نصوص ومقالات مختارة

  • مطارحات في تجديد الفكر الديني (16) المهدوية ونظرية المنجي الموعود (9)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في استعراض الآيات القرآنية التي قيل أنها تثبت نظرية المهدوية أو نظرية المنجي الموعود وبينا في البحث السابق الآية الأولى في هذا المجال.

    أما الآية الثانية في هذا المجال وهي الآية 105 من سورة الأنبياء قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)

    هذه الآية قبل أن ندخل فيها لابد أن نعرف السياق العام الموجود فيها الآيات السابقة عليها تقول (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) الآية 97 (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ).

    ثم الآية تبيّن الآية 101 (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) لأنه الآية التي قبلها فيها زفير وهم فيها لا يسمعون، لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون تنظرون بعد من الآية 96 إلى الآن نتكلم عن أجواء القيامة يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إذن أي ارض هذه؟

    لو قبلنا بتوقيفية الآيات القرآنية وقبلنا بنظرية وأصالة حجية السياق القرآني فهذه الآية سياقها القرآني ماذا يقول؟ أن الأرض أي ارض هذه؟ ارض القيامة، وأنّ الوراثة أي وراثة؟ يرثها عبادي الصالحون هناك واقعاً الصالحون من عبادي يرثون تلك الأرض، اللهم إلا أن تقول لا، الروايات كذا البحث رجعنا هذه المغالطة التي ليس بعدها مغالطة، وهو انه ماذا تفعل بالروايات؟

    الآن بحثنا بحث قراني ومن هنا هذه الآية المباركة فيها عدّة مفردات:

    المفردة الأولى الزبور

    المفردة الثانية الذكر الآن ليس بحثنا ما المراد من الزبور ما المراد من الذكر هذه أبحاث الآن غير داخلة في بحثنا في المهدوية.

    إنما البحث أولاً في مفردة الأرض ثانياً في مفردة الارث ثالثاً في مفردة العباد الصالحون.

    تعالوا معنا إلى هذه المفردات:

    أما مفردة الارث: التحقيق في كلمات القران الكريم للعلامة المصطفوي المجلد الثالث عشر صفحة 84 تعالوا معنا إلى الإرث أي ارث هذا؟ أي وراثة هذه؟ نحن عندنا وراثة فقهية في باب الفقه باب الإرث ما هو باب الإرث انه مال عند اخرين فينتقل إلى آخرين إذا توفرت الأسباب.

    وعندنا وراثة معنوية والقران الكريم فيها آيات تكلمت عن الإرث أساساً اتركنا الآن من النص القرآني تعالوا إلى النص الروائي السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله نوح نبي الله إبراهيم خليل الله موسى كليم الله أليس كذلك هذا أي وارث؟ هذا أي ارث؟ هذا الإرث العلمي المعنوي عبر عنه ما تشاء.

    سؤال هذه أي وراثة هنا يرثها عبادي الصالحون يعني يرثون الأرض؟ ثم أنت تريد من الوراثة هنا معنى السلطة يعني يرثها عبادي الصالحون يعني ماذا يكونون؟ يتسلطون على الأرض واين عندنا في اللغة العربية المراد من أن يرث يعني أن يتسلط ويتغلب؟ اتركنا من هذه الأبحاث التفصيلية أنا أريد أقول لكم عندما لا تلبسون لباس الرواية وغطاء الرواية ونظّارة الرواية انظروا أن البحث القرآني كيف يكون منفتح الآفاق.

    التحقيق أن الأصل الواحد في المادة هو انتقال شيء جزءً أو كلاً من شخص أو موضوع انقضى حياته إلى آخر مادياً أو معنوياً هذا هو الإرث فالوارث من انتقل إليه وصار صاحب ميراث ثمّ أن الوارث المطلق هو الله عز وجل، نعم فإنّه أزلي ابدي باقٍ بعد فناء كل شيء فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين، وإنّا لنحن نحي ونميت ونحن الوارثون، إنا نحن نرث الأرض ومن عليها والينا يرجعون (وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ).

