نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (137) – الموقف إزاء نظرية التطور الداروينية (6)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    من أهم واخطر الآثار التي ترتبت على نظرية التطور الداروينية في أصل الأنواع وتشعبها مسألة في غاية الخطورة والأهمية وهي تصادم العلم والدين، طبعاً لا يخفى على احد أن هذه المسألة لها تاريخ طويل في الفكر الإنساني وهو الصراع بين المعطيات العلمية والمعتقدات الدينية ولكنّه هنا تجلّت هذه القضية وظهرت إلى العيان وخصوصاً في المجتمعات الغربية التي كانت تدين بالمسيحية وباعتقادات المسيحية وبالمباني المسيحية، ولذا هذه القضية أيضاً عندما دخلت إلى العالم الإسلامي والى العالم العربي أيضاً تجلت هذه المسألة.

    في الموسوعة الفلسفية العربية المجلد الثاني صفحة 561 هذه هي العبارة المعبرة يقول أولى المشكلات التي طرحتها الداروينية العربية يعني عندما جاءت أفكار التطور الداروينية إلى العالم العربي والإسلامي هي مشكلة العلاقة بين العلم والدين فكان السؤال حول الحدود الفاصلة بينهما وحول دور كل منهما في تشكيل النظرة إلى الكون والإنسان على أي أسس نعتمد؟ نعتمد على الأسس والمعطيات العلمية التي تعطيها العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية ذات الطابع البشري الذي يصيب ويخطأ أو لابد أن نلتزم المعتقدات والمعارف الدينية والبعد الإلهي التي تنتمي إليها أي منهما؟

    وهذه قضية أنا أتصور تتقادم أو لا؟ أبداً يوم على يوم يشتد هذا الصراع وهذا التنافس وهذا النزاع بين المعطيات الإلهية إن صح التعبير وبين المعطيات البشرية، البشرية باعتبار أن العلم سواء كان علوم طبيعية أو علوم إنسانية أرضيتها ما هي؟ أرضيتها إنسانية نابعة وذكرنا مراراً وتكراراً عندما تكون إنسانية يعني قابلة للخطر قابلة للتغير قابلة للتطور قابلة للتكامل قابلة للتعدد إلى غير ذلك أما عندما تكون معطيات إلهية تكون واحدة تكون ثابتة تكون مقدسة تكون، تكون إلى غير ذلك فإلى أي مدار ندور؟ ندور ضمن هذا الإطار وهو الدين أو ندور ضمن ذلك الإطار وهو العلم.

    وطُرح في السياق نفسه دور العلوم في نقد العقائد الدينية وموقف الدين من النتائج العلمية التي لا تنسجم ظاهراً وباطناً مع أحكامه الشرعية هذه هي القضية الأصلية التي تعد من أهم مفاتيح الدخول في المعارف الدينية وهذا اشرنا إليه فيما سبق قلنا أنت لابد تتخذ موقف لا يمكن انه تقول أنا لا بشرط من هذه المسألة لا يمكن، في النتيجة لابد أن تقول أما مع هذا الاتجاه وأما مع ذلك الاتجاه طبعاً لا يتصور البعض أن هذه المسألة ما هي علاقتها بفقه المرأة، لان البعض يتصور كما كتبوا في التعليقات نحن كنا في فقه المرأة الآن دخلنا في…

    لا عزيزي هذه كلها أبحاث وفي كل العلوم الموجودة يعني أنت عندما تدخل في الأبحاث الأصولية في الأبحاث الفقهية تأتي أبحاث حيث لم تبحث في مكان آخر، لابد أن نبحثها هنا، هنا من أهم تطبيقات هذه المسألة التي نبحثها هي خلق الإنسان، كيف خلق الإنسان هذه أوّلاً.

