نصوص ومقالات مختارة

  • تأملات في الحداثة وما بعد الحداثة (7)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    بالأمس بينا أهم الاتجاهات الموجودة في الفكر الغربي وخصوصاً فيما يتعلق بالحداثة وما بعد الحداثة والخصوصية الفكرية للحداثة والخصوصية الفكرية لما بعد الحداثة بلحاظ الموقف من العقل قلنا بأنه إذا أردنا أن نقف جيداً على هذه الاتجاهات من الواضح بأنه لابد أن نبحث في أسس متعددة في الإنسان في المعرفة في الأخلاق في الوجود ونحو ذلك.

    لكنه وقفنا عند الموقف من العقل واتضح بأن الاتجاه التقليدي له موقف من العقل والاستدلال العقلي والاتجاه الحداثي له موقف آخر من الاستدلال العقلي واتجاه ما بعد الحداثة له موقف يختلف عن الموقفين السابقين.

    ثم اشرنا قلنا بأن نواة ما بعد الحداثة تقريباً إنما بدأت على يد ديويد هيوم خلاصة موقف ما بعد الحداثة من العقل هو التشكيك في قدرة العقل على الوصول إلى الحقائق كما هي عليه أن العقل والاستدلال العقلي كاشف ولكنه كاشف يطمئن إليه أو لا يطمئن إليه؟ انتم عندما تقرأون الآن في البحث الأصولي عندنا نجد أن القطع يطمئن إليه وان اليقين يطمئن إليه ولكن عندما نأتي إلى ما بعد الحداثة نجد أن العقل والاستدلال العقلي وما ينتجه الاستدلال العقلي ينظر إليه نظرة شك نظرة ترديد نظرة سوء ظن.

    هذه القضية بدأت كما قلنا على يد هيوم وكملت أو استمرت على يد (كانت) ثم بعد ذلك ماركس وفرويد ونيتجه ولكن من زوايا متعددة كما اشرنا بالأمس جميعها تشترك في التشكيك في قدرة العقل على الكشف عن الحقائق ولكنه كل من زاوية تختلف عن الزاوية الأخرى.

    أما هيوم عندما جاء إلى الإنسان قال الإنسان مجموع من العقل والاستدلالات العقلية ومجموع ومجموعة من الأحاسيس والغرائز والعواطف ونحو ذلك هذا واضح بالوجدان لا نحتاج فيه إلى دليل.

    والفارق الأصلي بين الإنسان وباقي الحيوانات الأخرى هو أن الحيوانات الأخرى تكون تابعة لأحاسيسها وغرائزها وشهواتها بلا أي وازع، الحيوان أي حيوان كان تابع لشهواته لإحساساته لغرائزه وملذاته انتهت القضية خصوصية الإنسان هو أنّه لابد أن يدبر أمر هذه الأحاسيس والعواطف من خلال العقل وهذا هو المصطلح عندنا أيضاً في النصوص الروائية بالعقل والهواء هوى النفس.

    هوى النفس يعني أن يكون الإنسان تابعاً لأحاسيسه لشهواته، لملذاته بلا أي ضابط وبلا أي مدبر وبلا أي حاكم، كم من عقل في كلمات الإمام أمير المؤمنين كم من عقل أسير عند هوى أمير وهذه هي خصوصية الإنسان أنّه يحاول أن يحكّم عقله على هوى النفس باصطلاحنا الأخلاقي أو الروائي أو يحاول تحكيم العقل والاستدلالات العقلية والقيم العقلية على الأحاسيس والعواطف ونحو ذلك.

    ولكن أي مقدار يستطيع أن يتحكم في هذه الأحاسيس؟ هل يستطيع أن يجعل العقل حاكماً مئة في المئة على هذه الأمور أو لا يستطيع؟ الجواب التجربة تثبت أنّه يستطيع أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، فتبقى للإحساسات والأحاسيس والمشاعر والعواطف والغرائز دور أيضاً بالإضافة إلى العقل للكشف عن الحقيقة، إذن يمكن الاطمئنان إلى الكشف العقلي مئة في المئة أو لا يمكن؟ لا يمكن.

