نصوص ومقالات مختارة

  • حديث الثقلين سنده ودلالته ق(42)

  • المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة هذا الأسبوع (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الثاني والأربعون) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

    المُقدَّم: في البدء هل هناك من تمهيد قبل الدخول في موضوع هذه الحلقة.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

    في الواقع أن الذي استوقفني لأن أقف قليلاً عند هذين الكتابين المعروفين بصحيح البخاري وصحيح مسلم هي تلك القدسية التي أطفوها على هذين الكتابين وخصوصاً فيما يتعلق بصحيح البخاري وبكتاب البخاري، ليس خافياً على المشاهد الكريم أنهم سمعوا كثيراً أن هذا الكتاب هو أجل كتاب كتب في الإسلام وليس خافياً على أحد أنهم قالوا في صحيح البخاري أنه أفضل ما كتب وليس خافياً أنه هو أفضل ما كتب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى.

    طبعاً هذه العبارات التي أشرت إليها لا يتبادر إلى الذهن أني أنا اخترعتها من عندي، هذا أمامكم كتاب (الجامع الصحيح وهو صحيح البخاري، ج1، ص23) تشرف بخدمته محمد زهير بن ناصر الناصر، المشرف على أعمال الباحثين بمركز خدمة السنة والسيرة النبوية بالمدينة المنورة، دار المنهاج، دار طوق النجاة، قال: (وقال التاجكستركي وأما كتابه الجامع الصحيح فأجل كتب الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله، وقال: وكان من أحسنها تصنيفاً وأجودها تأليفاً وأكثرها صواباً وأقلها خطأً وأعمها نفعها وأعودها فائدة وأعظمها بركة وأيسرها …) وغيرها من العناوين لعلها لا تقال إلا في كتاب الله نجد أنهم يقولون ان هذا يصفون به صحيح البخاري، في الواقع أنا لا أريد أن أطيل على الاعزاء في هذا البحث طويلاً، ولكنه أريد أن أقف عند هذه النقطة، نحن عندما نقول أن هذا الكتاب هو أفضل وأصح كتاب بعد كتاب الله، وأدق كتاباً بعد كتاب الله، هذا معناه أنه لابد أن يكون منسجماً مع كتاب الله، يعني لابد أن تكون ما ذكر فيه من النصوص والأحاديث تكون موافقة لكتاب الله أو مخالفة لكتاب الله، فبطبيعة الحال لابد أن تكون موافقة مع النصوص والآيات القرآنية التي جاءت في القرآن الكريم، ولا يسعني الوقت أن أدخل تفصيلاً لاستعرض للمشاهدين الأعزاء هو أنه كم رواية توجد في صحيح البخاري تخالف بشكل واضح وصريح نصوص القرآن الكريم، النص الصريح للقرآن الكريم، نجد أنه ينقل هذه الروايات، والغريب أن البعض ولا أقول الجميع لأن جملة من كبار علماء السنة قالوا ليس كما يقال أنه لا يوجد هناك خطأ في صحيح البخاري، لا، ليس الأمر كذلك.

    أنا أنقل لكم رواية أو روايتين لتعرفوا هل يعد هذا أصح كتاب بعد كتاب الله أو لا يعد.

    (صحيح البخاري، ج2، ص451، كتاب الشهادات، باب شهادة الأعمى وأمره ونكاحه، رقم الحديث 2655) الرسالة العالمية، تحقيق شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد (عن عائشة قالت: سمع النبي صلى الله عليه وآله رجلاً يقرأ في المسجد فقال رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية، أسقطتهن من سورة كذا وكذا). وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت في الحاشية يقول عادل مرشد: (قوله أسقطتهن أي نسيتهن).

    إذن بشكل واضح وصريح هذا النص الذي ينقله عن عائشة يسند إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه كان ينسى القرآن، قد ينسى بعض الأمور الحياتية وإن كنا نحن لا نوافق حتى في الموضوعات، ولكنه أتكلم بشكل عام، أما أن ينسى القرآن فهذا خلاف النص الصريح للقرآن (سنقرؤك فلا تنسى) ولكن هنا تجدون أن البخاري ينسب النسيان وإسقاط لا آية واحدة ولا نصف آية ولا ربع آية ولا كلمة وإنما (لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا). هذا هو المورد الأول.

    المورد الثاني ما في (صحيح البخاري، ج4، كتاب فضائل القرآن، باب نسيان القرآن) قال: (عن النبي، قالت: سمع النبي رجلاً يقرأ في المسجد فقال يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية من سورة كذا …) (قالت سمع رسول الله رجلاً يقرأ في سورة بالليل فقال يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت انسيتها من سورة كذا وكذا) إذن هذه الرواية واضحة تشير إلى أن رسول الله ينسى.

