نصوص ومقالات مختارة

  • مطارحات في تجديد الفكر الديني (8) – المهدوية ونظرية المنجي الموعود (1)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    موضوعنا الذي سنبدأ به أبحاثنا يعني تحت عنوان مطارحات في تجديد الفكر الديني الموضوع الأول الذي سنقف عنده هو موضوع المهدوية ونظرية المنجي الموعود لماذا اخترت هذا الموضوع؟ لماذا هذا البحث كما يقال؟

    الجواب في جملة واحدة هي انه هذه المسألة لا أن أتكلم عن المهدوية الشيعية الاثني عشرية ولا عن المهدوية الشيعية ولا عن المهدوية السنية بل أتكلم عن هذه الفكرة سمه هذا المشروع سمه هذه الفرضية أصلاً لا واقع لها فرضية من الفرضيات هذه القضية ولذا الآن قد نعبر عنها فرضية قد نعبر عنها نظرية قد نعبر عنها مشروع قد نعبر عنها عقيدة قد نعبر عنها فكرة كلها لماذا؟ لماذا إني اردد لأنه أنا لا أريد اطرح القضية وكأني الآن اقرأ روايات البحار أريد اقرأ المهدوية لا هذه موجودة في أماكن أخرى وعشرات ومئات المؤسسات تتكلم بهذه اللغة أنا لست في ذلك العالم أصلاً.

    لماذا هذا الموضوع؟ الجواب لان هذه الفكرة وهذا المشروع شغل الفكر الإنساني لا اقل مذ ثلاثة آلاف عام لا يتبادر إلى ذهن احد أن هذا المشروع أو هذه الفكرة من إبداعات مدرسة أهل البيت مثلا أو من متبنيات الإسلام أو مختصة بالأديان التوحيدية لا أبداً ليس الأمر كذلك فكرة تبدأ مذ وجدت بأيدينا موروثات كتابية ولعل القضية أقدم من هذا أيضاً بكثير.

    وهنا لابد أقول لعله لا تضارع ولا تناظر ولا تشابه فكرة هذه الفكرة فكرة المنجي الموعود إلا فكرة وجود الله هذه المسالة أيضاً لها تاريخ طويل في الفكر الإنساني أنا أتذكر هنا مراراً لعله مرة أو مرتين اشرت إلى هذا الكتاب الله والإنسان لكارين امسترون الله والإنسان على امتداد أربعة آلاف سنة من إبراهيم الخليل حتى العصر الحاضر لماذا قيدت من إبراهيم باعتبار انه قبل ذلك توجد عندنا امور نطمئن إليها أو لا توجد؟ نعم قد توجد بعض الاحجاب بعض المسماريات بعض كذا ولكنه لعله لا يمكن الاطمئنان إليها هذه الفكرة أيضاً لا يقل تاريخه عن تاريخ هذه الفكرة، يعني فكرة المنجي لأنه قضية المهدوية اصطلاح إسلامي ولكن فكرة المنجي لا، هذه مسيحية وأيضاً يهودية وأيضاً وأيضاً وبوذية وكنفشيوسية وذراتشتية والى غير ذلك هذه كفكرة بغض النظر عن الأسماء والاصطلاحات، فكرة موجودة مع الإنسان إذ لا نعلم صنعها الإنسان أو موجودة في فطرة الإنسان كالمسألة الموجودة في مسألة وجود الله هل هي من صنع الإنسان أم انه خلق مفطوراً على هذه الفكرة ذاك بحث آخر الآن ليس محل بحثي، هذاك إن شاء الله عندما نطرح التساؤلات سيتضح بأنه جذر هذه الفكرة من أين.

    إذن لماذا هذه المسألة؟

    الجواب لأنها صاحبت الفكر الإنساني مذ آلاف السنين، هذا لبيان النكتة والسبب في اختيارنا هذا الموضوع في مطارحات في تجديد الفكر الديني وإن شاء الله تعالى إذا وفقنا لموضوعات أخرى أيضاً نحاول أن تكون لها مثل هذا التأثير لا انها أفكار أو موضوعات هامشية جانبية لا قيمة لها، لا، وخصوصاً في تراثنا المكتوب ولعله أيضاً المسموع والمرئي نحن إلى الآن لم نعرض لمسألة المهدوية، نعم كانت عندنا الاطروحة المهدوية ولكن الأطروحة المهدوية في قناة الكوثر طرحناها على الشكل الإسلامي أولاً والشكل الإسلامي القراءة الكلاسيكية التقليدية ثانياً، وهنا نحن عندنا عنوان جديد وهو مطارحات في تجديد الفكر الديني.

