نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (165) هل يمكن للمرأة أن تصل إلى مقام النبوة؟ (3)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهى بنا البحث إلى أن حقيقة النبوة مرتبطة بالعلو المعنوي في مقامات أو درجات القرب الإلهي هذا ما يمكن استفادته من الاشتقاق اللغوي لهذا ويمكن اعتباره أيضاً مقاماً من المقامات الوجودية والتكوينية، لأنه سنبين أن المقامات تنقسم إلى قسمين قسم وجودي وقسم اعتباري.

    حتى اقرب المطلب إلى ذهن الأعزة العدالة أمر وجودي أما إمامة الجماعة أمر اعتباري العالم بالقضاء أمر وجودي ولكن أن يكون متصدياً للقضاء أمر اعتباري الفقاهة في الدين أمر وجودي مرتبة علمية أما المرجعية والإفتاء أمر اعتباري، النبوة بناءً على ما بيناه أمر وجودي درجة علمية درجة معنوية في درجات القرب الإلهي، ما هي خصائصها؟ خصائصها أشار إليها في تحقيق في كلمات القرآن المجلد الثاني عشر صفحة 15 قال إنّ مقام النبوة والخلافة هذه من المسامحات لأنه نحن بينا أن الخلافة عنوان عام من مصاديق الخلافة النبوة من مصاديق الخلافة الإمامة، يحتاج هذا المقام إلى ثلاثة امتيازات:

    امتياز تكويني وارتفاع معنوي ذاتي هذه هي النبوة، لابد أن يصعد في درجات القرب الإلهي ورفعناه مكان عليا.

    امتياز تكويني وارتفاع معنوي وامتياز خاص في المجاهدة والعمل يعني متى يصل إلى هذا المقام؟ من خلال العمل إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه لابد يحتاج إلى عمل وامتياز إعطاء المنصب فهذا ليس مرتبط بحقيقة النبوة هذا ما هو؟ هذا ما يترتب على النبوة يعطى له منصب.

    الإمامة ما هي؟ مقام وجودي أم منصب أي منهما؟ الإمامة يمكن أن تكون مقاماً وجودياً ويمكن أن تكون منصباً سياسياً إمامة الجماعة منصب سياسي، إمامة الدولة منصب ماذا؟ إمام المسجد الحرام منصب سياسي إمام إمامة المؤمنين منصب وجودي، فعندما نحن نعتقد وجعلناهم أئمة يهتدون بامرنا هذه يا إمامة؟ أو قوله تعالى أني جاعلك للناس إماما، إبراهيم إذ صريح القرآن الله، يا إمامة هذه؟

    هنا خلاف شديد بين المفسرين بعض يقول هذه الإمامة الإمامة السياسية يعني الله قبل هذا المقام كان مأموراً بالرسالة أما إقامة الدولة لم يكن مأموراً بها كما أن النبي في مكة كان مأمور في إقامة الدولة أو لم يكن؟ لم يكن فيوجد عنده إمامة الدولة أو لا توجد؟ إمامة سياسية غير موجودة ولكنه رسالة موجودة هذا رأي ولعله هو المشهور.

    وبعض يقول لا، هذه هي الإمامة الوجودية يعني منصب وجودي وهذا الذي يصرّ عليه السيد الطباطبائي، السيد الطباطبائي يعتقد أن هذه الإمامة التي أعطيت لابراهيم إمامة فوق مقام الرسالة أما الإمامة السياسية ليست فوق مقام الرسالة بل دون مقام الرسالة وهذا بحث قراني لابد أن يبحث نحن بعض نكاته  اشرنا إليه في البحث حول الإمامة وكذلك في علم الإمام اشرنا إليه.

    هذا التمييز جداً ضروري لفهم هذه القضايا إذن النبوة الآن في كلمة واحدة مقام اعتباري أم مقام وجودي؟ الجواب بالتحليل الذي اشرنا إليه فهو مقام وجودي لا يمكن للإنسان أن يصل إليه إلا بعد مجاهدات خاصة واعمال خاصة ونحو ذلك، ما هي الرسالة؟ هذا التمييز إذا اتضح عندكم سوف يتضح معنى الرسالة.

