نصوص ومقالات مختارة

  • تأملات في الحداثة وما بعد الحداثة (11)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    بالأمس وقفنا عند هذه المسألة وإن كانت مسألة معرفية ولكنها لها آثار كثيرة في منظومتنا العقائدية والأخلاقية والفقهية وهي أنّه أن الاستنتاج يكون على نحوين وقسمين استنتاج هو مقتضى المقدمات يعني هذه المقدمات لو تمت لكان هذا الاستنتاج والنتيجة منطقية طبيعية موضوعية هذا هو النحو الأول أو القسم الأول.

    القسم الثاني أنّه لو قايسنا بين هذه المقدمات وبين هذه النتائج لا نجد أن مقتضى هذه المقدمات هذه النتائج، عبّروا عن هذا أنّه مقتضى البعد النفسي في الإنسان مقتضى البعد العاطفي في الإنسان مقتضى البعد البيئي في الإنسان من امثلته الواضحة ادعاءات الرؤية للحجة هذا الرجل أربعين يوم يروح إلى مسجد السهلة أو هنا يذهب إلى جمكران هذا نفسياً مهيأ أي شيء يرى يقول من هذا؟ الحجة، ولو تنظرون إلى كل القصص المنقولة والحكايات من هذا القبيل أنا أخذت أربعين يوم أو عشرة أيام فدخلت ورأيت شخصاً يقرأ القرآن لم اسمع مثله فهو الحجة بن الحسن! بينك وبين الله توجد ملازمة أو لا توجد ملازمة؟ لا توجد ملازمة، لأنه من الناحية النفسية مهيئ نفسه أنّه يلتقي بالحجة هناك كان شخص يقول بأنه أنا مدة عشت في هذه الأجواء فعندما كنت ادخل في الصباح إلى مكتبتي لصلاة الليل أقول الآن من ادخل أرى الحجة، نفسياً مهيأ ولعله قد يتخيل شيئاً ولكن يقول مرّ مر السحاب رأيته وبعدها راح والحجة هذا من يوجد غيره.

    هذه الاستنتاجات استنتاجات نفسية سيكولوجية ليست استنتاجات معرفية ليست استنتاجات منطقية ليست استنتاجات… وكثير من تعاملاتنا مع الآخرين على هذا الأساس تقول هذا صديقي لمدة ثلاثين عام أنا وثقت به الآن ماذا فعل لي؟ سرقني، خانني، فعل بيّ كذا وكذا الآن تقول له لماذا أنت وثقت به؟ يقول لأنه ثلاثين عام كان هالشكل مع أن مقتضى مقدمات ثلاثين عام ما يقول لك إذن في السنة الواحد والثلاثين أيضاً ثقة وصادق أبداً ما أريد انفي صدقه ولكن أقول هذا لا يكفي لإثبات صدقه إلا أن تبني تقول استصحاب مفيد هذا استصحاب الحالة السابقة.

    ولذا السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه أنا عندما ذكرت لكم هذا المعنى حتى أنّه طبعاً في البحث النقلي أيضاً هكذا في البحث التاريخي أيضاً هكذا يعني أنت في البحث التاريخي عندما تأتي تقرأ مجموعة من الشرائط والمقدمات تنتهي مباشرة إلى ماذا؟ إلى نتائج مع أن هذه المقدمات تستلزم هذه النتائج منطقياً وموضوعياً أو لا تستلزم؟ لا تستلزم، كثير من مواقفنا إزاء هذا الشخص أو ذاك الشخص إزاء هذه الجهة أو تلك الجهة إزاء هذا النظام أو ذاك النظام إزاء هذه الجماعة أو تلك الجماعة مبنية على مجموعة مبنية مجموعة على مجموعة من المقدمات ليست بالضرورة تستلزم تلك النتائج ولكن لأنك نفسياً عقائدياً، عاطفياً مهيئ لادنى مناسبة تنتقل من هذه المقدمات إلى تلك النتائج واحدة من أهم الاستنتاجات التي توجد في الفكر الامامي الشيعي الاثني عشري من نفاق الصحابة وكفر الصحابة وسوء الظن بالصحابة مبني على ماذا؟ على هذا النوع الثاني من الاستنتاج لا على النوع الأول، تقول فلان موقع عزيزي فلان موقف قال فلان صحابي للرسول هكذا زوجه واحدة من أزواجه قالت له كذا.

