نصوص ومقالات مختارة

  • حوار مع الملحدين (48) – تصنيف أدلة وجود الله (6)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    الطريق التاسع في هذا الطريق التاسع أعزائي في الأبحاث السابقة بنينا أصلاً كلياً قلنا أن الإيمان بوجود الله أو الإيمان بوجود أي شيء بالآخرة أو الإيمان بالبرزخ أو الإيمان بالملائكة أيا كان لا يفرق الآن ليس الكلام في الإيمان بماذا ولكن محل كلامنا ما هو؟ الإيمان بالله الإيمان بوجود الله.

    قلنا أن الإيمان فرع وجود العلم والدليل إذا يتذكر الأعزة فيما سبق قلنا المرحلة الأولى التصور المرحلة الثانية التصديق المنطقي المرحلة الثالثة التصديق الكلامي أليس كذلك؟

    فإذن التصديق الكلامي وهو الإيمان فرع العلم والعلم هنا ليس المراد التصور وإنما قيام الدليل على محتوى القضية ما هو بحثنا؟ وجود الله هذا هو بحثنا.

    من هنا لابد أن نميز بين العلم وبين الإيمان يوجد فرقان اساسيان:

    الفرق الأول: أن العلم ليس اختيارياً بخلاف الإيمان أنت إذا قام عندك الدليل لابد أن يحصل لك التصديق إذا نظرت إلى شيء تحصل لك صورة في الذهن تستطيع أن تقول للذهن لا تأخذ صورة؟ لا تستطيع ذلك إذا سمعت رقم اثنين بإضافة اثنين يحصل لك علم بأنه أربعة إذا سمعت اجتماع النقيضين يحصل لك علم بأنه ممتنع وهكذا فالعلم أمر غير اختياري بخلاف الإيمان فانه أمر اختياري ولهذا تجد القرآن الكريم يقول يا ايها الذين آمنوا آمنوا والأمر لا يصح إلا في مورد ماذا؟ إذن العلم أمر غير اختياري والايمان أمر اختياري أنت من حقك أن تؤمن وتستطيع أن تؤمن وتستطيع أن لا تؤمن هذا أولاً.

    وثانياً: أن العلم بشيء لا يترتب عليه عمل خارجي بخلاف الإيمان فانك إذا آمنت يترتب عليه الأثر الخارجي من هنا تجد بأنه وقع بحث بينهم ما هي العلاقة بين العلم وبين الإيمان السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في الميزان في المجلد الثامن عشر هذه عبارته هناك يقول: الإيمان بالشيء ليس مجرد العلم الحاصل بذلك الشيء بأي دليل؟ بدليل الانفكاك فيما بينهما قد يحصل العلم ولا يحصل الإيمان، فمجرد العلم بشيء والجزم بكونه حقاً لا يكفي في حصول الإيمان واتصاف من حصل له به يعني من حصل له العلم يكون مؤمناً ليس كل عالم فهو مؤمن بل قد يكون عالماً وليس بمؤمن وهذا خير شاهد على الانفكاك.

    إذن متى يكون المؤمن؟ يقول المؤمن هو الذي يترتب الأثر على الإيمان بل لابد من الالتزام بمقتضاه وعقد القلب على مؤداه بحيث يترتب عليه آثاره العملية، فالذي حصل له العلم بأن الله تعالى اله لا اله غيره فالتزم بمقتضى هذا الإيمان وهو العبودية والعبادة كان مؤمناً، أما ولو علم به ولم يلتزم فهو عالم وليس بمؤمن إذا اتضح هذا تعالوا إلى الطريق التاسع.

    الطريق التاسع يقول لا ملازمة كما لا ملازمة بين العلم والإيمان بما علمت كذلك العكس لا ملازمة بين الإيمان وبين العلم يعني يمكن أن يكون الإنسان مؤمناً بالله وليس عالماً يعني ولا يوجد عنده دليل عليه.

    من هنا يطرح هذا السؤال وهو انه لو حصل الإيمان بوجود الله الإيمان بالله من أي طريق كان ولو لم يكن طريقاً مستدلاً أو معتبراً علمياً منطقياً فلسفياً دينياً ليس طريق معتبر ولكن هو حصل له الإيمان هل يكفي أو لا يكفي؟ هذا الطريق يقول يكفي.