    تعالوا معنا إلى الرسالة، الرسالة التحقيق في كلمات القرآن الكريم العلامة المصطفوي المجلد الرابع صفحة 137 انظروا كاملاً إلى التعريف إلى الرسالة لغةً الآن لا نتكلم في الرسول اصطلاحاً في علم الكلام أو القرآن، أبداً، أن الأصل الواحد في هذه المادة يعني مادة رَسَلَ هو الانفاذ مع الحمل حمل ماذا؟ حمل رسالة حمل شيء أياً كان بمعنى أن تنفذ شيئاً مع قيد أن تجعله حاملاً لأمر، سؤال الآن مقدمة هذا مقام وجودي أم منصب؟ أنا أعطيك رسالة مجموعة من الاوراق أقول توصلها إلى فلان ماذا يسموها؟ يقول رسوله إلينا هذا الرسول يختلف قد يكون سهام هذه رسل القوم إليكم هذه رسالة انتهت القضية هذا منصب أو درجة وجودية هذا منصب واضح من التعريف.

    يقول أن الأصل الواحد في هذه المادة هو الانفاذ مع الحمل أن ينفذه لشيء أن يبعثه لتنفيذ شيء يحمل شيئاً إليكم بمعنى أن تنفذ شيئاً مع قيد أن تجعل حامل لأمر ويلازمه هذا المفهوم التحرك والسير إما مادي أو معنوي وقد تقدم والمرسل، المرسل ما هو يقول المرسل يختلف قد يكون إنساناً وقد يكون حيواناً وقد يكون نباتاً وقد يكون جماداً وقد يكون ملكاً المرسل المرسِل من هو؟ افترض المرسِل هو الله ولكن المرسَل ولهذا اعم من أن يكون روحانياً أو مادياً من إنسان أو شيطان أو ملكٍ أو حيوان أو جماد لا يشعر.

    إذن مصاديق المرسَل ما هي؟ قد يكون إنساناً وقد يكون ملكاً وقد يكون شيطاناً أرسلنا الشياطن تؤزهم أزاً شياطين، من ارسلهم؟ الله أرسلهم، قد يكون طيراً قد يكون رياحاً قد يكون نباتاً ولهذا هذا الكتاب قلت للأعزة مراراً كتاب مفيد مطالعته مفيدة جداً عشرة أجزاء فالروحاني فارسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا والجسماني هو الذي أرسل رسوله ولقد أرسلنا نوحاً والحيوان وأرسل عليهم طيراً أبابيل، الجمادات وهو الذي أرسل الرياح وأرسلنا السماء فأرسلنا عليهم الطوفان، الشياطين إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين، الملائكة الله يصطفي من الملائكة رسل، وهكذا.

    وعلى هذا الأساس فيكون الفرق بناءً على هذا التعريف الفرق بين الرسول والنبي ما هو؟ أن النبي أو النبوة مقام وجودي ولكن الرسالة ما هي؟ منصب، قال: فإنّ النبي من له مقام تكويني ومنزل الهي، ومرتبة روحانية معنوية فوق المراتب المتداولة التقوى أيضاً مرتبة ولكن مصداق التقوى ما هو؟ قد يكون من الأبرار قد يكون من أصحاب اليقين وهكذا وهكذا، وقد يكون يصل إلى مقام النبوة، ثم عندما يصل إلى مقام النبوة، هذه مقام النبوة أيضاً درجة واحدة أو درجات؟ ولقد فضّلنا بعض النبيين على بعضٍ فهو مقام.

    في الأبحاث اللاحقة سنأتي أن المرأة تصل إلى هذا المقام الوجودي أو لا تصل؟ الخلط هنا وجد، يقول لا تكون نبياً لأنه بذهنه النبوة هي الرسالة الذي هو منصب ولا يوجد عندنا، أين عندنا في التاريخ امرأة رسول أو نبي؟ لا عزيزي أنت تخلط بين المقام الوجودي وبين المنصب الاعتباري.

    والخلط في كلماتهم منشأه عدم فهم هذين المقامين أو الدرجتين أو المفردتين بحسب اللغة قال وروحانية وهذا المقام، الآن إذا يريد أن يكون رسولاً أميناً يحمل رسالة إلى البشر لابد أن يكون عنده هذا المقام المعنوي كما أنّه أنت لا تعطي إمامة الجماعة إلا للعادل صحيح منصب اعتباري ولكن منصب اعتباري ارضيته في العدالة الذي هو أمر وجودي.