    ما هي أهم التساؤلات والإثارات والاستفهامات تريد تسميها إشكالات سميها إشكالات والاشكالات والشبهات حول هذه الفكرة، لأنه إذا لم يمتلك الإنسان في نظرية المعرفة هذا أصل كلي إذا لم يمتلك الإنسان قدرة على خلق السؤال لا يمكنه أن يسمع الجواب من الدين، اسأل الدين حتى يجيبك وإلا إذا لم تسأل أنت صامت وهو صامت أيضاً، واقعاً لا تفهم شيئاً ولهذا تجدون في كلمات أمير المؤمنين قال استنطقوه هذا القران ماذا يفعل له؟ كيف استنطق احداً أنا كيف نستنطق العالم؟ بالسؤال وبالإلحاق وبالإصرار وبالاشكال أشكل حتى يقول لك هذا جوابي، نحن الآن هدفنا المعرفة، ودرجات الجنة على قدر المعرفة اليس هذا اعتقاد من يعتقد بالجنة والنار، اقرأ وأرقى إذن لابد أن تقرأ لابد أن تسأل إذن أنا اليوم إذا اوفق لأنه عندي تقريبا عشرة إلى خمسة عشر سؤال حول هذا المشروع حول هذه الفكرة حول نظرية المنجي الموعود حول المهدوية سميها ما تريد.

    السؤال الأول اطمئنوا هذه التساؤلات التي اطرحها لا اقل إلى آخر السنة إذا بقينا بالمطارحات هذه الأسئلة لا نستطيع أن نجيب عليها ولكن لا اقل أنت تعرف السؤال حتى تذهب للبحث للمطالعة للسؤال وانا معتقد واحدة من أهم وظائف المفكر في كل عصر أن يثير دفائن العقول ولا يمكن اثارة دفائن العقول إلا بالشبهات.

    السؤال الأول: هل أن هذه الفكرة والمشروع هل هي فكرة شاملة لجميع البشر وتعتقد بها جميع الأديان والمذاهب والملل والنحل أو ليس كذلك؟ لأنه نحن الآن نقول انها فكرة عالمية واقعاً جميع البشر منتظرين يأتي منجي أو لا يوجد، هذه لابد أن نعرف أنها هل هي فكرة ماذا؟ لا تقول لي بأنه أرسلناك رحمة للعالمين أنا أتكلم عن البشرية لا البشرية الآن مذ ثلاثة آلاف سنة وبعد خمسين الف سنة لا اعلم البشرية ما هي؟ عندك ضمانة وعندك صك من الله انه المهدي الموعود سوف يظهر البشرية ما هي تصوراتها ما هي عقائدها ما هو مبانيها .

    إذن السؤال الأول هل أن هذا المشروع شامل لجميع البشر ولجميع الأديان والمذاهب ولجميع الملل والنحل أنا من أقول اديان لا يروح ذهنك إلى الأديان الدين الالهي، لا بل ما يعتقده الناس ما هو دين.

    التساؤل الثاني هل أن هذه الفكرة توجد فيما بينها مشتركات؟ لا اشكال كما سيتضح لاحقاً انها توجد بينها اختلافات لا على مستوى الدين الواحد في الإسلام بل على مستوى المذهب الواحد وسنبين لكم انه هذه الفكرة فكرة المهدي في الإسلام السنة قرأوها شكل الشيعة الامامية الاثنا عشرية بلحاظ متكلميهم ومتحدثيهم قرأوها بشكل الشيعة الامامية الاثنا عشرية بلحاظ متصوفيهم وعرفاءهم كسيد حيدر الاملي قرأوها بشكل وهكذا، فإذن لا اسال عن هذه انه هل توجد بينهم اختلافات أو لا توجد؟ لا، هل توجد بينها مشتركات أو لا توجد؟ أين تنبع فقط جملة أين تأتي الأهمية؟ إذا توجد مشتركات إذن نطبق عليها تعالوا إلى كلمة سواء تعالوا نتفق على هذه المشتركات لا أن يلعن بعضنا بعضا وان يكفر بعضنا بعضا لاجل المختلفات ما به الاشتراك أيضاً موجود، افترض ما به الاشتراك عشرة بالمئة جيد إذن أنا وأنت لا اقل في عشرة بالمئة نستطيع أن نضع يد بعضنا في يد البعض الآخر بلا أن يشتمه ويلعنه ويصدر الفتاوى ضده خلصت القضية هذا القدر مفيد أو غير مفيد؟ مفيد جداً.