    إذن هي ماذا؟ إذن منافقة، إذن هي لم تؤمن أبداً، مع أنّه لا ملازمة لأنه أنا وأنت بينكم وبين الله نعصي رسول الله أم لا؟ نعصي رسول الله هل عصياننا له دليل على نفاقنا أو لا يدل؟ افترض هذاك الرجل ماذا؟ عصى رسول الله انتهت القضية لماذا يدل العصيان على النفاق وعلى عدم الإيمان اجعلوه في البعد الفقهي وانه معصية هذا الذي قاله السيد الخوئي.

    السيد الخوئي أستاذنا رحمة الله تعالى عليه يقول نفس أنّه تصدى للخلافة الخليفة الأول والثاني هذا بنفسه لا يدل على النفاق يقول لماذا؟ يقول لعله حب الرئاسة حب الدنيا مع أنّه كان يعلم الحق لمن؟ ولكن ماذا فعل؟ عصى انتهت القضية هذا يدل على نفاقه، يصرح يقول أنا لست بصدد أن أقوله أنّه ليس بمنافق، لا ولكن تقولون هذا… هذا دليل على نفاقه أقول هذا ليس دليل على نفاقه هذا لازم اعم، كله يدخل في ماذا؟ في هذا النوع الثاني من الاستنتاج وهو أن مقتضى هذه المقدمات ليس مقتضاها إثبات هذه النتائج بنحو موضوعي ما معنى بنحو موضوعي؟ ليس مطابق للواقع، بنحو نظرية المعرفة بغض النظر أنّه مطابق للواقع أو غير مطابق للواقع أحفظوا هذا الأصل.

    ولذا أستاذنا السيد الشهيد قدس الله نفسه في الأسس المنطقية في صفحة 414 الأسس المنطقية للاستقراء في صفحة 414 يقول اليقين الموضوعي لابد من التمييز بين أمرين القضية التي تعلق بها اليقين يعني فيما يتعلق متعلق الاعتقاد مطابق أو غير مطابق والثانية والأخرى درجة التصديق التي يمثلها لا نفس اليقين نفس الدرجة أنا عندي يقين عندي اطمئنان عندي ظن إلى آخره.

    وإذا ميزنا بين القضية التي تعلق بها اليقين ودرجة التصديق التي يمثلها ذلك اليقين امكننا أن نلاحظ أن هناك نوعين ممكنين من الحقيقة والخطأ في الحقيقة البشرية النوع الأول المطابق وغير المطابق النوع الثاني أصلاً أنت من حقك أن يحصل لك يقين من هذه المقدمات أو ليس من حقك بغض النظر أن ما وصلت إليه مطابق أو ليس بمطابق كما قلت لعل من نعاق الغراب أنت تتشائم فلا تخرج وعدم خروجك واقعاً أنجاك من الموت بحسب المطابقة صحيح كان يعني لو كنت اليوم تخرج لكنت قد أصبت بمصيبة فيوجد مطابق أو لا يوجد؟ نعم مطابق كان عدم خروجك كان جيد جداً، أنجاك من المصيبة ولكن نعاق الغراب أن يجعلك يحصل لك اليقين بحصول المصيبة هذا منطقي أو غير منطقي؟ هذا غير منطقي فإذن هو خطأ بلحاظ المقدمات والاعتقاد لا بلحاظ المطابقة وعدم المطابقة، أعزائي هذه قضية أساسية.

