نصوص ومقالات مختارة

  • قاعدة اللطف عرض ونقد (4)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    أعزائي في الإشكال الثالث الذي أوردناه على كبرى قاعدة اللطف قلنا بأنه دققوا في هذه العبارات التي كتبتها حتى تكتبوها بدقة وتعارفونها جيداً أن المولى إذا كان له غرض وجاء شخص وصار بصدد تحقيق ذلك الغرض الا انه كان يعتقد في نفسه باعتقاد غير مطابق للواقع كان يعتقد انه نبي ولكنه لم يكن مطابقاً للواقع فيوجد عنده (في هذه الادعاء وفي هذه القضية) صدق مخبري الا انه لا يوجد صدق خبري لا عناداً ولا كذباً ولا دجلاً بل اشتباهاً تصور هكذا وهذه القضية سيالة الإمام أيضاً كذلك يتصور انه امام يلهم من قبل الله تصور انه سفير يرتبط بالإمام وهكذا وإذا تتذكرون ضربنا مثال قلنا تصور انه وكيل وليست له وكالة ولكنه كان بصدد تحقيق اغراض ومرامات ما يريده المولى فهل قاعدة اللطف تقتضي تنبيه الناس على اشتباهه أو لا تقتضي ذلك؟

    فعلى من يقول انه نعم يجب ذلك لابد أن يقيم الدليل وقد يقال انه لا، لا يجب ذلك لان المولى هو بصدد تحقيق اغراضه وهذا الإنسان يحقق الغرض فلماذا ينبه الناس؟ بل قد يقال أن عدم التنبيه أولى وأرجح من التنبيه لان هذا الإنسان تارة ينسب تلك المعارف إلى نفسه فلا تأخذ تلك القدسية والأهمية والطاعة والإطاعة ونحو ذلك والاخرى ينسبها لله فتأخذ قدسية أو لا تأخذ قدسية؟ تطاع من قبل الله أو لا تطاع؟ تطاع من قبل الناس أو لا تطاع؟ فرق كبير بين أن يأتيك شخص ويقول هذا رأيي وبين أن يقول الله يريد منك ماذا؟ أو الإمام المعصوم يريد منك كذا ولهذا تجدون أن الصحابة لرسول الله عندما كان يأمر في حروبه بأن نكون في المكان كذا أو نفعل كذا كان يسألونه انه هذا منك أو من الله مع أنهم معتقدين أن هذا الرجل رسول الله ولكن يريدون أن يفهمون أن هذا رأيه وفتواه ام وحي فإذا كان يقول من الله يطيعون بلا كذا ويسلمونه تسليما.

    فإذن هنا في مثل هذه الموارد الارجح أن ينبه على الاشتباه أو لا ينبه على الاشتباه؟ نعم إذا كان هذا الإنسان بصدد نقض اغراض المولى لابد أن ينبه اما إذا كان بصدد تحقيق غرض المولى فلما ينبه بل قد يقال أن قاعدة اللطف قد لا ينبه لا أن ينبه وكم له نظير عندنا في أبحاثنا الاصولية أعزائي كل الامرات كل الأصول العملية مطابقة للواقع أم قد تكون مطابقة أو قد لا تكون مطابقة أي يكون منهما؟ ولكن مع ذلك الشارع أعطى لها المشروعية تقول لماذا؟ يقول من باب الاحتمال ثمانين في المائة يحقق الغرض تسعين في المائة يحقق الغرض سبعين في المائة يحقق الغرض هذا الذي أريده لا أكثر من ذلك ولذا جعلت الأحكام الظاهرية وانتم قرأتم في محله في علم الأصول أن الحكم الظاهري بالضرورة مطباقاً للواقع؟ لا قد يكون مصيباً للواقع وقد يخطأ ولكن لماذا جعل الشارع له الحجية؟ لأنه يحقق غرض المولى بل أكثر من ذلك اما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا هؤلاء رواة الحديث يحققون غرض المولى أو لا يحققون؟ امكان لا يحققون أصلاً الارجاع إليهم نقض للغرض وان كانوا يحققون يخطئون أو لا يخطئون؟ يخطئون بدليل الاختلاف ولكن مع ذلك ارجع إليهم الإمام قال فإنهم حجتي عليكم فإذن المدار صار على الواقع أم المدار على تحقق الغرض وتحقيق الغرض أي منهما؟

