نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (180) جواز تقليد المرأة في المعارف الدينية (6)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في هذه الآية المباركة وبالخصوص في هذا المقطع من الآية وهو قوله تعالى: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) التساؤول الأساسي المطروح في هذه الآية أن الآية أمرت قالت فأسلوا هذا أمر والأمر ظاهر في الوجوب لكن متى عندما لا يعلم (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) هنا يوجد بحثان أساسيان في هذا المقطع.

    البحث الأوّل: أن هذه الآية هل هي بصدد (أو هذا المقطع من الآية) التأسيس لقانون ديني انه يجب السؤال عند عدم العلم كما أنه تجب الصلاة أو يجب الصوم أو يجب الحج تأسيس هذا أو انه امضاء أي منهما فهل الآية بصدد تأسيس أصل ديني أو بصدد امضاء وارشاد لأمر عقلائي هذا هو البحث الأول وهو بحث أساسي جداً.

    البحث الثاني: أن الآية قالت أن كنتم لا تعلمون فأسلوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون فهل يجب قبول قول أهل الذكر تعبداً أو يجب قول اهل الذكر بعد أن يحصل لنا العلم أو الاطمئنان أي منهما؟ مرة أنت تسأل الله موجود أو لا المعاد موجود أو لا النبي معصوم أو لا الإمام يعلم الغيب أو لا فأسلوا اهل الذكر فنسأل اهل الذكر هنا اهل الذكر إذا قال نعم الإمام معصوم فهل يجب قوله تعبداً من غير دليل؟ لأنه قاله العالم وهذا هو معنى التقليد تعبداً يعني اقبل قوله بلا دليل أو لا، يجب علي قوله إذا أوضح لي الدليل فحصل لي العلم أو لا اقل حصل لي الاطمئنان والعلم العادي أي منهما؟ وهذه تترتب عليها آثار كثيرة جداً ولهذا إذا قلنا الأوّل فيجوز الرجوع إلى العالم أو إلى اهل الذكر وان لم يكن لي عندي دليل يعني وان لم يذكر لي دليل فتواه يجب قوله تعبداً الله واحد ليس أن الدليل على أن الله واحد العالم قال الله واحد وأنا اقبل الله اعتقد الله واحد لا شريك له هكذا أو لابد أن يوجد دليل على ذلك الآن أبين الثمرات المترتبة عليه هذا هم بحث.

    بحث ثالث موجود الآية قالت (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فلو بيّن العالم أو أهل الذكر بيّن قوله من غير سؤال هل يجب القبول أو لا يجب؟ لان الآية قالت يجب القبول من بعد السؤال فإذا لم أسأل تربعاً ابتداءً اهل الذكر يجب قبوله أو لا يجب قبوله؟ لان الآية قالت فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ أنا لم أسأل ولم احقق الموضوع هل يبين فتواه ويكتب رسالة عملية أنا لا اعمله هنا نعم إذا سألت واجاب خروجاً من اللغوية لابد من القبول والا لا معنى لان يقول اسأل وهو يجيب وأنت لا تقبل لا يمكن هذا الآن أنا ماذا افعل؟ سالبة بانتفاء الموضوع أساساً لا أسأل إذن عندنا أبحاث ثلاثة أصل المطلب بغض النظر عن أبحاث أخرى.

    البحث الأول: أنها هذه الآية أو هذا المقطع من الآية تأسيس أم إمضاء؟ الجواب: بعد أن بيّنا ما ذكرناه في المقام الأول من البحث من الواضح انه إمضاء وإرشاد إلى ما هو المرتكز عند العقلاء الأمر الارتكازي الأمر الفطري بالمعنى الذي أشار إليه الأمر الجبلي أن كل إنسان فطر جبل ارتكز في وجوده أنه عندما لا يعلم يسأل من يعلم وهذا أمر ارتكازي لماذا هذا الأمر الارتكازي ما هو منشأها؟ منشأه طلب الكمال للإنسان الإنسان سنخ موجود بالفطرة يحب كمال نفسه ولا طريق له لتحصيل الكمال الا بالعلم فإذا كان لا يعلم لابد أن يسأل من يعلم وهذا المعنى أشار إليه جملة من الأعلام منهم السيد محمد سعيد الحكيم وأنا ما وجدت غير هو أشار إلى هذه وان هذه إمضاء إلى ما هو المرتكز.