    وثانياً تطبيقها المباشر في أبحاث المرأة انه لو فرضنا أن المعطيات العلمية تقول عن المرأة ألف والمعطيات الدينية تقول عن المرأة باء أيهما يقدم؟ المعطيات العلمية تقول من حيث التكوين لا فرق بين عقل الرجل وعقل المرأة ماذا تفعل بالروايات الواردة أنها ناقصات العقول؟ هل انه تؤول الرواية أو تؤول المعطيات العلمية ماذا تفعل؟

    لا يتبادر إلى ذهنك أن هذه الأبحاث التي نطرحها أبحاث بعيدة عن أبحاثنا في فقه المرأة، هنا واقعاً توجد نكتة أشار إليها بعض الذين تخصصوا في هذا المجال، هذا الكتاب من الكتب المفيدة جداً (بين الدين والعلم) تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء التي محل مسألتنا، تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم تأليف اندرو ديكسون وايت ترجمة إسماعيل مظهر.

    في مقدمة الكتاب يذكر هذا البحث هذه النكتة واقعاً لابد أن تدرس يقول أن هذا الصراع الذي ظل قائماً بينهما يعني بين الدين والعلم خمسة وعشرين قرناً من الزمان هذا المقدار المدون وإلا قبل ذلك أيضاً يوجد هذا الصراع، لم ينتهي بأن يصرع أحدهما الآخر ما استطاع أن يصفي احدهما أن يقصي احدهما الآخر لا استطاع العلم أن ينحي الدين من حياة البشر ولا استطاع الدين أن يحذف العلم من حياة البشر، ما هو اللغز لماذا؟ مع أن الصراع ليس يوم ويومين بل صراع دام لاكثر من ثلاثين قرن خمسة وعشرين قرن، بل بالعكس يوماً على يوم يزداد البحث علمي تألقاً وتطوراً وتقدماً ويزداد البحث الديني رسوخاً في حياة البشر مع أن بينهما الصراع والمفروض إذا وجد الصراع أن يقضي احدهما على الآخر.

    ولذا في مقدمة الكتاب هذا إسماعيل مظهر هذه عبارته: يقول بأنه فإنّ العلم يجري تياره بأقصى ما جرى تيار من التقدم في كل العصور، يزداد تألقاً وتجد بجانبه دقيق جداً روح الدين لا قشوره لا الفروع ليست الفروع روح الدين قائمة راسخة القواعد وأنها لم تكن في عصر من العصور الماضية باكثر ثباتاً في النفوس منها في عصر آخر نعم وهو كذلك الحاجة إلى الدين حاجة ثابتة لا تتغير ولكن لا يتبادر إلى ذهنك بأنه قراءة واحدة للدين؟ لكل عصر ما هي؟ قراءته عن الدين أصل الدين حاجة ثابتة يعني كان التامة ثابتة أما كان الناقصة قراءة الدين فهم الدين متغير من زمان إلى زمان آخر وهذا ما قرأناه مفصلاً في قراءة تجديد الفكر الديني هناك.

    من هنا أنا لا أريد ادخل في هذا البحث لأنه يجرنا إلى محاضرات ولكن بنحو الإجمال توجد اتجاهات أربعة:

    الاتجاه الأول اعتقد أن هناك تعارضاً ذاتياً بين الدين وبين العلم انتهت القضية وإذا كان تعارض ذاتي بعد يمكن التوفيق أو لا يمكن التوفيق؟ لا يمكن على ماذا نتعب أنفسنا يوجد في جوهر العلم شيء وفي جوهر الدين شيء يلتقيان أو لا يلتقيان؟ لا يلتقيان وهذا هو الاتجاه الذي يذهب إليه البعض ولذا أنا أتصور أن أمثال هؤلاء لابد أن يذهبوا إلى نظرية التفكيك وهو أن يقولوا ـ التفكيك الموجود هنا في مشهد وقم ـ وهو انه أساساً فليبحث العلم في عالمه وليبحث الدين في عالمه ولكنه هذا جواب ابتر لأنه الموضوع واحد العلم يقول عنه ألف ونفس الموضوع يقول الدين ماذا؟ يعني الموضوع واحد والمحمول متعدد لا أن الموضوع متعدد حتى نقول بالتفكيك.

