نصوص ومقالات مختارة

  • قاعدة اللطف عرض ونقد (3)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في قاعدة اللطف وقلنا أن هذه القاعدة أهم دليل عند المتكلمين لإثبات النبوة العامة والخاصة، لا فقط لإثبات النبوة العامة يعني الحاجة إلى النبي أو إلى الدين بل لإثبات نبوة كل نبي أيضاً نحتاج إلى قاعدة اللطف.

    ولذا هذه المسألة تأريخها يرجع إلى القرن الثاني عند علماء المعتزلة ومتكلمي المعتزلة في البصرة وبغداد وبعد ذلك جاءت في كتب المتكلمين في عموم مدارس الاعتزال والشيعة إلا الاشاعرة فان الاشاعرة لم يوافقوا على مباني المعتزلة.

    قلنا أن هذه القاعدة يمكن بيانها من خلال قياس من الشكل الأول يقال أن البعثة وارسال الأنبياء لطف صغرى القياس وكبرى القياس واللطف واجب على الله هذا كبرى القياس إذن البعثة وارسال الأنبياء واجب على الله هذا المعنى بشكل واضح وصريح تجده في كلمات العلماء ومنهم المحقق الطوسي وشارحه الحلي.

    تعالوا معنا إلى كشف المراد شرح تجريد الاعتقاد هناك تحت عنوان في اللطف المسألة الثانية في اللطف وماهيته وأحكامه في الإلهيات قال واللطف واجب ليحصل الغرض أو ليحصّل الغرض به ثم يقول أقسام اللطف لما ذكر هذا كلام الحلي لما ذكر وجوب اللطف شرع في بيان اقسامه الأول أن يكون من فعل الله تعالى وهو إرسال الأنبياء فهذا يجب على الله نفس كلام من؟ هذا كلام المعتزلة ولو لم يفعل لكان قبيحا والقبيح ممتنع على الله كما هو في محله، يجب على الله فعله لما يتقدم والثاني يكون من فعل المكلف فهذا إذا كان اللطف من فعل المكلف فهذا يجب على الله أن يعرفه إياه ويشعره إلى آخره.

    هذا يكون في علمكم في المقدمة أشير هذا أصل هذا الكلام أصل هذا البحث وصغرى وكبرى وتوضيحاً وتحصيلاً وتفصيلاً في كلام المعتزلة الذي أشرت إليه الأعزة الذين يريدون أن يراجعوا شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار هذا الكتاب في صفحة المحقق من المحققين المعروفين حققه دكتور عبد الكريم عثمان.

    عبد الكريم عثمان للكتاب مقدمة المقدمة جداً مهمة وهي الدكتور احمد فؤاد الاهواني أستاذ الفلسفة الإسلامية في جامعة القاهرة وهو من المتخصصين في هذا المجال مقدمة قيمة موجودة ولكن المهم في صفحة 11 يقول مع أن القاضي عبد الجبار ليس مبتكراً في علم الكلام ليس هو مؤسس بل هو ملخص وجامع جيد لكل مباني المعتزلة بل سبقه أعلام شهد هو نفسه لهم بالفضل من مثل العلّاف والنظّام والجاحظ والجبائيان وغيرهم إلا أنّه قد استفاد ولا نزاع من ذلك التراث الفكري الذي خلّفه معتزلة البصرة ومعتزلة بغداد في أثناء القرون الثلاثة من الثاني إلى الرابع فخلاصة مهمة طبعاً ما هو الفروق بين معتزلة بغداد ومعتزلة البصرة له بحث.

    كما الآن انتم ترجعون في علم الكلام عندنا مدرسة الكوفة ومدرسة قم مثلاً مدرسة قم لها مباني في الإمامة ومدرسة الكوفة لها مبانٍ أخرى في الإمامة ولا يتبادر إلى ذهنكم أنّه مدرسة قم ومدرسة كوفة واحدة لا بل مدرسة قم كانت متهمة بالتقصير يعني أمثال الشيخ الصدوق وأمثاله.

    ومدرسة الكوفة كانت تتهمها مدرسة قم بالغلو هذا لابد يرجع في محله المهم تعالوا معنا إلى صفحة 519 يقول اعلم أن اللطف هو كل ما يختار عنده المرء الواجب ويتجنب القبيح أو ما يكون عنده المكلف أقرب أما إلى اختيار أو إلى ترك قبيح.