    المحكم المجلد الثالث صفحة 253 هذه عبارته هناك يقول فإنه ظاهر (بعد أن يشير إلى الآية) في أن وظيفة الجاهل السؤال من العالم واحد والقبول عنه حتى يخرج عن اللغوية ثانياً فيكون دالاً على إمضاء سيرة العقلاء على قبول خبر الثقة لورودها في مقام الاحتجاج على الكفار وابطال زعمهم في امتناع بعث البشر فإن مقام الاحتجاج لا يناسب اللجوء للقضايا التعبدية المحضة بل ينبغي الاستعانة فيه بالقضايا الارتكازية سيدنا لم يلتفت هذا إمضاء للسيرة أو إمضاء للارتكاز؟ هذا الخلط الذي أنا قلته مراراً في كلماتهم لا يميزون بين السيرة وبين الارتكاز، هذا إمضاء للنكتة الارتكازية التي مظهرها السيرة العقلائية ليس إمضاء للسيرة في النتيجة تتذكرون فيما سبق قلنا أن الإمضاء إذا انصب على السيرة لا يشمل غير تلك السيرة اما إذا انصب على الارتكاز فإن الارتكاز أوسع من العمل الخارجي هذا الخلط وهو انه في النتيجة الآية بصدد الإمضاء الارتكاز أم بصدد إمضاء العمل الخارجي أي منهما؟ المهم هذه النكتة التي يشير إليها ومنه يظهر الوجه إلى آخره هذا المعنى أشار إليه بشكل واضح وصريح.

    إذا تم هذا البحث الأول أوّلاً يندفع اشكال طالما يذكر في المباحث القرآنية والآيات القرآنية وهو أن القرآن لا يوجد فيه إطلاق وإنما هو بصدد القضية المهملة بيان القضية المهمة ولهذا لا يستدل احد بقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أقيموا الصلاة) وإذا شككنا أن هذا شرط أو ليس بشرط؟ لا يتمسك بقوله يا أيها الذين آمنوا أقيموا الصلاة يقولون لان القرآن بصدد بيان أصل وجوب الصلاة لا انه ناظر إلى الشروط والقيود والموانع ونحو ذلك إذن لا يمكن التمسك باطلاقها باجراء مقدمات الحكمة لأنه من مقدمات الحكمة أن يكون في مقام البيان وليست الآيات القرآنية بشكل عام في مقام البيان هذه الكبرى التي اسسوها ولا اعلم ما اصلهم والا القرآن الكريم يقول هذا بيان للناس الآن لا أريد ادخل في مناقشة هذا الأصل إذا لم تكن الآية بصدد الإمضاء بل كانت بصدد التأسيس هذا أوّلاً وقبلنا قانون الآيات لا إطلاق لها.