    هذا هو الذي يدعون أنه أصح كتاب بعد كتاب الله وهو أنه يسند إلى رسول الله أنه ينسى القرآن. وأنا كان بودي أنه إذا وفقت في برنامج أو في برامج متعددة أن أحصي تلك الروايات التي وردت في صحيح البخاري وصحيح مسلم والتي تعارض نص القرآن الكريم ومن الواضح بأن الرواية التي تعارض نص القرآن الكريم لابد أن يرمى بها عرض الجدار فهي زخرف لا يمكن أن تصدر من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله. هذا مورد. ومن الموارد الأخرى التي بودي أن أقف عندها، نحن نتكلم في كتاب يعد أصدق كتاب وأفضل كتاب وأصح كتاب بل لم يكتب في الإسلام كتاب مثله.

    تعالوا لنرى أنه في مثل هذا الكتاب ماذا توجد من أحاديث في مثل هذا الكتاب، من الأحاديث أو من النصوص الواردة في هذا الكتاب ما ورد في (ج3، ص215، باب مناقب الأنصار، الباب 27، رقم الحديث 3849) طبعة الرسالة العالمية، قال: (حدثنا نعيم ابن حماد حدثنا اشيم عن حصين عن عمر بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قردة) عمر بن ميمون يقول (رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم) هذه هي الرواية، هذا هو النص الذي في هذا الكتاب الذي يعد أفضل ما كتب بعد القرآن أفضل كتاب بعد القرآن الذي لا يأتيه الباطل، لأنهم يصرحون أن كل ما في صحيح البخاري صحيح، لا يتبادر إلى ذهن أحد أن هذا الكلام أنا أقوله من عند نفسي، في كتاب (فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج8، ص562) بتعليقات العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك، دار طيبة، قال: (فهذا ينافي ما عليه العلماء من الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري في كتابه) بتصحيح لا الأغلب ولا 99% بل بتصحيح 100% (ومن اتفاقهم) اتفاق العلماء (على أنه مقطوع بنسبته إليه) يعني أن هذا الذي موجود هنا مقطوع النسبة إلى محمود بن إسماعيل البخاري، يعني لا نستطيع أن نشك أن هذا ليس له.

    أنا لا احتاج إلى التعليق كثيراً إلا جملة واحدة، مثل هذه الأبحاث والنصوص تصح عند الإمام البخاري بل يعبرون عنه بإمام الأئمة تصح عند البخاري أما حديث الغدير لا يصح عند البخاري، أما حديث الثقلين لا يصح عند البخاري، أما حديث لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق فلا يصح عند البخاري، أما يصح عند البخاري أن قردة زنت فاجتمعت عليها القردة فرجموها حد الزنا.

    ولذا تجد هؤلاء المساكين الذين أمنوا بصحة جميع ما ورد في البخاري صاروا بتعبيرنا في حيرة واضطراب كيف يوجهوا هذه الرواية فبعض قال، من اراد أن يراجع عليه أن يرجع إلى ذيل هذه الرواية في فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، يقول: (لعل هؤلاء القردة كانوا من نسل الذين مسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم) وإلا بعد لم ينزل القرآن حتى ينزل هذا الحكم لأن هذه الواقعة كانت في الجاهلية إذن تبين أن هذا الحكم الذي جاء به القرآن كان حكم القردة. (وكذلك بعض قال: وقد استنكر ابن عبد البر قصة عمر بن ميمون وقال فيها إضافة الزنا إلى غير مكلف) باعتبار أن البهائم غير مكلفة (وإقامة الحد على البهائم وهذا منكر عند أهل العلم) أنه كيف يعقل أن يكلف البهائم، ثم هؤلاء كيف وصلوا إلى مستوى أني شخصوا الزنا من غير الزنا، وهل يوجد نكاح صحيح ونكاح غير صحيح عند البهائم، يعني واقعاً يوجد فقه العقود عند القردة حتى نعرف أنهم التزموا بعقد النكاح. وشر البلية ما يضحك!! هذا أصح كتاب عندهم.

    طبعاً يكون في علم المشاهد الكريم أنا لا أريد أن أقول أن كتاب البخاري ساقط بكل ما فيه، لا أبداً، أنا أريد أن أناقش هذه القدسية التي أضفوها على هذا الكتاب بلا موجب، لأن فيه ما لا يستحق أن يذكر، بل يضحك الثكلى، كيف يعقل أن يكون هذا الكتاب أصح كتاب بعد كتاب، نعم كتاب كأي كتاب آخر. ولذا ذهب البعض قالوا أن أبا مسعود وحده ذكره وليس في نسخ البخاري ولهذا ذهب جملة من المحققين لعل هذه الرواية أقحمت في البخاري فهي ليست من البخاري حتى يحفظوا ماء وجه البخاري (فلعله من الأحاديث المقحمة في كتاب البخاري) لعله هكذا. الحافظ ابن حجر يقول هذا الكلام خطير جداً، لازمه أنه عندما نضع يدنا على أية رواية في كتاب البخاري لعلها مقحمة وأنها ليست مسندة وهذا معناه سقوط البخاري عن الاعتبار ولذا يقول: (وهذا الذي قاله تخيل فاسد يتطرق منه عدم الوثوق بجميع ما في الصحيح) إذا ثبت في مورد فتح هذا الباب (فأنه إذا جاز في واحد لا بعينه جاز في كل فرد فرد) وبتعبير علماء الأصول يكون شبهة مصداقية يعني أين ما نضع يدنا نقول لعله هذه الرواية مقحمة في البخاري (فلا يبقى لأحد الوثوق بما في الكتاب المذكور واتفاق العلماء ينافي ذلك).