    إذا تمت هذه القاعدة هذه من تأسيساتنا وإذا مكان آخر وجدتم ينفتح بابٌ خطيرٌ وعميق جداً في مباحث الإلهية ماذا علاقة هذا البحث بالالهيات؟ الجواب: القرآن الكريم في سورة النساء الآية 87 يقول: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً) وفي الآية 122 (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) هنا مراد من صدق الله مطابقة للواقع أو تحقيق للغرض؟ وان لم يكن مطابقاً للواقع أي منهما ماذا تقولون؟ أساساً مفهوم الصدق في نظرية المعرفة يأخذ معناً آخر أن يكون صادقاً ما معنى أن يكون صادقاً؟ أن يكون الذي يقوله محققاً للغرض الذي من اجله قال هذا القول الم يكن الغرض هو تربية هذا الإنسان؟ فإذا كان ما يقوله وما يحدث به وما يشرعه محققاً لأي شيء؟ للغرض وان لم يكن مطابقاً للواقع.

    إذن الله عندما يخبر في سورة الفجر قال: فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد هذا لبيان الواقع أم لتخويف الناس للتربية أي منهما؟ ماذا تقولون؟ ومن اصدق من الله قيلا المطابق للواقع فإذن هنا الله يعذب الإنسان عذاباً لا يمكن لأحد لغيره أن يعذب ويوثقه وثاقاً لا يمكنه لأحد فوق ما تتصور وأخرى لا ليس المقصود هذا والمقصود التربية يعني وما نرسل بالآيات الا تخويفا أليس في سورة الاسراء الله يقول (وما نرسل بالآيات الا ماذا؟) والإنسان هذا القيل يربيه أو ما يربيه؟ والصدق هو تحقق الغرض لا الصدق مطابقة للواقع طبعاً هذا يذكر كاحتمال أنا ما أريد أقول الله يقيناً يريد هذا المعنى ولكن هذا الاحتمال أيضاً واردٌ فماذا تقولون هذه الآيات التي وردت من الأول إلى الآخر في بيان الوعيد الإلهي نار جهنم وكذا.

    اتركنا من الروايات مئات الروايات عندنا في نار جهنم هذه القاعدة إذن لابد أن نتحقق فيه نعم يقول هذا لازمه أن الغاية تبرر الوسيلة ولا اعلم من اين بينوا أن هذه الكبرى باطلة من اين قالوا؟ لا هذا ميكياولي الامير قايل الايطالي في كتابه قايل في النتيجة الغاية ماذا أصلاً ما أريد ادخل في المصاديق أنتم عاشين على هذه القاعدة في منابركم وفي شعائركم وفي اعمالكم كما تقولون الغرض ما هو ربط الناس بالدين ابكاء الناس على الحسين تقول له هذا لا اصل له يقول ثم ماذا؟

    الآن هذه الشعائر الأربعينية تربط الناس بالإمام الحسين تقول له افترض لا أريد أقول أن لا أصل له يقول ثم ماذا ولكن يحقق ماذا؟ أصلاً انتم تعيشون على هذه القاعدة قاعدة الصدق هو مطابقة الواقع أم تحقق الغرض؟ تحقيق الغرض لا أريد افتح هذه القاعدة ولكن واقعاً فكروا فيها انظروا إلى اين تنتهون في هذه المسألة ولهذا أنا في آخر المطاف أقول هذه الجملة للأعزة لأنه هذا ليس بحثي حتى أقف عنده كثيراً بحث يحتاج إلى تحقيق إلى تدقيق إلى بحث النصوص أو الأدلة العقلية والنقلية من القرآن ومن الروايات لنعرف صحة هذه الرواية ولكن إذا تمت هذه القاعدة التي أسسنا لها أساساً فلا يمكن إثبات النبوة العامة أو النبوة الخاصة بدليل اللطف الإلهي بهذا المعنى .