    ولهذا موارد أخرى التي ذكرناها صفحة 564 أيضاً نفس الكلام حتى عندما اقرأ لكم عبارات المتكلمين كما قرأنا عبارة الطوسي وعبارة الحلي وبعد ذلك عبارات المعاصرين ستجدون نفس عبارات المعتزلة ومن القرن الثاني نفس هذا الكلام يقول وثبت أيضاً إنما يدعو إلى الواجب واجب إلى آخره.

    الأعزة الذين يريدون كلمات المتكلمين في اللطف وما قالوه في هذا المجال مجموع في موضع مهم جداً موسوعة مصطلحات علم الكلام الإسلامي الدكتور سميح دغيد الجزء الثاني مكتبة لبنان ناشرون هناك تحت مادة لطف كل كلمات المتكلمين في اللطف كلها ينقلها من صفحة 1106 هذه كل كلماتهم مع مصادرها إلى صفحة 1116 كلها موجودة هنا.

    قلنا بأنه يوجد كلام في الكبرى ويوجد كلام في الصغرى أما الكبرى قد تنقد الكبرى بلحاظ مبانيها التي قلنا مباني الكبرى تقوم على أصول ثلاثة الأصل الأول الحسن والقبح الذاتي في الأفعال الأصل الثاني الحسن والقبح العقلي الأصل الثالث قدرة الإنسان على تشخيص الحسن والقبح في أفعال الله لا في أفعال الإنسان نفسه هذه ثلاثة.

    وقلنا أن الاشاعرة أنكروا الأصل الأول وان الاخباريين أنكروا الأصل الثاني ولعله يظهر من كلمات السيد الطباطبائي ينكر الأصل الثالث وقرأناهن هذا الإشكال الأول ولهذا من لم يقبل احد هذه الأصول الثلاثة فلا تتم عنده قاعدة اللطف.

    إذن لابد أن يقبل هذه القواعد والأصول الثلاثة حتى تتم قاعدة اللطف هذا المبنى، السيد الشهيد إشكاله ليس مبنائياً يعني لا إشكال في الأصل الثاني ولا الثالث وإنما إشكال بنائي يعني يقول لو تمت هذه المقدمات فإنّ قاعدة اللطف غير تامة وقرأنا للأعزة عبارته من تقريرات السيد الحائري في الدورة الأولى وكذلك عباراته تقريرات السيد الهاشمي رحمة الله تعالى عليه مباحث الحجج والأصول العملية الجزء الرابع بحوث في علم الأصول صفحة 135 يقول قد يقال أنّه لو أنكرنا الحسن والقبح العقلي ماذا يلزم؟ انسداد باب إثبات نبوة نبينا صلى الله عليه وآله لو أنكرنا الحسن والقبح العقلي كما يقول الاشعري كما يقول الإخباري لزمه ماذا؟ لأنه يبتني على قاعدة اللطف وقاعدة اللطف مبنية على الحسن والقبح العقلي بل ساير النبوات أصلاً لا طريق لنا لإثبات النبوة.

    هناك يقول وهذا النقض واضح أوّلاً والحاصل أنّه أما يلزم كذا صفحة 136 الذي اشرنا أما تحصيل للحاصل وأما اللغوية كما اشرنا إليه هذا هو الإشكال الثاني.

    إلى هنا انتهى بحثنا يعني اشرنا إليهما هذه خلاصة حتى انتقل إلى الإشكال الثالث أعزائي الإشكال الثالث قسّموا اللطف إلى لطف محصِل والى لطف مقرب موجود في كلماتهم، ومنهم الشيخ السبحاني محاضرات الأستاذ الشيخ جعفر السبحاني الإلهيات بقلم الشيخ حسن محمد مكي العاملي الجزء الثاني صفحة 47 أدلة لزوم البعثة يعني النبوة العامة والنبوة الخاصة بعد ذلك يعني دليل النبوة الخاصة أيضاً قاعدة اللطف ما هو اللطف؟

    يقول اللطف المحصل ما هو اللطف المحصل؟ اللطف المحصل عبارة عن القيام بالمبادئ والمقدمات التي يتوقف عليها تحقق غرض الخلقة، هذا الدليل لإثبات الكبرى ذكروا وجوهاً متعددة يعني واللطف واجب على الله قلنا ليست بديهية وإنما نظرية ما الدليل عليها؟

    ذكروا أدلة ثلاثة واهمها دليل نقض الغرض قالوا الله خالق للإنسان حكيم خلق هذا الإنسان ليصل إلى كماله اللائق به ولا يمكنه بعقله فقط أن يصل إلى كماله اللائق به إذن يحتاج إلى ماذا؟ يحتاج إلى البعثة يحتاج إلى الدين يحتاج إلى نبي يقول له افعل ولا تفعل، ولو لم يفعل لنقض غرضه بنفسه ونقض الغرض قبيح على الحكيم.