    إذن ما هو العمل؟ العمل لابد أن نوجه هذه الرواية، أنا إنما ذكرت هذا الأصل حتى يتضح، اتضح لنا في أبحاث سابقة أن البخاري خان الأمانة العلمية والدينية، يعني حذف الأسماء بشكل واضح وصريح، عند ذلك واقعاً هل يمكن الاعتماد على كل ما ورد في صحيح البخاري، إذن لابد أن نفتح باباً جديداً وعلماً جديداً في صحيح البخاري، كل ما قال فلان لابد أن نذهب إلى الروايات الأخرى لنعرف من هو فلان الذي تستر عليه البخاري.

    إذن هذا الأصل أنا ذكرت باعتبار أنه ثبت لنا فيما سبق أن البخاري تستر بشكل واضح وصريح على بعض الأسماء كأبي هريرة وسمرة وعثمان بن عفان وغيرهم …

    إذن أنا اعتماداً على هذا الأصل الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر يتضح لنا أنه واقعاً عندما نضع يدنا على البخاري في أي مورد من الموارد يحتمل أن البخاري تلاعب بالأسماء قدم أو أخر أو حذف كما يتذكر الأعزاء فيما يتعلق بحديث المتعة، وجدنا بأنه حذف مقطعاً من هذا الحديث وأثبتناه لكم من الكتب والمسانيد ومسلم التي أشرنا إليها فيما سبق.

    المُقدَّم: في الواقع حري بأهل العلم أن يعيدون النظر خدمة للإسلام والمسلمين.

    سماحة السيد كمال الحيدري: نحن نضع هذا بأيدي المحققين وبأيدي أهل العلم ليراجعوا مثل هذه الحقائق.

    المُقدَّم: هل هذا الشاهد فقد أم توجد شواهد أخرى تثبت أن البخاري خان الأمانة العلمية في نقل النصوص.

    سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه أيضاً أحاول في هذه الليلة وفي هذه الحلقة بقدر ما يسعني الوقت أن أشير إلى شواهد ثلاثة أخرى، طبعاً الشواهد كثيرة جداً ولكن انا انتخب من كل موضوع شاهد ليشير إلى ذلك.

    المورد الأول لخيانة البخاري في نقله للأحاديث الواردة في صحيح البخاري، أنا لا أعنون هذا المورد ولكن من خلال قراءتي للنصوص سيتضح من هو المراد من ذلك، قبل أن اقرأ الرواية في صحيح البخاري أقرأها لكم من صحيح مسلم، في (صحيح مسلم، ج1، ص93، كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم، رقم الحديث 63) طبعة دار الخير، تحقيق الشيخ مسلم بن محمود عثمان، قال: (أخبرنا خالد عن أبي عثمان) أنا أقرأ السند حتى أطبقه مع السند في البخاري (أخبرنا خالد عن أبي عثمان قال: لما ادعي زياد) يعني ادعاء معاوية ونسبه إلى أبيه أبي سفيان (لما ادعي زياد) في الحاشية يقول المحقق: (معنى هذا الكلام … وذلك أن زياد هذا المذكور هو المعروف بزياد بن أبي سفيان ويقال فيه زياد بن أبيه ويقال زياد بن امه … وكان يعرف بزياد بن عبيد الثقفي ثم ادعاه معاوية) إذن ألحقه معاوية بأبي سفيان (لما ادعي زياد لقيت أبا بكرة فقلت له: ما هذا الذي صنعتم، أني سمعت سعد بن أبي وقاص) الصحابي (يقول: سمع اذناي من رسول الله وهو يقول: من ادعى أباً في الإسلام غير أبيه يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام فقال أبو بكرة وأنا سمعته من رسول الله) هذا الحديث الذي تنقله عن سعد بن أبي وقاص أنا أيضاً سمعته من رسول الله.

    تعالوا معنا إلى صحيح البخاري لنرى بأن صحيح البخاري ماذا يقول في هذا المجال، في (صحيح البخاري، كتاب الفرائض، باب 29 باب من ادعى إلى غير أبيه، رقم الحديث 6766، ج4) الرسالة العالمية، تحقيق شعيب الأرنؤوط (قال فلان حدثنا خالد عن أبي عثمان عن سعد قال: سمعت النبي يقول من أدعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام). حذفت قضية زياد، حتى تستر عورة معاوية، حتى يستر هذا الفعل القبيح الذي مخالف للسنة القطعية من رسول الله صلى الله عليه وآله، إذن بشكل واضح وصريح نجده أنه تستر على معاوية، يا ليت أنه تستر على فعل أو أمر بسيط ولكنه تستر على أمر قال فيه رسول الله من فعل كذا كانت الجنة عليه حرام. لماذا تستر على معاوية؟ أنا لا أريد ان أطيل على المشاهد الكريم، نحن عندما قلنا مراراً وتكراراً أن هذا الإنسان هواه أموي وأنه نشأ في جو أموي ويدافع عن بني أمية، لا يخفى على الأعزاء في فتح البخاري شرح صحيح البخاري أشار إلى هذه القصة في ذيل هذا الحديث، لأنه لا يستطيع أن يفسر هذا الحديث لأن القضية مشهورة.