    من هنا قد يأتي هذا السؤال إذن سيدنا من الدليل على النبوة العامة لابد أن نبحث عن دليل آخر دليل عقلي دليل فلسفي أي شيء كان ولكن هذا الدليل يكفي أو لا يكفي؟ هذا الدليل لا يكفي حتى لو سلّمنا بتمامية الصغرى وهو أن إرسال الرسل لطف ولكن من قال أن اللطف واجبٌ ما دليلكم على ذلك ولهذا انتم تجدون أن الاشاعرة كما قرأنا لكم من أبي الحسن الأشعري وقرأنا لكم من الإمام الغزالي قالوا أن اللطف واجبٌ أو ليس بواجب؟ قالوا جائز، البعثة لطف واللطف ماذا قالوا جائز أم لازم؟ جائز، إذن القضية قضية نظرية وذاك عنده عقل وعقله لازم أنت عقلك يقول لازم فالمسألة نظرية هذا تمام الكلام فيما يتعلق بهذه الكبرى خلاصة إجمالا وإلا البحث إذا أردنا أن نفتحه على مصراعي واقعاً يجرنا إلى مسائل تحتاج إلى كثير من الدقة وكثير من التحقيق وأنا عادة بالقدر الذي ترتبط بالأمور بعقيدة الناس فكثير ما اذهب إلى آخر المطاف لأنه قد يلزم ماذا؟ من غير هذه الإشكالات يهربون من الدين فما بالك يسمعون هذه الإشكالات أيضاً؟ أحسنتم نقض الغرض هذا تمام الكلام أعزائي فيما يتعلق بالكبرى.

    اما الصغرى: وهي أن البعثة لطف تتذكرون في الأبحاث السابقة ذكروا أن هذه القاعدة مركبة من الصغرى وكبرى الصغرى ما هي؟ البعثة يعني إرسال الأنبياء أن النبوة لطف أمامكم هذه بداية المعارف التي هي في كل كتب الكلامين التي قرأناها للاعزة أن النبوة لطف أي معنى للنبوة؟ المعنى الاصطلاحي في علم الكلام يعني الله يرتبط ارتباطاً ويبعث ملكاً أو واسطة لمن اما مباشر واما غير مباشر هذا الذي أشارت إليه سورة الشورى وما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي باذنه من يشاء نتكلم في هذا ليست النبوة بالمعنى العام أو الوحي بالمعنى العام الذي هو للنحل ولكل شيء لا، أتكلم بالنحو الخاص للنبي والمعنى الخاص للوحي لا المعنى العام للوحي وإلا اوحى إلى ام موسى ام موسى صارت نبياً؟ لا أبداً لأنه ذاك معنى آخر من الوحي ونحن حديثنا في الوحي الخاص الذي منه نستكشف النبوة والرسالة هذه الصغرى .

    تقول إرسال الرسل لطف طبعاً إذا ناقشنا الكبرى فهذه الصغرى تنفع شيء أو لا تنفع؟ لا تنفع، افترضوا أن إرسال الرسل لطف واللطف واجب أو ليس بواجب؟ ولهذا هذه الصغرى نناقشها لو سلّمنا تمامية الكبرى يعني قلنا اللطف واجبٌ إذن لابد من البحث هل أن إرسال الرسل لطف أو ليس بلطف.

    الآن نقول لو سلمنا أن اللطف واجب على الله كما يقول المتكلم وواجب على الله كما يقول الحكيم والفرق بينهما في محله الواجب على الله والواجب عن الله سؤال: قلنا إثبات أن هذا اللطف منحصر في إرسال الرسل يحتاج إلى دليل أوّلاً (يعني لكي تثبت الصغرى) أن تثبت أن إرسال الرسل لطف وثانياً انه لا طريق لتحقق هذا اللطف الا بارسال الرسل إذن لتمامية الصغرى تحتاج إلى عقد بحثين قد يقول قائل أصلاً مقتضي اللطف أن لا يرسل إليه رسولا ويدعه لتجربته يتكامل كما هو الم يفعل الله سبحانه وتعالى في كثير من الأمور هذا الأمر فعل أو لم يفعل؟

