نصوص ومقالات مختارة

  • حوار مع الملحدين (44) – تصنيف أدلة وجود الله (2)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في تصنيف أدلة اثبات وجود الله انتهينا من بيان الطريق الأول ثم بينا محتوى الطريق الثاني ثم انتقلنا إلى الطريق الثالث في الطريق الثالث قلنا هناك مجموعة من الخصائص:

    الخصوصية الأولى لهذا الطريق لا للدليل بل نتكلم في الدليل الذي تحت الدليل تكون أدلة متعددة الخصوصية الأولى أن هذا الطريق يبدأ من الواقع الخارجي بخلاف الطريق الثاني الذي كان يبدأ من التصور وهذا فارق أساسي بين الطريق الثاني والطريق الثالث، الطريق الثالث يبدأ من الواقع الخارجي الذي أمامنا المشهود المحسوس أمامنا.

    الخصوصية الثانية أن هذا الطريق يبتني على قانون السببية بمعنى أن الشيء الموجود إذا لم يكن ثم كان يحتاج إلى سببٍ ويحتاج إلى علة ويحتاج إلى دليل ونحو ذلك سمه ما تشاء يعني الآن انتم جنابكم أمامي جالسين أقول لك أن المطلب الف كذا وكذا وكذا، ثم ينتقل هذا المطلب إلى ذهنك هذا الانتقال له سبب؟ يعني بعد أن كنت جاهلاً صرت عالماً له سبب أو ليس له سبب؟ لأنه قبل كلامي كنت جاهلاً بعد كلامي صرت عالماً وجد شيء في ذهنك هذا يحتاج إلى سبب أو لا يحتاج إلى سبب؟ قانون السببية يقول أن الشيء إذا لم يكن ثم كان فيحتاج إلى سبب.

    هناك كلمة مفيدة جداً وهي من احد الملاحدة الكبار المعاصرين وهي كلمة خذ الحكمة ولو من الملحد لأنه الحكمة ضالة المؤمن هذه الحكمة في كتاب العلم ووجود الله لجون لينوكس هناك ينقل كلمة في صفحة 25 يقول ينقل عن ريتشارد دوكنز الملحد المعروف والحي المعاصر يقول عندما يقول لك أي شخص عن شيء ما أنه حقٌ اقترح أن تقول له ما الدليل على ذلك، الآن الله موجود أو الله غير موجود، الاخرة موجودة أو الاخرة غير موجودة يقول أنا اقترح يعني منطق التعقل الانساني يقتضي منه إذا قال لك شيء تسأله عن الدليل سؤال نسأل دوكنز سؤال ما العلاقة بين الدليل وبين حقانية ذلك المطلب توجد علاقة أو لا توجد علاقة إذا أنكر السببية توجد علاقة أو لا توجد علاقة؟ لا توجد علاقة إذن لابد أن يقبل أن هناك رابطة وجودية ضرورية، بين إقامة الدليل وبين قبول ما اقيم الدليل عليه وإلا إذا نفيت العلاقة السببية الوجودية الضرورية اللزومية بين السبب والمسبب فيستقر حجر على حجر أو لا يستقر؟ لا يستقر، هذا تصريح أن قانون السببية أصل مفروغ عنه لا يمكن أن يوجد شيء موجود لم يكن موجوداً ثم وجد بلا سببٍ، ومن هنا السببية ماذا يقابلها؟ وجود شيء بلا سبب يعني الصدفة.

    قال اقترح أن تقول له ما الدليل على ذلك وإن عجز عن تقديم اجابة شافية فأرجو أن تفكر مليئاً قبل أن تصدق كلمة واحدة مما يقول، لا يحق لك أن تصدقه حتى ولو ما قال كان حقاً مطابق للواقع لان المدار على الدليل لا على المطابقة وعدم المطابقة، قد تقول أنا أقول الله موجود يقول ما الدليل؟ تقول دليل احتمل الله موجود ولعله فيما بعد يتضح الله موجود هذا دليل الاحتمال الذي بعد ذلك إن شاء الله نبحث عنه وهو من الطرق الأساسية لإثبات وجود الله، ولكن ليس لإثبات وجود الله بل لإثبات أثر وجود الله، وهذا من أهم الفوارق بين نظرية الاحتمال وبين هذه الطرق.

