نصوص ومقالات مختارة

  • حوار مع الملحدين (52) براهين إثبات وجود الله الأول: برهان الوجوب والإمكان (4)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قبل الدخول في بيان كيفية الاستدلال بهذا البرهان بعد أن تمت أو بينا تلك الأصول والقواعد الأساسية ما هي؟

    أولاً اجتماع النقيضين ممتنع.

    ثانياً: أن الدور ممتنع.

    ثالثاً: أن الصدفة الفلسفية الصدفة المطلقة الفلسفية ممتنعة.

    وان الشيء الذي كان معدوماً يحتاج إلى سبب لكي يوجد فإذا وجدناه قد تحقق لابد أن يوجد هناك من أوجده وتلك الإشكالات التي ذكرت على قانون السببية من خلال جملة من البحوث العلمية كنظرية ميكانيك الكم اتضح بأنه لا تنفي السببية وإنما هي بصدد نفي شيء آخر وهي الحتمية كما بيناه في الأبحاث السابقة.

    الآن يوجد عندنا أصل آخر مهم موضوعي ولابد أن نقف عنده وهو انه هل أن العلوم الطبيعية لكي تصل إلى نتيجة من أقول علوم الطبيعية يعني العلوم التجريبية من أقول العلوم التجريبية يعني التي تقع تحت تجربة الإنسان لكي تصل إلى أية نتيجة إثباتاً أو نفياً هل يمكنها أن تستغني عن القواعد العقلية والفلسفية أو لا يمكنها؟

    يعني هل يمكن للتجربة أن تستغني عن العقل والفلسفة أو لا يمكن؟ هذا البحث الذي فيما سبق عرضناه تحت عنوان الفلسفة أولاً أم العلم أولاً، الجواب لابد أن نقف عند هذا الأصل إذن لابد من بيان هذا الأصل وهو أن نتائج العلوم الطبيعية ونتائج العلوم التجريبية هل تحتاج إلى البحث الفلسفي أم لا تحتاج؟

    فيما سبق اشرنا إلى هذه المسالة إجمالاً في هذا اليوم أريد أن أقف عندها بالنحو الذي يرتبط ببحثي هذا كتاب التفكير العلمي كتاب عالم المعرفة رقم السلسلة رقم 3 تأليف الدكتور فؤاد زكريا هناك في صفحة 26 يقول وعلى أية حالة فقد استطاع العلم الحديث بفضل جهود رواده الاوائل واضافات العلماء اللاحقين أن يطور لنفسه منهجاً اصبح يرتبط إلى حد بعيد بالدراسة العلمية ولعله من المفيد ونحن في معرض الكلام عن صفة التنظيم المنهجي للعلم أن نقول كلمة موجزة عن هذا المنهج، ما هو المنهج العلمي ما هو تعريفه إذا أردنا أن نعرّف المنهج العلمي؟ مراد من العلم هنا يعني العلوم الطبيعية العلوم التجريبية في قبال الأبحاث الفلسفية والنتائج العقلية والفلسفية.

    يقول ولكن لا بوصفه المنهج الذي اصبح غالباً عن الدراسات في ميادين العلم الطبيعي دون استعادة أي تطورات ممكنة في المستقبل.

    الآن بحسب ما وصلنا إليه يقول نحتاج إلى خطوات خمس:

    الخطوة الأولى: المنهج العلمي يبدأ بمرحلة ملاحظة منظمة للظواهر الطبيعية التي يراد بحثها نحن نريد الآن مسألة نبحثها لابد أن نلحظ تلك الظواهر المحيطة مثالها واضح يقول على سبيل المثال قطعة الحجر يمكن أن تدرس من عدة زوايا بوصفها ظاهرة فيزيائية إذا ركزنا اهتمامنا على حركتها أو طريقة سقوطها وثقلها والى غير ذلك.

    ويمكن أن تدرس كيميائياً بتحليل المعادن أو الاملاح كما تدرس جيولوجياً بتحليل الطبقة الصخرية التي تنتمي إليها لابد من النظر والزاوية… هذه الخطوة الأولى.