    (إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء) من عباده محل الشاهد الذي ينفعنا هنا كثيراً (وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) واي ارض هذه؟ ارض الجنة بقرينة سياق الآية (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا) وبالأمس قرأنا للأعزة (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ) يعني توجد هناك ارض ولكن هذه غير الأرض الدنيوية، (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ والسَماوات) يعني تبدل السماوات غير السماوات، إذن نحن والسياق هذا.

    ولهذا تجد مباشرة هذا تفسير الطبري في ذاك الزمان غير موجودة قضية المهدي بعدها مطروحة حتى انه يريدون أن يحرفوها إذ هذا الذي فهموه صحابة رسول الله من الآية لا اريد أقول أن اجتهادهم حجة أو فهمهم حجة ولكن اريد أقول هكذا فهموا.

    (أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) عن ابن عباس ارض الجنة (وَلَقَدْ كَتَبْنَا) قال اخبر سبحانه عن ابن عباس اخبر سبحانه في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السماوات والارض أن يورث امة محمد الأرض ويدخلهم الجنة وهم الصالحون، هذه أن يورثهم الأرض أي ارض؟ هذه ارض الدنيا، أيضاً عن ابن عباس، تقول في النتيجة لم نفهمها أي ارض هذه؟

    الجواب بيني وبين الله واقعاً مفتوحة يعني لا تستطيع ولهذا بعد ذلك سنقرأ لكم جملة من أعلام المفسرين قالوا بيني وبين الله قابلة للانطباق على الأرض الدنيوية والارض الاخروية ولا قرينة في الآية تقول هذا دونها بعبارة أخرى الأرض مفهوم كلي له مصداقان ارض الدنيا وارض الاخرة عود بينك وبين الله كيف يخرج منها مهدي آخر الزمان كيف؟

    لا أقول لا تنطبق بل أقول ليست مرتبطة بالمهدي لأنه انت تريد تربطها بمن؟ هذا معجم الاحاديث 369 المجلد السابع 369 قال أن الأرض يرثها عبادي الصالحون قال هو القائم واصحابه هذا بعد ليس ظهور الآية هذا ليس نص الآية هذه واحدة من مصاديق فيها عشرة مصاديق وواحدة من مصاديقها إذا ثبت بدليل خارجي يعني من دليلي من الخارج انه من مصاديق يرثها هذا الارث لا مانع ليس مخالف ولكن لا يقول لي القرآن أشار إلى مسألة المهدوية.

    المفردة الثانية الأرض وفيها احتمالات متعددة اوصلها البعض إلى خمسة: الأرض الدنيوية، الأرض الاخروية، ارض الشام، الأرض المقدسة، إلى اخره.

    تعالوا معنا إلى الالوسي الذي وقف عند الآية جيداً قال: اخرج ابن جرير وابن ابي حاتم وغيرهما عن ابن عباس أن المراد بالارض ارض الجنة، طبعاً من يعتقد بأن ابن عباس لا يقول شيئاً إلا من أمير المؤمنين أو من رسول الله فهذه الرواية ممن ينقلها؟ ومن يقول لا، هذه اجتهاداته واجتهاداته حجة علينا أو ليست حجة هذا بعد تابع على المبنى الذي ينتخبه طبعاً نحن مبنانا الثاني انه هذه اجتهادات أبداً ليس إلا.

    قال الإمام أي الرازي ويؤيده يؤيده أن المراد من الأرض أي ارض؟ ارض الجنة (وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء) أي ارض هذه؟ ارض الجنة هذه، وأورثنا الزمر 74 وأنها الأرض التي يختص بها الصالحون، لان الآية قالت يرثها عبادي الصالحون هذه فقط ارض الجنة قالت عبادي الصالحين وإلا في الدنيا يوجد للصالحين ولغير الصالحين حتى في زمان الحجة يوجد من ليس صالحاً أو لا يوجد؟ نعم الحكومة لمن؟ للصالحين وإلا يوجد غير الصالحين على أي الأحوال.

