نصوص ومقالات مختارة

  • المهدي في صحاح مدرسة الصحابة (ق3)

  • 1/11/2009
     المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الكرام المنتجبين.
    تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية عنوان حلقة هذه الليلة (المهدي المنتظر في صحاح مدرسة الصحابة القسم الثالث) سنقف وإياكم إنشاء الله تعالى عند جملة من الأمور التي تتعلق بهذا الشأن، وبصحبة سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المقدم: تفضلتم بذكر مجموعة من الأمور فيما سبق فهل هناك بعض الملاحظات والاستدراكات قبل الدخول في موضوع حلقة اليوم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    اعتقد أن المتتبع والمشاهد لهذا البرنامج وجد أنه إلى الآن بأننا لم ننقل ولا رواية ولا حديث واحد من مصادر مدرسة أهل البيت (عليه أفضل الصلاة والسلام) يعني نحن لم ننقل لا من كتاب أصول الكافي ولم ننقل من كتب الشيخ الصدوق، ولم ننقل من كتب العلامة صاحب البحار ولا المجلسي، ولكنه كل ما نقلناه فهي روايات ونصوص صحيحة متفق على صحتها ومعترف بأنها ورادة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من صحاح ومسانيد مدرسة الصحابة، يعني من صحيح البخاري من صحيح مسلم، وغير ذلك من المسانيد والصحاح التي يعتمدونها في مصادرهم. والسبب الذي دعاني إلى هذه المنهجة المتبعة في هذه الأبحاث هو أنه حتى يتضح للمسلمين جميعاً أن مسألة المهدي المنتظر والأطروحة المهدوية ليست عقيدة مختصة بمدرسة أهل ا لبيت، بل هي متفق عليها بين جميع علماء المسلمين، ولا يخالف فيها إلا جاهل أو مكابر أو معاند كما صرحت كلمات علماء مدرسة الصحابة بذلك، أنه لا يمكن إنكار هذه العقيدة ومن أنكرها إما جاهل أو معاند أو مكابر ونحو ذلك.
    وهنا لابد أن أشير إلى أن النتائج التي انتهينا إليها إلى الآن، يعني في الحلقات السابقة:
    أولاً: لابد أن يخرج في آخر الزمان من يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وهذا كما ورد في سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني، ج4، ص38، الحديث 1529، هذا الأمر الأول، وهو مورد اتفاق جميع المسلمين، بل أوسع من ذلك أيضاً.
    الأمر الثاني: أن هذا الشخص الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً أنه من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) فهو معروف النسب، معلوم إلى من ينتمي، لا أنه غير واضح النسب وغير واضح الهوية الشخصية.
    الأمر الثاني: الذي وقفنا عنده جيداً في الحلقة السابقة، قلنا أنه ليس فقط من أهل بيت النبي وأنه من سلالة علي وفاطمة، بل هو من العترة، وبينّا أن العترة في جملة من الأحيان قد تطلق وتكون أخص من ماذا؟ من عنوان أهل البيت وإن كان في حديث الثقلين النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال: عترتي أهل بيتي، الآن أنا لا أريد أن أدخل في ذلك التفصيل، ولكنه هو من العترة، ومن الواضح أنه لو كان هناك بحث في مسألة أهل البيت وأن هذا العنوان يشمل نساء النبي أو لا يشمل، فلا بحث عند أحد أن العترة لا تشمل نساء النبي أو أعمامه أو غير ذلك إلى آخره.
    الأمران الثاني والثالث أشار إليهما أيضاً الألباني في الجزء الرابع، ص39، تحت رقم الحديث 1529.