    ولهذا هذه النظرية التفكيك واقعاً أنا أتصور الذين كذا واقعاً إلى الآن لم يحرر محل النزاع ما معنى التفكيك أصلاً، أن الدين في محله والفلسفة في محله والعلوم الطبيعية في محلها، لا أبداً لان الموضوع واحد وأنت تقول افعل وذاك يقول لا تفعل هذا الاتجاه الأول، الاتجاه الأول الذي هو يشير إليه في مقدمة هذا الكتاب وهو انه أن هذا كثر ما علت الصيحة في هذه الأيام أن بين الدين والعلم عداءً وأنّ في طبيعة الدين شيئاً يعاند طبيعة العلم وان في طبيعة العلم شيئاً يعاند طبيعة الدين على سبيل المثال: أن العلم ثابت أو متغير؟ متغير متطور الدين ما هو؟ ثابت أم متغير؟ ثابت إذن يجتمعان أو لا يجتمعان؟ لا يجتمعان انتهت القضية.

    الاتجاه الثاني تقديم المعطيات العلمية على المعارف الدينية وتأويل المعارف الدينية كلما جاء شيء من العلم وإن كان يصيب ويخطأ ووجدنا ما يخالفه في المعطيات الدينية نتصرف في الدين كما أنكم تفعلون ذلك عندما توجد عندكم قواعد عقلية افترضوا تقولون أن ظاهر القرآن التجسيم ولكنّ الدليل العقلي يقول أن الجسمية على الله محال إذن ماذا تفعلون للآيات القرآنية؟ تؤولونها لماذا تؤولونها ؟ لماذا تقول بل يداه مبسوطتان يعني يد القدرة لماذا؟ ما الذي دعاك إلى هذا؟ دعاك إلى هذه قاعدة عقلية خلصت القضية هنا القاعدة العلمية تقدم على المعارف الدينية كما أنت تقدم القواعد العقلية المسلّمة عندك على الظواهر القرآنية أو النصوص الدينية هنا أيضاً قدّم العلوم الطبيعية على ماذا؟ طبعاً الطامة متى تأتي؟

    إذا صار البناء تقدم العلوم الإنسانية أيضاً على العلوم والمعارف الدينية يعني علم النفس هكذا يقول علم الاجتماع هكذا يقول علم التربية هكذا تقول هذه علوم بعد كلها مرتبطة في دائرة العلوم الإنسانية، أيهما نقدم؟

    نقدم معطيات العلوم الإنسانية على المعارف الدينية أو المعارف الدينية على المعطيات ماذا؟ على سبيل المثال في علوم التربية يقول الطفل في عالم التربية لابد أن يضرب جسدياً أو لا يضرب؟  يقول لا يضرب، ولكنه في علوم القرآن لا أن يقول أطفالكم اضربوهم نساءكم أيضاً فاضربوهن كما يفسّرون الآية هكذا، الآن يقول مثل لا ادري كذا ضغثاً كذا هذا كله توجيه وإلا ظاهر الآية على سبيل المثال ماذا يدل؟ على الضر هذا ماذا نفعل له؟ أيهما نقدم؟ نقدم معطيات نتائج العلوم الإنسانية الحديثة أو نقدم المعارف الدينية؟ هذا الاتجاه يقول من الآن نتخذ موقف تقديم المعطيات العلمية على المعارف الدينية وتأويلها.

    الاتجاه الثالث كاملاً معكوس العلوم الطبيعية تقول أن الأرض كروية يقول أخطأتم روايات تقول أن الأرض مسطحة خلصت القضية وتوجد دراسات الآن لإثبات أن الأرض ما هي؟ مسطحة انتم تتصورون هذه جذورها أين؟ جذورها في الروايات التي تقول الأرض كروية أم مسطحة؟ انتهت القضية.