    مقام الفتوى يعني المرجعية مقام اعتباري ولكن هذا المقام الاعتباري لا يمكن أن تأخذه احد من الشارع وتقول هذا يفتي الناس لابد عنده مقام وجودي فالشرط حصولي هذا المقام الاعتباري الشرط ما هو؟ أن يكون عالماً أن يكون مجتهداً أن يكون فقيهاً في الدين، إذن الرسالة لا تعطى إلا لمن كان نبيا، يعني لا يعطى أمر لأحد بانفاذ حمل الرسالة والشريعة إلى احد إلا بعد أن يكون قد وصل إلى هذا المقام العالي الذي هو النبوة، قال وهذا المقام الذي هو المعد لاعطاء منصب الرسالة.

    طبعاً هناك أبحاث أخرى بإمكانكم أن تراجعون من قبيل مثلاً تعالوا معنا إلى المعجم في فقه لغة القرآن أبو هلال العسكري الفرق بين الإرسال والانفاذ انفذه وارسله ما الفرق بينهما؟ يقول ارسلت زيداً إلى عمر يقتضي انك حمّلته رسالة إليه أو خبراً أو ما أشبه ذلك عند ذلك يكون رسول أما والانفاذ لا يقتضي هذا انفذته تبعث الشخص بلا أن يعمل معه شيء لا يقتضي هذا المعنى ألا ترى أنّه إن طلب منك إنفاذ زيد إليه وبعث زيد إليه فبعثت زيداً من غير أن يكون حاملاً لشيء هذا لا يصطلح عليه بأنه رسوله يقول فأنفذته إليه قلت انفذته ولا تقول ولا يحسن أن تقول ارسلته، إنما يستعمل الإرسال حيث يستعمل الرسول.

    الآن يأتي هذا البحث المعقد إلى هنا نحن من حيث البحث اللغوي والفهم الكلامي اتضح، ما هي النسبة بين النبوة وبين الرسالة؟ المشهور في الأذهان أن النسبة بينهما هي العموم والخصوص المطلق النبوة اعم والرسالة اخص يعني ليس كل من وصل إلى مقام النبوة الله يبعثه ماذا؟ وينفذه إليه برسالته قد وقد لا، قد نعم يبعثه ماذا؟

    الآن اوصياء رسول الله هؤلاء أنبياء أو ليسوا أنبياء؟ اوصياءه الأئمة من بعده هؤلاء أنبياء أو ليسوا بانبياء؟ الجواب فسّر النبوة ما هي؟ إذا كانت النبوة مع إرسال شريعة فليسوا أنبياء ولسنا أنبياء أبداً.

    أما إذا فسرت النبوة بمعنى الارتفاع إلى ماذا؟ إلى هذا المقام الوجودي يمكن الآن ارتفعوا إلى مقام رسول الله أو دون ذلك لا، باعتبار أنّه من أتباعه فهم اقل، لو لم يكونوا أتباعاً لرسول الله يعني لم يكن إمامهم من؟ رسول الله هم كانوا يستحقون مقام الرسالة أو لا يستحقون؟ يستحقون لماذا؟

    ولكن الآن ما أعطيت لهم سالبة بانتفاء الموضوع لأنه هذا المسجد كان يحتاج إلى إمام جماعة ونحن عينا فلان إمام جماعة الذي يصلي خلفه أيضاً عادل إذا لم يكن إمام الجماعة كان هذا يستحق ماذا؟ يستطيع أن يتصدى ولكن الآن لماذا لا يتصدى؟ لأنه لا يستحق أو لأنه سالب بانتفاء الموضوع، إذن لا أنّه لا يستحق، عادل يستطيع.

    في النتيجة في هذا البلد نحتاج إلى قاضي، انتخابنا قاضٍ آخرين لا توجد عندهم ملاكات القضاء؟ توجد عندهم أيضاً الدرجة العلمية أيضاً العدالة كلها ولكن لا نحتاج إليه سالبة بانتفاء الموضوع.

    إذا افترضنا أن النبوة بمعنى هذا المقام الوجودي.