    الأمر الرابع: وهو أن هذا الإنسان وأن هذا الإمام وأن هذا المصلح، وأن هذا الذي عبر عنه النبي (صلى الله عليه وآله) أنه منا يصلي خلفه عيسى الذي هو نبي من أنبياء أولي العزم. أؤكد مرة ثانية وثالثة وعاشرة أن هذا الإنسان وصل إلى مقام أن يكون إماماً لنبي من أنبياء أولي العزم. وهذه حقيقة لم تثبت لأحد، ولذا بعد ذلك سنقرأ أن هذا الإنسان وصل إلى مقامات عالية، أنه ختم الولاية المحمدية، يعني الولاية المحمدية سوف تظهر على يد من؟ على يد هذا المصلح الإلهي الذي بشر به الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وسأقرأ أيضاً عبارات علماء المسلمين بهذا الاتجاه. وهذا المعنى أشار إليه العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الخامس، ص371، الحديث 2293، وهذه الأحاديث قرأناها، وأنا بودي هنا أن أقول جملة واحدة للمشاهد الكريم، أيها الأخوة المشاهدون الأعزاء، أنا بودي أن هذه المصادر، والآن الأقراص الكمبيوترية والحمد لله موجودة، بإمكانكم أن تدخلوا من خلال هذه الأقراص على هذه الكتب لتروا صحة ما أنقله بالدقة العلمية، لا أزيد عليها شيئاً ولا أنقص منها شيئاً، حتى لو كان الذي أنقله عنهم لا أتفق معه من حيث الاعتقاد ومن حيث النتائج، ولكنه الأمانة العلمية تقتضي أن ننقل كل الكلام، لا هذه الطريقة غير العلمية غير المنهجية، الطريقة المبتسرة، الطريقة التي تحاول أن تجزأ، وهو أن يضعون أمامهم جهاز كمبيوتر ويقرأون العبارة، لا يقرأون قبلها ولا بعدها ولا يعلم المصدر من أين. وأنتم تعلمون التلاعب الكبير الموجود، أنا أقرأ أقول هذا الكتاب، هذا هو المصدر، هذه هي العناوين، بودي أن الأخوة المشاهدين الأعزاء يلتفتوا إلى هذه المصادر بشكل دقيق.
    هذه هي الحقائق الأربع التي وصلنا إليها وانتهينا إليها، على أي أساس، على أساس مصادر السنة. العلامة الألباني في المجلد الرابع من سلسلة الأحاديث الصحيحة، هكذا يقول، هذه خلاصة ما انتهينا إليه في الأبحاث السابقة، يقول: وممن صحح هذه الأحاديث – أحاديث الإمام المهدي أو أحاديث المهدي المنتظر، أنا لا أقول إمام وإن كانت النصوص تقول أنه إمام لأنه عيسى يأتم به، إذن هو إمام، وأي إمامة أعظم من الإمامة لمأموم هو نبي من أنبياء أولي العزم. أنتم على رؤساءكم وحكوماتكم وملوككم الذين لا يعلم أولهم من آخرهم تعبرون عنهم أنهم أئمة، يعبرون عنهم أنهم ولاة الأمر، وتقولون تجب طاعتهم، فكيف بكم لا تعبرون عن المهدي أنه إمام، والنصوص الصحيحة الصريحة الواضحة المتفق على صحتها بين جميع علماء المسلمين بمختلف اتجاهاتهم يقولون هو إمام لعيسى الذي هو نبي من أنبياء أولي العزم، وأي مقام هذا. بينكم وبين الله فليدلني أحد على مراتب أدنى من هذا لواحد ممن تدعون له تلك المقامات، أين يوجد هذا أن يصلي خلفه عيسى وليس عيسى نبي – إن صح التعبير هذا التعبير مني وإن كان فيه إساءة وقلة أدب- من الدرجة الثانية أو الثالثة، بل هو نبي من الدرجة الأولى لأن هؤلاء هم أنبياء أوليا العزم، (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) (وتلك الرسل فضلنا بعضهم). هؤلاء من كبار الأنبياء، خصوصاً عيسى الذي هو له مقامات عالية في القرآن الكريم، وهو ينزل ليأتم بشخص هو المهدي المنتظر.