    إذن السؤال الثاني هل توجد هناك مشتركات في هذه الفكرة وهذا المشروع أو لا توجد؟ طبعاً ويترتب عليه ما هو حدود هذه المشتركات ما هو حدود المختلفات كما قرأتم في الفلسفة ما به الاشتراك ما به الامتياز والاختلاف ونحو ذلك.

    السؤال الثالث ما هو موقع هذه الفكرة والمشروع في منظومة المعارف التي تعتقد بها تلك الأمة؟  اضرب أمثلة حتى يتضح ضعوا يدكم على مسألة التوحيد انتم تجدون عندما تأتون إلى هذه المدرسة التي الآن تسمي نفسها المدرسة السلفية أو تعبرون عنها الوهابية كذا بغض النظر عن التوحيد الذي يفهمونها كل حركتهم المحورية حول ماذا؟ يعني عندما يريدون أن يفتوا ضد احد أو يكفروا أحداً أو يلعنوا أحداً أو يقصوا أحداً ملاكهم التوحيد يقول زيارات مخالفة للتوحيد شرك فلان عبادة شرك فلان عمل شرك فلان فلان شرك إذن هو يتحرك ضمن أي ملاك؟ بغض النظر انه فهمه للتوحيد صح أو خطأ لا لست بهذا الصدد ولكن هو جاعل محوريته التوحيد الشيعة الامامية محوريتهم أين يتحركون؟ الإمامة لا توجد احد بيني وبين الله يحاسبوه لماذا توحيدك بهذا الشكل أو يحاسبوه بأنه لماذا معادك بهذا الشكل أو يحاسبوه لماذا اعتقادك بالعدل هكذا يحاسبه احد؟ لا ولكن يقولون انظروا موقفه من الإمامة.

    ولهذا نحن عبرنا عن ذلك قلنا الإمامة عند الفصل المميز للشيعة الامامية بحسب الرؤية الكلامية لا بحسب النص القرآني والروائي هؤلاء يعتقدون أن الملاك الإمامة، الآن الإمامة متجسدة عند الشيعة الامامية في المهدي المنتظر فإذن هو يريد يحكم عليك سلباً أو إيجابا ما هو الفصل المميز عنده؟ اعتقادك بالمهدي أو عدم الاعتقاد هذا يكشف لك انه في منظومة المعرفة الدينية عند الشيعة الامامية الإمام المهدي أو المنجي أو المهدوية ما هي مساحتها؟ تغطي على كل المساحة، قد تذهب إلى مكان آخر عند السنة نفسهم تجد انهم يهتمون بالمهدوية هذا الاهتمام أو لا يهتمون؟ ولهذا سؤالي الثالث ما هو موقع هذه الفكرة والمشروع في منظومة المعارف التي تعتقد بها كل امة أو ملة أو نحلة أو مذهب؟

    السؤال الرابع ما هي جذور هذه الفكرة؟ قلنا انها موجودة مع الإنسان من أين جاءت هذه الفكرة؟ نفس القراءات التي ذكروها للدين هنا أيضاً تأتي يعني مثلا إذا تتذكرون واحدة من النظريات قالت أن الدين إنما جاء لان الإنسان كان يخاف الطبيعة فاعتقد بوجود آلهة حتى تحميه من الطبيعة يعني كانت تأتي الزلازل كانت تأتي الفيضانات فهو كان يعتقد انه لابد هذه الفيضانات صادرة ممن؟ تعدد الآلهة له إله فيقدم القرابين لمن؟ حتى يحميه من كوارث الطبيعة أليس كذلك اليس هكذا يقولون؟ الآن الآن يحتاج إلى الدين لشيء آخر، يحتاج إلى الدين لماذا؟ يرى انه بيني وبين الله حياته الاقتصادية واطمئنانه النفسي أم اضطراب نفسي ومشاكل نفسية عنده فيحتاج أن يرتمي إلى من؟ أو آمن بالمعاد رأى لا توجد عنده هنا حياة طيبة قال لا اقل أين نحصلها؟ هذه التفسيرات البشرية لظاهرة الدين.

