نصوص ومقالات مختارة

  • تأملات في الحداثة وما بعد الحداثة (14)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    يتذكر الأعزة نحن في الأبحاث السابقة في بحث تأملات في الحداثة وما بعد الحداثة قلنا لكي تتضح لنا الرؤية الحداثية وبعد ذلك تتضح لنا الرؤية ما بعد الحداثية وكذلك تتضح الرؤية التقليدية لابد من الوقوف على أركان كل واحدة من هذه الاتجاهات الثلاثة يعني الاتجاه التقليدي، الاتجاه الحداثي، الاتجاه ما بعد الحداثي، وفي المقدمة بينا بأنه ما هو الفرق الأساسي بلحاظ موقف هذه الاتجاهات الثلاثة من العقل ومدركات العقل، ثم صرنا بصدد بيان الرؤية الكونية أو المحاور الأصلية في الحداثة وبعد ذلك كنا ننتقل إلى المحاور الأصلية لما بعد الحداثة وبها تتضح أيضاً المحاور الأصلية للاتجاه التقليدي.

    فيما يتعلق بالرؤية الكونية أو المحاور الأصلية أو الأركان الأساسية للحداثة وقفنا عند الركن الأول وأوضحناه مفصلاً فيما سبق وانتهينا إلى الركن الثاني الذي هو أصالة الإنسان محورية الإنسان، قلنا في هذا المقام أو في هذا الركن الثاني وفي بحث أصالة الإنسان لابد من الوقوف عند مقامين:

    المقام الأول: ما يتعلق بالبعد المعرفي واوضحناه مفصلاً فيما سبق فلا نعيد الآن يعني الحلقة رقم ثلاثة عشر كانت إشارة إلى بيان البعد المعرفي.

    أما بحثنا لهذا اليوم وهو البعد العملي، فيما يتعلق بالبعد العملي أو المقام الثاني في محورية الإنسان، الاتجاه الحداثي يعتقد أن الإنسان هو أهم واشرف وأكثر قيمةً من أي شيء آخر إذن يوجد معنى أن يجاهد في سبيل الله؟ لا معنى لذلك لأنه هو يعتقد هو أهم من كل شيء واشرف من كل شيء وأكثر قيمةً من كل شيء إذن لا معنى لان نقول يفدي نفسه لأجل الله أو لأجل الإمام المعصوم أو لأجل النبي أو… إلى غير ذلك، إلا أن تستطيع أن تثبت هذا الفداء والتضحية لأجل نفسك ذاك بحث آخر.

    أنت عندما تضحي بشيء لشيء آخر إذا كان ذاك الذي تضحي له كان أهم كان اشرف كان أكثر قيمةً وهل يوجد في هذه الرؤية ما هو اشرف واهم وأكثر قيمة من الإنسان أو لا؟ لا يوجد، إذن وإن شاء الله ذلك سنأتي في الرؤية التقليدية ماذا يوجد؟ لا ليس الأمر كذلك ولهذا يفدي نفسه لأجل من؟ في سبيل الله، هذا موقع.

    الموقع الثاني: هل يفدي نفسه لأجل القيم الأخلاقية والمصالح الاجتماعية لحفظ الوطن وكذا أو لا يفدي نفسه، له معنى أو ليس له معنى؟ هو أهم أم الوطن أهم؟ هو اشرف، هو أكثر قيمة أو… يقول لا معنى له ولهذا إن شاء الله ستجدون أنّه عموم هذه الدول التي تقوم على مبدأ الحداثة  لا يوجد عندهم التجنيد الاجباري يعني كما الآن في دولنا يوجد ماذا؟ تجنيد اجباري يعني لابد أن يذهب سنتين ثلاث خمسة، عشرة يكون جندياً مجاناً.

    أما هناك يقول لا، نحن لا نجبرك، أنت تريد أن تأتي نعطيك راتب تعال، فبارادته يأتي هذا إن شاء الله في الركن الثالث أبينه أكثر ولكن أريد أبين الآن بناءً على الرؤية الحداثية إذن لا معنى أن يفدي نفسه لأجل القيم الأخلاقية، لأجل القيم الاجتماعية لأجل… إلى آخره هذا أيضاً لا معنى له، لا مصداق له وإذا وجدت يفعل اطمئن ليس من بعده الحداثي، من بعده التقليدي لأنه آثارها بعدها موجودة وإلا لو يريد يمشي مع مر الحداثة مع حق الحداثة لا معنى له هذه أصول الحداثة.