    تتذكرون فيما سبق ذكرنا لكم النقوض قلنا فيما يتعلق بالامراض فيما يتعلق باكتشاء العلوم الطبيعية إلى غيرها الله سبحانه وتعالى لطف بعباده وانزل إليهم كل العلوم الطبيعية أو تركه للتجربة الإنسانية؟ تركه للتجربة الإنسانية لمعرفة علاج الأمراض تركه للتجربة الإنسانية أو انزل إليهم الدواء؟ تركه للتجربة الإنسانية، ولهذا تجدون أن متوسط العمر للدول المتقدمة طبياً 75-80 ويفتخرون بذلك ومتوسط العمر للدول المتأخرة طبياً وصحياً 50-48-43-55 سنة يعني الله سبحانه وتعالى يحب هؤلاء البوذيين وعنده مشكلة مع المسلمين؟ صديق أولئك وعدو لنا أو صديقنا وعدو لهم؟ الجواب لا صديق أولئك ولا عدو هؤلاء وان ليس للإنسان الا ما سعى اولك سعوا في الأمور الصحة والسلامة والامن والاستقرار والرفاه الاقتصادي ووصل أعمارهم إلى 80-85 انتم بيني وبين الله تكاسلتم تعاجزتم سرقتم افسدتم كما الآن تجدون في العراق افسدتم افسدتم ثم افسدتم هذا الواقع الذي الآن تجده فاعماركم يصير 45-55-35 إذن الله سبحانه وتعالى لم يعطي صك للإنسان بيني وبين الله لرفاهك ولسعادتك أنا انزلك الحل وإنما في كثير من الأمور إذن أوّلاً لابد أن تثبت أن إرسال الرسل لطف وإلا قد يقول انه هذا خلاف اللطف لأنه الإنسان سوف لن يتكامل ثانياً: ولا طريق لتحقق هذا اللطف الا بارسال الرسل وإلا التجربة الإنسانية قادر أو  غير قادر؟ وهذه كلا الأمرين بيني وبين الله لم يقم عليهما احد من القائلين بقاعدة اللطف أي دليل عقلي لا تستدل بدليل نقلي لأنه نريد أن نثبت النبوة العامة بقاعدة اللطف لا يستدل لي احد بآيات قرآنية.

    إذن ومن هنا تجدون أوّلاً نقضوا على الصغرى حدوثاً قالوا ثبت العرش ثم انقش ثبت أن إرسال الرسل هو لطف من اين تقول هذا ولهذا إذا تتذكرون السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه في مباحث الحجج وأصول العملية مبحث الظن تقريرات الشيخ حسن عبد الساتر الشيخ حسن عبد الساتر المجلد التاسع ماذا قال؟

    قال: ولهذا نرى في تاريخ البشرية أن كثيراً من مصالح الإنسان (في مختلف المجلات طبيعية وطبية وارضية وزلازل وامراض وعلوم إلى آخره) التي يتوقف عليها دفع الاخطار المهلكة عن الإنسان، مصالح واقعاً تدفع عنه المهالك لم يكشفه الله سبحانه وتعالى بطريق الوحي والدين لماذا لم يفعل ذلك؟ لأنه لطف أو ليس بلطف؟ إذا كان لطفاً لكشفها هذا كما قال له صل ركعتين كان يقول مرض السرطان هذا دوائه لم يكشفها الله للإنسان بطريق الوحي الدين وإنما ترك الإنسان وخبرته وجهده لكي يتوصل عبرة آلاف السنين إلى اكتشافها يعني كم يدفع ثمن الإنسان إلى أن يكشف القانون؟ مئات الملايين من الناس أن يموتون إلى يومك هذا كم من الأمراض تقتل الناس؟ الله قاعدة اللطف يقول نزلوهم الدواء أو ما يقول؟ أبداً لأنه كمال الإنسان أن يكتشف هو الدواء وحتى الآن لا تزال جملة منها غير مكشوفة والإنسان سائر في طريق اكتشافها، بل أكثر من ذلك ولعل الحكمة في ذلك انتم تستندون إلى قانون صفة الحكمة لإثبات اللطف نحن نقول أن مقتضى الحكمة أنه يبين أو لا يبين؟