    في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج15، ص501) تعليقات العلامة عبد الله بن ناصر البراك، دار طيبة، بعد أن ينقل الحديث (باب من ادعى إلى غير أبيه) ينقل القضية كاملة وأنها مرتبطة بزياد بن أبيه وأن معاوية استلحقه حتى يقربه من جهاز حكمه وسلطانه في ذلك الزمان. إذن هذا هو المورد الأول وهو التستر على قبائح وجنايات بني أمية. وهنا ينفتح لنا باب وهو أن البعض يقول أن هذا الذي تقولونه عن جنايات بني أمية لماذا لا نجد أثراً لذلك في صحيح البخاري؟

    الجواب: لأن البخاري كان أموي الهوى والاعتقاد فكيف يكتب شيئاً بضرر بني أمية. ولذا أنتم تجدون أن هذا النهج البائس والخطير يقولون نعم إذا كان موجوداً في البخاري نحن نقبله، أنتم تعلمون أن البخاري لم يكتب شيئاً يعادي به بني أمية ويعادي به السلطة الأموي ونحو ذلك.

    إذن هذه القضية لمن يريد أن يقرأ ويكتب عن البخاري لابد أن يلتفت جيداً إلى هذه الحقيقة أن كل ما يرتبط بجنايات الأمويين وفيما فعلوه الأمويون في بني هاشم كلها حذفت في صحيح البخاري.

    وبالعكس وفي المقابل يعني ماذا حاول أن يفعل معاوية؟ حاول أن يقصي أهل البيت علي وأهل بيت فكل ما يرتبط بأهل البيت نجد أن هناك إقصاءً كاملاً في صحيح البخاري ولا يوجد له أشارة كما ذكرنا في حديث الثقلين وفي حديث الغدير وأحاديث كثيرة في هذا المجال.

    المورد الثاني وهو التلاعب النصوص    هذا الحديث أعزائي أريد من الأعزاء أن يتأملوا فيه، في (صحيح البخاري، ج1، ص94) هذا الحديث ورد في موارد متعددة من صحيح البخاري، الرواية واردة في كتاب الوضوء، باب الغسل والوضوء بالمخضب والخشب والحجارة، الرواية (أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عائشة قالت لما ثقل النبي صلى الله عليه وآله) يعني اشتد به المرض (واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي) من يثق بالبخاري يستطيع أن يثق بمثل هذه الروايات، أما ما اتضح من الأبحاث السابقة لابد للإنسان أن يشكك في كل هذه الأحاديث التي فيها جر النار إلى بعض الناس وإبعاده عن بعض آخر. قالت (لما ثقل النبي واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج النبي صلى الله عليه وآله بين الرجلين) باعتبار أنه كان مريضاً فيحتاج إلى من يتكأ عليه (تخط رجلاه في الأرض) عائشة تقول من هما؟ لا يمكن أن نقول أنها تذكرت أحدهما ونست الآخر (بين عباس ورجل آخر) لا تشير إلى الرجل الآخر. (قال عبيد الله) وهو ناقل الرواية عن عائشة (فأخبرت عبد الله بن عباس) أن عائشة تقول من الرجل (فقال أتدري من الرجل الآخر، قلت: لا، قال: هو علي) ولكن عائشة لا تريد أن تذكر اسمه. إلى هنا قد يقول قائل لا تريد أن تذكر اسمه إلى الآن لا مشكلة لنا، والرواية ذيلها موجود وهو أن الرجل الآخر الذي كان يتكأ عليه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في مرضه هو علي بن أبي طالب. هذه الرواية واردة في (ج1، ص271، رقم الحديث 665) وفي (ج1، ص280، رقم الحديث 687) وفي (ج2، ص422 و 423رقم الحديث 2588) وفي (ج3، ص446، الحديث 4442) وفي (ج4، ص277، رقم الحديث 5741). إلى هنا قلنا لا توجد مشكلة.

    سؤال: ماذا يقول صحيح مسلم عن الرواية، نفس هذه الرواية كيف نقل الرواية، نريد أن نرى أن البخاري تلاعب اقتطع من الرواية شيئاً أو نقلها كاملة.

