نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (223) دور الذكر والأنثى في النظرية القرآنية (14)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهى بنا البحث في العلاقة القائمة بين الذكر والأنثى قرآنياً أنّ القرآن أشار أن هنالك انجذاباً وميلاً تكوينياً طبيعياً بين الذكر والأنثى الآن أنا لست بصدد بيان أن هذه العلاقة هل هي فطرية أم لا؟ لأنه يدخلنا في بحث ما هو الضابط الفكري وما هو تعريف الأمور الفطرية خصوصاً وأنّ هذا الاصطلاح اصطلاح قرآني الفطرة من المفردات القرآنية (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) أو آيات أخرى أشارت إلى الفطرة بألسنة متعددة ولعل منها قوله تعالى: (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً) أو ما أشير إلى محتوى هذه الفطرة كما في الآية (أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى)

    هذه الآية من سورة الأعراف بيان محتوى الفطرة الآن بيان محتوى الفطرة مفهوماً أو مصداقاً له بحث لان البحث يتصور أن الآية أشارت إلى مصداق الفطرة لا إشارة إلى مفهوم الفطرة وهكذا لأنه إذا قلنا إشارة إلى المفهوم العام فيقع الخطأ في بيان المصداق والتطبيق أما إذا قلنا لا، إشارة أن ركّب في وجود كل إنسان أساساً المصداق على أي الأحوال أبحاث مفصلة وان الفطرة ما هي حقيقة الفطرة ما هي وأنّ الدين أمر فطري الذي بنى عليه السيد الطباطبائي تقريباً الميزان أن الدين أمر فطري وهذا مستفيده من القرآن (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ).

    إذن الدين ما هو؟ أمر فطري ولا يقع عندكم الخلط بين الدين وبين آراء العلماء هذا الذي تجدونه فيكم جملة من الأحيان أن الفطرة لا تنسجم معه هذا لم يثبت أنّه هو الدين بل هي آراء اجتهادات البشر ولهذا قد لا تنسجم إذن ما هو الدين، إذن أقول ولهذا أنا حاولت في كل هذه الأبحاث ألا أتكلم بلغة الأمر الفطري أنّه أساساً الله فطر الناس على هذا لأنه هذا كان يقتضينا أن نقف عند مفهوم الفطرة وانه ما هو ملاك الفطري وما هو ملاك غير الفطري؟

    نعم من خلال الآيات القرآنية عرفنا أنّه أمر وجودي أمر تكويني الذي أشار إليه القرآن أن السكن والمودة والرحمة لا تحصل لكل من الذكر والأنثى إلا بالآخر هذا هو الذي استفدناه من مجموع الآيات القرآنية في الأبحاث السابقة إذن نظام التكوين هكذا نظّم أنّه لا يمكن للذكر أن يصل إلى كماله إلا باقترانٍ مع الأنثى ولا أقول زواج لأنه ذهنك سوف يذهب إلى البحث الفقهي أنا لست الآن في البحث الفقهي وإنما أتكلم في البحث التكويني.

    ولا يمكن للأنثى أن تصل إلى كمالها إلا من خلال الاقتران والمقارنة مع الذكر هكذا نظّم نظام التكوين من قِبل الخالق الحكيم لأنه البحث الآن في الرؤية القرآنية والرؤية القرآنية لا تقول بأنه لا نعلم من نظّم الطبيعة أو الله لا، الله سبحانه وتعالى الخالق (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً) أو لاعبي، لا لاعبين ولا عبث ولا أي شيء آخر.

    إذن هناك نظام تكويني هكذا ركّب الذكر والأنثى لكي يصلا إلى كمالهما، والآن هذه العلاقة هنا ندخل على بيان مراتب العلاقة بين الذكر والأنثى، لا يتبادر إلى الذهن أن العلاقة علاقة متواطئة أو نحو واحد من العلاقة لا، هناك مراتب لهذه العلاقة بين الذكر والأنثى وبها يتكامل كل منهما التكامل في المرتبة الأولى التكامل في المرتبة الثانية التكامل في المرتبة الثالثة.

