نصوص ومقالات مختارة

  • مطارحات في تجديد الفكر الديني (11) – المهدوية ونظرية المنجي الموعود (4)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهينا من بيان محورين اساسيين في مسألة المهدوية ونظرية المنجي الموعود المحور الثالث هذا المحور من المحاور المهمة التي لابد أن تبحث لما يترتب على ذلك من آثار في فهم الرسالة التي بصددها المنجي الموعود أو المهدي الموعود لتحققيها في الأرض في النتيجة توجد عنده رسالة يريد أن يحققها.

    في هذا المحور الثالث استطيع أن ابدأ بهذا الشكل نحتاج إلى مقدمة هذه المقدمة نحن نعرف أن العهد النبوي يمكن تقسيمه إلى عهد مكي والى عهد مدني ما هو الفارق الأساسي بين هذين العهدين، استطيع أن أقول في جملة واحدة أن العهد المكي هو عهد التأسيس والتأصيل والتنظير يعني أن النبي صلى الله عليه وآله في العهد المكي لم يكن بيده دولة حتى يطبق حتى يحكم حتى يفعل فقط الذي كان يستطيع أن يفعله في العصر المكي وفي العهد المكي هو أن يبين المعارف الدينية يبين النظريات يبين التشريعات يبين العقيدة يبين أصول العقيدة وهكذا يبين وكان تركيزه في العهد المكي على الابعاد الأساسية المنظومة الأساسية الأسس التي يقوم عليها الدين بعبارة أخرى الاطر بعبارة ثالثة يعني الخطوط الحُمر لهذه المنظومة المعرفية التي هي الإسلام.

    هذه أهم خصائص ولهذا انتم تجدون الآن يقولون بأنه أساساً في العهد المكي عادة ماذا يوجد؟ في العهد المكي عادةً توجد الأصول ولا توجد الفروع لان الأصول تمثل الاطر الأسس البناء الأصلي لهذه المنظومة المعرفية هذا هو العهد المكي.

    طبعاً هنا لا يتبادر إلى ذهن احد انه لم يوجد فيه شيء من الفروع، لا، أيضاً ولكنه الحالة العامة هي حالة بيان الأسس والاصول وإن كان في الضمن أيضاً توجد بعض الفروع بعض التشريعات وأيضا تلك التشريعات أيضاً طبقت أو لم تطبق؟ لم تطبق، وإنما كانت فقط في مرحلة التبليغ في مرحلة التبيين في مرحلة البيان لا في مرحلة التطبيق يعني افترض زكاة قال بأنه في اموالهم صدقة ولكنه في العهد المكي لم يقل لاحد لابد أن تدفع الزكاة وإن لم تدفع فحكمك كذا وكذا وكذا لا ليس الأمر كذلك أبداً.

    أما عندما ناتي إلى العهد المدني عبروا عنه عهد التطبيق عهد الممارسة عهد إقامة حكم الله في الأرض ومن هنا تجدون في العهد المدني توجد حروب ولكن في العهد المكي لا توجد لأنه لا يوجد حكم حتى يوجد يحارب أو يصالح في العهد المدني يوجد صلح في العهد المدني يوجد اسرى في العهد المدني توجد دكة للقضاء رسول الله بدأ من مسجده يقضي بين الناس ولا يحق للذين يعيشون في المدينة أن يحتكموا إلى غير رسول الله في العهد المدني كتبت المواثيق بينه وبين اولئك الذين لم يؤمنوا بالاسلام من اليهود وغيرهم هذه الوثائق والعهود والمواثيق كلها في العهد المدني سلوك النبي مع اصحابه ممارسات النبي مع اصحابه محاكمة اصحابه قبول أصحابه رد أصحابه بعث الرسائل إلى الأمم الأخرى كلها في العهد المدني وليس في العهد المكي.

    إذن النتيجة بشكل عام لا أريد أقول في العهد المدني لا توجد تشريعات ولا توجد بيان للاصول لا ولكن الحالة العامة حالة بيان وتبيين أم حالة تطبيق وممارسة؟ حالة تطبيق وممارسة وإن كان في الضمن أيضاً توجد بعض القضايا التشريعية.