    أن الأرض واقفة على قرن ثور تقول له بابا العلوم الآن الطبيعية يقول هذه كلها ارمي بها في سلة المهملات رواية معتبرة في الكافي الشريف هالشكل يقول انتهت القضية وهذا مبنى أنا لست الآن الله يعلم أريد انتقص من هذا أريد أقول هذا لابد تعين لي حتى أنا استطيع أن أقيم الجسر البحث معك أنت الذي تعتقد أن الرواية مقدمة على معطيات العلوم الطبيعية والإنسانية بعد أنا استطيع أتكلم معاك أو لا استطيع إذا كان مبناك هذا الاتجاه الثاني؟ يغلق باب الحوار انتهت لا معنى للدخول في الحوار لأنه أنت تتكلم في عالم أنا أتكلم في عالم آخر.

    الاتجاه الرابع محاولة التوفيق ما بينهما، ولهذا أنت تقرأ في الحكمة المتعالية ما هي من أهم خصائص مدرسة الحكمة المتعالية لملا صدرا أو لغيره من الأعلام الذين قالوا بالحكمة المتعالية؟ مثل ابن سينا في الإشارات ما هو؟ يقول بأنه إذا كانت هناك معطيات فلسفية ومعطيات دينية ووجدنا ظاهراً يوجد بينهما تعارض لابد ماذا نفعل؟ والجمع أولى نوفق بينهما التوفيق بين العقل والنقل والكشف.

    هذه الاتجاهات بشكل إجمالي أشار إليها في الموسوعة الفلسفية العربية هناك قال ونشأ الخلاف حول العلاقة بين العلم والدين انطلاقاً من مشكلة الأولوية والمرجعية، ماذا يقول؟ عندما تتضارب بين الأحكام الموقف الأول تقديم الإيمان يعني المعطيات الدينية على العيان يعني المعطيات العلمية هذا اتجاه.

    الاتجاه الثاني: انه لا مناص من تأكيد أولوية النظر العلمي ونتائج الاختبارات ومردّ ذلك أن العديد من المسائل التي رفض العالم الديني البحث فيها أوّلاً زعماً منه أنها تمس الدين قبلها أخيراً كحقيقة الراهنة قبل غيره إذن لابد أن نقدم المعطيات العلمية على المعطيات الدينية، المحاولة الثالثة هي محاولة توفيقية لاحقة بين النظرة التطورية والنشوئية والوحي الديني ومن أهم الأعلام الذين أرادوا ذلك هذا الرجل في تفسير الجواهر، الجواهر في تفسير القرآن الذي يقع في 26 جزءً 13 مجلد.

    في المقدمة بشكل واضح وصريح يقول بسم الله الرحمن الرحيم المجلد الأول أما بعد فإني خُلقت مغرماً بالعجائب الكونية معجباً بالبدائع الطبيعية مشوقاً إلى ما في السماء من جمال فأردت أن أقول أن القرآن يعارض أو لا يعارض فحملت الآيات القرآنية على بيان ذلك يصرح في المقدمة.

    الأخوة الذين يريدون أن يراجعوا هذا البحث يعني قراءة عن هذا التفسير في كتاب قراءة داروين في الفكر العربي من 1860 وقت صدور أصل الأنواع إلى 1950 مروة الشاكري هناك بشكل واضح تقول في صفحة 583 (فسار ـ يعني هو) طنطاوي جوهري اسم التفسير جواهر وإلا هو طنطاوي جوهري من أساتذة الأزهر فسار خطأً ثابتة في التركيز على الانسجام بين العلم وبين كتاب الله وما هو ما ميز تفسيره حقاً عن سائر التفاسير الأخرى، فهو يدعو في تفسير كل سورة إلى آخره.

    سؤال ما هو موقفكم سيدنا الجواب أنا لا أوافق على هذه الاتجاهات التي قيلت، وإنما أميز بين مقامين في البحث، مقام الثبوت ومقام الإثبات مقام الواقع ونفس الأمر ومقام ما وصلني وما فهمته على مستوى الواقع ونفس الأمر من المحال أن يوجد تضاد بين العلم وبين الدين لماذا؟ إذا قبلنا أن الدين من الله وهذه الطبيعة هو الله.