    هذه أول خدشة أول شك أورده هيوم على الاستدلال العقلي بدأ من هنا طبعاً هو يعتقد أساساً من قال أن المطلوب من الإنسان أن يجرّد نفسه عن الأحاسيس والعواطف والمشاعر للكشف عن الحقائق وإذا حاول ذلك يوفق أو لا يوفق؟ يقول لا، الإنسان مركب تركيباً لا يستطيع أن يجرد نفسه عن جميع احاسيسه وعواطفه وغرائزه ويحكّم العقل وحده للكشف عن الحقيقة.

    إذن الاستدلال العقلي عندما يريد أن يكشف الحقائق يمتزج مع ماذا؟ يمتزج مع الأحاسيس والعواطف والغرائز والى غير ذلك فيقع التشكيك في الاستدلال العقلي هذا هو خلاصة ما يريد أن يقوله هيوم في نظرية المعرفة وفي الكشف عن الحقائق.

    تعالوا معنا إلى (كانت) بالأمس اشرنا أن نظرية المعرفة لمدة ألفي عام كانت قائمة على أنّ الإنسان عندما يواجه حقائق العالم الخارجي دوره بالنسبة إليها دور المرآة التي تنعكس فيها الحقائق كما هي عليها، يعني يوجد تصرف من المتلقي في الحقائق أو لا يوجد تصرف؟ كما أن المرآة لا تتصرف، المرآة عندما تقف أمامها تعكسك على ما أنت عليه تعكس صورتك كما هي الصورة ولا تتصرف أبداً كما أنت تعكسك.

    النظرية القائمة من زمان أرسطو والى يومنا هذا حتى الآن في الحوزات العلمية أن الإنسان المتلقي العالم الذهن يتصرف في الحقائق التي تنعكس في وجوده أو لا يتصرف؟ لا يتصرف، هذه نظرية المرآة في مقابل أي نظرية؟ في مقابل نظرية النظّارة التي اشرنا إليها بالأمس وهو أن الإنسان عندما يواجه الحقائق الخارجية الواسطة بينه وبين الخارج هو الذهن، والذهن ليس فقط دوره دور المرآة بل دور الفعل والانفعال مع الحقائق الخارجية، كما أنّه ينفعل يفعل أيضاً.

    إذن على هذا الأساس وهذا الذي يصطلح عليه الذهن حيادي أو ليس بحيادي؟ ليس حيادياً، هذا الذهن من أين يتكون ومن أين يتشكل؟ يتشكل من مجموعة أفكار وثقافات وأصول موضوعة و… وعلى أساس هذه الأفكار والأصول الموضوعة يتفاعل مع الحقيقة الخارجية والمثال الذي يضربونه هكذا يقولون افترضوا أن الواقع الخارجي دائرة والذهن مربع يعني دور الذهن افترضوا مربع ودور الواقع الخارجي ما هو؟ دائرة يقول الذي ينعكس عند الإنسان ما هو؟ يقول على شكل بيضوي لأنه مجموع أنت عندما تجمع المربع مع دائرة ماذا يخرج؟ فإذن الذي يخرج أو ينعكس عندك على شكل بيضوي وهو في الواقع الخارجي دائري ومن هنا جاءت نظرية الشيء في نفسه غير الشيء لنا.

    الآن وقع بحث مفصل بينهم أن تأثير الذهن ومكونات الذهن اكبر أم تأثير الواقع الخارجي والحقائق الخارجية اكبر أي منهما؟ يعني إذا أردنا نتكلم بلغة الارقام خمسين خمسين أو سبعين ثلاثين أو عشرة وتسعين يعني كم من الحقيقة كيفية الحقيقة كم يتصرف فيها عندما تصل إلى الإنسان يتصرف الذهن فيها عشرة بالمئة يتصرف عشرين في المئة يتصرف سبعين في المئة فكلما زاد تصرف الذهن الحقيقة الواقعية على ما هي عليه تنعكس كما هي أو لا تنعكس؟ لا، الفاصلة تكون اكبر.

    وهذا هو الفرق بين ديكارت وبين (كانت)، ديكارت يعتقد أن تأثير الواقع الخارجي اكبر (كانت) يعتقد أن تأثير الذهن اكبر، وهذا الأمر الذهني، وهذه الحقيقة الذهنية، وهذا الذهن الذي يتصرف ليس أمراً قابلاً للتجرد منه، مرة يمكنك أن تتجرد ومرة لا يمكنك أن تتجرد منه يبقى معك مذ ولدت والى أن تذهب من هذا العالم وهذه هي الخدشة الثانية أو الجرح الثاني أو التشكيك الثاني الذي أورده (كانت) على الاستدلالات العقلية، فزاد شك هيوم شكاً جديداً.