    الآن إذا أردنا أن نقتدي برسول الله ونجعل فعله مواثيقه حروبه صلحه علاقته مع المشركين علاقته مع الاخرين نجعلها أسوة نقتدي بالنبي في العهد المكي أم بالنبي في العهد المدني لماذا؟ باعتبار في العهد المكي سالبة بانتفاء الموضوع لا توجد حروب بينه وبين الاخرين حتى نعرف بأنه في الحرب ماذا فعل لا يوجد بينه وبين الآخرين صلح الحديبية حتى نعرف ماذا يفعل وماذا في الصلح لا يوجد في العهد المكي أسرى حتى نعرف ماذا يتعامل معهم يقتلهم أو أنهم يفديهم أو إلى آخره، فإذن نحن إذا أردنا أن نقول في كلمة واحدة عندنا إسلام عبروا عنه إسلام مكي وعندنا إسلام مدني ما هو الأصل فيهما؟

    الأصل هو الإسلام المكي والإسلام المدني تطبيق لهذا الأصل المكي الأصل هو ماذا؟ يعني من قبيل واحد الآن مثل السيد الخميني قدس الله نفسه يطرح نظرية ولاية الفقيه في النجف في كتابه ولاية الفقيه ولكن في إيران ماذا يوجد؟ أيضاً يجلس في الحوزة ويطرح نظرية ولاية الفقيه أم بصدد تطبيق النظرية في الواقع العملي أي منهما؟ عندما جاء إلى الدولة الإسلامية بدأ يضع القواعد الدستورية والقوانين ويشكل القوى الثلاث من تنفيذية وقضائية وتشريعية وفصل السلطات هذه كلها لا توجد في نظرية ولاية الفقيه يعني عندما طرح هذه النظرية توجد هذه المسائل أو لا توجد؟ ولكن عندما جاء إلى التطبيق والى الممارسة نجد انه هناك ماذا؟

    إذن نحن عندنا نسخة أو عندنا أصل للإسلام مكي وعندنا تطبيق عملي للنسخة المكية، الآن سؤال هذا المنجي الذي يأتي يريد أن يقتدي برسول الله لابد يقتدي بأي نسخة؟ المكية أم المدنية؟ لماذا لأنه يريد يقيم دولة إسلامية فالمقتدى له السلوك النبوي المدني أم السلوك النبوي المكي؟ أساساً في مكة لم تكن دولة حتى يقتدي بها أصلاً كان محاصر في شعب أبي طالب ما كان بيده شيء كان يعذبون أصحابه يستطيع أن يفعل؟ فقط يقول لهم اصبروا كما فعل في عمار فعل له شيء أو لم يفعل؟ لم يفعل لأنه لا توجد بيده سلطة وقدرة وحكومة وأدوات وغير ذلك.

    السؤال المطروح هنا: هو أن المهدي بناء على النظرية الإسلامية أو المنجي الموعود هو بصدد تطبيق النسخة النبوية في العهد المدني أو بصدد تأسيس نسخة تنطبق مع ظروف ظهوره مستنداً فيها إلى الأصول المكية أي منهما؟

    يوجد اتجاهان:

    الاتجاه الأول يقول وظيفته أن يحي تلك الفترة التي عاشها النبي في المدينة فهو إحياء لما اندثر وتجديد لما تلوث ولما تشوش ولما انحرف وإلا يريد أن يرجعنا إلى العهد النبوي فهو بصدد تطبيق يا نسخة؟ لا بصدد تأسيس نسخة جديدة في عهده بل هو لإحياء العهد المدني ولعله في جملة من كلماته أنا أتكلم في الدائرة الإسلامية اتركونا من الزراتشتية واليهودية والمسيحية تعالوا معنا إلى الارشاد للشيخ المفيد الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء الثاني صفحة 382 يقول: قد أذن الله سمعت أبا عبد الله يقول إذا أذن الله عز اسمه في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه وناشدتهم بالله ودعاهم إلى حقه وأن يسير فيهم بسيرة رسول الله ويعمل فيهم بعمله يعني يا نسخة يريد يطبقها؟