    الاحتمال لا يثبت وجود الله ليس احتمال لمحمد باقر الصدر احتمال وجوده لأنه انت إذا لم تقم دليل على العدم فيوجد احتمال الله موجود هذا الاحتمال يثبت وجود الله أو لا يثبت؟ لا يثبت ولكنه اثار وجود الله تثبت لأنه إذا كان في الواقع الله موجود وعنده اخره وعنده جنة وعنده نار اثارها يمكن تلافيها أو لا يمكن؟ فله أثر لا اثبات ماذا؟ يعني البعد العملي لإثبات وجود الله لا البعد النظري هذه واحدة من الطرق الذي سيأتي بحثها مفصلاً لاحقاً، نحن قلنا الآن نبحث في طرق تصنيف وادلة اثبات وجود الله.

    من هنا أنا بودي أن اقف عند هذين المقولتين لأنه عموم ادلتنا ستتوقف عند هاتين المفردتين المفردة الأولى السببية ما هو المراد من السببية؟

    المفردة الثانية ما يقابل السببية التي هي الصدفة طبعاً إجمالاً وإلا لا نريد أن ندخل لأنه هو بحث مفصل وكتبت كتب في بيان المراد من السببية.

    ما المفردة الأولى وهي السببية يوجد اتجاهان في قبول السببية وعدم قبولها الاتجاه الأول يقول أن كل موجود كان معدوماً ثم وجد يحتاج إلى سببٍ وهذا هو الاتجاه الفلسفي من أقول الاتجاه الفلسفي ليس مرادي الاتجاه الإسلامي يعني الفلسفي الإسلامي الفلسفي المسيحي الفلسفي اليهودي هذا الاتجاه العقلي طبعاً.

    في مقابل هذا الاتجاه يوجد اتجاه آخر يقول طبعاً هذا مبني على أن ما لم يكن محسوساً ليس موجوداً واحدة من النظريات في تصور الله قال ما لم يكن جسماً ليس موجوداً ابن تيمية قرأنا له أن الشيء إذا كان جسماً فهو موجود وما لم يكن جسماً فهو ليس بموجود هذا الاتجاه أيضاً هكذا يقول، يقول السببية تدرك بالحواس أو لا تدرك بالحواس؟ لا تدرك نعم انت كل ما تدركه الاقتران بين ظاهرتين يعني عندما تضع ناراً ثم تضع فيه شيئاً يحترق انت تجد نار واحتراق الشيء أما هذا هو السبب الوجودي الواقعي بين النار وبين الاحتراق هذا يرى أو لا يرى محسوس أو غير محسوس؟ غير محسوس إذن غير موجود هذا بحث مربوط بنظرية المعرفة أن ما لم يكن محسوساً يمكن الإيمان به أو لا يمكن؟

    إن شاء الله تعالى إذا وقفنا على بعض نظريات ديويد هيوم المتوفى 1776 ميلادياً انه من اولئك الذين ينكرون قانون السببية نحن الآن نتكلم على الاتجاه الأول لا الاتجاه الذي ينكر السببية وهذا البرهان أو هذا الطريق الثالث مبني على الإيمان بقانون السببية وقانون العلية هذا اولاً، ثم القائلون بالسببية يعني قانون السببية قبلوه هذا القانون قضية قبلية في عقل الإنسان أم قضية استقرائية بعدية في العقل الانساني أي منهما؟ يعني قبل أن ندخل إلى أي تجربة العقل يؤمن بقانون السببية هذا هو الاتجاه الارسطي ومن تبعه.

    في المقابل يوجد اتجاه آخر يقول لا، قضية القانون السببية قضية استقرائية يعني من خلال الاستقراء وصلنا إلى أن كل مسبب يحتاج إلى سبب، وهذا هو الذي يحاول استاذنا الشهيد الصدر في الأسس المنطقية أن يقول أن القانون قانون ما هو؟ قانون استقرائي وليس قانون قبلي هذا يصطلح عليه قبلي أو بعدي، الآن ليس محل بحثي هذا الاختلاف اختلاف داخل المؤمنين بقانون السببية لا الخارج في التقسيم الأول كان اختلاف في القبول وعدم القبول في التقسيم الثاني بين القائلين بالسببية.