    هذه كلها تصير عوامل لان نسيء الظن بالاستدلالات العقلية ولا يمكن الاطمئنان إلى الاستنتاج العقلي لأنه أنت عندما تقرأ الآن تأتي إلى الفلسفة الإسلامية عندما يقول يقين ماذا في ذهنه؟ لا مئة في المئة أصلاً مئة ولا يمكن أن يكون كذلك لا فقط انكشاف الواقع وان الواقع منكشف بنحو لا يمكن أن يكون منكشفاً أليس كذلك؟ هذه هي الفلسفة هذه نظرية المعرفة بالفلسفة الإسلامية.

    أما هنا يقول كاملاً معكوس يقع بالطرف الآخر يقول ولا يمكن أن ينعكس الواقع على ما هو عليه بأي شكل من الأشكال لماذا؟ لأنه يقول الذهن يبقى له دور وهذا دوره دور وجودي تكويني وليس دوراً اعتبارياً حتى تستطيع أن تتخلص منه انظروا كاملاً نظرية (كانت) تقع في قبال نظرية الفلسفة الإسلامية ونظرية المعرفة الإسلامية وأنت في نظرية المعرفة لابد أن تتخذ موقف ولا يمكنك أنّه تدخل إلى نظرية المعرفة وأنت في النتيجة نظرية معرفة إسلامية أم نظرية معرفة (كانت)، هذا على مستوى (كانت).

    تعالوا معنا على مستوى ماركس عندما نصل إلى ماركس وفرويد وغيره نجد بأنه بعضها تطبيقات لهذه النظرية يعني تعالوا إلى ماركس، ماركس يقول بأنه لأنه باني على الطبقية ونظرية الطبقات التي يعيش فيها الإنسان هذا طبقة عمالية هذا طبقة رأسمالية هذه طبقة كذا يقول شاء أم أبى أن الإنسان إذا عاش في طبقة معينة هذه الطبقة هي التي تؤطر ذهنه لفهم الحقائق الخارجية، فإذا يعيش في طبقة عمّالية؛ فيفهم الحقائق من خلال هذا الوضع الفكري والثقافي والطبقي الذي يعيشون وإذا يعيش في طبقة رأسمالية أيضاً كذلك وهكذا.

    بعبارة أخرى: أنّه كل طبقة من هذه الطبقات لها مصالحها لها امتيازاتها لها فهمها يقول هذه كلها تؤثر في الكشف عن الحقائق الخارجية لا يمكن إذن هذه نفس نظرية (كانت) وهو أنّه الذهن حيادي أو ليس حيادي، ولكنه هنا يضع ماركس يده على البعد الاقتصادي والطبقي كأنه بيان مصداق من مصاديق ماذا؟ ليس شيئاً جديداً ولكنه تركيز على بعد من الأبعاد.

    ولكن الاخطر منها جميعاً نظرية فرويد التي إلى يومنا هذا نعم توجد مناقشات ولكن أصل النظرية لا توجد عليها مناقشة.

    يقول فرويد خلاصة نظريته هذه: يقول إلى الآن يعني إلى قبل فرويد كان يتصورون شخصية الإنسان روح الإنسان نفس الإنسان هي مجموعة المعلومات والمدركات التي التفت إليها يعني أنت الآن لو أقول كم معلومة في ذهنك تقول مئة معلومة يقول أكثر من هذا لا يوجد في واقعك إذن دائرة المعلومات الملتفت إليها يعني يوجد فهيا علم، علم انك تعلمها ودائرة معلومات النفس واحدة أو مختلفة، إلى قبل فرويد كان يقولون هاتان الدائرتان متطابقتان ما يوجد في النفس وما أعلم به فهو في دائرة في درجة واحدة ومتساوية.