    دققوا ما يقول السيد الشهيد ليس مقتضى الحكمة أن يبين الدواء وان يبين العلاج مقتضى الحكمة أن لا يبين سؤال: الدين من هذا القسم أو من هذا القسم؟ مقتضى الحكمة أن يبين أو انه لا يبين أي منهما؟ إذا اصل موضوعي مفترض أن مقتضى الحكمة ماذا؟ من قال من اين؟ تقول لي إلى الآن الإنسان ما استطاع أقول كثير من الأمور أيضاً ما استطاع إلى يومنا هذا لعله بعد خمسين سنة يكتشف الحل لإدارة حياته وسعادته الدنيوي ولعل الحكمة في ذلك أن نفس ترك الإنسان وخبرة الإنسان يكون في نفسه ذا مصلحة تربوية للنوع البشري تكون من أهم المصالح إذا كشفها له الدين اللهم الا أن تثبت أن الإنسان بلغ ما بلغ في خبرته الإنسانية لا يستطيع أن يصل بحسب الدليل العقلي؟ لا بل الآن مر عليه عشرة آلاف سنة خمسة آلاف سنة عشرين ألف سنة ثلاثين ألف سنة لو يعيش ثلاثة ملايين سنة أخرى لا يستطيع أن يكتشف.

    إذن أوّلاً لابد إثبات أن بعث الرسل لطف وثانياً إثبات أن الإنسان يستطيع أن يصل إليه ولو بالخبرة أو لا يستطيع؟ حتى نثبت انه لا مصداق للطف الا بارسال الرسل هذا بحسب الإشكال النقضي كما يقال.

    بحسب أشكاله الحلي يقول انظروا الآن المجتمعات الدينية متقدمة أم المجتمعات غير الدينية، بينكم وبين الله ماذا اعطاكم الدين ولم يوجد عندنا؟! بحمد الله تعالى انتم تدعون مجتمعات دينية وتدعون انه الدين عندكم ولكنه كل املكم أن تصلوا إلى التجربة الكورية أو التجربة اليابانية أو التجربة الالمانية إذن الدين نفعكم أم ضركم؟ هذه تجربتكم أصلاً غير شيء هذه تجربتكم الإسلامية 1400 سنة بعد من؟ هذا الآخر يقوله ليس رأيي والآخر يقول بعد رسول الله تنازعتم وتحاربتم فبدأت المنازعات وبعد لم يجف رسول الله أصلاً كفنه في قبره بدأتم الحروب فيما بينكم إذن ما الذي نفعكم وما الذي اعطاكم الدين الذي لم يعطنا نحن؟ هذه حروبكم هذا تاريخكم الإسلامية بينكم وبين الله تاريخنا الإسلامي تستطيع تفتخر كثير به أو لا؟ وكله كان على أسس دينية أم أسس مدنية؟ دينية قربة إلى الله كان يقتل بعضهم بعض والى يومك هذا وهذه أمامكم مجتمعاتنا انظر ماذا يفعل الدين في وسطنا لا اقل باسم الدين الآن لا أريد أقول الدين الواقعي أتكلم عن الظاهري، هذا الدين الظاهري اماكم انظروا ماذا يفعل ولهذا هم يقولون الطرف الآخر لما تجدون مجتمعاتنا الغربية تخلصت من الكنيسة عند ذلك انتهينا من الحروب الدينية لأنه في الغرب أيضاً الحروب الدينية يعني بين المسيح وطوائف المسيحية من كاثوليكية وپروتستان وكذا قتل كم؟ ولهذا توجد كتب أن شاء الله ليس وقتها أجيبكم أن أكثر الحروب واشد الحروب واطول الحروب في التاريخ ما كان منشأها ديني يقول القساوة الموجودة في الحروب الدينية لا توجد في مكان آخر لماذا؟ لأنه يقتله قربة إلى الله يقطعه قربة إلى الله يتقرب إلى الله بقتله وتقطيعه وذبحه وأنت أيضاً تفعل كذا أنت النوعي أتكلم وليس أنت الشخص، إذن تعالوا قولوا لنا انتم تقولون أن السعادة الإنسانية لا تتحقق الا بالدين .