    ولهذا قلنا مراراً أصلاً مسألة المطابقة وعدم المطابقة لا طريق لنا لإثباتها ونفيها لأنه لا يوجد احد بيده الواقع حتى يقول طابق أو اخطأ هذا بابه مغلق إذن يا باب يبقى مفتوح؟ أنّه هذه المقدمات هل تعطيك حقاً في أن يحصل لك اليقين أو لا تعطيك الحق؟ هل تعطيك الحق في أن يقول أنا اجزم كذا وكذا أو لا يحق لك أن تجزم هل يعطيك الحق أن يقول اطمئن أو لا يعطي لك الحق في ذلك ولهذا يقول الخطأ بلحاظ المطابقة وعدم المطابقة هذا الأول الحقيقة والخطأ أي من ناحية المطابقة مع الواقع وعدم المطابقة، أما الثاني الحقيقة والخطأ من ناحية الدرجة التي يمثلها من درجات التصديق فقد يكون اليقين مصيباً وكاشفاً عن الحقيقة من الناحية الأولى ولكنه مخطئ في درجة التصديق من الناحية الثانية.

    والمدار على ماذا؟ على الأولى أم على الثانية؟ يعني أنت مكلف بالأولى أم بالثانية؟ بالثانية لان الأولى طريقه مغلق أنا مطابق أم غير مطابق؟ هذا تكليف بما لا يطاق يعني إذا أراد منك الشارع قال أنا أحاسبك على اليقين المطابق للواقع تقول له من أين اعرف يقيني مطابق للواقع أو غير مطابق؟ هذا تكليف بما لا يطاق، إذن يحاسبني على ماذا؟ يحاسبني أنت الذي قلت أنا عندي يقين فلان كافر ما هي مقدمات قولك أنّه كافر بأي دليل وصلت إلى أنّه ماذا؟ كافر، إذا كانت مقدماتك تستلزم هذه النتيجة فأنت مع الحجة أما إذا لم تكن المقدمات تستلزم هذه النتيجة فقولك كافر حجة أو ليس بحجة؟  

    ومن هنا أنت دائماً لابد وهذا هو جذر نظرية جواز التعبد بجميع الأديان والمذاهب وهو أن هذا الإنسان بحسب هذه المقدمات ينتهي إلى هذه النتيجة لا يوجد طريق آخر عنده ماذا يفعل أنت تقول له لا، لأنه النتيجة التي انتهيت إليها لا تنطبق مع ما أقول فإذن هو ليس بحجة، ممكن هذا أو غير ممكن؟ هذا غير ممكن أعزائي.

    ولهذا السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه هذه عبارته يقول إذن أنت هناك تطابقان في كل يقين تطابق القضية التي تعلق اليقين بها مع الواقع التي هي الناحية الأولى وتطابق درجة التصديق التي يمثلها اليقين مع الدرجة التي تحددها المبررات الموضوعية يعني هذه المقدمات تنتج هذه النتائج أو لا تنتج؟

    ومن هنا نصل إلى فكرة التمييز بين اليقين الذاتي واليقين ماذا؟ هذه في نظرية المعرفة لا في المطابقة وعدم المطابقة إذا كانت المقدمات تقتضي النتيجة فاليقين الحاصل لك يقين ما هو؟ موضوعي منطقي معرفي أما إذا كانت هذه المقدمات لا تستلزم هذه النتيجة فهو ماذا؟ فهو نفسي سيكولوجي مرتبط بفكرك بثقافتك إلى آخره.

