نصوص ومقالات مختارة

  • مطارحات في تجديد الفكر الديني (9) – المهدوية ونظرية المنجي الموعود (2)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في أهم التساؤلات التي لابد من الوقوف عندها لمعرفة حقيقة هذه الفكرة وهذا المشروع انتهينا إلى بيان أو انتهينا من بيان مجموعة من التساؤلات والاثارات حول هذا المشروع وهو المهدوية ونظرية المنجي الموعود.

    من التساؤلات الأساسية الأخرى التي لابد أن نقف عندها بشكل دقيق جداً وهو الوقوف على جوهر هذه الفكرة، لبّ هذه الفكرة، خالص هذه الفكرة، عندما أقول لبّ وعندما أقول خالص وعندما أقول جوهر الفكرة اريد أن اميّز بين اللب وبين القشر، حتى تتضح هذه الفكرة بشكل جيد انظروا إلى بعض العبادات من باب التقريب إلى ذهن الاعزة انظروا إلى الصلاة، الصلاة القرآن الكريم أشار إلى أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، هذا هو لبّ الصلاة هذه هي حقيقة الصلاة يعني إذا تحققت الصلاة كما ينبغي أن تتحقق تنفك عن آثارها أو لا تنفك؟ لا يمكن أن تنفك لأن الصادق قال لنا أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر من باب تقريب هذه الحقيقة إلى الذهن إنّ الماء يرفع العطش فإذا شربت ما يسمى ماءً ولم يرفع العطش إما أن الذي اخبرك أن الماء يرفع العطش قد كذب عليك وإما انك قد شربت الماء أو لم تشرب الماء.

    لا يمكن أن اشرب الماء حقيقةً ومع ذلك لا يرفع العطش لأنه الصادق قال لي أن الماء رافع للعطش فأنت بين أمرين أما أن تكذب القائل تقول عندما اخبرني أن الماء يرفع العطش في الواقع أن الماء لا علاقة له برفع العطش وهذا تكذيب للقرآن وإما أن تقول أن ما شربته كان ماء حقيقة أم لم يكن ماءً حقيقةً أي منهما؟ لم يكن ماءً بأي دليل؟ ببرهان إني وهو انه لو كان ماء حقيقةً لرفع العطش والتالي باطل لأنه لم يرفع العطش إذن شربت الماء أو لم اشرب الماء؟ الجواب نفس هذا نقوله في الصلاة إذن القرآن عندما يقول أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وانا أصلي ولا أجدها تنهاني عن الفحشاء والمنكر أما أن المتكلم قد كذب عليّ وحاشا له لأنه قران وأما اني صليت كما انبغي أو لم أصلي؟ إذن ما الذي نفعل نحن؟

    الجواب لأنه انشغلنا بقشور الصلاة ولم ننشغل بحقيقة الصلاة وجوهر الصلاة، وهكذا في الصوم لعلكم كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم حتى ماذا؟ فهل اني اخرج من شهر الصيام وانا أكثر تقوى أو لست كذلك؟ فإن خرجت فأنا صمت صوماً حقيقياً أما إذا خرجت ولم يؤثر الصوم عليّ لا من قريب ولا من بعيد فرجعت إلى ما كنت عليه قبلاً إذن هذا صومي كان صوم قراني أو لم يكن صوماً قرآنياً؟ بعبارة أخرى لم يكن الصوم الحقيقي ولب الصوم بل كان ماذا؟ ما هي قشور الصوم؟ أن يطول العطش أن يطول الجوع أن أخذ سبحة أن اختم القرآن هذا كله فيه ثواب ولكن هذه حقيقة الصوم أو ليست حقيقة الصوم؟ هذه ليست حقيقة الصوم، اضرب أمثلة لأنه اريد اتي إلى مسألة جوهر المهدوية.