    إذن يمكن أن يقع بينهما تضاد وتنافي وعداء ذاتي أو لا يمكن؟ إلا أن تقول أن الدين أيضاً إنساني والعلم إنساني فمعطيات الإنسانية قد تتصارع وقد تتنافس وقد يخطئ بعضها بعضاً هذا ممكن أم لا؟ نعم الآن كم من العلوم الطبيعية التي أوجدها الإنسان تتعارض فيما بينها أو لا تتعارض؟ في مسألة النشوء والارتقاء بعد أمامكم علماء الطبيعة بعضهم يقول صحيح بعضهم يقول خرافة انتهت القضية على مستوى الثبوت إذا قبلنا أن الدين مصدره الهي وان هذا الإله الذي انزل هذا الدين هو الذي خلق هذا الكون وهذا العالم وهذه الطبيعة وقوانين هذه الطبيعة إذن يمكن فرض التنافي والتصادم والصراع أو سالبة بانتفاء الموضوع؟ سالبة بانتفاء الموضوع.

    هذا على مستوى الثبوت على مستوى الإثبات فالصراع بين العلم والدين أم بين علماء الطبيعيات وبين علماء الدين؟ هذا الذي يتصور الإنسان عندما اكتشف حقيقة طبيعية فهي مطابقة مع انه أي دليل لا يوجد افترضوا أن داروين مئة في المئة كان يعتقد بهذا فيعتقد أن نظريته مطابقة للواقع في المقابل الذي يخطئه يعتقد مئة في المئة أن ما قاله في النشوء والارتقاء مخالف للواقع في النتيجة الواقع إما هذا وإما هذا، فإذن الاختلاف يقع في الواقع أم يقع بين رأي العلماء في التفكير الديني أي منهما؟ هذه القراءة الدينية انتهت القضية، يقع التصادم أو لا يقع التصادم؟ إثبات بلي في مقام الإثبات يقع التصادم جزماً لا يقع التصادم بين علماء الطبيعة وعلماء الدين بل يقع التصادم بين نفس علماء الطبيعة ويقع التصادم والصراع بين نفس علماء الدين فضلاً عن علماء الطبيعة وعلماء الدين، وهذه هي المشكلة المعرفية الدائمة أن كل إنسان يتصور أن قراءته وفهمه وتفسيره هو الواقع، وما لم تتخلص من هذا الأصل الذي لا أصل له سنبقى يقتل بعضنا بعضا، ويذبح بعضنا بعضا أنا عندما أقول يذبح صحيح ذهنك يذهب إلى داعش لا، أنا مقصودي من الذبح اعم من الذبح المادي والذبح المعنوي وهو انه تفعل كل ما تستطيع حتى تخرجه من حلبة البحث تقصيه من البحث، تتهمه  بتعبير النصوص الروائية التي يستند البعض إليها باهتوهم اكذبوا عليهم هذا المنطق من أين؟ أين جذره؟ أين أساسه؟ أساسه أنا الحق.

    فإذن الذي يخالفني ما هو؟ يخالف الحق ما يخالف حيدري او يخالف فلان وفلان لا يخالف من؟ يخالف الحق وذكرنا مراراً وتكراراً أن صاحب الحق هذا لا يدعي هو النبي قال: (إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) هو لم يقل هذا ملكي أكثر من الملك هو صاحبه هو صاحب الحق لا يقول هو الحق لا يقول أليس هو مجسد للحق لا يقول هذا فما بالك أنت تقول هذا .

    أعزائي والله العظيم لو لم تخرجوا من كل مباني السيد الحيدري الا هذا المبنى لكفاكم معرفة أصل اصول المعارف هو هذا انه أنت تتواضع العلم تقول هذا ما افهمه هذا اعتقده هذا ما وصلت إليه ولعله يوجد شيء آخر ولو واحد من المليار بعد ماذا تريد ولكن احتمل أنت ليس الحق عند ذلك تتواضع للأخر او ترميه بالاتهامات؟ تتواضع لعله واحد من المليار الحق موجود هناك.