    فرويد قال ليس الأمر كذلك، الذي يوجد عندك وهو الشعور أو العلم أو الإدراك وتعلم به هذا لا يشكّل إلا عشرة بالمئة مما هو مؤثر في عقيدتك وسلوكك وثقافتك تسعين في المئة يوجد في النفس ولكنه ملتفت إليه أو غير ملتفت وهو المصطلح عليه باللا شعور، وهذا يسمى بناخدا كاه يقول هذه دائرته تسعة أضعاف دائرة الخود اكاه أو الملتفت إليه أو الشعور أو الإدراك عبروا ما تشاؤون إذا كان الأمر كذلك يقول أنت تتصور أن هذه الأمور التي تعتقدها وتسير عليها وتؤمن بها وتدافع عنها كلها منشأها ما هو؟ هذه العشرة بالمئة ولكن في الواقع الذي يؤدي بك إلى الاعتقاد ما هو؟ هو التسعين في المئة وذاك اختياري عند الإنسان أو غير اختياري؟ ملتفت أو غير ملتفت؟ اختياري أو غير اختياري؟ غير اختياري، نعم أنت تحاول لتقنع نفسك عندما تعتقد تحاول أن تنحت دليلاً له فتتصور أنّ كل اعتقاداتك مستدلة، مع أنها مستدلة بعد الاعتقاد لا أن الدليل أوصلك إلى الاعتقاد هذه النكتة خطيرة جداً.

    مرة أنت الدليل يوصلك إلى أن تعتقد ومرة لا، أنت معتقد ولكن تبحث عن دليل له، يعني دليل ما بعد الاعتقاد دليل ما بعد الوقوع يقول تسعين بالمئة من اعتقاداتنا اخلاقنا سلوكنا دليل ما بعد الوقوع، إذن يمكن الاستناد إلى العقل أو لا يمكن الاستناد؟ يقول الذي يؤثر هو ذاك التسعين بالمئة يؤثر، هنا يأتي بحث كلامي ويجي بحث في علم الكلام إذ الإنسان مسؤول عن هذا اللا شعور أو غير مسؤول؟ يعني إذا لا شعوره أدى إلى أن يعتقد بكذا يؤاخذ عليه يوم القيامة أو لا يؤاخذ؟ لأنه هذا اللا شعور اختياري أو غير  اختياري؟ عوامله ما هي؟

    قد يكون سبب ذلك اللا شعور التلقين في الصغر قد يكون سببه التربية والتعليم قد يكون سببه الخوف قد يكون سببه الأمل قد يكون سببه الحب والبغض قد يكون سببه الواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه الإنسان قد يكون سببه المنافع والامتيازات والمصالح التي تؤدي به إلى الاعتقاد وقد يكون سببه الاستدلال العقلاني ولكن هذه دائرة الاستدلال العقلاني كم نسبتها؟ على أفضل التقادير عشرة بالمئة ولكن هو يتصور كلها عقلية، مع أنها عقلية يعني أن الاستدلال العقلي كشف عن الحقيقة أو أنت بعد أن اعتقدت ووجدت من مصلحتك نحت له ماذا؟ دليلاً للإثبات؟

    كونوا على ثقة انتم الآن ارجعوا إلى كثير من معتقداتكم تجدون بأنه أساساً لأنك من الصغر كبرت عليها الآن ماذا تفعل؟ هي تستدل له، ارجعوا إلى أبحاث الإمامة عندنا أنا اطبقه على الإمامة تجد إلى القرن الثالث والرابع والخامس لا استدلالات عقلية موجودة لا استدلالات من القرآن موجودة ولكنه نحن في القرن الثالث والرابع عندما وجدنا أن الطرف الآخر بدأ يشكل علينا هي بدأنا ماذا؟ هي نستدل له ماذا؟ فدخل أصلاً في القرن الأول والثاني لا يوجد عندنا استدلال عقلي على الإمام ابحثوا، إلى هشام بن الحكم وهشام بن سالم لا توجد عندنا استدلالات عقلية على إثبات الإمامة، كل الذي كان قبل ذلك استدلالات روائية استدلالات افترض من الآيات.

    ولكنه الطرف الآخر المعتزلي عندما دخل على الخط وبدأ يشكل علينا عقلياً نحن ماذا فعلنا؟ فهي أدلة ما بعد الوقوع أم قبل الوقوع؟ عموم أدلتنا من هذا القبيل، إثبات وجود الله كونوا على ثقة إثبات وجود الله لأنك فطرةً تلقيناً تربيةً عمةً مؤسسةً علمية أنت مؤمن بوجود الله إذن لابد ماذا افعل؟ لابد أنحت له دليلاً فبدأت الأدلة العقلية.