    ومن هنا يصرح بأنه لا ملازمة بين الإيمان وبين العلم يمكن أن ينفك احدهما عن الآخر ولكن يكون في علم الأعزة في الأعم الاغلب هذا النحو من الطريق وهو الطريق التاسع في الأعم الأغلب فيه بعد شخصي لا بعد عمومي، في الطرق العلمية فيه بعد عمومي يعني من علم بالدليل يؤمن به هنا لا، موارده أين؟ أنا أشير إلى بعض الموارد:

    الطريق الأول استجابة الدعاء تجده وخصوصاً هذا أين يحصل؟ يحصل عند الإنسان عنده مريض أو هو مريض بحسب اعتقاده يدعو الله فيستجيب له مثلا أطباء قالوا أن هذا المرض العضال غير قابل للشفاء فيذهب إلى إمام أو إلى عتبة أو إلى ولي ويدعو الله هناك ويتوسل إليه فيخرج من هناك وهو مشافى، تقول من شافاك ماذا يقول؟ يقول الله، تقول له ما هي الملازمة؟ لو أنت تقيم له عشرة أدلة على عدم وجود الله يصدقك أو لا يصدقك لماذا؟ لأنه يوجد عنده هو دليله الخاص وهو استجابة الدعاء فاستجابة الدعاء طريق خاص لمن استجيب له ولكنه أدى به إلى الإيمان بالله هذا من الطرق وهو متعارض.

    الطريق الثاني وهذا بحث مفصل الآن لا أريد أقف عنده ولكن إن شاء الله سيأتي لأنه واحدة من أهم النقاشات التي يناقشها المنكرون لوجود الله هم يناقشون هذه الطرق الخاصة منها خرق العادة والقوانين العادية التي نصطلح عليها في علم الكلام بالمعجزة أو نصطلح عليها بالكرامة مثلاً ما هي الملازمة العقلية الفلسفية المنطقية بين أن شخص يأتي بعمل لا يستطيع الآخرون القيام به وبين أن يثبت انه ما هو؟ نبي لا ليس ولي بل نبي الآن لو تسأل عيسى أو تسأل موسى يقول أنا مرسل من قبل الله إليكم تقول له ما الدليل على ذلك؟ يقول انظر إني استطيع ماذا افعل؟ بعصاك البحر اضرب بعصاك البحر فانفلقت أنا استطيع أن أقوم بهذا العمل لاني استطيع أن اقوم بعمل لا تستطيع أنت أن تقوم به إذن لابد أن تقبل إني ماذا؟ معنى نبي ما هو؟ بالملازمة يعني هناك الله ارسلني ما معنى النبوة والرسالة؟

    انه هناك الله أرسلني إذن يؤمن بوجود الإله أو لا يؤمن؟ يؤمن ولهذا تجد المسلمين متكلمي المسلمين يقولون المعجزة دليل على صحة ادعاء النبوة اليهودية يقولون دليل أيضاً على صحة النبوة وعلى إثبات وجود الله المسيحية يقولون مباشرة هذا دليل على إثبات وجود الله لان المسيح ما هو عندهم؟ هو ركن من أركان الإلوهية هذا هو الفارق أن المعجزة ما هو مؤداها؟ عند المسلمين لإثبات النبوة الخاصة عند اليهود النبوة الخاصة واثبات وجود الله عند المسيح إثبات وجود الله مباشرة.

    هنا يدخل الفيلسوف يقول لا افهم ما هي العلاقة بين انك تستطيع أن تقوم بعمل لا استطيع أن اقوم به وبين صحة دعواك، ولكن عند عموم الناس هذا دليل على النبوة أو ليس دليل على النبوة؟ دليل على النبوة دليل على إثبات وجود الله أو لا؟ فأنت لو تحسب حساباً فلسفياً عقلياً منطقياً لا ملازمة بينهما ولكن عموم الناس يصدقون أو لا يصدقون؟ فإذن هو إيمان مع دليل علمي منطقي فلسفي أو بلا دليل؟ بلا دليل يعني دليل غير معتبر من قبيل أن شخصاً رأى في النوم وكم يحصل هذا؟ يرى شيئاً في النوم يصدق أو لا يصدق؟ مع أن الرؤيا والنوم والحلم حجة أو ليس بحجة؟ ليس بحجة ولكن هو يصدق به.