    أعزائي عندما نأتي إلى خلق الإنسان نجد أن المعطيات العلمية بمختلف فروعها من المتحجرات من علم الكذا من علم الجينات لا ادري ماذا تسميه هذه علوم كثيرة من علم الطب من كذا إلى آخره تقول أن الإنسان على وجه الأرض تاريخه 10000-20000-30000 سنة أم تقول أن الإنسان عمره ملايين السنين؟ تقول ملايين السنين وهذا لا يوجد خلاف فيه بينهم انه تقول علماء الدين لا يوجد بينهم خلاف في الفقه .

    الآن أنا أتكلم في علوم الطبيعيات وعلوم الطبيعي في المقابل على فرض افترضوا انه توجد عندك مجموعة من الظواهر القرآنية تنافي ذلك فما الأمر؟ هل نضع علوم الطبيعية جانباً من حقك ذلك ولكن ليس من حقك أن تبعض يعني ماذا؟ يعني ليس من حقك في خلق الإنسان تقول علوم الطبيعية ليست بحجة اما في علم الطب من تحتاج عملية قلب تقول علوم الطبيعية حجة لا يجتمعان وكل ما تقوله في رفضك للعلوم الطبيعية أنها متغيرة أنها قد تصيب وقد تخطأ أنها كذا أنها مؤدلجة أنها صدرة من أناس لا دين لهم كل ما تقوله كل هذا يرد في علم الطب نفس الكلام يرد لماذا هنا تقول حجة طبعاً هنا الطب مثال والا الجغرافية الفلك الجيولوجيا وهكذا وهكذا لا يمكنك أن تبعض اما أن تجعلها جميعاً في سلة المهملات وأما أن تقبلها جميعاً لان حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد ونحن من أولئك الذين لا استطيع أن اضرب بعرض الحائط كل معطيات العلوم الطبيعية وعلوم الإنسانية البشرية أبدا أنا لست من أولئك أنا اعتقد بها ولكنه بحدود ما امتلكه من أدوات لمعرفتها ولمعرفة صحتها من خطأها إذن ما هو الحل؟ مع الاخذ بعين الاعتبار أن المعطيات المعطيات العلمية بمختلف فروعها تقول أن الإنسان تاريخه كذا فإذا وجدت ظواهر تخالف هذه الظواهر بعد حجة عندي او ليست بحجة عندي؟ ليست بحجة.

    وهذا ما صرّح به السيد الطباطبائي قرأنا للأعزة في الميزان المجلد السادس عشر صفحة 254-255-256 قال: هذا الذي تفيده الآيات ظهوراً معتداً به يعني ماذا؟ يعني هذا البشر الموجود الآن ينتمي إلى آدم وحواء التي عشرة آلاف سبعة آلاف اثنى عشر آلاف ليس مهم ينتمي بأي دليل سيدنا؟ يقول بدليل أن ظهور الآيات يدل على ذلك ولذا يعلق مباشرة يقول وان لم تكن نصاً صريحة لا تقبل التأويل هي ليست كذلك لا نصٌ خفي فضلاً عن النص الجلي ولا المسألة من ضروريات الدين طبعاً أنا في عقيدتي حتى لو كانت من الضروريات لو كانت ضروريات مرتبطة بالعلماء وليس بالدين وهذا من الأخطاء أيضاً.