    (صحيح مسلم، ج1، ص379، رقم الحديث 418، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر، رقم الباب 21) تحقيق الشيخ السلفي الأثري، كتاب الصلاة، باب الاستخلاف (عبيد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة زوج النبي قالت: لما ثقل رسول الله واشتد به وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذن له … بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر، قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله بالذين قالت عائشة، فقال لي عبد الله بن عباس: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسمه عائشة، قلت: لا. قال ابن عباس: هو علي) وأيضاً كما ورد في صحيح البخاري لا توجد إضافة، يعني الآن عندما ننظر نجد بأن صحيح البخاري ومسلم اتفقا على هذا.

    تعالوا إلى (مسند الإمام أحمد، ج40، ص67) ينقل نص الرواية، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الرواية نفسها (عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قال مرض رسول الله في بيت ميمونة فأستأذن نساءه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج رسول الله معتمداً على العباس وعلى رجل آخر) واقعاً بودي أن أشير إلى المشاهد الكريم هنا قد يسأل المشاهد لماذا ان عائشة تذكر العباس ولا تذكر علياً، يعني هل لم تكن تعرف علي بن أبي طالب، لابد أن نعرف لماذا (معتمداً على العباس وعلى رجل آخر ورجلاه تخطان في الأرض) في (ص68) (وقال عبيد الله، فقال ابن عباس أتدري من ذلك الرجل، هو علي بن أبي طالب). إلى هنا مسند أحمد متفق مع صحيح البخاري وصحيح مسلم، ولكن انظر إلى الإضافة، أولاً لابد أن ينظر المشاهد الكريم يعبر الأرنؤوط عن الحديث يقول: (إسناده صحيح على شرط الشيخين) يعني نفس السند الذي ورد في البخاري ومسلم لا أنه شيئاً آخر (ولكن عائشة لا تطيب له نفسا) لا أريد أن أعلق، لأني لا أريد الدخول في هذا البحث، ولكن صريح مسند الإمام أحمد والذي يقول شعيب الأرنؤوط أنه صحيح على شرط الشيخين تقول (لا أطيق له نفساً). يا بخاري ويا مسلم أليس كتابيكما أصح كتابين بعد كتاب الله لماذا تخفون الحقائق ولا تبينون الحقيقة.

    (قال: ولكن عائشة لا تطيب له نفساً) هذا المعنى بشكل واضح وصريح أيضاً جاء في (مسند الإمام أحمد، ج43، ص86) نفس الرواية أيضاً الرواية (ولكن عائشة …) والأرنؤوط يقول (إسناده صحيح على شرط الشيخين).

    إلى هنا اتضح أن البخاري ومسلم لم يحفظا الأمانة العلمية بدليل ما ورد في مسند الإمام أحمد.

    الآن تعالوا إلى مسند الإمام أحمد لنرى أنه حفظ الأمانة أم أن الحديث فيه تتمة ولم ينقلها، الإنسان عندما يدخل في عمق التأريخ يجد أي تلاعب حصل في تراثنا، ومع ذلك تريد أن المسلمين يثقون بكل ما ورد في كتبكم، أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت يقول (حدثنا عبد الرزاق) المراد به عبد الرزاق الصنعاني صاحب المنصف الذي هو من شيوخ أحمد بن حنبل (عن معمر قال قال الزهري وأخبرني) بيني وبين الله لنذهب إلى المصنف لعبد الرزاق الصنعاني المتوفى سنة 211هـ، إذن هو بمرتبة شيوخ أحمد لنرى ماذا يقول هذا الإنسان في (المصنف، ج5، ص529) (قال الزهري) الذي كان ينقله عن أحمد قال حدثنا عبد الرزاق عن الزهري (أول ما اشتكى رسول الله في بيت ميمونة فحدثت به ابن عباس فقال أتدري من الرجل الذي لم تسمه عائشة، هو علي بن أبي طالب) إلى هنا اتفق مع البخاري ومسلم ومسند أحمد (ولكن عائشة لا تطيب له نفسا) إلى هنا متفق مع مسند أحمد، ما هي الإضافة؟ (لا تطيب لها نفساً بخير) يعني لا تريد الخير لعلي، وإلا بيني وبين الله أن يكون علي بن أبي طالب في هذا الظرف العصيب يكون بجنب رسول الله ولا يوجد الأول ولا الثاني وغيرهما هذا خير لا يساويه خير، إذن كيف تنسب هذا الخير إلى علي عليه السلام ولذا نجد البخاري ومسلم حذفا (لا تطيب لها نفسا) لأن هذا نقص وعيب لا يمكن أن يسكت عليه، لماذا أنه لا تطيب لها نفساً، بينكم وبين الله لو أن عائشة كانت تقول في عثمان لا تطيب لها نفساً بخير أو في صحابي آخر تقولون هذا تنقيص في صحابي، ولكن في علي إذا قالوه كيف يجيبوا، فالأفضل أن يحذفوه، هذا الذي قلت مراراً وتكراراً أن هو البخاري ومن هو شاكلته هو الهوى الأموي والنهج الأموي، هذا هو المورد الثاني في هذا المجال.