    إذن إذا شككنا اهل الذكر يراد منه خصوص المذكر أو اعم من المذكر والمؤنث يمكن التمسك بالاطلاق أو لا يمكن؟ إذا قبلنا الأصل القرآني في علوم القرآن أن الآيات ليست في مقام البيان إذن بصدد بيان القضية المهملة أن اهل الذكر اما ما هي شروط اهل الذكر الآية ما هي؟ ساكتة عن ذلك هذا إذا قبلنا أن الآية بصدد التأسيس اما إذا قلنا أن الآية بصدد الإمضاء والارشاد الآن نرجع إلى المرتكز العقلائي والمرتكز العقلائي عام أم خاص؟ عام ذكرنا هذا المعنى مفصلاً فيما سبق فإذن حتى لو قبلنا أن الآيات القرآنية ليست في مقام الاطلاق فإن الارشاد مهمل لا المرشد إليه والمرشد إليه في المقام ما هو؟ السيرة العقلائية أو الارتكاز العقلائي وقد بيّنا في المقام الأوّل أن الارتكاز العقلائي يميز بين الذكر والانثى أو لا يميز؟ لا يميز إذن تظهر ثمرة أساسية في أن الآية بصدد التأسيس أو بصدد الاطلاق هذا هو البحث الأوّل في الآية ونحن اعتقادنا أن الآية بصدد الإمضاء والارشاد إلى ذلك المرتكز العقلائي.

    البحث الثاني وهو أن الآية تقول (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) لا تريد أن تقول بأنه يجب على السائل أن يقبل تعبداً من غير دليل بأي قرينة؟ لماذا؟ يقولون بقرينة أن الآية قالت أن كنتم لا تعلمون يعني أسألوا حتى يحصل لكم العلم ليس فأسلوا حتى فيجب عليكم القبول حتى لا ولو لم يحصل لكم العلم ولهذا تجدون جملة الأعلام من وصلوا إلى هذه الآية المباركة قيّدوها قالوا لا تشمل الموارد التعبدية.

    هذا الشيخ الأنصاري في فرائد الأصول الجزء الأول صفحة 290 يقول: أن الظاهر من وجوب السؤال عند عدم العلم وجوب تحصيل العلم بأي قرينة شيخنا؟ يقول بقرينة أن كنتم لا تعلمون فأسلوا حتى ماذا؟ حتى تلعمون الآن العلم ليس بالضرورة العلم الاورسطي أو اليقين الاورسطي أو اليقين الاصولي بل حتى اليقين العرفي والاطمئنان لا وجوب السؤال للعمل بالجواب تعبداً يعني من غير دليل كما يقال في العرف سل أن كنت جاهلا ويؤيده يقول والدليل على ذلك أو الشاهد الذي يقول هذا المعنى أن الآية واردة في اصول الدين وعلامات النبي لأنهم يشكون أنه هل للنبي انه يكون بشراً أو لا يمكن فإذن هي ليست من المسائل التعبدية من المسائل الفرعية بل من المسائل الايمانية وهذا خير شاهد التي لا يؤخذ فيها بالتعبد اجتماعاً هذا شيخ الأنصاري.

    استاذنا السيد الخوئي قدس الله نفسه في مصباح الأصول أيضاً في المجلد الثاني صفحة 189 هذه عبارته يقول: ويظهر من الجواب فإن تعليق وجوب السؤال على عدم العلم ظاهرٌ في أن الغرض منه حصول العلم لا التعبد بالجواب هذا مضافاً إلى أن مورد هذه الآية النبوة نفس الكلام الذي ذكره إليه الشيخ الأنصاري بشكل واضح وصريح وهكذا سيد الروحاني في منتقى الأصول أيضاً أشار المجلد الرابع صفحة 291 هناك يقول ظاهر الآية لزوم السؤال لأجل تحصيل العلم لا للقبول تعبداً كما يقال عرفاً سل أن كنت جاهلا فإنه ظاهر في كون السؤال طريقاً لحصول العلم المرغوب فيه ويقوى ذلك بملاحظة أن المورد الآية بمعرفة النبي وعلاماته فلا يعقل لجعل الحجية لقبول المخبر فإنه فلان وفلان هذا هم المورد الثالث.

    ومفصلاً أشار إليه السيد البروجردي في حاشيته على الكفاية الأصول المجلد الثاني صفحة 123 أن الظاهر من الآية الكريمة ايجاب السؤال لتحصيل العلم لا للتعبد كما تدل عليه أن كنتم لا تعلمون إلى آخر الآية.