    من هنا لابد أن نعرف أن هذا المشروع المهدوي كما في الإسلام أو مشروع المنجي الموعود ما هو لبّ هذا المشروع؟ وإلا إذا لم نلتفت إلى لبّه إلى حقيقته إلى جوهره إلى مقومات هذه الفكرة لعلنا نبقى منشغلين بالقشور لآلاف السنين بل لعشرات آلاف السنين ونقدم خطوةً لظهور الإمام أو لا نقدم؟ لا نقدم لأنه إن شاء الله في واحدة من التساؤلات نقول لماذا تأخر ظهور المنجي أو وجود المنجي ظهور إذا قلنا الآن موجود، وغائب وجود إذا قلنا الآن ليس موجود لماذا يتأخر؟ ما هو سبب تأخره وعدم وجوده وعدم ظهوره سيتضح انه مرتبط بي وبك لان الشرائط متوفرة أو غير متوفرة؟ غير متوفرة، إذن من لابد أن يهيئ الشرائط للظهور؟ البشرية لأنه إذا فرضنا أن المشروع بشري انساني عالمي البشرية وانت مشغول في ماذا؟ بالقشور فتقدم شيئاً أو لا تقدم؟ لا تقدم بل تأخر الفكرة وتكون سبباً إضافياً لعدم تحقق هذا المشروع.

    اضرب كم مثال وهو أن هذه الفكرة هل لكي تؤتي أُكلها مرتبطة بشخص أو غير مرتبطة بشخص؟ يعني لكي أنا اعتقد بتحقق المشروع العدل على وجه الأرض لا أقول الهي لأنه توجد هناك مشاريع أخرى هل يرتبط بوجود شخص أو لا يرتبط؟ وإذا ارتبط بوجود شخص هل متقومة هذه الفكرة بالاعتقاد بحياته أو غير متقومة؟ وإذا كانت متقومة هل يشترط أن تعتقد انه معصوم أو لا؟ هذه عشرات المسائل تطرح هذه من مقومات فكرة المهدوية ، هذه مسالة لابد أن تطرح لأنه قد يوجد شخص يؤمن بالمهدوية ولكن تقول له الآن تعتقد انه حي؟ يقول لا اعلم هذا فكرة المهدوية تحركه أو لا تحركه؟ يعني بالنسبة إليه لها بعد ايجابي أو بعد سلبي؟ بالأمس بينّا واحدة من المسائل.

    إذن الخص كلامي في جملة واحدة في هذا التساؤل وهذه الاثارة لابد أن نميز بين مقومات واركان وجوهر ولبّ هذه الفكرة وهذا المشروع وبين قشورها، لماذا؟ باعتبار أن الذي يقرّب إلى تحققها في الخارج هو انتشار أصل الفكرة لا انتشار قشورها وزوائدها.

    نحن نريد من خلال الشعائر أن نربط البشرية بمن؟ بالإمام الحسين اليس هذا هدفنا؟ يعني الآن عندما تسأل المتطبر في اوربا لماذا تتطبر؟ يقول حتى يعرف الناس اني حسيني حتى اربط الناس بالإمام الحسين يسألك في المقابل إذا صرت حسينياً ماذا؟ يقول حتى اكون كذّاباً مرتشياً سارقاً أم اكون إنساناً بكل معنى الكلمة أي منها؟ ماذا تريد من إحياء الإمام الحسين وشعائر الإمام الحسين؟ تريد احياء كل القيم الإنسانية والاخلاقية التي تجسدت في الإمام الحسين في يوم العاشر.

    يقول بيني وبين الله إذا كان الأمر كذلك إذن انت صار لكم الف سنة تلطمون وتتطبرون وتفعلون كذا من أقول الف سنة لا يعني التطبير الف سنة لا بل هذه جديدة هذه من الخفايا المتأخرة، إذن لماذا لا تكونوا مجتمعاً حسينياً وانسانياً واخلاقياً لماذا؟ إذن هذا يقرب الناس من الإمام الحسين أو لا يقرب؟ لأنه يقول إذا كانت هذه الأعمال تقرب إذن فلِمَ لا تقربكم انتم إلى الحسين واخلاق الحسين وقيم الحسين؟ نفس هذا الكلام نقوله في المشروع المهدوية أو في فكرة المنجي الموعود إذا قلتم أن هذا المشروع مشروع يعطي طاقة وفعالية للإنسان أن يتجه باتجاه ماذا؟ انتم فسرتم تفسيراً ايجابياً فسرتم الظاهرة المهدوية بنحو ايجابي أم سلبي؟ قلتم انه من يعتقد بالمنجي الموعود سوف يحرّكه يعطيه طاقة إضافية للبناء وللانسانية وللقيم لماذا في مجتمعاتكم لا يوجد إذن؟