    أما المرتبة الأولى: وهي العلاقة والمودة والرحمة من خلال الارتباط الجسدي الحسي ولعله من أوضح مصاديق الارتباط والسكن والمودة والمحبة والرحمة عبّروا ما تشاءون بحسب النصوص القرآنية هي أي مرتبة؟ هي المرتبة الجسدية الحسية، بمختلف مراتبها من اللمس والنظر والشمّ والسمع والى غير ذلك هذه كلها المحسوسات الخمسة، المحسوسات الخمسة كلها تدخل في هذا البعد يعني في العلاقة أو في المرتبة الحسية الجسدية التي أعلى مراتبها يكون الاجتماع بين الذكر والأنثى الذي القرآن الكريم لم يذكر اصطلاحاً خاصاً لهذه العلاقة وإنما عبر عنها ببعض المواصفات فلما تغشاها لم يذكر، نعم بحسب الاستعمالات التي عندنا في الثقافة يعبر عنها البعد الجنسي، البعد الجنسي إشارة إلى تلك العلاقة الخاصة بين الذكر والأنثى ولكن هذا لم يستعمل لا قرآنياً ولا روائياً وإنما هذه مفردة جاءت من الثقافة الغربية ودخلت إلى ثقافتنا ودنّست هذه العلاقة بين الذكر والأنثى.

    يعني الآن في المجالس أنت عندما تريد تشير إلى هذه العلاقة تستقبح ذكر هذه العلاقة لماذا؟ لأنها كأنها تشير إلى أمر مقدس ام إلى أمر قبيح؟ مع أنّه على خلاف النص القرآني هذا المعنى، النص القرآني يعتبر أساساً أصل وجود الإنسان من هذه العلاقة فيعتبره أمراً قبيحاً أصل وجود الإنسان من أين يوجد؟ يوجد من خلال هذه العلاقة بينك وبين الله يعني يوجد الإنسان أنا وأنت من خلال علاقة ممدوحة ام مستقبحة وهذه هي الرؤية المسيحية التي دخلت إلى الثقافة الإسلامية وهي أنّه الخطيئة الأولى، ولكنه دخلت إلى ثقافتنا وصارت جزء من ثقافتنا ولهذا الآن أنت إذا تريد أن تتكلم عن تلك العلاقة تتكلم عنها بالمجاز والكناية والى غير ذلك لماذا؟ بل عبّر عنها بأنها شهوة بهيمية، سبحان الله أصل وجود الإنسان من خلال علاقة إنسانية ام من خلال علاقة بهيمية؟ الآن ترون الرؤية كيف أساساً كل المنظومة تتبدل، أنّه ينظر إلى هذه العلاقة أنها ما هي؟ علاقة حيوانية بهيمية يعني لمن له عقل أو لمن لا عقل له؟ لا عقل له.

    إذن حصيلة هذه العلاقة البهيمية ماذا يصير؟ نتيجتها الإنسان، إذا كان في الأمور الاعتبارية النتائج تتبع اخس المقدمات فما بالك في الأمور التكوينية إذا كان الإنسان نتيجة ولهذا جاءت نظريات أساساً هذا الإنسان شر في نفسه شر، لأنه موجود من أي علاقة؟ من علاقة بهيمية من علاقة حيوانية، إذن هذه المرتبة الأولى وهي المرتبة الحسية الجسدية التي في الثقافة العامة ينظر إليها بنظرة لا اقل ما أريد أقولها إذا لم أقول مستقبحة لا اقل نظرة بهيمية مع أنّه سيتضح أن النص القرآني لا ينظر إلى ذلك بهذا النحو.

