نصوص ومقالات مختارة

  • مطارحات في تجديد الفكر الديني (13) – المهدوية ونظرية المنجي الموعود (6)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهينا من محاور ثلاثة المحور الرابع: ما هي الرسالة التي يكون المنجي أو المهدي الموعود بصدد تحقيقها عند ظهوره أو عند وجوده على اختلاف الاتجاهات ما هي الرسالة؟

    هنا توجد احتمالات ثلاثة كلها على نحو الاحتمال حتى يقوم الدليل، الدليل يقول لنا لا، الاحتمال الأول أو الاحتمال الثاني أو الاحتمال الثالث، توجد احتمالات ثلاثة:

    الاحتمال الأول: أن الرسالة التي هو بصدد تحقيقها هي إقامة العدل الاجتماعي بكل مساحاتها إقامة الامن إقامة السعادة إقامة الرفاه تحقيق الرفاه للجميع إلى آخر القائمة كلما يعتبره الإنسان الآن عدلاً اجتماعياً رسالته إقامة العدل الاجتماعي.

    سؤال فقط في الأبعاد المادية أو يعتني أيضاً في الابعاد المعنوية والاخلاقية هذا الاتجاه أو هذا الاحتمال يقول لا، إقامة العدل الاجتماعي بمعناه الواسع نعم قد تترتب عليه بعض الاثار المعنوية والاخلاقية ولكن هو مركز عمله رسالته الأصلية هي إقامة العدل ولعله النص القرآني يساعد على ذلك ليقوم الناس بالقسط، يا قسط هذا أي عدل هذا؟ العدل الاجتماعي، المعنوي كيف؟

    الآية لم تشر إلى البعد المعنوي والاخلاقي بعبارة أخرى وظيفة أو الرسالة أو الأطروحة المهدوية أن يعيش الناس في رفاهية كاملة معنوي من أين؟ أقول من أين تقول معنوياً؟ هذا من أين دليل يحتاج هذه دعوى، مثل الآن في الغرب في الغرب الآن يحاولون أن يقيموا العدل في الدرس في البيت في المأكل في المشرب في الصحة في الطرقات في الهواء في البيئة كلها أما بعده المعنوي هو له علاقة أو لا علاقة له؟

    لا، قضية فردية يريد أن يلتزم بالبعد المعنوي أو لا يريد أن يلتزم بالبعد المعنوي لا يقول لي قائل سيدنا هذا إمام معصوم؟ الجواب أنا لا أتكلم في مهدي الشيعة أنا أتكلم في نظرية المنجي لا تخلطوا الأبحاث قد يقول قائل سيدنا أصلاً كل هم الإمام هو إقامة البعد المعنوي.

    الجواب أنا لا أتكلم في شخص حتى تقول لي هذا هدفه أنا أتكلم في المهدوية أو نظرية المنجي الموعود إذ واحدة من الاحتمالات أن وظيفته إقامة العدل الاجتماعي نعم قد يترتب عليه بعد معنوي اخلاقي وقيمي إنساني إلا انه ليس هو مركز الرسالة التي يقوم بها في هذه الأطروحة هذا الاحتمال الأول.

    الاحتمال الثاني العكس وهو أن كل رسالته هي إصلاح الإنسان في أي ابعاد؟ في الأبعاد المعنوية والاخلاقية والقرب الإلهي والروحية ونحو ذلك نعم يهتم بالعدل الاجتماعي ولكنه في الدرجة الثانية همّه الأصلي هو أن يسوق الناس إلى القرب الإلهي إلى البعد المعنوي.

    الآن توفرت له الشروط أيضاً يهيئ البعد المادي سكنهم مأكلهم مشربهم وأنت عندما ترجع إلى عهد رسول الله صلى الله عليه وآله تجد انه كثيراً ما كان يعتني بالبعد الاجتماعي والمادي أم المعنوي؟ المعنوي، إذ البعد الاجتماعي والمادي والاقتصادي لعله كانوا يعيشون في حالة الفقر اقرأوا تاريخ أصحاب الصلصة كانوا كلهم فقراء لا يجدون مسكناً مأكلاً مشرباً زواجاً سكناً لا يجدون ولكنهم كانوا في اسعد ما يكونون.

    اسعد ما يكونون في أي بعد؟ في البعد المعنوي والاخلاقي والديني.

