نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (170) هل يمكن للمرأة أن تصل إلى مقام النبوة؟ (8)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في أن مقام النبوة في القرآن هل هو مختص بالذكور أم لا؟ إذا ثبت الاختصاص فهذا خير دليل على أفضلية الذكور على الإناث تكويناً وقد يستند البعض في ذلك إلى قوله: (بما فضّل الله بعضهم على بعض) (وللرجال عليهن درجة) ومن أفضل هذه الدرجات واشرف هذه الدرجات درجة النبوة أن المرأة لا يمكنها أن تصل إلى هذا المقام بخلاف الذكر فإنه يمكن الوصول إلى هذا المقام.

    مستند القائلين باختصاص هذا المقام بالذكور ومنع هذا المقام للإناث هي الآية 109 من سورة يوسف والآية 43 من سورة النحل والآية 7 من سورة الأنبياء هذا هو الدليل الأول.

    الدليل الثاني الذي أشير إليه في كلماتهم هو الإجماع حيث ادعى جملة منهم الإجماع على ذلك، منهم في تفسير البيضاوي أو أنوار التنزيل وأسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوي الجزء الثاني صفحة 16 قال: فإن الإجماع في ذيل الآية أيضاً من سورة آل عمران، وإذ قالت الملائكة، فإنّ الإجماع على أنّه سبحانه وتعالى لم يستنبئ امرأة يعني أنّه لا يوجد عندنا أي دليل على أن المرأة تصل إلى مقام النبوة هذا المورد الأول.

    المورد الثاني ما ذكره في ابن كثير في البداية والنهاية في تاريخه في البداية والنهاية الجزء الثاني صفحة 425 قال وأما على قول الجمهور كما قد حكاه أبو الحسن الاشعري وغيره عن أهل السنة والجماعة من أنّ النبوة مختصة بالرجال وليس في النساء نبية فيكون أعلى مقامات مريم ما هو؟ فيكون أعلى مقامات مريم هو أنها صديقة كما أشار القرآن الكريم لا أنها نبية هذا المورد الثاني وموارد أخرى أشير إليه.

    إذن على مستوى البحث القرآني وعلى مستوى بحث الإجماع ادعي الإجماع أو الشهرة على أنّه أن المرأة لا تصل إلى مقام النبوة أما دليل القرآن أما الجواب بحث مفيد من يأتي البحث القرآني الآن واقعاً يستطيع أن يتكلم بكل قوة من حيث السند من حيث المتن من حيث الألفاظ من حيث الشرافة من حيث العظمة إلى آخره بيني وبين الله هذه الإنسان ينشرح له قلباً وقالباً للبحث القرآني أما الجواب عن الأول.

    الجواب عن الأول يوجد جوابان الجواب الأول وأما أوّلاً ما هو المراد من الرجال في هذه الآيات الثلاثة مبنى الاستدلال أنّه إذا جاء لفظ أو مفردة الرجال فإنه يرادف الذكور، هذا هو مبنى الاستدلال.

    تعالوا معنا إلى القرآن الكريم لنستقرأ هذه المفردة أي مفردة؟ مفردة الرجال لا رجل لا رجالكم بل مفردة الرجال لان الاستناد إلى هذه المفردة كما هو واضح من الآيات التي وقفنا عندها مفردة هذا الاستدلال أو أصل هذا الاستدلال كما في سورة طبعاً أهم آية ايضاً هي الآية 43 من سورة النحل وهي قوله تعالى وهي قوله وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم ومن الواضح فيها حصر وما أرسلنا وآية الأنبياء أيضاً نفس هذه الآية وسورة يوسف أيضاً قريب من هذا المضمون إذن نحن لابد أن نقف عند أي مفردة؟ عند مفردة الرجال والاستعمال القرآني لهذه المفردة.

