نصوص ومقالات مختارة

  • مطارحات في تجديد الفكر الديني (22) الإنسان – الدين في المنهج التاريخي (4)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهينا في البحث السابق إلى هذين الاصلين الأصل الأول أن الحقيقة في الواقع لها الخصائص التالية:

    أولاً أنها مطلقة وليست نسبية.

    ثانياً أنها واحدة وليست متعددة.

    ثالثاً أنها ثابتة وليست متغيرة وليس التاريخية.

    الأصل الثاني: أما عندما نأتي في مقام الإثبات والدليل لا نصل إلى الواقع المطلق بل نصل إلى الواقع النسبي هذا أولاً، ولا نصل إلى واقع ثابت بل نصل إلى واقع متعدد ولا نصل إلى الواقع الثابت بل نصل إلى الواقع المتغير.

    وهذه هي فلسفة تقسيم الأعلام في علم الأصول إلى واقعي والى ظاهري وإلا لماذا قالوا أما واقعي وأما ظاهري طبعاً هم تكلموا عن الأحكام لأنه بحثهم في علم الأصول مرتبط بالاحكام وإلا هذا عام لا اختصاص له بالاحكام الفقهية أي معرفة أما واقعية وأما ظاهرية التي في عقيدتي هي إما واقعية مطلقة في نفسها وإما واقعية مرتبطة بمن قام عنده الدليل.

    فهو الواقع المطلق أو الواقع النسبي إذن المعرفة الإنسانية في أي بعد من ابعادها سواء في العلوم الدينية أو في العلوم الطبيعية أو في العلوم الإنسانية لها هذه الخصائص الثلاثة ما هي؟ أولاً نسبية ثانياً متعددة ثالثاً ما هي؟ متغيرة.

    أما بحثنا الجديد إذا تتذكرون عنوان بحثنا كان في هذه المطارحات الإنسان، الدين والمنهج التاريخي يعني المنهج التاريخي في الإنسان المنهج التاريخي في الدين ما هي العلاقة بين الإنسان وبين المنهج التاريخي هذا أصل ما هي العلاقة بين الدين وبين المنهج التاريخي هذا أيضاً أصل ما هي العلاقة بين الإنسان وبين الدين؟ هذه اشرنا إنسان دين، منهج تاريخي.

    قد نبحث المنهج التاريخي موضوعه الإنسان وقد نبحثه المنهج التاريخي وموضوعه الدين وقد نبحث العلاقة بين الإنسان والدين، سؤال هذا البحث العلاقة بين الإنسان والدين ما هو؟ هذا هو موضوع علم الأديان، فلو سألك سائل أليس لكل علم موضوع يبحث عن عوارضه الذاتية أليس هكذا قرأتم في علم المنطق، ما هو موضوع علم الأديان؟ الجواب موضوع علم الأديان هو العلاقة القائمة بين الإنسان وبين الدين ما هي هذه العلاقة؟

    ولكن قبل أن ندخل إلى بيان هذه العلاقة لابد أن نعرّف ما هو الدين؟

    تعالوا معنا إلى الدين، الدين بحسب اللغة هذا الكتاب أنا بودي أن تحصلوه علم الأديان تاريخه مكوناته، مناهجه، أعلامه، حاضره، مستقبله المؤلف خزعل الماجدي مؤمنون بلا حدود تعالوا معنا إلى تاريخ تعريف الدين لغةً، يقول اختلف المعنى اللغوي القاموسي صفحة 26 لكلمة دين في أكثر من لغة ويحصي لنا الجدول مجموعة من هذه المعاني الاكدية، كلمة الدين تعني القضاء والحساب، الآرامية: الدين تعني القاضي، الهندية، الصينية، اليونانية، اللاتينية: الدين يعني وجوب الطاعة.

    العربية: جنس من الانقياد والذل فالدين الطاعة، إذن من أين مأخوذة؟ إذن لاتينية هذا الذي فيما سبق قلته لكم تجذير المسألة تجذير المفردة تجذير… وهكذا هذا التجذير إذا لم تقف عليه، اللغات الأوروبية المعنى الأول يخص الحالة النفسية للمتدين المعنى الثاني يخص الحقيقة الخارجية أو العقيدة الدينية هذا المعنى اللغوي.

