3/9/2009
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته وتقبل الله صيامكم وقيامكم وسائر طاعاتكم واعمالكم، نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، اولا نود ان نعلمكم ونظرا لاهمية الموضوعين موضوع المهدوية اطروحة المهدوية وموضوع الإمامة الموضوع العام الأساسي الذي كان يطرح في برنامج مطارحات في العقيدة تم الاتفاق على ان يكون هناك حضور لسماحة السيد كمال الحيدري يومين في الاسبوع وتقرر ان يكون يوم الاحد خاصا بالاطروحة المهدوية وابتداء من الاسبوع الأول بعد شهر رمضان المبارك، اما يوم الخميس فسيبقى خاصا بما كان جاريا وهو موضوع الإمامة شرائط الإمامة إلى سائر موضوعات الإمامة.
إذن أيضاً سنذكركم في ثنايا هذا البرنامج بما اعلمتكم به الآن، موضوع حلقة اليوم: شروط الإمامة القرآنية القسم الثاني. تحية لكم مشاهدينا الكرام من جديد كما نحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا بكم دكتور.
المقدم: حياكم الله. يعني سماحة السيد في بداية الحديث عن موضوعنا لحلقة اليوم وهو شروط الإمامة القرآنية القسم الثاني يلاحظ ويطرح هذا السؤال من خلال الملاحظة ما هو السبب الحقيقي وراء اهتمام مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في مباحث الإمامة بما لا نجد له نظيرا في المدارس والاتجاهات الإسلامية الاخرى.
آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، اللهم صل على محمد وآل محمد. في الواقع بانه عندما نقف على هذه المفردة العقدية في منظومة المعارف الدينية في مدرسة أهل البيت نجد ان هذه المفردة تعد من اهم المفاصل التي تميز مدرسة أهل البيت عن باقي المدارس والاتجاهات الاخرى، لو اردنا ان نستقرب ذلك من خلال مثال لو جئنا نحن إلى الإنسان على سبيل المثال نجد ان الإنسان يمشي ولو جئنا إلى اي حيوان آخر غير الإنسان كالبقر كالغنم نجده أيضاً يمشي إذن إذا قلنا ان الإنسان موجود ماش لا يكون المشي شيء يميزه عن باقي الحيوانات، اما لو سألنا إذن ما هو الذي يميز الإنسان عن باقي الحيوانات ينبغي ان نشير إلى فصل ذلك.
الفصل بحسب الاصطلاح المنطقي ذلك الفصل يميّز الإنسان عن باقي الحيوانات الأخرى ولذا قالوا في المنطق على سبيل المثال الإنسان حيوان ناطق، في الواقع نحن إذا اردنا ان نميز مدرسة أهل البيت عن باقي المدارس والاتجاهات الإسلامية الأخرى فان مباحث الإمامة تعد من اهم المفاصل أو من اهم المميزات التي تميز هذه المدرسة عن باقي وعن غيرها من المدارس الاخرى.
نعم، يبقى هذا الكلام وهو انه أساساً لماذا ان مدرسة أهل البيت وقفت وتوفرت على مسائل ومباحث الإمامة بما لم تتوفر عليها المدارس الاخرى، الجواب في تصوري واضح جدا باعتبار انه عندما نرجع إلى القرآن الكريم نجد ان القرآن الكريم توفر على هذه المفردة العقائدية في منظومة المعارف القرآنية توفر عليها بشكل تفصيلي فبيّن ما هي حقيقة الإمامة بيّن ما هي مسؤولية الإمامة بيّن ما هي شروط الإمامة، بيّن ما هي موانع الإمامة، بيّن هل ان الإمامة منقطعة أو مستمرة وهكذا عشرات المسائل الأخرى التي عرض لها في مسائل الإمامة، بطبيعة الحال وحيث ان مدرسة أهل البيت لا تنفك عن العترة الذين هم عدل القرآن الكريم نجد ان هذه المدرسة تبعا لائمتهم وتبعا للقرآن الكريم أيضاً توفروا على مسائل الإمامة بشكل تفصيلي وهذا ما لا نجده في الاتجاهات الكلامية وغير الكلامية الإسلامية الأخرى حيث انهم لم يعتنوا بمسألة الإمامة كما اعتنت مدرسة أهل البيت بمسائل الإمامة وهذا نحن أيضاً بحمد الله تعالى توفرنا عليه عندما دخلنا في هذه الدورة الجديدة دكتور تتذكرون هل ان الإمامة أصل قرآني وقفنا على الاسباب الأساسية وراء طرح هذا البحث ثم بعد ذلك لا يعنينا هنا ولو افتح القوس بودي ان المشاهد الكريم يلتفت، ثم بعد ذلك لا يعنينا كثيرا ان نبحث ان الإمامة هل هي أصل من أصول الدين أو ان الإمامة أصل من أصول المذهب لعدم ترتب اي ثمرة على هذا المبحث لذا انا لم اعرض لهذه القضية، نعم عرضت لهذه المسألة وهي هل ان الإمامة تعد ركنا من أركان المعارف القرآنية هل هي داخلة في ضمن أصول المنظومة العقيدة للقرآن الكريم لان القرآن الكريم فيه منظومة عقدية هل ان الإمامة داخلة في هذه المنظومة أو انه ان الإمامة تعد من الأمور الهامشية الثانوية التي لم يعر القرآن لها تلك الاهمية الخاصة، في اعتقادي ان الإمامة داخلة في هذه المنظومة الأساسية لمعارف القرآن الكريم.