    المرتبة الثانية: هي مرتبة ودائرة الأحاسيس والعواطف القلبية العاطفية التي يترتب عليها الحب أو يعبر عنها الحب والبغض والمودة والرحمة والعش شغفها حبا كما أشار إليه القرآن الكريم في قضية يونس في قضية يوسف، في قضية يوسف النساء قد شغفها هذا مرتبط بشغاف القلب ليس مرتبطاً بالبعد الجسدي الحسي حتى في أعلى مراتبه لأنه قد أنت توجد عندك هذه العلاقة موجود وإن لم يكن البعد الجسدي والبعد الحسي موجود كما أنّه بالنسبة إلى أولادك هذا الحب موجود أو غير موجود؟ في أعلى درجاته موجود هذا الحب وقد يوجد بين شخصين في أعلى درجات البغض والكراهية ولكن هذه لا علاقة لها بالبعد الحسي إذن الدائرة الثانية هي دائرة العواطف والأحاسيس القلبية بنحو قد يصل أنه لا يريد أن يفعل المحب بالنسبة إلى محبوبه بالنسبة إلى من ارتبط به حباً ولهذا تجد القرآن الكريم يضع يده عندما يصل إلى الله يصل يحبهم ويحبونه هذه مسألة متكررة في القرآن الكريم قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني هذه أي مرتبة من مراتب الحب؟

    يقيناً ليست المرتبة الأولى من مراتب الحس التي فيها بعد حسي وجسداني وإنما أي ارتباط؟ هذا الارتباط القلبي هذا الارتباط الاحساسي، هذا الارتباط العاطفي يحبهم ويحبونه قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، طبعاً هذه المرتبة هي المرتبة الثانية وهي أعلى قيمةً من المرتبة الأولى وأجلّ قدراً من المرتبة الأولى، ما هي ثمرة هذه العلاقة؟ يعني ثمرة هذه المرتبة من العلاقة والمودة؟ هذه توصل الإنسان إلى أنّه يحاول أن لا يصدر منه شيءٌ يؤدي إلى عدم رضا من يحبه، فدائماً هو بصدد تحصيل رضا المحبوب، فلهذا لا يحاول أن يصدر منه أي شيء يؤذيه أو يزعجه أو يبغضه أو إلى غير ذلك، وهذه هي المرتبة الثانية من مراتب الحب عبروا عنها العلاقة الصميمية عبروا عنها طبعاً كلما ارتفعنا درجة هذه لتسكنوا إليها ماذا تصير؟ اضعف ام اشد؟ تكون اشد، لتسكنوا إليها مرتبة لتسكنوا إليها في البعد الجسدي لأنه حاجة جسدية ومرتبة لتسكنوا إليها قلبياً ألا بذكر الله تطمئن القلوب، إذن هذه أيضاً المرتبة أعلى مرتبةً من المرتبة الحسية.

    ولهذا هذه العناوين التي أشار إليها القرآن الكريم من السكن والمودة والرحمة وبعنوان عام هن لباس لكم وانتم لباس ليغطي كل هذه المراتب عرفتم هذه كلما ازدادت هذه المرتبة هذه العلاقة ولهذا أنت قد تجد أن المرتبة الأولى موجودة ولكن ليس بالضرورة المرتبة الثانية موجودة، لا ملازمة بينهما ولكن من أهم ممهدات المرتبة الثانية في العلاقة بين الذكر والأنثى هي المرتبة الأولى يعني هي مقدمات إعدادية للوصول إلى المرتبة الثانية وإلا لا يمكن الوصول إلى تلك المرتبة من غير وجود هذه المرتبة في الموارد التي أجاز فيها الشارع العلاقة بين الذكر والأنثى، طبعاً هذه عندما أقول الشارع باعتبار النظرية القرآنية وإلا في تلك الشرائع أو تلك الأديان أو تلك المذاهب البشرية التي ترى الزواج بالمحارم فيه إشكال أو ليس فيه إشكال هذا يمكن أن يتحقق، باعتبار نحن الآن نتكلم في الرؤية التكوينية لا في الرؤية الفقهية لا في المنظومة الفقهية حتى تقول يحب بنته وتكون معه عنده علاقات جسدية لمن يرى أنّ جواز المحارم يوجد أو لا يوجد؟ كن على ثقة أيضاً لا ينافي لا فطرته لا من قريب ولا من بعيد.