    ما هو مضمون هذا القانون؟ مضمونه ما هو؟ ما معنى السببية؟ معنى السببية يعني اللزوم الضرورة والضرورة أمر غير محسوس لأنه مفهوم عقلاني مفهوم يدرك ولا يحس خارجاً هو اللزوم إذا وجد هذا لابد أن يوجد هذا، سؤال ما هو موضوع قانون السببية؟ وهذه من المغالطات المتعارفة، البعض تصور أن كل موجود يحتاج إلى سبب فتقول له أنا موجود فاحتاج إلى سبب ذاك الذي خلقني أيضاً سببي هو أيضاً ماذا؟ موجود فيحتاج إلى ماذا؟ وافترض أن سلسلة السببية مشت وصلت إلى الخالق لا الله إلى الاله سؤال موجود أو ليس بموجود؟ موجود إذن هو يحتاج إلى سبب وتنتهي القضية أو لا تنتهي؟ لا تنتهي القضية، إذن قانون السببية يحل المشكلة ويثبت لنا وجود الله أو لا يثبت؟ لا يثبت لأنه انت آخر المطاف تنتهي إلى الاله أو إلى الخالق وهو أيضاً يحتاج إلى ماذا؟ وهذه هي العقدة التي وقفت أمام هوكينك في كتابه استيفن هوكينك الفيزيائي المعروف الذي توفي قبل مدة صاحب نظرية الثقوب السود في كتابه التصميم العظيم هناك في صفحة 206 التصميم العظيم يقول نحن توجد عندنا مجموعة من الاسئلة لماذا يوجد شيء ما بدلاً من لا شيء نحن نجد الآن الأشياء موجودة أو غير موجودة؟ لماذا لم تكن غير موجودة؟ لماذا وجدت ولم يكن قبال الوجود عدم اصلا كله عدم وجد شيء.

    يقول قد يزعم بعضهم أن اجابة تلك الاسئلة هي أن هناك اله قد اختار خلق الكون بهذه الطريقة وبهذه القوانين ومن المعقول أن نسأل ماذا تسأل؟ من أو ما الذي خلق الكون؟ من الذي خلق الكون؟ يعني الخالق عاقل، من أما إذا قلنا ما الذي خلق الكون يعني الخالق ماذا؟ المادة العمياء العاقلة أو غير العاقلة؟ لأنه من للعاقل وما لغير العاقل ولهذا يقول من المعقول أن نسأل من أو ما الذي خلق الكون انت قد تجيبني انت الإلهي انت الذي معتقد بوجود الاله لكن إن كانت الإجابة هي الاله  آخر المطاف تقول أن الخالق هو الاله فحينها سينقلب السؤال ليكون ومن خلق الله؟ إذن تحل المشكلة أو لا تحل؟

    هذا التصور قائم على أن كل موجود يحتاج إلى سبب من قبيل كل أربعة في ذاتها فهي زوج كل مثلث أصلاً ذاته ينفك عنه أو  لا ينفك عنه؟ هذا أيضاً يقول في ذات كل موجود نحتاج إلى سبب يقول فأنتم القائلين بنظرية السببية أحللتم الاشكال أو لم تحلوا الاشكال؟ لم تحلوا الاشكال فقد نقلتوه من مكان إلى مكان آخر وإلا تصلون إلى الخالق والخالق أيضاً ينقطع السؤال أو لا ينقطع السؤال؟ لا ينقطع السؤال مولانا انت عندك مال في جيبك من اين؟ يقول ابي اعطاني ننقل السؤال لمن؟ لوالدك والدك من اين عنده؟ تذكر سبباً ننقل السؤال إلى ثالثاً ورابعاً وخامساً فتحل المشكلة أم لا ؟ لم تحل، إذن من خلال قانون السببية لا يمكنكم اثبات الاله الذي لا يحتاج إلى سبب انتم تريدون أن تثبتوا لنا اله بلا سبب هذا نقض لقانونكم أن كل موجود يحتاج إلى سبب.

    أنا اتذكر في السنة الماضية عندما ذكرت هذه القضية قلت إن شاء الله إذا  هذا الرجل كان جاي دارس فلسفة بشكل دقيق كان يعرف أن القائلين بقانون السببية لم يقولون أن كل موجود يحتاج إلى سبب هذا الذي بالأمس قلنا تطور صحيح للقانون انت إذا لم تتصور القانون تصوراً صحيحاً بعض الاحيان واقعاً يوقعك في مهالك علمية هذا القائل تصور أن كل موجود يحتاج إلى سبب كما أن كل أربعة فهي زوج مع أن القائلون بقانون السببية سواء كان قبلياً أو بعدياً يقولون إذا كان الشيء معدوماً ثم وجد يحتاج إلى ماذا؟ سبب فإذا لم يكن كذلك يحتاج إلى سبب أو لا يحتاج إلى سبب؟ لأنه ذلك الشيء الذي لم تعتوره حالتان حالة عدم وحالة وجود له حالتان:

    أما عدم هل يحتاج إلى سبب حتى يكون معدوماً؟ لا

    أما من أصل الوجود موجود من الازل؟ يحتاج إلى سبب أو لا يحتاج إلى سبب؟ لماذا لا يحتاج؟ لان السبب يريد يوجده والمفروض انه موجود فيوجد الموجود هذا تحصيل للحاصل، هذا السبب الذي يريد أن يوجد الموجود لان المفروض وجوده غير مسبوق بالعدم إذن يريد أن يوجده وهو موجود فتحصيل للحاصل.

    نعم متى يستطيع السبب أن يوجد شيء، إذا كان معدوماً واراد أو اريد له أن يوجد فيحتاج إلى ماذا؟ إلى سبب إذن القاعدة موضوعها ما هو؟ الموجود أم الموجود بقيد أن يكون مسبوقاً بالعدم أي منهما؟ إذن إذا وصلنا إلى موجود ليس مسبوق بالعدم يبقى السؤال أو ينقطع السؤال؟ ينقطع السؤال لان السؤال ما هو سببه لموجود مسبوق بالعدم أما موجود غير مسبوق بالعدم يوجد هذا السؤال في حقه أو لا يوجد؟ سالبة بانتفاء الموضوع.

    إذا كنت فقيراً فصرت غنياً أي غنى كان غنى مادي غنى علمي غنى وجودي اياً كان فمن حقنا أن نسأل ما هو السبب في انتقالك من الفقر إلى الغناء أما إذا من الازل الذي لا بداية له أنا غني إذ أيضاً اسأل كيف صرت غنياً أو لا اسال؟ فإذا سألت سؤالي صحيح أم باطل؟ اصلا لا معنى للسؤال لأنه متى لم اكن غنياً حتى تسألني كيف صرت غنياً.

    أمير المؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه يضع يده على هذا البيان في نهج البلاغة في الخطبة 185 المعروفة في التوحيد وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لا تجمعه طبعاً لا اريد أقول هذا دليلي حتى واحد يقول لي سيدنا كيف تستدل بنهج البلاغة إذ بحثنا عقلاني لا بل اريد أقول أشار الإمام إلى هذا الأمر العقلاني قال: سبق الأوقات كونه يعني كونه ووجود كونه سابق على ماذا؟ إذا كانت الأوقات سابقة على كونه يحتاج إلى سبب يعني أنا وانت قبل مئة سنة كنا موجودين أم لا الآن موجودين فإذن الزمان سبق وجودي أو لم يسبق؟ فاسال كيف وجد ما هو سبب ماذا؟ فإذا لم يسبق الوقت كوني فيسأل أو لا يسأل؟ متى يسأل ما هو السبب؟ إذا كان الوقت سابقاً على كوني.

    العبارة اللاحقة قال والعدم وجوده يعني سبق وجوده العدم وانا وانت ماذا؟ سبق وجودنا العدم أم سبق عدمنا الوجود؟ أي منهما؟ أي موجود وضعت يدك في عالم المادة لم يكن ثم كان، فنسأل عن ماذا؟ عن السبب أما إذا ثبت انه لم يكن مسبوقاً بالعدم يسال عنه سبب وجوده أو لا يسأل؟ ومن هنا هؤلاء الذين التفتوا إلى قانون السببية حتى يقطعوا الطريق على الالهيين لإثبات الخالق العالم الحكيم قالوا المادة مسبوقة بالعدم أو غير مسبوقة بالعدم؟ غير مسبوقة إذن لا تسألوننا من الذي اوجد المادة.

    إذا لم تكن المادة موجودة ثم وجدت من حقكم أن تسألوا ما سبب وجودها، يدخل هنا البحث العلمي الفلكي الفيزيائي لنرى أن المادة ازلية أو أن المادة حادثة فإذا ثبت أن المادة علمياً ازلية فلا نستطيع أن نثبت هذا الطريق، قانون السببية لا يستطيع اثبات الاله بل يثبت وجود ازلي وهذه الازلية انت تقول الله هو يقول المادة وهذه خطوة مفيدة لأنه استطعنا أن نمشي مع الملحد خطوة وهو لابد من وجود موجود ازلي.