    المورد الثالث ما ورد أيضاً في (صحيح البخاري، ج3، ص779، كتاب التفسير، الباب 114، سورة قل أعوذ برب الناس) هذا النص عجيب، وأنا بودي أن الأعزاء إذا فهموا هذا الحديث فليشرحوه لي، ماذا يريد أن يقول، الرواية (عن زر بن حبيش، قال: سألت اُبي بن كعب، قلت: يا أبا المنذر أن أخاك بن مسعود يقول كذا وكذا) ماذا قال ابن مسعود، قد تقول لماذا لابد أن نعرف لأن اُبي يقول (سألت رسل الله عن ذلك) يسأل عن كذا وكذا، ولذا من هنا دعوتي كلما ورد فلان وفلان، كلما ورد كذا وكذا، كلما ورد أن الجمل غير مترابطة اعلموا أن هناك حذف وتلاعب من إمام الأئمة عندهم هو البخاري، قال: (يقول كذا وكذا، فقال اُبي سألت رسول الله صلى الله عليه وآله) سأله عن ماذا؟ عن كذا وكذا، بينكم وبين الله هذا حديث يذكر في أصح حديث بعد كتاب الله (سألت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي: قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله). من يستطيع أن يحل هذه الرواية، ما هو الكذا وكذا، وماذا سُئل رسول الله، وماذا قيل له، وماذا قال حتى يقول السائل فنحن نقول كما قال رسول الله، بينكم وبين الله أليست هذه مهزلة في أصح كتاب بعد كتاب الله، واقعاً استخف قولهم فأطاعوه استخف هؤلاء الناس بالمسلمين واستطاعوا أن يستخفوهم فتصوروا أن هذا الكتاب أصح كتاب بعد كتاب الله.

    قال: (سألت اُبي ابن كعب قلت: يا أبا المنذر أن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا فقال اُبي سألت رسول الله) عن كذا وكذا (فقال لي) يعني رسول الله (قيل لي، فقلت: قال: فنحن نقول كما قال رسول الله).

    قد يقول قائل: سيدنا في النتيجة هذا الطلسم كيف تحله.

    الجواب: حله موجود عند أحد شيوخ البخاري وهو الإمام الحميدي المتوفى 219هـ والبخاري متوفى 256هـ فهو أحد شيوخ البخاري، في (مسند الإمام الحميدي، ج1، ص367) تحقيق حسين سليم اسد الداراني، دار المأمون للتراث، قال: (أنهما سمعا زر بن حبيش يقول: سألت اُبي بن كعب عن المعوذتين) إذن كذا وكذا المراد المعوذتين (فقلت يا أبا المنذر أن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف) يعني يحذفهما من المصحف، يعني كذا وكذا المعوذتين يعني ليستا من المصحف (قال: إني سألت رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: قيل لي) يعني الله أوحى إليه أن هذه من القرآن (قيل لي قل فقلت) يعني قلت أعوذ برب … لست أنا من أنشأت ليست تعويذة مني بل أمر من الله (قيل لي قل فقلت، فنحن نقول) هذا الذي قال (فنحن نقول كما قال رسول الله). الرواية واضحة الدلالة معلومة، ويكون في علم المشاهدين في (مسند الإمام أحمد، ج35، ص118) تحقيق شعيب الأرنؤوط قال: (سألنا عنهما رسول الله قال: قيل لي فقلت) الرواية (قلت لاُبي أن أخاك يحكهما من المصحف) لا كذا وكذا، يعني يرفع المعوذتين من المصحف.

    إلى هنا اتضح واختم كلامي بما اعترف به نفس البخاري وهو أن هذا الكتاب هل هي ألفاظ رسول الله أو لا، هذا الأصل الأول، هل هي ألفاظ رسول الله أم تلاعبوا بها، اتضح لنا أنها ليست جميعاً ألفاظ رسول الله بل فيها تلاعب وحذف، وثانياً: هل هي منقولة إليها كما جاءت عن رسول الله أو قطعت وقدم فيها واُخر، أنظروا إلى إقرار الإمام البخاري كما في ترجمته في (سير أعلام النبلاء، ج12، ص411) للإمام الذهبي قال: (وقال أحيد بن أبي جعفر والي بخارى قال محمد بن إسماعيل يوماً: رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام) سمعه بالبصرة ولكن كتبه بالشام يعني هناك فاصلة طويلة بين ما سمعه وبين ما كتبه، يعني لا أنه بمجرد ما سمع كتب (ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر، فقلت يا أبا عبد الله) الوالي يقول له (فقلت يا أبا عبد الله بكماله) يعني لا تنساه (فسكت) يعني بكماله أو لا، وإلا لو كان بكماله لكان نطق وقال بكماله وتمامه وأنا أتذكره فأنا حافظ جيد، ولذا أنتم تجدون أولئك الذين يريدون تسويق البخاري يقولون أنه حفاظة لا ينسى شيء، لأنهم يعرفون أنهم إذا لم يقولوا كذلك إذن معناه أنه نسي البعض وتغير البعض، وهناك شواهد كثيرة.