    هناك بحث آخر ليس بحثي في علم الأصول فقط الموضوع حجة أم الذات أيضاً حجة أي منهما؟ لابد، لماذا؟ لان كل إنسان يعتقد أن ما انتهى إليه من اليقين أو الاطمئنان أو الجزم على أسس موضوعية هو لا يرى أن هذه أسس ما هي؟ ذاتية نفسية، ولهذا تجدون في علم الأصول ماذا قالوا؟ قالوا بأن القطع حجة ولو كان من اصطكاك حجرين مع اصطكاك الحجرين يستلزم أن يحصل الإنسان جزم وقطع أو لا يستلزم موضوعياً، لكن أنت بشكل صرت من أدنى قضية يحصل لك ماذا؟ قطع، ولهذا قرأتم في قطع القطاع حجة أو ليس بحجة؟ بلي حجة، قرأنا في بحث القطع اشرنا أدلة القطع لماذا؟ لأنه هو لا يتصور أنّه سريع القطع هو يتصور أنّه متعادل أو غير متعادل؟ متعادل، الآن ليس بحثي في علم الأصول الآن بحثي في نظرية المعرفة النتيجة ماذا تصير؟ ولهذا أنت من أدنى مناسبة في الآية تقول دالة على الإمام لماذا؟ لأنه أنت وضعك النفسي والفكري والايديولوجي والعقائدي تبحث عن قشة لإثبات الإمام، أي شيء ولهذا ماذا يصير؟ يكتب لي كتاب الالفين لإثبات الإمام، العلامة الحلي، ألفين دليل على الإمام، لماذا من أين يأتي هذا؟

    يأتي من ذلك البعد الذاتي النفسي الفكري الثقافي العقدي لادنى مناسبة يقول انظر الآية واضحة دالة على الإمام هذاك الطرف الآخر يقول له أبداً كل شيء لا يوجد، لماذا؟ لأنه هذا من دخل الحوزة قالوا له توجد كذا آية في القرآن لإثبات الإمامة كذا رواية لإثبات الإمامة فهو من الناحية النفسية مهيئ لادنى مناسبة أن يثبت ماذا؟ مع أن الإمامة أمر واضح بديهي أم نظري اجتهادي؟ نظري اجتهادي، ذاك اجتهد فوصل إلى الإمام وذاك أيضاً اجتهد فلم يصل إلى الإمام انتهت القضية.

    الكلام في التثليث الكلام في التجسيم كله فالباب ينفتح بهذا البيان بهذا التقسيم وهذا الاستنتاج المنطقي أو الاستنتاج غير المنطقي؟ الاستنتاج غير المنطقي، يقول وهكذا نعرف أن اليقين الموضوعي له طابع موضوعي مستقل عن الحالة النفسية والمحتوى السيكولوجي الذي يعيشه الإنسان، طبعاً يوجد هكذا يقين أو لا يوجد؟ وحقكم محال يوجد؟ لماذا؟ لأنه في النتيجة كل إنسان له وضعه النفسي والفكري والحوزوي والبيئي والأبوي والتعليمي هذه كلها تشكّل شخصية الإنسان.

    ولهذا كما أنت تعيش في الحوزة القمية أو في الحوزة النجفية أو في الواقع الشيعي وبالنسبة إليك مسألة الإمامة من أوضح الواضحات التي لا مجال للشك فيها اطمئن الذي يعيش في الواقع البوذي أيضاً إذا ليس أقوى منك فليس اضعف منك انتهت القضية.

    لماذا باءك تجر وباءه لا تجر؟ لماذا سيكولوجيتك إذا أدت بك إلى نتائج فهي حجة أو سيكولوجيته إذا أدت إلى نتائج فهي ماذا؟ الحمد لله رب العالمين عندنا رب العالمين بيني وبين الله نسبته إلى جميع خلقه إلى حد سواء لا عنده صداقة مع هؤلاء ولا عنده عداوة مع هؤلاء وإلا إذا الله سبحانه وتعالى باني أن يصير صديق مع هذوله وعدو مع هذوله أيضاً كان يتعامل هالشكل ويانه.