    طريق آخر العلوم الغريبة السحر الكهانة التنجيم قراءة الكف عشرات الموارد كثير من الناس هذا يؤدي بهم إلى الإيمان بشيء الطريق الرابع العقل الجمعي أو الاجماع في كثير من الأحيان تجده يؤمن بوجود الله تقول له ما هو دليلك على الإيمان بوجود الله؟ يقول يعني كل هذه البشرية لا يفهمون هؤلاء كلهم يقولون الله موجود لكن أنا عقلي يفهم؟ فهو عندما تسأله عن الدليل، الدليل ما هو له؟ العقل الجمعي الإجماع الذي عليه وهذا دليل معتبر أو ليس دليل معتبر؟ ليس دليل معتبر ولكن حصل له ايمان من هذا الدليل.

    الطريق الخامس وهو من أهم الطرق وهو أن الإنسان في كثير من الأحيان تحصل له حالات خاصة يشرف بها على الموت ممكن أو غير ممكن؟ إذا تتذكرون فيما سبق قرأنا الآيات القرآنية والروايات هل انكسرت بك السفينة قط؟ ولهذا انتم ارجعوا إلى تاريخ الملاحدة يقول عندما يقتربون من الموت ويرون علامات الموت تحصل لهم حالة ماذا؟ يقولون ايمان مع انه الاشراف على الموت هذا دليل للإيمان بوجود الله أم الإيمان بوجود الاخرة؟ ولكن هذه الحالة الخاصة وهي الخوف والفزع والاضطراب قد تؤديه إلى الإيمان بشيء.

    ومن هنا قال جملة من علماء النفس أن الإيمان بالله منشأه الخوف فإذا يتخلص من الخوف ولهذا أنت بيني وبين الله متى تتذكر الله؟ في الشدائد امن يجيب المضطر إذا حصلت لك تلك الحالة مباشرة ذهنك أين يروح؟ إلى قوة قاهرة تستطيع أن تنقذك من هذه الحالة، يحصل الإيمان ولكنه بالاستناد إلى دليل علمي يمكن الاعتماد عليه أو لا؟ لا ليس كذلك، ومن هنا ذكر جملة وهذا الطريق كثير شيوع المفكرين الغربيين يقولون لا ملازمة بين الإيمان وبين قيام الدليل.

    شيخ جوادي في كتابه خدا تبيين براهين إثبات خدا شيخ جوادي املي هذه عبارته هناك يقول: از جمله شبهاتي كه در برخي آثار كلامي غربيها نيز امده يعبر عنها شبهة ما هي؟ أين است كه دين وايمان با برهان واستدلال بيوند مستقيم ندارد.

    لا علاقة بين الإيمان وبين قيام الدليل، يمكن أن يوجد دليل ولا ايمان ويمكن أن يوجد ايمان ولا دليل يقول زيرا بسياري از كساني كه به كمان خود از شناخت علمي وبرهاني نسبت به مبادي ديني برخوردار هستند فاقد ايمان ديني بوده وهذا يكشف لك يقول أنت تجد كثيراً ممن عندهم دليل ولكن يوجد عندهم ايمان أو لا يوجد؟ لا يوجد، هذا يكشف لك عن انفكاك علمي عن الإيمان وتجد العكس ما هو؟ جنانكه بسياري از مومنان نيز نسبت به انجه به آن اطمينان دارند توان اقامه برهان واستدلال را ندارند.