    الجواب جملة من التفسيرات لابد أن نعرف أن ظاهرة المنجي هل هي قضية نفسية يعني ماذا؟ يعني منشأها وجذورها جاءت من تلك الأمم التي كانت مسحوقة مظلومة فتستطيع أن تأخذ حقها أو لا تستطيع؟ فماذا خلقت لنفسها؟ دليل بعد الوقوع أوجدت لنفسها فكرة وقالت إن شاء الله من يأتي سوف يأخذ حقوقنا هذا التفسير البشري لا أنا معتقد بكرى لا يقولون السيد الحيدري معتقد بهذه بل هذا التفسير البشري ماذا فعلوا؟ قالوا ما فائدة هذا؟ يأتي بعد خمسة آلاف سنة ويقيم العدل أنا ماذا استفدت؟ قالوا بالرجعة قالوا نرجع نحن أيضاً، أم هي كما يقول البعض أم هي قضية تاريخية لا علاقة لها بالله يعني ماذا؟

    التفسير الأول التفسير النفسي والاجتماعي هذا التفسير الثاني التفسير التاريخي يعني أن السنن التي تحكم التاريخ تستلزم في آخر المطاف أن يحكم العدل للبشرية، هذه سنة كما تعتقدها الماركسية، الماركسية تقول في النتيجة سننتهي إلى مجتمع توجد فيه طبقية أو لا توجد طبقية؟ لا توجد طبقية يعني الإلهي لا أبداً يقول هذه قوانين بتعبير الفارسي جبر تاريخي هذه سنن الضرورة التاريخية أنت اعتقدت بها لم تعتقد بها نعم لعلك تستطيع أن تقاومها سنة سنتين مئة ألف ولكنها في النتيجة قوانين التاريخ ماذا؟ كما يقول بعض فلاسفة الألمان أيضاً لا أريد ادخل الآن بالتفاصيل يقول هذه السنن ما هي؟ هذا جبر هذا اضطرار تاريخي، هذه ضرورة تاريخية هذا التفسير لبيان جذر هذه المسالة.

    التفسير الثالث هي آمال أحلام يعيشها الإنسان، بالنتيجة الإنسان بلغ ما بلغ بتعبير القران ماذا يقول؟ خلقنا الإنسان في كبد، هل يمكن أن يعيش الإنسان أي إنسان الآن اذهب إلى الغرب ألم تسمع مذ شهر وشهر ونصف التظاهرات في فرنسا ما هي مشكلتهم؟ لا رفاه توجد لا سعادة توجد لا راحة توجد لا وضع اقتصادي إذن المشكلة فقط في العراق وإيران؟ في فرنسا أيضاً موجودة في الدول الأوروبية موجودة مع انه اقتصاداتها كذا إذن الإنسان عادةً يعيش بتعبير النص القرآني في كبد فإذا يعيش في الكبد دائماً يجلس مع نفسه فيحلم يحلم بماذا؟ يحلم بجنة على الأرض هي هذا المنجي الموعود، فهي من أحلام اليقظة ليس بالضرورة هو يكون مظلوم لا بل السلطة أيضاً بيده لكن هل يستطيع أن يعيش كما يريد أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، فهي حلم تراود الإنسان ويتحقق هذا الحلم أو لا يتحقق؟ لا اقل أربعة آلاف سنة الإنسان يعيش هذا الحلم تحقق له أو لم يتحقق له؟ لم يتحقق له، أنا وأنت أيضاً صار لنا 1300 سنة ننتظر تحقق لنا أو لم يتحقق؟ يقول اطمئنوا أيضاً سوف لن يتحقق ولكن البشر دائماً هو يعيش حالته الانية لا ينظر إلى من سبقوه لأنه كم جيل قبلك جاءوا وذهبوا تحقق حلمهم؟ أنت المفروض إذا تريد تحسب بحساب الاحتمال أيضاً تقول الآن صار أربعين جيل خمسين جيل سبعين جيل مئة جيل مئتين جيل ثلاثمئة جيل تحقق الحلم أو لم يتحقق؟ فبحساب الاحتمال من يقول يتحقق الحلم من أين؟