    المعنى الاصطلاحي: يقول منذ العالم القديم حتى يومنا هذا حاول المفكرون صياغة تعريف خاص بمصطلح دين، فاختلفوا في آراءهم شيشرون من اليونانيين: الرباط الذي يصل الإنسان بالله يسموه دين.

    ايمانوئيل كانت: الشعور بواجباتنا كونها قائمة على اوامر إلهية.

    اقرأ لكم الآن: شلاير ماخر، شاتل، اسبينزا، تالور، ماكس مولر، هيكل وهكذا هؤلاء كل واحد يعطون تعريفاً للدين مثلاً واحد منهم هكذا يقول الوعي بالقدسي في تجربة الانفعالية غير العقلية وهكذا ولكن من صفحة 27 إلى صفحة 30 راجعوا هناك، ولكن افضلها احسنها ادقها ما ذكره دوركاي العالم الاجتماع المعروف ما هو الدين؟

    في صفحة 29 أن عالم الاجتماع الفرنسي دوركاي قد فتح اطلالة جديدة لتعريف الدين عندما قال يوجد عالمان عالم دنيوي وعالم مقدس عندما فصل بين عالمين مختلفين هما المقدس والدنيوي فقد عرّف الدين في كتابه الأشكال الأساسية للحياة الدينية هو نظام متسق من المعتقدات التي تدور حول موضوعات مقدسة يجري عزلها عن الوسط الدنيوي وتحاط بشتى أنواع التحليل وهذه المعتقدات والممارسات تجمع كل المؤمنين والعاملين بها في جماعة معنوية واحدة تدعى الكنيسة أو تدعى الحوزة أو تدعى المؤسسة الدينية أو تدعى جامع الازهر أو إلى آخره.

    وقد فتح تعريف دوركاي هذا الطريق إلى تعريف يقترب من الدقة لأنه ميّز لاول مرة بين عالمين الأول مقدس والثاني دنيوية وهذا هو أساس كل دين أن يوجد فيه مقدس وان يوجد فيه مدنس، هذا الدين ما هي وظيفته؟ بعد أن اعتقد يوجد مقدس ويوجد مدنس؟ الدين وظيفته هو الحبل الذي تأخذه تسلل به من المدنس إلى المقدس.

    ولهذا عبارته يقول وبالشطر الوجود إلى عالم مقدس وعالم دنيوي وحلول المقدس في الدنيوي يعني ظهور ذلك المقدس في مظاهر دنيوية تقول الإمام مقدس المكان مقدس مع انه دنيوية ولكن مظهر صار للمقدس فيمكن الاقتراب منه أو لا يمكن؟ وتطلق الإنسان من الدنيوي إلى المقدس إذا هذا وصلناه نكون قد وصلنا إلى تلمس ماهية الدين، إذن ماهية الدين ما هي؟ ما هي حقيقة الدين؟

    أن العالم ينقسم إلى مقدس والى مدنس واننا نريد من مظاهر هذا المقدس أن نصل إلى ذلك المقدس الذي هو الدين ولهذا تعالوا معنا إلى كتاب علم الأديان مساهمة في التأسيس ميشال مسلان يقول ذلك ما يظهر من خلال صورة إجمالية فمادته المتنوعة تهدف بالاساس لدراسة مناهج لتحليل الإنسان المتدين وفهمه هذه الظاهرة الكونية الشيوع واقعاً لا يوجد مجتمع بلا دين اعم من أن يكون ديناً إلهياً أو ديناً بشرياً ذلك الطابع المفارق والملاصقة للإنسان المدرك إلى كذا وفي جوانب أخرى ما نرنو إلى تحليله وفهمه مجموع العلاقات الحميمة التي تصل الإنسان بما يتبدى لديه من واقع متعالٍ هو متداني يريد أن يصل إلى واقع متعالي.

    كذلك متابعة أسباب تلك العلاقات ومؤثراتها ولبلوغ ذلك أوليس من الأولى التعريف المسبق للدين ما هو؟ وتحليل أسس الاعتقاد المدرك على أساس اضافة فخلافاً لكذا لأنه ليس فقط لا يكون إلا وغير وافياً وهو أن الوصول إلى ماذا؟ الوصول إلى أمر مقدس إلى أمر متعالٍ.