    الخطوة الثانية هذه الظواهر كيف ندرسها؟ ولهذا يقول أن الملاحظة الحسية المباشرة نادراً ما تستخدم في العلم المعاصر فلا يمكن قراءة الظاهرة من خلال الحواس الظاهرية لأنه هذه تصيب أو لا تصيب؟ قد تصيب وقد تخطئ صحيح أنها في أوائل العصر الحديث كانت هي الوسيلة التي يلجأ إليها العلماء يعني الحواس الظاهرية ولكنه من أربعة خمسة قرون يمكن الاعتماد عليها أو لا يمكن؟ لا يمكن.

    والتي يدعو إليها فلاسفة العلم مثل ديكن من اجل جمع معلومات عن الواقع ولكن ذلك كان هو الوضع السائد قبل أن تكتشف اجهزة الملاحظة والرصد الحديثة وابسط مثال على ذلك ملاحظة الطبيب للمريض في البلاد المتقدمة طبياً اصبحت اقل اعتماداً على اليد أو سماعة الإذن التي هي إلى الآن قائمة يجعلها في آذانه ويخليها هنا أبداً هذه تصيب خمسة بالمئة عشرة بالمئة ولهذا كثير من الأحيان تشتبه وازداد اعتمادها على الاجهزة الدقيقة في تسجيل ضربات القلب أو على التصوير بكامرات داخلية أو على الانواع الجديدة من الاشعة وهكذا.

    الخطوة الثالثة: بعد الملاحظة تأتي مرحلة التجربة يعني أنت هذه الظاهرة في الطبيعة هكذا تدخلها إلى المختبر وتتصرف في الظروف المحيطة بها لترى أن تلك الظواهر تبقى أو تتغير؟ تأتي بعد الملاحظة مرحلة التجريب حيث توضع الظواهر في ظروف يمكن التحكم فيها مع تنويع هذه الظروف كل ما امكن لنرى تعطي نفس النتائج أو لا تعطي نفس النتائج؟

    فإذا أنت بدلت الظروف ووجدت نفس النتائج موجودة تقول هذه غير مرتبطة بالظروف وإنما هي مطلقة بهذا الحد لا مطلقة مطلقاً وإنما مطلقة بهذا الحد.

    وقد اصبحت التجارب العلمية بدورها أمراً شديد التعقيد في عصرنا هذا ولكنها مع ذلك لا تمثل المرحلة النهائية في العلم بل تظل مرحلة اولية لان القوانين النهائية التي نتوصل إليها في هذه المرحلة قوانين جزئية مرتبطة بهذه الظاهرة ونسبية مرتبطة بهذه الظروف هذه في العلوم الطبيعية، اذهب في العلوم الإنسانية والعلوم الدينية، إذن ضمن هذه الظروف أنت هكذا تفهم وذلك لان القوانين النهائية في هذه المرحلة التي توصل إليها قوانين جزئية تربط بين ظاهرة وأخرى وتقدم إلينا معرفة بجانب محدود من جوانب الموضوع الذي نريد بحثه ومن مجموع التجارب يتكون لدينا عدد كبير من القوانين ولكن لا المطلقة بل من القوانين الجزئية النسبية التي يبدو كل منها مستقل هذه المرحلة الثالثة.

    المرحلة الرابعة: وفي المرحلة التالية يستعين العلم بتلك القوانين الجزئية التي تم التوصل إليها في المرحلة التجريبية في الخطوة الثالثة فيضمها كلها في نظرية واحدة يقول وهكذا وضع قانون الجاذبية.

    إلى هنا هو يستطيع أن يضع قانون الجاذبية العام أم ضمن هذه الموارد التي استقرأها؟ بعبارة أخرى الاستقراء كامل أم استقراء ناقص؟ فإذن النتيجة ماذا تصير؟ ناقصة هذا الذي حاول السيد الشهيد انه كيف يمكن أن ننتقل من الخاص إلى العام، إذن كل خطواتك العلمية الأربعة المتقدمة لا يمكنها أن توصلك إلى القاعدة العامة يعني الانتقال من الخاص إلى العام لان الخاص استقراء كامل أم ناقص؟ جزئي ناقص.