    قد يقول قائل أن أصل الرسالة في المنجي الموعود هو البعد المعنوي وإن كان أيضاً يعتني بالدرجة الثانية والثالثة بالبعد المادي، أنت لابد من الدليل تقول لي إذا تعتقد أنت بالمهدي الموعود ماذا يريد أن يفعل ما هي رسالته؟ لأنه إذا قلنا انه الأول فله قراءة إذا قلنا الثاني فله ماذا؟ وسأبين الفرق، إذا قلنا القراءة الأولى يعني البعد الاجتماعي إذن هو بالضرورة يريد يجعل الناس كلهم متدينون ذلك الدين الأعلائي أو ليست له وظيفة هو يريد فبها يعني حرية دينية قائمة ولكن يأخذ الحقوق الاجتماعية هذا الذي الله سبحانه وتعالى ادخره حتى يقيم العدل ما هو برنامجه؟ واقعاً ما هو السؤال؟ يتكلم لي كليات مولانا يقيم العدل الإلهي، كيف يقيم العدل الإلهي؟ على أي أساس يقيم العدل الإلهي ثم أي عدل إلهي؟ سأبين بعد ذلك.

    الاحتمال الثالث يقول رسالته فيها بعد معنوي وفيها بعد اجتماعي وهذه النظرية كما هو الاعتقاد السائد في مدرسة أهل البيت هذا المحور الرابع.

    المحور الخامس: هذا المحور مهم وخطير هذا الذي يأتي أو يظهر أو يوجد ويريد تحقيق رسالته هل يريد أن يسيّد قوماً معينين أو لا يريد؟ مثلاً اليهودية تعتقد هي شعب الله المختار، إذن الحاكمية لابد لمن تكون؟ لليهود، الآن النموذج في دولة إسرائيل واضح يقول نحن نريد دولة يهودية يعني الحاكم فيها من؟ لا الدين اليهودي القومية هذه لا دين لا يهود يعني شعب الله المختار هذا هو الذي يحق له أن يحكم أيضاً الإمام يخرج يعتقد بنظرية شعب الله المختار أو لا يعتقد؟

    هل يعتقد بسيادة مذهب معين أو لا يعتقد؟ الشيعة ماذا يقولون؟ يعني الحكومة لمن تكون؟ يعني إذا واحد ما سني أيضاً يحق له أن يصير وزير يصير مسؤول إقليم أو ليس من حقه؟ يعني الإمام جلس معه أوضح له الادلة اقام عليه الحجج قال له الحق هذا قال مع كل احترامي لك ولكنه لم اقتنع أنا اريد ابقى على مذهبي هذا هل يحق له أن يكون مسؤولاً في دولة الإمام أو لا يحق له؟ الشيعة يقولون لابد يحكّم من؟ دولة الشيعة، لا، عندما نريد أن ندعو إلى انكم اعتقدوا بالمهدي الذي سيأتي يقولون ما هو برنامجه؟ من حقه أن يسأل أم لا؟ وانت إذا لم تعتقد بالمهدي أكبك الله على منخريك في نار جهنم يقول والله اريد اعتقد به ولكنه هذا مشروعه ما هو؟ من حقه أم لا؟

    إذا سألت أهل التسنن هذا المهدي الذي يريد يظهر يحكّم أي دين تشيع أم أهل السنة والجماعة؟ مشروعه ذاك أو لا، لا هذا ولا ذاك ولا ذاك يعطي حريةً فكريةً للجميع أي منهما؟

    هذا لابد أن يتعين في المحور الخامس وهو انه هذه الرسالة مختصة بقوم معينين مختصة بمذهب معين أو لا بقوم ولا بمذهب أو دين، هذه اعزائي كما تعلمون بشكل واضح وصريح الاحتمال الأول مختصة بقوم معينين اليهودية الاحتمال الثاني بمذهب معين الشيعة يقولون بالتشيع والسنة يقولون ماذا؟ تسنن.

    الاحتمال الثالث يريد إقامة العدل للبشرية جميعاً سواء من اعتقد بما يعتقده به هو أو يعتقد بما لا يعتقد به أي منهما؟ ما هو مشروعه مشروع هذا المهدي الذي سيخرج في آخر الزمان أو المنجي الذي تقولونه.