المقدم: احسنتم كثيرا سماحة السيد، إذن من هنا تبين السر والسبب الحقيقي وراء اهتمام مدرسة أهل البيت وهي في الواقع الحد الفيصل بين هذه المدرسة والمدارس الاخرى.
آية الله السيد كمال الحيدري: يعني إذا اردنا ان نميّز واحدة من المميزات والخصائص والفصول التي تتميز بها مدرسة أهل البيت عن باقي المدارس الأخرى طبعا هناك مميزات أخرى يعني في مسائل التوحيد أيضاً لنا ما يميّزنا عن باقي الاتجاهات في مسائل النبوة أيضاً كذلك في مسألة العدل أيضاً كذلك ولكن من اهم تلك المسائل مسألة الإمامة.
المقدم: احسنتم كثيرا مع انه (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ).
آية الله السيد كمال الحيدري: هذه ان شاء الله في تفاصيل البحث ان شاء الله دكتور سوف نتوفر عليها باذن الله.
المقدم: طيب يعني بعد ما تفضلتم به سماحة السيد يأتي هذا السؤال ما هي اهم النصوص القرآنية التي عرضت لشروط الإمامة بحسب الاصطلاح القرآني.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، في المقدمة بودي ان اشير إلى هذه المسألة والتي اشرت اليها مرارا وتكرارا، لا تدعي مدرسة أهل البيت ان اسماء الائمة وردت في القرآن الكريم بل يصرحون بأنه لا يوجد هناك عالم ومحقق من علماء مدرسة أهل البيت يدّعي ان الاسماء جاءت في القرآن ولكنه وقع فيها تلاعب، لا ليس الأمر كذلك، اسماء الائمة لم تأت في القرآن الكريم ولكنه هناك سؤال آخر وهو انه هل يمكن ان نحصل من النص القرآني ما يؤدي بنا إلى ان نقطع على ان هناك نص على أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أو لا.
الجواب: نعم، لان للوصول إلى العلم للوصول إلى اليقين للوصول إلى المعرفة اليقينية لا يتوقف على ذكر الاسماء، هناك اساليب متعددة اعتمدها القرآن الكريم لايصال هذه الحقيقة إلى ذهن المسلم ولايصال هذه الحقيقة إلى اتباع ومن يقرأ القرآن الكريم وقلنا ان واحدة من اهم تلك الاسباب هي الاعتماد على طريقة التوصيف يعني ذكر اوصافا لاناس لاشخاص في القرآن الكريم هذه الاوصاف بالقطع واليقين لا مصداق لها ولا يمكن ان تنطبق الا على أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
إذن القرآن الكريم اعتمد اسلوبا أفضل من اسلوب التسمية لان اسلوب التسمية فيه مخاطر كثيرة اولا وثانيا أيضاً لا يؤدي الغرض المطلوب بدليل ان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) استعمل اسلوب التسمية يعني النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في غدير خم وغير غدير خم الم يعتمد اسلوب التسمية، سمّى وصرح واشار وعيّن وجعلهم تحت الكساء إلى غير ذلك ولكن نفع أو لم ينفع؟
المقدم: لم ينفع.