    تعالوا معنا إلى تعريف علم الأديان تعالوا إلى صفحة 49 هذا العلم تاريخه ليس قديماً بذاك الشكل بما هو علم وإن كان بوادره موجودة ظهر مصطلح في صفحة 49 مصطلح علم الأديان لاول مرة في المانيا سنة 1868 وكذلك اسم لكتاب ألفه فلان ما هو تعريفه؟

    ينظر إلى الدين كنشاط إنساني سؤال هو انشأه أو الله اوحى به؟ يقول هذه أنا لا اسأل عنها سواءً هو انشأه الآن هذه اللوحات التي يصنعها البشر الفنية هذه الله أوحى بها انزلها من السماء أم صنعها البشر؟ الدين كيف؟ الله انزله أم صنعه البشر؟ يقول هذه ليس من شغل علم الأديان لا يسأل انه الهي أو انه إنساني بشري لا علاقة له وإنما يوصّف العلاقة بين الإنسان وبين الدين.

    يقول ينظر إلى الدين كنشاط إنساني يمكن التعرف إليه أما الجانب الغيبي وان الله انزل الدين فليس من اختصاص هذا العلم أنا لا أتكلم أن هذا الهي أو هذا بشري أنا ابحث عن الإنسان من قبيل الإنسان تطور من القرد أم الله خلقه مباشرة؟ علم الإنسان لا يبحث الله خلقه أم كذا يقول هذا الإنسان بهذا الشكل ما هي علاقته بالدين لأنه كان ينظر إلى كل الأديان على انه مرتبطة بالإنسان أولاً وأخيراً فهو الدين نتاج الإنسان ويمكن فحصه مثل بقية الحقول التي أنتجها الإنسان في حقوق الأدب والسياسة والاجتماع والنفس واللغة وغيرها.

    ومن هنا إنّ ما هو موضوع في نظر الدين يصبح هو المحمول هذا يعني علم الأديان هو علم دراسة علاقة الإنسان بالمقدس وما ينتج عن ذلك من تراث شفاهي أو مكتوب أو معمول إذ يدرس العلم هذا التراث ويصل من خلاله إلى وصف وتفسير للشعور الديني إذن وضح ما هو علم الأديان.

    سؤال ما هي المراحل التي مر بها علم الأديان؟ بإمكانكم مراجعة هذا الكتاب (تاريخية تاريخ الأديان) هذا علم الأديان يقول مر من ثلاثة آلاف سنة والى يومنا هذا بمراحل ثلاث العالم القديم، العقلانية الحديثة، عصر القرن التاسع عشر العلوم الإنسانية فدرسوا علم الأديان المتعلقة بعلم الأديان منذ البدايات الإغريقية الأولى إلى آخره.

    ما هي أهم المكونات الأساسية للدين؟ لا للدين الإسلامي لا للمسيحية لا لليهودية لا للبوذية كل ما اعتقده الإنسان هو دين ما هي مكوناته؟

    توجد مكونات أساسية وتوجد مكونات ثانوية أو عبروا مكونات جوهرية ومكونات عرضية عبروا ما تشاءون.

    تعالوا بنحو الإجمال مكونات الدين في صفحة 32 من الكتاب يتكوّن الدين في كل مكان وزمان من مكونات أساسية أربعة تكوّن أساس الدين في جميع المجتمعات هي المعتقدات، الاساطير، الطقوس، الاخرويات، يعني ما بعد الموت وأهمها المحرك لكل مكونات الدين هذا الرابع ما بعد الموت يعلم عنه شيء أو لا يعلم؟ ولكنه واقع في حياته يموت أو لا يموت؟ كما بعد الموت ماذا يجري؟ يعلم أو لا يعلم؟ هنا تبدأ الاساطير والخرافات شاء أم ابى ليس بيده لأنه يذهب إلى المعلوم أم إلى المجهول؟ إلى المجهول فكلما خاف عنه ظهر ذلك في طقوسه وأعماله يقول اعمل كذا حتى هناك هالشكل.

    أنت الآن اذهب إلى الفراعنة لأنه كان عندهم حياة أخرى بعد هذه الحياة فلهذا يضعون كذا كذا أنا وأنت نعمل كذا هذاك يقوم يتطبر حتى لأجل ماذا؟ على الصراط المستقيم يمر بلا حساب وهكذا فأنت تجد كل الحركة حركة أصلها في الاخرويات التي تحرّك الأساطير والخرافات والطقوس وهذه هي التي تبني المعتقدات.