    ثلاثة: أن يفدي نفسه لأجل عناوين منتزعة، في كثير من الأحيان نحن نفدي أنفسنا الآن الله وجود خارجي، القيم الأخلاقية والقيم الاجتماعية ونحو ذلك أيضاً لها اعتبار أما بعض الأحيان نفدي أنفسنا لعناوين انتزاعية ليس لها مصاديق خارجية ولكن نحن جعلنا ذلك العنوان الانتزاعي كأنه موجود حقيقي هذه مغالطة التجوهر يسموها عندهم هو ليس له وجود خارجي أصلاً ليس له مصداق ولكن أنت تفترض له وجوداً فتضحي نفسك لأجل ماذا؟ هذا الوجود التوهمي المغالطي التجوهري ونحو ذلك مثاله أين؟ أنت الآن لو جئت إلى نظام معين قد يسمى نظام معين نظام مقدس أليس كذلك؟ فلان قضية مقدسة أنت قل لي ما معنى المقدس؟ إذا تنظر إلى الرئيس مقدس أم ليس مقدس؟ ليس مقدس، تنظر إلى الوزراء مقدس أم ليس مقدس؟ ليس مقدس، تنظر إلى الموظفين مقدس أم ليس مقدس؟ ليس مقدس، فالمجموع مقدس أم ليس مقدس؟ الجميع مقدس أم ليس مقدس؟

    إذا قلت النظام الكذائي صار مقدس هذا التقديس من أين جاء؟ الجميع مفردة مفردة ما هو؟ معصوم أو غير معصوم؟ غير معصوم ولكنه عندما يصير مجموع ماذا يصير؟ يصير مقدس، افترض الآن أتكلم على مستوى المؤسسة الدينية أنت عندما تقول المراجع مقدسين يقول لا ادري المؤسسات لا تخطأ يقول كذا أما من توصل إلى الحوزة يقول لا، الحوزة المقدسة لابد أن لا تضعّف!

    يا عزيزي الحوزة هي مجموعة ما هي؟ وهي أنت تقبل فيها فساد فيها سرقات فيها اشتباهات فيها أخطاء تقبل ام لم تقبل؟ هذا كله يقبل ولكن يقول لا الحوزة لابد أن لا تضعّف هذا الحوزة له وجود خارجي أم أمر توهمي أصلاً ليس توهمي بل أمر انتزاعي هذا الذي يعبر عنه مسألة مغالطة التجوهر يعني أمر ليس بجوهري فأنت تفترضه أمر جوهري يفدي كثير منا في الاتجاه التقليدي يفدي نفسه لأجل هذا العنوان الانتزاعي الذي له تحقق خارجي أو ليس كذلك؟ وهذا أيضاً لا يؤمن به الاتجاه الحداثي لا من قريب ولا من بعيد، بعض المصاديق مرتبطة بالخطوط الحمر أنا لا استطيع أن ابينها وإلا لكان بينتها واتصور أن الأعزة والمشاهدين يفهمون ماذا أقول.

    الآن قلت لك المرجعية مقدسة يا عزيزي أنت تقول لي المرجعية مقدسة يعني بأي معنى؟ يعني معصوم؟ يقول لا، يعني مؤسساته ما فيها اشتباهات؟ لا، فيها اشتباهات، ما فيها فساد مالي؟ والله فيها فساد مالي، سؤال لعد لماذا لابد أن لا تنقد؟ ولهذا أنت الآن تجدون واحدة من الأمور التي تؤخذ على السيد الحيدري لماذا ينقد المرجعية.