    إذن الله خالق عالم قادر مريد وحكيم هذه أين تثبتها؟ قبل النبوة يعني قبل أن تثبت النبوة لابد أن تثبت أن من صفاته الحكيم وهو خالق لهذا الإنسان، وخلقه له غرض أو ليس له غرض، الحكيم لا يمكن أن لا يكون له غرض، أفحسبتم أن ما خلقناكم عبثا وانكم إلينا لا ترجعون إذن أنا خلقتكم عبث أو لحكمة لغرض تصلون إليه؟ وهذا الغرض أنا استطيع احققه بنفسي أو لا استطيع؟ هذه مقدمة لا استطيع إذن احتاج إلى ماذا؟ إلى رسالة إلى دين.

    قال تحقق غرض الخلقة وصون الخلقة عن العبث واللغو بحيث لولا القيام بهذه المبادئ والمقدمات من جانبه سبحانه لصار فعله فارغاً عن الغاية وناقض حكمته التي تستلزم التحرز عن العبث، إذن أنت قبل أن تصل إلى النبوة لابد أن تثبت الله ماذا؟ أن تثبت أنّه حكيم وهذه كلها تثبتها لا بالدليل النقلي بل بالدليل العقلي.

    وذلك كبيان تكاليف الإنسان واعطاءه القدرة على امتثالها ومن هذا الباب بعث الرسل ولهذا تجدون السيد محسن الخرازي في بداية المعارف يقول وأدلة الكبرى في صفحة 239 في وجوب اللطف ولزومه وهو كبرى القياس ولا يخفى عليك أن الأدلة الدالة على وجوبه يعني وجوب اللطف متعددة الدليل الأول برهان الخلف الوجه الثاني ومنها ما استدل به في علم الكلام من نقض الغرض الذي بعد الطوسي وغيره واصله من المعتزلة هذه دليل نقض الغرض.

    اللطف هو ما يكون (كلام الحلي) المكلف معه اقرب إلى فعل الطاعة وابعد من فعل المعصية هذه مقدمة والمقدمة الثانية وعقله لا يسعه ذلك يعني لو اوكل الأمر إلى نفسه يستطيع أو لا يستطيع؟ ولهذا تجدون بشكل واضح هذه المقدمة يقول الشيخ السبحاني بالاعتماد على عقله والاستغناء ووجوب اللطف بهذا وقد عرفت أن الإنسان أقصر من أن ينال المعارف الحقة أو يهتدي إلى طريق السعادة بالاعتماد على عقله، والإنسان قاصر عن ماذا؟ بحسب عقله أن يصل إلى كماله هذه المقدمة أحفظوها يعني أينما يقصر الإنسان أن يصل إلى سعادته بعقله الله لابد يتدخل؟ بهذا الشكل؟ أم ماذا تقولون؟ تقبلون هذه الكبرى أم لا؟

    كل ما أن الإنسان لم يستطع بعقله أن يصل إلى كماله الله لابد أن ينزل الحل جاهزاً! إذا كان كذلك فالأمراض الله لماذا لا يفعل شيئاً؟ الإنسان بعقله إلى يومنا هذا بعد مرور عشرات الآلاف من السنين حل مشكلة بعض الأمراض ومئات آلاف الأمراض الأخرى إلى الآن حل مشكلتها أو لم يحل؟ إذن الله لماذا لا يتدخل؟ في العلوم الطبيعية الزلازل والفيضانات والامطار والجفاف و…

    إلى الآن وصل الإنسان إلى حلها أو لم يصل؟ إلى الآن استطاع أن يحل مشكلة الزلازل؟ الله يتدخل أم لا؟ الحجة لماذا لا يتدخل؟ الأئمة في زمانهم لماذا لم يتدخلوا؟ هذه القاعدة كلما لم يستطع الإنسان أن يصل إلى سعادته بعقله الله يتدخل؟ هذه الكبرى لا البحث الصغروي قد تقول لا، الإنسان بعقله إذا لم يستطع بأي شكل ولو على طول الزمان أن يصل إلى سعادته الله يتدخل لا أنّه خمسة آلاف سنة وقد يصل إلى النتيجة والله ما يتدخل أما إذا إلى الآخر ما يصل الله يتدخل من قال لكم أنّه لتنظيم حياته إلى الآخر لا يستطيع أن يصل إلى هذا ما استطعنا أن نصل إلى نظام لتنظيم حياتنا لعله بعد مائة سنة نصل على أي الأحوال .