آية الله السيد كمال الحيدري: إذنليس بالضرورة إذا ذكرت الاسماء فانه كان يحقق الغرض الذي من ورائه ذكرت هذه الاسماء هذا اولا، وثانيا يوجد هناك اسلوب أفضل من ذكر الاسماء وهو اسلوب التوصيف يعني ذكر اوصاف لاناس لاشخاص في القرآن الكريم هذه الاوصاف هذه الخصوصيات لا تقبل الانطباق الا على اشخاص معينين الا على أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) من قبيل عنوان الصادقين من قبيل عنوان أهل البيت من قبيل عنوان المطهرين (لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) وعناوين من قبيل عنوان اولي الأمر من قبيل هذه العناوين، من قبيل (يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) هذه العناوين التي هي بطبيعتها عناوين عامة ولكنها مصاديقها أئمة أهل البيت يعني لا تنطبق الا على أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
إذن نحن عندما ندخل في الآيات التي عرضت لمسألة الإمامة نحن لسنا بصدد ان نقول ان هذه الآيات نزلت في أئمة أهل البيت ابدا، لا يقول لنا قائل ان هذه الآيات التي ستقرأونها ما هي علاقتها بائمة أهل البيت؟
الجواب نحن لا نقول ان هذه الآيات التي سنتلوها عليكم انها مرتبطة بائمة أهل البيت ولكن هذه الآيات ما ذكر فيها من خصوصيات وما ذكر فيها من اوصاف وما ذكر فيها من مميزات هذه عندما نستقرئ الواقع الإسلامي عندما نستقرئ صدر الإسلام عندما نستقرئ اصحاب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لا نجد له مصداقا الا علي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
إذن المدعى انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت ان هذه الآيات التي سأقرها لا ادعي ان هذه الآيات نزلت في أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) حتى يقول لنا قائل ان بعض هذه الآيات مرتبطة بابراهيم (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) بعضها مرتبطة بانبياء بني اسرائيل (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ )، بعضها مرتبطة باهل الكتاب (فَاسْأَلُوا أهل الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) وهكذا، لا، انا لا ادعي، بودي ان المشاهد الكريم يلتفت إلى هذا النهج الذي اعتمده في فهم هذه الآيات، لا يقول لي قائل ان بعض علماء مدرسة أهل البيت لا يقولون كذلك، لهم اجتهادهم وهو محترم الا اني لا اوافق على ذلك المنهج وهو ان كل آية وردت في القرآن نقول هذه مرتبطة بأهل البيت لا ليس الأمر كذلك، وهم أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) صرحوا بهذا النهج بهذا الطريق بهذا المنهج الذي انا اشير إليه قال لو تدبرتم القرآن كما في مضمون بعض الروايات حق تدبره لوجدتمونا مسمّين في القرآن، ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم، قال الصادق (عليه أفضل الصلاة والسلام) يهدي الينا، كيف يهدي اليكم يابن رسول الله؟ باعتباره يقول انظروا إلى الواقع الإسلامي من هم الاقوم إذا وجدتم من هم اقوم منا ومن هم اعلم منا ومن هم اطهر منا ومن هم أكثر صدقا وصداقة وايمانا منا اتبعوه.
إذن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بشكل واضح وصريح يقولون القرآن يقول (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) انا الصراط المستقيم، قال الإمام السجاد نحن الصراط المستقيم، جيد جدا هل يستطيع احد آخر ان يدعي هل يستطيع غيرهم ان يدعي هذا الادعاء أو لا، هؤلاء قالوا نحن مصداق الصراط المستقيم في القرآن الكريم، نحن مصداق المطهرين في القرآن الكريم، نحن مصداق (كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) نحن مصداق الصادقين في القرآن الكريم، نحن مصداق أهل الذكر في القرآن الكريم، نحن الذين قصد بنا اولي الأمر في القرآن الكريم، الآن إذا يوجد احد يدعي غير هذا فلنرى واقعا تنطبق عليه هذه العناوين أو لا تنطبق.
إذن المنهج الذي اعتمده منهج بيان القضايا أو الكليات من القرآن الكريم ولكنه هذه القواعد العامة أو الصفات أو التوصيفات العامة لا تجد مصداقا لها استقرائيا سواء كان استقراء تاريخي أو استقراء علمي اي نحو من انحاء الاستقراء لن تجد له مصداق الا علي وأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، في الواقع بانه الآيات التي اريد ان اشير اليها هناك عشرات من الآيات التي استدل بها على مسألة الإمامة القرآنية شروط الإمامة ليس إمامة أئمة أهل البيت، اؤكد مرة أخرى انا اتكلم في الإمامة بحسب الاصطلاح القرآني يعني في الإمامة التي عبّر عنها القرآن الكريم في سورة البقرة (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) هذه الإمامة ما هي شروطها ما هي موانعها، حتى يتضح للمشاهد الكريم انا اضرب امثلة الآن عندما نأتي إلى إمام الجماعة أو عندما نأتي إلى مرجع للفتوى الشرعية مراجع الفقه الذين يفتون في المسائل الفقهية واحدة من الشروط التي نذكرها لهم ان يكون عادلا هذا معناه انه لو فقد هذا الشرط هل يمكن الرجوع إليه أو لا يمكن الرجوع اليه؟ لا يمكن الرجوع اليه، نقول لو ثبت افترضوا في الشهادة في باب القضاء عندما يطلب البينة والشاهد يأتي لو ثبت فسقه هل الفاسق يحق له أو تقبل شهادته أو لا تقبل؟ لا تقبل.