    أما إذا نفس علم الحديث ونفس العلوم الطبيعية قالت لا يمكن للمادة أن تكون ازلية هنا أيضاً يأتي قابض الروح العلمي السببية يقول إذن من اوجد المادة؟

    إذن هذه المغالطة التي قيلت أن كل موجود يحتاج إلى سبب تامة أو غير تامة؟ وإنما الصحيح ما هو؟ لا تعبر ممكن لأنه من تعبر ممكن الآن تعال فسر له الممكن إمكان ماهوي إمكان وجودي أنا كان استطيع اعبر ممكن ولكن ماذا عبرت؟ عبرت مسبوق بالعدم أو غير مسبوق بالعدم وإلا ادري الامكان الماهوي وإمكان الحدوث.

    ولهذا محمد باقر الصدر قدس الله نفسه في كتاب فلسفتنا في صفحة 348 يقول لماذا تحتاج الموجودات أو الأشياء إلى علة ولو كان يعبر الموجودات كان ادق لان الشيء قد يصدق على المعدوم أيضاً، المعدوم شيء لكن شيء نفس امري ولهذا التعبير الدقيق لماذا تحتاج الموجودات إلى علة يقول وهي الإجابة على هذا السؤال لماذا تحتاج الأشياء إلى أسباب وعلل فلا توجد بدونها وما هو السبب الحقيقي الذي يجعلها متوقفة على تلك الأسباب والعلل وهذا سؤال نواجه بطبيعة الحال بعد أن آمنا بمبدأ العلة الآن إذا انكرت انت مبدأ العلية ما استطيع أن افعل لك شيء ولكن كما قلت ينغلق باب الحوار بيني وبينك لا نستطيع أن نتكلم أنا استطيع أن اتكلم معك واحاورك بأن تقبل أن كلامي سبب لاقناعك أو دليلك سبب لاقتناعي يعني القبول بقانون السببية فإذا انكرت قانون السببية ينقطع البحث على أي الأحوال.

    يقول فإن الأشياء التي نعاصرها في هذا الكون مادامت خاضعة بصورة عامة لمبدأ العلية وموجودة طبقاً لقوانينها إذن مراده من الأشياء يعني الموجودات لا الأشياء الاعم من الوجود والعدم فيجب أن نتساءل عن سر وجودها لهذا المبدأ ومن هنا حصلت هذه الاسئلة على نظريات:

    النظرية الأولى نظرية الوجود التي تقول أن الموجود يحتاج إلى علة هنا يأتي كلام هوكينك هذا الاله الذي تقولونه موجود أو ليس بموجود إذن يحتاج إلى سبب، هذه نظرية باطلة جزماً.

    النظرية الثانية نظرية الحدوث التي تعتبر حاجة الأشياء مستندة إلى ماذا؟ فالانفجار أو الحركة أو الحرارة ماذا تحتاج؟ تتطلب.. ولهذا واحدة من أهم أدلة هذا الطريق الثالث دليل الحركة هذا الشيء كان ساكناً الآن تحرّك يحتاج إلى محرك أو لا يحتاج؟ هذا البرهان المعروف ببرهان الحركة الذي هو برهان ارسطو.

    برهان الحركة برهان الحدوث أنا وانت لم نكون موجودين الآن ماذا؟ الأرض لم تكون موجودة قبل ثلاثة مليارات سنة ضوئية أو كذا أو عشرة مليارات أو قبل الانفجار العظيم الذي يقولونه ثم وجد هذا الانفجار يحتاج إلى سبب أو لا يحتاج؟ انت بين امرين إما تقبل قانون السببية فما هو سببه وإما ترفض قانون السببية تقول وجد صدفة، هنا يوجد بحث وهو أن العلم الآن قلنا السببية قانون عقلاني قبلي أو بعدي العلم ماذا يقول في قانون السببية هل يثبته أو ينفيه؟