    ولكن أنت لا تفكر بهذا الشكل يعني الإنسان المتعارف لا يفكر بهذا الشكل وإلا العالم يفكر بدليل أنا اطرحها الآن، فبحساب الاحتمالات في الأجيال التاريخية التي تاريخها قد يصل إلى أربعة آلاف سنة فأنت جيلك يتحقق أو لا يتحقق؟ احتمال واحد من المئة واحد من الألف واحد من العشرة آلاف فإذن احتمال الظهور كم؟ أو احتمال المجيء أو احتمال الوجود على المباني هذه كم نظرية؟ الاجتماعية، النفسية، التاريخية، الأحلام، الإلهية، فطرة الله التي فطر الناس عليها. ولهذا من القِدم مذ وجد الإنسان هو معتقد ماذا؟ كما يقولون معتقد بوجود الله، معتقد بالمنجي الموعود.

    السؤال الخامس: هل أن هذا الاعتقاد أو هذه الفكرة أو هذا المشروع سلبي أم ايجابي؟ أين سلبيته؟ سلبيته بأنه أنت إذا اعتقدت انه سيأتي اليوم الذي يوجد من يأخذ بحق المظلوم إذن ماذا تفعل؟ تدافع عن حقك أم لم تدافع؟ تجلس أو لا تجلس؟ تقول إن شاء الله تعالى ثواب به، انتظار الفرج أعظم الثواب، أصلاً أصبر الصبر كم فيه ثواب، فيلعب المستبدون والأباطرة والفراعنة عندما أقول مستبدون اباطرة فراعنة لا يفرق عن ديني وغير ديني أبداً بل اباطرة وفراعنة ومستبدوا الدين اشد على الناس من فراعنة الدنيا لأنه ذاك باسم الدين ماذا؟ يقتلك ويذبحك لا اقل أباطرة الدنيا عندما يقتلونك أين تذهب؟ للجنة شهيد تصير أما مستبدوا الدين عندما يقتلونك أين تذهب؟ للنار.

    من هنا بعض يقول انه سبب تأخر المسلمين أو سبب تأخر الشيعة كذا، هذه نظرية الاعتقاد بالمهدي ولهذا بقوا على مر التاريخ مظلومين أم لا؟ يأخذون حقوقهم؟ لأنه أقنعوهم بعد عشرة سنوات ماذا؟ يا ليت كان يقولوا لهم ليس معلوم بعد خمسة آلاف سنة يأتي، لا اقل أنت تدافع عن حقوقك فإذا قالوا لك بعد سنة ياتي فأنت مضطر أن تدافع عن حقوقك أم لا؟ سيأتي ويأخذ حقك بأضعافه تقول لي سيدنا كانت موجودة؟ أقول نعم كانت موجودة في عصر الغيبة بعد غيبة الإمام سلام الله عليه كانت نظرية من النظريات المعروفة والمعمول بها وهو انه حفظ الخمس لان الإمام من راح يطلع وادفنونه في الأرض ارموه في الماء الإمام هو يوجده، اذهبوا اقرأوا أم هو أمر ايجابي، أي منهما؟ ايجابي يعني يعطي طاقة للإنسان ويحرك الماكنة الإنسانية حركةً لا يمكن أن تعطيها أي فكرة أخرى، أي منهما؟

    بالنتيجة أنت عندما تفسر لي هذه الفكرة هذا المشروع هذه النظرية لابد تبين لي انها هل هي طاقة هذه الفكرة تولد الطاقة دافعة محركة للإنسانية للوصول إلى تحقيق أهدافها أم انها ما هي؟ مثبطة تجعل الإنسان متقاعساً لتحصيل حقوقه كفكرة الجبر الأمويين استحدثوا فكرة الجبرية لماذا؟ لأنه وجدوا بأنه أفضل شيء يقول له أنت محكوم وأنا حاكم (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) إذن هذا ملك من يريد؟ الله هذا مملوك من رأيه؟ بيدك حيلة أو ليست بيدك حيلة؟ نفس هذه ولهذا تجدون الائمة سلام الله عليهم المفوضة الذين هم المعتزلة أصروا على مسألة التفويض هذه كانت رد فعل على الواقع الأموي السياسي ولكن نحن تصورناها قضية عقائدية لا ليست عقائدية عند المعتزلة.