إذن نحن هنا نتكلم عن الشروط كالعدالة بالنسبة إلى إمام الجماعة، كالعدالة بالنسبة إلى مرجع الفتوى في الفقه، هل ان الإمامة القرآنية ذكرت لها شروط واذا ذكرت فما هي تلك الشروط، وهكذا هل ذكرت هناك موانع للإمامة القرآنية أو لم تذكر، يعني كما الآن عندما نأتي إلى باب القضاء نجد انهم قالوا إذا كان الإنسان فاسقا تقبل شهادته أو لا تقبل؟ نريد ان نسأل القرآن الكريم الإمام إذا كان فاسقا بتعبير القرآن الكريم إذا كان ظالما فهل يحق له ان يتصدى الإمامة القرآنية موقع الإمامة القرآنية أو لا يحق له.
هنا قد يأتي إلى ذهن المشاهد يتصور انا أقول بانه في حال فسقه لا يحق له، طبيعي إذا كان الشخص فاسقا ففي حال الفسق هل يحق له ذلك أو لا يحق؟ جزما لا يحق، انما كلامي ليس في هذه الصورة انما كلامي في صورة انه لو تلبس في آن ما من حياته بما يؤدي إلى ان يكون ظالما فاسقا، ظالما مشركا، هل بعدما آمن هذا يستطيع ان يجلس في مقام الإمامة الابراهيمية أو لا يحق له ذلك؟
التفتوا قد الآن الإنسان صار مؤمنا مسلما والاسلام يجب عن ما قبله ولكن كان مشركا والآن آمن وسلّمنا ان ايمانه ايمان صادق وليس ايمان غير صادق ايمان حقيقي ولكن تلبسه بالشرك آن ما هل يمنعه من الإمامة الابراهيمية وهذا المقام الابراهيمي أو لا يمنعه؟ لا نريد ان نقول يمنعه من كل شيء لا لا، إذا صار مؤمن يمكن ان يكون مرجع فتوى، يمكن ان يكون قاضيا يمكن ان يكون إمام جماعة ما في مشكل نحن حديثنا في الإمامة الابراهيمية (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا).
إذن حديثنا ان شاء الله تعالى من هذه الليلة ولعله لحلقات متعددة نريد ان نتكلم عن شروط الإمامة القرآنية ومن القرآن لا نتكلم الآن عن أئمة أهل البيت بعد ذلك، نعم بعد ان اثبتنا الإمامة القرآنية وانها مقام وراء النبوة والرسالة نسأل عن شروطها اولا، ونسأل عن موانعها ثانيا فإذا اتضحت لنا شروط الإمامة القرآنية وموانع الإمامة القرآنية نسأل هذا السؤال هل هي مستمرة ام انها منقطعة فإذا ثبت انها مستمرة قرآنيا نسأل في من مستمرة واين مصاديقها في زماننا وقبل زماننا وبعد زماننا، هذا هو فهرسة البحث هذا هو منهج البحث، إذا اتضح ذلك أحاول الآن ان اشير إلى بعض الآيات التي عرضت لذلك.
في الواقع بانه انا لا اريد ان اقف على آيات كثيرة في هذا الباب ولكنه اكتفي بآيات ثلاث، الآية الأولى وهي الآية التي عرضنا لها في القسم الأول من هذه الأبحاث وهي الآية (35) من سورة يونس، هناك قلنا بأنه هذه الآية المباركة من الآيات الأساسية التي عرضت لهذا البحث وهو قوله تعالى (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ) قلنا هذا المقطع من الآية لا علاقة لنا به وبينا قاعدة تفسيرية قلنا بان الآية يمكن ان تجزأ وتؤخذ متصلة وتؤخذ منفصلة ومجزأ وقلنا واحدة من اهم قواعد تفسير هذا البحث وعرضنا لهذا البحث ولهذه القاعدة فيما سبق، محل الشاهد من هذه الآية وهي الآية (35) من سورة يونس قال (أَفَمَنْ يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) هذه هي الآية الأولى التي سوف نقف ان شاء الله تعالى عليها.
الآية الثانية وهي الآية الواردة في سورة الانبياء في الآية (73) قال تعالى (وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الآية إذن تتكلم عن الائمة وما هي خصوصيات الائمة (وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا (ثم قالت) وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ) هذه خصوصيات الائمة.
الآية الثالثة وهي الآية الواردة في سورة السجدة الآية (24) وهي الآية التي قرأناها مرارا للمشاهد الكريم وهي قوله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ) هذه هي الآيات الثلاث التي سوف نتوفر عليها ان شاء الله تعالى بالاضافة إلى الآية التي ابتدأنا بها هذه الأبحاث جميعا قال تعالى (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
إذن كم آية صار عندنا، عندنا اربع آيات هذه الآيات ان شاء الله تعالى سنحاول ان نتوفر عليها في الأبحاث والحلقات القادمة، ولكن هنا سؤال دكتور انا بودي ان اشير إليه لأنّه قد يسأل أو يتساءل لا اقل البعض يخطر على ذهنه مثل هذا السؤال وهو انه إذا كانت الإمامة ومفردة الإمامة لها هذه الاهمية القصوى في منظومة المعارف الدينية فلماذا لم يعتن بها القرآن الكريم مزيد عناية ولم يبرزها بما تستحق وموقعها في هذه المنظومة العقدية والمعارف القرآنية هذا التساؤل عادة يطرح ولعله سمعتموه من فضائيات متعددة ومن اشخاص متعددين انه لو كانت الإمامة بهذه الدرجة من الاهمية ولها هذا الموقع الأساسي في منظومة المعارف الدينية إذن لماذا لم يتوقف عندها القرآن كما ينبغي، في مقام الجواب انا اريد ان اشير إلى جوابين ان صح التعبير عن هذا التساؤل.