    انظروا ماذا يقول العلامة الألباني في الجزء الرابع ص41 في ذيل الحديث 1529 يقول: وممن صححه شيخ الإسلام ابن تيمية فقال في منهاج السنة الجزء الرابع ص211 – بحسب الطبعة التي ينقلها الألباني، وأنا لا أعلم على أي طبعة ينقل هذا الكلام- ينقل كلام الشيخ ابن تيمية، يقول: إن الاحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره. ثم يعلق الألباني قلت: فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث من هم؟ أحمد وابن حبان والحاكم وأبو نعيم في الحلية إلى آخر. يقول: هؤلاء قد صححوا أحاديث خروج المهدي ومعهم – التفتوا إلى العبارة، هذه العبارة من إنسان عالم، من إنسان متتبع، محقق يعرف كل صحاح ومسانيد ونصوص مدرسة الصحابة- يقول: ومعهم أضعافهم من المتقدمين والمتأخرين، ليسوا فقط خمسة من أعلام المسلمين، ومعهم أضعافهم سبقوا، وهذا معناه أن العشرات بل أكثر من العشرات هؤلاء الذين صححوا هذه الأحاديث. ثم هو يقول: أذكر أسماء من تيسر لي منهم، يشير إليهم. منهم أبو داود في السنن بسكوته على أحاديث المهدي، ابن العربي في عارضة الاحوذي، القرطبي كما في أخبار المهدي للسيوطي، الطيبي في كما في مرقات المفاتيح للشيخ القارئ 12.25 ابن القيمة الجوزي في المنار المنير، خلافاً لمن كذب على ابن القيم، الحافظ ابن حجر في فتح الباري، أبو الحسن الأبري في مناقب الشافعي، الشيخ علي القاري في المرقاة، السيوطي في العرف الودي، العلامة المباركفوري في تحفة الأحوذي، وغيرهم كثير وكثير جداً، هذه عبارة من؟ هذه عبارة الألباني، انظروا إلى عبارته يقول: وغيرهم كثير وكثير جداً، وقبل ذلك يقول: أضعاف المتقدمين والمتأخرين، وغيرهم كثير وكثير. إذا كان الأمر كذلك أنا واقعاً بودي هنا أن أعلق لبعض الكلمات. إذا كان واقعاً هذه مصادرنا لإثبات الإمام المهدي المنتظر – أعبر عنه بالمعنى الذي اشارت إليه النصوص، لا اقول الإمام بالمعنى الذي تقوله مدرسة أهل البيت، حتى يقولون أين تقولون إمام، الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يأتم به عيسى، وكيف لا يكون شخص لا يستحق مقام الإمامة ويأتم به من؟ نبي من أنبياء أولي العزم، إننا نعبر عنه المهدي، نعم صحيح، نحن عندما نتكلم فيما بيننا نراعي الأدب، فكيف لا نراعي الأدب ورسول الله يقول أنه إمام يأتم به نبي من أنبياء أولي العزم. بينكم وبين الله إذا كانت الحقيقة هذا وبهذا القدر واطمأنوا أن النصوص أضعاف ذلك وسأقرئها إنشاء الله لاحقاً في هذه الليلة والليالي القادمة، يعني في البرامج القادمة. بيني وبين الله أنا هنا بودي أنه أعرف أن هذا المهدي الذي طرحته ضمن هذه المواصفات الأربعة، لم أقل أنه حي، ولم أقل أنه معصوم، ولم أقل أنه الآن موجود أو أنه سيولد، ولم أقل أنه ابن الحسن العسكري أو لا، هذا القدر متفق عليه، إذن لماذا أن البعض يخرج في بعض الفضائيات وتبعث لنا رسائل هنا وهناك أن هذا المهدي الذي تطرحونه هو مهدي الشيعة، هذا مهدي الشيعة، هذا المهدي الذي هو مهدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا المهدي الذي عنونه لنا رسول الله بحسب الروايات المتواترة التي وردت بحق مدرسة الصحابة، وإذا كان هذا المهدي هو مهدي الشيعة الذي ذكرته الصحاح فلماذا لا تعتقدون به، إذا كانت صحاح مدرسة الصحابة تتكلم عن مهدي هو مهدي من؟ هو مهدي الشيعة، فما بالكم (مالكم كيف تحكمون) الله يعلم أنا لست بصدد التحقيق، بل أريد أن اعلق على الآية (مالكم كيف تحكمون) (أين تذهبون) وهذه نصوص رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا خاصمكم يوم القيامة على الحوض وقال أنه هذا هو المهدي الذي عرفته صحاحكم، مسانيدكم، علماؤكم محققيكم، ماذا تقول لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة، ماذا تجيبونه. فإن قلتم أن هذا هو مهدي الشيعة وليس مهدي أهل السنة، إذن لماذا لا تعتقدون. وإن قلتم أن لنا مهدي آخر غير هذا المهدي، كونوا على ثقة وهذا هو التحدي العلمي الذي أطرحه وهذا الذي بدأت به البرامج في مطارحات في العقيدة والأطروحة المهدوية، قلت أن الحوار العلمي من هنا يبدأ، وهنا أتحدى كل علماء مدرسة الصحابة بكل فضائياتهم وبكل قنواتهم بأن يبدءوا بالإجابة على هذه التساؤلات التي أنا أطرحها عليهم، هم يقولون لا نعتقد بهذا المهدي لأنه مهدي الشيعة، فمن هو مهديكم؟ عرفوا المسلمين مهديكم الذي تعتقدون به، من هو؟ ما هو نسبه؟ ما هي خصوصياته؟ ما هي مواصفاته؟ ما هي شروط ظهروه، كيف يظهر، من يؤيده، من يخالفه، ما هي خصائص حكومته المباركة التي يملا بها الدنيا عدلاً وقسطاً ويخلص البشرية من الظلم، لماذا لا تتحدثون، لماذا أنتم ساكتون، لماذا أنتم تحاولون أن تهمشوا هذه الأطروحة، وتهمشوا هذه النظرية وهذه العقيدة. ما هو جوابكم.