    الآن عنوان المرجعية له وجود خارجي أم وجوده الخارجي بمجموع الأشخاص والمؤسسات أي منها؟ والحواشي والبيوتات أي منها؟ مجموع هذه، يعني المرجعية الفلانية لفلان أعلى أدنى لا ادري ولكنه مرجعية أنت قل لي شخص المرجع تقول لا ليس معصوم، حاشيته تقول غير معصومين وكلائه غير معصومين مؤسساته غير معصومة إذن لماذا لا ينقد؟

    يقول لا، عنوان المرجعية لابد أن يكون محفوظاً هذه مغالطة التجوهر يعني أمر انتزاعي لا حقيقة له أنت تنتزعه ثم تضحي وجودك وفكرك لأجل أمر انتزاعي وهمي هذا أيضاً لا قيمة له أساساً في الاتجاه الحداثي، حتى تعرف أنّه هو في أي أفق يفكر وأنت في أي أفق تفكر أنا عندما أقف عند هذه المسائل حتى تعرف هو كيف يفكر من قبيل أنّه هو واضع نظّارة هذه الأصول ولهذا من يجدك أنت تضحي بكل شيء لأجل أمر متوهم يعني تتصور يحترمك ام ماذا يقول؟ هؤلاء متخلفين هؤلاء عقّال ام مجانين؟ وأنت تتصور ماذا؟ أصلاً أنت تدافع عن أفضل المقدسات كاملاً الرؤية زاوية النظر واحدة ام مختلفة؟ زاوية النظر مختلفة ولهذا أنا اعتقد أن كثير مما أقوله والآخر ما يتحمل ما أقوله من النقد أو الإشكال لان زاوية النظر مختلفة أنا انظر إلى القضايا من زاوية وهو ينظر إلى القضايا من زاوية أخرى.

    ولهذا هذه واحدة من أهم أصول البحث هو انك إذا أردت أن تدخل في حوار أو جدل أو مباحثة أو محاججة مع الآخرين أوّلاً حاول أن توحد زوايا النظر فيما بينك وبينهم لا أنّه هو ينظر بنظارة حمراء وأنت تنظر بنظارة خضراء هو يقول احمر تقول له مشتبه هذا اخضر أنت صادق وهو أيضاً صادق لا صادق بمعنى المطابق للواقع، صادق بلحاظ الإطار الذهني وهذا الذي أنا ما استطعت أن أوصل هذه الفكرة إلى عندما قلت جواز التعبد قالوا الواقع اشلون؟ مع أنّه أنا ما أتكلم عن الواقع أنا أتكلم من زاوية من؟ من زاوية المتعبد، زاوية المتعبد يقول هذا دليلي فيجوز اتعبد بل يجب أن اتعبد به لان الدليل أوصلني إلى هذا كما أنت تقول هذا أقول لماذا تتعبد بمدرسة أهل البيت؟ تقول لان الدليل القطعي الجازم قال بإتباع أهل البيت هذاك اسأله لماذا أنت تذهب إلى سنة الصحابي؟ يقول لان الدليل الجزمي قام عندي على سنة الصحابي، البوذائي أيضاً هكذا المسيحي أيضاً هكذا، الكنفشيوسي هكذا، الملحد أيضاً هكذا، انتهت القضية.

    إذن أنا عندما قلت جواز التعبد بجميع الأديان والمذاهب والملل والنحل الإلهية وغير الإلهية بلحاظ ماذا؟ لا بلحاظ الواقع بل بلحاظ الدليل وزاوية النظر، إذن من أهم أركان أصالة الإنسان في الاتجاه الحداثي في البعد العملي أن الإنسان هو أهم وأشرف وأكثر قيمة من أي شيء آخر.

    الآن وقع عندهم بحث وهو أنّه صحيح لا يفدي نفسه لأجل الله لأجل القيم الإنسانية والأخلاقية لأجل مغالطة التجوهر هل عنده استعداد يفدي نفسه لأجل إنسان آخر؟ هذاك إنسان مثله وأنت قلت أن الإنسان ماذا؟ هذا الذي يعبر عنه بحقوق الإنسان منشور حقوق الإنسان عنده استعداد يجي يضحي نفسه لأجل سيادة حقوق الإنسان أو لا؟ هنا يوجد اتجاهان في الفكر الحداثي:

    اتجاه يقول نعم لابد أن يقوم وإذا قام، أنا لا أريد أقول لابد، إذا فعل ذلك فله توجيه عقلاني لماذا؟ لأنه هو أما بصدد إيصال نفع إلى إنسان آخر والإنسان له هذه القيمة والاهمية أو لرفع أذى وألم عن إنسان آخر فله توجيه عقلاني أو ليس له توجيه عقلاني؟ له توجيه عقلاني.