    ولهذا كما أنت تلتذ بزوجك هو أيضاً يلتذ بمحارمه ولهذا قلت لا تخلطون بين الأبحاث التكوينية والأبحاث الفقهية البحث الفقهي له مجال آخر إلا أن تقول لا، الفقه هنا رتّب على أمر تكويني ذاك بحث آخر الآن لا نخلط المسائل بعضها مع بعض.

    المرتبة الثالثة وهي أعلى المراتب طبعاً يكون في علمكم كل مرتبة من هذه المراتب أيضاً ليست متواطية وإنما هي مشككة يعني البعد الجسدي له مرتبة أو له مراتب؟ له مراتب، البعد الاحساسي والعاطفي له مرتبة أو له مراتب؟ له مراتب، أشدّ والذين آمنوا أشدّ يعني هذا البعد الثاني الذي هو الاحساسي والعاطفي مرتبة واحدة ام مراتب؟ مرتبة واحدة لأنه الآية قالت اشد أحباً لله إذن متواطي ام مشكك؟ مرتبة أو له مراتب؟

    تعالوا إلى المرتبة الثالثة وهي أعلى المراتب وقمة وصول السكن والمودة والمحبة والحب والعشق عبروا ما تشاءون من الألفاظ وهو الحب العقلي أو الحب الفكري والعقدي يعني أن  الإنسان يرى الآخر يحبه لا فقط للبعد الجسدي فقط ولا للبعد العاطفي والاحساسي فقط بل لأنه يجب نفسه منسجماً معه متشابهاً ومتجانساً معه في الفكر والعقيدة وهذه كثير مهمة يعني أنت عندما تجد ولهذا انتم تجدون بأنه في نصوصنا الروائية أهل البيت أو إذا صحت هذه الروايات يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة يعني علاقتنا باتباعنا أي علاقة؟ الآن لماذا هذا التشبيه؟ لأنه واقعاً حب لاولاده قليل أو عالي جداً؟ ومنشأ هذا الحب ما هو؟ منشأ هذا الحب الإتباع الانسجام الفكري والعقدي.

    هذا الانسجام الفكري والعقدي يولّد رابطة هذه الرابطة لا فقط ليست اقل من النوع الأول من الرابطة أو النوع الثاني من الرابطة بل هي أعلى مراتب الارتباط، إذن هذا الإتباع أيضاً له مراتب قد يكون إتباع عاطفي وقد يكون إتباع فكري عقدي ولهذا أنت تنسجم معه وتحبه ويحبك وإذا فارقك أو فارقته تحس من الألم ما لا تحس من الألم عند مفارقة المرتبة الثانية أو المرتبة الأولى.

    وهذا قد يحصل أنت قد تكون صديقاً لشخص وهو صديقك وتجلسون وتقومون وعلاقاتكم صميمية وتحبه ويحبك ويفديك بنفسه والى آخره ولكنه قد تقول له أمراً من افكارك وعقائدك يقول يظهر أنّه عشرة سنوات لا اعرفك هذه لا اعرفك يعني ماذا؟ يعني انسجام فكري وعقدي موجود أو غير موجود؟