    وهناك المكونات هذه المكونات الأساسية التي تكوّن أساس التدين وترتبط بمظاهر هذه المكوّنات الأصلية مظاهرها في الحياة ما هي؟ هي كالتالي: الأخلاق والشرائع، السير المقدسة، سيرة الأنبياء، سيرة الأولياء، سيرة الصلحاء سيرة المقدسين سيرة المخلصين، سيرة المنقذين، سيرة إلى آخره، السير المقدسة وهي تقابل وتناظر المكونات الأساسية أيضاً أربعة: الجماعة الروحانية الأسرة…

    المعتقد ما هو؟ الجانب الفكري ويشتمل على الأفكار الدينية، الأسطورة الطقس: الجانب العملي من الدين الشعيرة أو شعائر ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب لأنه دين الهي فطبيعي الشعائر ماذا تصير؟ إلهية، الاخرويات كل ما يتعلق بالموت وما بعد الموت وهي الطامة الكبرى التي ما بعدها طامة.

    هنا يقول ومن الطريف والمفيد أن نلمح في هذا الجدول تاريخ تطور الدين، أنت إذا تريد تفهم تطور الدين لابد أن تقرأ هذه المكونات الأربعة من خلالها تستطيع أن تتعرف على الدين، لا، لابد أن تقرأ المكونات الثانوية التي هي مظاهر وتجليات المكونات التي تظهر في الأخلاق في الشرائع في السير في السلوك في المقدسات إلى آخره في هذا الجدول تاريخ كل دول ولاسيما من خلال مكوناته الرئيسة عندما ينظر إليها من الأسفل المراد من الأسفل يعني من الاخرويات إلى الأعلى فمن خلال دراستنا الطويلة لتاريخ الأديان نرى أن الاخرويات كانت أول بدايات الدين في عصر الإنسان. مات، انتهى أم لم ينتهي؟ إذا انتهى لا يوجد شيء وما يهلكنا إلا الدهر ولكنه فطرة نبي ولي وصي قال لا، توجد حياة بعد هذه الحياة عند ذلك إذا مات هذا الذي قال توجد حياة يعني ولي يعني وصي يعني نبي مولانا يحيون ذكره أم لا، فالذي يريد يحي ذكره ماذا يفعل؟ ينصب له تمثال، بدأت الصنمية والاصنام أو ينسب له مكان حتى يزوره أتكلم أنا في المفهوم لا في المصداق لأنه قد تكون بعض المصاديق حق وبعض المصاديق باطلة أنا لا أتكلم في المصاديق أنا أتكلم في المفهوم كيف ينشأ في حياة الإنسان.

    يقول الدين في عصر الإنسان أول بدايات الدين في عصر الإنسان في العصر الحجري ثم يستمر إلى كذا طقوس إلى آخره المكونات الثانوية للدين تطورت هي الأخرى مع مقابلاتها الأساسية ما هي مقابلاتها الأساسية؟ المكونات الأربعة الأساسية والأربعة الثانوية التي تناظرها ولكنها لم تكن فاعلة إلا حين تكونت المجتمعات.

    المكونات الأساسية أولاً المعتقد الذي تصوغه تصورات وأفكار الجماعة الدينية والذي يصبح المصدر الأول الذي ينظم مكونات الدين الأساسية ويتألف المعتقد عادةً من الأفكار وكذا.

    ثانياً: الاسطورة فالإنسان لم تكن له القدرة قديماً على التفكير المنطقي الممنهج بل كانت له القدرة على التخيل والقص ورواية أحداث مقدسة ترتبط بالالهة أو من يمثل الآلهة وهي الأساطير ودليلنا على ظهور الفلسفة لا عن الإغريق.

    الثالث والطقس يكاد يكون التطبيق العملي للاسطورة هذه الاسطورة عندما تريد تظهر في الحياة تظهر بأي شكل؟ الطقس، الجانب العملي من الدين وعن طريق الطقس يظهر المعتقد كوامنه الذهنية والعقلية والنفسية إلى آخره.

    والرابع: الأخرويات الموت وما وراء الموت.