    أما الفداء والتضحية بلحاظ الموارد الثلاثة المتقدمة له توجيه عقلاني في الاتجاه الحداثي أو لا توجيه عقلاني له؟ لا توجيه عقلاني له، وهذا التوجيه العقلاني سأبيّنه للأعزة.

    نظرية أخرى تقول لا، حتى هنا لا معنى لان يفدي نفسه، إذن تارة بلحاظ الإنسان الفردي وأخرى بلحاظ الإنسان النوعي إذا نظرنا إلى أن الإنسان أشرف، أهم، أكثر قيمة بلحاظ النوع إذن تأتي النظرية الأولى وهي أنّه تقول لرفع الم عن إنسان آخر أو لإيصال نفع لإنسان آخر له توجيه عقلاني أما إذا قلنا بلحاظ الفرد عند ذلك حتى رفع الألم عن الآخر أو دفع إيصال النفع إليه له توجيه عقلاني أو ليس له توجيه عقلاني؟ ليس له توجيه عقلاني يقول ما هو النفع الذي يعود عليه، أما يصل نفع إلى إنسان آخر ما هي علاقته؟ ما هو الضرر الذي يرتفع عني أما الضرر الذي يرتفع عن الآخرين لماذا أقوم بها أنا، هذا خلاصة أصالة الإنسان في الرؤية الحداثية.

    الركن الثالث في الرؤية الحداثة: من أركان الرؤية الكونية للحداثة ما يصطلح عليه بأصالة الفرد والفردية أو محورية الفرد، هذا البحث أتصور من خلال ما قلناه في الركن الثاني اتضح أن هذا الركن الثالث أيضاً له وجه ارتباط بالركن الثاني لأنه هناك اشرنا في النظرية الثانية قلنا الفرد الإنسان الفرد لا الإنسان النوع ولكنه سيتضح أكثر الآن افترضوا أنّه هذا ركن ثالث وهو أصالة الفردية في الاتجاه الحداثي في رؤيتهم الكونية.

    أفضل من نظّر لهذا الأصل والركن هو (كانت) لا أنّه هو الذي ابتكر هذا الركن، لا، هذا الركن كان موجوداً ولكن أسس له، نظّر له، رتّب عليه نتائج من؟ (كانت) ولكي يتضح هذا الركن بشكل جيد، أعزائي كل إنسان منّا شاء أم أبى بحسب ذاته لو يلتفت فإنه محب لذاته حتى لو بلقلقة لسان قال لا، فهو بحسب واقعه وباطنه ولا شعوره فضلاً عن شعوره الوجداني يحب نفسه، في كل الأبعاد حتى ـ وهذا أنا ذكرته مفصلاً في الأبحاث الفلسفية ـ قلت حتى عندما يجد أن ابنه مرَضَ يذهب به إلى الطبيب هو يريد محبته لذاته أدت به إلى هذا العمل لماذا؟ لأنه عندما رأى ابنه مرَضَ مرض الابن وفذة الكبد تؤذي نفسه فهو عندما يعالجه لأجل أن يرفع الألم الحاصل.

    نعم بعض الأحيان أنت تريد تحب ذاتك فتريد شيئاً لها فلا يصل من عملك نفع للآخر كما لو أكلت فإنك لو أكلت يرتفع عنك ماذا؟ الجوع عنك، الفقير الذي بجنبك أيضاً يرتفع عنه الجوع أو لا يرتفع؟ لا يرتفع، فهو نفع تجره إلى نفسك يصل نفعه إلى الآخر أو لا يصل؟ ولو بالعرض يصل أو لا يصل؟ لا يصل ولكن مرة أخرى عندما تبني مؤسسة، مسجد، جامعة، كلية، أو مستشفى أو أي عمل تقوم به الملتذ الأول من؟ أنت ولكن هذا الالتذاذ يترشح منه أو يستفيد منه الآخرون بالعرض يعني أنت إذا لا تلتذ من هذا العمل لا تقوم به ولكن قيامك بالعمل أوّلاً وبالذات إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ولكنه بالعرض يكون لمن؟ لنفسك.