    الآن كيف نصل إلى النتيجة العامة؟ التجربة تستطيع أن توصلك إلى النتيجة العامة أو لا تستطيع؟ فعلت ما تفعل أنت كلها تجاربك استقراء ماذا؟ من قبيل حتى يقترب إلى ذهني أنا وجدت أمامي سبعة مليار إنسان عند أعمار معينة يموتون فأنت من حقك أن تقول هؤلاء السبعة مليارات ماذا؟ من يقول بأنه واحد بعد سبعة مليار أيضاً يموت؟ من أين؟ لعله خالد عندك دليل عندك احد طريقين:

    أما قانون عقلي يقول كل إنسان يموت وأما تعتقد بدين يقول كل نفس ذائقة الموت وإلا نفس التجربة لا توصلك إلى كل إنسان يموت، هنا تأتي الخطوة الخامسة.

    هنا يلجأ العلم بعد الوصول إلى النظرية من خلال الجزئيات إلى الاستنباط العقلي لا يمكن أن تصل إلى نتيجة كلية وأنت لا تملك قواعد عقلية وفلسفية إذ يتخذ من النظرية التي في الخطوات الأربعة التي انتهى إليها نقطة ارتكاز أو مقدمة اولى ويستخلص منها باساليب منطقية ورياضية ما يمكن أن يترتب عليها من نتائج وبعد ذلك قد يقوم مرة أخرى فالنتيجة ما هي؟ فالبحث العلمي لكي يصل إلى نتيجة عامة يحتاج إلى الفلسفة أو لا يحتاج؟ يحتاج إلى القواعد العقلية أو لا يحتاج؟ فإذن الفلسفة أولاً أم العلم أولاً؟

    الجواب الفلسفة أولاً والفلسفة آخراً لماذا؟ لأنه من مبادئ الفلسفة أيضاً السببية فيما سبق قلنا إذا لا توجد السببية لا يمكن للتجربة أن تعطي نتائج إذن تبدأ البحث العلمي والتجريبي يبدأ بالبحث العقلاني ولا ينتج إلا بالبحث العقلاني ولهذا يقول وهكذا أي أن العنصر التجريبي والعنصر العقلي متداخلان ومتبادلان.

    ولهذا عبارته وبعد ذلك قد يقوم العلم مرة أخرى باجراء تجارب من نوع جديد لكي يتحقق من أن هذه النتائج التي استخلصها بالعقل والاستنباط صحيحة أو ليست صحيحة؟ فإذا اثبتت التجارب صحة تلك النتائج عند ذلك نقول ما هو؟ القاعدة صحيحة أما إذا وجدنا رجعنا يعني مثلا العقل قال كل شيء يحتاج إلى سبب رجعنا في بعض الأمور توجد الأشياء بلا سبب إذن القاعدة العقلية صحيحة أم غير صحيحة؟ غير صحيحة.

    لهذا يقول إذن العنصر التجريبي والعنصر العقلي متداخلان ومتبادلان كما أن الاستقراء الذي نتق اليد فيه بالظواهر الملاحظة والاستنباط الذي نستخدم فيه عقولنا متخطين هذه الظواهر الملاحظة يتداخلان بدورها ولا يمكن أن يعد احدهما بديلاً عن الآخر لا يتبادر العقل ولا علم العلم ولا عقل لا يمكن ذلك.