    هذا الكلام تام أو غير تام؟ الجواب غير تام، انتم بعد أن قبلتم أن الآية بصدد إمضاء ذلك الارتكاز العقلائي هذه مقدمة ذاك بحث آخر اما إذا قبلتم انه كما قبل السيد الخوئي إذن لو كان المصداق من المصاديق اللتي يطلب فيها العلم فلابد من تحصيل العلم اما إذا كان المصداق من المصاديق التي يكفي فيها التعبد لماذا لا يقبل؟ الآية تشير إلى الارتكاز العقلائي رجوع الجاهل إلى العالم لأي شيء؟ للعلم لأنك لا تعلم الآن أنا المطلوب مني فالسؤال ما هو؟ أن يحصل لي العلم أو يكفي الظن أو يكفي التعبد أو إلى آخره الجواب: هذا تابع لأي شيء؟ للمصداق هذا أوّلاً.

    إذن بعد أن قبلتم أن الآية بصدد إمضاء الارتكاز إذن حصول العلم وعدم حصول العلم لا دليل على انه لابد أن يكون ويحصل له العلم لا أبداً في المورد الذي يطلب العلم لابد أنه يوجد تحصيل العلم في المورد الذي لا يطلب العلم يكفي التعبد هذا أوّلاً وثانياً (نكتة مهمة التي أشار إليها المحقق الاصفهاني) قال: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) حتى تعلموا ماذا؟ حتى تعلموا الدليل أو تعلموا الجواب: إذا قلنا حتى تعلموا الدليل فالكلام ماذا؟ الحق معكم وهو انه ما لم نحصل له الدليل فالجواب بنفسه كافٍ أم لا؟ غير كافٍ، اما في الآية لا يوجد دليل على أنه حتى تعلموا أن كنتم لا تعلمون حتى تعلموا الدليل من اين هذا؟ يكفي أن تعلموا الجواب وقد علمت الجواب أنا بمجرد انه عالم قال أنا علمت الجواب في نهاية الدراية في شرح الكفاية هناك يقول بعد أن يشكل على هؤلاء المجلد الثالث صفحة 246 واما دعوى أن ظاهر الآية هو السؤال لكي يعلم فلا يعم ما إذا يعلموا فمدفوعة بأن الظاهر هو السؤال لكي يعلموا بالجواب لا لكي يعلموا بالدليل لا بأمر زائد عن الجواب فيكشف عن حجية جواب فإنه على فرض الحجية يكون حجة قاطعة للعذر مصححة لاطلاق العلم عليه والا فلا.

    وثالثاً: هذا الشاهد الذي أكده الأعلام الشيخ الأنصاري السيد الخوئي السيد البروجردي ونحو ذلك وهو أن الشاهد مرتبط بالمرتكز وبالكبرى أو مرتبط بالمصداق؟ مرتبط بالمصداق والمصداق في المقام يطلب فيه العلم لا أن كل مصداق يطلب فيه ماذا؟ وهذا خلط بين المفهوم وبين المصداق هذه هم ثالثاً.

    ورابعاً: هذا خلط بين رؤيتين يعني مرة انتم تقولون نأخذ المقطع ضمن السياق ومرة تقولون نأخذ المقطع من غير السياق إذا اخذتم المقطع ضمن السياق الحق معكم ولكن لا يشمل حتى الأئمة لماذا؟ لان الآية مرتبطة بعلماء اهل الكتاب اما إذا قطعتم النظر عن السياق فلا معنى بأن تستشهدوا بالسياق لا معنى هذا مرة انتم تقولون إذا تتذكرون الشيخ الأنصاري ماذا قال؟ قال أن الاستدلال كان بظاهر الآية فظاهرها بمقتضى السياق أرادة علماء اهل الكتاب وان كانت مع قطع النظر عن سياقها ففيه ورد أن الأخبار الأئمة.