    المحور السادس: ما هو زمان تحقق هذه الفكرة؟ هذه الفكرة هذه الاطروحة هذا المشروع هذه الرسالة متى تتحقق تقول لي سيدنا ما معنى هذا السؤال؟

    الجواب توجد عدة احتمالات الاحتمال الأول يقول نحن قاب قوسين أو ادنى من انتهاء عمر الإنسان يخرج هذا المنجي الذي الروايات تقول كم سنة؟ بعضها تقول سبعة بعضها تقول تسعة اقصاه تقول سبعين إذن بيننا وبين الآخر كم باقي؟ يعني نعيش اللحظات والثواني لأنه إذا قسناها إلى عمر الإنسان عشرات الالاف فسبعين سنة ما هي قيمتها؟

    نعيش اللحظات والثواني الأخيرة من عمر الإنسانية ويظهر وتنتهي ماذا؟ بينك وبين الله هذه الاطروحة الله صار له عشرات الالاف من السنين وضاعت عشرات الالاف من الأنبياء والاوصياء والاولياء حتى تعيش البشرية العدل الإلهي ثواني من العمر معدودة وتنتهي تستحق أم لا؟ لا تستحق إذا تريد تسوون عدل إلهي قالوا يأتي شخص ويطلب العدل الإلهي لا اقل خليها في وسط عالم الدنيا وسطها يعني إذا مر عشرين الف سنة لا اقل نعيش وراءها كم؟ أيضاً تعيش عشرين الف سنة أخرى لا أن تعيش خمسين الف سنة أو مئة الف سنة ثم تعيش الرفاه والعدل الإلهي سبع سنوات أو عشر سنوات أو سبعين سنة وهذا هو التصور القائم في الفكر الشيعي.

    الفكر الشيعي يعتقد أننا نعيش الفصل الأخير من عمر البشرية وهو يخرج في الثواني أو السنين الأخيرة من هذا الفصل الأخير.

    الاحتمال الثاني يقول لا ليس الأمر كذلك هذا الاحتمال الثاني تفسيره غريب جديد جداً يقول أساساً هذه روايات المهدوية عندنا أو عند الآخرين هذه ليست مرتبطة بزمان معين لعله كل مئة سنة كل مئتين سنة كل خمسمئة سنة كل الف سنة يظهر مهدي ذلك الزمان ويجدد لها دينها.

    إذن المهدوية شخص معين أم غير معين؟ لا عزيزي نعم هو يتمثل في شخص ولكن يتعدد أم واحد؟ يتعدد، انتم حصرتموه في واحد هذا مذهبكم حصرها وعند ذلك ستفهم أنت المهدوية في التاريخ الفكر الإسلامي في العهد الأموي عندنا مهدوية في العهد العباسي عندنا مهدوية إلى آخرها في السودان عندنا مهدوية إلى أخيرها في الثمانينات الوهابية صار عندهم مهدوية جهيمان أيضاً ادعى قال ظهر المهدي أول ما استلم الميكرفون في الحرم المكي ماذا قال؟ قال هذا المهدي الذي تنتظرونه!

    ما هو أساسه الفكري؟ أساسه الفكري أن المهدي مفهوم عام وكل مئة سنة مئتين سنة خمسمئة سنة يأتي ليجدد من حرف من هذا الدين استناداً إلى مثل هذه النصوص المسند المصنف المعلل رقم الرواية 15755 عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله أن الله عز وجل يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها وهو مهدي ذلك الزمان. فالمهدي واحد أو متعدد؟ متعدد، هذه نظرية هذا الاحتمال.

    احتمال ثالث يقول نجمع بينهما هم عندنا على كل رأس مئة سنة مئتين سنة ألف سنة من يجدد واخر الزمان ماذا؟ ذاك المهدي الأخير الذي يجدد العالم كله يجدد الدين على مستوى العالم، مهديكم أي مهدي؟ لعله أنت تقبل النظرية الأولى كما هو المتعارف عند الشيعة لعل شخص آخر يأتي ويجتهد يقول المهدي مفهوم عام واحدة من مصاديقه من؟ مهدي ولد فاطمة ما المحذور في ذلك؟ هذا أيضاً تفسير لهذه النصوص ما هو جوابنا؟ ما هو موقفنا؟

    المحور السابع تارة نفترض أن المهدوية حالة اجتماعية يعني إقامة العدل يعني أن البشرية تصل إلى مرحلة فتنتخب شخصاً ويقودها إلى العدل الاجتماعي العام واخرى لا، كما تقدم أن المهدوية شخص معين هذا الشخص المعين بناءً على فرضية الشخص المعينة أو نظرية الشخص المعين ما هو علاقته بالغيب؟ هنا توجد عدة نظريات.