    فالتجريبية والعقلية ليسا في العلم منهجين مستقلين بل هما مرحلتان في طريق واحد يعني إذا تريد أن تصل إلى نتيجة لا يمكنك أن تستغني عن العلم وان تستغني عن العقل طبعاً بعض القضايا لا نستغني بها عن العلم ما هو؟ اجتماع النقيضين ممتنع هذه تحتاج إلى تجربة أو لا تحتاج؟ هذه قضية اولية تقبل تقبل لا تقبل أنا ما عندي دليل حتى استطيع أن اقنعك لابد أن تقبل أن الشيء المعدوم لا يمكن أن يوجد غيره إذا هو معدوم كيف يوجد يعني فاقد الشيء لا يكون معطياً تقول لي لا اقبل أقول موفقين إن شاء الله، طبعاً من تقول لا اقبل لا يوجد احد نعلم به ينكر استحالة الدور أو استحالة اجتماع النقيضين لا يوجد احد، نعم قد يوجد في بحث التسلسل ذاك سيأتي.

    إذن مرحلتان وفي اغلب الأحيان يكون العلم في بداية تطوره تجريبياً وعندما ينضج يكتسب إلى جانب ذلك الصيغة العقلية الاستنباطية ففي المرحلة الأولى يجمع اكبر عدد ممكن من المعارف وفي المرحلة الثانية يتوصل إلى تلك المبادئ العامة التي تفسر هذه المراحل إلى أن يقول يكون في علمكم هذا في العلوم الطبيعية.

    في العلوم الإنسانية ماذا؟ يقول العلوم الإنسانية إلى الآن تعيش في المرحلة الأولى إلى الآن لم تستطيع أن تصل إلى المرحلة الثانية كل العلوم الإنسانية يعني حتى العلوم الدينية.

    ولهذا يقولون الموضوعية يمكن أن تكون في العلوم الطبيعية ولكن الموضوعية لا يمكن أن تكون في العلوم الإنسانية ولهذا أنت عندما تريد أن تستدل له استدلالاً مرتبطاً فقط بعلوم عقلية الذي يتبع المنهج العقلي يقول أنا لا ينفعني جيب لي دليل علمي ولكن هذا ليس معناه منفصلاً عن الفلسفة يقول أما العلوم الإنسانية فربما كانت في معظم حالاتها تمر حتى الآن بالمرحلة التجريبية التي تكدس فيها المعارف انتظاراً للمرحلة التي تنضج فيها إلى حد اكتشاف القوانين والمبادئ العامة.

    هذا استيفن هوكينك في كتابه التصميم طبعاً في هذا الكتاب هو صار ادعى الإلحاد وقال وإلا كتبه الماضية لا يوجد فيها هذا الكتاب هو يدعي ماذا؟ يعني يدعي الإلحاد ويؤمن بالإلحاد يقول: كانت تلك هي الأسئلة التقليدية للفلسفة أي أسئلة؟ كيف يمكننا فهم الواقع الذي وجدنا أنفسنا فيه؟ كيف يتصرف في الكون؟ ما هي حقيقة الواقع؟ من أين أتى كل ذلك؟ هل الكون كان بحاجة إلى خالق؟ يقول كانت تلك هي الأسئلة لكنّ الفلسفة قد ماتت .

    الجواب فكرك مات لا الفلسفة ماتت، لا يمكن للفلسفة أن تموت لا يمكن مادام الإنسان هذا الإنسان فالفلسفة ماذا؟ إلا أن الإنسان يوهم نفسه انه ماذا؟ قد يقول احد أن العلم يجيب ولكن اتضح من خلال التفكير العلمي يستطيع أن يجيب أو لا يستطيع؟ وهذا ما صرح به جملة من أعلام المشككين في وجود الخالق أو المنكرين لوجود الخالق قالوا العلم لا يجيب على هذه الأسئلة، هذا البرهان ستوجد فيه مقدمات فلسفية عقلية فلا يقول لي قائل سيدنا نحن لا نقبل الأدلة أو المقدمات العقلية والفلسفية.