    هذا التاريخ البشري أمامكم بداية المعارف الإلهية كلام صاحب العقائد الامامية في شرح عقائد الامامية هناك يقول ولأجل هذا يعسر على الإنسان المتمدن المثقف فضلاً أن يصل بنفسه إلى جميع طرق الخير والصلاح ومعرفة جميع ما ينفعه ويضره في دنياه فيما يتعلق فلان فلان بالدين يقول تعالوا معنا إلى المجتمعات الدينية لنرى أن خير الدنيا والآخرة في مجتمعاتكم أو في مجتمعاتنا؟ يعني في مجتمعات التي تتحرك دينياً أم المجتمعات التي لا تتحرك دينياً أي منهما؟

    هذا تاريخ 1400 من تاريخ الإسلام اذهب إلى تاريخ المسيحية اذهب إلى تاريخ اليهودية وهكذا الآن باعتبارنا اننا مسلمون فنتكلم عن الإسلام انظروا الامويين ماذا فعلوا انظروا العباسيين ماذا فعلوا انظروا العثمانيين ماذا فعلوا انظروا الآن في الخمسين السنة الأخيرة الإسلام السياسي ماذا فعل في مناطقه والى يومنا هذا يفعل من اين تقولون أن السعادة لا تتحقق بالدين هذا من اين؟ هذا الإشكال النقضي أو الحلي؟ الإشكال الحلي، لأنه النقضي قلنا امو الله يبينها اما الحلي هذا انتم تقولون أن المجتمع الديني يعادي السعادية الدنيوية.

    ثم لو رفعنا اليد (حتى قلت لك أغلق البحث) عن الإشكال الكبروي وعن الإشكال الصغروي والاشكال الكبروي باشكالاته الثلاثة والصغروي نقضاً وحلاً من اين تقولون وفرضنا أن الإنسان لكي يبدأ حياته وسعادته يحتاج إلى الدين الآن جمع من المفكرين يقولون هذا يقولون ضعفنا لخبرة الإنسان حدوثاً يحتاج إلى الدين ولكن إذا خبرته ازدادت بالحياة فبقاء يحتاج إلى الدين أو لا يحتاج؟ لا يحتاج إلى التوجيهات الدينية لا يحتاج إلى التشريعات الدينية.

    ومن هنا ينسب إلى بعض المفكرين أن خاتمية الدين معناه ماذا؟ ليس أن الإنسان يبقى محتاجاً إلى قيام الساعة والإسلام قادر على أن يعطيه التوجيهات يقول معنى خاتمية الالسلام يعني أن الإنسان في مرحلة من مراحله سوف يصل إلى مرحلة يستغني عن الدين يعني من قبيل انه أنت لا تستطيع أن تمشي مستقلاً فتحتاج أن يعينك احد حتى تتعلم المشي فإذا علمت المشي تحتاج إلى من تستند إليه أو لا تحتاج؟ لا تحتاج فحتى لو سلّمنا كل تلك المقدمات يقول حدوثاً لا تستطيع لضعف الإنسان ولعدم قدر الإنسان على كذا يحتاج إلى الدين ولكن بقاءً من اين تقولون ذلك .

