضح أن هذا المسلك لم يستعمل القرآن لأنه بني بنائه على امور دنيوية.

    أما المسلك الثاني 356 يقول: الغايات الأخروية, والغايات الأخروية يقول: كثر ذكرها في كلامه تعالى {أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بان لهم الجنة} {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} {إن الظالمين لهم عذاب اليم} وغير ذلك التي هي قائمة على أساس خوفا أو طمعا وعنده بحث مفصل في هذا المجال إلى  أن يأتي في صفحه 358 من الجزء 1 يقول: وها هنا مسلك ثالث مخصوص بالقران, لا المسلك الأول ولا المسلك الثاني, ما هو؟ لا يوجد في شيء مما نقل إلينا من الكتب السماوية وتعاليم الأنبياء الماضيين سلام الله عليهم أجمعين والعهدة عليه, ولا في المعارف المأثورة في الحكماء الإلهيين, الآن فضلا عن المتكلمين والمحدثين وغيرهم, وهو, طبعاً الحكماء والعرفاء غير داخلين هنا, وهو تربية الإنسان وصفا وعلما باستعمال علوم ومعارف لا يبقى معها موضوع للرذائل, يعني ماذا؟ يعني أنه أساسا هؤلاء يعالجون الرذيلة من باب الدفع أو من باب الرفع؟ من باب الرفع, أساسا هؤلاء وصلوا إلى مقام الرذيلة تصل إليهم حتى يقاوموا أو لا تصل إليهم؟ لا تصل إليهم الرذيلة, لماذا؟ لأنه نور, هؤلاء ارتبطوا بالله سبحانه وتعالى, بتعبير الروايات قد دخلوا بالحصن الإلهي, وبتعبير الآية المباركة في سورة يوسف ×كذلك لنصرف عنه السوء وليس لينصرف عن السوء ويوجد فرق كبير بين لنصرف عنه السوء وبين هو ينصرف عن السوء, السوء أساسا يصل إليه أو لا يصل إليه؟ محل شاهدي هذه الجملة.

    وذلك كما أن كل فعل يراد غير الله, هذا المسلك الثالث أي أساس يقوم؟

    يقول: فان بناءه على الحب العبودي, هذا المسلك الثالث يقوم على أساس الحب ثم يشير إلى هذا المعنى.

    يقول: وإيثار جانب الرب على جانب العبد ومن المعلوم أن الحب والوله والتيم ربما يدل الإنسان المحب على امور لا يستصوبه العقل الاجتماعي الذي هو ملاك الأخلاق الاجتماعية أو الفهم العامي العادي الذي هو أساس التكاليف العامة الدينية فللعقل أحكام وللحب أحكام وسيجيء توضيح هذا المعنى في أبحاث لاحقة, التي أشرنا إليها.

    إذا انتهينا من هذا المعنى الآن ننتقل إنشاء الله تعالى إلى البحث الثاني في رسالة الولاية, تعالوا معنا إلى البحث الثاني, هذه النتائج الثلاثة التي استطعنا أن نأخذها من هذا الأصل الأول, تعالوا معنا إلى رسالة الولاية مرة أخرى.

    تعالوا إلى الفصل الخامس من رسالة الولاية فيما يناله الإنسان بكماله, في السطر الثاني يقول: قد عرفت أن كمال الإنسان فناءه, يعني هذه أقصى مراتب كمالات الإنسان التي نحن عبرنا عنها الإنسان لا يصل إلى مقام الولاية إلا بعد الانتهاء عن مقام الفناء الذي عبرنا بأنه مقام الولاية أول درجات الولاية أو السفر الثاني أول درجات التي هي البقاء بعد الفناء, وعندما نقول بقاء بعد الفناء يعني أن هذا الوجود صار وجوده وجود رباني ووجود الهي, الآن على مستويات يكون وجوده الهي أو رباني, إما يكون رباني على مستوى الافعال, إما يكون رباني على مستوى الصفات, إما يكون رباني على مستوى الذات, الذي عبرنا عنه الفناء الافعالي أو الفناء في الافعال والفناء الصفاتي والفناء الذاتي.

    لذا قال: بأقسامه الثلاثة وبعبارة أخرى التوحيد الفعلي والتوحيد الاسمي, يعني الصفات, والتوحيد الذاتي.

    الآن السؤال المطروح: تعالوا معنا اخواني الاعزاء إلى صفحه, هذه المراتب الثلاثة أبينها للاخوة لأنه محل الشاهد هذا, محل الشاهد يقول بأنه, تعالوا معنا تقريبا في الثلث الأخير من هذا الفصل, نعم نفس الفصل ولكن أنا عندي صفحه 269 ولكن لا أدري أي صفحه تكون عندكم.