    الاحتمال الأول أو النظرية الأولى أساساً لا علاقة له بشكل مباشر مع الله وبالغيب بل هو عالم أنا وأنت الآن في زماننا لنا رأي ولنا قراءة ولنا اجتهاد يعني مرتبطون بشكل مباشرة بالله تعالى؟ نأخذ التوجيهات منه مباشرة؟ وهذه هي نظرية أهل السنة، نظرية أهل السنة يعتقدون بالمهدي ولكن أي مهدي؟ مرتبط بالله أم غير مرتبط بالله؟ يقولون عالم من العلماء من ولد فاطمة من أهل البيت ولكنه مرتبط بالغيب كالنبي أو ليس مرتبطاً؟ ليس مرتبطاً.

    الاحتمال الثاني: لا، مرتبط بالوحي والغيب وبالله كارتباط النبي إلا انه الفارق بينهما أن النبي له شريعة وهذا الإنسان ليست له شريعة جديدة، وهذه هي النظرية نظرية الشيعة الامامية طبعاً بناءً على ما تقدم من المحاور السابقة صحيح هو تابع لشريعة جده ولكن بالنسخة التي طبقها جده أو بنسخة أخرى؟ أيضاً على المبنى على المحور ثم هذه النسخة الجديدة بوحي من الله أم باجتهاده أي منهما؟

    هذه كلها محاور وتساؤلات لابد أن نجيب عليها حتى نعطي المشروع واضحاً للعالم أما يقبلها فنقرب عهد ظهور وتحقق هذا المشروع والرسالة وأما يرفضها وإذا رفضها يظهر أو لا يظهر؟ لا يظهر لأنه من مقومات واركان ظهوره أن تكون البشرية متهيئة لقبول قيادته إذن نحن عندما لا نعطي قراءة مفيدة وجذابة للاخرين نقدم الظهور أم نؤخره؟ نؤخر الظهور من حيث لا نشعر، وإذا أعطينا قراءة سلبية نكون سبباً في تأخير الظهور لعله لقرون انتهت القضية.

    إذن الاحتمال الثاني انه خليفة الله في أرضه وهو احد الخلفاء الاثني عشر التي هي نظرية الشيعة ونظرية السنة أيضاً يكون في علمك الوهابية يعتقدون أن المهدي الذي ينتظرونه ألم يقول رسول الله خلفائي من بعدي اثنا عشر يقولون هو الخليفة الثاني عشر ولكن لا يشترطون هذه السلسلة الذهبية التي نحن نعتقدها انه ابن الإمام الحسن العسكري وهذا ما يصرح به ابن كثير وهذا ما يصرح به ابن عثيمين صالح بن عثيمين يصرحون انه المهدي هو الخليفة الثاني عشر من خلفاء النبي ولكنه على الاحتمال الأول وهو مرتبط أو ليس مرتبطاً؟ نحن نقول مرتبط بالغيب على حد ارتباط النبي بالغيب.

    الاحتمال الثالث: انه احد الاقانيم الثلاثة يا نظرية هذه؟ المسيحية لأنه يقولون الذي سيأتي في آخر الزمان من هو المنجي؟ المسيح والمسيح ماذا يمثل؟ ابن الله، احد الاقانيم الثلاثة هؤلاء قالوا المسيح ابن الله وهذولاك قالوا عزير ابن الله انتهت القضية هذه النظرية، إذن هو ليس فقط مرتبط بالغيب بل هو جزء من هذه المنظومة الإلهية لأنه واحد من هؤلاء الثلاثة.

    النظرية الرابعة نظرية القائلين بوحدة الوجود الشخصية هؤلاء القائلون بوحدة الوجود الشخصية يعتقدون هذا الشخص من هو؟ هو هو وليس هو، جزء ماذا؟ فهو جزء من هذا الوجود أو هو المظهر الاتم للأسماء والصفات الإلهية، هذا لابد انه جنابك أنت من تطرح الأطروحة مالتك كاملاً هذا المحور تجيب على تساؤلاته.