    الاستعمال القرآني الرجال تقريباً 25 مورد اقل أكثر مستعملة في القرآن الكريم ليس المهم العدد، المهم هذه الاستعمالات الاستعمال الأول للرجال ورد في سورة البقرة الآية 239 من سورة البقرة قال تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً) ما هو المراد من الرجال هنا؟ الراجل الماشي الذي هو المعنى اللغوي الذي قلنا إنما سمي الرجل رجلاً بأي مناسبة؟ لأنه يسعى برجله إلى اعاشة اسرته ونحو ذلك أو أي عمل آخر يقوم به، فرجالاً بقرينة أو ركبانا إذن مراد من الرجال يعني وصف الماشي هذا المورد الأول.

    المورد الثاني في الآية 27 من سورة الحج قال تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) من الواضح أن المراد من الرجال هنا ماذا؟ ليس المراد منه الرجال يعني الذكور في مقابل النساء يعني الراجل الماشي ونحو ذلك هذا هو الاستعمال الأول وهذا الاستعمال خارج عن محل الكلام، من الواضح بأنه لا علاقة له بمحل الكلام.

    الاستعمال الثاني: أن القرآن في كثير من الموارد استعمل الرجال في قبال النساء فيريد من الرجال الذكور لا لان الرجال معناه يرادف الذكور بل بقرينة أما لفظ النساء وأما ضمير يعود على النساء من قبيل وللرجال عليهن درجة هنا لا يوجد لفظ النساء ولكن ضمير عليهن يعود على النساء أن المراد من الرجال هنا ماذا؟ أو من قبيل الرجال قوّامون على النساء.

    من الواضح أن المراد من الرجال هنا ما هو؟ الذكور هنا، ولكن هذا ليس معناه أن الرجال يرادف لفظ الذكور وهذا ما وقفنا عنده مفصلاً فيما سبق، الآيات في ذلك متعددة الآية إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء مراد أي رجال هنا؟ الذكور الأعراف 81، (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ) النمل 55، (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) العنكبوت: 29، ولولا رجال مؤمنون لو كنا نحن وهذه المفردة لما دل على الاختصاص بالذكور ولكن الآية قالت ونساء مؤمنات إذن مراده من الرجال لا يقول هذا من عطف الخاص على العام. لا هذا بيني وبين الله العطف يعطي قاطع للشركة الفتح 25 (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) البقرة: 228، (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ) النساء: 75، وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءا، النساء الآية الأولى.

    (إن كانوا اخوة رجالاً ونساءا) النساء: 176، (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون والنساء نصيب) النساء: 7، (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) النساء: 32، (إلا المستضعفين من الرجال والنساء) النساء: 98، (غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)

    إذن المراد من الرجال ما هو؟ من الواضح الذكور النور: 31 وإذا يوجد مورد موردين ثلاثة من هذا القبيل أما توجد قرينة النساء فنحمل الرجال على الذكور وأما يوجد ضمير يعود على المرأة أو على الإناث فنحمل الرجال على ماذا؟ على الذكور، أما تعالوا معنا إلى الموارد الأخرى.

    الموارد الأخرى قد تبلغ عشرة وهو أنّه أساساً ورد فيها لفظ الرجال وهي يقيناً لا يمكن أن نقول المراد منه الرجال يعني الماشي ولا توجد قرينة حتى نحملها على الذكور ماذا نفعل بهذه الآيات التي فيها لفظ الرجال ولا قرينة لا على كون المراد من الرجال الماشي ولا قرينة على كون المراد من الرجال الذكور هذه الموارد ما هي؟ موارد ثلاثة تقدمت ومرتبطة في محل بحثنا وهو بحث النبوة:

    المورد الآخر: تعالوا معنا إلى الأعراف سورة الأعراف الآية 46 والآية 48، قال: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ) إلا أن نقول اللغة العربية تجعل الرجل يرادف الذكر وهذا تقدم بحثه اللغوي فيما سبق مفصلاً أنّه توجد هكذا استعمال؟ لا أثبتنا بأن الرجل بقرينة أن القرآن أيضاً استعمل رجالاً أو ركبانا إذن ليس المراد من الرجال هنا يعني الذكور هذه قرينة خير شاهد على أنّه استعمل رجال وليس مراده الذكور فضلاً عن الاستعمالات وبيانات اللغة.