    ولهذا أنت تجد في كتاب أقوى براهين دكتور جون لنز في صفحة 46 يقول ميدوار أن وجود حد للعلم أن العلم حده مشخص لا يستطيع أن يتجاوزه ما هو حده؟ يتضح بعجزه عن إجابة أسئلة تشبه ما يسأله أطفال المرحلة الابتدائية يقول أطفال المرحلة الابتدائية عندما يسالون بعض الأسئلة العلم قادر وحده أن يجيب أم غير قادر؟ غير قادر من قبيل ما هي الأسئلة؟ بدايات الأشياء، نهايات الأشياء كيف بدأ كل شيء، لماذا نوجد جميعاً هنا ما الغاية من وجودنا هنا؟ هذه أسئلة اسأل العلم، العلم لا يجيب معنى الغاية بل يجيبك يقول العالم كيفية وجوده هذه ولكن لماذا هكذا ولا هكذا غيره يقول هذه ليست وظيفتي أنا أجيب عن كيف تنظمت القوانين وانتظمت القوانين التي حكمت الكون ولا أجيب عن لماذا وجدت هذه القوانين فرق بين الكيفية وبين ماذا؟ هذا هوكينك يقوله تاريخ موجز للزمن صفحة 150 يقول هناك أسئلة محيرة إننا نجد أنفسنا في عالم محير ونحن نريد أن نجعل مما نراه وتراه حواسنا شيئاً معقولاً أيضاً ذهب إلى العقل ونسأل ما هي طبيعة الكون؟ ما هو مكاننا فيه ومن أين أتى هو وايانا لماذا يكون كما هو عليه هذا في صفحة 148.

    ثم يأتي في صفحة 150 يقول وحتى الآن فان معظم العلماء كانوا مشغولين بانشاء نظريات جديدة توصف ما هو الكون، أما لماذا وجد الكون يقول هذه ليست وظيفة العلم، العلم عاجز أن يجيب بحيث لم يسأل عن لماذا وجد الكون وكيف وجد وهكذا لا هكذا غيره وعلى الجانب الآخر من قام بوظيفة لماذا؟ فإن الأفراد الذين كانت مهمتهم أن يسالوا لماذا أي الفلاسفة إذن اتضح وضع كاملاً دائرة علم أو العلماء يعني العلوم الطبيعية ودائرة الفلسفة العلوم الطبيعية تسال كيف العلوم الفلسفية تسال لماذا ويستطيع بل حتى العلوم الطبيعية لكي تصل إلى العموميات والكليات والقوانين أيضاً تحتاج إلى الفلاسفة.

    الآن كيفية الاستدلال هذه كل المقدمات نريد أن نصل إلى هنا، أنا وأنت إذا تتذكرون الأصل الموضوعي لهذا البرهان ماذا كان؟ أن هناك واقع موضوعي وليس خيال وتوهم ليس كل ما في الكون وهم أو خيال.

    فإذن الموجودات الواقعيات الكون المجرات هذا الكون متناهي لا متناهي؟ يقول أيا كان متناهي أو غير متناهي أما مستقل وأما غير مستقل تعالوا إلى الفرض الأول إذا قلت انه ما هو؟ مستقل يعني ماذا مستقل؟ يعني مطلق يعني ماذا مطلق؟ يعني يحتاج إلى شرط لعلة توجده أو لا يحتاج؟ لا يحتاج فإذا كان مستقلاً أي مطلقاً أي غير محتاج أي غني كان غنياً، غنياً عن ماذا؟ عن علة توجده إذا كان هكذا فقد ثبت المطلوب أن هناك موجود ما هو؟ يمكن أن تسأل من خلقه أو لا يمكن لماذا؟ لأنه سالبة بانتفاء الموضوع أنت فرضت انه مطلق أم مقيد؟ مطلق مشروط أم مطلق؟ محتاج أم غير محتاج؟ أنت فرضته غير محتاج إذن لا معنى لان تسأله إذن من خلقه؟ هذا السؤال من خلقه إذا قلت انه ماذا؟ كان محتاجاً أما إذا قلت غير محتاج إذن هذا السؤال الذي أدى بهوكينك أن يكون ملحداً هذا جوابه أما أن تقبل وجود وموجود مستقل في صفحة 206 التصميم العظيم اجابات جديدة على أسئلة الكون الكبرى يقول أن قوانين الطبيعة تخبرنا بالكيفية ولا تخبرنا عن لماذا عن الكيفية التي يتصرف بها الكون لكنه لا تجيب عن السؤال لماذا؟ كذلك حقه وهي الأسئلة التي وضعناها في بداية الكتاب ما هي الأسئلة؟