    ومن هنا لا تنظر إلى الآخر من أعلى انك الحق وانه الباطل ولكن لابد أن نراعيه لا أبداً انظر إليه عرضاً لا طولاً كما أنت اوصلتك مقدماتك إلى هذه النتيجة بنفس الرؤية انظر إليه وهو اوصلته إلى هذه النتيجة وهذا الذي نحن أسسنا له قلنا واحدة من أهم الأركان ما بعد الحداثة قبول الآخر كما هو عليه اقبل الآخر كما هو لا كما تريد نعم أنت تعتقد أنّه ما أنت فيه أفضل جيد جداً ارفعه إليك برفق لا بالفتوى لا بالتكفير لا بقطع الرؤوس لا بالارتداد هذا منطق علمي أم منطق القوة والاستبداد هذا منطق الإرهاب الفكري الذي هو أشدّ من الإرهاب السكين والقامة والذبح بمليون مرة والذي نعيشه نحن شئنا أم أبينا ولكن كل بحسبه، رحمة الله على السيد الشهيد يقول وأما اليقين الذاتي فهو يمثل الجانب السيكولوجي من المعرفة، شاء أم أبى.

    مادام وصلنا إلى هنا جيد جداً، سيدنا الاستقراء يوصل إلى نتيجة ويقيل أو لا يوصل؟ السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه معتقد بأن الاستقراء أيضاً يفيد اليقين خلافاً للمنطق الأرسطي أو لمنطق آخر هو يعتقد انه يفيد اليقين ولكنه هذا اليقين يقينٌ ذاتي ويقول وهو الحجة ولهذا كتبنا كتاب المنطق الذاتي السيد الشهيد معتقده هذا ولكن يقول ليس قضية نفسية يستطيع أن يتخلص منها.

    يقول: البعد الذاتي والفكري والثقافي والبيئي فأبواه يهودناه ينصرانه يهجسانه هذا البعد الذاتي على نحوين، قسم من الأمور النفسية قابلة للتعديل والاصلاح يعني أنت تستطيع بالتربية بالتعليم بالدراسة بالاستاذ بالتلقين تعدل من البعد ماذا؟ مثل وسواس الوسواس بيني وبين الله إذا راح المتخصص قال له كذا افعل كذا كذا يستطيع أن يخلص من هذا المرض الذي هو مبتلى به أو يقلل من تطرفه وغلوائه ممكن أو غير ممكن؟ كما في القضايا الأخلاقية الإنسان تجده بيني وبين الله من الناحية النفسية حسود من الناحية النفسية سريع الغضب هذا يمكن تعديله أو لا يمكن؟ نعم يمكن تقول إذن صار الاستقراء يقينه ذاتي ولا موضوعي ليس له؟ يقول لا، هذا من القسم الثاني من الذاتي وهو التكويني الذي لا يستطيع أن يتخلص منه تتذكرون كانت ماذا كان يقول؟ يقول أن الإنسان يرى الأشياء كمرآة أو من خلال نظارة؟ يستطيع أن يرفع هذه النظارة عن وجوده أو لا يستطيع؟ لماذا؟ لأنه أمر تكويني.

    السيد الشهيد يقول كيف يحصل لك اليقين أو الاطمئنان أو الجزم مع أن الاحتمال المخالف ماذا فعلت في الاستقراء الاحتمال المخالف ينتهي أو لا ينتهي؟ محال أن يقول من الناحية الواقعية أو النفس أمرية ينتهي أبداً لأنه أنت تقول بالتجربة الأولى خمسين خمسين بالتجربة الثانية سبعين ثلاثين بالتجربة الثالثة الرابعة الخامسة العاشرة المائة الالف يبقى كسر ضئيل احتمال مخالف لهذا الذي أنت انتهت إليه يقول الله خلق الإنسان بنحو لا يستطيع أن يحتفظ بتلك القسور الضئيلة الكذا فيحصل له الجسم يعني يستطيع أن يتخلص من هذا النظام التكويني أو لا يستطيع؟ لا يستطيع.

