نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (106) – محاولة لعرض رؤية أخرى

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأنه لابد أن نقف عند أهم خصائص اللغة العربية أو بعض أهم الخصائص وإلا جميع هذه الخصائص لا يمكن الوقوف عليها وبينا بأنه واحدة من أهم خصائص اللغة العربية أنها تميز في مفرداتها في الضمائر في قواعدها النحوية والصرفية بين المذكر والمؤنث وهذه خصوصية واضحة في اللغة العربية وسنأتي على الشواهد إن شاء الله بعد ذلك.

    ولكن هناك بحث آخر أيضاً وذكره بعض الأعزة المعلقين على أبحاثنا قالوا سيدنا لو تقف عنده قليلاً لأنه نحن مررنا عليه مروراً سريعاً بلا أن نقف عنده، لأنه له اثر مباشر في أبحاث فقه المرأة ولذا بعض المعلقين على دروسنا في فقه المرأة يقول سيدنا لو تسمي هذه الأبحاث مقدمات في فقه المرأة أفضل من بحث في فقه المرأة لأنه نحن إلى الآن يتجاوز المئة درس لم ندخل في أبحاث فقه المرأة الجواب صحيح ولكن هذه مفاتيح مهمة جداً وأنا قلت أوائل ما بدأنا هذه الأبحاث قلنا بأن هذه المفاتيح لعله أهم من بحث انه الحجاب ما هو أو الطلاق ما هو أو التعدد ما هو وإنما هذه الأصول والقواعد إن لم تنقح أساساً الدخول في بحث فقه المرأة سوف يكون بحثاً ناقصاً وليس بحثاً علمياً لا إشكال ولا شبهة هذا الأصل نحن بيناه سابقاً والآن نشير إليه ونؤكد عليه أن القرآن القي إلى الناس من خلال كتاب جاء به النبي وأعطاه للناس أم القي إليهم شفهياً وشفاهياً أي منهما؟

    من الواضح لا إشكال ولا شبهة أن النبي صلى الله عليه وآله لم يأتي إلى الناس ويأتي بكتاب قال أنظروا هذا الكتاب نزل إليكم ممن؟ من الله سبحانه وتعالى خذوا هذا القرآن الكريم واعملوا به وأي مكان عندكم سؤال اسالوني مثلا هكذا فعل؟ لا وإنما على مدار عشرين عام ألقى هذه الآيات والسور وغيرها القاها على مسامع أولئك الذين كانوا يعيشون معه في مكة وبعد ذلك أين؟ في المدينة، إذن القضية أُلقيت من خلال الكلام الشفاهي لا من خلال النص المكتوب وهذه مقدمة تحتاج إلى دليل أو لا تحتاج إلى دليل؟ لا تحتاج إلى دليل.

    من هنا يرد هذا السؤال وهو وهذه من الأسئلة الأساسية التي إلى الآن واقعاً الوقوف عندها لا يمكننا أن نصل إلى نتيجة قطعية ولكنها مهمة هذه واحدة من أهم الإشكالات أو التساؤلات أو الاستفهامات التي يطرحها الطرف الآخر انظروا مثلاً انظروا إلى هذه العبارات يقول كان الحفظ الشفهي عن طريق الذاكرة سائداً وليس التسجيل الكتابي، في النتيجة يكمل العمل الحاسم في تلفظ النبي بهذه السور والآيات لأول مرة أمام أتباعه أو القريشيين عموماً ونقصد بالحالات السيميائية الوضع العام للخطاب يعني أن النبي صلى الله عليه وآله عندما كان يلقي هذه الآيات على مسامع الناس، من هم أولئك الذين يسمعون؟ ما هي شرائطهم؟ ما هي حركات النبي؟ ما هي قسمات النبي؟ ما هي وضع النبي؟ لأنه الآن علم يوجد يسموه علم الجسد يعني حركات الجسد تعبر عن حقائق.