الجواب الأول: نحن لا نوافق ان القرآن لم يعتن بهذه المفردة العقدية من قال لكم ان القرآن لم يعتن بهذه المفردة العقدية بل نحن نعتقد في مدرسة أهل البيت ان القرآن الكريم اعتنى بهذه المفردة وهي مفردة الإمامة اعتناء وهي الإمامة العامة ما اتكلم عن إمامة أهل البيت، في مبحث لاحق سيتبين ان هذه الإمامة استمرارها اين موجود؟ موجود عند إمامة أهل البيت (عليهم السلام) انا اتكلم في الإمامة القرآنية العامة أو الإمامة العامة لا الإمامة الخاصة، نحن لا نوافق على ان القرآن الكريم لم يعتن بهذه المفردة بل نحن نعتقد ان القرآن الكريم اعتنى بهذه المفردة مزيد اعتناء وعناية واولاها عناية لعله لم يولها لكثير من المعارف القرآنية على سبيل المثال انظروا إلى هذه الآيات الاربع التي اشرنا اليها وهي الآية (124) من سورة البقرة والآية (35) من سورة يونس والآية (73) من سورة الانبياء والآية (24) من سورة السجدة هذه الآيات الاربعة الآن لا اريد ان ادخل في تفاصيل أكثر في هذه الآيات.
انظروا إلى هذه الآيات اولا في آية سورة البقرة قال (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وانتم تعلمون جيدا لو جئنا إلى القرآن الكريم لنعرف ما الظلم وما هي مراتب الظلم ومن هم الظالمون وما هو مصيرهم وما هو دورهم وما وما نجد عشرات الآيات التي تتمحور تدور تكون كالاقمار لهذا المركز وهو الظلم والظالمين في القرآن الكريم، صحيح اننا نستدل في آية واحدة في سورة البقرة ولكن حول هذه الآية لتوضيح مفهوم هذه الآية هناك العشرات من الآيات الأخرى التي تدخل في ضمن منظومة هذه الآية يعني بيان الظلم والظالمين ولذا تجد القرآن الكريم بشكل واضح وصريح قال (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) وهذا يكشف لك عن ان الظلم له مرتبة أو له مراتب متعددة؟ مراتب، لأنّه بيّن انه اعظم مراتبه هو الشرك إذن ويوجد دونه مراتب سبحانك اني كنت، يونس ماذا يقول (سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) مع انه نبي من انبياء الله ومعصوم باتفاق علماء المسلمين لأنّه يونس انما قال هذا الكلام في حال نبوته والجميع متفق ان النبي في حال نبوته هو معصوم ومع ذلك يعبّر عن نفسه اني كنت من الظالمين.
إذن عشرات الآيات بل ان لم اقل المئات من الآيات تدور في فلك هذا المحور لكي نفهم هذه الحقيقة، انظروا إلى مفردة الصبر (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا) تعالوا انظروا إلى القرآن وانزلوا إلى القرآن انظروا ماذا يتكلم عن الصبر والصابرين ودرجاتهم ومقاماتهم وما يؤول إليه امرهم إلى غير ذلك، حتى يؤول الأمر حتى وصل الأمر ان القرآن من اوضح صفات ومقامات انبياء اولي العزم يقول هو الصبر (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) هذا يكشف لك ان الصبر له مرتبة أو له مراتب؟ له مراتب، يقول لك أنت يجب عليك ان تصبر أي صبر؟ صبر اولو العزم وهذا يكشف عن انه هناك صبر دون هذه المرتبة وصبر وصبر إلى غير ذلك، (لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ) ما هو اليقين في القرآن وما هي درجات اليقين في القرآن من علم اليقين إلى حق اليقين إلى عين اليقين وهذه اصطلاحات قرآنية.