    فأول ما يفنى منهم الافعال, وسط صفحه 231 فأول ما يفنى منهم الافعال, يرون فعلا لأنفسهم أو لا يرون؟ هذا التفصيل عندنا في التوحيد في التوحيد الافعالي والتوحيد الصفاتي والتوحيد الذاتي وهذا كثيرا بحث لطيف, يقول أنه يشير إلى تفصيل ذلك البحث.

    يقول: وأول ما يفنى منهم الافعال واقل ذلك على ما ذكره بعض العلماء يعني أهل السلوك ستة: الموت, والحياة, والمرض, والصحة, والفقر, والغناء, هذه كلها يرونها أفعالهم أو أفعال من؟ أفعال الله سبحانه وتعالى, فيشاهدون ذلك من الحق, يعني الموت, طبعا هذه مرتبة من مراتب التوحيد الافعالي وإلا الدرجة الاعلائية من التوحيد الافعالي أن لا مؤثر في الوجود إلا الله سبحانه وتعالى, ولهذا تعبيره قال: واقل ذلك, هذه أقل مراتب التوحيد الافعالي.

    وهو أن يكون الموت والحياة والمرض والصحة والفقر والغناء فعل الله فيشاهدون ذلك من الحق سبحانه كمن يرى حركة ولا يشاهد محركها وهو يعلم بوجود المحرك فيقوم الحق في مقام أفعالهم, فكأن فعلهم فعله سبحانه, والعكس أيضا صحيح كما يشير إليه روايات كثيرة ينقلها في هذا المجال, إنشاء تعالى على هذا قوله {ما رميت إذا رميت ولكن الله رمى} مرتبة بالرمي أو بكل أفعاله, وما قلت إذ قلت ولكن الله قال, وما…. إلى أي شيء, الآن تقول سيدنا وما نام إذ نام ولكن, الآن هذا البحث ولذا اقله قلنا بهذا الشكل حتى الآن لا ندخل في أبحاث أخرى وإلا واقع الأمر بنحو من الانحاء تصح النسبة, إلى أن يقول: {وما ينطق عن الهوى} انظروا إلى النكتة اللطيفة التي يشير إليها من هذه.

    {وما ينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى} نحن إلى هنا كنا عندما نقرأ هذه الآية لنستدل على ماذا؟ أن كل ما هو مدلول هذا النطق هو الهي, الآن يقول لا, هذا الضمير هو لا يعود على مدلول النطق بل يعود على من؟ يعني نطقه وحي وليس أن منطوقه ومدلول نطقه وحي وفرق بين المقامين كبير وهذا مستفاد من قوله {وما رميت إذا رميت} لذا التفت إلى تعبيره.

     قال: والضمير إلى النطق, وليس الضمير إلى المدلول بل الضمير إلى ماذا؟ هذا النطق وحي هذا كلامه وحي وليس مدلول الكلام وحي ذاك طبعا وحي ولكن هذا الكلام وحي الهي, على الأحوال, هذا فيما يتعلق بالفناء الافعالي, أما الفناء الصفاتي.

    قال: ثم تفنى منهم الاوصاف, بعد ثلاثة أو أربعة اسطر, ثم تفنى منهم الاوصاف وأصولها على ما يظهر من أخبار أهل البيت خمسة: الحياة, والعلم, والقدرة, والسمع, والبصر, وقام الحق سبحانه في ذلك مقامهم وهذا هو المعبر عنه بقرب النوافل أن الله جل جلاله قال ما تقرب لي عبد من عبادي بشي أحب إلي مما افترضت عليه وانه ليقترب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها  < إلى آخر الحديث ثم ينقل مجموعة من الروايات في هذا المجال وهو ما يتعلق بقرب النوافل هذا في التوحيد في الفناء الصفاتي, الى أن يأتي والاخوة إنشاء الله  هذا يطالعوه حتى لا نأخذ وقت الإخوان لأنه أريد أن اخذ من وقت الإخوة كثيرا في هذا المجال إلى أن يأتي, (كلام لأحد الحضور) نعم أنا ابحث عنها, (كلام لأحد الحضور), في صفحه 272 عندي: ثم يفنى منهم الذات وينمحي الاسم والرسم ويقوم الحق سبحانه مقامهم, هذا الفناء قرب الفرائض.

    نحن إلى هنا كنا نتكلم عندما نميز بينهما في الفناء الذاتي نميزه عن فناء الغير أنه يصل إلى مقام أن لا يرى غير ذاته سبحانه وتعالى ولكن ذاته موجودة أو غير موجودة؟ نعم موجودة هذا المعنى الذي نقلنا من السيد حيدر الآملي ونقلناه من ملا صدرا وغيره, أنا في قناعتي هذه العبارة يمكن أن نستخرج منها معنى آخر ذاك المعنى الذي أنا قلته في التمييز ما بين قرب الفرائض وقرب النوافل, التفتوا إلى العبارة, أولا لأذكر الإخوة ماذا قلت أنا.