    قال يختص لأنها لهم خلقت وغيرهم إذا حصلوا فيها فعلى وجه التبع وان الآية ذكرت عقيب ذكر إعادة إلى سياق الآيات يقول الآيات كلها من صدرها إلى ذيلها كلها تتكلم عن المعاد عن الاخرة وليس بعد الاعادة ارض يستقر بها الصالحون ويمتن بها عليهم سوى ارض الجنة هذا احد الاحتمالات في المراد من الأرض وروي هذا القول عن مجاهد وابن جبير وعكرمة والسدي وابو العالية وفي رواية أخرى عن ابن عباس أن المراد بها ارض الدنيا التي قرأناها الآن من الطبري إذن الاحتمال الثاني أنها ارض الدنيا.

    واخرج مسلم وابو داوود والترمذي عن ثوبان قال، قال رسول الله هذا تأييد أن الأرض أية ارض؟ ارض الدنيا أن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها هذه أي ارض؟ هذا تأييد أن المراد من الأرض هنا في الآية ارض ماذا؟ وهذا وعد منه تعالى بإظهار الدين واعزاز اهله واستيلاءهم على أكثر المعمورة التي يكثر تردد المسافرين إليها وإلا فمن الأرض إلى اخره بعد كل هذا الفهم روائي أم قراني؟ روائي إذ لا يوجد هناك شاهد قراني وإن قلنا بأن جميع ذلك يكون في حوزة المؤمنين أيام المهدي انت عندك أدلة انت تطبقها تقول هذا مصداق ماذا؟ جيد جداً هو أيضاً يطبقها على عيسى وذاك يطبقها على فلان وفلان هل قليلون الذين ادعوا المهدوية يقول هذا مصداقه، انتهت القضية.

    وقيل المراد بها الارض  المقدسة أي ارض؟ ارض بني إسرائيل التي اخرجوا منها، وقيل الشام ولعلّ إلى اخره يقول ومن الغرائب أن هذا إلى اخره هذا المورد الأول.

    القرطبي تعالوا معنا في ذيل الآية يقول إن (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي المتوفى 671 الجزء الرابع عشر هناك قال احسن ما قيل فيه لأنه قلنا بأنه هذه الأرض وقع فيها الخلاف احسن ما قيل فيه انه يراد بها ارض الجنة لماذا احسن؟ بقرينة السياق كما قال سعيد لان الأرض في الدنيا قد ورثها الصالحون وغير الصالحون وهو قول ابن عباس ومجاهد وغيرهما قال ودليل هذا التأويل (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ) هذه أي ارض؟ هذه الآية الزمر 75 تعالوا نستخرج هذه الآيات في سورة الزمر واقعاً هذه الآيات في سورة الزمر 74 ـ 75 سوف اقرأها (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ) عجيب إذن هذه أي ارض؟ ارض الجنة.

    إذن ما هي علاقتها بخلافة المهدي؟ (وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) قال عند ذلك (وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الحمد لله الله سبحانه وتعالى تلك جهودنا في الدنيا الله اعطانا اورثنا الجنة ولذا القرطبي يقول وعن ابن عباس أنها الأرض المقدسة وعنه أيضاً أنها ارض الأمم الكافرة ترثها امة محمد بالفتوح وقيل أن المراد بذلك بنو إسرائيل بدليل قوله واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها واكثر المفسرين على أن المراد بالعباد الصالحين امة محمد، إذن شخص أم ليس بشخص؟ الآية تقول بأنها، الآن يمكن أن يدل الدليل القطعي أن هذه الأمة وعلى رأسها من؟ إمام معصوم هذا تابع لدليلك لكن أنا لم يتم عندي هذا الدليل على سبيل الفرض هذا أيضاً المورد الثاني.