    أعلى مراتب الانسجام والمحبة ولود والسكن هو الانسجام الفكري، القناعات، العقائد، الاعتقادات، عند ذلك تفهم العلاقة بين أمير المؤمنين وبين رسول الله أي نوع من أنواع العلاقة كانت؟ في أعلى مراتب الثالثة، العلاقة بين أمير المؤمنين وبين الزهراء أي نوع؟ نعم المرتبة الأولى موجودة المرتبة الثانية موجودة ولكنه أعلى مراتبها أين موجودة؟ في المرتبة الثالثة ولذا أمير المؤمنين سلام الله عليه تزوج بعد فاطمة لا أن لم يتزوج تزوج كثير تزوج لا واحدة واثنين لكنه يقول لها أما ليلي فمسهل لماذا؟ إذا يرتبط بالعلاقة الأولى والعلاقة الثانية توجد أو لا توجد؟ بلي، مع أم البنين توجد أو لا توجد؟ نعم توجد أيضاً العلاقة الأولى موجودة يحبها أو لا يحبها العلاقة الثانية يعني المرتبة الثانية من العلاقة موجودة أو غير موجودة؟ المرتبة الثالثة كيف؟ أين الثرى من الثريا؟ أم البنين أين سيدة نساء العالمين أين؟ وعند ذلك تفهم علاقة رسول الله بخديجة لم تكن فقط علاقة زوج بزوجه ولم تكن علاقة محبة من المرتبة الثانية وإنما كانت ماذا؟

    ولهذا إلى آخر حياته كلما جاء مورد ذكر خديجة مع أنّه لم يتزوج قليلاً وزوجاته لم يكن مستواهن قليل أمثال أم سلمة ليست قليلة ولكنه تلك المرتبة الثالثة باعلى مراتبها أين تجسدت؟ ولهذا لا تزول أبداً حتى لو ذهبت المرتبة الأولى وهي العلاقة الحسية الجسدية ذيك العلاقة القلبية وذيك العلاقة الفكرية تبقى مستودع ام مستقر؟ مستقر، ثابتة مستحكمة لا يمكن ازالتها ام ازيلت السماوات والأرض هذه العلاقة لا يمكن ازالتها بخلاف النوع الأول من العلاقة وهي العلاقة الحسية بخلاف النوع الثاني أيضاً من العلاقة لعله بعد مدة أيضاً تضمحل أو تضعف.

    أما العلاقة من النوع الثالث وهي العلاقة الفكرية العقائدية ولكن يبقى في ذهنكم أن هذه العلاقات الثالث المشكلة الأصلية فيها هي أنّه في الأعم الأغلب إن لم اقل 99% في الأعم الأغلب يتصور أن العلاقة هي المرتبة الأولى فلهذا تفسد الثانية والثالثة ولهذا الآن تجدون عموم العلاقات الموجودة بين الذكور والإناث أين تتجسد؟ في الأولى ويتصور هي، انتهت القضية ومن أهم خصائص هذه العلاقة الأولى أنها مادامت موجودة فلها اثرها وبمجرد مرور زمن عليها تنطفئ جذوتها أو تستبدل بغيرها انتهت القضية.

    أما النحو الثاني من العلاقة النحو الثالث من العلاقة هذيك أوّلاً وجودها ليس سريعاً بخلاف النوع من الأول من العلاقة لعلها في مرة واحدة في نظرة واحدة تتولد تلك العلاقة، يعني سهلة الوجود وسهلة الذهاب تنطفئ بمجرد أن يأتي بديل أفضل منها جسد أفضل من الأولى عيون اجمل من الأولى شعر كذا تنسى الأولى أو لم تنساها؟

    ومما يؤسف له أن ثقافتنا عندما يقولون علاقة الذكر والأنثى أين يذهب الذهن؟.

    ولهذا اطمئنوا أن واحدة من أهم الأسباب بغض النظر عن الأوضاع الاجتماعية تعدد الزوجة لأنه النظر إلى العلاقة هي المرتبة الأولى وهي العلاقة الحسية أما إذا تولّدت العلاقة في المرتبة الثانية العاطفية والاحساسية ثم تولّدت المرتبة الثالثة وهي العقلية كن على ثقة ليس فقط لا تفعل بل لا تفكر أن تذهب إلى غيرها، لا تفكر أصلاً، هذا هو منشأ نحن في أبحاثنا بالفارسية وبالعربية قلنا الأصل في النظرية القرآنية الأسرة قائمة على وحدة الزوجة لا على تعددها والتعدد أمر عارضي اجتماعي تاريخي لا علاقة له مع أنّ الثقافة الموجودة كاملاً الثقافة الدينية بالعكس.