    المحور الثامن ما هي جذور هذه الأطروحة لوجود المنجي؟ اعزائي إذا تتذكرون فيما سبق نحن قلنا أن هذه الأطروحة موجودة في الأديان الإلهية والبشرية يعني ليس بالضرورة البوذائية دين الهي ولكن دين الآن يعتقد به الناس الهندوسية ليس بالضرورة أنها دين الهي ولكن دين يعتقد به الناس، ولهذا تكلمنا قلنا عندما نأتي إلى المسيحية واليهودية والإسلام نقول هذه اديان إلهية أما عندما ناتي إلى الكنفشيوسية إلى البوذائية إلى آخره فنقول هذه ما هي؟ أديان غير إلهية وإنما هي اديان بشرية، أو أساساً ليس ديناً وإنما بعد مادي كالماركسية الماركسية معتقدة انه في النتيجة سنصل إلى يوم على الأرض يحصل فيها الجنة الموعودة أليس كذلك؟ لا توجد طبقية ولا يوجد ظلم ولا يوجد استغلال ولا يوجد احتكار أليس كذلك؟

    هو نفس الصفات التي يعطونها يقولونها للعصر الموعود عند الذي نقوله لعصر من؟ لعصر هذا المنجي جذورها عند هؤلاء ما هي؟ هذه الفكرة من أين وجدت؟

    أعزائي توجد نظريات أربعة:

    الاحتمال الأول أن جذور هذه النظرية أو هذا المشروع الذي يراود الإنسان هو الامل الذي يعيشه عندما يصاب بالمصائب وووو تقول الإنسان الآن استطاع أن يسيطر على الطبيعة استطاع أن يسخر له الطبيعة الجواب هذه الفكرة بدأت عندما كان الإنسان قاهراً للطبيعة أم مقهوراً للطبيعة، مقهوراً للطبيعة فبطبيعة الحال أن هذه الفكرة قوية ثم توارثتها الأجيال الإنسانية بعد ذلك.

    الاحتمال الثاني: ليس هو امل يراود الإنسان عندما أقول الإنسان مقصودي سواء كان فرداً أو كان مجتمعاً لا يتبادر إلى ذهنكم فقط أتكلم لان المجتمع أيضاً هو مجموع ماذا؟ هذا العقل الجمعي له اثر أيضاً، انه ليس امل يراود الإنسان حتى يأخذ بعداً نفسياً لا، هو هدف يخطط له الإنسان فرداً كان أو جماعة مادياً كان أو معنوياً سواء تحقق أو لم يتحقق، ليس كل طموح وهدف يخطط له الإنسان بالضرورة لابد أن ماذا؟

    أنا أتكلم بشكل عام الآن، أساساً الإنسان منظم تنظيماً أما الله نظمه وأما الطبيعة أو المادة على المبنى على هذه الرؤية دائماً يفكر بأعلى درجات النمو والتكامل والأهداف يعني قد يضع لنفسه أهداف قريبة التحقق ولكنه أهدافه البعيدة التحقق ما هي؟ مثالية، ويعيش لأي شيء؟ لأجل تحققها ولعلها تتحقق أو لا تتحقق؟ لا تتحقق أبداً ولكنه هذا الفكر يعني هذه النظرية ايجابية مئة في المئة ليس فيها بعد سلبي لماذا؟ لأنه هدف هو يسعى لتحقيقه لتحقيق الهدف والغاية التي من اجلها رسم خطواته، فالإيمان بالمشروع المهدوي أو بنظرية المنجي الموعود يخلص الإنسان من اليأس من القنوط، من الاضطراب، من التشوش من من إلى آخره.