    يقول هذا كله منشأه ما هو؟ لا الواقع الخارجي منشأه ذلك اللا شعور، إذن يمكن الاطمئنان إلى الاستدلالات العقلية أو لا يمكن؟ نحسن الظن بالدليل العقلي أو نسيء الظن به؟ نسيء الظن به وواقعاً أصل النظرية لا توجد في حديثنا يكون في علمكم يعني أن الإنسان كما يتأثر بشعوره يتأثر بلا شعوره لا يوجد مجال في بحثه في علم النفس، توجد تفاصيل أخرى منشأه جنسي منشأه عقدة كذا ذاك أبحاث أخرى ولكنه أصل النظرية وهو أن الإنسان كما يتأثر بشعوره يتأثر في الأعم الأغلب بلا شعوري ولهذا يبغض شيئاً ولا يعلم انه هو لماذا يبغض حاصل للبعض أو لا، يحب شيئاً ولا يعلم لماذا يحب من تقول له ذاك يجيب له رواية يقول الارواح جنود مجندة أتصور تجربتك واحدة يعني التجربة الشخصية لكل واحد من عندنا يقول لا ادري أنا انسجم مع ذاك الرجل مع ذاك أقول من أراه لا ارتاح معه لماذا؟

    طبعاً بحسب تحليل علم النفس الفرويدي يقول هذه مجموعة من الخلفيات اللاشعورية هي التي تخليك تنسجم مع هذا وتنفر من أخرى وهكذا هذا داخل في البعد الاجتماعي والديني والتلقيني والتربوي إلى ذاك الآن من أنت تسمع واقعاً الذين يأكلون الخنافس الآن طعام لذيذ يوجد في الصين وغير الصين ضمن الحشرات الخنافس والعقارب أنا شايف افلام مالتهم يقعدون ويأكلون بلذة أنت تقشعر ماذا؟ بينك وبين الله الخنافس مال أكل تقول وهو هم يقول أنت لم تذقه حتى تعلم ما هو لماذا؟ لأنه تربيتك الدينية وثقافتك الدينية تجعلك بمجرد أن تسمع لفظ البول تتقذر منه اما الآخر البول عنده ليس نجساً يتقذر أو لا يتقذر؟ لماذا يعني هذان وجودان تكوينيان؟ لا عزيزي هذا مرتبط بالتربية الدينية وذاك مرتبط بتربية أخرى أنا ربيت هكذا اتقذر من هذا الشيء هو يتقذر أو لا يتقذر؟ لا يتقذر بكل مثل ما تجلس وتأكل الذ الأطعمة هو هم يقعد ويجلس ويأكل لحم الخنزير بل يأكل لحكم الكلاب اذهبوا وانظروا إذن القضية يقول هذه العوامل الداخلية التي تؤدي إلى كذا يقول هذا اللاشعور هو يتصرف ويؤثر على الاستدلالات العقلية إذن يمكن الاطمئنان إلى العقل أو لا يمكن؟ لا، هذا السهم الثالث الذي وجّه إلى الاستدلال العقلي وحجية العقل وكاشفية العقل عن الحقائق الخارجية.

    السهم الرابع واكتفي به هو نيچه، نيچه أجه قال (بتعبيري وهذه بأدبياتنا الدينية أتكلم) أن الإنسان مفطور على حب السيطرة على الآخرين هذه قدرة والاقتدار نظرية القدرة لنيچه وأن أي شيء يفعله ويقبله ويعتقد به إنما هو لمصلحة تقويتة قدرته وسيطرته وإذا تجد ينفر من شيء لأنه يؤدي إلى ضعفه وعجزه فإذن الذي يحرك آلة الاستدلال العقلي عنده ما هو؟ ليس الحقائق الخارجية وإنما الذي يحرك عنده قدرة واقتدار السلطة ولهذا تجد بأنه يدافع عن الهتلرية لماذا يدافع؟ يقول لأنه أساساً تجلي القدرة تجلى فيمن؟ وان المجتمع لا يدار إلا بهذه الطريقة وهذا كمال الإنسان في أن يكون قادراً ومقتدراً ومسيطراً فكلما كان هذا أقوى فانسانيته أكثر واشد فإذن حركته واعتقاداته اخلاقياته قيمه سلوكه كلها بأي صدد؟ ليس بصدد كشف الحقائق الخارجية بل بصدد تقوية هذا البعد ورفع ما يمنع هذا البعد الذي يؤدي إلى ضعفه والى عجزه.