    سؤال: النبي صلى الله عليه وآله في زمانه كان عنده ماذا؟ كتَبَة يكتبون الوحي ولكن يكتبون هذه الحركات أو لا يكتبون؟ يعني هذه النسخة التي الآن بأيدينا فيها شيء أو لا يوجد فيها شيء؟ يكتبون توضيحات النبي أو لا يكتبون؟ يكتبون القرائن الحالية أو لا يكتبون؟ هذه كلها غير موجودة، هذا إذا قبلنا أن القرآن كُتب تحت إشراف النبي أما إذا قلنا أن القرآن كُتبَ بعد رسول الله سواء في زمان الخليفة الأول أو في زمان الخليفة الثاني أو في زمان الخليفة الثالث بعد واقعاً يمكن الاعتماد على شيء أو لا يمكن؟ هذه القضية الآن لا أريد ادخل فيها وإن كانت قضية مهمة وخطيرة جداً، لأنه أنا أريد اتعبد أن رسول الله صلى الله عليه وآله كيف كان يقرأ هذا النص لا فقط القراءات أساساً الرفع والنصب و… هذه كلها مستحدثة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ولهذا إذن يتمسكون بمسألة قبول أمير المؤمنين وقبول الأئمة و…

    وهذا كله لا أصل له وإلا أنا اسأل الآن هذه الخلافات القائمة بين البصريين وبين الكوفيين وهي مدرسة تختلف عن هذه المدرسة إذ الإمام أي منهما أقرها؟ أقر البصرة أم الكوفة؟ وهذه الاختلافات الكبيرة في النحو والصرف وقواعد اللغة أيها أقرها الإمام؟ أقرها جميعاً فيلزم منه التهافت والتناقض فلهذا دعوى أن الأئمة هذا مضافاً إلى أن هناك عشرات من الروايات بل مئات من الروايات بل يدعي البعض أكثر من ألف رواية أمثال المحدث النوري وأمثال القائلين بتحريف القرآن أن الأئمة وافقوا على هذا النص أو لم يوافقوا ماذا تقولون؟ لم يوافقوا، إذن من أين جئتم أن الأئمة قرروا هذا القرآن الذي بأيدينا من أين؟ يعني المحدث النوري عندما يجمع في كتابه ألف رواية أو عندما أمثال صاحب التفسير القمي يقول أن القرآن ناقص أو إلى كذا هؤلاء استندوا إلى روايات الأئمة إذن يوجد احتمال التقرير، اقروا الشيعة على هذا القرآن لا فقط لا يوجد دليل على إقرارهم بل يوجد دليل على العكس.

    أنا لا أريد ادخل الآن في هذه المعادلة لأنه معادلة معقدة جداً أنا أريد ادخل إلى معادلة ثانية وهي ـ هذه من كلمات محمد أركون قراءات في القرآن هذا آخر كتاب خرج لاركون بعد حياته لهذا مجموعة أفكاره موجودة في هذا الكتاب محمد أركون كتاباته كثيرة أهم آخر كتاباته هذا الكتاب الذي يقع حدوداً في 670 إلى 680 صفحة ـ البحث المطروح هنا أن النبي عندما ألقى هذا القرآن وهذا الخطاب القرآني وهذه الآيات القرآنية على مجتمع هو المجتمع المكي والمجتمع المدني هل كان هذان المجتمعان يعني المكي والمدني ثقافتهم في تحصيل العلم والمعارف كانت شفاهية أم كانت كتابية أي منهم؟ أتكلم في المتلقي لا أتكلم في المتكلم، في المخاطَب لا في المخاطِب ثقافته أي منهما؟ كانت ثقافة شفاهية أم كانت ثقافة كتابية؟ من حقك أن تسأل سيدنا ثم ماذا؟ سواء كانت شفاهية أم كانت كتابية هنا تأتي الدراسات التي بحثت في بيان الفروق الأساسية بين مجتمع ثقافته ما هي؟ شفاهية وبين مجتمع ثقافته ما هي؟ كتابية الآن عموماً في مواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي ثمانين إلى تسعين بالمئة من ثقافة هذا الجيل سمعية أم كتابية؟ لا ليست سمعية أبداً، كتابية يكتبون رسالة متبادلة أصلاً لا يعرف من هو ذاك الطرف.