    لماذا يوجد شيء ما بدلاً من لا شيء لماذا نحن موجودون بدل أن لا يوجد أي شيء عدم يكون، الآن كان موجود أم معدوم؟ لماذا موجود لماذا نحن موجودون لماذا هذه المجموعة من القوانين قد يزعم بعضهم أن إجابة تلك الأسئلة هي أن هناك الهاً قد اختار خلق الكون بهذه الطريقة يعني ما يقوله الالهيون القائلون بوجود الخالق ومن المعقول أن نسأل ماذا تسأل؟ من أو ما الذي خلق الكون؟ سيجيبوننا ماذا؟ لكن إذا كانت الاجابة هي الإله فحينها سينقلب السؤال ليكون ومن خلق الله، فهذا السؤال صح أم خطأ؟ كما يقال هذا خلف الفرض هذا الرجل مشكلته انه تصور أن كل موجود لابد أن نسأل من خلقه ولكنه نحن بالمنفصلة الحقيقية قلنا الموجود أما مستقل وأما غير مستقل أما محتاج وأما غير محتاج أما فقير وأما غني أما مشروط وأما غير مشروط فإذا قبلت انه غير مشروط فلا تسأل إذن من خلقه لان فرض السؤال من خلقه يعني فرضته مشروطاً وأنت قد ابتدأت بكونه غير مشروط فلا يجتمع المشروط مع عدم المشروط.

    ومن هنا من حقه هوكينك ماذا يقول؟ يقول لا، لا يوجد عندنا موجود مستقل كل الموجودات غير مستقلة، وهذا هو الفرض الثاني لأنه قلنا الواقعية أما مستقلة فقد ثبت المطلوب ما هو المطلوب وجود موجود لا يسأل من خلقه وواجب الوجود هذا لا يريد أن يقول القائلون بوجود الله أو بوجود واجب الوجود أو بوجود موجود خالق لا يريدون أن يقولوا أنه شيء غير هذا وهو انه موجود له سبب أو ليس له سبب؟

    فإن قلت نحن لا نقبل هذا الفرض اينما نضع يدنا فهو مستقل أو غير مستقل؟ نخلص من نظرية الواجب مالتكم فنلتزم بأنه كل ما نضع يدنا عليه فهو غير مستقل ما معنى غير مستقل؟ يعني مشروط ما معنى مشروط؟ يعني لكي يوجد يحتاج إلى موجد أليس كذلك؟

    هنا توجد فروض ثلاثة:

    الفرض الأول: لم يكن لأنه فرضناها انه مشروط ومشروط يعني وجد بلا سبب، يعني الصدفة المطلقة يعني تحقق الشيء بلا سبب هذا الأصل الثالث الذي اثبتناه انه أمر ممتنع.

    الفرض الثاني: أنها متسلسلة لا إلى نهاية من اوجدها؟ هذا، من اوجد هذا؟ هذا، من اوجد هذا؟ هذا ننتهي أو لا ننتهي إلى مكان؟ لا ننتهي تسلسل اينما وضعت يدك خلقه الذي قبله إذن كل الموجودات ما هي؟ مشروطة كلها غير مستقلة، وهذه هي نظرية التسلسل في العلل لا إلى نهاية وليس إلى لا نهاية هذه من الأخطاء الشائعة في كثير من الكتب وهذا ما حاوله أولئك الذين قبلوا أصل الاجتماع النقيضين ممتنع واصل أن الدور ممتنع وقانون السببية وجدوا لا طريق لهم لنفي الخالق إلا أن يقولوا بتسلسل الموجودات المشروط لا إلى… إذن يحتاج إلى خالق أو لا يحتاج؟ لا يحتاج.