    فإذن طلب النفع لأنفسنا وحبنا لذواتنا على قسمين ام قسم واحد؟ قسمين، قسم لا يصل فيه النفع إلى الآخرين وقسم من خلالي يصل النفع إلى الآخرين وهذا هو الذي فصلنا الكلام عنه الله سبحانه وتعالى في حبه لذاته قلنا الله يحب ذاته بحبه لذاته ترشح منه الخلق وإلا لو لم يحب ذاته لما ترشح منه شيء.

    عندما تكتب كتاب وتمر في شارع النشر الكتب وتجد كتابك موضوع في الأمام والناس يقفون عند الكتاب ويتصفحوه ولا يعرفونك أنت أيضاً تقف عنده وتراه وتلتذ أو لا تلتذ معه أنّه كله موجود في ذهنك هذا أثري فالتذاذي بذاتي من أحب شيئاً أحب آثاره نعم من يقرأ الكتاب أيضاً سوف ينتفع به ولكن النفع الأول واللذة الأولى لنفسه.

    عند ابن سينا تعبير أعظم لاذ بأعظم ملتذ يعبر عن الحق تعالى يقول أول ملتذ بهذا النظام بالوجود هو الحق تعالى، هذا المعنى لزم منه أمران هذا الحب للذات التفتوا للأثر الخطير الذي ترتب عليه وهو أنّه تنظر إلى جميع الناس إلى جميع الأشياء إلى جميع الموجودات نظرة آلية أي نفع يصل منها إليك وإلا إذا لا يصل النفع إليك عندك علاقة فيه أو لا علاقة لك؟ فالنظر في العلاقة مع الآخر لذاته أو لذاتك أي منهما؟ لذاتك وهذا معناه انه جعل الآخرين جميعاً وسيلة للوصول إلى كذا لأنه أصالة الفرد، إذن النظر إلى جميع الأشياء بمقدار أن يقدم لك نفعاً تقيم العلاقة .

    إذن الجميع أن أحسنتم أحسنتم لانفسكم هذا الأصل أو هذا الركن في الحداثة انظروا أن شاء الله إذا صار وقت في الأخلاق ماذا فعلوا في السياسة ماذا فعلوا في الاقتصاد ماذا فعلوا يعني مولودات هذا الأصل ستتضح الآن أتكلم فقط الأصل حتى أقول ماذا تولد من هذا الأصل في الرؤية الحداثية التي تريد تأتي ببعض مولودات هذه الرؤية إلى مجتمعات في ثقافة أخرى يحصل تناقض فيها التي إن شاء الله سيتبين الديموقراطية والليبرالية من منتوجات ومن مولودات ماذا؟ فانت عندما تأتي بالديموقراطية لثقافة غير حداثية ينتج أو لا ينتج؟ لا ينتج وإذا هم ينتج ينتج في خمسة في المائة أو عشرة في المائة لماذا؟ لأنه هذه الديموقراطية مرتبطة باصول حداثية أنت الأصول تريد تحذفها فقط تريد تأخذ المولود ينتج الأثر أو لا ينتج؟ إذا تريده أن ينتجه لابد أن تأخذه بكل منظومة كاملة الآن قليلاً باعتبار بحثنا مستقل نستطيع أن نوضح الأمور قد يقول قائل من أين تثبتون أن الإنسان محب لذاته ويريد كل شيء لأجل ذاته هذا الأمر الوجداني موجود عند كل احد ولكن تعلمون بأن هذا الأمر الوجداني (ليس أمر تجريبي) من القرن السادس عشر وما بعد دخلت العلوم النفسي والانسانية بشكل عام ودخلت علوم النفس التجريبية (لا الفلسفية) بشكل خاص فأثبتت أن كل إنسان ينظر إلى الأشياء نظرة آلية لحصول منافع عند ذلك بعد ذلك ستتضح لماذا حركات الاستعمار العالمية لأنه هو وجد نفسه هو المركز للعالم فلابد كل الآخر يضحى لأجل من؟ كل منافعه لمن؟ بقدر ما يستطيع لابد أن ينتفع منه هذه رؤية كونية قائمة على أسس نظرية فلسفية عندهم تقول لماذا يظلم ما يظلم تتصور يتحرك ضمن الرؤية التي يعتقدها.