    هنا توجد اتجاهات ثلاثة:

    الاتجاه الأول وهو الاتجاه المشهور الذي يعتقد أن الرسول اخص من النبي وان النبوة اعم من الرسالة ولعله هذا هو المشهور ولهذا انتم على الألسنة تجدون ماذا يقولون؟ كل رسول فهو نبي وليس كل نبي فهو رسول، إلا أنّه هذا قول يوجد قولان اخران.

    القول الثاني وهو أنهما مترادفان كل نبي رسول وكل رسول نبي، وذهب إليه جملة من الأعلام سأقول منشأ هذا أين.

    القول الثالث أن الرسول اعم لا أن النبي اعم، كيف يعقل أن الرسول اعم يقول انتم الآن قلتم أن الرسول قد يكون إنساناً وقد يكون ملكاً وقد يكون شيطاناً وقد يكون حيواناً فهو اعم ليس اخص انتم الآن قلتم هذا، وهذه الأقوال الثلاثة ما هو منشأها؟ منشأها القرآن الكريم كل قول من هذه الأقوال الثلاثة لها شواهد قرآنية.

    ويكون في علمكم إلى الآن القضية لم تحل ولن تحل بهذه البساطة لأنه كل واحد انتخب قولاً قال انظر إلى الآية نقضوا عليه بآية من القول الآخر هذه الأقوال الثلاثة في موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم للعلامة التهانوي وبالجملة فالرسول في الجزء الأول صفحة 860 وبالجملة فالرسول إمّا مرادف للنبي واليه ذهب جماعة، وإمّا أي الرسول اخص منه كما ذهب إليه جماعة أخرى وقال بعضهم إنّ الرسول اعم كما ذهب إليه آخرون وله شواهد القول الأول والقول الثاني والقول الثالث.

    أما القول الأول الذي هو المشهور وهو أن النبوة اعم من الرسالة ليس كل نبي بالضرورة رسول يعني إذا وصل إلى مقام النبوة الله قد يبعثه برسالة إلى الناس فيكون رسولاً وقد لا يبعثه ولكن هو حال هذا المقام الذي وصل إليه يعني هو واجد له، ولهذا نحن هذه الجملة مراراً نكررها أن ما نعتقده في علي لا اقل أنا أقوله، لا نصب في الغدير ولا غصب في السقيفة لان الذي كان لأمير المؤمنين هو المقام الوجودي والمقام الوجودي يحتاج إلى نصب أو هو واجد له تحصيل للحاصل؟ هو واجد له ما لا يحتاج بأنه واحد يقول نصبتك هذا الذي يحتاج إلى النصب أو الذي يمكن أن يغصب ما هو؟ الأمر الوجودي أم الأمر الاعتباري، الذي غصب هو الأمر الاعتباري الخلافة السياسية.

    وهذا الذي نحن في مقدمة كتاب بحث الإمامة قبل عشرين عام ذكرنا قلت والله أنّه استطاع فكر أهل السنة أن يجرنا إلى ملعبه فجعل البحث كله منصب أن علي خليفة أو ليس وانتهى علي في هذه الجملة هو يقول ليس خليفة بلا فصل نحن نقول ماذا؟ فكل علي وكل مقامات علي وكل درجات فضائل علي أين لخصناها؟ فمن يؤمن صار شيعياً ومن لا يؤمن صار سنياً وهكذا، مع أنّه هذا والله ظلم لعلي لأنك عندما ترجع إلى مصادر أهل السنة تجد له من الفضائل ما لا توجد لجميع الصحابة يعني لو تجمع كل الصحابة تجعل فضائلهم في كفة وتجعل علي في كفة أخرى لرجحت كفة علي وهذا ما يقوله احمد بن حنبل لا أنا أقول بغض النظر ليس عند الإمامة السياسية إذ انتم تعلمون احمد بن حنبل يعتقد بالإمامة السياسية أو لا يعتقد؟ لا يعتقد، ولكن يقول أنا أتكلم عن فضائله عن مقاماته عن درجاته عن علمه عن تقواه عن شجاعته عن مروءته عن… إلى آخره.