    من هنا الطرف الآخر يقول إذن اكتشف أن هذه الفكرة لها ايجابية فيكم أو سلبية؟ بدليل هذا واقعكم المتخلف اقتصادياً المتخلف سياسياً انظروا ماذا يجري في العراق لا اريد اتكلم عن مكان آخر هذه الآن الحركات الإسلامية من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار من سنية ومن شيعية من المرتبطة بالمرجعية وغير المرتبطة بالمرجعية كلها حكمت في 15 عام وجدتم شيئاً غير الفساد والسرقات أو لم تجدوا؟ لماذا؟ انتم كلكم تعتقدون بالمهدوية وبالظاهرة المهدوية وخصوصاً الشيعة الذين يعتقدون أن الإمام حاضر وان كل ملفاتنا تعرض عليه كل اسبوع كل يوم اثنين كل يوم ردعهم أو لم يردعهم؟

    إذن ما الفرق بينكم وبين الآخرين حتى تقولون أن هذه الفكرة توجد أملاً تعطي طاقةً هذه الشعارات الجوفاء التي لا أصل لها، لماذا لم يختلف إذن سلوككم عملكم ادارتكم امانتكم وفاءكم لماذا لا يختلف عن الآخرين بل اشد من الآخرين بمراتب في الفساد، إذن هذه الفكرة لها أثر في حياتكم أو ليس لها أثر في حياتكم؟ إذن لماذا تقولون أنها ماذا؟ نحن امة امنا بهذا الأمل الإلهي فيعطينا ما لا يعطي الآخرين، طبعاً هذه في كل المنظومة المعرفة الدينية ترد لا هنا ولكن نحن لان قضيتنا الآن في المهدوية اضع يدي ماذا؟ وإلا كلها في العبادات كذلك في العقيدة كذلك في الاعتقاد بالأئمة كذلك.

    نحن الذين اعتقدنا بامامة ائمة أهل البيت انظروا كيف أننا لم نختلف وانتم السنة لم تعتقدوا بامامة أهل البيت فقد وقع فيكم ماذا؟ بينكم وبين الله إذا واحد قال لك هذا المنطق ماذا تقول له؟ يقول اخجلوا على انفسكم بيني وبين الله فرقكم الشيعية بالعشرات اختلافاتكم إذا في زمان الأئمة كانوا فِرقَ الآن علماءكم واحد اقصى اليمين واحد اقصى الشمال أي منطق هذا، تسمعون بعض الفضائيات الشيعة لو كنا جميعاً تحت راية أهل البيت لما اختلفنا وبعد خمس دقائق يشتم النجف ويشتم قم ويشتم كل العلماء عجيب والله يقول لم نختلف، كلنا تحت راية من؟ تحت راية الحجة على ماذا انت تكفرني وتسقطني؟ وانا اسقطك واكفرك والعنك على الفضائيات، أي اختلاف اشد من هذا الاختلاف؟ إذن هذا شعار طبعاً أنا من الذين معتقد انه إذا طرحت راية أهل البيت كما ينبغي أن تطرح يقيناً تكون مظلة لوحدة الأمة بلا اشكال ولكن نحن طرحناها باصولها ولبها أم بقشورها؟

    طرحناها بقشورها فآتت اكلها أو لم تأتي أُكلها؟ ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها ولكن بشرط أن تحفظ الأصل لا تذهب إلى ماذا بتعبير الآية؟ إلى الفروع إلى القشور فأنت ذهبت إلى الفروع إلى القشور إذن انتج أو لم ينتج؟ لم ينتج فأنت كما قلنا أما أن تكذب القائل وحاشا أن القائل يكذب لأنه نص قراني وأما انك عرّفت الأمة امامة أهل البيت أو لم تعرفها كما ينبغي؟ لم تعرفها كما ينبغي وإنما عرفتها بنحو تكون سبباً للفرقة والاختلاف والتكفير لا عرفتها بنحو تكون مظلة ماذا؟ أن هذه امتكم امة واحدة فأنا ربكم فاعبدون، لم تعرفه عرفهم هكذا انظر كيف كلهم يأتي تحت هذه الراية.