    (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ) يعني لا يوجد على الأعراف من النساء احد، إذا قلنا رجال يساوي الذكور يرادف الذكور يعني فقط الذكور، الآية 48 (وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ) ما هو المراد من الرجال؟ هذا المورد الأول.

    المورد الثاني تعالوا معنا إلى سورة التوبة الآية 108 (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) هذا المورد الثالث يعني المورد السادس يصير باعتبار ثلاثة موارد هي محل البحث في النبوة وهذين الموردين في الأعراف وهذا المورد السادس في التوبة.

    المورد السابع في سورة النور الآية 37 (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) يعني ذكور فقط؟ هذا المورد الآخر.

    الأحزاب الآية 23 (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) يعني من الإناث والنساء لا يوجد؟ ما هو مقصود الآية، ثم الآية الأخرى آية 40 من سورة الأحزاب وهي الآية التاسعة قال: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ) لم يكن الرسول أبا احد فقط من الذكور يعني؟ يعني الآية فقط بصدد نفي هذا؟

    الآية الأخيرة وهي الآية 62 من سورة (صاد) قال تعالى: (وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنْ الأَشْرَارِ) بحسب التتبع هذه الآيات العشرة فيها رجال ولا توجد أي قرينة لا على كون المراد من الرجال يعني في قبال الركبان ولا مراد من الرجال قرينة داخلية يراد منه الذكور، إذن ماذا نفعل بهذه الآيات؟ هنا تنفعنا القاعدة التي اسسنا لها يتذكر الأعزة قلنا رجل اسم أم وصف؟

    من قبيل ما قلناه في المؤمن ما هو المؤمن؟ المؤمن إذا ترجعون إلى المؤمن في المعجم، المؤمن نحن قلنا إذا جاء مؤمن ومؤمنة فلا إشكال أن المراد من المؤمن الذكر بقرينة ماذا؟ بقرينة المؤمنة أو مؤمنون ومؤمنات يراد منه ماذا؟ الذكور أو ذاكرون ذاكرين وذاكرات يراد من الذاكرين الذكور أو مسلمين ومسلمات أو عابدين وهكذا وهكذا أما لو أطلق لا دليل على ماذا؟ بل الدليل القرآن على الخلاف يعني عندما يطلق المؤمن يريد منه الذكر والأنثى ولهذا نحن قرأنا مجموعة من الآيات قال (من يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن) إذن هذا وقرينة هو مؤمن مع أن ضمير هو في الاستعمال اللغوي العام لمن؟ للمذكر، لا، القرآن لا يستعمل ذلك للمذكر إلا إذا كانت قرينة نعم نقول هو ماذا؟ ولهذا قلنا بأنه يستعمل في الله سبحانه وتعالى هو مع أنّه لا مذكر ولا مؤنث.

    ولهذا بينا أن ضمير هو مختص بالأنثى وضمير هو قد يكون للمذكر قد يكون للمجموع قد يكون لغير المذكر والمؤنث قد يكون للحي قد يكون للجماد قد يكون… إلى آخره كله قلنا الاستعمال القرآني هذا وبيّنا أن هذا الاستعمال استعمال حقيقي .

    الآية 4 من سورة النساء (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ) لا مؤمنة فلنحيينه حياةً طيبة الآية 97 من سورة النحل (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها) (من) تعلمون من الأسماء الموصولة اعم من المذكر والمؤنث وهو مؤمن الإسراء 19 (ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن) الآية 40 من غافر، (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) خلقكم يعني فقط خلق الرجال أم خلق الذكور والإناث الذكر والأنثى وخلقكم وهو ماذا؟ فمنكم كافر يعني الكافر غير مشمول لا بل عنوان الكافر هو وصف اعم من أن يكون مذكراً أو مؤنثاً، أو منكم مؤمن.