    رواية أخرى إذا قام دعا الناس إلى إسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر فظّل عنه الجمهور وإنما سمي مهدياً لأنه يهدي إلى أمر قد ظلوا عنه فهو يريد تجديد ما سلف ولهذا ماذا يفعل؟ إذا قام هدم المسجد الحرام فيرجعه إلى ماذا؟ إلى ما كان في عهد رسول الله حتى يرده إلى أساسه وحول المقام إلى الموضع الذي وما شاء الله التفاصيل الآن لماذا في مصادر أهل السنة هذا المعنى بشكل واضح ورد لماذا؟ قالوا لأنه خير القرون قرن رسول الله والناس في ذلك الزمان فإذن يطبقه على ماذا؟ أنا لا اعلم هؤلاء الذين يقولون يطبقه يعني رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان يركب السيارة كان يركب ماذا؟ فمقصودهم هذا وهذا لم يأتي والآن لو تراجعون الكلمات يقولون الأسلحة كلها تتعطل، هذا معناه يريد يرجعك إلى ماذا؟ إلى عهد النبي لأنه عهد النبي كان يركب طائرة أم لا؟ لا يركب طائرة فنحن لابد أن نقتدي بالسلف الصالح وهو النبي الأكرم.

    هذه الروايات كثيرة في هذا المجال منها هذه الروايات التي عموماً هي في كتب أهل السنة منها خير أمتي القرن الذي بعثت فيه أفضل الناس من؟ لا أصحاب الحجة وإنما أصحابه صلى الله عليه وآله وهم خير الناس ثم الذين يلونهم ثم روايات كثيرة في هذا المجال هذا هو الاتجاه الأول.

    الاتجاه الثاني وهو الاتجاه عبروا عنه الاتجاه السلفي يعني يريد أن يرجعنا إلى سلفنا وهو النبي الأكرم بالشكل الذي مارس وحكم وحارب وصالح وتعاهد وفعل ما فعل وهذا هو معنى السنة السنة بالمعنى الشافعي الذي نحن أيضاً تبعاً للشافعي يعني ماذا؟ قوله فعله تقرير حجة والتفاصيل أين موجودة في العهد المكي أم في العهد المدني؟ وحلاله حلال فهل يمكن للحجة أن يخرج عنه، إذن هذه نظرية السلفية كونوا على ثقة ليست للوهابية بناء على هذا الاتجاه الشيعة الامامية أيضاً قائلين بماذا أيضاً سلفية نعم اولئك يقولون السلفية يعني الصحابة نحن نقول السلفية يعني خواص الصحابة و… لأنه فعل الصحابة إذا كان صادراً من النبي أيضاً حجة فإذن نرجع إلى ما كنا وهذا هو الذي تجدوه عند البعض مولانا يريد يلبس ملابس ماذا يفعل وثيابك فقصّر هو ماذا يفعل؟ هذا المنطق الذي ينطلقون منه هذا الاتجاه الأول.

    الاتجاه الثاني هذه لابد تتخذ موقف أنا لا أريد أقول هذا صحيح أو ذاك صحيح أنا أقول أنت كباحث في المهدوية وفي المنجي الموعود لابد تقول لي ماذا عندما يظهر ماذا يفعل؟ يريد أن يحي ما اندثر في عهد رسول الله أم هذا الاتجاه الثاني يقول لا، ينطلق من الأصول التي أسس لها النبي قرآناً وفي العهد المكي ولكن النسخة التي يطبقها يطبقها على مقتضى زمانه هو فلعلك لا تجد أي تشابه بين النسخة النبوية والنسخة المهدوية ولكن مع حفظ الأصول من الأصول إقامة العدل الاجتماعي نعم ولكن كيف يطبق العدل الاجتماعي بنفس النسخة التي طبقها رسول الله أو أمير المؤمنين في ايام خلافته أو الإمام الحسن أو بنسخة جديدة أي منهما؟