    اليوم واحد كاتب لي يقول سيدنا في النتيجة أنت 20-30 سنة ربيتنا على الميزان الآن جئت تقول بأنه 98% من الميزان ليست له، من يقول لنا بعد عشر سنوات هذه التي تقولها الآن تبطلها؟ ماذا نفعل؟! الجواب: نعم هذه طبيعة العلم هو العلم يعني هذا العلم البشري يعني هو هذا ذاك هو العلم الإلهي الذي ثابت لا يتغير لا يتبدل ذاك العلم الإلهي لا علمي وعلمك أنت تتوقع من علمك ما لا ينبغي أن تتوقعه كونوا على ثقة مراراً وتكراراً عندما نشكل على شيخنا الاستاذ شيخ جوادي نقول هذا لازمه كذا وهذا لازمه كذا هذا العلم الحصولي لازمه كذا يقول هو هذا طبيعة العلم أنت تتوقع منه أكثر من حقيقته ولهذا انتم تجدون وسابقاً كانت هذه سنة بين العلماء له آراء بعدد كم مرة سامعيه بالشهيد الأول والشهيد الثاني قرأتم اللمعة يقول العلّامة له آراء بعدد بكذا مولانا مجنون؟! يقول لا ليس مجنون هناك فكر هكذا وصل هنا فكر هالشكل وصل أنا سمعت كنا نحضر عند شيخنا الاستاذ شيخ الوحيد حفظه الله واطال الله في عمره كان يقول أن صاحب الرسائل يعني الشيخ الأنصاري وهذه يقول من عظمة شيخ الأنصاري انه في صدر الصفحة يقول مطلباً وفي آخر الصفحة يقول مطلباً آخر لأن ذهنه جوال، ما السبب؟

    والسيد الطباطبائي أيضاً هكذا يقول ولهذا يطرح عدة احتمالات يقول نعم يمكن عد انتهاء النسل الحاضر إلى آدم ضرورياً من القرآن نحن نقول انه نسلنا ينتهي لآدم ولكنه هذا آدم لمن؟ عندك آدم النوعي وعندك آدم الشخصي القرآن بعد ما قال أنا أقول الآدم الشخصي ولهذا يقول اما أن آدم هذا أريد به آدم النوعي أو أريد به آدم واحد بالشخص بعد اللتيا والتي صعوداً ونزولاً يقول وكيف كان فظاهر الآيات هو الصورة الأخيرة اجتهاده الرجل انتهت القضية إذن أنت عندك نص حتى يصطدم مع علوم الطبيعية أم لا؟ لا يوجد نص هذا أن لم نقل رأياً آخر هذا المناط أيضاً مفسر ليس مسألة في علم الإمام حتى نقول بأنه هذا مؤدلج ضد الإمامة.

    يقول وأقول زيادة في الايضاح محمد عبدو في تفسير المنار إذا كان جماهير المفسرين فسروا النفس الواحدة خلقكم من نفس واحدة بآدم يعني آدم الشخصي فهم لم يأخذوا ذلك من نص الآية ولا من ظاهر الآية كما يعتقد السيد الطباطبائي يقول ما فيه آية لا نص ولا ظهور بل المسألة عندهم أن آدم ابوالبشر من جهة أخرى الآن من الرواية ومن ثقافة كذا إلى آخره هذا مورد.

    المورد الثاني: الإسلام ونظرية دارون في صفحة 157 يقول فإن قلت هذا الذي تقوله منافي للقرآن يقول لأنه ليس في أي نص من نصوص هذا الكتاب العزيز ما يمكن اعتباره تصريحاً بهذا الرأي يا رأي؟ يعني سوى آدم النبي طيناً ثم نفخ فيه فصار إنساناً لا يوجد هكذا نص في القرآن تصريحاً لان كل الآيات التي إشارت إلى الطين لم يأتي فيها أي تفصيلٍ يفيد أن الله تعالى قد خلق الإنسان من الطين مباشرة ودون أن تمر به أية ادوار من التطور والارتقاء لا توجد آية في هذا المجال، هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث: تفسير القرآن للقرآن عبد الكريم الخطيب في المجلد الثاني صفحة 683 يقول هذا الأسطورة التي تقول خلق آدم بفلان فلان هذا ليس صحيح وإنما له معناً آخر يعني ماذا؟ إلى آخره يقول لا علاقة لنا انه خلق آدم ثم خلق من ضلعه الاعوج حواء من هنا في قبال هذه المعطيات العلمية ولا اقل بحسب قراءة جملة من الأعلام يوجد ما يصادمه بشكل واضح دينياً او لا يوجد؟ لا أقول لا يوجد ولكن بشكل واضح يوجد او لا يوجد؟ لا اقل هذا السيد الطباطبائي يقول إذا يوجد يوجد ماذا؟