    الآن توجد محاولات لأنه اولئك الذين أرادوا أن ينفوا وجود الخالق وجدوا انه لا طريق لهم إلا بأن يقضوا على قانون السببية قالوا أن العلم ينفي قانون السببية إذن لا تستندون إلى قانون السببية لإثبات وجود الخالق، هذا بحث ارجو الله أن اوفق أن اقف عنده هذا الكتاب اختراق العقل دكتور احمد ابراهيم في صفحة 67 يقول ولما كان لدليل السببية كل هذا الحضور البدهي الذي اعتبره قضية عقلية اولية لدى الناس جميعاً عامهم وعالمهم في قضية اثبات وجود الخالق فقد نال مؤخراً النصيب الاكبر من محاولات الملاحدة الطعن في قانون السببية وجدوا إذا هذا القانون قائم يمكن نفيه أو لا يمكن؟ لا يمكن الطريق مغلق، لأنه في مرحلة من مراحل هذه السلسلة يحتاج إلى خالق غير مخلوق يقول الطعن فيه أو محاولة اسقاطه ولو بادعاء عدم تعميمه نقبله ولكن نقبله بنحو الموجبة الجزئية في بعض الموارد ولا نقبله في كل الموارد بأي شكل متسترين في ذلك بستار العلم وهذه هي النظرية الفيزيائية التي يعبرون عنها بميكانيك الكم يقولون ميكانيك الكم تنفي قانون السببية الآن هذا القانون ما هو ميكانيك الكم وهذا الأصل الفيزيائي ما هو؟ ولهذا يقول واشهر المحاولات ميكانيك الكم هجمت على السببية.

    تعالوا معنا إلى المفردة الثانية المفردة الثانية هي ما يقابل السببية ماذا يقابل السببية؟ الصدفة، اعزائي لا تخلطون بين الصدفة المطلقة والصدفة النسبية فإنّ الصدفة المطلقة تقابل قانون السببية لا الصدفة النسبية فان الصدفة المطلقة لا يوافق عليها قانون السببية أما الصدفة النسبية لا أنها ممكنة بل هي واقعة أيضاً راجعوا الأسس المنطقية للاستقراء لاستاذنا الشهيد الصدر قدس الله نفسه يقول والصدفة قسمان صدفة مطلقة وصدفة نسبية فالصدفة المطلقة هي أن يوجد شيء هذه أن يوجد شيء يعني لم يكن موجوداً لا الموجود ازلا يحتاج إلى سبب، أن يوجد شيء بدون سبب اطلاقا كغليان الماء إذا حصل دون أي سبب أو هذا الاناء الماء لم يكن هنا ثم كان نقول كيف حصل يقول صدفة هو بنفسه، انت كنت جاهلاً الآن صرت عالماً أقول كيف صرت عالماً؟ تقول ابدا بلا سبب صرت ماذا؟ لأنه قد واحد في النوم يصير ماذا في الرؤيا يصير عالم في الدعاء يصير عالم ولكن الدعاء سبب علمه لا، بلا سبب اطلاقا أما الصدفة النسبية ما هي؟ إذن بحثنا الذي يقع في قانون السببية أي صدفة؟ الصدفة المطلقة.

    المنطق الارسطي يقول أن الصدفة لا تتكرر لا تكون اكثرية ولا دائمية ليس مقصوده الصدفة المطلقة بل مقصوده الصدفة النسبية عندما يقول الصدفة لا تكون دائمية اكثرية هذا معناه انه على الانفراد ممكن أو لا؟ بلي المنطق الارسطي يقول على الانفراد ممكن أما دوامها غير ممكن، إذن هنا اتضح لنا نحن عندما نقول الصدفة ممتنعة كلامنا في الصدفة المطلقة يعني وجود الشيء بلا سبب وجود الشيء الذي لم يكن موجوداً يوجد بلا سبب. هذه صفحة 57 هذا تمام الكلام في الطريق الثالث.

    ولكن من أهم خصائص هذا الطريق هو يثبت موجوداً أزلياً ولا يثبت أكثر من ذلك، يقول هذا الحادث يحتاج إلى ماذا؟ الموجود الحادث يحتاج إلى موجود غير حادث اليس كذلك عالم أم ليس بعالم؟ حكيم أم ليس بحكيم؟ متناهي أم غير متناهي؟ هذه كله لا علاقة له ولهذا إذا قال ذاك القائل بأن المادة ازلية إذن بعد هذا ينقطع السؤال.

    أما بخلافه في الطريق الثاني طريق ذلك القديس المسيحي الذي قال من التصور نصل إلى التصديق يثبت هذاك الطريق إذا ثبت يثبت انه لا متناهي يثبت أن علمه لا متناهي يثبت انه قدرته لا متناهية كل الصفات الكمالية بأعلى درجاتها يثبتها لا يثبت أن المادة ازلية.