    الجواب أن لفظ الرجال إذا كانت هناك قرينة فنحملها على ماذا؟ على المراد من القرينة، هذه القرينة سواء كانت رجالاً أو ركبانا نقول مراد كذا أو للرجال أو فضّل الله، الرجال قوامون على النساء توجد قرينة أما إذا اطلقت فهي عامة انتهت القضية مختصر مفيد، إذن يمكن الاستناد إلى هذه الآيات (ما أرسلنا إلا رجالاً) لا أبداً لأنه هذا عنوان الرجال عندما أطلق والشواهد التي قرأناها من الآيات القرآنية واضحة الدلالة ما كان محمد صلى الله عليه وآله أبا احد من رجالكم أيستطيع أن يقول أنّه فقط بصدد هذا النفي، نفي أنّه امل لذكوركم هل يمكن لأحد أن يقول هذا المعنى؟ أو رجال لا تلهيهم يعني النساء ليسوا، لا يقول لي قائل بالغلبة، أقول أوّلاً ثبّت العرش أن لفظ الرجال مختص بالذكور حتى تقول يشمل النساء بالغلبة.

    لا بل أنا أقول بحسب اللغة الرجال عنوان عام بلا حاجة إلى قاعدة الاشتراك ولا حاجة إلى قاعدة الغلبة ولا حاجة إلى قواعد أخرى أسسها القوم في كتبهم الكلامية والأصولية وإلا بحسب منطق اللغة الرجل اسم للذكور أو وصف؟ وصف فكما يشمل الرجال الذكور يشمل النساء وأنا أتصور إذا ترجعون إلى الآيات تجدون بأنها واضحة جداً جداً جداً خصوصاً هذه الآيات التي قرأناها الآن وهي (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ) وكذلك الآية (من المؤمنين) قلنا لفظ المؤمن اعم من الذكر والأنثى (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ) رجال إذا ثبت بالدليل انه يوجد في وسطهم امرأة أيضاً هذا نقول من باب التغليب أم من باب أنه الرجال عنوان يشمل الذكور والإناث معاً.

    شأن نزول هذه الآيات يؤكد على أنه القضية كانت مرتبطة ليس بالرجال بل بالبشر هذه قرينة نستفيدها من شأن النزول .

    تعالوا معنا إلى الآية 23 من سورة المؤمنون، انظروا المشكلة الأصلية التي كانت عند المشركين ما هي أو عند المنكرين للوحي (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) أرسلنا نوح إشكال الملأ عليه ماذا كان؟ إشكال الملك عليه ليس لماذا أنت ذكر أو لماذا أنت لست أنثى قالوا لماذا أنت بشر الله إذا يريد يبعث رسول يبعث من؟ بشر أم غير بشر؟ غير بشر فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا الا بشر مثلكم إذن المشكلة ماذا كانت عند المشركين؟ البشرية، الله سبحانه وتعالى يقول أرسلنا إليكم بشر ليس أرسلنا إليكم رجل وذكر قالوا ما لكم هذا الا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين أن هو الا رجل الحديث كان عن البشرية ولكن انتقل إلى الرجولة مرة أخرى.

    إذن المقصود اشكال القوم ماذا كان؟ انه إذا الله يريد أن يبعث إلينا نبياً ورسولاً لابد أن يكون مثلنا أو لا يكون مثلنا؟ ينبغي أن لا يكون مثلنا لأنه نحن نأكل ونشرب ونذهب في الاسواق إلى كذا إذا الله يريد أن يرسل الله هم يقول لا، إذا أريد أرسل إليكم لابد أرسل إليكم بشر مثلكم.