    أصلاً التفت جيداً هو يقول رحمة الله تعالى عليه رجل بعد علم من أعلام التفسير يقول غير أن الآيات لم تبين كيفية خلق آدم من الأرض وأنه هل عملت في خلقه علل وعوامل خارقة للعادة الذي الآن فهمنا يعني سواه طين ثم قال له كن فيكون وهل تمت خلقته بتكوين الهي آني كن فيكون من غير مهل (يعني من غير زمان) فتبدل جسد المصنوع من طين صار انساناً ذا روح انساني او انه عاد انساناً تاماً كاملاً في ازمنة معتد بها يتبدل عليه فيه استعداد بعد استعداد وصورة وشكل بعد صورة وشكل يعني ماذا؟ لعله كان يمشي على اثنين الآن صار يمشي على أربعة لعله ما كان عنده قوة عاقلة الا صار عنده قوة عاقلة لعله ما كان يدرك الآن صار يدرك.

    ثم هو يحاول أن يستظهر انه لا، كان بطريق دفعي هذا بعد استظهاره وليس نص القرآني يقول القرآن لم يتعرض ولكن نستظهر من آية كذا كذا ومن آية كذا كذا إذن لا، الصورة الأولى هي الصحيحة دون الصورة الثانية الحق معك لكن مجتهد والحق ولهذا يقول صورة بعد صورة وشكل بعد شكل حتى تم الاستعداد فنفخ فيه الروح وبالجملة اجتمعت عليه من العلل والشرائط نظير ما تجتمع على النطفة في الرحم كثير مهم يقول الله لكي ينفخ ويقول ثم خلقناه خلقاً آخر فتبارك الله يقول مره بمراحل مضغة وعلقة وخلق وغير مخلّقة وعضام ولحم وكذا ثم يقول هذا طبقه في عالم الطبيعة يعني الإنسان أيضاً كذا ولكنه هنا في تسعة أشهر هناك في تسعة ملايين سنة هناك في تسعين ألف سنة هناك في تسعمائة ألف سنة هذا بعد دين يعينه او علوم الطبيعية تعينه؟ العلوم الطبيعية وليس عملنا.

    الآية 33 من سورة آل عمران تقول إن الله ماذا؟ إذا ما كان آدم اصطفى نوحاً طبيعي جداً لأنه يوجد بشر كثيرين والله اصطفاه من بينكم هو في عصر آدم من يوجد حتى يصطفيه؟ يعني انتخبه واستخلصه لنفسه إذن يوجد مجموعة الناس حتى انتخب منه إنسان هو اصطفاه ممن؟

    الآية ظاهرة ولهذا حار الأعلام في تفسيرها القائلين بنظرية السيد الطباطبائي ومنهم السيد الطباطبائي يقول مقصوده من اصطفاه من الذين يأتون من بعده من الذين ليس قبله تكلفات عجيبة يدخل هنا السيد الطباطبائي وغريب واقعاً يقول اصطفى ليس اصطفى ممن كان معاصرين اصطفاه ما إليه معنى تضرون او لا لان النظرية تضايقه وتقول هو الإنسان اصطفاه ممن؟ ثم بعد ذلك يقول اصطفاه من عائلتي لأنه كثير ذاك الرأي تعبان ممن بعد يقول لا، من اولاده لأنه كان وهكذا تكلفات عجيبة غريبة مع أن الآية تقول لا، النظرية التي طرحناها فيما سبق وسنشير إلى خصوصياتها أن شاء الله في بحث اللاحق حتى نتمم البحث مع الأسف اليوم نريد نتمم وما تممناه لأنه يوجد مصادر لابد أن نشير إليها والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/12/11
    • مرات التنزيل : 1815

  • جديد المرئيات