    تعالوا معنا إلى هذه الآية التي عادة عندما تذكر تذكر في مقام الذم لا في مقام المدح وهي الآية 14 من سورة آل عمران (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ) مباشرة ضمير زيّن يؤخذ لمن؟ لله أم للشيطان؟ للشيطان لأنه فيها نساء وفيها قناطير مقنطرة من الذهب والفضة وفيها خيل وفيها أنعام وبالاخر هم ذلك متاع حياة الدنيا والله إذن عندما يريدون أن يذمون المرأة يستدلون بأي آية؟ بهذه.

    الآن تعالوا معنا إلى مادة زيّن العلامة المصطفوي في التحقيق المجلد الرابع صفحة 396 يقول الأصل الواحد في هذه المادة حسنٌ في ظاهر هذا البعد الحسي والجسدي حسنٌ في ظاهر سواء كان في أمر مادي محسوس أو معنوي أو في اثر علاقة وتخيل وسواء كانت الزينة عرضية أو ما يتظاهر أو ما يظهر من نفس الشيء (يعني ذاتية) وتكون تلك الزينة من أجزاء وجود الشيء فالزينة في المادي وزيّنا السماء الدنيا بمصابيح أنا زيّنا الدنيا بزينة الكواكب حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وزينت أنا جعلنا ما على الأرض زينة لها وعشرات الآيات هذه كلها مذمومة أم ممدوحة؟ هذه كلها ممدوحة الله زين السماء بالكواكب هذا ممدوح أم مذموم؟ وفي المعنويات مصاديقه كثيرة (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ) ومن مصاديقه المعنوية زين للناس حب الشهوات عجيب هذه مصاديق مادية أم معنوية هذه شيطانية أي منهما؟ عموماً في ثقافتنا هذه الآية مرتبطة بالبعد الايجابي أم بالبعد السلبي؟ هو أين يجعلها؟ في المعنويات، في المعنويات (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) عجيب مكر الكفار هذا ايجابي أم سلبي؟ يقول المهم فظهر أن حقيقة الزينة عبارة عن حسن في ظاهر شيء سواء كان بالعرض أو كان بالذات فالزينة في المرأة كل ما يترأى ويتجلى من محاسن المرأة فتشمل الوجه واليدين إلى أن يقول ولا يبدين زينتهن هذه من أهم الآيات التي اليوم وفقنا أن نبحث الحجاب في النص القرآني أساساً ليس الحجاب بذاته وإنما المدار على انه زينة أو ليس بزينة هذا بحث في محله.

    تعالوا معنا إلى السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في ذيل هذه الآية من يصل إلى هذا البحث في المجلد الثالث صفحة 97 هذه عبارته وكثير عبارة مهمة يقول وبالجملة التزيين والزينة تزيينان ما هما؟ تزيين للتوسل بالدنيا إلى الآخرة فمرة أنت تنظر إلى المرأة وعلاقتك بالمرأة حسياً لأجل الوصول إلى الكمال الذي يوجد لأنه هو هذا كمالك فممدوحة هذه الزينة وهذه الشهوة أم مذمومة؟ أساساً هذا طريق الكمال، وابتغاء مرضاته في مواقف الحياة المتنوعة بالاعمال المختلفة المتعلقة بالمال والجاه والاولاد والنفوس والنساء وهو سلوك الهي حسنٌ نسبه الله تعالى إلى نفسه أنا جعلنا ماء على ارضه زينة لها ومما هو منها الاموال والطبيعة والنساء طبعاً هذا ليس فقط للرجال بل للنساء نفس الكلام.