    إذن ظاهرة المهدوية من أهم بحوثنا الآن انتم تعلمون هذه في الحوزات العلمية الأصلية للشيعة لعله الآن توجد مائتين ثلاثمئة مؤسسة مرتبطة بالمهدوية الشيعية لا بالمهدوية الإسلامية ولكن أين ثمراتها؟ اين أُكلها تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها. أين أُكلها هذه العقيدة؟ أين ثمراتها؟ اين بركاتها؟ توجد أو لا توجد؟ لا، لماذا؟

    الجواب لانك وضعت يدك على الهامش على القشور وتركت اللب والاصل أصلها ثابت ما هو هذا الأصل في هذا المشروع في هذه الفكرة في هذه العقيدة؟

    السؤال الآخر: نحن بحمد الله تعالى الآن هذه القضية نستطيع أن نفهمها نعيش عصر العولمة جهاني شدن هذه يسموها عولمة ما هو أوجه وإذا فرضنا أن المشروع المهدوي أو المنجي الموعود أيضاً شامل لكل العالم ما هو أوجه التشابه والاختلاف بين هذه العولمة التي الآن نعيشها والمشروع الذي سيأتي به المنجي الموعود؟ يوجد فرق أساساً أو لا يوجد أي منهما؟ قد يقول قائل أن الفرق بينهما في الشخص الذي الآن يقود العولمة هي القوى الاستكبارية الظالمة المستبدة الكافرة التي تسحق حقوق الإنسانية إلى ما شاء الله من الشتائم اشتم كما تريد ولكنه الذي يريده المنجي الموعود ماذا؟ هو الوحدة والتازر والتعايش والسلم والرفاه وما شاء الله من العناوين التي تريد أن تقولها هذا ليس سؤالي، سؤالي أن العولمة التي نحن نعيشها لها مقومات واركان فهل نفس هذه المقومات أيضاً بصدد المنجي الموعود بصدد تطبيقها أم لا؟

    من أهم خصائص العولمة المتعارفة الآن والتي يسعى العالم بكل وجوده تطبيقها هو أن يعطي للبشر عقيدةً واحدة وان يعطي للبشر حقوق واحدة وان يسيّرهم من خلال ثقافة واحدة وان يعطي لهم طريقة في الحياة لا تختلف من هذه الثقافة إلى تلك الثقافة.

    مثال واحد حقوق البشر هذه حقوق البشر التي يقولونها يريدون يطبقونها على مجتمع معين دون آخر أم على كل المجتمعات؟ هذه حقوق البشر التي يقولونها منطلقاتها ما هي؟ إلهية أم مادية؟ مادية هم لا يعتقدون لا بالله يعني ليست منطلقة من هذا ولهذا حتى الزواج المثلي فيه حقوق تقع في حقوق البشر اليس كذلك.

    سؤال إذن هؤلاء ماذا يريدون أن يفعلوا في العولمة؟ في العولمة يريدون أن ينسخوا كل الثقافات كل الاعتقادات كل الايديولوجيات كل المدنيات كلها ماذا يفعلون لها؟ يسحقونها حتى يكون الحاكم قراءة واحدة أم عدة قراءات؟ قراءة واحدة باقي القراءات ماذا نفعل لها؟ لابد من سحقها لابد من القضاء عليها هذه العولمة الموجودة، الإمام سلام الله عليه على نظرية الشيعة أو المنجي الموعود على أي نظرية من يأتي أيضاً يريد يحمل الناس على دين واحد وشريعة واحدة وثقافة واحدة أما أن تقبل وأما الذبح والسيف أي منهما؟ أم يريد يقول بالتعددية أي منهما؟ بعض رواياتكم ماذا تقول؟ يقتل الناس ثم يقتل الناس ثم يقتل الناس حتى يشك … يعني لو تقول لي هو حق أقول الكلام هذا الطرف الآخر يقول هذا الحق لا اريد اعمل به أنا اريد ابقى على ديني وعقيدتي وثقافتي وخرافاتي واوهامي ماذا تريد مني؟ تقول له تروح نار جهنم، يقول انت عليك أن تبلّغ والباقي على عاتقي ما هي علاقتك، ما هو موقف المنجي أو المهدي أو الإمام من هذا؟

    ومن هنا حاول جملة من الكتّاب أن يميزوا بين العولمة الغربية والعالمية الإسلامية، هذان اصطلاحان حتى يميز بينهما.