    ولهذا السيد الطباطبائي من وجد هذه انظروا ماذا قال؟ الجزء الرابع عشر من الميزان صفحة 330 يقول ما هو المراد بالذكر في صفحة 330 والمراد من وراثة الأرض انتقال التسلط على منافعها إليهم أنا لا ادري من اين استخرج من كلمة الارث التسلط أول الكلام اللغة العربية نعم إلا إذا كان يوجد دليل من الخارج وهذا اطاره ذهني اطاره روائي فيهدف إلى ماذا؟ مع انه لا يوجد يقول اورثناكم التسلط ماذا؟ على منافعها واستقرار بركات الحياة بها فيهم وهذه البركات إما دنيوية فالأرض ماذا تصير؟ ارض الدنيا راجعة إلى الحياة الدنيا كالتمتع الصالح بأمتعتها وزيناتها فيكون مؤدى الآية أن الأرض ستتطهر من الشرك والمعصية ويسكنها مجتمع بشري صالح يعبدون الله ولا يشركون به شيئا كما يشير إليه قوله (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ) هذا بعد استناد إلى آية أخرى لا مستفاد من هذه الآية هذا لا يستخرج من هذه الآية بل الآية لا يوجد فيها هذا.

    وإما أخروية سيدنا هذه من اين اتيت بها؟ لأنه الأرض في القرآن مستعملة ارض الاخرة، وإما اخروية وهي مقامات القرب التي اكتسبوها في حياتهم الدنيا فإنها من بركات الحياة الارضية وهي نعيم الاخرة وقالوا الحمد لله الذي اورثنا الأرض ومن هنا يظهر أن الآية مطلقة لا موجبة لتخصيصها بإحدى الوراثتين والحق معه نعم واقعاً أن الآية مفهوم كلي عام قابلة على ارض الدنيا وارض الاخرة سؤال يرثها عبادي الصالحون ورثوها مما سبق أم سيرثونها في المستقبل؟

    الجواب: مما سبق ورثوا ومما سياتي إذا دل الدليل أيضاً سيرثون لا توجد عندنا مشكلة كلاهما صادق، إذن فتحصل إلى هنا فلنقرأ ولا موجب كما فعلوه فهم بين من يخصها بالوراثة الاخروية كما قرأنا الروايات تمسكاً بما يناسبها من الآيات وربما استدلوا لتعينه بأن الآية السابقة تذكر الاعادة يقول لماذا خصصها البعض بارض الجنة؟ يقول اولا سياق سياق الاعادة ولا ارض بعد الاعادة حتى يرثها الصالحون هذه عبارات القرطبي من غير أن يشير لأنه هذه عباراته عبارات المفسرين ويرده أن كون الآية معطوفة على سابقتها غير متعين فمن الممكن أن تكون معطوفة على قوله فمن يعمل من الصالحات إلى اخره الآن من حقه أن يناقش وعندنا قاعدة أخرى انت بامكانك أن تأخذ الآية من سياقها وتنظر إليها نظرة أصل كلي والسياق يكون مصداقاً من مصاديق الآية ذاك أصل كلي وهذا يمكن أن يكون كذلك.

    يقول وبين من يخصها بالوراثة الدنيوية هذا محل الشاهد مهم جداً ويحملها على زمان ظهور الإسلام أو ظهور المهدي عليه السلام الذي اخبر به النبي في الأخبار المتواترة من طرق الفريقين ويتمسك لذلك بالآيات المناسبة التي اؤمنا.

    سيدنا تقبل هذا أو لا؟ طبعاً لا ادري خوفاً أو كذا يقول وبالجملة فالايات مطلقة يعني هذا الاختصاص ماذا؟ يعني نقبل الاختصاص أو لا نقبل؟ لا قرينة في الآية هل هو جزاف.

    يقول بين من حملها ولا موجب لتخصيصها بإحدى الوراثتين لا وراثة اخروية ولا وراثة دنيوية بل هي ما هي؟ مطلقة تعمّ الوراثتين جميعا غير أن الذي يقتضيه الاعتبار بالسياق أن تكون معطوفة على قوله السابق يقول لو كنا نحن والسياق لابد أن تكون مرتبطة بالوراثة الاخروية لماذا؟ تعالوا مرة أخرى إلى الآيات هذا ما يعمل من الصالحات تعالوا مرة أخرى إلى الآيات حتى تعرفون هذا يقول من الصالحات ما هو مقصوده.