    الفرض الثالث: أن نقول لا هذه المشروطات تنتهي إلى موجود مشروط أم غير مشروط؟ يعني غير المستقلات تنتهي إلى موجود مستقل المحتاجات تنتهي إلى موجود محتاج المقيدات تنتهي إلى موجود مطلق هذه ثلاثة فروض ماذا تنتخبون؟

    إذا تريد تثبت الفرض الثالث أو تقتنع بالفرض الثالث لابد من ابطال الفرض الأول والفرض الثاني وإلا ابطال الفرض الأول أمر يسير ما فيه مشكلة كثيرة إنما كل المشكلة أين؟ في ابطال الفرض الثاني.

    أما الفرض الأول أي أن الشيء كان معدوماً عدماً فلسفياً أي كان لا شيء ثم وجد بلا سبب وبلا علة وبلا دليل هذا نقض للاصل الثالث الذي اسسناه فيما سبق وقلنا لا يمكن لأحد أن ينفي قانون السببية لان إذا نفى قانون السببية لا كلامي فقط يسقط كلامه أيضاً من مقدمات يريد أن يأخذ نتيجة أيضاً تسقط عن الاعتبار هو أيضاً يريد من الدليل العلمي أو نظرية ميكانيك الكم ينتهي الله غير موجود إذن يريد أن يجعل مقدمة ونتيجة سبب ومسبب لا فقط كلامي يسقط عن الاعتبار كلامه أيضاً يسقط عن الاعتبار.

    ولكن هنا لابد أن تدققوا أن اللا شيئية لها اصطلاحان: لا شيئية علمية ولا شيئية فلسفية عقلية ونحن حديثنا الآن في اللاشيئية الفلسفية لا اللا شيئية العلمية لأنه قد في بعض الكلمات يقول قبل الانفجار العظيم للكون لا شيء ولكن ليس مقصوده من اللا شيء يعني العدم مقصوده من اللا شيء يعني الفراغ، ولهذا تعالوا معنا إلى كتاب اختراق العقل في صفحة 105 يقول وقبل الاجابة على السؤال ينبغي أن نعرف خلفية هذا الموضوع لان البعض يقول من قال لكم أن الجسيمات لا تخرج من العدم تخرج من العدم ولكن أي عدم مقصوده؟ العدم الفراغ الفيزيائي لا اللا شيئية الفلسفية، ونعرف ما هو المقصود بالعدم أو الفراغ أو اللا شيء في الاصطلاح الفيزيائي وما هي الجسيمات مقدمة نبدأ من كتاب فيزيائي تعليمي يقول وفقاً لعلاقة عدم الدقة فلان إلى أن يقول هذا كلامنا أن المقصود بالفراغ أو العدم أو اللا شيء في الاصطلاح الفيزيائي هو الحد الادنى من الطاقة الذي لا يمكن حسابه يعني اجهزتنا تستطيع أن تحسب هذه الدرجة من الطاقة أو لا تستطيع؟

    وهذا معناه أن الاجهزة تقول هنا يوجد فراغ كامل ولكن مقصوده من الفراغ الفراغ الذي الاجهزة تستطيع أن تشخصه أو لا تستطيع؟ تقول لا يوجد شيء، لا يوجد أي شيء، ولكن بعد عشرين سنة يوجد جهاز يقول هنا الذي أنت كنت تقول نظيف الآن الطب يقول توجد خمسة ملايين بكتريا يقول الآن الطب أم لم يقول؟ يقول، سابقاً أنت كنت تتصور بأنه عندما تغسل يديك توجد بكتريا وجراثيم يقول لك الآن ملايين موجودة لماذا؟ لان الاجهزة تطورت.