    تعالوا إلى كتاب العولمة والتماسك الاجتماعي دكتور مولود زايد الطبيب هناك عنده عبارة مفيدة أنا اقرأها يقول العولمة شيء والعالمية شيء آخر العالمية تفتح على العالم، على الثقافات الأخرى على الاحتفاظ بالاختلاف الايديولوجي أما العولمة فهي نفي الآخر واحلال محله شيء آخر، ما هي نظريتكم في هذا المنجي في هذا المهدي سمه ما تشاء؟ عبارة عنده في صفحة 17 رسالة مكتوبة في هذا المجال لمحمد عمارة بين العالمية الإسلامية والعولمة الغربية رسالة تقريباً 50 صفحة للمفكر دكتور محمد عمارة في صفحة 54 هذه عبارته يقول هكذا أن العولمة تريد اجتياح العالم وعلى كل الجبهات وفي مختلف الميادين اقتصاد سياسة قيم ثقافة دين عسكر تشريعات أنها صراع وقسر وتفتيت وفوضى يسمونها الخلاقة بينما العالمية الإسلامية تنوع وتعارف وتعايش مشروعك ما هو؟ هي تقول مهدوية مهدوية ماذا تريد؟ فإذا قلت الأول فإذن يعني ماذا؟ صراع الحضارات أم حوار الحضارات؟

    صراع الحضارات أنا الحضارة الغالبة أنا القوي وان كان القوي هو الحق ولكن لاني قوي اسحق كل من لا يوافقني، واقضي عليه كيف تقضي عليه؟ يقول اولا انصحه فإذا لم يقبل؟ أقول اعرضوه على السيف، تقول لي هذه سنة رسول الله كذبتم لأنه وضعتم احاديث امرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله حديث موضوع بحسب فهمي للنص القرآني جزماً من الاحاديث الموضوعة على رسول الله لماذا؟ لان السلطات التي جاءت بعده كانت تريد أن تقوم بعملية فتح لكل شيء، فلابد أن يقولوا أن رسول الله امرهم حتى ماذا؟

    المهم أنا لا اريد احدد الموقف انت لابد أن تقول لي ما هو مشروع المنجي وما هو مشروع المهدي أي مهدي كان سنياً شيعياً، عرفانياً أخبارياً أصولياً لا يهمني هذا قل لي ما هو لب هذا المشروع؟ هل هو القضاء على من يخالفه أم التعايش مع من يخالفه أي منهما؟

    وانت تتوقع عند ذلك إذا قلت القضاء على كل من يخالفه عند ذلك البشرية تنتظر هكذا مهدي؟! ابدا لا تنتظر، يعني بعبارة أخرى عرف لنا المهدي أو المنجي الموعود قائل بجواز التعبد بجميع الاديان والمذاهب؟ أي منهما؟ هذه جداً مهمة في نشر ثقافة المنجي الموعود هذه إذا لم نتخذ فيها موقف نستطيع أن نشكل فضائيات وندعو لهذه الظاهرة ولهذه الفكرة والمشروع أو لا نستطيع؟ مباشرة الآن إذا قلت هذا المشروع مشروع ما هو؟ الذبح، انت تخدم الفكرة أم تقضي على الفكرة تنفّر الناس من الفكرة أم تقربهم من الفكرة؟ هذا هو الأمر اليك أنا اطرح التساؤل.

    تساؤل آخر: مهم جداً هذا التساؤل، ما هي الالية التي يستعملها هذا المنجيل لاقناع الآخرين؟ آلية تطبيق الرسالة التي من أجلها يظهر هذا المنجي أو يوجد هذا المنجي ما هي الالية ما هي الادوات ما هي القوة التي يستعملها؟ اليس واعدوا ما استطعتم لهم من قوة أي قوة هذه؟ القوة العسكرية أم القوة الفكرية والثقافية؟ هذه جد مهمة.