    هذه النظرية خلاصة جوهر وعمق نظرية استاذنا الشهيد في هذه الجملة ولهذا يعبر عنها المصادرة يقول أن الاستقراء الذي أنا أقوله يوصله إلى اليقين بوجود الله لأنه هو يعتقد بأنه أساساً إثبات وجود الله على أي أساس؟ يقول الاستدلال الارتباط المنطقي فلان المنهج الذي يتخذه الاستدلال على إثبات الصانع بمظاهر الحكمة انه يستند على أساس العلم والتجربة لأنه هو يعتقد أنا استطيع أن اثبت وجود الله من خلال المنهج التجريبي انظروا هذا المنهج التجريبي كم اثر حتى السيد الشهيد فيه هذه كتابه ولكنه التفت إليه في الستينات أن الغرب توجه أين؟ أن المنهج التجريبي هو المنهج الذي سيقضي على باقي المناهج.

    قال إذن لابد أن نستعمل نفس هذا المنهج لإثبات عقائدهم وهو المنهج الاستقرائي وفي بعد تجريبي يقول كلما تجمع عدد كبير من القيم الاحتمالية في محور واحد إثبات وجود الله أو توحيد الوجود فحصل هذا المحور نتيجة لذلك (نتيجة القيم الاحتمالية والتجارب) على قيمة احتمالية كبيرة افترض بأنه وصلت إلى أن القيمة المخالفة واحدة من مائة ألف واحد من مليون واحد من مليار ولكن يبقى هذا الكسر قابل للزوال أو لا يزول؟ لا يزول، يعني افترض دخلت إلى مكتبة فيها ثلاثين مليون كتاب أو خمسين مليون كتاب ولكن يوجد فيها كتاب ناقص في عدد الصفحات أنت عندما تضع يدك على أي كتاب كم تحتمل هو الكتاب الناقص؟ واحد من خمسين مليون احتمال قوي أم ضعيف؟ أصلاً لا تعتني به مباشرة يقول عندي يقين ليس هذا هذا أي يقين؟ اليقين المائة في المائة أم ليس المائة في المائة؟ لأنه إذا كان المائة في المائة يلزم التناقض لأنه ضع يدك على الكتاب الثاني ماذا تقول عنه؟ تقول هذا ليس هو.

    الثالث: للآخر إذا وصلت إلى مكان قلت لا هذا يقول ماذا الفرق عن قبله؟ ولكن أنت عندما تصل الاحتمالات إلى واحد من مليون واحد من عشرة مليون واحد من مائة مليون فتعتني به أو لا تعتني؟ أساساً لو اعتنيت به والله كنت مجنوناً قل لماذا؟ الآن الاحصائيات كم تقول بأنه كل عشرة آلاف طائرة كم طائرة تسقط؟ كذا طائرة تسقط فإذا أنت تحتمل هذا الاحتمال بمجرد تركب الطائرة أصلاً حتى لو لم تسقط الطائرة تحدث لك سكتة وتموت في الطائرة لأنه في كل لحظة تتصور سقوط الطائرة.

    في بعض الدول مثل ايران الذي يقول بأنه بيني وبين الله سنوياً كم يموتون بحوادث السير والمرور؟ يقول سبعة عشر ألف عشرين ألف اما تذهب إلى مثل عراق يمكن مائة ألف أو مائتين ألف تركب سيارة أو ما تركب؟ يوجد احتمال واحد من عشرة آلاف ماذا يصير؟ أصلاً أقول واقعاً تشل وتجلس في البيت في كل شيء ابنك تدزه أخاف كم أولاد الطفل يعبر من الشارع والسيارة ضاربته فانت أخذه بحسب الاحتمال تقول يوجد احتمال واحد من خمسة وثلاثين ألف اليوم ابني ماذا؟ فانت عندما تقعد في البيت ماذا؟ والله تصاب بجنون، خصوصاً افترض الزلزلة الطهران يقولون كل 180 إلى 200 سنة تأتي زلزلة 7-8-9 ريختر فتذهب إلى طهران أو تذهب؟ وهكذا في كله، ولهذا السيد الشهيد يقول القانون الذي اكتشفته أنا يقول فإن هذه القيمة الاحتمالية الكبيرة تتحول إلى جزم وإذا حصل الجزم يحصل الاطمئنان ويحصل السكون النفسي هذا الكسر المقابل أين يذهب؟