    أنا قلت نحن مادمنا أن الذات موجودة يعني كنا في أفعال الله القرب يكون قرب النوافل يعني صار الله بصر من؟ بصر زيد, كنت سمعه, هذه هو التي له موجودة, سواء شاهدها أو لم يشاهدها, ولكن الـ هو التي له موجودة, كنت سمعه, كنت بصره, كنت يده.

    إذن: الـ هو التي له موجودة أو غير موجودة؟ يعني هذا التعين الذي هو التعين الإمكاني موجود أو غير موجود؟ نعم موجود, أما في قرب الفرائض في فهمي هذا الذي يقولونه صحيح ولكن أبين فهم آخر لقرب الفرائض, في قناعتي في قرب الفرائض الـ هو التي له غير موجودة يعني ماذا؟ يعني صار سمعي فإذن هو يكون شأنا من شؤون الحق, فرق بين أن يكون الحق شأناً من شؤون العبد وبين أن يكون العبد شأنا من شؤون الحق, إذا صار شأنا من شؤون الحق التعين تعين عبد أو تعين الهي؟ في قرب النوافل التعين ماذا كان؟ تعين العبد كان ولكن قواه وسمعه وببصره ويده ورجله وفهمه وإدراكه وكله الهي , أ/أ في قرب الفرائض التعين تعين عبدي أو تعين الهي؟  لماذا أقول تعين؟ لأنه معتقدين أنه في الصقع الربوبي توجد تعينات أو لا توجد تعينات, في الصقع الربوبي توجد تعينات وكن تعينات مرتبطة بالصقع الربوبي ولا الأعيان الثاقبة واسماء ولوزام أسماء والواحدية و الاحدية هذه كلها أين موجودة؟ هذه تعينات الصقع الربوبي هذه تعينات إلهية وليس تعينات امكانية عبدية, أنا في قناعتي أنه يمكن أن يستفاد من قرب الفرائض أن العبد في قوس الصعود يصعد إلى أن يكون شأنا من شؤون الحق ولكن أين؟ في الصقع الربوبي, عند ذلك يبقى تعينه أو لا يبقى تعينه؟ تعينه العبد يبقى؟ لا يبقى, نعم إذا كان له تعين هذا التعين الهي يعني التعين الموجود في الأعيان, الثابتة التعين الموجود في الأسماء, التعين الموجود في مقام الواحدية, التعين الموجود في مقام الاحدية, (كلام لأحد الحضور) ولكن قلنا إلهية ولكن التعين هنا تعين إمكاني هذا الذي أريد أن أميزه، نحن حديثنا في التعين وإذا صار لا تعين فخرج عن البحث, كلامنا أن الفرق ليس فقط أنه لا يرى يعني تعينه ثبوتا تعينه العبدي موجود ولكن لا يرى, لا, أنا أريد أن اوجد تحول في التعين التفتوا جيدا, انظروا الآن توجد شواهد كثيرة ولكن أولا لنفهم القاعدة, أنا أريد أولا أن تفهمون القاعدة.

    على كلام القوم التعين العبدي تارة يراه وتارة لا يراه ولكن يبقى ثبوتا تعين عبدي أما بناء على ما اذكره التعين تارة يكون إمكاني وأخرى يكون تعين مرتبط بالصقع الربوبي يعني يكون تعيناً إلهياً وإلا التعين تعين محال من غير تعين أساسا لا موضوع ولا محمول أي شيء آخر, ولعله هذه العبارة تريد أن تشير إلى هذا المعنى.

    يقول: ثم يفنى منهم الذات, ما معنى فناء الذات؟ إذا تتذكرون هم فسروا فناء الذات أن لا يشاهد أليس بهذا الشكل تتذكرون, أما هنا يقول: وينمحي الاسم والرسم, هذا ينمحي أصلاً ويذهب وهذا لا يكون إلا بالتعين العبدي وليس زوال التعين, لا يقول أحد إذن يصير الممكن واجب, لا الواجب يصير ممكن ولا الممكن يصير واجب, زوال التعين الإمكان فيكون له تعين الهي, ويقوم الحق مقامهم, هذه متى يقوم الحق مقامهم؟ إذا صار في الصقع الربوبي, لذا ذُكر في آخر رسالة التوحيد أن هذا المقام: اجل من أن يقع عليه لفظ وان تمسه إشارة وان إطلاق المقام عليه مجاز وانه مما فتحه الله لنبيه محمد ’.