    إذن هذا الأمر الوجداني في هذه القرون الأربعة الأخيرة تحول إلى أمر علمي تجريبي وإذا كان الإنسان التقليدي أو الذي ملتفت إلى الأمر الوجداني أو ذاك الأمر الوجداني موجود عنده في كثير من الأحيان اما غير ملتفت إليه أو إذا ملتفت إليه فهو باهت وضعيف عندما دخلت العلوم الإنسانية والعلوم النفسي صار أوّلاً علماً مركباً التفت انه لا يريد إلا لأجله وثبت عنده علمياً هذا المعنى من أهم الشواهد التجريبية لإثبات هذا الأصل وهو الحب الإنسان لذاته الإنسان إذا واجه أي مرض في الخارج مصيبة عادة بدنية نفسية رأى إنسان أعمى رأى إنسان مجنون رأى شخص أصيب بمصائب وحصل له اصطدام كذا وكذا لا إرادياً يقول الحمد لله ماذا يعني الحمد لله؟ ما معنى الحمد؟ يعني الحمد الله الذي لم يصبني مثل ما أصاب هذا وإلا على ماذا تشكر؟ تشكر لأنه هذا أصيب بمصيبة؟ تشكر الله على ماذا؟ عندما تجد أعمى يريد يعبر الشارع أنت تأخذ بيده وتعبر به الشارع في نفسك ماذا تقول؟ الحمد لله، يعني الحمد لله جعل هذا الرجل أعمى؟ لا عزيزي الحمد الله الذي الله ما أصابني أو الطبيعة لم تفعل بي كما فعلت بهذا واللطيف أن هناك بعض الأدعية أشار إلى هذا عندما ترى مصيبة قل الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به ولو شاء لفعل هذا ماذا يدل؟ يدل على انه أنت كل شيء تريده لأجل نفسك ولهذا إذا أنت لم تصب به تشكر الله فإذن المدار الآخرين أو أنت؟ المدار أنت ولما كنت سالماً إذن الحمد لله.

    ولهذا بعض العرفاء كان يستغفر الله من هذه الحالة لا إرادياً الإنسان يقول هذه وغير ملتفت إليه حتى لو لم يقله في لسانه ولكنه في نفسه لا شعورياً يقول هذا ويقول التفت لأنه جاء في محله فوجده احترق فقال الحمد الله في محله لم احترق التفت إلى نفسه استغفر لماذا؟ لأنه ماذا فرقه بينه وبينك لماذا أنت مسروراً لأنه لم انصب؟ لأنه المدار ما هو؟ المدار أنت لا هو الآن البعد النفسي الذي ترتب على هذا ما هو؟ أنت عندما وضعت على عينيك أصالة الفردية الذي هو أمر وجداني وتجريبي علمي فإذن عندما تنظر إليه تنظر إليه بعنوان آلة ووسيلة لنفعك أو تنظر إليه لذاته سؤال: وتعلم جيداً هو ينظر إليك آلياً فبعد تستطيع أن تقيم العلاقة الإنسانية أو العلاقة النفعية؟ طبيعي هذا لأنه أنت هم تقول حتى هو إذا يقول بلسانه يقيناً يفكر كيف ينتفع مني إذن أنا ماذا لابد أن افعل؟