    ولهذا تجد السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في الميزان المجلد الثاني عشر صفحة 257 في ذيل هذه الآيات من سورة النحل (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) يقول والحق أن الآية هذه ضمير رجالاً إنما هي في مقام بيان أن الرسل كانوا رجالاً من البشر العادي من غير عناية بكونهم اول ما بعثوا افراداً بالغين هذه ليس الغرض بيان رجل أو ماذا؟ ليس مركز الحديث انه رجل أو أنثى مركز الحديث انه بشر أو ليس ببشر فالغرض أن نوحاً وإبراهيم هم رسل كانوا رجالاً طبيعي كانوا ذكور هؤلاء ولكن ليس بصدد انه نريد أن نعطيها للذكور والإناث لا حظ له ولا نصيب له من ذلك وإنما الكلام في قبال هؤلاء هذا الشاهد الداخلي في هذا.

    وشاهد آخر في هذا وهو أنه إذا سلّمنا معكم أن المراد من الرجال يعني من؟ الذكور البالغون لا مطلق الذكور يعني الرجال يختص بالذكور البالغين اما إذا كان ذكرا في المهد صبياً رجل أو ليس برجل؟ صريح القرآن الكريم في سورة النور يقول أو ما ملكت ايمانهن أو التابعين غير أولي الاربة من الرجال أو الطفل إذن الطفل من الرجال أو ليسوا من الرجال؟ إذن ينبغي أن يقول أن الآية كما نفت استنباء الإناث نفت استنباء الطفل أو من كان في المهد صبيا مع أن صريح القرآن الكريم اثبت النبوة لعيسى أو لم يثبت؟ يثبت إذن يكشف انه ليس بصدد اثبات النبوة للرجال فقط والا لو كانت الآية بصدد اثبات النبوة للرجال فقط فكما تخرج النساء يخرج الأطفال والتالي باطل لان القرآن اثبت النبوة للاطفال إذن يكشف أن الآية ليست بصدد النفي واثباتها فقط للذكور وفي المقال أنه يرى لمن لا يكون بشراً هذه قرينة من نفس القرآن الكريم.

    ولهذا السيد الطباطبائي يقول واستدل بعضهم في أن الآية بعضهم الله سبحانه لم يرسل صبيا بأي شيء استدل؟ بآية الا رجال قالوا بأي قرينة؟ قالوا لان الرجل يشمل الصبي أو لا يشمل؟ يقول أنا اجعله هذا قرينة على أن المراد ليس اختصاص النبوة بالذكور أقول ليس الاختصاص فقط بالذكور وإنما الاختصاص بالرجال إذا قلنا الذكور اعم إذن ليس المراد الاختصاص بالرجال والا لو كان مختصاً بالرجال لنفى كما نفى نبوة النساء نفى نبوة عيسى وصريح القرآن وجعلني نبيا إذن فتحصل من خلال شأن نزول هذه الآيات ومن خلال الاستعمال القرآني لمفردة الرجال ومن خلال الشاهد القرآني في نبوة عيسى وهو في المهد لا يمكن أن نقول أن النبوة بصدد اثبات اختصاص النبوة بالرجال وبالذكور البالغين فقط.

    وإذا يتذكر الإخوة في البحوث السابقة نحن قلنا وبيّنت للأعزة بأن المقتضي موجود ولكنه نريد أن نعرف أن المانع موجود أو مفقود قد يقول قائل انه يوجد مانع لان آيات سورة النحل ويوسف والانبياء تقول مختصة بالرجال يعني الذكور البالغين ونحن اسقطنا هذا الاختصاص من خلال الشواهد اللغوية استعمالات القرآن وشأن النزول وان عيسى نبي من الأنبياء ومن هنا تجد أن جملة من أعلام المفسرين قالوا لا، لا يوجد أي منع أن نقول أن مريم في القرآن نبية هذا هو الإشكال الأول.