    يقول فكأن المعرفة البشرية مصممة بطريقة لا تتيح لها أن تحتفظ بالقيم الاحتمالية الصغيرة جداً تكويناً خلق هكذا أو الطبيعة الآن لا تقبل الله الطبيعة خلقته أو الله خلقه بهذا الشكل وهو انه إذا تزايدت قيم الاحتمالات فالاحتمال الصغير يستطيع أن يحتفظ به أو لا يستطيع؟ ليس أن يحتفظ أو لا يحتفظ لا يستطيع أن يحتفظ به فمباشرة يتحول عنده القيم الاحتمالية الكبيرة ماذا؟ وهذا مع الأسف الشديد لا أريد ذكر الأسماء كثير من أعلام الذين ناقشوا السيد محمد باقر الصدر لم يلتفتوا إلى مصادره قالوا في النتيجة التجارب الاحتمالية والاستقرائية لا توصل إلى اليقين فكيف أن يمكن يدعي اليقين؟

    التفتوا إلى المصادرة التي هو يبني عليها وارجعوا إلى أنفسكم لتروا أن المصادرة صحيحة أو غير صحيحة هو هم يدعي يقول المصادرة وأنا ما ادعي انه برهان عليها لأنه هذه ليس مبرهنة وإنما هي هم استقرائية وهي هم تجريبية يعني انظر إلى ماذا وقضاياك المعرفية ببابك انظر انه أنت كثير من القضايا 99% من اعتقاداتك يعني ماذا اعتقاداتك؟ أنت تقيم أدلة على إثبات وجود الله تقيم أدلة على إثبات النبوة تقيم أدلة على إثبات المعاد ولكنه بقانون القيم الاحتمالية احتمال المعاكس موجودة أو لا؟ موجود ولكن أنت تعتقد بوجود الله مائة في المائة أم تعتقد بوجود الله 99% لماذا؟ لأنه ذيك القيمة الاحتمالية الصغيرة أصلاً لا اقل أنت ما تحتمل انه أنت اشتبهت في المقدمات والاجتهادات احتمال وارد أو لا؟ ولكنه لا تعتني به يحصل لك ماذا؟

    قلت لكم هذه نظرية المعرفة إذا توفقنا سنقول أساساً مبانيها شيء آخر غير المباني المتعارفة غير المبنى الگروي الموجود هذا المبنى الگروي أيضاً كذبة صدقها الناس ماذا هذه القضايا البديهيات أين يوجد بديهيات ومسلمات هذه مجموعة قيم احتمالية تقوى تقوى تقوى إلى أن يحصل لك فيها تسليم ويقين وجزم وهذا يعني تحول هذه القيمة إلى يقين والى جزم وليس فناء القيم الاحتمالية صغيرة نتيجة لتدخل عوامل بالإمكان التغلب عليها والتحرر منها لأنها ما هي؟ تكوينية لا تستطيع أن تفعل غير هذا بخلاف القضايا الأخلاقية بخلاف القضايا السلوكية بخلاف الوسواس هذه بإمكانك أنت تعدل منها هذه لا يمكن في المقابل قد تؤخرها يعني بدل ما تسوي ألف تجربة ويحصل لك يقين قد تقول لا، احتاج إلى خمسة آلاف تجربة وذاك الآخر يقول لا، أنا يحصل لي اليقين خمسة الآف تجربة هم ما تكيفيني احتاج إلى عشرة آلاف ولكنه في حد معين فالنفس تقول كفى لا تقول كفى بلسانه النفس لا، النفس يقول لها لا يحتاج يجزء ويحصل له الجزء.