    (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) اما وتزيين (هذا التزيين الأول الممدوح) لجلب القلوب وايقافها على الزينة والهائها عن ذكر الله وهو تصرف شيطاني مذموم يعني أن تجعلها بدل أن تكون وسيلة تجعلها هدفاً وغاية وهذه هي الثقافة التي عندنا ولهذا صار الجنس ممدوحاً أم مذموماً يستقبح لأنه الثقافة وقفت عند البعد يعني جعلته غاية، نسأل الله سبحانه هنا يقول الغاية إلى الشيطان وحذر عباده عنه كما مر قوله (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وقوله (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) مع انه كلما في الأرض زينة والله جعلها الزينة ولكن الشيطان يحاول أن يوقفك هنا وكذلك في العلاقة (تطبيقها للذكر) بين الذكر والمرأة يوقفك في المرتبة الأولى وهي العلاقة الحسية والجسدية ونحو ذلك مع أنها هي مقدمة اعدادية للعلاقة الثانية ومنها العلاقة الثالثة وقوله هذا القسم ربما نسب إليه تعالى إلى آخره.

    إذن زيّن للناس حب الشهوات من الفاعل هنا الله أم الشيطان؟ الجواب لا، قلت إذا صار حب الشهوات طريقاً للوصول إلى الكمال فالله اما إذا صارت غاية فالشيطان ولهذا في كلمة الآن فقط لا اعلم بالضبط اقرأها للأعزة أمير المؤمنين يقول قال: الدنيا من نظر إليها اعمته ومن نظر بها بصرته يعني من جعلها غاية تكون ماذا؟ (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) لأنه نظر إلى الدنيا بعنوان أنها ماذا؟ عندما أقول دنيا يعني كلما في الدنيا من شهوات من أموال من نساء والعكس صحيح للمرأة أيضاً من شهوات من زينة من رجال كذا إذا جعلتها غاية لها ماذا تفعل لهذه الدنيا؟ تعمي بصيرته اما إذا جعله غاية.

    ولهذا في كلمات الإمام أمير المؤمنين يقول لما تسوون الدنيا أمير المؤمنين يعبر عنها سوق ربح فيها قومٌ أصلاً بهذه البضاعة وصلوا إلى أعلى درجات المقامات واللقاء الإلهي بماذا وصلوا؟ بهذه الدنيا وليس في مكان آخر، ربح فيها قوم وخسر فيها آخرون من الرابح؟ هو الذي جعلها وسيلة ومن الخاسر؟

    تجد في اللباب في علوم الكتاب لابن عادل الدمشقي الحنبلي عندما يأتي إلى هذه الآية يقول بأنه هذا فاعل زيّن لمن توجد أقوال ثلاثة القول الأول أن الشيطان زيّن لهم، القول الثاني أن الميزن هو الله تعالى زين للناس حب الشهوات الميزن هو، القول الثالث: وهو اختيار الجبائي والقاضي وهو التفصيل فان كان حراماً فالتنزيين فيه من الشيطان وان كان واجباً أو مندوباً فالتزيين من الله تعالى فاحنا ببيان آخر فان كان طريقاً ووسيلة هذه الأمور المذكورة فالتزيين من الله وهذا هو دليل عدم ذكر الفاعل في الآية وإلا إذا كان يريد يظهر الفاعل لابد إما أن يقول الله زين أو يقول كما في آيات أخرى ولكن هنا جعله موجود أم محذوف؟ لأنه يقول انظر إلى الآية وهذا كم له نظير في القرآن والآية يذكرها القرآن الفاعل لأنه الموارد متفقة أم مختلفة؟ الموارد مختلفة لأنه إذا كان يكون على كذا وهكذا وهذا هو من مصاديق التدبر في القرآن، أنا أريد واقعاً أقف عند الرؤية (ولو اجمالاً) العرفانية عند المرأة.