    اضرب مثال في العهد النبوي كان يوجد فصل بين السلطات الثلاث أو لا يوجد؟ يعني المشرع رسول الله المنفذ من؟ القاضي من؟ يعني يوجد فصل بين السلطات أو لا يوجد؟ لا، من دكة واحدة يشرّع ومن نفس الدكة ينفذ ومن نفس الدكة يقضي مع انه الآن في الواقع السياسي من باب المثال يوجد فصل بين السلطات أو يوجد اتحاد بين السلطات؟ فصل، فالحجة ماذا يفعل؟ يفصل بين السلطات أم يوحّد السلطات؟ إذا صار البناء أن يطبق النسخة النبوية في العهد النبوي لابد ماذا يفعل؟ يرجعها ويجعلها بيد شخص واحد أما إذا يريد يطبق هذه النسخة الآن يوجد فصل بين السلطات الآن افترضوا قبلنا نظرية الشورى التي لم نقبلها وهو أن الشورى للناس يعني الانتخابات للناس أم لاهل الحل والعقد أي منهن؟ فالان الإمام سلام الله عليه هو ولي أمر العالم لا ولي أمر المسلمين ولي أمر كل البشرية الآن في مكان يريدون يعينون رئيس لهم هذه بالانتخاب أم بالتعيين أي منهما؟ ماذا يفعل؟ يعني مثل ما أمير المؤمنين يكتب كتاباً إلى مالك الاشتر يقول له تولى ماذا؟ أم يسأل أهل مصر انكم تنسجمون مع مالك أم لم تريدوه أي نسخة يطبق؟

    فإذا تقول هو يوقع هو يوقع هو يوقع مباشرة يقول لك هذا الاستبداد والاستبداد ما هو؟ الاستبداد فرد واحد تقول له معصوم يقول جيد جداً ما اختلفنا معك هو معصوم ولكن هذا الذي يعينه ما هو؟ معصوم أم ليس بمعصوم؟ أيضاً افترض أن النظام السياسي فيه معصوم واحد ولكن المدراء العامين والوزراء والحكام ومسؤول الاقاليم معصومين أم لا؟ والموظفين والدوائر والقابضين للاموال إذن يرجع الفساد من الأول ما هو الفرق؟ في زمان أمير المؤمنين على رأس الأمة لم يوجد معصوم؟ في اربع سنوات يوجد معصوم أو لم يوجد معصوم؟ اقرأوا رسائل الإمام سلام الله عليه اقرأوا إلى حكامه في الولايات كيف يحذرهم من الفساد وبعضهم من الفاسدين أصلاً لماذا تذهب إلى هناك، من سلّم الإمام الحسن لجيش معاوية؟ قوادّه الذين انتخبهم وهم خيرة قواد الإسلام.

    إذن عصمة شخص ينفي الفساد إذن كيف تصير عدالة هنا؟ هم يأخذون من الاصحاب رسول الله وليسوا معصومين ونحن نأخذ من الأئمة نعم إذا كنت تأخذ من الإمام المعصوم مباشرة يوجد فرق بينك وبين الذي يأخذ من الاصحاب لان الاصحاب ليسوا معصومين يشتبهون، منافقين كذابين وضاعين أما الأئمة ماذا؟ أنت أيضاً تأخذ بسبع وسائط ممن؟ أنت تأخذ من الكافي هذا إذا صح ما ورد في الكافي الآن الكافي من أين أتى الله اعلم من كتب الأصول الاربعمئة أو من مكان آخر، سلمنا معكم انه اخذها من الأصول الاربعمئة ولكن بينه وبين الصادق كم واسطة توجد؟ خمس وسائط الكلام الكلام في أصحاب الأئمة أم في أصحاب رسول الله ما هو الفرق؟ نفس المفاسد ونفس الاشكالات ونفس الافات والامراض عندما تأخذون من غير المعصوم كما هي في أصحاب رسول الله موجودة في أصحاب الأئمة نفس الاشكالية في قيام دولة المهدي أو المنجي الموعود، هو معصوم سلّمنا ولكن قواده كيف أيضاً معصومين؟ رؤساء مسؤولي الجيش مسؤولي الدوائر الوزراء الموظفين العمال إلى كذا الكلام الكلام الفساد يبدأ أصلاً بناء على هذه النظرية الفساد أضعاف هذا الفساد لأنه نحن في دولة بيها هكذا فساد العالم كم يصير فيه فساد؟ لأنه هو يريد يحكم العالم.