    هذا كله استطاع الفكر السني أن يجرنا ماذا؟ المعركة أين يجعلها؟ في الخلافة السياسية وظُلم علي كما أنّه نحن ظلمنا فاطمة نحن الشيعة تصورنا أن كل مقاماتها ينحصر في كسر الضلع فالذي يقبل كسر الضلع شيعي ولائي يقبّلون رأسه ويديه والذي لا يقبل كسر الضلع هذا ليس ولائي مع أن الزهراء سيدة نساء العالمين يعني هذه المقامات أين؟ ذهبت انتهت القضية، سيدة نساء أهل الجنة.

    وهذه من أهم الأدلة لإثبات أفضليتها على مريم، فإذا ثبت أن مريم نبي في القرآن وهذا سنبحثه بعد ذلك قرانياً أن النبوة ثابتة لمريم؟ أي نبوة؟ المقام الوجودي، وهذا ما يصرح به أعلام كبار من أهل السنة أنها نبي مريم نبياً لأنه يحدثها جبرئيل أمين الوحي ونحن لا يوجد عندنا في القرآن امرأة تكلم معها القرآن إلا من؟ إلا مريم، ولكن نحن الزهراء أين أرسلناها؟ لطمها أو لم يلطمها، خلص انتهت القضية كل مقامات الزهراء لطمها أو لم يلطمها؟ انكسر ضلعها أو لم ينكسر ضلعها، سقط جنينها أو لم يسقط؟

    بيني وبين الله مسألة تاريخية أما تثبت وأما لا تثبت ولكن هذا لا يقلل من شأن فاطمة الزهراء سلام الله عليها أبداً، تبقى سيدة نساء العالمين، تبقى فاطمة بضعة مني تبقى ولا يمكن ماذا؟ لأنه هذا متواتر عندهم فضلاً أن يكون عندنا.

    تعالوا معنا إلى الآية 6 من سورة الزخرف الآية مهمة جداً هذه من الآيات التي يستشهدون بها جملة من الأعلام أن الرسالة اخص من النبوة، الرسالة ماذا؟ تقول بأي دليل؟ يقول: (وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ) فكان نبياً فنحن ارسلناه إليكم برسالته (وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ) وهو نبي ثمّ أرسل فإذن الرسالة تأتي بعد النبوة فالرسالة تكون وهناك نبي ولم يرسل، ولكنه مباشرة الآية بعدها (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) لابد نبي أم رسول؟ رسول لأنه عندما جاء برسالة إذن نبي أم رسول؟ ولكن الآية تقول: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون).

    تعالوا معنا إلى سورة الحج الآية 52 قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ) إذن قد رسول يرسل وقد نبي يرسل إذن الإرسال غير مختص بمن؟ بالرسول قد يكون بالنبي إذن ما هي النسبة بينهما؟ يصير مترادفان، أما أن الرسالة اعم فواضح قرأنا الآيات لها، لأنه الرسالة تشمل الإنسان وغير الإنسان ولكن النبوة ماذا؟ لا يوجد عندنا في الحيوانات أنبياء لا يوجد عندنا في الشياطين أنبياء عندنا فقط في من؟ فإذن الرسالة تصير اعم وكلها شواهد قرآنية.

    أفتونا مأجورين اليوم اذهبوا إلى المؤسسات وقولوا لنا هذا البحث قراني إذ لا فلسفي ولا عرفاني ولا من تأثر بالغرب بأفكار الغربيين هذه كلها آيات قرآنية حلوها حلوها لنا ولهذا الذي يريد يشتغل على القرآن هذه من أفضل الرسائل الجامعية النبوة والرسالة في القرآن، ما هن هذان العنوانان في القرآن ما هما ما هي النسبة بينهما ما هي خصائص كل منهما ما هي؟ واقعاً تستحق البحث ولهذا العرفاء لهم منهجهم الفلاسفة لهم منهجهم أما المفسرون فحدّث ولا حرج، أما الاخباريون الاخباريون ذهبوا بالروايات الروايات أيضاً قالت إذا سمع من غير أن يرى و… ومعركة لا تنتهي.

    الآن أريد اخرج إلى علوم القرآن أو البحث القرآني من جهة أخرى هذا الذي وجدتموه الذي يريد أن يشكل على القرآن يقول هذا خير دليل على أن هذا الكتاب ليس من عند الله تقول له كيف؟ يقول لأنه هو صاحب هذا الكتاب يقول ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً هذا مختلف فإذن من عند الله أم من غير عند الله؟ اطبق عليه القاعدة التي هو أسسها ما اذهب من الخارج حتى تقول يحاكم القرآن من خارجه لا، بل احاكم القرآن أريد احكم عليه من خلال منطقه منطق القرآن ومنطق القرآن يقول إذا وجدتم الاختلاف من عند الله أم لا؟ ليس من عند الله وهذه أمامكم انتم تقرون بأنه يوجد اختلاف أفتونا مأجورين.