    مع انه مؤمن ولكن يستطيع أن يقيم الدليل على صحة إيمانه أو لا يستطيع؟ وهذا خير شاهد خير دليل على الإمكان وقوعه والآن انتم تجدون انه وقع، طبعاً بعد ذلك ينقل مجموعة من الروايات مثلاً ما آمن المؤمن حتى عقل يعني أن العلم قبل الإيمان هذا العقل ليس بمعنى القوة هذا بمعنى ماذا؟ إذا تتذكرون فيما سبق بينا ما هو المراد من العقل كقوة في أبحاث فقه المراة ينبئ عن قيمة كل امرئ علمه وعقله على قدر العقل يكون الدين إلى آخره.

    هسه الآن أنا لا أريد ادخل في هذا البحث سؤال: واقعاً هل الإيمان بلا تصديق منطقي صحيح أو ليس بصحيح؟ وافترضوا مع ذلك أن هذا الإيمان كان مطابقاً للواقع يعني أنت آمنت بوجود الله ولو من اصطكاك حجرين كما يقال أو رؤيا رأيتها أو استجيب دعاءك أو إلى غير ذلك وهذه أدلة معتبرة أو غير معتبرة؟

    هذه أدلة غير معتبرة لا منطقياً لا علمياً لا فلسفياً لا دينياً لا اصولياً إلى آخره ولكن أنت حصل لك ماذا؟ نتيجة هذا الدليل غير العلمي حصل لك ايمان وكان ايمانك مطابقاً للواقع هل ينفع أو لا ينفع؟ الآن اذهب إلى الفرض الآخر وهو أن يحصل لك إيمان بشيء من غير دليل وكان مخالفاً للواقع، هل ينفع أو لا ينفع؟ إذا كان مطابق للواقع ينفع إذا كان مخالف للواقع ماذا؟ أنت كبرت في بيئتك كما هو في الأعم الاغلب هذه قضية معرفية وقضية دينية الآن ليس محل بحثها.

    الطريق التاسع خلاصته فيما يلي: وهو أنكم تخطئون انكم تربطون مسألة الإيمان بالله بوجود الدليل، خصوصاً عندما انتم تدخلون أصحاب الطريق التاسع عندما تدخلون إلى الدليل نجدكم في ادلتكم متفقون أم مختلفون؟ واحد يقول العقل النظري ينفع واحد يقول العقل النظري لا ينفع واحد يقول برهان الغائي ينفع الآخر يقول لا ينفع وهكذا متفقون أم مختلفون؟ مختلفون إذن اتركوا القضية لأي طريق يوصلك إلى الإيمان بالله تعالى خلصت القضية.

    وكثير من مناقشات فلاسفة الغرب لأدلة الإيمان بوجود الله مرتبطة بهذا الطريق التاسع وموارده يعني مسألة استجابة الدعاء مسالة الإجماع مسالة خرق العادة مثلاً ديويد هيوم يضع يده مفصلاً على مسالة المعجزة يقول واحدة من أدلة القوم لإثبات وجود الله ما هو؟ المعجزة ونحن نناقش مناقشة مفصلة هذا اقاي جوادي في هذا الكتاب واحدة من البراهين ما هو؟ الفصل التاسع برهان معجزة أن المعجزة دليل على وجود الله إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، هم أيضاً وضعوا يدهم على أي أدلة؟

    مثلاً ديويد هيوم وضع يده على المعجزة مثلاً الإجماع يعني ماذا؟ يعني هذا الذي انتم تعبرون عنه دليل الفطرة، تقول كل مولود يولد على الفطرة يعني نجد كل إنسان يبحث عن وجود الله، لعله وضعه الناس هذا وضعهم هكذا كانوا فتحصل إلى هنا ما يلي أريد الخص التصنيفات السابقة والتقسيمات السابقة:

    التصنيف الأول أننا نريد أن نبدأ لإثبات وجود الله نبدأ من التصور أم نبدأ من الواقع الخارجي أي منهما؟ بعض قال بعض الأدلة قال نبدأ من التصور والاخر قال نبدأ من الواقع الخارجي طبعاً وفيهما معاً مجال كثير للبحث والتحقيق لأنه من قال أن تصورك صحيح ومن قال يوجد واقع خارجي، عليك أولاً أن تثبت الواقع الخارجي أما إذا قال شخص أنا اشك لا يوجد واقع خارجي ماذا تريد أن تفعل له؟ ولهذا أصل موضوعي في هذا التصنيف أن الطريق الأول يقول نبدأ من التصور والاخر يقول نبدأ من الواقع الخارجي هذا التصنيف الأول.