    الإشكال الثاني: لو سلّمنا الاختصاص وقبلنا انه لا، الآية بصدد الحصر حصر النبوة بمن؟ بالرجال أحسنتم لا بالذكور لأنه الرجال اخص من الذكور البالغين لو سلّمنا فالآية كاشفة في سورة النحل التي قلنا بأنه مدارها ها هي (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) الآية بصدد اخبار من وقع يعني عادة في الأنبياء السابقين بعثنا معهم نساء أو لا يوجد؟ فهي بصدد الأخبار عن وقوع وعدم وقوع الرسالة للنساء وقوعها للرجال وعدم وقوعها للنساء وعدم الوقوع يلازم عدم الإمكان وبحثنا أن المرأة يمكنها أن تصل، يمكن أو لا يمكن هذا عنوان البحث اعم من أن الله سبحانه وتعالى بعث مرسلة أو لم يبعث بعث رسولاً أنثى أو لم يبعث فإذن استدلالكم هذا واضح أنه لا تشمل لأنه عزيزي بشكل وصريح أن عدم الوقوع اخص من عدم الإمكان الآية تخبر عما وقع وما أرسلنا من قبلك الهي من ارسلت؟ يقول كل الذي ارسلناهم كانوا في الأعم الأغلب ذكوراً بالغين كانوا رجالاً الهي يعني المرأة لا تصل؟ يقول لا أبداً، لأي سبب نحن لم نرسل امرأة ولكن لم نرسل شيء وانها لا يمكن أن تصل إلى هذا المقام.

    شيء آخر يعني حتى لو رفعنا اليد عن كل ما تقدم فهو اخبار عما وقع لا اخبار عما لا يمكن أن يقع وفرق كبير اخبار عما وقع واخبار عما لا يمكن أن يقع فهو من قبيل انه الآن أنا أقول دروسنا لا يحضرها الا الرجال هذا بحثين فيه مرة لأنه لاسبب ما الأسباب ما عندي مكان حتى النساء هم يحضرون مرة لان المرأة لا يمكن أن تصلها إلى مقام البحث الخارج هذا لازم اعم الآن لو سألني احد أقول بلي دروسي لا يحضرها الا من؟ يعني من؟ هذه فيه معنيين، المعنى الأوّل يعني لسنا بمستوى البحث الخارج هذا معناه النقص تكويني البحث الثاني انه لا، لأي سبب هن لم يريدون الحضور في الدرس ذاك بحث آخر أو الشروط لا تساعد على حضور الدرس فعدم الوقوع أخص من عدم الإمكان حتى لو رفعنا اليد عن كل الإشكالات السابقة.

    ولهذا كما قلنا جملة من المفسرين ذهبوا إلى هذا المعنى الذي اشرنا إليه والذي هو الجامع لأحكام القرآن للقطبي المتوفى 671 من الهجرة في ذيل هذه الآية من سورة آل عمران قال: فظاهر القرآن والأحاديث يقتضي أن مريم أفضل من جميع نساء العالم، أبين لماذا قال هذا لأنه في نظرهم أن النبوة أعلى المقامات فيكون احد اعلم من هؤلاء أو لا يمكن؟ لماذا؟ لأنه ما بعد النبوة شيء كما قال ابن حجر ولكن هذا الكلام بيّنا تام أو غير تام؟ غير تام، لان درجة النبوة تابع لدرجة الولاية فإذا ثبت أن مقامها في القرب الإلهي أعلى من الآخرين فدرجة النبوة تكون أعلى من حواء إلى آخر امرأة تقوم عليها الساعة فإن الملائكة قد بلغتها الوحي عن الله عزّ وجلّ والتكليف والأخبار بالبشارة كما بلغ سائر الأنبياء فهي إذن نبية.

    سؤال مرسلة أو غير مرسلة؟ قد تكون مرسلة لنفسها وقد ذاك تكون لا هذا ولا ذاك ولكن لا ينفي عنها نبوة الانباء والنبي أفضل من الولي هذا محل اشكالنا هل أن كل نبي أفضل من كل ولي؟ الجواب كلا، لم يثبت هذا لان قلنا درجة النبوة وفضل النبوة تابع لدرجة الولاية فهي أفضل من كل النساء الأولين والاخرين مطلقا ثم بعده في الفضيلة فاطمة ثم خديجة ثم آسية هذا على المباني التي يقولون بها هذا المورد الأوّل.