    ومن هنا تجد حصول القطع والجزم يختلف من شخص إلى آخر إذا تعطي القطع بيد الفيلسوف والله يبقى ثلاثين سنة يقول لا يكفي يلزم القطع لماذا؟ لأنه المقدمة، ولهذا هم يقولون بأنه لا تقرؤون فلسفة .

    يقول بل أن المصادر تفترض أن فينا القيمة السيرة وتحول القيمة الاحتمالية الكبيرة إلى يقين يفرضه التحرك الطبيعي للمعرف التشريعي تحرك تكويني خلق الإنسان نتيجة لتراكم القيم الاحتمال في محور واحد بحث لا يمكن تفاديه والتحرير منه كما لا يمكن التحرر من أي درجة  من الدرجات البديهية للتصديق المعطات بصورة مباشرة إلا  في حالات انحراف الفكري ولهذا اثنين زائد اثنين أو اجتماع النقيضين ممتنع الإنسان المتعارف بمجرد أن يقول له يقبل منه لماذا؟ لأنه هذه واضحة امامه يقول معطيات النظرية الاستقراء في مرحلة الأولى عندما تصل ذاك الكسر لا يزول بأي شكل من الإشكال اما في المرحلة الثانية التي يعبر عنها السيد التوالد الذاتي يقول هذه المعرفة الاحتمالية وان كانت كبيرة تولد اليقين واطمئنوا أن لم اقل مائة في المائة من معارفنا فتسعة وتسعين من معارفنا من أي قبيل؟ هي هذه.

    إذن خلاصة دقيقة واحدة حتى انتهي: إذن هؤلاء الذين يشكلون على المنهج التجريبي من قال لكم أن المنهج التجريبي صحيح ما هو مقصودك من صحيح؟ واحدة من الإشكالات التي يشكلوها على المنهج التجريبي ما هو؟ انظروا الآن كتب علماء المعاصرين كلهم من السيد الطباطبائي إلى فلان لا أريد ذكر الأسماء تعرفونه هم يقولون كل شيء يحتاج إلى المنهج التجريبي والمنهج التجريبي ثبت بالمنهج التجريبي؟ يلزم الدور ويلزم التسلسل؟

    الجواب: لا، كما أن قضايا كالبديهية لا تحتاج إلى دليل بل هي دليل نفسها المنهج التجريبي دليل نفسه بأي دليل؟ يقول بدليل أنا قدّمت لك من المعطيات والتقدم والتطور ما لم تستطع أن تقدم تتذكرون اشكالهم على المنهج التجريبي ما هو؟

    يقولون المنهج التجريبي ما هو دليله يمكن الاعتماد عليه دليله ما هو؟ هو نفسه بأي شيء نفسه؟ يقول انظر أنت عندما طبّقت المنهج التجريبي حققوا لك من التقدم والتطور والتكامل في أبعادك وفي حياتك وغيّرت لك ما لم يستطع أي منهج آخر إذن هو دليل ما تقولون آفتاب آمد انتهت القضية عجيب عندما تسأله ما هو دليل على صحة اجتماع النقيضين ممتنع يقول هو دليل ماذا؟ لماذا يصل إلى المنهج التجريبي باؤك تجر وباؤهم لا تجر!؟ فإن قلت سلّمنا معكم في الأمور المادية والطبيعية المنهج التجريبي لماذا وسّعوا لغيره قال: للاستنتاج الذاتي كما أنت 99% من أفكارك ضمن الاستنتاج الموضوعي أم ضمن الاستنتاج الذاتي؟ المنهج التجريبي أيضاً فعل ذلك هذه النقطة أن شاء الله أوضحها لكم أكثر والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/12/17
    • مرات التنزيل : 1592

  • جديد المرئيات