    العلم الذي يبحث المعتقد يسمى الثيولوجيا الذي هو علم اللاهوت علم الثيولوجية يعني علم المعتقدات لا علم الإلهيات البعض يترجمه علم الإلهيات، لا من مصاديق علم ماذا الثيولوجيا الإلهيات لمن يعتقد بالالهيات، العلم الذي يبحث الأسطورة يسمى علم الميثولوجيا أو علم الأسطورة، العلم الذي يبحث عن الطقوس والشعائر يسمى علم ليتورجيا وعلم الاخرويات يسمى اسكاتولوجيا هذه الاصطلاحات من قبيل أنت تريد تدخل إلى بحث الفلسفة لا تعرف أصالة الوجود أصالة الماهية المادة الأولى الصغرى، هذه الاصطلاحات متعارف عليها عندهم.

    ما هي الأبعاد الأساسية أبعاد الدين في حياة الإنسان؟

    تعالوا معنا إلى صفحة 31 قد يكون الدين ماذا؟ فردياً الدين الفردي الذي هو الحس الفردي أو الخبرة الفردية الدينية وهو أمر ذاتي لا يختص بفرد دون آخر بل يتعرض له الجميع بدرجات متفاوتة لا يوجد احد لا دين له، أبداً حتى الملحد دينه الإلحاد لا يمكن، تقول لي سيدنا هذه فطرة الله، جيد هذه فطرة الله أنا ليس بحثي الآن الطبيعة طورته وصلت به إلى الإنسان أو الله خلقه ماذا؟ هذا البحث الآخر هذا لا علاقة لعلم الأديان به.

    الدين الجمعي وما أدراك الدين الجمعي حيث يأخذ الأفراد بنقل خبراتهم المنعزلة من بعضهم إلى بعض في محاولة لتحقيق المشاركة والتعبير عن التجارب الخاصة في تجربة عامة ويعتقد هوستاف بوجود جدلية لا غنى عنها بين الدين المؤسس اجتماعياً وبين الخبرة الدينية الفردية المباشرة، أعزائي أن للدين وظيفة نفسية كبيرة الأهمية في المجتمع لا يمكن أن يعيش كما لا يمكن أن يعيش الفرد بلا دين لا يمكن أن يعيش المجتمع بلا دين.

    ارجع وأقول لا الدين الإلهي لا نتكلم في الدين الإلهي بل نتكلم في أي دين بعد فرعون ألا  يقول لقومه قال أخاف أن يبدل دينكم دينهم ماذا كان؟ يعني فرعون الدين الذي كان يعتقده لبني إسرائيل ما هو؟ أنا ربكم الأعلى هذا الدين كان يعتقده ويخاف عليه ولعله كان صادق يعني صدق مخبري لا صدق خبري يعني هو كان معتقد في نفسه هو انه ليس دين هو ربكم الأعلى معتقد بهذا يعني انتم تتصورون هؤلاء الطواغيت والفراعنة والجبابرة هؤلاء كلهم كذابون عندكم دليل على هذا؟ لا يوجد، هو معتقد أن أفضل طريق لكمال الإنسان الدكتاتورية الفرعنة، الاستبداد هو هذا كمالهم كمال المجتمع هو معتقد بهذا ولهذا يتقربون إلى الله كما نجد الآن في الحركات الداعشية والقاعدية والنصرتية هؤلاء يقربون أنفسهم قرابين للوصول إلى كمالهم وعندما يقتلون، يقتلون قربة إلى الله وعندما يقطعون يقطّعون قربة إلى الله.

    ولهذه هذه العبارة مهمة جداً لأنه يقدم للأفراد جملة من الرموز الموظفة في معتقد وطقس منظمين تنظيماً مكيناً من شأنها التعويض عن الخبرة ثم يأتي دور ماذا؟

    هذا الدين الاجتماعي أو الدين الجمعي لا يمكن حفظه إلا بالمؤسسة الدينية، وهنا يظهر إلى السطح الكنيسة وعلى رأس الكنيسة من يظهر؟ البابا يظهر والبابا يستطيع أن يدير الأمور من غير قساوسة وكرادلة ومؤسسات وأموال وإعلام ومقدس يمكن أو لا يمكن؟ أنا اضرب مثال حتى لا يقولون السيد يتكلم على الحوزة أنا لا أريد أتكلم على الحوزة أنا قلت أتكلم في المفاهيم كيف تتكون ولا علاقة لي بالمصاديق لعل بعض المصاديق مصاديق ماذا؟ مصاديق حق أنا ما عندي كلام هنا ولكن أنا ابين لك كيف أن الدين الجمعي لا يمكن بقاء المجتمع متديناً إلا من خلال ماذا؟ فإذا صلحت المؤسسة صلح هذا الدين الجمعي وإذا فسدت المؤسسة كل المجتمع يفسد.