    الأعزة الذين يريدون أن يراجعوا في شرح فصوص الحكم للشيخ حسن زاده آملي (التحقيق) الجزء الثاني في صفحة 1345 يقول لابد عندما تنظر إلى المرأة الله يتجلى في كل شيء ومما يتجلى فيه المرأة يقول فشهود الرجل للحق في المرأة اتم وأكمل لا يوجد مظهر اتم من المرأة لشهود الحق هذه الرؤية العرفانية للمرأة ولكنه ليس بلحاظ البعد الحسي فقط حتى تقول هؤلاء أهل جنس العرفاء كما يقولون عنهم هؤلاء كل كلامهم جنس وغلمان ونساء بلي لأنه هو ثقافته جنسية فيتصور هؤلاء من يتكلمون أنا أتكلم في القضية الكلية ولا في المصاديق قد تقول لا أنت ما تعرف ابن عربي أنا ما أتكلم في الأشخاص أنا أتكلم في الرؤية وإلا حتى رسول الله اتهم انه ماذا؟ سلمان رشدي اتهم رسول الله لماذا؟ لأنه لم يستطع أن يقرأها والقرأة الموجودة عنده في الثقافة الغربية أي قراءة؟ القراءة الجسدية العلاقة الحسية الجسدية ولهذا انتم تجدون أي شيء وأي بضاعة أي أعلام يريدون انه يسوقوه للناس يسوقوه من خلال جسد المرأة لأنه لا يفهم في المرأة إلا جسدها ولهذا في المقابل عجيب يقول فشهود الرجل للحق في المرأة اتم وأكمل لأنه (الرجل) يشاهد الحق (إذا شاهد المرأة) ولكن بأي رؤية؟ لا اقل بالمراتب الثلاثة التي اشرنا إليه خصوصاً المرتبة الثانية والمرتبة الثالثة، لأنه يشاهد الحق (في المرأة) من حيث هو فاعل ومنفعل الآن ما هو المراد من الفاعلية؟

    فهمنا منفعلية المرأة اما فاعلية المرأة كيف نفهمها؟ ولهذا في بعض كلمات العرفاء أنا ما واجد هذا في نص روائي وجدته جيد انه يعبر عن سيدة نساء العالمين بأنها ناموس الله لماذا؟ لأنه اجتمع فيها من المظهرية ما لم يجتمع في احد عند ذلك تستطيع أن تفهم لماذا سلوك رسول الله معها بهذه الطريقة انتم عندما تذهبون إلى النصوص الرواية الواردة عند عموم علماء المسلمين وروايات معتبرة سنداً انه كلما دخل عليها أو دخلت عليه يعني هي في منزلها وجاءها أو هو جالس وجاءت كلما دخل عليها أو دخلت عليه قد قام من مجلسه وقبل يدها واجلسها في مجلسه الآن الذي ينظره إلى رسول الله نظرة كذائية يقول هذا بمقتضى حبه ولكنه ممكن أيضاً هذا بعبارة أخرى هذه ليست مانعة الجمع أنت تقول بمقتضى حبه للزهراء نعم يقيناً الحب بالمرتبة الثانية اما الحب بالمرتبة الثالثة أنت نسيته ما هو حبه لها أساساً هذه انقل لكم روايات من مصادر السنة لأنه مصادر الشيعة أساساً بعضها روايات لا توجد فيها روايات ضعيفة ذيك روايات معتبرة حتى الألباني صحح وهي انه ما خرج من المدينة إلا وكان آخر من يودعه الزهراء وما رجع إلى المدينة إلا ومن يلتقي بها الزهراء أنت تقول بلي يحبها بلي يحبها أنا اعلم ولكنه منشأ الحب ما هو؟ هذا منشأ الحب بالإضافة إلى المرتبة الثانية المرتبة الثالثة.

    غداً أن شاء الله تعالى أحاول بقدر ما استطيع أن أقف عند الرؤية القرآنية لهذه العلاقة بين الذكر والأنثى أتكلم تكويناً الآن كيف تتجلى في اسرة أو في شيء آخر ذاك بحث آخر ذاك يأتي بحث أخرى له أنا لا أتكلم في البحث الفقهي لها أتكلم في الرؤية الوجودية التكوينية الطبيعية إن شاء الله غداً تتمة الأبحاث والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/12/29
    • مرات التنزيل : 1542

  • جديد المرئيات