    يقول أن المقصود بالفراغ أو العدم أو اللا شيء بالاصطلاح الفيزيائي هو الحد الادنى من الطاقة الذي لا يمكن تحديده والوقوف عليه وليس اللا طاقة وليس العدم الحقيقي الذي يشير إليه المعنى اللغوي للكلمة والذي يقصده الفلاسفة عندما يقولون المعدوم إذا وجد يحتاج إلى سبب وسبب اعتقادنا في أن الكون ليس في عدم حقيقي وانه دائماً سيبقى قدر من الطاقة هو الحد الادنى من الطاقة.

    إذن على هذا الاساس نستفيد فائدة وهي انه لا يوجد شيء اسمه فضاء فارغ مئة في المئة بحسب الاصطلاح الفلسفي وإن كان يمكن أن يقول العلم انه فارغ مئة في المئة.

    إذن الفرض الأول قانون السببية يقبله أو يرفضه؟ يرفضه ننتقل إلى الفرض… ولهذا تجد الآن عموم الملاحدة الذين يحترمون القواعد العقلية والفلسفية ويفهمونها جيداً اتجهوا بهذا الاتجاه قالوا انتم لكي تثبتوا ضرورة الخالق لابد أن تثبتوا أن هذه الموجودات المتسلسلة متناهية وإلا إذا كانت غير متناهية فنستغني عن الخالق والسلام على من اتبع الهدى.

    فبعبارة أخرى يلقون الكرة في ملعبنا يقولون اثبتوا لنا أن العالم متناهي وإلا إذا كان غير متناهي هذا الكون من خلقه؟ كون آخر قبله، الكون الذي قبله من خلقه؟ كون آخر تصل الاكوان إلى حد أو لا تصل؟ لا تصل إذن لماذا تفترضون من ضرورة وجود خالق وهذه هي نظرية الاكوان المتعددة هذه نظرية الاكوان المتعددة ولهذا يصرحون بأنه ماضي العالم ازلي من قال لكم له بداية، من قال لكم أن العالم له بداية، من أين جئتم بهذه الدعوى أن العالم له بداية؟

    اقرأ لكم عبارة واحدة إن شاء الله عندما يقدم الفيزيائيون نماذج تتحدث عن فراغ كمي ازلي ينشئ الاكوان كما يحلو له عن طريق التذبذب أو النفق الكمي أو نماذج تتكلم عن مكان ينشئ من زمكان سابق أو بفرض زمكان ازلي لهذا الكون أو بفرض أن كوننا هذا هو مجرد احد الاكوان في مجموعة اكوان متعددة لا نهائية فكل هذا يطرح سؤالاً هل يمكن فعلاً فنستمر إلى هذه النقطة ولعل السبب الحقيقي وراء تسليط الضوء على فرضية الاكوان المتعددة هو أنه تجعل الكون واحداً من مجموعة اكوان لا نهائية تنشأ وتضمحل منذ الازل، وهذا يقطع الطريق على الاستدلال بأن لهذا العالم خالقاً.

    إذن هنا لابد من ابطال التسلسل قلت لكم لا احد يقول بالدور اصلا لا يوجد عاقل يقول وإنما التسلسل هنا لابد أن نبحث اولا يوجد عندهم دليل علمي على وقوع التسلسل أو لا اقل على إمكان التسلسل أو لا يوجد؟ من طرفنا عندنا دليل عقلي على صحة التسلسل أو استحالة التسلسل أو لا يوجد أيضاً نحن نطالبهم بالدليل العلمي وهم يطالبوننا بالدليل الفلسفي.

    إن شاء الله تعالى إلى هنا كل الدراسات التي رأيتها عموماً يقول لابد أن نبطل التسلسل اللا متناهي حتى نستطيع اثبات الخالق إن شاء الله سنعمل أولاً سنبطل ولكن إذا لم نستطيع الإبطال حتى على فرض التسلسل اللا متناهي أيضاً نحتاج إلى خالق يأتي إن شاء الله الاسبوع القادم والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/03/07
    • مرات التنزيل : 2704

  • جديد المرئيات