    طبعاً هذه استمرت لعله لقرنين الصورة تقريباً كملت بين 1950 إلى 1970 فصارت هناك أسس واضحة لما بعد الحداثة يعني الآن عندما تأتي إلى أواخر القرن العشرين تجد بأنه هناك نظرية قائمة على هذه الأساس ولهذا نحن بالأمس قلنا انه الحداثة وما بعد الحداثة هذه صيرورة تاريخية لا يتبادر إلى الذهن أن شخص جاء بها كاملة كما أي نظرية فلسفية أي نظرية رياضية أي نظرية منطقية وأي نظرية اصولية أي نظرية كانت اطمئنوا لن تبدأ كاملة من الساعة الأولى ومن الوهلة الأولى وإنما تبدأ بذره ثم تبدوا وتنموا وتكمل وتصل إلى كمالها بعد خمسين سنة بعد مائة سنة بعد مائتين سنة إلى آخره إذا أردنا أن نلخص مجموع خصائص ما بعد الحداثة تكون كالتالي.

    مجموع (أهم) خصائص ما بعد الحداثة:

    الخصوصية الأولى: أن النقد فيما بعد الحداثة يأخذ موقعاً اساسياً جداً فيما بعد الحداثة حتى يصل إلى انه يريد النقد لأجل النقد لا النقد لأجل الوصول ماذا؟ وهذا اشرنا فيما سبق هذه من أهم هذا ليس معناه انه في الحداثة لا يوجد نقد أو في الاتجاه التقليدي لا يوجد ولكن ليس له هذا الدور الموجود في الاتجاه ما بعد الحداثة إذا تتذكرون فيما سبق قلنا من أهم الخصائص الذي لابد أن نلتفت بها أن الإنسان يمر نفسه على النقد تتذكرون قلنا أربعة خصائص الخصوصية الأولى أن يتمرد على النقد ذهنه لا يكون منفعل كل ما يقال له يقول بلي صحيح كما انه يوجد عندما بمجرد الآن ما أريد أجيب الأسماء بعض أعلام الكبار كانوا يقولون إذا اجتمع أعلام ثلاثة على قضية أن يحصل لي يقين هذا معناه أن الذهن متمرن على النقد أم متمرن على القبول، الخصوصية الأصلية فيما بعد الحداثة انه يعطي دوراً أساسية لأي شيءً وعندما أقول النقد لا يذهب ذهنك إلى البعد السلبي، النقد هو تمييز الجيد من الرديء حتى وصل بهم الأمر يقول هم ننقد لأجل البناء يعني هم نعطي بديل وإذا لم نجد البديل هذا معناه انه لم نوقف النقد أنا انقد حتى أن يكون هذا النقد سبباً لبناء بعد ذلك وإلا إذا لم انقد لا يوجد عندي بديل افترض في هذه المرحلة أنا لا يوجد عندي البديل فإذن لا اذكر الإشكال لا يتقدم الفكر ولا يتكامل الفكر ولا تتكامل النظرية إذن أنا أوافق على هذا الأصل على هذه الخصوصية إلى حد ما ولكن ليس بنحو الموجبة الكلية.

    الخصوصية الثانية: التي نؤكد عليها مراراً وتكراراً وقد اتضح بعد الحداثة لم يملك احد الحقيقة المطلقة كما هي لا يوجد عند احد لماذا؟ لأنه في النتيجة كل إنسان عندما يدخل للكشف عن الحقيقة يأتي دور الذهن ومكونات الذهن ويكون لها دور في الكشف عن الحقيقة فبدل ما يرى الشيء على ما هو عليه وهو دائري يراه بيضوياً هذا نتيجة أن للذهن فعلاً وفاعلية في الكشف عن الحقيقة ولذا إذا تتذكرون في أبحاث سابقة قلنا أساساً الواقع بالنسبة لكل إنسان هو هذا الفعل والانفعال بينك وبين الواقع الخارجي لا أن الواقع الخارجي أمر منفصل عن العالم لا ليس الأمر كذلك هذه الخصوصية الثانية إذن لا يدعي احد انه يملك الحقيقة كما هي عليه.