    تنظرون المقدمة يأخذها بعين الاعتبار الشيخ السبحاني وغيره كلهم يقول وقد عرفت أن الإنسان اقصر من أن ينال المعارف الحقة أو يهتدي إلى طريق السعادة في الحياة بالاعتماد على عقله عند ذلك يجب أن الله يتدخل هذا منقوض بكثير من الأمور طبيعية وغير طبيعية.

    الآن نفترض أن برهان نقض الغرض صحيح الآن أنا ما ناقشت كما يقول الإشكال الأوّل يعني المقدمات الثلاثة ولا ناقشت ما يقوله السيد الشهيد الآن عندي مناقشة أخرى وهو انه لو لم ينزل شريعة للزم نقض الغرض إشكالي من هنا يبدأ إذا فرضنا أن شخصاً كبوذا لا أقول رسول الله جاء بمنظومة للناس اعتقادية وعملية واخلاقية كما بوذا عنده أم لا؟ الذي عنده منظومة اعتقادية عنده منظومة اخلاقية عنده منظومة عملية عندهم عبادات البوذايين أم لا؟ عندهم، عندهم قيم اخلاقية أم لا؟ عندهم، عندهم منظومة عقدية أم لا؟ كونفشيونس، بوذا، هندوس إلى آخره زرادشت خذ وامشي واعتقد (من؟ هو) أن هذا الهم به أو اوحي إليه من الله ولكن كان مخطئاً (ليس مغرضاً معانداً كذاباً) في هذا الاعتقاد انه هو من الله ولكن الذي وصل إليه كان مفيداً للناس ويحقق الغرض إلى الناس الله يتدخل أم لا؟ برهان ماذا كان؟ لا يلزم نقض الغرض افترضوا هذه التعاليم التي جاء بها بوذا يحقق الغرض الإلهي ولكن هذا الإنسان تصور انه وحي هو كان وحي أو لم يكن؟ لم يكن الله عندما يجد أن هذا الإنسان يحقق اغراضه ولكن مشتبه في اعتقاده انه نبي هل يجب عليه أن يتدخل أو لا يجب، برهان نقض الغرض ماذا يقول؟ الغرض حاصل.

    مثال: لو أن مرجعاً كبيراً شخص في بلد ما قال أنا ممثل ذلك المرجع فقالوا للمرجع أعطيت لهذا ممثلية ووكالة أم لم تعطه؟ يقول أنا لم أعطه قالوا للمرجع لماذا لا تصدر بيانيه انه هذا يكذب، قال هو ماذا يقول؟ قال يقول انه فلان (يعني أنت المرجع الأعلى) وينشر رسالتك العملية ويقول مبانيك الاعتقادية وكل الذي أنت تريده ينشره في ذلك البلد ولكنه معتقد أنت معطيه وكالة هنا مقتضى الحكمة أن يقول يكذب أم يسكت؟ يقول هذا لا يفعل شيئاً خلافاً لما أريد فليشتغل نعم يوم التي وجدتوا بدأ ينقض غرضي أنا أتدخل اما إذا كان هو الصادق الأمين ولا ينقض الغرض بل ويحقق الغرض فلما أنا أتدخل نعم هو يتصور يوحى إليه أنا الله أؤيده أسدده كل هذا ولكنه ذاك المعنى الكلاسيكي للنبوة ابعث إليه شخص ويتكلم معه والله قال هكذا هذه ما عندي معه ولكن تقول لي تتركه؟ لا أبداً كما انه المؤمن الله يؤيده أو لا يؤيده يعني نبي؟ ليس نبياً كما أن الإمام يلهم، يلهم يعني ماذا؟ يعني شخص يأتي وكذا؟ لا أبداً.