    كثير من الأمراض النفسية نظرية يخطط للوصول ومن هنا وجدت ولا أريد اذكر الأسماء وجدت يقول حتى في النظرية الإسلامية هذا هدف وغير قابل للتحقيق يبقى يستمر مع وجود الإنسان ويبقى الإنسان يسعى لتحقيق هذا الهدف ويصل إليه أو لا يصل؟ لا يصل وينبغي قيمته في أن لا يتحقق، وإلا إذا تحقق انتهى دوره في بناء الإنسان هذا الاحتمال الثاني أو النظرية الثانية تقول أساساً هي هدف اعلائي من قبيل المدينة الفاضلة التي تتحقق لا إلى الآن من زمان جمهورية أفلاطون من ذاك الزمن إلى الآن ثلاثة آلاف سنة الفين وخمسمئة سنة تحققت جمهورية أفلاطون أم لم تتحقق؟

    ولكن الإنسان يسعى حثيثاً لتحقيق المدينة الفاضلة وجمهورية افلاطون ولن يصل وما يوقفه لماذا؟ لأنه هو عندما يفكر بهذا الهدف يفكر بعد ألف سنة هو يعيش سبعين سنة إذن ما ييأس لماذا؟ لأنه هو يقول يحقق لعله بعد ألف سنة بعد الفين سنة إذن يتوقف عن السعي أو لا يتوقف؟ لا يتوقف أما إذا وضعوا لي خمس سنوات بعد خمس سنوات يحصل له اهباط ويتوقف.

    ومن هنا كل اجيال البشرية عاشت طموح المدينة الفاضلة بالمهدي المنتظر وماتت ولم يظهر ماذا؟ هؤلاء أصحاب هذه النظرية يقولون واطمئنوا البشرية لو عاشت خمسين جيل مئة جيل مليون جيل يظهر أو لا يظهر؟ لان كمال الإنسان ببقاء هذا الهدف الأعلائي وكلما كان هذا الهدف أجمل واللوحة أكثر جذابية كلما كانت محركة للإنسان بشكل ايجابي. ويحاول أصحابها أن يطبقوها.

    يقول ولهذا نحن نعتقد انه أفضل هذه الاطروحات هي الأطروحة المهدوية الشيعية لأنه إمام معصوم إنسان كامل ووووو ولكنه واقع أم طموح؟ طموح ويبقى والإنسان يسعى سعياً حثيثاً ماذا؟ هذه كثيرين يشتغلون على هذه النظرية وهي نظرية خطيرة جداً، لا تقول لي ماذا نفعل بهذه النصوص الروائية ماذا نفعل بهذه الآيات؟

    الجواب هذا امل وطموح وغاية أوجده الله في فطرة الإنسان ليحركه إلى الكمال، لا يقول لي الله سبحانه وتعالى جعل في فطرة الإنسان المهدي بلي ومن قال بأنه هذا الأمر الفطري بالضرورة لابد أن يكون تحقق قريب لا، هو الهدف منه كمال الإنسان ويكمل الإنسان أم لا؟ يجعل الإنسان متحركاً لتحقيق هذا الكمال أو لا يحركه؟ يحركه أنت قرأت الآيات القرآنية قراءة القضية الواقعية فلعلها اقرأها قراءة رمزية لا قراءة يتذكر الأعزة في فقه المراة منطق فهم القصة القرآنية الآن لا فقط القصة القرآنية هذه الحقيقة المعرفية وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون، أُمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم هكذا يتحرك، خلقته هكذا يتحرك.

    إذن النظرية الثانية هي نظرية انه هدف وطموح لوصول الإنسان إلى الكمال فرداً أو جماعة مادياً أو معنوياً، قد يتحقق وقد… بل كماله في أن لا يتحقق.

    النظرية الثالثة: انه مقتضى قوانين فلسفة التاريخ، النظرية الثالثة انه مقتضى قوانين فلسفة التاريخ بغض النظر أن المعتقد بهذه النظرية مادي أو الهي لا يفرق مادي كالماركسية تقول اطمئنوا عندما بدأنا الرأسمالية وكذا القوانين التاريخ توصلنا إلى مجتمع طبقي أو غير طبقي؟ مجتمع غير طبقي انتهت القضية وهو اليوم الموعود وهو المنجي الموعود للبشرية وهي النظرية المادية، فيقول أن مسألة المنجي أو المهدوية هذا ضمن قوانين ماذا؟ فلسفة التاريخ انظروا إلى توينبي في كتابه مختصر دراسة للتاريخ النود توينيبي هو لا يعتقد لا مسألة المهدوية ولا كذا انظروا ماذا يقول في مقدمة كتابه.