    سؤال: أنت الذي تقول والشاهد على ذلك أن الآية في كذا أخذت باعتبار عن السياق أو قطعت النظر عن السياق؟ فان أخذت بعين الاعتبار السياق الحق معكم ولكن لا فقط لا يشمل الغير لا يشمل حتى الأئمة عليهم السلام فضلاً عن العلماء وفضلاً عن الخبر الواحد فضلاً إلى آخره وان قطعت النظر في السياق فلا معنى بأن تستشهد بالسياق هذا تهافت ولذا السيد الخوئي مع انه قال هذا في موارد متعددة قال بأنه أساساً الآية عامة تشمل الأعم إذا تتذكرون قال: فالآية قال كما أن اهل الذكر في زمان الغيبة فلان فلان هم الرواة بالنسبة إلى الفقهاء مع انه ما يحصل من الرواة التعبد أم يحصل منهم العلم؟ نقل الرواية يحصل التعبد فإذن لو كنا نحن والآية فالجواب في البحث الثاني انه لا، يختلف باختلاف الموارد.

    البحث الثالث: وهو انه هل يشترط أن يكون قبول الجواب بعد السؤال أو اعم؟ الشيخ الأنصاري أجاب على ذلك يقول بناءً على أن وجوب السؤال يستلزم وجوب قبول الجواب والا لغى وجوب السؤال وإذا وجب قبول الجواب وجب قبول كل ما يصح أن يسأل عنه ويقع جواباً له.

    وعلى هذا الأساس لان خصوصية المسبوقية بالسؤال لا دخل في القبول قطعا يقول إذا وجب قبول الجواب فلا فرق بين أن يقع قبله سؤال أو لا يقع والأمر كما ذكر وهو انه لو بين اهل الذكر فتوى أو اهل العلم من غير سؤال: يجب القبول فإذا سأل الرواي الذي هو من اهل العلم عما سمعه عن الإمام في خصوص الواقعة فأجاب انه إني سمعت بأنه كذا وجب القبول بحكم الآية فيجب قبول قوله ابتداءً أيضاً من غير سؤال: إني سمعت الإمام يقول كذا لان حجية قوله هو الذي اوجب السؤال عنه لا انه وجوب السؤال اوجب وجوب قوله وهذا أمر واضح إذن النتيجة التي ننتهي إليه؟ ارتكاز يفرق بين الذكر والانثى أو لا يفرّق؟ فأسلوا أهل الذكر اعم من أن يكون اهل الذكر ذكراً أو أن يكون ماذا؟ لان المدار على ماذا؟ أن يكون من اهل الذكر، الذكر أخذته القرآن أخذته الدين أي شيء أخذته أن يكون من اهل الذكر وان يكون من اهل العلم أن يكون عالماً بالشيء.

    السؤال الثاني: هل يختص بعلماء اهل الكتاب ام يعم؟ هذا في بحث السابق اشرنا مع قرينتين إذا كان ارشاداً إلى أمر ارتكازي فيختص بأهل الكتاب أو لا يختص؟ هذا مضافاً إلى وجود قرينة داخلية كما اشرنا ونزلّنا علينا الذكر لتبين للناس ما نزل انه القرآن فإذن اعم من علماء المسيحية ويشمل علماء القرآن أيضاً هذا أوّلاً وثانياً الروايات الكثيرة التي دلت أن من مصاديق الآية أو تفسير الآية هم اهل البيت إذن لا اختصاص لها بعلماء اهل الكتاب للشواهد التي اشرنا إليها.

    السؤال الثالث: هل يختص بعلماء المعارف الدينية أو يعم كل العلماء؟ افترضوا قلنا انه يشمل علماء اليهود وعلماء النصارى وعلماء الإسلام أليس كذلك؟ علماء الفيزياء كيف؟ علماء الكيمياء كيف؟ علماء الطب ماذا؟ علماء علوم الطبيعية كيف؟ وكان من اهل الاختصاص فيزيائي في محله وسع الدائرة علماء علوم الإنسانية يشملهم أو لا يشملهم؟ يعني بيني وبين الله متخصص في نظرية المعرفة فيلسوف من الفلاسفة في نظرية المعرفة واليه آرائه ومن اهل الاختصاص ونحن اشترطنا أن يكون مؤمناً أو لم نشترط؟ بارتكاز العقلائي يقول لابد أن يكون مؤمناً؟ لا، لابد أن يكون مسلماً؟ لا، لابد أن يكون موحداً؟ لا.