    انظروا إلى الآية 94 من سورة الأنبياء (فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ) (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) إذن بمقتضى آية 94 هذه أي ارض؟ ارض الجنة، هي يصرّ السيد الطباطبائي طبعاً الذي غير ملتفت انظروا يقول وبالجملة الآية مطلقة تعم الوراثتين جميعاً غير أن الذي يقتضيه الاعتبار بالسياق أن تكون معطوفة على قوله السابق ما هو القول السابق؟ فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له لكاتبون هنا ختمت هذا الفصل قالت (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ) أي ارض هذه؟ الله لا يضيع سعيهم وليس للإنسان إلا ما سعى أن الأرض ارض الجنة يرثها من؟ لمن يعمل من الصالحات يعني عبادي الصالحون.

    بينك وبين الله الآن لو يجلس أمامك عالم من الطرف الآخر من أي مذهب كان ويقول هذا سياق الآيات لماذا تخرجها عن سياقها لماذا تخرجون الآية عن سياقها؟ ما هو جوابكم العلمي؟ ولهذا يقول المشير إلى تفصيل حال المختلفين في أمر الدين من حيث الجزاء الاخروي وتكون هذه الآية مشيرة إلى تفصيلها من حيث الجزاء الدنيوي يعني انه انت إذا فعلت في هذه الدنيا كذا نحن أيضاً في الاخرة نعطيك كذا خلص ترث الأرض هناك.

    ويكون المحصّل إنا أمرناهم بدين واحد لكنهم تقطعوا واختلفوا نحن ماذا فعلنا؟ فاختلفت مجازاتنا لهم، أما في الاخرة فللمؤمنين سعي مشكور وعمل مكتوب وللكافرين خلاف ذلك أما في الدنيا فللصالحين وراثة الأرض بخلاف غيرهم بلي يصدق عليه ولكن تعالوا معنا إلى النصوص الروائية بقدر ما نستطيع في النصوص الروائية على مستوى أهل السنة الوارد عندهم هذيك الروايات التي قرأناها من الطبري وكذا الاسانيد ليست معتبرة الوارد عندهم التفسير الصحيح موسوعة التفسير كذا بالأمس أيضاً اشرنا إليه المجلد الرابع صفحة 259 اخرج الطبري بسنده الصحيح عن عبد الرحمن بن زيد في قوله قال الجنة اخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله أن الأرض الجنة، وهذه واحدة عن ابن عباس وأخرى عن مجاهد، والجواب أنه لا ابن عباس حجة علينا ولا مجاهد حجة علينا نعم فهموا من الآية هم احرى ما المعذور أو اثبات شيء لا ينفي ما عداه هذا هنا.

    وأما معجم احاديث المهدي وقد قرأناها فيما سبق صفحة 369 الرواية ما هي؟ الإمام وقوله (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ) قال الكتب كلها فلان أن الأرض قال من؟ الآن عندما تنظر إلى المصدر ترى كم مصدر؟ ثمانية عشر مصدر، هي رواية واحدة في تفسير القمي نقلوها منه صارت ثمانية عشر مصدر إذن بينك وبين الله هذا بحث علمي؟ هذا كتاب علمي بينكم وبين الله؟ هو أيضاً يقول تفسير القمي مرسلاً عن الباقر هذه الرواية لا سند ولا أول ولا آخر، ولقد كتبنا، قال القائم اصحابه والسلام انتهت القضية، عود هذه جاءت نقلها مجمع البيان والطبرسي في جوامع الجامع وتأويل الآيات الظاهرة ومنهج الصادقين ومجمع البحرين وتفسير الصافي واثبات الهداة والمحجة والبرهان والبحار ونور الثقلين ومرآة العقول بينك وبين الله مرآة العقول وبها مؤلف واحد إذ ذكرها هنا أو ذكرها هناك هذه تصير مصادر؟! وانتم ذكرنا لكم فيما سبق بينكم وبين الله قلنا القيمة بتعدد الكتب أم بتعدد السند اولا وإذا كان السند واحداً تعدد الكتب العلماء المختلفين لا انه انت عالم واحد في كتابين تنقل منه.