    إذن الثقافة التي الآن موجودة ثقافة ما هي؟ الآن أنا وأنت ما هي ثقافتنا؟ في الأعم الأغلب من ثقافتنا نحن جيلنا وأجيال هؤلاء في الحوزة كتابية أم شفاهية؟ كتابية حتى الذي يذهب يسمعه يراجعه فيما بعد في كتاب، السؤال المطروح أن المجتمع المكي والمدني عندما ألقى النبي عليه القرآن الكريم وخاطبه بالقران الكريم كان مجتمعاً شفاهياً بحسب ثقافته أو مجتمعاً كتابياً أنا لا أتصور انه احتاج دليل على انه المجتمع كان مجتمع شفاهي بأي دليل؟ لأنه الذين كانوا يعرفون الكتابة في مكة كم نفر كانوا؟ بعدد أصابع اليد أما في المدينة يقولون أساساً لم يكن احد يعرف القراءة والكتابة من الذين صاروا مسلمين ولهذا النبي عندما وجد بعض الأسرى لا يوجد عندهم فداء ماذا أمرهم؟ قال علموا أولادنا كل واحد يعلم عشرة نفرات حتى أطلق سراحه إذن المجتمع ماذا كان؟ شفاهي ولم يكن كتابي.

    سؤال: ما الفرق؟ الفرق الأول أن الثقافة الشفاهية محورها السمع أم العين؟ نحن نتكلم في السمع نعم في حركات المخاطب الذي الآن ذاك البحث السابق ذاك مرتبطة بالعين ولكن أصل الثقافة الشفهية محورها ماذا؟ وأصل الثقافة الكتابية ما هو محورها؟ البصر.

    تقول لي سيدنا ثم ماذا؟ الفرق هذا: إذا كانت الثقافة سماعية ألفاظ وأصوات هذه الألفاظ والأصوات بمجرد أن توجد وينتهي المتكلم تكون في حكم العدم بعد موجودة أو غير موجودة؟ يعني أنا الآن تكلمت الجملة خلص بعد انتهائي من الجملة موجودة أم معدومة؟ في حكم ماذا؟ إلا ما حفظ منها السامع وإلا إذا لم يحفظ فإذا قدرته في الذاكرة ضعيفة اسأله بعد دقيقتين قل له ماذا قال؟ يقول والله لا ادري، أما بخلافه في الثقافة الكتابية عندما تكتب شيئاً هذا يعدم أو لا يعدم؟ موجود ولا يقول لنا قائل سيدنا الثقافة الشفاهية قابلة للحفظ أقول نعم ولكن أنا أتكلم في صدر الإسلام نعم الآن تسجل بالفيديوهات هذا كله ممكن أنا أتكلم في صدر الإسلام فإذن الفارق الأساسي الأول بين الثقافة الشفاهية والثقافة الكتابية أن الثقافة الشفاهية بمجرد يوجد الصوت بعد ذلك يكون معدوماً أما بخلافه في الثقافة الكتابية.

    الفارق الثاني: من أهم خصائص الثقافة الشفاهية أن يوجد مخاطب يتكلم معه أما في الثقافة الكتابية يحتاج مخاطب؟ هو يجلس يكتب الكتاب بعد مئة سنة يقرأون كتاب يشترط وجود مخاطب عند الكتابة أو لا يشترط؟ لا يشترط أما الشفاهي كيف الآن في زماننا ممكن واحد يجلس في بيته ويسجل صوته ليسمعه الآخرون أما في ذلك الزمان يوجد واحد يجلس بنفسه يلقي محاضرة؟! يعني يتكلم مع نفسه ممكن هذا أو غير ممكن، مجنون لمن تتكلم أنت؟ إذن في الثقافة الشفاهية وجود المخاطب ركن أساسي بخلافه في الثقافة الكتابية النتيجة ما هي؟ النتيجة وهي انه عندما يكون ركناً إذن لابد أن تلحظ مستوى المخاطب الفكري والثقافي والعادات والرسوم والتقاليد وإلا إذا لم تلحظ هذه النقاط المخاطب يستمع إليك أم يتركك ويذهب؟