    المورد الثاني في بحر المحيط للاندلسي في ذيل الآيات من سورة الأنبياء قال ودل ذكر مريم (صفحة 275 المجلد الخامس عشر) أي مع الأنبياء في هذه السورة على أنها كانت نبية إذ قرنت معهم في الذكر إلى آخره هذا هم المورد الثاني.

    المورد الثالث من المعاصرين ابن عاشور التونسي في تفسيره قال: وتكليم الملائكة (في ذيل الآية 42 من آل عمران) والاصطفاء يدلان على نبوئتها والنبوءة تكون للنساء دون الرسالة وهذا اول الكلام لماذا إذا بلغت لا يمكن أن تقيم دليلاً على المنع ولا دليل على المنع الا أن تستدل لم يقع وقلنا أن عدم الوقوع اخص من عدم الإمكان من قبيل انه إلى الآن في تاريخنا لم نجد أن امرأة صارت مرجعة يعني لا تصلح مقام المرجعية أو انه الظروف كانت بشكل المرأة ما وصلت ولكن لها صلاحية هذا المقام أي منهم؟ عدم الوقوع لا يكشف عن عدم الإمكان و قلنا المسائل مترتبة على هذه المسألة هي وحدة مسألة المرجعية والفتوى المرجعية القضاء.

    هذه كلها أبحاث فقهية وسنعرض لها أن شاء الله عندما ننتهي من هذا البحث إذا ثبت أن هذا المقام لها قرآنياً عند ذلك فيوجد لها منع أن تتصدى للمرجعية؟ نعم كل الذي يمكن أن يقال بأنه هذه كيف تستطيع أن تدير أمور الناس يمكن أن تدير الناس من خلال مجموعة مؤمنة متدينة تثق بهم من مشاوريها وتدير أمور المرجعية، في باب القضاء أيضاً كذلك سنفهم واقعاً إذا ثبت إذا اشترطنا في الاجتهاد القضاء فهل يمكن أن يكون مجتهد أو لا يمكنه؟ وإذا صارت مجتهد هل يمكن أن تتصدى للقضاء أو لا يمكن وهكذا في القضايا السياسية من الرئاسة الجمهورية بل مقام ولاية الأمر فإذا ثبت أنها من حيث العقل والتدبير والدين والاجتهاد والعلم والمعرفة الشروط التي تذكر في القوانين الدستورية متوفرة فيها أكثر من غيرها تستحق أو أن الانوثة مانع عن ذلك أي منهما؟ هذا التأسيس الذي قلنا القرآن للمباني الفقهية والا إذا هذا التأسيس القرآني ما موجود تقول القرآن قال أنها مختصة بالرجال فكل شعبها أيضاً تكون مختصة بالرجال.

    المورد الرابع وهو ما ذكره شيخنا الاستاذ الشيخ جوادي آملي في تفسيره تفسير التسنيم هذه باللغة الفارسية تسنيم المجلد الرابع عشر في ذيل هذه الآية من سورة آل عمران هذا البحث بدأ من صفحة 236 بررسى أدلة مخالفان وموافقان نبوة حضرت مريم هو فقط باعتبار أنها الآية مرتبطة بسورة مريم وقف عندنا ولا يوجد بحث مفصل ومختصر هذا البحث الذي عرضنا له أكثر تفصيلاً حاصل اينكه دليل منكران نبوة ضعيف است أدلتهم على انكار النبوة لمريم ضعيفة بل أكثر من ذلك هذا أن شاء الله في الأبحاث اللاحقة، برهان نقلي در نفي رسالة زنانه وما أرسلنا در صورت فلان فلان هذا أيضاً لا يمكن يقول لا يوجد دليل على نفي الرسالة فضلاً عن النبوة الانبائية هذا هو الدليل القرآني أو الدليل الأول للقائلين بالمنع وعدم تماميته اما الدليل الثاني وهو الإجماع فسيأتي أن شاء الله بعد تعطيلات الفاطمية الثانية والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/02/07
    • مرات التنزيل : 2472

  • جديد المرئيات