    العلامة شعيب الأرنؤوط في الحاشية يقول: (ويعني هذا أن البخاري يرى جواز الرواية بالمعنى) فهذه الروايات التي ينقلها في صحيح البخاري هي ليست ألفاظ رسول الله، إذن أعزائي هذا إقرار أحد أعلام السلفية يقول بأن البخاري كان يعتقد بجواز نقل الروايات بالمعنى، إذن هذا الذي ورد في صحيح البخاري ألفاظ رسول الله أو ليست ألفاظ رسول الله … فلا تتعاملوا معنا تقولون قال رسول الله في حق أبي بكر وفي حق عائشة كذا وفي حق عمر كذا وفي حق عثمان كذا وفي حق الصحابة كذا، لماذا؟ باعتبار أنه نقل بالمعنى، ولعله فهم البخاري شيئاً ولم يكن مقصود رسول الله، هذا فهم البخاري هذا المعنى الذي فهمه البخاري هذا اجتهاد البخاري، هذا ليس نص حديث رسول الله، أيها السلمون في العالم، إذن التفتوا إلى هذه الحقيقة.

    اتضح لنا هذه الحقيقة التي انتهينا إليها وهي أن ليس كل ما في البخاري هي ألفاظ رسول الله ونص حديث رسول الله، عندما نرجع إلى القرآن الكريم هو النص الإلهي الذي جاء على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين، أما هذه فهي اجتهاد من البخاري فقد يكون قد أصاب وقد يكون قد أخطأ إلا أن تدعوا له العصمة أن كل معنى ذكره لا يختلف عن الألفاظ … وهذا مما لا يمكن أن يتفوه به عاقل فضلاً عن أن يقوله عالم.

    المُقدَّم: ومن هنا نفهم لماذا عرض النحويون عن الاحتجاج بالحديث النبوي، يقولون أغلبه مروي بالمعنى.

    سماحة السيد كمال الحيدري: كما هو الآن هذا النص المتقدم.

    المُقدَّم: معنا الأخ أبو عبد الله من السعودية، تفضلوا.

    الأخ أبو عبد الله: السلام عليكم.

    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ أبو عبد الله: الشيخ ذكر أن أهل السنة يقصون رواية أهل البيت من كتب الحديث.

    المُقدَّم: قال البخاري.

    الأخ أبو عبد الله: البخاري من أهل السنة.

    سماحة السيد كمال الحيدري: البخاري من النهج الأموي وليس من أهل السنة.

    الأخ أبو عبد الله: هذا رأيك أنت.

    سماحة السيد كمال الحيدري: إذن لا تحملني رأيك، لا تقل من أهل السنة، قل كما اعتقد.

    الأخ أبو عبد الله: أنت تقول أن البخاري يقصي آل البيت من كتابه، إذا كان البخاري يقصي آل البيت من كتابه فأنتم تقصون النبي عليه الصلاة والسلام من كتب الحديث لديكم، حيث لا يوجد في كتبكم الحديثية إلا نزر قليل من كلام رسول الله.

    سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب إن شاء الله تعالى عندما نأتي إلى بيان كتبنا الحديثية من أصول الكافي وغيرها سنثبت لك أخي العزيز … قل شيء تعلمه ولا تقل ما لا تعلمه، أنت جاهل بقواعد مدرسة أهل البيت لماذا تتكلم هذا الكلام، أئمتنا يصرحون أن كل ما نقوله فحديثنا هو حديث جدنا رسول الله، فهذه الأحاديث هي أحاديث رسول الله، نحن لا نعتقد أن لأئمة أهل البيت يوجد شيء ليس مأخوذاً لرسول الله، كيف نقصي رسول الله … هم أصح وهم الطريق المعصوم للوصول إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.

    المُقدَّم: الأخ أبو وليد من السعودية، تفضلوا.

    الأخ أبو وليد: السلام عليكم.

    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ أبو وليد: سماحة السيد اليوم ألاحظ منك أنك اليوم تحارب أهل السنة والجماعة وأنت تقول لا فرق بيننا وبين أهل السنة.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز أنت مشتبه جداً، لا أسمح لك أن تكمل هذه الجملة لأنني ذكرت مراراً أنني أعتقد أن أهل السنة والجماعة وسلف هذه الأمة لا يمثله البخاري ولا يمثله ابن تيمية ولا يمثله الوهابية، ابن تيمية والوهابية هؤلاء اتجاه في قبال أهل السنة والجماعة واتضح بالأمس أنهم في قبال سلف هذه الأمة واتضح لكم في هذا اليوم بشكل لا مجال له … وإلا بيني وبين الله أنا اعتقد أن هناك مشتركات كثيرة وكثيرة وكثيرة بين شيعة أهل البيت وبين أهل السنة والجماعة لا الأمويون ولا ابن تيمية ولا الوهابية.

    المُقدَّم: معنا الأخ عبد الرضا من الكويت، تفضلوا.