    ولهذا يأتي دور المؤسسة الدينية الرسمية التي ظهرت مع ظهور المدينة بعد أن كان الدين يمارس جماعياً في المجتمعات الزراعية الأولى فمع ظهور المدينة والمؤسسات الاجتماعية والسياسية ظهرت المؤسسة الدينية وهذه من لوازم المدنية من قبيل الدولة الدولة متى ظهرت؟ الدولة المركزية متى ظهرت؟ عندما دخلنا المدينة والمجتمع المدني وإلا قرى وكذا لا يوجد فيها دولة، الدين الجماعي أو الجمعي أيضاً متى احتجناه؟ عندما دخلنا عالم المدنية وعالم الحضارة، ظهرت المؤسسة الدينية ممثلةً بالمعابد والكهنة والمتخصصين ورجال الدين في أي مدرسة؟ شيعةً، سنةً، بوذيةً، كنفشيوسية إلى آخره.

    وراحت تمارس توجيهها وسيطرتها على الحقوق والواجبات الدينية هذا يصح هذا لا يصح، هذا واجب هذا حرام، هذا ضال هذا معتدل، هذا كافر، هذا مؤمن ولهذا تعبيره المؤسسات الدينية الرسمية.

    وهذا لا اقل أنت انظر إليه في تاريخ الإسلام مذ انتقل رسول الله من هذه الدنيا بدأت المؤسسة الدينية تعمل عملها وإلا من أعطى المشروعية لمن جاء بعد رسول الله؟ من أعطاها؟ الناس أعطوها؟ لا أبداً وإنما من أعطى؟ أهل الحل والعقد، من هم أهل الحل والعقد؟ الصحابة الأولى الذين لهم تاريخ ولهم جهاد ولهم ولهم ولهم كذا فهو يصير صاحب القرار لا يفرق في ذلك المجتمع أو في مجتمعنا.

    من هنا تبدأ القضايا الخطيرة يقول وراحت تمارس توجيهها وسيطرتها على الحقوق والواجبات وتوسطها بين المجتمع والعالم المقدس الإلهي تصير واسطة الفيض بين المقدس وبين الناس فتصير هي حبل الله الممدود أنت إذا تريد تصعد إلى الله لابد من أين تمر؟ من خلال المقدس.

    كونوا على ثقة الواقع الاجتماعي الديني لنا غير هذا الذي أنا أوصفه؟ المشكلة من هنا تبدأ، يقول وكانت تعكس نمو هذه الأشكال الدينية التي ظهرت مع ظهور المدينة التجمعات الروحية والدينية ذات الطابع الاجتماعي، الآن ماذا تفعل هذا الركن الرابع إذن ماذا صار عندنا؟ الدين الفردي، الدين الجمعي المؤسسة الدينية الرسمية، هذه المحلة محلة شيعية فإذا جاء واحد دخل عليهم لا ينسجم مع ثقافتهم ماذا يفعلون له؟ لابد يبقوه أم يخرجوه؟

    ثمّ لا المحلة المدينة ماذا؟ الآن انتم ترون في العراق هذا يريد اقليم سني وذاك الطرف يريد اقليم شيعي ذاك الطرف يريد اقليم كردي وهكذا هذا البعد التجمع الاجتماعي ولكن تحت راية الدين يعني عنوانها ليس مواطنة عنوانها ليست قومية بل عنوانها دين وأنت لو تدخل إلى التاريخ انظر إلى هذا قبل عشر سنوات الذي حصل في اوربا واقعاً مقتلة ومذبحة للمسلمين ألم يقتلوا في مكان واحد ثمانية آلاف مسلم؟ من قتلهم؟ المسيحيون لأنهم يريدون يطهروا الأرض من الكفار وهؤلاء المسلمين بالنسبة إلى المسيحيين كفار يعتبرون هذه الحروب الدينية أو الحروب المذهبية أو الحروب داخل المذهب الواحد.

    هذا تمام الكلام وهي المؤسسات والجمعيات التي لا تتبع إلى آخره تتمة الحديث تأتي إن شاء الله في الأسبوع القادم والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/03/03
    • مرات التنزيل : 2166

  • جديد المرئيات