    التصنيف الثاني إذا بدأنا من الواقع الخارجي فنحن بصدد إثبات وجوده عن طريق المبدأ الفاعلي أم عن طريق المبدأ الغائي؟ الغاية والهدف والحكمة والنظم ونحو ذلك؟ هذا كان تصنيف آخر وهو إننا بدأنا من الواقع الخارجي نريد أن نثبت المبدأ الفاعلي أو نثبت النظم والغاية ومنه نثبت الناظم؟

    التصنيف الثالث: أننا سواء بنينا التصور أو الواقع الخارجي أو المبدأ الغائي أو المبدأ الفاعلي كل مبتنٍ على قواعد في العقل النظري فهل أن العقل النظري قادر على إثبات وجود الله أو غير قادر؟ تشوفون الأصول الموضوعة للبحث أو لا؟ قد يقول مثل كانت أن العقل النظري غير قادر على إثبات وجود الله والآخر يقول قادر على إثبات وجود الله.

    إذن التصنيف الثالث أن الاستدلال بالعقل النظري هل يمكنه أن يثبت وجود الله أو لا؟ وعلى أساسه قال كانت لا يستطيع إذن لابد أن نذهب إلى العقل العملي، افترضوا شخص ما قلد كانت في مسألة انه لا يستطيع العقل النظري أن يثبت وجود الله ثم ذهب إلى دليله في العقل العملي ولم يثبت له فعنده دليل على وجود الله أو لا يوجد عنده دليل؟ لا يوجد عنده دليل على وجود الله ماذا يفعل؟ في هذه المسالة يقول كانت هكذا يقول ودليله في العقل العملي أيضاً تام أو غير تام؟ غير تام إذن يبقى دليل على وجود الله أو لا يبقى؟ نعم كانت يؤمن بوجود الله لماذا؟ لأنه هو يقول انه دليلي في العقل العملي أو العقل الأخلاقي يستطيع أن يثبت وجود الله ولكان هذا لكانت فليؤمن ولكن بالنسبة اليّ دليله تام أو غير تام؟ وهذا معناه انفكاك الإيمان عن الدليل المعتبر.

    التصنيف الرابع: إننا لو سلمنا أن العقل النظري يوصل إلى الإيمان بوجود الله فهل يوصل إليه بنحو اليقين أو بنحو الارجحية وقوة الاحتمال أي منهما؟ وهذا الذي أيضاً كان واحد من الطرق قلنا طريق يقول يوصلنا إلى الإيمان بوجود الله مئة في المئة الآخر ماذا يقول؟ يقول لا، يوصلني إلى قوة احتمال وجود الله في قبال عدم وجوده وهنا القوة مرتبط بالاحتمال.

    التصنيف الخامس: أن المقصود هو الإيمان والاعتقاد القلبي بوجود الله أم أن المقصود أن تعيش عيشة من يؤمن بوجود الله الذي مرجعه إلى قوة الاحتمال أم قوة المحتمل؟ قلنا هذا مآله إلى قوة المحتمل يقول أنا لا ابحث عن دليل لإثبات وجود الله لا على نحو اليقين ولا على نحو الارجحية ولكن المحتمل يقول لي لابد أن تعيش هكذا، كيف أعيش كيف اسلك في حياتي؟

    هذا لا علاقة له لا بالعقل النظري ولا بالعقل العملي يعني لإثبات وجود الله لا على نحو اليقين ولا على نحو الاحتمال وإنما يعيش على خوفه من المحتمل وهذا الخوف عجيب ماذا يفعل بالانسان، إن أنا إلا… لا توجد عندنا آية في القران تقول إن أنا إلا بشير ولكن عندنا كم مكان يقول إن أنا إلا نذير، خوف، ولهذا إذا الناس يتحركون عن الخوف 99% يتحركون من البشارة كم؟ ولا 1% الذي يحرك الناس ما هو؟ الخوف.

    لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لا ليبشروا قومهم، جنة يقول جنة غير لازم ولكن لا يودوننا أين؟ الخوف، ولهذا تجد الذي ينكر وجود الله يقول منشأ كل هذه القضايا هو ماذا؟ الخوف، نحن نريد نقول سلمنا أريد أتكلم على لغة باسكال سلمنا معكم الخوف ولكن احتمال يوجد أن هذا الذي خوّفنا به له واقع فإذا كان له واقع ماذا نفعل نحن؟ والمفروض انه يوجد طريق للرجوع ربِ ارجعون ما هو الجواب؟ كلا، ومن وراءهم برزخ، احتمال واحد من الألف أصلاً احتمال واحد من المئة ألف أصلاً احتمال واحد من المليون مقتضى العقلائية الاعتناء أو عدم الاعتناء أي منهما؟

    ما يمكنك وحقك لو قلت بلسانك مليون مرة لا اعتني لا تستطيع إلا أن تغالب نفسك إلا أن تعاند نفسك وإلا لا تستطيع أن تنفي ماذا؟ إلا أن يحصل لك يقين مئة في المئة بكذب كل هذه القضايا وأنا قلت مراراً وتكراراً من الناحية لا الفلسفية ولا العلمية ولا أي طريق آخر يمكنك أن تصل إلى قطعية بطلان فرضية وجود الله فرضية وجود الآخرة فرضية وجود نعم يمكنك أن تضعف الأدلة ولكن لا تصل إلى حد اليقين بالعدم محال، طبعاً أنا أتكلم عن عقيدتي حتى الذي يقول أنا واصل أنا في عقيدتي هو أيضاً يعني لأي سبب لا يريد أن يقول لا يمكن لان هذا الإنسان ركّب تركيباً يحب نفسه لا اعلم هذا التركيب الهي مادي يحب نفسه ويحب كمالات نفسه ويقبل الألم أو لا يقبل الالم؟ أبداً يهرب منه هروبه من الاسد هذا تصنيف وهو انه هل المقصود هو الإيمان والاعتقاد القلبي أو أن المقصود أن تعيش وتتعامل مع الآخرين حياة المؤمن وإن لم يكن هناك إيمان.

    التصنيف الآخر: أن الاعتقاد والإيمان أساساً هل يحتاج إلى دليل أو لا يحتاج إلى دليل؟ الجواب تصنيف يقول نعم يحتاج إلى دليل ودليله كامن في وجوده يعني دليل الفطرة فإذن أنت لا تحتاج إلى دليل من الخارج لأنه وجود الله مجهول بالنسبة إليك أم معلوم؟ معلوم، والدليل فقط للتنبيه على أمر هذا الأمر الفطري الكامن في وجود الإنسان ويتذكر الأعزة فيما سبق بينا معنى الفطرة، إذن في هذا التصنيف السادس أو السابع يقول هل يحتاج إلى دليل نظري أي دليل أو دليل عملي أو أي دليل أو لا حاجة له لأنه أمر فطري في وجود الإنسان؟

    التصنيف الأخير: وهو انه ومن قال لكم أن الإيمان بوجود الله محتاج إلى دليل معتبر ؟ بل وهذه نظرية تطرح في الغرب بقوة بل مسألة الإيمان مقولة منفصلة عن مسألة العلم وكلما كان الإيمان من غير علم بل كل ما انفصل الإيمان عن العلم فهو اشرف من الإيمان الذي يكون قائماً على العلم عجيب هذه النظرية الآن أيضاً لها مريدية كثر في الغرب يقول أساساً قيمة الإيمان ألا يكون من العلم.

    اضرب لك مثال: أنت إذا دخل عليك الإمام المعصوم وتعلم انه ماذا؟ الإمام المعصوم تحترم وتقدس أو لا؟ نعم إذا معتقد هذا هو الإمام المعصوم أما بينك وبين الله دخل عليك نفس الإمام وأنت لا يوجد عندك أي تصور انه هذا هو المعصوم ولكن احترمته وكرمته لأجل انه إنسان أيهما أعظم علمك أم عدم علمك؟

    هؤلاء يقولون إذا وجد العلم فأنت مضطر للإيمان أصلاً باختيارك أم ليس باختيارك رغم انفك لابد أن تؤمن إذا ما آمنت .. فإذن القيمة في الإيمان ليس مع الدليل القيمة في الإيمان انه من دون العلم ولهذا بعضهم يعبروا أصحاب هذا الطريق يقولون أن العلم والدليل قاتل لقيمة الإيمان ومهلك للإيمان إنما قيمة الإيمان أن يكون ماذا؟ يعني قيمته عند المؤمن به وهو الله قيمته هو انك بلا دليل آمنت به ورتبت حياتك على ذلك.