    الخصوصية الثالثة: إذا كان كل إنسان إنما يتحرك ضمن خصوصياته ومكوناته إذن الاختلاف سوف يكون امراً تكوينياً ولذلك خلقهم هذا الذي نحن نقوله أن الاختلاف بين البشر تكويني ولذلك خلقهم ولهذا لا ينبغي فيما بعد الحداثة (لا يسعون) لا ينبغي توحيد مختلف والمتفرق أبداً كل فاليكن مختلف مع الآخر وهذا الاختلاف ما هو؟ كما لو نقص للإنسان؟ لا، كمال ينبغي أن لا يتحول هذا الاختلاف إلى تناحر وتقاتل وتكفير وتسقيط وابصاء إلى الآخر نفس الاختلاف كمال لأنه لولا التضاد دام الفيض وما نتكامل إذن الخصوصية الثالثة لما بعد الحداثة انه لا ينبغي لأحد أن يعسى لتوحيد المختلف والمتفرق بل يبقي الاختلاف ولكنه يدير هذه الاختلافات حتى لا تؤدي إلى اقصاء الآخر أنا الحق وأنت الباطل لا عزيزي أنت جزء من الحق وجزء آخر من الحق، قد تقول أنا جزء من الحق سبعين هو جزء من الحق ثلاثين لا يوجد مشكلة ولكن أنت الحق وهو الباطل المطلق هذا لا وجود له فيما بعد الحداثة.

    الخصوصية الرابعة: وعلى هذا الأساس إذن لكل من يملك جزءاً من الحقيقة له مشروعية بحسب ما يملكه جواز التعبد بجميع الأديان والمذاهب وهو الدليل الذي أوصله في الحقيقة هنا إذن لابد تعطى المشروعية للجميع بحسب دليله بحسب استدلاله بحسب منهجه أي كان هذه الخصوصية الرابعة.

    الخصوصية الخامسة: ليست معرفة الحقيقة والوقوف عليها مختصة بالعلماء والمتخصصين بل بكل إنسان بحسبه يقدم الحقيقة، الآن عندما تصل إلى العوام يقول أنت ماذا تعرف لا عزيزي، انزل من السماء ماء فسالت أوديت بقدرها ما قال فسالت بقدر علماء أبداً كل بحسبه نعم أنت عالم اخذ لك إناء أبو عشر ليتر هو ليس بعالم ياخذ له إناء أبو نصف لتر خلص إذن معرفة الحقيقة والوقوف عليه، وهذا هو الواقع يعني الآن أنت عندما تنظر إلى الناس هؤلاء 99% منهم علماء أنت في الحوزة ماذا تسميهم هؤلاء؟ عوام، بيني وبين الله عنده اعتقاداته وعنده سلوكه وعنده اخلاقياته هؤلاء كلهم في نار جهنم؟ أبداً بقدره هذا دليله على إثبات وجود الله ولاثبات المعاد هذا الذي يفهم وبتعبير الإمام سلام الله عليه قال من التوحيد؟ قال ما عليه الناس هذه مرتبة من مراتب التوحيد وموجودة في توحيد الصدوق.

    مراراً نقلناها للأعزة قال يابن رسول الله من التوحيد؟ قال ما عليه الناس هذا السواد الأعظم أنت لا تتوقع توحيد عوام الناس توحيد ابن عربي أم توحيد ملاصدرا أصلاً توقع في غير محله، توحيد ملاصدرا لابد 40-50 سنة بحث في الحوزات العلمية وواصل إلى هذا النوع من التوحيد أصلاً غير شيء أين توحيدنا من توحيد أمير المؤمنين؟ إذا كان التوحيد الحقيقي عند أمير المؤمنين أليس هذا اعتقادتنا الكلامية؟ إذن الباقي كلهم يصيرون مشركين قرآن هم بهذا الشكل يقول (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) ولكن هذا الشرك شرك مقبول يعني شرك مرضي عنه أو مرفوض؟ يقول لا، بحسبه مرضي عنه بتعبير أساتذتنا كانوا يقولون أرسل في الاميين رسولاً منهم، والامي إذا أخذناه بمعنى جاهل لا اعرف القراءة والكتابة والى غير ذلك يقول رسول الله إذا اجتمع علماء الأوّلين والآخرين جاء في وسطهم رسول الله ينطبق قوله (أرسل في الاميين…) فهؤلاء كلهم يصيرون الميين ولكن هذا بنسبة لمن؟ رسول الله اما بنسبة أنفسهم ماذا؟ فلاسفة وفقهاء واصوليين ومفسرين ومتكلمين وإذا تقول له امي يقيم عليك الحد.