    الآن افترضوا أتوا ببروفسور في الكيمياء أو الهندسة ويجلس في مكان لا يعرف يبدي يلقي محاضرة يجلس احد أم لا؟ لماذا؟ لأنه يستفيدون منه أو لا يستفيدون؟ إذن لابد انه في الثقافة الشفاهية عندما يتكلم المتكلم لابد أن يأخذ مستوى المخاطب الفكري والثقافي بعين الاعتبار أُمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم، لماذا يا رسول الله؟ لماذا لا تكلمهم على قدر عقلك؟ يقول لا يفهمونني يذهبون لا توجد فائدة أصلا يصير نقض الغرض أنا إنما أريد أن اهدي هؤلاء الناس أريد أن اجعل منهم من يحملون راية الإسلام والقران إذن لابد أن يفهموا أو لا؟ إذن لكي يفهموا لابد أن ألاحظ ماذا؟ أم لم ألاحظ؟ فإن قلت لا يلاحظ هذا معناه أن هؤلاء صاروا مسلمين ولم يفهموا الإسلام تقبل هذا المعنى يعني المجتمع المكي والمدني وبعد ذلك صاروا مسلمين وعندما تسألهم ما هو الإسلام؟ يقولون لا نعرف شيء هذا معقول أو غير معقول؟ غير معقول لابد أن يلاحظ عاداتهم وتقاليدهم ورسومهم التي يعيشونها وإلا إذا جاء يريد أن يفسد عليهم كل عاداتهم وتقاليدهم يقبلون منه أو لا يقبلون؟ (من هنا جاء نظريات أن هذا القرآن الذي بأيدينا من المخاطب به؟ يا مجتمع؟ المكي والمدني إذن يخاطبنا أو لا يخاطبنا؟ لا يخاطبنا)

    إذن هذا كتاب يصلح للقرن السابع جاءوا والآن انتهى دوره وكثير من الحداثويين العرب هذه نظريتهم، هذا القرآن لو جاء لهم لو لم يأتي لهم إذا تقول لم يأتي لهم غير معقول إذن جاء لهم وإذا جاء لهم يحمل كل خصائص ماذا؟

    اليوم راجعوا الجابري راجعوا نصر حامد أبو زيد راجعوا شحرور راجعوا أركون راجعوا جملة من هؤلاء وهكذا هذه المشكلة الأصلية انظروا هذا كتاب أنا مراراً ذاكره معضلة اللغة العربية بين الجابري وطرابيشي يأتي يبين خصائص اللغة العربية المعاصرة للنبي الأكرم واحدة اثنين ثلاثة، أربعة خمسة، مثلاً يقول من خصائص اللغة العربية في عصر النبي أنها لم تكن منطقية وعقلية وإنما كانت عرفية إذن القرآن نزل بلغة ماذا؟ بلغة الاستدلال المنطقي يعبر عنها حملية لا حملية، حملية يعني عقلية أم ليست عقلية، إذن أنت لابد تنتهي من هذه المشكلة تحلها.

    الفارق الآخر بعد أن قبلنا أن الثقافة الشفاهية قائمة على الصوت والصوت بمجرد أن ينتهي ماذا يصير؟ ينعدم، المخاطب لا طريق له إلا أن يحفظ لأنه هو يعرف الكتابة حتى يكتب أو لا يعرف؟ إذن ماذا لابد أن يفعل؟ يحفظ يعني يعتمد على ذاكرته من هنا لابد أن المخاطِب يعلم أن المجتمع مجتمع ما هو ثقافته ما هي؟ شفاهية عندما يتكلم معه يتكلم بألفاظ وجمل وتعابير تكون سهلة الحفظ لا صعبة الحفظ انتم الآن لو يقولون لك جملة ما هذه الجملة تكون معقدة من حيث كلماتها يمكن تبقى شهر تستطيع هذا البيت من الشعر تحفظه أو لا تستطيع؟