    ومن هنا بدأت مشكلات الإحساس بالوحدة والغربة في المجتمعات الحداثية انتم تجدون الآن الأمراض النفسية الكئابة الاضطرار وغير ذلك مع انه أساساً تجد في بعض الدول الأوروبية من حيث البعد المادي والمالي والرفاهي في أعلى الدرجات ولكن من حيث نسب الانتحار أيضاً ليست قلة لماذا؟ لأنه هو يستطيع أن يتخلص من وحشته ووحدته وغربته أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، وهذه من أهم آثار أصالة الفردية بهذا المعنى الذي أشرت إليه أصالة الفردية بالمعنى الذي أشرت إليه إذن النتيجة ما هي؟ النتيجة أن الفرد الإنسانية اصيب بحالة من الإحساس بالوحدة والغرب والوحشية بل والخوف لأنه في أي تعامل مع الآخر يخشى أن يغلبه لان العلاقات الإنسانية قائمة أو ليست قائمة؟ لا، الذي يحكمها علاقات المنافع ولهذا بعض علماء اجتماع الغربيين يقول المجتمعات الغربية مجموعة من الافراد الذين لا توجد بينهما روابط إنسانية يعيشون معاً في مجتمع وفي مؤسسة ولكنه تحكمهم تلك الروابط أو لا تحكمهم؟ لأنه يخاف منه لماذا؟ من قبيل مجموعة من السيارات في شارع هذه المجموعة بعضها مع بعض ولكن توجد بينها علاقات أو لا توجد؟ لا توجد بينها علاقات لماذا؟ لأنه هو ينظر إليه هذه النظرة وأنت على يقين هو هم ينظر إليك بنفس هذه النظرة.

    هنا يأتي دور كانت الذي أسس لهذا ولكن انظروا كيف أسس، كانت هنا دخل على الخط قال أن النظرة إلى الإنسان الآخر نظرة وسيلة وآلة هذا فعل غير أخلاقي لابد أن تنظر إلى الإنسان الآخر بعنوان انه هو هدف لذاته لا بعنوان انه وسيلة منافعه فإذن هذا الأمر الوجداني واثبتته التجربة هذا أخلاقي أو غير أخلاقي؟ غير أخلاقي فلابد ماذا نفعل؟ نحول أو نخفف من غلوائه ليكون فعلاً اخلاقياً كيف؟ يقول أن تنظر إلى الإنسان أن ننظر إليه هو لذاته هو له منافعه هو له مصالحه لا أن تنظر إليه نظرة آلية وله وسيلة.

    من هنا صار كانت بصدد بيان ما هو المائز بين الفعل الأخلاقي والفعل غير الأخلاقي لماذا أن النظرة الأولى نظرة الوسيلة غير أخلاقية والنظرة الثانية هو يقول أن تنظر إلى الإنسان بعنوان لذاته لا لاجلك نظرة أخلاقية لماذا؟ قال: لان الفعل الأخلاقي له معياران له ملاكان عند كانت نظريٌ وعملي اما الركن النظري أن يكون ذلك العمل الذي يقوم به مقتنع به العامل عقلاً يعني لو لم يطلب منه احد أيضاً لقام به، ما قام به لأجل الآخرين إذن قام به لأجل الآخرين لأنه هو مقتنع عقلاً أن يقوم بهذا العمل إذن في البعد النظري لابد أن ينظر قناعة عقلية وقبول عقلي في البعد العملي ليس أن يفرض عليه من الخارج بل هو بارادته المائة في المائة يقوم بالعمل فإذا وجد هذان الملاكان فالفعل أخلاقي اما إذا فقد كلا الملاكين أو احدهما دون الآخر فالفعل غير أخلاقي وقال النظرة الوسيلة أن تجعل الآخرين يعني تجعل الآخرين يخدمونك لو كان بيد الآخر لا هو مقتنع بآخر ولا حرٌ ماذا؟ فإذن أخلاقي أو غير أخلاقي؟

    إذن كانت قال على هذا الأساس أن النظرة إلى الإنسان إذا كانت آلية فهو فعل غير اما إذا نظر به هو بذاته فهو أخلاقي إلى هنا أين انتهينا؟ إلى ملاك الفعل الأخلاقي عند كانت وكانت هذا المعنى ذكره للفعل الأخلاقي وفي هذا كان من بعده في الفلسفية السياسية جاؤوا طبقوا ذلك على الواقع السياسي كيف؟ قالوا جيد جداً إذن هل يمكن أن تحكم وان يأتي حاكم ليحكم الناس من غير قناعة الناس ومنطقيتهم لأنه إذا فعل ذلك حاكم جاء بالاستبداد أو بالقوة أو جاب صك من الله أنا حاكمٌ عليكم هذا عنده قناعة أو ما عنده قناعة؟ وإذا يأمره أن تفعل كذا يفعل بارادته ام على خلاف إرادته؟ فإذن الحاكم لابد أن يكون مصدره من أين؟ من الله ام من الناس؟ وهذه هي نظرية أن الشعوب أو الأمم هي المصدر السلطة وهذه كاملاً في مقابل يا نظرية؟ النظرية الدينية التي يعتقد أن كاملاً مصدر السنة من أين؟