إذن لكي نفهم الموقن والموقنين وما هي خصوصيات الايقان لابد ان نقف على عشرات الآيات القرآنية، انظروا إلى قوله تعالى (وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) العبودية (وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) وهذا كله يدل على الاستمرارية وبحثه ان شاء الله سيأتي، ما هي العبودية وما هي العبادة وعشرات الآيات تدور حول هذا المحور، أو قوله (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) ووقفنا مفصلا فيما سبق انه ما هي الهداية وما هي اقسام الهداية وما هي مراتب الهداية إذن ليس الأمر كما يقال ان القرآن الكريم لم يعتن بأمر الإمامة، كيف يمكن لعاقل كيف يمكن لمتدبر تدبر القرآن الكريم الا على قلوب اقفالها (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
نعم، إذا كان على القلب قفل عند ذلك يقول ان القرآن لم يعرض لهذه المسألة، والا بحسب فقط هذه المفردات التي اشرنا اليها مفردة الظلم، مفردة الصبر، مفردة اليقين، مفردة العبودية، مفردة الهداية هناك عشرات من الآيات تدور وكلها مرتبطة بمحور الإمامة، واي عناية اعظم من هذه العناية هذا هو الجواب الاول.
الجواب الثاني: الذي بودي ان يلتفت إليه المشاهد الكريم اخواني الاعزاء هذه قاعدة اسسها للمشاهد الكريم لابد ان يلتفت اليها بشكل جيد، اخواني الاعزاء لا قلة الآيات دليل على عدم أهمية موضوع ولا كثرة الآيات دليل على أهمية موضوع، هذه لابد ان يلتفت اليها يحاول البعض ان يغالط يقول لو كانت مهمة إذن لعرض لها القرآن باكثر من آية ولكنه لم يعرض لها الا آية أو آيتين إذن يريد ان يستنتج كأنه توجد كبرى وكل ما لم يذكره القرآن الا في مورد فهو ليس بمهم ولا يشكل موقعا اساسيا في المنظومة العقدية كأنه هكذا مع انه هذه الكبرى باطلة، لا قلة الآيات دليل على عدم الاهمية ولا كثرة الآيات دليل على الاهمية، طبعا هذه القاعدة انا اقولها لا مطلقا بنحو الموجبة الجزئية بمعنى انه نحن نجد في القرآن الكريم هناك مجموعة من الأبحاث الأساسية في القرآن الكريم ولكن القرآن الكريم لم يعرض لها الا لمرة واحدة من قبيل خصائص الإنسان الكامل في القرآن انتم تعلمون في اول سورة البقرة يعني الآية (30) من سورة البقرة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً) فهذه الآية لم تتكرر في القرآن لا يقول لنا قائل خلائف ومستخلف لا ابدا، هذه الآية بهذا المضمون وما يرتبط بها لم يتكرر في القرآن الا هنا، هذا معناه ان الإنسان الكامل بحثه ليس مهما في القرآن الكريم لأنّه عرض لمرة واحدة! ابدا، مثال اوضح اذكر، الجميع يعلم باتفاق كلمة علماء التفسير والمحققين ان آية الكرسي من اهم الآيات لعله اعظم آية في القرآن الكريم، سيد آيات القرآن الكريم.
سؤال: كم مرة ذكر بحث الكرسي في القرآن؟ لم يذكر الا في هذا المورد، هذا يعني ان معناه ان بحث الكرسي ليس مهما في القرآن! إذا لم يكن مهما لماذا صارت هذه الآية سيد آيات القرآن الكريم، لماذا صارت اهم آية في القرآن الكريم.
إذن اخواني الاعزاء لا كثرة الآيات دليل على الاهمية ولا القلة دليل على عدم الاهمية هذا مضافا إلى انه ثبت لنا في الجواب الأول ان الآيات كثيرة في الإمامة أو قليلة في الإمامة؟ كثيرة في الإمامة، ولذا في الجواب الثاني كأنه نحن نتنزل من الناحية العلمية نقول لو سلمنا مع السائل ومع المستفهم انه لماذا لم تأت آيات كثيرة نقول نسلّم معكم نفترض صحيح انه لم تأت آيات كثيرة ولكن لا يدل على عدم كثرة الآيات على عدم الاهمية والا ماذا يقول السائل أو الذين يشيرون إلى هذه الاشكالية ماذا يقولون في مسألة إمامة اولو العزم، القرآن الكريم اشار إلى إمامة ابراهيم الخليل قال (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) ماذا تقول ان النبي الأكرم كان إماما أو لم يكن إماما، هذه الإمامة نالها أو لم ينلها؟
المقدم: قطعا نالها.
آية الله السيد كمال الحيدري: اشار القرآن إلى ذلك أو لم يشر؟ لم يشر القرآن، هذا معناه انه إمامة النبي ليست مهمة! إذن لا الكثرة دليل على الاهمية ولا القلة دليل على عدم الاهمية طبعا بنحو الموجبة الجزئية كما يقولون، بل عدم الذكر أيضاً لا يدل على عدم الاهمية هناك كثير من المقامات ومن الدرجات ومن الأمور والخصوصيات التي ذكرت للخاتم (صلى الله عليه وآله) ولكنه عندما نأتي إلى القرآن الكريم لعله لا نجد ما يدل عليها صراحة من قبيل اول ما خلق نور نبيكم وهذا معنى متواتر بين ومقبول بين جميع الاتجاهات الإسلامية ان الله سبحانه وتعالى اول ما خلق هو الخاتم (صلى الله عليه وآله) هو نور الخاتم (صلى الله عليه وآله) ولكنه اين اصله هذا في القرآن، طبعا في عقيدتي ان اصله موجود في القرآن هو قوله تعالى (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) هذه الاولية هي الاولية الرتبية وليست الاولية الزمانية وهذا بحث موكول إلى محل آخر.