    الطريق الرابع فقط اعنونه إن شاء الله إلى الاسبوع القادم الطريق الرابع هذا الطريق الرابع من أهم خصائصه إذا استطعنا أن نستند إليه طبعاً يكون في علمكم في الطريق الثالث توجد عدة أدلة دليل يبتني على الحدوث دليل يبتني على الحركة دليل يبتني على الامكان الوجود دليل يبتني على الامكان الماهوي فهو طريق ولكن تحته ماذا يوجد؟ عدة أدلة على أي الأحوال الطريق الرابع هذا الطريق إذا ثبت يثبت انه عالم، حكيم، قادر، سميع، بصير، ماذا تريد من الاسماء الكمالية والجمالية لله يثبت بالطريق الرابع، ما هو ميّزته عن الطريق الثالث؟  اتضح هذا الميز الأول.

    الميّز الثاني: ما هو وجه الاشتراك الجواب كما أن الدليل الطريق الثالث يبدأ من الواقع الخارجي هذا أيضاً يبدأ من الواقع الخارجي هذا وجه الاشتراك بين الطريق الثالث والرابع كلاهما يبدأ من الواقع الخارجي بِمَ يتميز الطريق الرابع عن الثالث الميّزة الأولى اشرت الميزة الثانية ذاك عن طريق فاعل هذا الواقع هذا عن طريق غاية هذا الواقع، يعني هذا الواقع الذي وجد له غاية أو ليس له غاية، له هدف أو ليس له هدف؟ مرة انت تقوم بعمل كما يقولون جنابك من تمشي ماذا تفعل؟ ما هي الغاية؟ مرة هكذا تفعل هذه لها غاية أو ليس لها غاية؟ طبعاً له غاية ولكن ليست غاية انسانية له غاية، ليس مهم مولانا بالصلاة هكذا تفعل أليس كذلك ما هي الغاية فالبحث لا في أن الفاعل لهذا الفعل من هو بل الغاية من هذا الفعل ما هو؟ ومن خلال اثبات الغاية نثبت احتياج إلى خالق، لا من خلال الفعل نثبت وجود الخالق للفعل بل من خلال الغاية المترتبة على الفعل نثبت وجود الخالق هذا الذي يعبر عنه بالعلة الفاعلية وبالعلة الغائية، انت من خلال وجود الغاية للفعل تقول لابد أن يوجد خالق وفاعل، لا من خلال نفس الفعل لأنه في الطريق الثالث قلنا وجد الفعل فيحتاج إلى سبب هنا نقول هذا الفعل له ما هو؟

    اضرب لك مثال تدخل إلى بيت أو إلى قصر واقعاً تجده من حيث البعد الهندسي والدقة في تنظيم هذا البيت وبناء هذا البيت يحيّر العقول هكذا، فلو سأل سائل هذا البيت وجد من موجد تقول نعم لان الفعل يحتاج إلى فاعل سؤال هذا الفاعل مهندس قدير عالم بالموازين العلمية والهندسية أم مادة عمياء؟ أي منهما؟ تقول لأنه هذا الفعل بهذه المواصفات لا تثبت فاعلاً أي فاعل بل تثبت فاعلاً ماذا؟ فاعلاً خاصاً وهو الفاعل الناظم الحكيم العالم القادر المدير هذا الذي يصطلح عليه ببرهان النظم فأنت من النظم لا من الفعل لا من أصل الفعل من النظم الحاكم على الفعل تريد أن تصل إلى من؟ إلى ناظم الفعل.

    هناك تريد أن تصل من الفعل إلى موجد الفعل أما هنا لا إلى الموجد أي موجد؟ بل إلى موجد حكيم، هذا الذي يسموه ببرهان النظم، والقرآن طبعاً عنده تعبير آخر ادق من هذا التعبير تعالوا فقط اشير إلى الآية قال تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب صنع الله)، صنع الله المبدا الفاعلي يعني الطريق الثالث أنا صنعته، هذا فعلك متقن أم لا؟ فإذا كان لا نظم لا حكم بعضه يقتل بعضاً الفساد حاكم في كل مكان الشرور مالئة كل مكان إذن هذا الذي اوجد هذا الفعل حكيم أم ليس بحكيم؟

    هنا تدخل مسألة الشرور التي يريدون ينفون بها ماذا؟ مع الاسف يتصورون ينفون بها الخالق بل لا ينفون الخالق ينفون حكمة الخالق فلهذا القرآن الذي اتقن كل شيء يقول هذا صنعي وصنعي متقن ولهذا سميه أيضاً دليل الاتقان الذي يسمى دليل النظم، هذا مورد.