    وهذه هي تقول إذن هذا من البشر هذا من صنع من؟ من صنع هذا الإنسان وهذه طبيعة الإنسان، يختلف، يتناقض، تقول له لا، نحن لا نفتهم يقول أول ثبت العرش ثم انقش أنت ثبت هذا من الله أنا اقبل منك ماذا؟ أنا لا افهم ولكن أنت تريد به تثبت من الله فيلزم الدور، إذا استطعت أن تثبت هذا الكتاب من الله قبل الدخول فيه ونحن عندنا طريق أو لا يوجد لنا طريق؟ إثبات هذا من الله من أين نثبته؟منه أو من خارجه؟ من خارجه ما ممكن لأنه هذه معجزة الخاتم وهذه معجزته فنحن نريد نثبته من الله من اين؟ منه فلا يمكن انه أنت تفترض من الله ثم تقول لا افهمه فلابد منه تفهمه ومنه يوجد تناقض وهو إذن غير ذلك.

    هذه من الإشكالات الحداثوية العميقة التي تطرح، قل له لو تسألني كعالم من الله أم من غير الله؟ تقول لابد ادخل في الكتاب حتى اعرف كما الآن هذا من الله أم ليس من الله؟ تقول لي أنا ادخل فيه وابحث فإذا وجدته متناقضاً ليس من الله اما إذا وجدته ليس فقط منسجم وإنما يطرح معارف لا يستطيع الآخرون أن يأتوا بمثلها أقول من الله أو ليس من الله؟ لا اقل أقول خارج العادة معجزة وخارق له ليس انه أنت تفترض من الله ثم اجا أبين بعض التهافتات وبعض التناقضات بحسب ذهني تقول أنت ما افتهمت هذا يوجد بيناتهن كذا ما صار هذا و ما يمكن هذا.

    هذا القول الأول قول المشهور وهذا القول اختاره جملة كبيرة من الأعلام أن النبوة هي الأرضية التي تعد إلى الرسالة فإذا أردنا أن نتكلم بلغة واضحة بعد أن الرسالة منصب الهي يحتاج إلى خلفية وارضية إلهية التي هي النبوة وأن الله لا يبعث أحداً برسالة بشريعة إلينا الا بعد أن طوى هذه المراحل وهذه المقامات المعنوية الوجودية التي هي النبوة ومن هنا بشكل عام ماذا تكون؟ النبوة تكون اعم من الرسالة لأنه قد يصل إلى هذا المقام فيبحث رسولا وقد يصل إلى هذا المقام ولا يبعث رسولا فالنبوة تكون اعم من الرسالة.

    وهذا المعنى تراجعونه بشكل واضح وصريح في كلمات شيخ الإسلام ابن تيمية الإمام العلامة شيخ الإسلام علم الأعلام تقي الدين بان تيمية 728 هجري في كتاب النبوات في مجلدين الكلام على النبوة فالنبي (في صفحة 714) هو الذي ينبؤه الله قلنا أن العلم لازم هذا المقام ولكن لازم لا ينفك من وصل إلى هذا المقام يلازمه أنه يعلم ما لا يعلم انه الآخرون وبيّنا هذا البحث مفصلاً وهو ينبأ بما أنبأ الله به فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسوله وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله يعني هو ما عنده رسالة إلى نفسه ولم يرسل هو إلى احد عن الله برسالة فهو نبي وليس برسول هذا هو الذي قلنا اعم واخص هذا المورد الأوّل.