    هنا هل تجري قاعدة اللطف الله لأنه هذا يوجد عنده كذب خبري لا كذب مخبري يعني ماذا؟ يعني ما يعتقده انه نبي مطالب للواقع أو ليس مطابق للواقع؟ ليس مطابقاً للواقع كذب الخبري غير الكذب المخبري كما قلنا هو معتقد وليس كذاب انه يوحى إليه انه يلهم انه يأتيه الملك انه يأتيه الجبرئيل كما في بوذا كونشيونس هندوس إلى آخره ولكنه يحقق غرضي الذي أريده ولو في الأعم الأغلب ليس بالضرورة مائة في المائة لأنه تحقيق الغرض ليس بالضرورة أن يكون مائة في المائة تقول معقول هذا؟

    أقول انظروا إلى عصر الغيبة في عصر الغيبة الإمام الحجة سلام الله عليه اوكل الأمور إلى العلماء أو لم يوكل الأمور إلى العلماء والى اجتهادات العلماء في كل المجالات في الاعتقادات في الأخلاق في الفقه والعمل ويخطئون أو لا يخطئون؟ يخطئون ولكنه في الأعم الأغلب يحققون غرض الإمام انتهت القضية في نظركم هنا قاعدة اللطف تسري أو لا تسري يعني الله لابد أن يتدخل لبياني؟ أن هذا ليس بنبي أو لا يتدخل؟

    الجواب كما ذكر هؤلاء الأعلام انه يتدخل حين يلزم نقض الغرض فإذا كان محققاً للغرض يتدخل أو لا يتدخل؟ لا يتدخل، إذن دليل قاعدة اللطف (دققوا هذا اشكال الثالث) لازم اعم لإثبات النبوة بالمعنى الكلامي حتى لو سلمنا كل اصولها الموضوعة يعني الأصول الثلاثة ولم نقبل اشكال السيد الشهيد ولكن لازم اعم لإثبات النبوة بالمعنى الأخص وبالمعنى الكلامي وما هو معنى الكلامي للنبوة؟ وهو أن الله أرسل هذا الشخص هذا هو الإشكال الثالث على قاعدة اللطف وكم له من نظير.

    فقط اضرب لكم مثالاً صغيراً ولعله بحثه إذا توفقنا في مباحث الأخرى أشير إليه أن الإمام أو النبي يعني المعصوم حتى لو ثبتت عصمة النبي والإمام كما نحن نعتقد أنها ثابتة فهل عندما يتخذ قراراً ويبين حكماً ويقوم بسلوك هل بالضرورة مطابق للواقع أو ليس مطابقاً للواقع؟ يعني النبي صلى الله عليه وآله في الحديبية ضمن الشرائط يتخذ قرار بالحرب أم بالصلح؟ صلح الحديبية وفي بدر يتخذ قراراً للحرب وفي الخندق وفي كذا والامام الحسن سلام الله عليه يتخذ قراراً بالمهادنة (هسا ما نقول صلح) مع معاوية والامام الحسين يتخذ قراراً بأن يخرج إلى كربلاء ويقوم بعمله ذاك حتى لو أدى إلى ما أدى إليه فهل أن هذه الأحكام مطابقة للواقع أو هو تكليفه وان لم يكن مطابقاً للواقع أي منهما؟

    لو سألكم احد سؤال هذا السؤال ماذا؟ يعني بعبارة ثالثة عندما يريد أن يقوم بالتكليف يسأل رب العالمين يقول له تكليفي أن اهادن أن اصالح أن احارب أم كذا؟ الله يقول له الآن تكليفك الواقعي الآن تحارب تكليفك الواقعي أن تصالح تكليفك الواقعي أن تهادف عزيزي القرن الثاني والثالث والرابع النظرية لم تكن عند الامامية هذا الشيخ المفيد يوجد شك في انه شيعي أو لا يوجد شك؟ يوجد شك في انه من مؤسسي علم الكلام عند الامامية ومن مباني الامامية أو لا يوجد شك؟ إذا يوجد شك في الشيخ الطوسي يوجد كذا وكذا الشيخ المفيد لا يوجد فيه شك .