    هؤلاء الخطباء الذين يصعدون المنبر يذهبون ويحفظون أبيات الشعر أي شعر يحفظوه؟ السهلة أم المعقدة فإذن المخاطب عندما يريد أن يتكلم لابد أن يتكلم بألفاظ وكلمات وجمل وسياقات تكون سهلة الحفظ على من؟ تكون سهلة يعني ماذا؟ يعني بيني وبين الله تكون منسجمة مع الثقافة التي يحملها ولهذا تجدون القرآن الكريم أكد على التشبيه وتمثيل ونحو ذلك لماذا؟ لأنه يريد أن يوصل له حقيقة هذه الحقيقة لا يمكن أن يصل إليها يشبهها بماذا؟ يشبهها بما هو معاش عنده يضرب له مثل هذا المثل ماذا؟ أفلا ينظرون إلى الإبل لماذا لا إلى الزرافة لماذا لا إلى الكنغر، الآن اذهب إلى استراليا قل أفلا ينظرون إلى الإبل يقول ابل يعني ماذا أما قل له افلا ينظرون إلى الكنغر يفهم أو لا؟ يعرف الكنغر وخصائص الكنغر و…. إلى غير ذلك لماذا؟ لان هذا هو الذي يعيشه لا الذي ماذا؟ القرآن الكريم أي نوع من الفواكهة ذاكرهن وبالعالم كم نوع من الفواكهة توجد؟ ولهذا من هذا انطلقوا قالوا هذا القرآن نزل أم القرى ومن حولها ولهذا يقول القرآن أم القرى ومن حول أم القرى خلصت القضية وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين يقول بقرينة أم القرى يعني عالم أم القرى ومن حولها لا مطلقا، بأي دليل؟ يقول هذه قرائننا هذه شواهدنا.

    الآن هذا القرآن هالقدر النبي الأكرم أصر على حفظه تقول لي الروايات ماذا باقي منهن؟ كان احد يكتب الروايات في عهد النبي؟ دلوني شخص واحد حتى أمير المؤمنين هل كتب رواية في عهد النبي أم لا؟ دلونا روايات واحدة إذن كل الروايات كانت على أساس السمع والحافظة والذاكرة كم يبقى منها بعد سنتين بعد ثلاثة بعد خمسة بعد عشرة بعد عشرين بعد خمسين بعد مائة بعد مائة وخمسين سنة والأمر إليكم لا اقل الآن مطمئنين هذه الكلمات كلمات إلهية بس ذيك بعد لا يوجد فيها بعد شيء.

    الفرق الآخر أن المفردات التي يستعملها القرآن والجمل التي يستعملها القرآن لابد نأتي إلى زماننا لنفهم ما هو معناها أو نذهب إلى ذلك المخاطب في العهد المكي والمدني نسأله ما هو معنى هذه المفردة عندك عندما قال الله فأتوا حرفكم أن ناشئتم هذه واحدة من الإشكالات الواردة على القرآن يقولون انظروا يعبر عن المرأة أنها حرف والحرف يعني ارضٌ صالحة للزراعة فإذن لها دور؟ كل دورها أنها محلها للزرع هذا كان معنى الحرف في ذلك الزمان او كان معنى الحرف شيء آخر في ذلك الزمان لا تقول لي المعاجم اللغوية، المعاجم اللغوية بعد قرنين ثلاثة وأربعة وسبعة أنا أريد افهم انه ماذا كان يفهم العربي في العصر المكي او العهد المدني من هذه الجملة، إذن لابد أن نجمع القرائن من الفروق الأخرى في الثقافة الشفاهية معاني المفردات والكلمات بعد جيل او جيلين قد تتبدل لأنها ليس مكتوبة في كتابنا هذه الكلمة ومعناها حتى بعد عشرة أجيال يأتون ويقولون معنى الكلمة ماذا فلعله عندما تختلف الظروف الموضوعية والاجتماعية للمجتمع المفردة هم يكون لها معنى آخر ولهذا قابلة لأي شيء؟ للتبدل السريع بخلافه اين؟ في المكتوبة أنت الآن حتى في العصر اليوناني لابد أن ترجع ترى بأنه إذا شيء مكتوب يقول لك هذه المفردة معناها هذه .

    ومن أهم الخصوصيات وهو أن المجتمع الذي يخاطبه إذا كان مجتمعاً دركه فهمه هذه مرتبطة بالخصوصية الأولى بس افتحها دركه وفهمه مرتبطة بالمحسوسات المخاطب فعندما تريد أن تتكلم معه لابد أن تتكلم معه بأي لغة؟ بالأمور المحسوسة حتى يفهمها أم بامور مجردة الغيبية؟ لأنه إذا تكلمت معه بامور مجردة غيبية يفهم او لا يفهم؟ إذن من أهم خصائص الثقافة الشفاهية أنها حسية في الأعم الأغلب أما في الثقافة الكتابية أنت عندما تأتي إلى الكتاب تستطيع أن تقف عنده ثم تأخذ منه معنى كلياً يعني تجرده هذا الذي تقرؤونه في علم المنطق في الثقافة الشفاهية هذه موجودة او غير موجودة؟ خصوصاً في المجتمع الذي يعيش مع المحسوس او مع الغيبيات؟ مع المحسوس.