    المورد الثاني تلميذه ابن قيم طريق الهجرتين وباب السعادتين لأنه أنت بس تذهب وتقرأ مال الشعر تقول عجيب محققين علماء هذه موجودة قبله وأنا وأنت ما مطالعين وتتصور انه هذه تحقيقات مالت من؟ والا إذا تجد ما قبلهم تجد هذه القضية ليست واضحة نقلوا إما كلام المعتزلة وإما كلام فلان وإما كلام فلان، اقرا التبيان وغيره وغيره ستجد هذه بدأت من هؤلاء المحققين سيدنا تعبر عن السلفية والوهابية محققين؟ بيني وبين الله الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أينما وجد عنده بحث الجيد أخذه وبحث غير جيد اضربه عرض الجدار هذا كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين آثار الإمام ابن قيم الجوزي الذي هو من أعلام تلامذة ابن تيمية.

    الطبقة الأولى يقول في مراتب المكلفين في دار الآخرة وطبقاتهم فيها وهم ثمان عشر طبقة الطبقة الأولى وهي العليا على الاطلاق مرتبة الرسالة فأنت بناءً على هذا الفهم أن شاء الله سيأتي فلا تقول لي امام أفضل من أنبياء أو أفضل من الرسل.

    يقول فاكرم الخلق إلى الله واخصهم بالزلفا لديه رسله وهم المصطفون من عباده الذين سلّم عليهم في العالمين قال (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) (سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ) (سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) والى غير ذلك (سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) والمقصود من هذا القول أنه قد يكون الله سبحانه قد سلّم على المصطفين من عباده والرسل أفضلهم وقد اخبر سبحانه انه أخلصهم بخالصة ذكر الدار وأنهم عنده من المصطفين الأخيار ويكفي في فضلهم وشرفهم أن الله سبحانه خصهم بوحيه وجعلهم امناء على رسالته ووسطاء بينه وبين عباده واخصهم بأنواع كرامته.

    الطبقة الثانية (صفحة 363) قال الطبقة الثالثة الأنبياء من هم الأنبياء؟ الذين لم يرسلوا إلى اممهم وإنما كانت له النبوة دون الرسالة ما هي النبوة؟ فاختصوا عن الأمة بايحاء الله إليهم وارساله ملائكته إليهم واختصت الرسل عنهم بارسالهم إلى الأمة يدعونهم.

    إذن تبين أن النبوة ما هي؟ مقام وجودي ولكنه ماذا؟ هنا نحن نستطيع ماذا؟ إذا استطعنا من كتبهم أن نقول إذن لماذا تستكثرون على أئمة أهل البيت أنهم تحدثهم الملائكة وانتم تقبلون هذا المعنى فإذا سموا أنبياء بهذا المعنى فلا يوجد فيه إشكال على مبانيكم، ولكنه المشكلة أن الصغرى وفي رواياتهم توجد هكذا روايات أن الأئمة يحدثون من قبل الملائكة أو لا؟

    عند ذلك تفهم بسم الله الرحمن الرحيم الميزان في تفسير القرآن المجلد الثاني صفحة 139 قال ومعنى الرسول حامل الرسالة ومعنى النبي حامل النبأ فللرسول شرف الوساطة بين الله سبحانه وبين خلقه وللنبي شرف العلم بالله وبما عنده، النبي عندما يصل إلى هذه المقامات العالية يلازمه درجة من العلم لا توجد عند غيره ولكن يرسل برسالة أو لا يرسل؟ قد يرسل وقد لا يرسل، وهذا هو الذي اختاره السيد الطباطبائي هذا مورد.

    المورد الثاني في صفحة 140 في ذيل الآية 213 من سورة البقرة قال ولا يظهر من كلامه تعالى في الفرق بينهما أزيد مما يفيده لفظهما بحسب المفهوم اللغوي لأنه لم يستطيع أن يحلها غير قابلة للحل لأنه الأقوال الأخرى والاتجاهات الأخرى غير قابلة للحل ولازمه هو الذي اشرنا إليه من أن للرسول شرف الوساطة بين الله وبين عباده وللنبي شرف العلم بالله وبما عنده وسيأتي ما روي عن أئمة أهل البيت من الفرق بينهما.