    من هنا وجدت نظرية هذا الاتجاه الثاني يقول أبداً أبداً النسخة التي هو بصدد تطبيقها تنسجم مع الظروف الموضوعية والفكرية والثقافية التي يعيشها ونحن نعرف عنها شيء أو لا نعرف؟ لا نعرف لأنه لا نعلم بأنه هو بعد مئة سنة يظهر أو ألف سنة يظهر أو خمسة آلاف سنة أو مليون سنة فنعرف الظروف التي يظهر فيها أو لا نعرف؟ لا نعرف إذن نستطيع أن نشخص النسخة أو لا نستطيع؟ لا نستطيع تقول سيدنا إذن ماذا نفعل بالروايات مئات الروايات إذا فرضنا أنها ماذا؟

    الجواب لابد من حملها امرنا أن نكلم الناس على قدر انتم ما تفهمون غير شكل كيف نتكلم معكم انتم الذين تفهمون هذا المنطق لا يتكلم معكم هذا المنطق .

    إذن اعزائي في هذا المحور الثالث احفظوا لي لابد إذا اردت أن تتكلم أو يوماً ما تلزم القلم وتريد تكتب عن الظاهرة المهدوية أو عن المنجي الموعود أو عن المهدي السني أو عن المهدي الشيعي هذا المحور تأخذ بعين الاعتبار لتقول لي أن المهدي هذا المفهوم العام لا مهدي الشيعة ولا السنة وإنما المنجي الموعود الهي كان إنساني كان ايا كان هل هو بصدد تطبيق النسخة النبوية في العهد المدني للنبي أو بصدد تأسيس نسخة جديدة تحفظ ليقوم الناس بالقسط يريد أن يقيم العدل الإلهي أما كيف يقيمه؟ بنسخة منسجمة مع زمانه هو لا النسخة التي هي موجودة في عصر النبي لان تلك لا يمكن أن تطبق في عصر النبي كما الآن افترضوا في عصر النبي كانوا ينتقلون وسائل النقل لهم ماذا كانت؟ البغال والحمير والخيول والجمال طبيعي هذه أما في زماننا ماذا؟ واحد يقول نرجع إلى ماذا يمكن أو لا يمكن؟ أساساً سالبة بانتفاء الموضوع يعني غير قابلة للتأسي بها غير قابلة للاقتداء بها لأنها مرتبطة بماذا؟ مثل ما الآن من باب التقريب إلى الذهن مثل ما الآن كان يلبس لباساً خفيفاً لماذا لأنه في منطقة حارة وأنت تعيش في منطقة باردة يقول التأسي برسول الله يقول له الثلج فلينزل الوفر فلينزل ولكن أنت لابد تلبس ثياب خفيفة لماذا؟ للتأسي الجواب تقول له ظروفه كانت ظروف منطقة حارة أم باردة؟ فلباسه ينسجم مع ادارته أيضاً تكون كذلك صلحه يكون كذلك، حربه تكون كذلك ممارساته تكون كذلك إلى آخره كل القائمة ما هو رأيكم؟ هذه قضية لابد أن تحل، وهذه هي النظرية التي تعتقد أن النسخة النبوية في العهد المدني تاريخية وليست قابلة لماذا؟ فيها الزام أو ليس فيها الزام؟

    نعم تلك الابعاد التي مرتبطة بالاصول الكلية فيها الزام أما تلك الابعاد المرتبطة بظروفها الموضوعية فيها الزام أو لا يوجد فيها الزام؟ إذن قولكم السنة قوله فعله تقريره هذا التعريف صحيح للسنة أو غير صحيح؟ غير صحيح هذه النظرية بامكانكم أن ترجعوا إلى نحو مشروع مستقبلي للإسلام محمود محمد طه السوداني الذي حكم عليه بالارتداد واعدم.