    مما تقدم طبعاً لا انسى عندما ترجع إلى القرآن الكريم بشكل واضح يبين لك أن خطابه لم يكن عاماً في كثير من الأحيان بل خطابه مرتبط بمن؟ يعني بمن كانوا معه ولهذا الآيات التي فيها خطاب يعني ضمير المخاطب يخاطبه كم في القرآن؟ إذن مع من يتكلم؟ لا تستطيع أن تقول يتكلم معي مع المعلوم يتكلم معي مع هذا الذي موجود وهذه ثقافته في القرآن عشرات الآيات يسألونك من يسأل؟ الأجنة في بطون امهاتهم او هؤلاء الذين موجودين يسألون وأنت هم ماذا تقول لهم؟ قل كذا قل كذا إذن هذه كلها شواهد على أن النبي او النص القرآني يتكلم مع من؟ مع من هم ثقافتهم ما هي؟ كتابية او شفاهية؟

    تقول لي في جملة واحدة سيدنا ما هذه في بحث فقه المرأة؟ الجواب: إذن عندما تكلم عن المرأة وعن حقيقة المرأة وعن مقام المرأة وعن حقوق المرأة وعن فقه المرأة لابد أن يأخذ زمانه بعين الاعتبار او لا يأخذ؟ إذا لم يأخذ زمانه بعين الاعتبار تتذكرون واحدة من الإشكالات التي كانت تقال للنبي في عهد المكي يقول هذا يريد أن يجعل عبيدنا يساوننا هو بيني وبين الله الآن واحد في زماننا لو يقول العكس وهو انه يوجد مولى ويوجد عبد ثقافتنا الآن تقبل هذا المنطق او لا تقبل؟ ثقافة المولى والعبد مقبولة في زماننا او لا؟ ولكن في ذلك الزمان ليس فقط كانت مقبولة الذي كان يريد خلاف ذلك فهو شاذ، النسبة إلى المرأة ماذا؟ هذه الثقافة موجودة فالنبي يريد أن يتكلم مع من؟

    فإذا على سبيل المثال كان هكذا يقول لهم بسم الله الرحمن الرحيم أيها الذكور أيها الرجال اعلموا انكم من حيث الإنسانية ومقامات القرب والمعارف الإلهية انتم ادنى من النساء بمراتب يوجد واحد في ذلك الزمان من المشركين يصير مسلم؟ مو انه يريد أن يساوي المرأة به ماذا يريد أن يفعل؟ يريد أن يرفع مقام المرأة على مقام الرجل بعد كان يقبل احد منه؟ بلي إذا كانوا يقبلون بس عشر نفرات فلكي يقبل منه لابد أن يراعي هذه الحالة الثقافية والفكرية لا حل له آخر لأنه يريد أن يصنع امة ويريد أن يبني امة ولهذا البعد الكمي (هذا التعبير مني) قام به رسول الله والبعد الكيفي تركه للخلفاء الذين يأتون من بعده لأنه هو كان العمر القصير الذي عاشه رسول الله في عصر الدعوى يكفي لبناء كيفي او لا يكفي؟ كلها عشر سنوات المدينة ولهذا عنده وقت أم لا؟ فلهذا يدخلون في دين الله أفواجا، بعد فتح مكة في دين الله أفواجا كم هؤلاء منهم بيني وبين الله مسلمين حقيقة؟ القرآن هم أشار ولما يدخل الإيمان أشار إليه بعد ذلك وظيفة الخلفاء من بعده ماذا يفعلوا؟ أن يحولوا هذا البعد الكمي إلى بعد كيفي وهذا يحتاج كم زمان؟ يحتاج مائتين سنة اقاتلكم على تنزيله ويقاتلكم علي على تأويله، تأويل هذا بنائه وليس شيء آخر.