    يقول أن المجتمع الغربي يمر بازمة هي في جوهرها روحية اخلاقية اكثر منها مادية فهناك فراغ روحي اتاح الفرصة إلى كذا ويرى توينبي انه الحضارة الغربية سوف ترجع إلى نفسها ويكون لها بعد معنوي لا تموت الحضارة الغربية هو يعتقد أن هذه فلسفة التاريخ يعني قوانين لا يمكن التخلص منها أن خلاص الحضارة الغربية يكمن في المزيد من الحريات الشخصية ومن العدالة الاجتماعية في آن ثم يتطلع إلى قيام تنظيم دولي أو دولة عالمية،  هذا الذي نحن نعتقده في ظهور المهدي الموعود يقول تحصل دولة عالمية تستند إلى الإيمان.

    يقول هذه سنة التاريخ هذه قوانين التاريخ لا يمكن التخلص منها هذه نظريته وينتفي فيها التعصب القومي والنزوع إلى الحرب السلام يحكم العالم وتقود هذه الدولة حكومة عالمية، توجّه شؤون العالم لمصلحة الجميع دون ما تميز، بينك وبين الله إذا تريد تشرح لي المجتمع المهدوي أحسن من هذا تشرحه؟ نفس هذه الخصائص قائم على أساس الإيمان الجميع متساوون الحقوق، تعصب غير موجود حرب غير موجودة صلح كامل هذه هي المهدوية.

    وأنّ من واجب الإنسان الغربي أن يتيح لغيره من اخوانه في الإنسانية مشاركته رخاءه المادي يعني العدل الاجتماعي وبذا تصبح الحضارة الغربية هي مدينة العالم، خلصت القضية، تسأله تقول له يا توينبي هذا على أي أساس تقوله؟ يقول قرأت 28 حضارة في هذه الأربعة مجلدات موجودة هذا القانون يقول لي مثل الرياضيات إذا عندكم قوانين هذا أيضاً قانون يقول البشرية سوف تصل إلى هذا، طبعاً النظرية الثالثة تقول طموح لا يتحقق هذا يقول طموح سوف يتحقق، ولكنه بأي إيديولوجية بأي فكر؟ الحضارة الغربية أنت ماذا تقول؟ لا، الفكر الاخباري أو الفكر الأصولي أو الكلامي أو السني أو المسيحي أو اليهودي إذن النظرية نفس النظرية، هذه النظرية الثالثة.

    النظرية الرابعة: هو انه لا هو امل افترض امل افترض طموح هدف افترض قوانين التاريخ لكن ليست لنا كل علاقة بهذني هذا وعد الهي وعد البشرية، نحن لا علاقة لنا والله سبحانه وتعالى ومن اصدق من الله قيلا، إذا أردنا أن نتكلم بمنطق القران هكذا نتكلم:

    قال ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون، مولانا فلسفة التاريخ تقول أنت سمها فلسفة التاريخ سمها هدف سمها أمل أي شيء تريد تسميها سمها ولكن هذا وعد أعدكم به أن هذه الأرض سيحكمها عبادي الصالحون، طبعاً وهذه النظريات الأربع ليست على نحو مانعة الجمع كما قرأتم في علم المنطق يعني أما وأما وأما بل هي على نحو مانعة الخلو لا يخلو الأمر من احد هذه النظريات وقد تجتمع.

    تجتمع يعني أمل يعيشه الإنسان من الوعد الإلهي لا تنافي بينهما هدف يخطط له الإنسان لماذا؟ لان فلسفة التاريخ تقول هكذا فإذن إذا أردنا أن نتكلم بلغة المنطق فهذه النظريات الأربع مانعة الخلو لا مانعة الجمع . هذه هي المحاور الثمانية يبقى عندنا محور تاسع هذا المحور التاسع إن شاء الله إلى غد وهو عندما يظهر هذا المنجي أو هذا المهدي ما الذي سيتحقق على وجه الأرض؟ هل تتحقق الأطروحة أم أيضاً عند ظهوره يعيش الناس أمل تحقق الأطروحة؟ يعني إذا فرضنا انه عشرة آلاف سنة يريد يحكم هذا المنجي أو بناء على نظرية الرجعة من اليوم الأول كل العدل الإلهي يتحقق أو في ثلاثمئة سنة يتحقق في خمسمئة سنة يتحقق في خمسة آلاف سنة يتحقق أي منهما؟ أنا لعله أعيش مئة سنة ويتحقق في زماني أم لم يتحقق ماذا تقولون اترك هذا السؤال والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/13
    • مرات التنزيل : 1921

  • جديد المرئيات