    من هنا اولئك الذين التفتوا إلى مثل هذه الإشكالات حاولوا أن يعطوا للدين بعداً آخر لا علاقة له بالدنيا فقط، السيد الطباطبائي من يعرف الدين كيف يعرف الدين أنا ما ادري في ذهنه عندما كان يعرف الدين حتى يعرفه بهذا الشكل قال: الميزان المجلد الثاني صفحة 130 في ذيل الآية 213 من سورة البقرة الجزء الثاني قال: حد الدين (ما هو الدين؟) هو انه نحو سلوك في حياة الدنيا تشريعات تقول تفعل أو ما تفعل اعتقد أو لا تعتقد، يتضمن صلاح الدنيا يشكل الآخر يقول أن صلاحك اين أمكن اين اقتصادك اين رفاهك وأين وأين؟ فانت تعيد الجميع تقول عندما يظهر الإمام الحجة سلام الله عليه وإلا انتم استطعتم أن تحققوا أو لم تستطيعوا؟ لم تستطيعوا انظروا القيد الذي يضيفه، بما يوافق الكمال الاخروي فيربط الصلاح الدنيوي بالكمال الاخروي وحيث اننا لا نعرف ما يصلح الكمال الاخروي إذن نحتاج إلى ماذا؟

    انظروا هذا القيد يريد يدخل منه الإنسان بلغ ما بلغ ولا يستطيع الحياة الاخروية فقد يكون شيء نافع له في الدنيا ولكن مضر في الآخرة فيحتاج من فيه في ذلك العالم شخص يقول له هذه السعادة الدنيوية إنما تكون مفيدة الا افادت الدنيا الاخروية وإلا لم تنفع الكمال الاخروي فلا قيمة لها، بما يوافق الكمال الاخروي والحياة الدائمة الحقيقية عند الله سبحانه وتعالى ولكن هذا الكلام ما أريد ادخل لأنه من هنا يبدأ الفلسفة الدينية والحاجة إلى الدين هذا الكلام يصح إذا قلنا أن الرابط بين العمل الدنيوي والعمل الاخروي رابط كمالي اما إذا كان رابط اعتباري وكلام هذا ولهذا لمن يريد أن يثبت الحاجة إلى الدين لابد أن يثبت أوّلاً الله موجود وثانياً الله حكيم وثالثاً الآخرة موجودة ورابعاً أن الإنسان كماله في الآخرة لا فقط في الدنيا وخامساً أن العلاقة بين الدنيا والاخرة علاقة وجودية هذا كله قبل الدليل النقلي وليس بعد الدليل النقلي.

    اما إذا واحدة من هذه الخرمة المقدمات يمكن إثبات الحاجة إلى الدين أو لا يفيد؟ لا يفيد، ولهذا نحن حاولنا في كتاب فلسفة الدين أن ندخل من هذا المكان ذلك بحث فلسفي يتكم عليه البحث الكلامي والبحث النقلي يستطيع أو لا يستطيع؟ البحث الفلسفي لابد أن يثبت انه أنا عندما افعل فعلاً هنا أثره التكويني اين؟ الدنيا مزرعة الآخرة تكويناً لا اعتباراً ودون إثبات هذه المقدمة واقعاً مشاكل كثيرة عقلياً وليس نقلياً وإلا قد تستدل بمجموعة روايات نقلية هذا لا ينفع الآن لأنه أنت الحاجة الدين متوقفة على هذه المقدمة. من هنا بعد البحث سوف يدخل إلى تعريف الدين أوّلاً وان الدين ما هي البضاعة التي يريد أن يعطيني إياها وأنا لا استطيع أن اصل إليه الحاجة إلى الدين في أي شيء أنا احتاج إلى الدين بنحو لا استطيع أنا أن اصل إليه وإلا أنا إذا استطيع أن اصل إلى تلك الحاجة احتاج إليه أو لا احتاج ولو بحسب التجربة؟ لا احتاج إلى الدين ماذا يريد الدين أن يبيعني في سوقه الدين يقول عندي بضاعة وهذه البضاعة أنت تحتاجها لابد أن تشتريها مني ما هي البضاعة الدينية؟ هنا نظرية تقول فقط الأمور المعنوية وإلا الأمور المادية العلوم الطبيعية والتجربة موجودة ونظرية تقول لا، العلوم المادية والعلوم الطبيعية وهكذا هناك عددت النظريات في الحاجة إلى الدين هذا تمام الكلام في قاعدة اللطف غداً أن شاء الله أنا أرى الأبحاث اما اتمم الأبحاث أو أبحاث أخرى والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/10/08
    • مرات التنزيل : 1794

  • جديد المرئيات