    والشاهد على ما نقول انظروا ماذا فعلوا بالحسين وانظروا ماذا فعلوا بالأئمة هؤلاء نفس المسلمين وعترت رسولهم، إذن أنا عندما أأتي وأقرأ النص القرآني لابد أن أخذ هذا البعد الثقافي واجتماعي والتاريخي والفكري والعادات والرسوم في الآيات التكلم لا في الروايات لأنه في الروايات على الإسلام السلام فيها أتكلم اين؟ في الآيات القرآنية والآيات القرآنية هذا البعد لابد أن يكون ملحوظاً لا يمكن فهم القرآن من غير فهم المخاطب بهذا القرآن فإن قلت هذا الذي حليناه في السنوات الماضية قلت هذه يؤكد نظرية هؤلاء انه تاريخ، الجواب: لا نحن حاولنا أن نقسّم المفاهيم القرآنية او القضايا الذي أشار إليه القرآن بعضها نقول ما هي؟ مرتبطة بزمان وبعضها وان كانت مرتبطة بحسب الظاهر بزمانٍ ولكن هي مرتبطة بزمان مصداقاً لا مرتبطة بذلك الزمان مفهوماً.

    ومن هنا من خلال تعدد المصداق نبقي للقرآن ديمومته وحياته واستمراريته في كل زمان وإلا في عقيدتي إذا لم تأتي نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق هذا الكلام الذي قالوه كلام تام لماذا؟ لان القرآن الكريم لان النبي لان الله الذين خاطبوا أولئك الناس في أولئك الزمان كان يريد أن يهديهم او لا يريد؟ فقط يريد هدايتي لا هدايت أولئك؟ إذا كان الهدف هداية أولئك أيضاً لابد أن يفهم أولئك الناس يفهمون هذا الخطاب ويشعرون أنهم يخاطبهم وحدهم لا غيرهم وهذه هي خصوصية القرآن وهو انه في كل زمان أنت تشعر انه يخاطب من؟ يخاطبك أنت وإلا إذا كان الخطاب مختص بامة دون امة يقول لماذا أنا مشمول لهذا؟ هدى للناس الهي يا ناس؟ يقول كل ناس بحسب زمانهم ولهذا قال رسول الله او كما ورد عنه هذا القرآن تنقضي عجائبه او لا تنقضي؟ لماذا؟ لأنه في كل زمان هم عندما يراجعونه يراجعونه بعنوان انه مخاطب له ليس بعنوان أن الصدر الأول مخاطب ماذا فهموا منه لا، وهذه هي الثقافة التي مع الأسف الآن موجودة في المؤسسات العلمية سنة وشيعة انه ماذا خاطب القرآن السلف الصالح ذلك حجة علي سنة فهم الصحابة، شيعة فهم الأصحاب انتهت القضية.

    لا تقل لي سيدنا لا الشيعة ليس بهذا الشكل لا، بل الشيعة هكذا بأي دليل؟ بدليل انه أنت إلى الآن تقول سيرة المتشرعة في عصرهم سيرة المتشرعة يعني من؟ يعني أصحاب الأئمة، اجماعات اجماعات يعني من؟ يعني اجماعات العلماء، شهرات شهرات ضرورات دليني آية قرآنية تقول وهذا ضروري وهذا مسلّم هذا ضروري مسلّم القرآن قاله او العلماء قالوه؟ أنت إلى الآن تحاكمني وتحاكم امثالي انه يريد أن يتجاوز الخطوط الحمر من وضع هذه الخطوط الحمر؟ السلف الصالح بعد وإلا توجد آية في القرآن تقول هذا خط احمر يوجد آية؟ أبداً.