    في صفحة 71 هذه عباراته:إن الإسلام له رسالتان: رسالة اولى قامت على فروع القران هذه النسخة المدنية ورسالة ثانية تقوم على أصول الإسلام هذه الرسالة المكية ولقد وقع التفصيل على الرسالة الأولى رسول الله فصل لنا الرسالة في العهد المدني لأنه كان مبتلى هو مسؤول عن دولة ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل وسيتفق لها ذلك حين يجيء رجلها، المهدي المنتظر للشيعة الامامية أو عند أهل السنة أو أي شخص آخر ليس مهماً المهم يقول تنتظر ظروفها الموضوعية تنتظر وجود امتها وتنتظر وجود قائد تلك الأمة لا تنتظر من فقط؟ القائد بل تنتظر ماذا؟ ليقوم الناس بالقسط تنتظر حين يجيء رجلها وحين تجيء أمتها لا هذه الأمة هذه أنا وأنت لا لأنه نحن نصلح أو لا نصلح وإلا لو كنا نصلح كان قد ظهر الحجة ام لم يظهر؟ إذن المانع لم يرتفع وذلك مجيء ليس منه بدّ، هذا إن شاء الله في واحدة من المحاور نبين لماذا ليس منه بدّ التاريخ هكذا يقول؟ نظرية تحول الحضارات هذا يقول؟ الله هذا يقول؟ السنة الإلهية توجد اربع خمس نظريات إن شاء الله نبينها.

    كان على ربك حتماً مقضيا في صفحة 71 تعالوا معنا في صفحة 75 يقول ومما ترسم خط سيره آيات الأصول الآيات المكية تلك التي كانت في العهد الأول يعني في العهد المدني منسوخة بايات الفروغ يعني رسول الله أصّل في مكة عندما جاء إلى التطبيق وجد أن بعض تلك الأمور التي أصّل لها قابلة للتطبيق في العهد المدني أم غير قابلة؟ نحن ماذا سميناهن؟ منسوخة يقول لا هذا ليس النسخ هذه ارجأ تطبيقها إلى ظرف هذا يفهم النسخ بمعنى الارجاء لا بمعنى الحذف من الشريعة لا، يقول منسوخة بايات الفروغ الآيات المدنية وإنما نسخت آيات الأصول لحكم الوقت فقد كانت الوقت كذا وايات الأصول كذا وهي امة لم تكن يومئذ عندهم قابلية على أن يطبق عليهم النسخة الأصلية التي يريدها الحجة أو ليست لهم القابلية؟

    وإنما نسخت آيات الأصول في معنى أنها ارجأت وعلّق العمل بها إلى أن يحين حينها ما هو حينها؟ متى حينها؟ قد أنا وأنت تقول الآن حينها وقد بعد ألف سنة وقد بعد مئة ألف سنة ويجيء وقتها هذه في صفحة 75 ثم يقول في صفحة 76 يقول فإن من الخطأ الشنيع أن يظن إنسان أن الشريعة الإسلامية في القرن السابع تصلح بكل تفاصيلها للتطبيق في القرن العشرين لأنه هذين النسخة النبوية في العهد المدني مرتبطة بماذا؟ بظروف القرن السابع ولهذا أنت تجد المفارقة الآن المشكلة ما هي؟ وهي انك تحاول بكل ما اوتيت من قوة أن تلك التفاصيل تطبقها في القرن الواحد والعشرين قابلة للتطبيق أم غير قابلة للتطبيق؟ لماذا؟ أين المشكلة؟ المشكلة لأنه هذه التشريعات مرتبط بعصر غير عصرنا وبمجتمع غير مجتمعانا وبثقافة غير ثقافتنا وبوعي ناس غير وعينا، يعني بعبارة واضحة خلي أتكلم بمنطق الروايات لكم.

    بعبارة واضحة أليس أن حروف العلم 25 حرفاً إلى أن يظهر الحجة كم حرف ظهر للناس فقط 2 و23 حرف هو يظهرها، لماذا لا تظهر هنا وهنا لأنهم فيهم قابلية أن يتحملوا من العلم كم حرف 25 حرفاً على مدى تاريخ البشرية الفاصلة كبيرة، تاريخ البشرية كله فيها كم؟ ولكن في زمانهم لا يتضاعف مرة يصير أربعة لا يتضاعف مرتين يصير ثمانية بل يتضاعف عشرين مرة وهذه هي النصوص التي يقول يمس على عقول الناس فيكون عقل الواحد أربعين عقلاً.