    ولهذا أصحاب هذا الاتجاه يقولون لو اطعت هذا الشخص الذي هو رسول الله ولو سالتك عن الدليل ما عندك دليل تقول ولكنه إنسان في قمة الإنسانية ويحمل من القيم الإنسانية الرفيعة والقيم الأخلاقية التي لا يضارعه فيها شيء، فالذي جذبك إليه دليل أم هذه القيم؟ يقول هذا الإيمان اعلى بمراتب من ذلك الإيمان الذي قال هذا دليل رغم انفك إذا لم تطيعه ماذا تروح؟ إلى نار جهنم، ولهذا الآن في الغرب أو في بعض الاتجاهات يصر على أن مقولة الإيمان شيء ومقولة الدليل والعلم والتصديق المنطقي شيء آخر ويدخلون من هذا المدخل وهو انه إذا اقيم الدليل فأنت مضطر للإيمان إذا عندك دليل تستطيع أن ترفع يدك عنه فالإيمان يكون اختيارياً أو اضطرارياً؟ له قيمة أو ليس له قيمة؟ متى يكون إيماني له قيمة وشرف؟  إذا كان اختيارياً ولا يكون اختيارياً إلا إذا كان منفصلاً عن العلم والدليل المنطقي، أنا لست بصدد أقول هذا صحيح أم باطل لكن أريد أقول هذه النظريات تطرح الآن وبقوة تطرح في تلك العوالم وتلك الجوامع الفكرية.

    إذن إلى هنا نحن ذكرنا تسع طرق اقل أكثر لعلها عشرة ذكرنا طبعاً يكون في علمك وكل طريقة من هذه الطرق نتيجته تختلف عن الطريق الآخر إذا تتذكرون فيما سبق قلنا أن طريق البرهان الغائي أو الغاية أو النظم يثبت الحكيم العالم القادر السميع البصير المختار أما المبدأ الفاعلي لا يثبت ذلك.

    ولهذا عندما يأتي امثال ريتشارد دوكنز في كتابه وهم الإله إذا يريد أن ينفي أو يناقش الأدلة التي استدل بها القائلون بوجود الله لا يكفي أن يناقش اثنين ثلاثة أربعة خمسة لابد أن يناقش ماذا؟ وهذا لم يفعله في هذا الكتاب انتم إذا ترجعون إلى صفحات الفصل الثالث صفحة 78 يقول الدليل على وجود الله يذكر ثلاثة، أربعة أدلة يقول إذن الله لا دليل على وجوده.

    الجواب هذا استقراء كامل أم ناقص؟ هذا استقراء ناقص لأنه أنت عندما تأتي الآن إلى هذا كتاب شيخ جوادي آملي تبيين براهين إثبات خدا برهان الإمكان والوجوب، برهان الحركة والحدوث برهان الإمكان الفقري برهان الوجود لانسل برهان الصديقين برهان النظم برهان المعجزة برهان التجربة الدينية البراهين الأخلاقية التي منها برهان كانت برهان الفطرة، طبعاً هنا الآن من قرات هذه تذكرت واحدة من أهم الطرق للإيمان بالله هو الكشف الآن قد يكون الكشف حجة أو ليس بحجة؟ كثير الآن ينكرون حجية الكشف أو لا ينكرون؟ ولكن بالنسبة إلى الشخص ماذا؟ يثبت له وجود الله حتى لو لم يستطع أن يقيم الدليل يقول أنا حصل لي بالكشف انه موجود تقول له قد تكون رؤيا وقد تكون هلوسة قد يكون مرضاً قد يكون جوعاً، يقول أنت تقول هذا يقيناً الذي رأيتهما وهذا من مصاديق انفكاك الإيمان عن الدليل.