    الآن ارجعوا مرة أخرى إلى المحاور العشرة التي اشرنا إليها بينكم وبين الله هذه الآية المباركة كم محور من هذه المحاور تستطيع أن تثبت؟ فيها احتمال إذا دل دليل من الخارج انه في آخر الزمان يظهر الإمام المهدي المنتظر ليس منافي لها ولكن ليس بصدد اثباتها لا تثبت لنا شخص ولا شخص معين ولا ولا ولا وانه حي وانه معصوم وأنه سوف يرث كل هذه الأرض كل هذا بعد يستخرج من الآية أو لا يستخرج؟

    لا علاقة للآية بمثل هذه المطالب لا من قريب ولا من بعيد، فأنت بعد مرجعك اين يكون؟ هذا اذكره حتى تراجعون تعالوا معنا إلى كنز الدقائق في كنز الدقائق المجلد الثامن صفحة 480 حتى تعرفون بعد هذا الإنسان اخباري بعد كل تفسيره اخباري أن الأرض قيل ارض الجنة أو الأرض المقدسة ولا يستطيع أيضاً أن يقول هذا باطل وهذا باطل لماذا؟ لان الآية تحتمل لا يستطيع اني يرجّح، يرثها عبادي الصالحون كلها بعنوان ماذا؟ قيل لأنه اقوال موجودة وليست قابلة للترجيح أيضاً وهذا الذي فيما سبق قلناه أن الآيات القرآنية مصممة تصميماً افق مفتوح عجيب هذا النص القرآني.

    ولهذا نحن مراراً قلنا أن القرآن قابل للقراءات المتعددة واقول قابل للقراءات المتعددة لا من حيث المفهوم، المفهوم واحد ولكن مصاديقها تختلف وهذا هو سر بقاء القرآن، قيل يعني عامة المؤمنين إذن يرثها عبادي الصالحون من هم؟ الإمام المهدي؟ لا، لان الآية تقول عبادي الصالحون أو الذي كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها، أو امة محمد كلها الآية قابلة للانطباق عليهم.

    وفي تفسير القمي ينقل الرواية لا يوجد شيء آخر، وفي مجمع البيان أن الأرض يرثها عبادي الصالحون قال أبو جعفر هم أصحاب المهدي في آخر الزمان مولانا اين هذه الرواية؟ انت في القرن السادس من اين هذه الرواية؟ إلا أن يكون مستنداً إلى تفسير القمي الذي يقول بأنه القائم واصحابه الآن اين يذهب؟ يذهب بعيداً في الروايات، ويدلّ على ذلك هذا المعنى ما رواه الخاص والعام عن النبي لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم واحد لا، قل لي أن الآية مرتبطة لا انت فهمك للآية منطبق على كذا من حقك انت أما لا تقول لي الآية هذه.

    نعم رسول الله صلى الله عليه وآله امطبق الآية على من؟ بلي لا يوجد عندنا شك وذاك بسند متواتر حتى نقطع أو بسند قطعي وإن لم يكن متواتراً وبألفاظه هو لا بنقل الراوي ماذا فهم الراوي، وإلا هذاك فهم الراوي يصير ابن عباس فهم  كذا أنا لا اريد منه شيئا.

    واورد فلان إلى فلان واورد فلان إلى اخره وقال أيضاً فلان ولقد كتبنا في الزبور من بعد أن فلان والارض ارض عن ابي الحسن موسى بن جعفر والارض ارض الجنة لماذا لا تقولون هذه، هذه أيضاً قولوها هذه رواية، رواية أخرى وقال أيضاً 8 نفس المصدر الذي هو تأويل الآيات الباهرة وقال أيضاً عن ابي جعفر قوله عز وجل أن الأرض يرثها أصحاب المهدي في آخر الزمان هذه هي رواية تفسير القمي فتحصل مما تقدم أن هذه الآية الثانية من سورة الأنبياء أيضاً ليست هي لا نص جلي في المهدوية ولا نص خفي في المهدوية ولا حتى لها ظهور في المهدوية وإنما مفهوم عام فإذا دلّ الدليل من الخارج أن من مصاديق المهدوية أيضاً التزمنا بذلك إن شاء الله في الاسبوع القادم سندخل إلى الآية الثالثة والرابعة التي اتصور هاتان الآيتان يعني الثالثة والرابعة لعله أفضل من الآيتين السابقتين والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/28
    • مرات التنزيل : 2270

  • جديد المرئيات