    إذن اول مولود للفعل الأخلاقي لكانت طبق أين؟ في النظرية السياسية وفي الفلسفة السياسية فوجدت نظرية الديموقراطية انتم انتخبوا، انتخبوا من ومن تتفقون عليه انتم اجلسوا مولانا هذا شارب الخمر غير متفقين مقتنعين به ويطيعونه فلا معنى تقيده لابد أن يكون عادلاً أبداً، فإذن اول مولود ولّده ملاك الفعل الأخلاقي لكانت على مستوى النظرية السياسية ماذا ولّد؟ وان الشعوب هذا مصدر السلطات الآن هذا الحاكم جاء ويريد أن يحكم الفعل الأخلاقي عند كانت ما هو؟ أن يكون مقتنعاً وان يكون حراً بيني وبين الله هؤلاء الناس الذين يعيشون في المجتمع هذه قد فلان شخص مقتنع به ويعمل حراً آخر مقتنع بشيء آخر ويريد شيء آخر يمكن أو لا يمكن؟ لا، لا يتحقق المجتمع ولا يمكن يقول هذا وضع نظام مرور الشخص الأول يقول بلي جيد جداً الشخص الثاني يقول لا نحن أحرار نريد نمشي من هنا ونمشي من هناك ألم تقل الفعل الأخلاقي إذن الحاكم الذي انتخب ديموقراطياً لابد أن يترك كل أفراد المجتمع يعملون بمقتضى قناعاتهم وحرياتهم فيحصل نظام اجتماعي أو فوضى؟

    من هنا ولد المولود الثاني وهو منشور حقوق الإنسان وهو انه قالوا لهم انتم إذا تريدون تعيشون على انفراد بلي بما تقتنع به ضع القانون لنفسك كما تريد واعمل به بحرية اما عندما تريد أن تعيش مع أفراد آخرين إذن ماذا؟ كما أنت عندك قناعات الآخرين عندهم قناعات كما أنت تطالب الحرية الفردية لنفسك الآخرين هم يطالبون إذن تعالوا ماذا نفعل؟ نقيد الحريات والقناعات بعبارة أخرى نضع حدوداً للمسؤوليات أو للحقوق؟ ولهذا منشور حقوق الإنسان وليس منشور تكاليف الإنسان وهذا بخلافه في النظرية الدينية عندما يتكلم يتكلم ماذا؟ بلغة الحقوق أو بلغة التكاليف والمكلّف لماذا؟ لأنه الرؤية تأتي من أعلى من المالك هذه تكاليفك وليس بيدك أنت اما ذاك من أين تخرج؟ من الناس إذن فهي تكاليف أو حقوق؟ حقوق ولهذا الآن جملة من الفكرين من هنا أو غير هنا يصرحون بأنه اصول الحداثة لا تنسجم مع الأصول الدينية إذا تريد حداثة فالأصول الدينية على الاطرف الآخر يحاول ماذا؟

    إذن المولود الثاني الذي اولده أصالة الفردية هذا أوّلاً ولد ديموقراطية ثانياً ولّد منشور حقوق الإنسان حتى يعطي ضوابط للحقوق قال بلي أنت حرٌ ولكنه كما أنت حرٌ هو هم ماذا؟ أنت لك الحق ولكنه هو هم له الحق كما أن لا تريد أن يغمط حقك أيضاً لا ينبغي لك أن تغمط حقه إذن لابط أن نضع حدوداً وضوابط لحقوق الإنسان هذا هم المولود الثاني، المولود الثالث والرابع الليبرالية والاقتصاد الحر أن شاء الله في غد والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/12/25
    • مرات التنزيل : 2061

  • جديد المرئيات