    ولهذا تجد اولئك الآن يحاولون بكل قوة الذين يربطون الإيمان بالدليل أن يقولوا أن الكشف أيضاً من الادلة لأنه إذا قالوا أن الكشف ليس من الادلة إذن ايمان مع الدليل أم بلا دليل؟ بلا دليل فماذا لابد أن يفعل؟ يصحح اصله الموضوعي أن الكشف للعارف أيضاً هو من الادلة وهذا بحث إن شاء الله إذا توفقنا أن نقف عليه وهو انه أساساً النبي اعتقد بانه نبي وان هذا الذي جاءه جبرئيل هذا بالدليل أم بلا دليل؟ يعني جلس مع نفسه قال بسم الله الرحمن الرحيم لابد أن اقيم دليلاً على أن هذا الذي جاءني هو جبرئيل ومن بعثه؟ الله بعثه.

    فإذن واقعاً بالدليل آمن بأنه صار نبياً أم بالكشف، والعلم الحضوري؟ واقعاً هذه قضية محورية انه كيف عرف صدق ما قيل له لا أنا وانت نحن نقرأ القرآن من خلال نقول هذا الكتاب معجزة إذن هذا نبي هو كيف عرف انه نبي؟ هو يقول هذا جبرئيل، هذا جبرئيل يحدثني اليس كذلك؟ من اين عرف ان هذا جبرئيل؟ فقط عندكم كشف الكشف حجة أو ليس بحجة؟

    من قال أن كل كشف مطابق للواقع هذا من اين جئتم به؟ لا تقولون هو معصوم، عصمته تثبتوها بعد القرآن لا قبل القرآن، يلزم الدور انت لا تستطيع اولا تثبت عصمته بعد أن تثبت نبوته أول لابد أن تثبت نبوته بعد ذلك تثبت من اين تثبت نبوته؟

    تقول اعلم انه صادق، مراراً ذكرنا أن الصدق يحمل على اطلاقين أما صدق خبري وأما صدق مخبري نعم هو مع نفسه صادق يحس انه نبي بعث إليه أو مبعوث ولكن إذا هو احس بذلك يعني بالضرورة مطابق للواقع أم اعم من ذلك؟ أنا لا اريد أقول مخالف للواقع لا، اعم ماذا؟ وهو صدق الخبري.

    سؤال رسول الله عندما يقول أنا معتقد اني نبي مرسل اليّ صادق أم لا؟ لابد نسال أي صادق؟ إذا مقصودكم الصدق المخبري يعني يخبر وهو الصادق نعم هو الصادق الامين، ولكن الصادق الامين ليس ملازمته هذا، ليس الصدق المنطقي يعني المطابقة للواقع فإذن هو ايمان مع الدليل أو بلا دليل؟ هو شخص النبي مؤمن مع الدليل أو بلا دليل؟ دليله كشفه ومن قال أن كل كشف مطابق للواقع؟

    الجواب نرجع إلى الدليل ادلتنا تقول كذا كذا كذا فمن يثبت له ولهذا إذا آمنت به وعملت آمنت به يعني مشيت على ما يقول وما عندك دليل على المطابقة للواقع هذا اشرف أو ذاك الذي عنده دليل على انه هذا نبي ايهما اشرف؟ أنا فهمي يقول أن رسول الله يحترم هذا أكثر ماذا؟ يقول لأنه ذاك الذي قام عنده الدليل كنت مجبراً إذا لم تؤمن بي كنت تروح إلى نار جهنم فأنت ايمانك بي كان اختيارياً أو اضطرارياً؟ أما ذاك الذي مشى خلفي ولا يوجد عنده دليل فإيمانه ماذا؟ اختياري أو…؟ نعم اختياري مئة في المئة فإيمانه اشرف من ايمانك

    هذا تمام الكلام في بحث تصنيف أدلة اثبات وجود الله، تتمة البحث في الدرس القادم والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/17
    • مرات التنزيل : 2439

  • جديد المرئيات