    بيني وبين الله التشريعات كتشريعات العقل الواحد أم تشريعات تختلف ودين جديد يعني يأتي بما اندثر أم يعطي قراءة جديدة أي منهما؟ ماذا تقولون؟ ودليلنا هذا يقول ولهذا يقول وذلك باختلاف مستوى مجتمع القرن السابع عن مستوى مجتمع القرن العشرين وهذا أمر لا يقبل المقارنة أصلاً ما نكدر نقارن تكدر إنسان القرن السابع مع إنسان العصر الواحد والعشرين تقايس بينهما؟

    ولا يحتاج العارف ليفصل فيه تفصيلاً إنما هو يتحدث عن نفسه فيصبح الأمر عندنا أمام احدى خصلتين أما أن يكون الإسلام كما جاء به المعصوم بين دفتي المصحف قادراً على استيعاب طاقات مجتمع القرن العشرين أما أن يكون القران قادراً على أن يستجيب لوعيه الفردي في القرن العشرين ويستجيب لكل احتياجاته فيتولى توجيهه في مضمار التشريع وفي مضمار الاخلاق وأما أن يكون قدرته قد نفذت، مولانا تاريخ المصرف مالته مكتوب عليه انتهى خلصت القضية وهذا هو الذي الآن يدعو إليه جملة من المفكرين يقولون اعزائي أن الإسلام صالح للقرن السابع ولا يصلح للقرن العشرين إذا صرنا في القرن الاربعين ماذا؟ إذا صرنا في القرن 82 ماذا إذا صرنا في القرن 400 ماذا نفعل؟ أصلاً نستطيع أن نتصور ماذا يحدث؟ بينكم وبين الله هو نحن قبل خمسين سنة مع الآن أصلاً قبل خمسين كانوا يتصورون ماذا حدث الآن؟ نظريات كثيرة توجد نحن حللناها بنظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق.

    يعني أن الأصل واحد ولكن التطبيق متعدد وهذه هي النسخ المتعددة النظرية انه تستطيع أن تحل تعطي آفاقاً وتوقفت عند حد تنظيم مجتمع والمجتمعات التي تلته فيكون على بشرية القرن العشرين أن تخرج عن الإسلام تقول الإسلام انتهى دوره وان تلتمس حل مشاكلها في فلسفات اخريات وهذا هو الذي الآن جملة من المفكرين المعاصرين يقولون يا اعزائي انتم وجدتم أن الإسلام بعد القرن الثاني بعد ما كان قابل للتطبيق إلى يومنا هذا وإلا في العهد العباسي يوجد إسلام واقعي أم لم يوجد في العهد الأموي يوجد إسلام واقعي أم لم يوجد؟ العهد العثماني يوجد إسلام واقعي أم لا؟ الآن في عصرنا يوجد إسلام واقعي أم لا؟

    إذن اقبلوا أن الإسلام فقد قدرته لأنه جاء لعصر القرن السابع وما يشبهه فإذا البشرية رجعت إلى مستويات العصر السابع الإسلام يحيى من جديد ولهذا السلفية ماذا يريدون أن يفعلون؟ يرجعوننا إلى ماذا؟ لا يجيبون الإسلام إلى القرن الواحد والعشرين بل يرجعوننا نحن إلى القرن السابع ولهذا في صفحة 79 هذه عبارته يقول من رسول الرسالة الثانية، ما هي مواصفات هذا الشخص الذي يأتي ليطبق النسخة الجديدة بحث قيم هي هذه نظرية المهدي الموعود.

    هذا البحث راجعوه بشكل واضح في كتابات محمد شحرور في هذا الكتاب الذي هو الكتاب والقران يقول في المقدمة اصدرت خلال المدة ما بين 1990 إلى 2015 عشرة كتب اعتمدت فيها منهجاً قراءتياً يعني قدمت قراءة أخرى بغض النظر هو يقول قراءة معاصرة اعتمدت فيها معاصراً للتنزيل وقد تجلت عن هذا المنهج معان جديدة للمصطلحات الواردة في التنزيل الحكيم فرأيت أن من الضروري جمع هذه المصطلحات المتناثرة كل المصطلحات المستعملة في كتبها العشرة موجودة في هذه الخلاصة فأنت عندما يقول كتاب ما معنى الكتاب عند شحرور يقول هذا معناه ما معنى القران عند شحرور يقول هذا معناه ما معنى السنة عند شحرور يقول هذا معناه مفيد وجديد جداً مطبوع في 2016 هناك في صفحة 43 هذه عبارته:

    يقول هناك سنتان للرسول سنة رسولية وسنة نبوية التمييز بين الرسالة وبين النبوة الذي احمد صبحي منصور قرأناها فيما سبق السنوات الماضية وهما مختلفتان تماماً أما السنة الرسولية يعني ما يبلغ به عن الله يعني القران وأما السنة النبوية فهي تتمثل قال فتتمثل فيما ثبت عنه من أقوال وافعال جاءت فيها اجتهاداته لا يتبادر إلى ذهنك يعني بالضرورة اجتهاد يعني قد تكون مطابقة للواقع وقد تكون ماذا؟ لا، لأنه هو يعتقد بعصمته ويعتقد أن هذا الاجتهاد صحيح مطابق للواقع المعاصر له، لا مطابق للواقع في كل زمان، لا يريد أن ينفي العصمة عن النبي لا، لا يريد ينفي العصمة عن النبي ولكن يقول اجتهاداته لتنظيم لا المجتمعات الإنسانية لتنظيم مجتمعه سياسياً اجتماعياً وفق الاعراف التي كانت سائدة يومها وتمثل هذه الاجتهادات القانون الذي وضعه لمجتمعه وهي اجتهادات إنسانية ظرفية ولا تحمل الطابع الابدي هذه النظرية أنا لا أريد أقول صحيحة حتى بكرى يقولون هذا يريد ما ادري يدافع عنه أبداً لست بصدد الدفاع عن شحرور ولا غير شحرور. ولكن هذا اتجاه موجود الآن في قراءة العهد المدني أنت إذا تريد تقول أن الاتجاه الأول صحيح لابد تبطل مباني هذا الاتجاه الثاني.

    وإذا تريد أن تقول أن الاتجاه الثاني صحيح لابد تبطل مباني الاتجاه الأول ما يمكن أن تدخل وأنت اعمى لا تعلم أن الاتجاه الأول صحيح أم الاتجاه الذي نحن قلناه لا يحق لك أن تدخل إلى عملية الاستنباط وأنت لا تعرف أن خبر الواحد حجة أو ليس بحجة يمكن أو لا يمكن؟ لماذا؟ لأنه في النتيجة أنت ستحتاج أن تتخذ موقف أن خبر الثقة حجة أو ليس بحجة أنت لابد أن تتخذ يقول لهذا جاءت طاعته طاعة منفصلة يعني طاعة النبي غير طاعة الرسول اطيعوا الله واطيعوا الرسول هذين طاعتين لا طاعة واحدة هذه الطاعة الثانية من أين جاءت؟ قال جاءته كولي أمر، وبالتالي واجبة على من عاصره من افراد مجتمعه فقط إذن السنة حجة مطلقة؟

    لان طاعته فيها جاءت ولهذا يقول السنة النبوية هي بمثابة الاجتهاد الإنساني الأول أول نسخة تطبيقية للإسلام هي النسخة الاجتهاد النبوي ارجع وأقول لا الاجتهاد السني الذي قد يصيب وقد يخطئ بل الاجتهاد المطابق للواقع ولكن مرتبط بماذا؟ هذه الذي وردت في رواياتنا بالتفويض، أدبني ربي فأحسن تأديبي ثم فوّض اليّ يعني ماذا فوّض الي؟ يعني افعل ما تراه صحيحاً وأنا أسددك وأنا ماذا؟ إذا ذهبت يميناً ويساراً ماذا؟ انزل اليك الوحي يقول اشتبهت هنا لا يتبادر إلى ذهنك هذا الاجتهاد المخالف للواقع يقول هذه هي النسخة الأولى عند ذلك في باب الاجتهاد ماذا نفعل ماذا علينا؟

    إذن ما هو وظيفة الاجتهاد في عصر الغيبة؟ الجواب أن نعرف ظروف ثقافتنا ووعينا وفكرنا والبشرية ونعطي نسخة جديدة تنسجم معنا هذا الذي أنا عبرت انه في كل زمان نحتاج إلى قراءة جديدة، ولكن مع حفظ الأصول والقيم، العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس العارف بزمانه لا مطلقا، هذا تمام الكلام في المحور الثالث والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/06
    • مرات التنزيل : 1845

  • جديد المرئيات