    الله أعلم، فليجرهم الحديث إلى أينما يشاءون، ولكنهم فليكن عندهم بحث علمي، لا أن يحرمون بالفتاوى النظر إلى هذا المشاهد، أو يتهمون القائل به أنه مدلس، وأنه لا يجوز.
    المقدم: سماحة السيد على ذكر ما تفضلتم به، على بعض المواقع المتحدث يسألونه بخصوص ما تفضلتم بذكره، يقول: أن هذا السيد المتحدث يدلس عليكم، فيحرم عليهم. يقولون له: أنه يطرحه بصورة منهجية، إن العالم الشيعي يطرح بصورة ومنهجية في صحاح أهل السنة وعند الشيعة والسنة بطرح علمي. يقول لهم: لا، يحرم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا منطق، ثم أنتم ارجعوا إلى القرآن الكريم، انظروا إلى منطق القرآن الكريم، يقول القرآن الكريم في سورة الزمر (الذين يستمعون القول) أي قول كان، (الحكمة ضالة المؤمن) وهو من الأحاديث المتفق عليها، الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها، بهذا المضمون روايات واردة من المدرستين. لذا تجد القرآن الكريم يقول (الذين يستمعون القول) أي قول كان، ومن أي قائل كان، لا تنظر من قال ولكن انظر ما قال. عند ذلك بحمد الله تعالى وأنا شخصياً بين وبين الله احترم المشاهد الكريم واحترم عقل المشاهد الكريم، واحترم تشخيص المشاهد الكريم، أنا اعتقد أن المسلمين لو اطلعوا على الحقائق بين وبين الله لاتبعوا الحق. لذا القرآن الكريم يقول: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) إذن أولوا الألباب من هم؟ ليس أولئك الذي يصمون أسماعهم ويضعون أيديهم على أبصارهم حتى لا يشاهدوا ولا يسمعون، هؤلاء ليسوا هم أولوا الألباب، هؤلاء ليسوا هم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه إذن من هم أولوا الألباب؟ أولوا الألباب الذين يسمع من هذا الطرف ومن هذا الطرف، يسمع من هذه المدرسة أو من هذا الاتجاه ومن هذا، ولكنه بأدب علمي رفيع، وبمنهج دقيق لا بما نجده مع الأسف الشديد في الآونة الأخيرة أنه من خلال إخراج بعض الصور وانظروا اتباع مدرسة أهل البيت ماذا يفعلون ثم كذا وكذا، هذا يدل على العجز الفكري، هذا يدل على الفقر العلمي، وإلا هذه الظواهر التي تنشر، أولاً من يقول أنها صحيحة، وثانياً على فرض صحتها هي ظواهر شاذة لبعض الأفراد، ولا علاقة لها بعلماء مدرسة أهل البيت، وهذه الظواهر منتشرة في كل المجتمعات الإسلامية، أنا لا أريد أن أشير إلى بعض الظواهر، أنتم اذهبوا إلى المجتمعات الإسلامية أنظروا الظواهر الشاذة الموجودة، بل حتى في المجتمعات التي تدعي أنها متمدنة أنظروا إلى صراع الثيران، هذا من أين يلائم حقوق الحيوان، لكنه موجودة، الظواهر الشاذة لا تدل على أن الفكر شاذ أبداً، ظاهرة شاذة عن عشرة مئة لا قيمة لها أبداً، تعالوا فلنرتفع اصعدوا علمياً فكرياً ثقافياً، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، يعني تعالوا نحن نطرح أفكارنا العلمية وأنتم أطرحوا ما عندكم، تعالوا نطرح ما نتفق عليه نحن وأنتم، لأننا قلنا أن أمة محمد (صلى الله عليه وإله) لا تجتمع على ضلالة.