إذن إلى هنا انتهينا إلى هذه النقطة اخواني الاعزاء وهو اننا نحاول باذن الله تعالى في الحلقات القادمة ان نتوفر على هذه الآيات الاربع وما هو مرتبط كآيات اقمارية تدور في فلك هذه الآيات التي اشرنا اليها.
المقدم: احسنتم، معنا الأخ خالد من السعودية تفضلوا.
المتصل الأخ خالد من السعودية: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ خالد من السعودية: ودي ان تسمح لي بدقيقتين فقط، انا عجبني كلام السيد لما قال ان هناك ادلة على الإمامة وانها في منزلة بعد النبوة، طيب نحن نعرف وتعلمنا ان الخلفاء الذين هم ابو بكر وعمر لما اخذوا الخلافة ومن بعدهم عثمان هم لم يؤمنوا بهذه الولاية وبدليل انهم اخذوها من علي بن أبي طالب ثم بعد ذلك نأتي ونستدل على الإمامة من القرآن الكريم كما ذكر الشيخ، السؤال الآن يأتي كيف نستدل بآيات القرآن الكريم التي ذكرها الشيخ والتي ستأتي فيما بعد في حين ان القرآن هذا الذي بين ايدينا معروف عند عامة المسلمين ان من جمعه وكتبه وجمع شتاته هو ابو بكر وعمر وعثمان حتى علي أبي طالب لم يكن له دور في ذلك، فكيف نجمع بين الاستدلال بهذا القرآن وبين ان نثق بمن اوصل الينا القرآن الكريم وهم ينكرون هذه الولاية ولم يؤمنوا بها اتمنى ان يكون هناك دليل؟
المقدم: ان شاء الله، السؤال واضح.
آية الله السيد كمال الحيدري: أخي العزيز انه دعوى بانه أساساً ان علي بن أبي طالب لم يكن له دور في جمع القرآن انا بودي إذا جنابك ان شاء الله أهل مطالعة ترجع وتطالع نحن لا نقبل ان القرآن الكريم لم يجمع في زمن الرسول الاعظم، نحن نعتقد بأن القرآن كان قد جمع في زمن الرسول الأعظم وليس من المنطقي وليس من العقل بل وليس من الصحيح ان رسولا يريد ان يجعل كتابا لامته يكون هو سبيل هدايتهم إلى يوم القيامة ويجعله على الجلود ويجعله متفرقا في ايدي الصحابة ولا يهتم هو بجمعه والا لازمه ان تقبل أنت ان الأول والثاني كانوا احرص من رسول الله في جمع القرآن من رسول الله وهذا ما لا يمكن لعاقل ان يتفوه به ان القرآن لم يكن مجموعا على عهد رسول الله حتى يحتاج إلى ان يأتي من بعده من يجمع ذلك، والدليل على ذلك الدليل على انه كان مجموع انه واحدة من اهم الادلة الآن ما اريد ان ادخل في التفاصيل ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله. إذا كان هذا الكتاب متفرق بين مئات الصحابة وآلاف الصحابة هل يصدق عليه هذا كتاب الله هذا مفرق وليس له مرجعية حتى يرجع اليه.
إذن دعوى ان القرآن الكريم لم يكن مجموعا على عهد رسول الله وانه احتجنا إلى زمان حتى يجمع على عهد الأول أو الثاني أو الثالث وانه فلان وفلان هذا الكلام من الناحية التاريخية ومن الناحية التحقيقية نحن اتباع مدرسة أهل البيت أخي العزيز نحن لا نوافق على ذلك وبامكانك انا عندي كتاب انه أساساً من جمع القرآن في كتابي أصول التفسير والتأويل يمكنك ان ترجع ولا اقل تسمع ادلتنا.