    تساؤل اخير حتى اغلق ملف التساؤلات ونادراً أن لم اقل لم اجد نادراً وجدت من طرح هذا التساؤل وهو ما هي الشروط الموضوعية والفكرية والثقافية للبشرية حتى يظهر المنجي فيها؟ أهي التي عاشها المسلمون في صدر الإسلام؟ أهي التي نعيشها الآن نحن المسلمين؟ ثمّ يكفي أن تكون الثقافة ثقافة المسلمين أم تكون ثقافة البشرية أي منهما؟ هو عندما يريد أن يظهر أو يوجد يريد أن يقيم العدل ويحقق الرسالة للشيعة فقط أم للشيعة والمسلمين أي منهما؟ فإذا قلت للشيعة والمسلمين إذن المسلمون أيضاً قد وصلوا إلى مرحلة أن يتقبلوا قيادته، هل يريد تطبيق رسالته فقط على المسلمين الآن هم ربع العالم، البشرية ماذا نفعل لها؟ هل أيضاً لابد أن تصل إلى ذلك المستوى أو لا يشترط ذلك؟ أي منهما؟ اولا اجيبوني على السؤال الأول وبعد ذلك السؤال الأول ما هي الظروف الفكرية الثقافية الاجتماعية الاقتصادية المدنية التي بها يستحقون أن يظهر هذا الموعود هذا المنجي، عينوا ما هي الشرائط؟ لا يقول لي قائل مثل هذه الشرائط، إذا قال هذه الشرائط مثل هذه الشرائط إذن المشكلة فينا أم المشكلة فيه لا يظهر؟ لماذا؟ لأنه نحن هيئنا كل المقدمات إذن المشكلة في الفاعل أم في القابل؟ في الفاعل لماذا؟ لأنه أساساً نحن مهيئون أن يأتي وخصوصاً انتم الشيعة تستطيعون أن تقبلون هذه النظرية أو لا تستطيعون؟ لا تستطيعون إذن إلى الآن الشيعة لم يصلوا إلى مستوى أن يتحملوا قيادته فما بالك بالمسلمين فما بالك بالهندوس بالكنفشيوسية بالتائية والمسيحية واليهودية واللا دينية والملاحدة إذن لابد ترجع تقول لا إذا الآخرين لم يقبلوا يأخذهم بالسيف اضربوا اعناقهم رجعنا إلى القضية الأولى.

    أو تقول لا لابد أن البشرية ماذا؟ إذا كان مستوى وعيها في عهد رسول الله عشرة أو خمسة في المئة لابد أن يصلوا إلى مستوى من الوعي والفكر والثقافة إلى ثمانين في المئة إلى سبعين في المئة حتى يتحملوا قيادة هذا المنجي اصلا لا اتكلم في المهدي بشكل عام اتكلم، إذن الإمام يريد أن يظهر هل أن الظروف لابد أن تختلف أو لا تختلف اجبنا؟ فان قلت لا تختلف إذن لماذا هو إلى الآن متأخر وإن قلت تختلف عيّن الشروط، عيّن ما هي الشروط الفكرية والثقافية والاجتماعية للبشرية؟ لا لشيعته لا للمسلمين بل للبشرية حتى تتهيأ.

    ولهذا مراراً وتكراراً أنا قرأت هذا قلت بأنه أساساً في آية سورة الحديد الآية 25 لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان العنصران الاساسيان لإقامة العدل توفرا ما هو؟ انزال الكتب وإرسال الرسل، تحقق العدل أو لم يتحقق في البشرية؟ ما هو المانع إذن؟ لأنه العنصر الأول ارسلنا رسلنا وانزلنا معهم يعني الشريعة كاملة الدين كامل والانبياء وخلفاءهم الهيون يوجد قصور وتقصير أو لا يوجد؟ إذن اين المشكلة في الناس لان الآية تقول ليقوم الناس بالقسط لم تقل الآية ليقيموا القسط، ليست وظيفة الأنبياء بل وظيفة الأنبياء بشرطها وشروطها ومن شروطها قبول الناس مشروعية الناس، وإلا إذا لم يتوفر هذا الركن الثالث يظهر أو لا يظهر؟ يوجد أو لا يوجد؟ لا يظهر ولا يوجد.