    وهذا ما ذكره السيد الخوئي تتذكرون عباراته قرأناها قال السيرة العقلائية حتى الإيمان والإسلام والذكر والانثى موجود أو غير موجود؟ لا، الارتكاز العقلائي لا يفرق وهنا أيضاً يأتي ثمرة أن الآية بصدد التأسيس ام بصدد الإمضاء فان قلنا أنها بصدد التأسيس فأقصى ما تدل تدل على علماء الدين اهل الكتاب أو ما يشابهه اما إذا قلنا أشارة إلى الارتكاز ومن هنا لابد عندما تدخل في المباحث المرتبطة باصول القرآن أو علم اصول القرآن أو القواعد علوم القرآن لابد أن تبحث أن هذه المسألة أن الآية تأسيسية ام أن الآية امضائية لما عليه العقلاء والعرف والسير والارتكازات أي منهما؟ فإنه إذا كان تأسيس له حكم وإذا كان إمضاء له حكم وهذا أيضاً غائب في علوم القرآن عادة لا يبحث أن الآية تأسيسية أو كذا لعله في الفقه يبحثون اما في الآيات القرآنية لا يبحثون.

    السؤال الآخر: هذا عنوان اهل الذكر ما هو المراد من الذكر؟ أي كانت مراد الذكر يعني اهل الكتاب كتب السابقة بالبينات والزبر لأنه الآية قالت لا تعلمون بالبينات والزبر انتم تتذكرون قرأتم الآية قال: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) إذن الذكر بناءً على السياق من هم؟ يعني الذين يعلمون بماذا؟ بالزبر وبالكتب السابقة التوراة الانجيل زبور داوود إلى آخره زبر السابقة هذا يراد أو بقرينة (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ) المراد القرآن.

    سؤال: هل يشمل الراوي فقط ام يكون عالماً مجتهداً أي منهما؟ فرق كبير بين الراوي وبين العالم اهل العلم إذا شخص دخل على الإمام الصادق وبيده (في ذلك الزمان افترض في زماننا) أداة للتجسيل فسجل كلام الإمام ثم حفظه ثم نقله إلى الآخرين يصدق عليه اهل الذكر أو لا يصدق؟ الراوي للرواية من غير أصلاً حتى يفهم ما ينقل ولكن ثقة في النقل ينقل الألفاظ كما هي هذه الآية تشمله أو ما تشمله؟ هذه مرتبطة بحجية اخبار الآحاد هل الآية تشمله أو لا تشمله؟ ولهذا تجدون أن هذه الآية أنهم ذكروا الآية في حجية اخبار الآحاد يوجد هنا اتجاهان:

    الاتجاه الأول: للشيخ في الرسائل والسيد البروجردي ومجموعة من الأعلام يقولون أن عنوان اهل الذكر لا يشمل الناقل والراوي للرواية اقرأ لكم العبارات لأنها مهمة.