    تعالوا في كتابه من أهم الكتب أوائل المقالات انظر ماذا يقول القول في احكام الأئمة صفحة 66 رقم المجلد الرابع القول في احكام الأئمة وأقول أن للإمام أن يحكم بعلمه كما يحكم بظاهر الشهادات مرة يحكم على أساس علمه الغيبي والباطني المطابق للواقع ومرة يحكم على أساس الشهادات كما قال رسول الله إنما احكم بينكم بالبينات والإيمان وان كان يعلم أن الحق لمن ولكن وظيفته أن يحكم بالظاهر هذا محل شاهدي ومتى عرف من المشهود عليه ضد ما تضمنته الشهادت بطل ذلك إذا حكم بعلمه الشهادة على فلان يقول علمه يقول هذا بريء وان كانت الشهادة عليه، شهادة من شهد وحكم فيه بما اعلمه الله تعالى وقد يجوز هنا يبدأ الخط الأحمر يقول وقد لا يعلم الغيب ولا يعلم الواقع فيحكم بالظاهر وان كان مخالفاً للواقع النبي يحكم بما هو مخالفاً للواقع؟

    يقول نعم ماذا الإشكال من يقول دائماً يعلم كل الموجود في الوضع هذا يقوله الشيخ المفيد، وقد يجوز عندي أن تغيب عنه بواطن الأمور فيحكم فيها بالظواهر هؤلاء الذين يتهمونا بكذا وكذا أول لابد يصدرون فتوى على الشيخ المفيد وان كانت على خلاف الحقيقة عند الله تعالى نبي ويحكم على خلاف الواقع ما فرقه بيني وبينك؟

    هذا الشيخ المفيد قلت اصبر لهذا وان كانت على خلاف الحقيقة عند الله ويجوز أن يدله الله تعالى على الفرق بين الصادقين بعض الأحيان لمصلحة يقول لا، هذا الشاهد باطل هذا كذا قد يدله على الواقع وقد.. فإذا حكم النبي أو الإمام بما يخالف الواقع وقاعدة اللطف الله لا يتدخل فما بالك إذا حقق الواقع فالله لماذا يتدخل، إذا حكم بما يخالف يعني نقض الغرض والله يتدخل يقول له اشتبهت أو لا يتدخل؟ مع أن قاعدة اللطف لابد ماذا يصير؟ بناءً على نقض الغرض لابد ماذا يسوي الله؟ يتدخل لماذا؟ لأنه يقول أنا أريد الواقع وأنت تفعل بماذا؟ بخلاف الواقع فبالأولوية القطعية إذا قام بما يحقق الواقع ويحقق الغرض وان كان مشتبهاً في ادعائه انه نبي انه امام لماذا يتدخل يقول هذا كذاب ما الفائدة؟ طبعاً نقض انه إذا قال خلاف الواقع كم على مر التاريخ ادعوا ارتباط بالإمام الحجة وانه سفير الحجة وكذا وكذا وقاموا بما ينقض الغرض والامام تدخل أو لم يتدخل؟ يعني صدر فتوى وبيانية أم لم يصدر؟ لم يصدر فتوى بيني وبين الله مع انه ينقضون هؤلاء الغرض هذا نقض قاعدة اللطف فما بالك لمن يحقق الغرض والمفروض كما قلنا أن هذا الذي يدعي النبوة أو يدعي الإمامة هذا اذكره على نحو الاحتمال إذا عندكم جواب أنا استمع إليه ليس بالضرورة أنا معتقد بهذا أبداً لكن أريد أقول هذا الإشكال قد يورد بهذه الطريقة وهو أن أهم تقرير وتقريب ودليل لكبرى واللطف واجب على الله هو لزوم نقض الغرض والجواب أن هذا لازم اعم لإثبات وجود الله هذا تمام الكلام في الإشكال الثالث على الكبرى القياس الآن لابد أن ننتقل أن شاء الله يوم الاثنين وغداً تعطيل شهادة الإمام الحسن سنقف عند تمامية الصغرى لأنه انتم ماذا قلتم؟ البعثة لطف إرسال الرسل لطف فهنا لابد أن نجيب على هذا التساؤل في الصغرى هل أن هذا اللطف لا طريق لتحققه الا بالبعثة أو له مصاديق أخرى؟ فلابد أن تثبتوا أن هذا اللطف الإلهي لا مصداق له الا إرسال الرسل يعني إثبات الحصر ولم اقرأ في كلمات هؤلاء الأعلام أي وجه لبيان ماذا؟ بل افترضوا أن الصغرى اصل موضوعي لا دليل عليه أبداً من اين هذا الكلام وهذا أن شاء الله يوم الاثنين…

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2019/10/06
    • مرات التنزيل : 2957

  • جديد المرئيات