    إذن ليست معرفة الحقيقة مختصة بعلماء والمتخصصين بل كل إنسان له جزءٌ من الحقيقة بقدره فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك هذا الأصل إذا عملنا به في كلمات أهل البيت كان يحترم بعض البعض، وهذه القاعدة تنطبق حتى على الصالحين لأنه يوجد فوقه أو لا يوجد فوقه؟ فإذا صار من دونه من يسقطه؟ الله، وهذا أصل هم بنوه إذا صار البناء أنت تسقط من دونك نحن نسقطكم وإذا صار بناء نحن نسقطكم (موجودة في الكافي الجزء الثاني) فيسقطكم هو عند الله ما ليس عندنا إذن فماذا يفعل؟ يسقطنا إذن بالك وإياك لأنه حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك إذن يابن رسول الله ماذا نفعل؟ قال خذ يده وارفعه إليك برفق لا تقول له جاهل جاهل لا تقول له ما تفهم لا تقول له أنت كذا وكذا ماذا تريد؟ تريد أن ترفعه تجد نفسك في سلم أعلى ودرجة أعلى خذ بيده وارفعه إليك برفق هذه هم الخصوصية الخامسة.

    الخصوصية السادسة: لا يوجد هناك منهج واحد لفهم الحقيقة يعني إما منطق اورسطي إما منهج اخباري إما أنت ضال مضل خارج عن المذهب من قال هذا؟ إما منهج أصولي وإما أنت خارج عن المذهب إما أنت منحرف إما المنهج الاستقرائي وإما أنت خارج عن المذهب لا عزيزي كل بحسبه هذا هذا المنهج وهذا هذا المنهج ومن هنا من أهم خصائص ما بعد الحداثة وحدة المنهج أو تعدد المنهج؟ تعدد المنهج.

    الخصوصية السابعة: الابتعاد بقدر الإمكان عن أعطاء القوانين والقواعد الكلية وأنت مقيد ماذا تقدر تريد تعطي القواعد الكلية فعلاً هذا اما انه بعد عشرين سنة هذه القاعدة تبقى أم تنهدم؟ تبقى ولهذا لا تعطي ماذا؟ لا تصير فوق الزمان والمكان، هذه الخصوصية السابعة.

    الخصوصية الثامنة: وهو الذي ما استفدناه فيما سبق ما هو؟ وهو الابتعاد بقدر ما تستطيعون عن الجزميان والبديهيات اجزموا جزماً ما بعد ذلك من أين؟ هذه مجموعة قواعد عندك اليوم تصح وغداً أنت تنقدها أنت تهدمها فما بالك إذا وضعت بيد الآخرين يمزقونها ارباً اربا فلهذا تواضع للعلم وقل هذا ما انتهيت إليه اما الله العالم، هذا والله الاعلم يقولها يعني أنا عالم والله اعلم مني لا ليس هذا بل والله الاعلم وهذا المطلوب مني وليس إلا هذا أهم خصائص ما بعد الحداثة ووجدتم الأعزة الذين يتابعون أبحاثنا من سنوات هذه الخصائص كاملاً واضحة عندهم أو لا؟ نحن نركز على ماذا؟

    هذه أهم خصائص ما بعد الحداثة الفكر الحداثي اتضح، الفكر ما بعد الحداثة أيضاً اتضح يبقى عندنا بحث أو بحثين وهي ما هي أهم خصائص الإنسان الحداثي وما بعد الحداثي ما هي الخصوصيات التي أؤكد يعني عندما نقول هذا الإنسان كان كذا وكذا يعني نسميه إنسان إنسان حداثي أو ما بعد الحداثة هذا أن شاء الله في غد والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/12/11
    • مرات التنزيل : 1837

  • جديد المرئيات