    هؤلاء وجدوا انه لا طريق للوقوف أمام هذه نظرية الجبر إلا أن يقولون أن الإنسان هو المسؤول الأول والأخير، الأئمة سلام الله عليهم وجدوا أن هذه رد فعل قالوا لا أمر بين امرين وهكذا سؤال هل أن هذه الفكرة والمشروع تحرّك الإنسان تضاعف قوة الإنسان للوصول إلى هدفه أو تجعله متخاذلاً متقاعساً تثبطه عن الهدف الذي خلق له؟

    التساؤل السادس: إذا قبلنا أن هذا المشروع والفكرة ما هي؟ سلبية كما في الاحتمال الأول كيف نتخلص من هذا الرأي لأننا فرضنا أنها موجودة على مدى التاريخ البشري والآن موجودة أو غير موجودة؟ نعم موجودة كيف نتخلص من آثارها السلبية على فرض انها قضية سلبية قرأناها قراءة سلبية وأما إذا قرأناها قراءة ايجابية ما هي المقومات التي يمكن تقوية هذا المشروع حتى يفعل طاقة الإنسان وحركة الإنسان وفاعلية الإنسان للوصول إلى ماذا؟ للوصول إلى الهدف يعني على كلا الاحتمالين أنت لابد تعطيني خارطة طريق إذا كانت سلبية ما هي خارطة الطريق للتخلص من سلبياتها إذا كانت ايجابية ما هي خارطة الطريق لتقويتها؟

    السؤال السابع: هل هناك قراءة واحدة لهذه الفكرة والمشروع أم قراءات متعددة؟

    هذا قرّبوه من السؤال الثاني الذي قلنا توجد مشتركات وتوجد مختصات سيثبت لاحقاً انها ليست قراءة واحدة بل قراءات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وإذا كانت قراءات متعددة واربط لي إياها بالسؤال السادس فأي هذه القراءات اشد سلبية على الأمة المعتقدة بها وأي هذه القراءات اشد ايجابية وأقوى أثراً في حياة الأمة أي قراءة؟ هذه القراءة الموجودة وهو أن الحجة سلام الله عليه جالس بالصحاري ابكوا عليه لأنه لا يوجد له مكان جالس في الخيمة أو متزوج وعنده أولاد ولا يعرفهم؟! هذه القراءة هذه قراءة واقعاً ايجابية أم قراءة سلبية؟ سأشير إليها إذا صار وقت وترون بئس هذه القراءة البائسة المتخلفة التي الآن تطرح.

    السؤال التاسع: ما هو جوهر ولب وحقيقة هذه الفكرة؟ أي اعتقاد أي فكرة أي مشروع له لب وبه جوهر وله حقيقة وله قشور انظروا حتى أنت عندما تأخذ الفواكهة افترض تأخذ الجوز أو اللوز تجد يوجد قشر حتى يحميه ويوجد لب ولهذا تجد القرآن الكريم لا مورد وموردين هذا تعبيره أنا الآن فقط نموذج اضربه من سورة آل عمران أن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب يعني أصحاب اللب ما هو لبك؟ ما هو لبي؟ ما هو لب الإنسان؟ أصابعه أربعة أو خمسة أو سبعة؟ أو يمشي على اثنين؟ أو عيونه خضر لبه أين؟ لا اقل نقول لبه في عقله في فكره، في تأمله، في تدبره، ولهذا القرآن الكريم قال أفلا يتدبرون القران والتدبر لا يأتي إلا من اللب أم على قلوب أقفالها، ما هو اللب في فكرة المهدوية لبها؟ جوهرها؟ لا قشورها نحن أين نعيش الآن؟

    عندنا حوالي ثلاثة أو أربعة أسئلة باقية إن شاء الله أوفق حتى أشير إليها في غد والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/12/23
    • مرات التنزيل : 2081

  • جديد المرئيات