    الأخ عبد الرضا: السلام عليكم.

    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ عبد الرضا: بإيجاز مختصر، نحن نعاني من هجمة شرسة من الوهابية خصوصاً في المناهج التعليمية للأطفال في المراحل الابتدائية والمتوسطة ونعيش تضارب أفكار عن الأطفال. كما هو الأمر في حديث العشرة المبشرة بالجنة.

    سماحة السيد كمال الحيدري: سيأتي الحديث عن هذا الأمر، وعندها سنبين أن هذا الحديث صحيح أم أنه أيضاً من مخترعات بعض هذه الاتجاهات الأموية.

    المُقدَّم: الأخ ثامر من العراق، تفضلوا.

    الأخ ثامر: السلام عليكم.

    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ ثامر: شيخنا الكريم رأفاً بنا ولا تكشف عن كل سؤتنا فما زالت عورة عمر بن العاص تقبح وجه التاريخ، عندي سؤالان، السؤال الأول هل يمكن لنا القول بأن حديث الثقلين من الأحاديث المحكمة لأن هذا الحديث ينسف كل النظريات والأطروحات ويهدم المباني التي جاءت من غير هذا الطريق. السؤال الثاني من خلال هذا الطرح المبارك والعلمي يتضح أن هذا الحديث صحيح ولا مجال للطعن فيه، إذن لماذا بقي من بقي على ما هو عليه مجافياً ومخالفاً لليقين ولماذا لا ندع ما لا يريحنا إلى ما يريحنا لكي نسلم من الهلكة والعذاب.

    أما الأخوين المتداخلين الأول الثاني فالظاهر أن معلوماتهم قليلة جداً في هذا المجال.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أما السؤال الأول نعم سيتضح لاحقاً أن حديث الثقلين يعد من محكمات حديث الرسول، فمضمونه ليس من المتشابه وإنما هو من المحكم يعني يراد به ظاهره كما شرحنا ذلك بالأمس، وإما الثاني فهذا هو النهج الأموي الذي حاول أن يقصي أهل البيت لأن أهل البيت لو كانوا هم محور هذه الأمة لما استولى عليها أمثال معاوية ويزيد وعبد الملك وأولاد عبد الملك الذين عاثوا في الأرض وفي الخلق فساداً وفسادهم إلى يومنا هذا وهم الذين أسسوا لنظرية أن الحاكم الإسلامي حتى لو سرق مالك وحتى لو ضرب ظهرك لأنه من أولي الأمر، وهم الذين أوصلوا الأمة إلى ما هي عليه الآن، ولكن نشكر الله سبحانه وتعالى أن الأمة الإسلامية الآن عرفت الحقيقة وبدأت تسقط هذه النظرية البائسة وهي عدم جواز الخروج على ولاة الامر الفاسدين، ولا اقتصر بكلامي فقط على أهل السنة سواء كانوا من اهل السنة أو الشيعة من كان فاسداً ومن كان ظالماً ومن كان خائناً للأمانة فيجب على الأمة وجوباً شرعياً لا مجال فيه أن تقطع يد الظلمة والفاسدين من الحكم.

    المُقدَّم: الأخ محمد من إسبانيا، تفضلوا.

    الأخ أبو محمد: السلام عليكم.

    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ أبو محمد: نريد أن ندخل في الموضوع … في صحيح البخاري وليس دفاعاً عنه … كل ما ذكره سماحة السيد في الأحاديث هي ليست أحاديث فيها ذم لأهل البيت …

    سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز أنت حصل عندك خلط، أنا لم أقل أن كل ما ورد في البخاري هو حديث رسول الله، هم قالوا كل ما ورد في البخاري فهو صحيح، لم يقولوا كل ما ورد من الاحاديث في البخاري فهو صحيح، قالوا كل ما بين هذين الدفتين من الكتاب فهو صحيح، إذن كل هذه الكلمات التي قرأناها يعتبرونها صحيحة.

    اختم كلامي بما قاله العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج6، ص93) هذه عبارته وخير عبارة في هذا الكلام، ينقل حديثاً عن البخاري ويعبر عنه بأنه حديث شاذ، قال: (هذا الشذوذ في هذا الحديث مثال من عشرات الأمثلة التي تدل على جهل بعض الناشئين الذين يتعصبون لصحيح ا لبخاري وكذا لصحيح مسلم تعصباً أعمى ويقطعون بأن كل ما فيهما صحيح) يقول هذا تعصب أعمى ولا يصدر إلا من جاهل وإلا من جاهل (ويقابل هؤلاء بعض الكتاب الذين لا يقيمون للصحيحين وزناً فيردون من أحاديثهما ما لا يوافق عقولهم وقد رددت على هؤلاء وهؤلاء في غير ما موضع) وهذا هو الموقف المتوازن، وهو أنه كتاب من الكتاب لابد أن يكون ضمن الموازين فيه الصحيح وفيه الفاسد الذين لابد أن يرد.

    المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/06/25
    • مرات التنزيل : 2034

  • جديد المرئيات