    التفتوا جيدا إذن هذا ليس مقام أي أحد هذا قرب الفرائض وخصوصا المقام الاعلائي منه هذا مختص بالخاتم ’ولا يتبادر إلى الذهن, ولذا إذا تتذكرون نحن كان عندنا بحث أنه الرسول الأعظم ’مقامه مقام الواحدية بل مقام الاحدية, يعني ماذا مقامه مقام الاحدية؟ يعني أنه في  قوس الصعود صعد ليس فقط أنه لا يرى تعينه العبدي موجود فلا يرى غير الله لا ليس هذا لأن هذا تعينه العبدي موجود بل صعد وصعد في الصقع الربوبي ومن الأعيان الثابتة إلى الأسماء إلى مقام الواحدية إلى مقام الاحدية.

    قال: وأقول الآن انه, يقول في آخر رسالة التوحيد التي يظهر عنده هو التي هي المسائل التوحيدية التي له, يقول هناك أنه هذا مختص بالرسول الأعظم ’هنا ماذا نقول؟ هنا عندنا إضافة ما هي الإضافة؟ أنه أوليائه الائمة من بعده يلحقون به.

    للنبي محمد ولحقه الطاهرون من آله, الآن الإضافة التي له هي هذه, الآن يلحقهم, يلحق من؟ النبي وأهل البيت ^أولياء من أمته, هذا كثيرا مهم إذا كان أولياء من أمته يلحقون بهذا المقام فعلماء أمتي ليس فقط كأنبياء بني اسرائيل بل يكونون أفضل من أنبياء بني اسرائيل, نعم البحث هنا ارجع وأقول بحث كبروي والآن صغرى فلان هو أو ليس هو هذا بينك وبين ربك أنا ما يدريني, السيدة المعصومة ×هي منهم أو ليس منهم؟ ولكنه الكثير من الشواهد والمؤيدات تثبت أنه يقينا إذا كان أحد من أوليائهم وعلماء أمتهم يلحقون بهم فهي من اللاحقات, سيدتنا زينب ×من اللاحقين, السيد عبد العظيم من اللاحقين, أبا الفضل العباس ×من اللاحقين وهكذا, الآن بعض هؤلاء يمكن ذكرهم وبعضها لا نعلمهم وكم لعله في زماننا من هم في هذا المقام ولكن لا نعلمهم.

    وأقول الآن أنه يلحقهم أولياء من أمته للروايات الكثيرة الدالة على أن الله سبحانه وتعالى يلحق بهم شيعتهم بالدرجات العليا أو في الآخرة, ادعوا الله سبحانه وتعالى أن نكون منهم إنشاء الله  تعالى.

    قال: وفي رواية الديلمي الآتية: وينقل من دار الفناء إلى دار البقاء ومنه يظهر أن ما وعده الله سبحانه للأمم من المقامات والكرامات في الآخرة مرزوق للأولياء وهم في الدنيا لأن هؤلاء قامت عليهم قيامتهم, وفيها اللحوق بإمامهم وهذا المقام الذي عرفت أنه اجل من المقام, العبارة ما أدري كيف, وهذا المقام الذي عرفت أنه اجل مقام مثلا لابد تصير, نعم, (كلام لأحد الحضور) وهذا المقام الذي عرفت أنه أجلُ من أن يسمى مثلا مقاما من المقام, قد عبر عنه الائمة في الاخبار المستفيضة النافية للصفات, فللأولياء من الأمة اللحوق بهم بنحو الوراثة في ذلك فافهم, ومن المواهب سيرهم إلى آخره الروايات الواردة في هذا المجال, هذا البحث الثاني الذي كان ينبغي إليه.

    البحث الثالث:

    وهو من الأبحاث الاساسية الذي في قناعتي لابد أن يشار إليه لنرى ما الذي يخرج من الروايات وهي الروايات التي تكلمت بهذه اللغة, وهي روايات متعددة ومعروفة أيضا نريد أن نرى ماذا تقول هذه الروايات, وهذه الرواية المعروفة عن الإمام الصادق وهي رواية صحيحة السند فيها محمد بن سنان ونحن ليس عندنا مشكلة فيه قال: سمعت أبا عبد الله الصادق يقول: أن الله تبارك وتعالى اتخذ ابراهيم عبدا, العبودية هي منشأ الولاية, قبل أن يتخذه نبيا, وان الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا.

    إذن هذا الترتب بين الولاية والنبوة والرسالة موجود عندنا في الروايات لأن هذا المعنى أشار إليه القيصري.

    > وان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا, وان الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما < هذه الرواية تبين أن مقام الإمامة القرآنية هي مجموع هذه المقامات وليس بمعنى الولاية التي باطن النبوة والرسالة صحيح أو لا؟ تأملوا في هذه الرواية لنرى ماذا يخرج من هذه الرواية.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/10/02
    • مرات التنزيل : 2921

  • جديد المرئيات