    تعالوا معنا الشيخ في الرسائل الجزء الأول صفحة 292 يقول ولو سلّم حمله على أرادة وجوب السؤال للتعبد بالجواب لا لحصول العلم منه قلنا أن المراد من اهل العلم (إذن يفسر الذكر ليس الكتب السابقة بأن يكون من اهل اعلم مطلقا لان الذكر له استعمالات متعددة منه القرآن منه الرسول منه مطلق العالم إذن اهل الذكر يعني العالم يقول ليس مطلق من علم ولو بسماع رواية من الإمام ليس هذا المراد وإنما المراد مع انه يصح سلب هذا العنوان عن مطلق من احس شيئاً بسمعه والمتبادل من وجوب سؤال أهل العلم هو سؤالهم عما هم عالمون به ليس ناقلون له والراوي ناقل وليس بعالم ويعدون من اهل العلم فينحصر مدلول الآية في التقليد ليس في قبول خبر الواحد الأعلام استدلوا بهذه الآية لإثبات حجية خبر الواحد يقول لا هذه مرتبطة بماذا؟ لان المقلد لا يرجع إلى الراوي يرجع إلى العالم والمجتهد ولذا تمسك به جماعة على وجوب التقليد لا على قبول حجية خبر الآحاد هذا مورد .

    السيد البروجردي أيضاً بشكل صحيح ومفصل أشار إلى هذه النقطة السيد البروجردي في حاشيته على الكفاية أيضاً هناك يقول: بأن اهل الحديث لا يطلق عليهم اهل الذكر بما هم محدثون وما ذكره المصنف يأتي هذا كلام سيد البروجردي والسيد الروحاني أيضاً الكلام الكلام أن موضوع السؤال هم اهل الذكر وهم اهل العلم وليس اهل الحديث والمحدث والاخباري وبمناسبة الحكم والموضوع يستكشف أن وجوب القبول من باب انه اهل علم ولجهة علمهم ومعرفتهم فلا تدل على حجية خبر الراوي الذي لا يحاول سوى رواية ما صدر عن المعصوم بلا أن يكون له معرفة بكلام ماذا؟ ولهذا ورد رب حامل فقه إلى من هو افقه ولا يعرف أصلاً فقط ينقل كلام الإمام سلام الله عليه هذا هو الاتجاه الأول فالاية تشمل الرواة أو لا تشمل الرواة؟ يعني تشمل حجية خبر الآحاد أو لا تشمل؟ لا تشمل.

    الاتجاه الثاني وهو الاتجاه الذي أسس له صاحب الكفاية يقول لا، يقيناً أن الآية تشمل الرواة أيضاً.

    تعالوا إلى الكفاية في صفحة 300 في أدلة حجية خبر الآحاد يقول وقد اورد عليها بأنه لو سلّم دلالتها على التعبد فلا دلالة لها على التعبد بما يروي الراوي فإنه بما هو راو لا يكون من اهل الذكر والعلم فالمناسب إنما هو الاستدلال بها على حجية الفتوى لا حجية الرواية وفيه لا، لا نقبل بأي دليل؟ والا هذا لازمه انه خبر الزرارة حجة أو ليس بحجة؟ ليس بحجة لماذا؟ فأسلوا أهل الذكر إذن زرارة يصدق عليه اهل الزكر أو لا يصدق؟ محمد بن مسلم يصدق عليه الذكر أو لا يصدق؟ لا يصدق لا يصدق والتالي باطل لأنه إذا زرارة ليس من اهل الذكر من يبقى من اهل الذكر؟ فإذن بقرينة قبول قول زرارة وعدم القول بالفصل نقول خبر الواحد حجة مطلقا، إذا كان زرارة أو غير زرارة يقول أن كثيراً من الرواة يصدق عليهم أنهم اهل الذكر والاطلاع على رأي الإمام كزرارة ومحمد بن مسلم ومثلهما ويصدق على السؤال عنهم انه سؤال عن اهل الذكر والعلم.

    السيد الخوئي أيضاً يقول كما أن اهل الذكر في زمان الغيبة هم الرواة بالنسبة إلى الفقهاء والفقهاء بالنسبة إلى العوام ونحو ذلك هذا هم المورد الثاني.