    طبعاً أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ذكروا ماذا؟ الآن لا نريد أن ندخل فيه الأعزة أيضاً يستطيعون أن يراجعون هذا البحث في الميزان المجلد الرابع عشر صفحة 391 في ذيل الآية 38 إلى 57 من سورة الحج يقول: أن الرسول هو من ينزل عليه الملك بالوحي فيراه ويكلمه والنبي هو من يرى المنام ويوحى إليه فيه أصلاً هذا بحث آخر له شاهد قرآني؟ أبداً ولا شاهد قرآني لها هذه الروايات الموجودة في الكافي اليوم راجعوه أنّه يرى أو لا يرى فاليقظة أو في النوم قرآني على هذا  التمييز بين الرسالة وبين النبوة ماذا نفعل بهذه الروايات؟

    الميرزا هاشم الاشكوري من العرفاء المعروفين وليس قديم أيضاً هذا مصباح الإنس هذه النسخة التي موجودة عندي عليها حواشي ميرزا هاشم الاشكوري وسيد الخميني وسيد محمد القمي ومحمد رضا القمشه أي وشيخ حسن زاده آملي هذه حواشيه موجودة .

    حاشية الاشكوري في صفحة 25 يقول ويظهر من هذا الكلام ما هو حق من أن كل نبي وليٌ، هو يريد يبدأ من هنا يقول لا يكون نبياً إلا إذا كان ولي كيف لا يكون رسولاً إلا إذا كان نبياً لا يكون نبياً إلا إذا كان ولياً تقول لي سيدنا مقام الولاية كيف؟ ذاك بحث آخر الآن لا ندخل فيه وليس محل بحثنا وإلا نحن في النبوة والرسالة بناءً على هذا المبنى فالولاية تكون اشرف هي خليفة وأرضية النبوة هذه مختصة بالرجال أو غير مختصة؟

    تقول سيدنا هذه ليست أبحاث قرآنية أقول بلي ولكن عنده يستدل بأبحاث قرآنية كل نبي ولي ولا عكس وليس كل ولي نبي فإذا أنت وجدت حتى النساء ليست نبي ولا رسول هذه يؤثر على مقامها الوجودي أو لا يؤثر؟ لا يؤثر، وكل رسول نبي ولا ينعكس وليس كل نبي رسول وكل خليفة أولي العزم رسول ولا ينعكس ومن مصاديق الخليفة الولي من مصاديقها النبي من مصاديقها الولي من مصاديقها الرسول وهكذا هذه كلها مصاديق وجعلنا المقسم الخلافة يقول وكل خليفة أولي العزم رسول وليس كل رسول باولي العزم ليس كل الرسل أنبياء أولي العزم، نعم كل أولي العزم رسول وكل رسول نبي وكل نبي ولي هذا البحث أن شاء الله يأتي.

    سؤال أن شاء الله في الأسبوع القادم نطرحه بشكل دقيق ما هي اشرف هذه المقامات إذا اجتمعت في شخص واحد؟ يعني هذا الشخص وصل إلى مقام  الرسالة فهو بناءً على هذا الترتيب فهو نبي أصلاً هو نبي افترضوه من أولي العزم مثل السيد الأنبياء النبي الأكرم فهو من أولي العزم فهو رسول أو ليس رسول؟ نعم رسول وإذا كان رسول فهو نبي وإذا كان نبي فهو ولي لو أردنا أن نقايس بين مقاماته هو هذا الشخص الواحد اشرف هذه المقامات ما هي؟ هذا هو الاختلاف بينها إذا قلنا اشرف المقامات هي الرسالة إذن من ليس برسول لا يمكن أن يكون اشرف من رسول إذا قلنا اشرفها هي النبوة فما ليس بنبي لا يمكن أن يكون اشرف من النبي أما إذا قلنا اشرف هذه المقامات هي الولاية فمن يملك الولاية يمكن أن يكون اشرف من النبي والرسول حتى من أولي العزم أنا فقط أريد أن أضعكفي صورة أنّه كيف يمكن لإمام من أئمتنا أن يكون اشرف من أنبياء أولي العزم مبناه الفلسفي العقلي القرآني العرفاني ما هو هذه إذا لم تحل لا يمكن أنت تصدر فتاوى لا يمكن أن تقول سيدة نساء العالمين اشرف من جميع الأنبياء بمن فهم من أولي العزم إلا الخاتم هذا لابد هذه المباني تحل وما لم تحل هذا الكلام فتوى بلا مستند إلا أن تقبلها تعبد ذاك أمر إليك وتابع لك أن شاء الله في يوم السبت نشير إلى أنّه اشرف هذه المقامات ما هي والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/02/02
    • مرات التنزيل : 2391

  • جديد المرئيات