    إذن ما هي الشرائط التي لابد من توفرها؟ هذه مجموعة عشرة إلى خمسة عشر سؤال الآن يفهم الاعزة الذين يتابعون ابحاثنا لماذا أنا إلى يومنا هذا لم اعرض لفكرة المهدوية، لأنه ما لم نتخذ موقفاً من هذه المسائل العشر إلى خمسة عشر مسالة لا يمكن فهم هذه الظاهرة هذا المشروع، هذه الفكرة، هذه العقيدة ولا يمكن ابلاغها للناس، لأنه إذا لم تتخذ موقف منها لعلك تبلغ أمراً تكون بصالحها أم بضررها؟ هذا المحور الأول الذي لابد أن نقف عنده.

    المحور الثاني ما هي تلك الاديان من أقول اديان ليس مرادي بالضرورة الاديان الإلهية يعني المسيحية والإسلام واليهودية لا، كل ما دان به الإنسان واعتقد به الإنسان سواء كان الهياً أو غير الهياً ما هي تلك الاديان التي جاء في موروثها الديني من قريب أو بعيد فكرة المنجي الموعود؟

    بشكل عام هي ثمانية ما هي هذه الثمانية؟ هذه الثمانية هي كما يلي:

    الزرادشتية التي هي اقدمها تقريباً لأنه قبل 1000 إلى 1200 قبل الميلاد الهندوسية هذه اثنين البوذائية والكنفشيوسية والتائوية التي هذه معروفة بالاديان الصينية هذه صارن خمسة اليهودية المسيحية الإسلام صارن ثمانية.

    هذه الاديان بالمعنى العام من الدين لا الدين الإلهي يعني كل ما دان به الإنسان بالمعنى الذي قاله فرعون يريد أن يبدل دينكم لأنه كان يعتقد هذا الذي يقوله للناس هو ماذا؟ هو الدين الذي لابد أن يدينون به، ثمانية، الزرادشتية الهندوسية، الاديان الصينية الثلاثة، والاديان الابراهيمية المعروفة اليهودية والمسيحية والإسلام، بشكل اجمالي هذه الفكرة وإن كانت بعض المعلومات الموجودة في الكتاب ليست دقيقة لكن مفيد البحث عن منقذ دراسة مقارنة بين ثماني ديانات مختصر الكتاب يقع في 220 صفحة فيبدأ في المقدمة يقول وقد اخترت لدراسة هذه الناحية ثماني ديانات، الهندوسية البوذية الزرادشتية اليهودية المسيحية الإسلام وهي الآن لها مئات الملايين أتباع في كل العالم.

    الآن ما هي خصائص هذه الاديان بشكل عام؟ وما هو موقف كل دين من مجموع الاثارات التي اثرناها فيما سبق نحن أثرنا مجموعة اثارات ماذا تقول الهندوسية اجمالا لا نستطيع أن نقف مفصلاً وإلا يحتاج إلى سنين اجمالا اخليك في الصورة وأضع يدي على المنظومة الإسلامية لأنه هي محل ابتلاءنا الآن ونرى أن ما هي القراءات الموجودة في الإسلام وعندما نصل إلى الإسلام نجد انه أساساً المهدوية في القرآن والسنة ماذا يقول القرآن والسنة عن ظاهرة المهدوية؟ القرآن ماذا يقول؟ والرواية ماذا تقول؟ منسجمتان أم متعارضتان؟ وا اسلاماه فلا يستطيع أن يقول احد أن القرآن لم يعتني بالمهدوية يمكن أن يقول احد هذا لأنه تعد ركن من أركان المنظومة المعرفية للإسلام فماذا قال عنها؟ وما هي الخطوط العريضة التي قالها؟ ومنها ننتقل إلى الروايات عند ذلك تجدون الطامات الكبرى لا الطامة الكبرى أن المنظومة القرآنية ماذا تقول والمنظومة الروائية ماذا تقول.

    ومنه ننتقل إلى القراءة السياسية للمهدوية لأنه تعلمون أن هذه المهدوية بادية من اواسط القرن الثاني المهدي العباسي انتم تتصورون يعني البعد السياسي كيف استفيد من هذه الظاهرة سياسياً، القراءة العرفانية للمهدوية القراءة السنية للمهدوية، القراءة الشيعية المشهورة الرسمية للمهدوية هذه كلها عناوين لابد أن نقف عندها، تتمتها إن شاء الله إلى الاسبوع القادم والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/12/24
    • مرات التنزيل : 2226

  • جديد المرئيات