    طبعاً هذه الخصائص الستة السبعة التي اشرنا اليها عند ذلك كل خصوصية من هذه تفهم خصوصية من خصائص القرآن لماذا أن القرآن عندما يتكلم عن الله يتكلم كأنه جسمٌ جالسٌ على عرش وله كرسي وله وجه وله يد؟ لأن المخاطب في ذلك الزمان غير المحسوس يستطيع أن يفهم او لا يستطيع؟ فلابد أن يتكلم معه بلغة من؟ بلغة يفهمها وإلا كان بإمكان الله سبحانه وتعالى عندما ينزل القرآن لا يقول أينما تولوا فثم وجه الله اصلا لا ينزل هذه الآية ولا يقول بل يداه مبسوطتان ولا هذه الآيات التي يعبر عنها آيات متشابهة أو استدل بها مجسمة ونحو ذلك أصلاً لا تنزل هذه ينزل قوله تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَار)، ينزل قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) وهكذا وهكذا عشرات الآيات بهذا الاتجاه خلصت القضية هذا كان ممكن او غير ممكن؟ بلي ممكن إذن لماذا خاطبهم بتلك؟ التي هي آيات يعبر عنها آيات التشبيه وآيات التجسيم ونحو ذلك؟

    الجواب: لان المجتمع الذي يخاطبه مجتمعٌ حسيٌ أم المجتمع يفهم المجرد؟ حسي واخذوا بعين الاعتبار إذن نحن عندما ندخل في فقه المرأة لابد أن نأخذ بعين الاعتبار الثقافة التي كانت تحكم الواقع الاجتماعي للمرأة في ذلك الزمان وإلا إذا لم نأخذها بعين الاعتبار لا يمكننا أن نفهم هذا الخطاب، لماذا القرآن يقول في المرأة كذا ولا يقول كذا أن شاء الله غداً سوف نرجع إلى هذا البحث الذي بدأناه في البحث السابق وهو انه أوّلاً أن اللغة العربية لغة قائمة على اساس التمييز بين التذكير والتأنيث.

    ثانياً: أن القرآن الكريم الذي هو كلام الله قائم على اساس هذه اللغة بلسان عربي مبين واللغة قائمة على ماذا؟

    ثالثا: أن التذكير والتأنيث في اللغة هل أن التذكير اشرف من التأنيث او في مستوى واحد او أن التأنيث اشرف من التذكير اي منهن؟ القرآن الكريم عندما تعرض تعرض على اساس اشرفية التذكير عن التأنيث او مساوات بينهما او اشرفيت التأنيث على ماذا؟

    من هنا الذين يتكلمون ويشكلون على النصوص الإلهية واحدة من أهم الإشكالات هذه يقولون القرآن بنا على اشرفيت ماذا؟ بأي دليل؟ قال من يتكلم عن الله ولا مرة يشير إليه بضمير ماذا؟ دائماً يشير إليه بضمير مذكر هو الله أم هي الله؟ هذا معناه الموجود الأول في هذا العالم يشار إليه بماذا؟

    اما عندما تأتي إلى الثقافة المسيحية ماشاء الله لأنه الثقافة المسيحية قائمة على الاقانيم الثلاثة هذه الاقانيم الثلاثة اثنين منها ماذا؟ ذكور، پدر وپسر الأب والابن بعد بينك وبين الله تريدون ثقافة أحسن من هذه الثقافة الذكورية انه إلههم الذي فيه اقانيم ثلاثة او ثلاثة في واحد اثنين منه ما هو؟ الآن ذلك روح القدس وغير معلوم ذكر أم أنثى افترض انه أنثى إذن الغالبية لمن عندما يصير التصويت؟ الحق يصير للذكور ولهذا تجد نظريات في الغرب للحقوق المرأة لأنه حقوق المرأة قالوا الثقافة الدينية ثقافة ما هي؟ وهذه جاءت إلى الإسلام قالوا انتم تقولون جمع مذكر سالم انتم تقولون ضمير المذكر انتم تقولون ضمير المؤنث وتعالوا إلى القرآن لتروا انه من الغالب ومن الحاكم المذكر أم المؤنث؟

    إذن الدين الإسلام واهم نص مقدس عندكم ماذا؟ ذكوري هذه واقعاً لو نقف عندها عشرة دروس ولكنه تستحق لماذا؟ لأنه وحدة من أهم الاشكاليات دراسات مكتوبة وكتب مكتوبة ومقالات مكتوبة ولكن لا تشفي الغليل لنقف عندها لنرى كيف نتخلص من هذه الإشكالية والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/10/07
    • مرات التنزيل : 1592

  • جديد المرئيات