اما السؤال الثاني وهو انه أساساً كيف يمكن للأول والثاني وغيرهم هؤلاء الذين جمعوا القرآن وخالفوا عليا، لا، نحن لم تثبت لنا عصمة الأول والثاني لعلهم فهموا وقناعتنا انهم فهموا الا انهم لم يعملوا وكم من الصحابة الا ان تدعي جنابك ان الخلفاء كانوا معصومين وهذا انتم ما لا تقبلونه حتى لرسول الله فكيف تعطونه لغير رسول الله من الصحابة، هذا ثانيا، وثالثا قلت ما هو الدليل الواضح على انه يثبت ان الإمامة لا تكون الا لعلي، اتذكر إذا الأخ العزيز كان يتابع ابحاثنا (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) نحن اثبتنا ان اولي الأمر لابد ان يكونوا معصومين بنص الآية المباركة ولم يثبت احد من الخلفاء بل ولا واحد من الصحابة انه معصوم إذن لا ينطبق عليهم عنوان اولي الأمر لا ينطبق على الأول والثاني والثالث فضلا عن حكام زماننا وانما هذا العنوان يختص بالمعصومين (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
ودليل آخر بنحو الاختصار اشير إليه وان شاء الله الأخ العزيز سوف إذا يتابعني سيجد الجواب الشافي قوله تعالى (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) نقول ان المراد من الظلم من اوضح مصاديق الظلم هو الشرك (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) ونحن نعتقد ان الآية قالت بينت ان من تلبس في حياته آن ما بالشرك فلا يحق له ان يتصدى هذه الإمامة، تقول ما الدليل؟ أقول انتظر ان شاء الله سنبحث وأنت تقبل معنا ان الأول والثاني والثالث واكثر الصحابة بل كل الصحابة الا علي كما هو ثابت باتفاق المسلمين (كرم الله وجهه) لم يسجد لصنم قط، وهذا لم يثبت لاحد لا الأول ولا الثاني ولا الثالث وانما كانوا مشركين نعم اسلموا امنوا بعد ذلك ولكن الآية المباركة تشير بشكل واضح من تلبس بالظلم آن ما حياته فانه لا يحق له ان يتلبس أو بهذه الإمامة القرآنية.
المقدم: احسنتم كثيرا، نأخذ هذا الاتصال سماحة السيد معنا الأخ ابو ابراهيم من فرنسا تفضلوا.
المتصل الأخ ابو ابراهيم من فرنسا: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ابو ابراهيم من فرنسا: سيدنا لو تأملنا في مقام الإمامة في القرآن يمكن ان نرى انه مقام الإمامة التي اعطاها الله لابراهيم (عليه السلام) هي كانت جراء امتحان امتحنه الله لابراهيم (عليه السلام) فانا اريد ان افهم بين الابتلاء وبين الامتحان، الإمامة التي اعطيت لاهل البيت (عليهم السلام) كانت ابتلاء من الله لان القرآن يعبر عنها (لَمَّا صَبَرُوا) اي ان الله سبحانه وتعالى مثلا اعطى الإمامة لسيدنا ابراهيم (عليه السلام) بعد الابتلاء، فهل ان هذه الإمامة تنطبق على أهل البيت على الإمام علي (عليه السلام) وعلى أئمة أهل البيت ام هي خلاف ذلك، اما السؤال الثاني ما معنى بأمرنا (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا )؟
المقدم: طيب، عندنا ثلاث دقائق تفضلوا سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اما فيما يتعلق أخي العزيز ابو ابراهيم فيما يتعلق (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) هذا تقدم عنه البحث مفصلا وتفصيليا في الأبحاث السابقة وليس المراد من امرنا لا هو الأمر التشريعي ولا هو الوحي وانما هنا هو الهداية الخاصة التكوينية التي تصاحب الأمر التكويني وهو كن فيكون وتقدم بحثه مفصلا فيما سبق، اما فيما يتعلق بالسؤال الأول وهو انه هل انه لكي يصل الإنسان إلى مقام الإمامة هل يشترط ان يمر زمانيا بابتلاء أو لا يشترط؟
الجواب والاوصياء والاولياء والصالحين يختلفون بعضهم لكي يصل إلى هذا المقام يحتاج إلى ابتلاءات لكي يصل إلى هذا المقام الاعلى وجميع الائمة مروا بهذه المقامات، نحن نعتقد ان الائمة وهم في بطون امهاتهم وبعد ما يولدون نعم لهم مقامات ولكن هذا المقام الاعلائي الذي هو وساطة الفيض بين الله وبين خلقه لا يصله الا بعد زمان الآن هذا الزمان قد يطول وقد يقصر ولكنه ليس بالضرورة والا ماذا تقول أنت في عيسى (عليه أفضل الصلاة والسلام) الم يكلم الناس في المهد وهو في المهد، كيف وصل إلى هذا المقام؟
الجواب في جملة واحدة وارشد الأخ ان يرجع إلى كتابي العصمة هناك بينت ان الله سبحانه وتعالى يعطي بعض المقامات ويصطفي على أساس ما يعلمه من العبد انه لو امتحنه لخرج من الامتحان ناجحا مظفرا موفقا على هذا الأساس يعطيه مثل هذه المقامات.
المقدم: احسنتم كثيرا شكرا لكم، حياكم الله، مشاهدينا الكرام نشكركم شكرا جزيلا ونشكر باسمكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، نلتقيكم ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه…
- تاريخ النشر : 2011/10/18
- مرات التنزيل : 2534
-