    المورد الثاني في أول سورة الملك قال الذي خلق سبع سماوات طباقا هذا يا دليل هذا الطريق الثالث المبدأ الفاعلي أنا خلقت السماوات والارض هذا الفعل يحتاج إلى سبب خلقته كيف خلقت، قال ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت، كله متقن دقيق على ما ينبغي، فارجع البصر هل ترى من فطور؟ لا ترى أو قد ترى ثم ارجع البصر كرتين لا يعني مرتين يعني ثلاثة يعني ليس بأول يعني خمسة يعني مئة يعني الف هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرّتين ينقلب اليك البصر خاسئاً وهو حسير لأنه الذي اتقن كل شيء، هذا ادعاء عبروا عنه ادعاء الكتاب الإلهي، اعطيه بيد العلوم الطبيعية قل له افتونا مأجورين انه هذا العالم واقعاً فيه اتقان أو لا يوجد فيه اتقان فيه دقة فيه هدف حكيم أو بعضه يقتل بعضاً وبعضه يسقط بعضاً أي منهما هنا يتلاقى العلم مع الدين، فهل العلم يوافق هذه الدعوى الدينية أو ينافيها؟

    هذا إن شاء الله تعالى المواقف العلمية إزاء نظرية النظم إزاء نظرية الاتقان هذه نحتاجها أن نقف عندها لنرى ماذا يقول آيات أخرى موجودة لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا والتالي باطل لا يوجد فساد يقول إذن ماذا نفعل بهذه الشرور بهذه الامراض بهذه الكوارث بهذا الفقر بهذا… ما شاء الله العالم مملوء شرور إذن بهذا الواقع الخارجي حتى تعرف هذه مسألة الشرور كم خطيرة لا ننفي وجود الاله لا، هذا الاله الذي تقوله في دينكم الحكيم العالم الكامل القادر، الخيّر، انتم تقول خير أي خير هذا الذي يصدر منه كل شيء، الآن لو تقولون لنا هذا إلهكم شرير هذا إلهكم جاهل هذا إلهكم عاجز نقول بلي يرى الشر ولكن عنده قدرة أم ليست له قدرة؟ ماذا يفعل؟ قولوا جاهل لا يعلم شيء ولهذا الثنوية حلت المشكلة قالوا نجعله الهين ونخلص القضية إله للخير وإله للشر، انتم تعرفون أن هذه مسألة الشرور ماذا فعلت بالفكر الانساني، وعبّاد الشيطان، الآن عبّاد الشيطان قليلين في العالم؟ لا بل ملايين في أميركا، لهم مدارسهم كنائسهم لا ادري كذا تقول له يقول بلي نحن نجد بأنه هذا الشيطان وقف أمام الله والله الآن المعركة بينهما من كتب الجولة؟ الشيطان، إذن من يستحق العبادة؟ إذن الشيطان اقوى من هذا الإله الذي تؤمنون به وتعرّفونه والشاهد على ما نقول انظر العالم تابعين للشيطان أم لهذا الاله الذي انتم تقولونه هذه الاسئلة أو هذه الأفكار هذه شبابنا يقرأونها ونحن نجيب عليها أم مشغولين بالشك بين التاسعة والثاني عشر أي منهما؟

    والله وشر البلية ما يضحك آخر نحن مشغولين بالشكوك في الصلاة مستحبات الطهارة، مكروهات بيت الحمام، أنا لا اريد أن أقول لا نقرأ كتاب الطهارة والصلاة لم أقل هذا ولكن اعزائي اعطوا قسطاً لهذه التساؤلات أيضاً.

    يكون في علمك محمد باقر الصدر يقول في الأسس المنطقية لم يعتمد القرآن لإثبات وجود الله إلا برهان النظم، هذا الكلام خطير جداً، إذا هذا الكلام الذي يقوله محمد باقر الصدر تم واحد اشكل على برهان النظم فعندنا دليل على اثبات وجوده يقول أن الدليل التجريبي على وجود الله اقرب إلى الفهم البشري واقدر على ملأ وجدان الإنسان وعقله بالايمان من البراهين الفلسفية إلى اخره سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم برهان النظم أو برهان بتعبير القرآن برهان الاتقان وهذا كل الكتاب لإثبات ماذا؟ لإثبات برهان الاتقان لإثبات وجود الله فإذا هذا سقط عن الاعتبار يأتي إن شاء الله والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/03
    • مرات التنزيل : 2842

  • جديد المرئيات