    المورد الثالث: السيد سعيد الحكيم أيضاً كذلك عبارته واضحة وفيه بعد أن يقول اشكالهم بأن الظاهر صدق العنوان على الرواة لا خصوص المجتهدين عملاً بإطلاق العلم الشامل، يا علم؟ يقول أنت بعد أن قلت فأسألوا أهل الذكر ومراده من الذكر ما هو؟ العلم، أي علم؟ العلم الحدسي فقط أم العلم الحدسي والحسي؟ يقول كليهما أنت خصصته بالعلم الحدسي وهو المجتهد ولا دليل على الاختصاص بل يشمل الحسي والحدسي هذان اتجاهان.

    والصحيح لا هذا ولا ذاك وإنما الاتجاه الثالث وهو أنه لابد من التفصيل بين صورتين أنا أشير إلى الصورتين ودليلها إن شاء الله لعله إذا صار وقت أبينه.

    الصورة الأولى: نقل الرواية يعني دخل مجلس الإمام الصادق سمع الإمام الصادق خرج من الإمام الصادق أصلاً عنده حافظة قوية نقل لك الرواية أم سألته معناها ما هو؟ يعلم أو لا يعلم؟ لا يعلم، هذه الصورة الأولى.

    الصورة الثانية: انه دخل وسمع وفهم المعنى وعَلِمَ أن هذه الرواية أين ماذا؟ ما هو موضوعها وما هو محمولها؟ بأي قرينة؟ أنت إذا ذهبت إلى الاخباري وسألته عن سؤال وهو أن الصائم إذا ارتمس في الماء يبطل صومه أو لا يبطل؟ المجتهد الاجتهاد جائز عنده أو ليس بجائز؟ ليس جائز عنده فلابد ماذا يفعل؟ يقرأ لك رواية يعني ينقل لك رواية أن الإمام الصادق ماذا قال؟ قال يبطل أو لا يبطل، أليس كذلك؟ كل همّ الاخباري يقول ما يكفي أنت تقول يبطل أو لا يبطل لأنه هذا اجتهاد لابد أن تقرأ لهم رواية.

    الجواب هذه الصورة الثانية هي نحو من الاجتهاد أنت فلو كنت سألك سؤال عن الارتماس في الماء لماذا لا تقرأ له رواية عن الصلاة أنت؟ لماذا لا تقرأ له رواية عن الحج؟ إذن أنت الذي تحفظ مئة رواية عن الإمام كاملاً تشخص أن السؤال موضوعه هذه الرواية لا هذه الرواية هذا اجتهاد أو ليس باجتهاد؟ بدليل انه يمكن نفس هذا السؤال تسأل عالم حافظ لروايات الآخر يقرأ له هذه الرواية أم رواية أخرى؟ يقرأ رواية أخرى يقع الاختلاف أو لا يقع؟ ما هو منشأ السؤال؟ السؤال واحد ولكن الاختلاف أن كل واحد منهم فهم من السؤال أن الرواية ألف تنطبق والآخر فهم أن الرواية باء تنطبق.

    وهذا ما قاله المجلسي مراراً قال إذا في مسألة واحدة  وردت روايات متعددة لابد ماذا نفعل نحن؟ نرجح بعضها على بعض، هذا اجتهاد أو ليس باجتهاد؟ وإلا بعنوان ماذا ترجح أنت؟ تقول هذا سندها أقوى الناقل زرارة وما ذكره من الأمثلة صاحب الكفاية زرارة وأمثاله هذه الصورة الأولى أم الصورة الثانية؟ الوقت انتهى هذه تحتاج توضيح أن الاخباري أيضاً يجتهد ولكنه فقط لا يقبل انه واحد يسميه مجتهد هذه فقط وإلا لا يمكن لأحد أن يقول شيئاً بلا ماذا؟ إلا إذا كان مسجل وإذا صار مسجل لا تستطيع أن تسأله، أساساً حقيقة العمل أو الرجوع لابد أن يكون إلى العالم لا إلى الراوي بما هو راوي ونكات موجودة في الروايات تؤيد هذا المعنى والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/03/03
    • مرات التنزيل : 1923

  • جديد المرئيات