    المقدم: الآن أتضح ما تفضلتم به في المقدمة، عندنا سؤال سماحة السيد: هناك في الواقع بعض التساؤلات وردت من بعض المشاهدين الكرام خلاصتها: هل أن أطروحة المهدي المنتظر هي عقيدة عند مدرسة الصحابة أم لا.
    سماحة السيد كمال الحيدري: سؤال مهم واساسي جداً، أنا في المقدمة بودي قبل أن أجيب على هذا التساؤل أشير إلى قضية، لابد أن يعلم أن المعارف الدينية على نحوين، معارف أريد منها يعني أن القرآن والسنة عندما بينت تلك المعارف أرادت أن يعهد الإنسان القلب عليها، يعني أن يؤمن بها، الإيمان لا مجرد العمل الخارجي، وهذه هي الأمور العقائدية،وهذه هي الأمور التي يجب الإيمان بها ويجب عقد القلب عليها، وهي التي تشكل الأرضية لصحة العمل أو بطلان العمل، إذا فرضنا أن العقيدة الصحيحة فالعمل له قيمة وصحيح، أما إذا كانت العقيدة باطلة فالعمل لا قيمة له، يعني أنت لو تعتقد بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نبي مرسل من قبل الله تعالى ولكن صليت وصمت وأنفقت فلا قيمة لهذه الأعمال، لأن أساس العمل هو العقيدة الصحيحة، فإذا كانت العقيدة صحيحة فالعمل المترتب عليها صحيح، أما إذا كانت العقيدة باطلة فالعمل المترتب باطل. إذا كان الأمر كذلك طبعاً هذا هو القسم الأول من المعارف.
    القسم الثاني من المعارف هي المعارف العملية، يعني القرآن بيّن الصلاة لا لأجل أن نعتقد بها بل لأجل أن نؤديها ونعمل بها، الصوم الحج العبادات الأخرى في كثير من الفروض في الإسلام الغرض الأساسي منها ليس الإيمان والاعتقاد وعقد القلب عليها، سؤال هل أن أطروحة المهدوية وأنه سيأتي في آخر الزمان شخص يملأ الأرض قسطاً وعدلاً هل هي من القسم الثاني من المعارف يعني العمل فيها، أو أنها من القسم ا لأول من المعارف يعني يجب الإيمان بها، يعني هل هي عقيدة هل هي أمر عقدي أم هي أمر عملي؟ والأثر المترتب على ذلك واضح، أنه إذا ثبت أن الأطروحة المهدوية مرتبطة بالأمور العقدية فإن الذي لا يعتقد فعله ماذا سيكون؟ سيكون إيمانه ناقصاً، وإذا كان الإيمان ناقصاً فالعمل لا أقل يكون ناقصاً، السؤال المطروح: لا شك ولا شبهة أن الإيمان بالمهدي المنتظر أو الإمام المهدي المنتظر بالبيان الذي أشرناه لا بالإمامة بالمعنى الذي تقوله مدرسة أهل البيت، أتكلم بالإمامة التي يقبلها علماء مدرسة الصحابة، في مدرسة أهل البيت يعتقدون أنها من الأمور العقدية والإيمانية ولا خلاف عندهم. إنما الكلام في كلمات علماء مدرسة الصحابة، فما هي هل أن الأطروحة المهدوية أمر عقدي أم أنها أمر عملي وليس عقدي؟
    أنا بودي أن المشاهد الكريم يتابعني لأن البحث مفصل وطويل، في المجلد الرابع من سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني، ص43، بشكل واضح وصريح، هذه عبارات العلامة الألباني، يقول: وطائفة منهم رأوا أن عقيدة المهدي قد استغلت عبر التاريخ استغلالاً سيئاً، إذن يعبر عن قضية المهدي بأنها عقيدة، فأدعاها كثير من المغرضين أو المهبولين، ثم يقول فرأوا أن قطع دابر هذه الفتن إنما يكون بإنكار هذه العقيدة الصحيحة. يعبر عن المهدوية: عقيدة صحيحة. وإلى ذلك يشير، ثم يذهب ويبين ما هو يقول: وما مثل هؤلاء – التفتوا جيداً إلى هذا النص العجيب من العلامة الالباني- يقول: وما مثل هؤلاء المنكرين – لعقيدة المهدي، ولعقيدة نزول عيسى وصلاته خلف المهدي- جميعاً عندي – الذين أنكروا عقيدة المهدي ونزول عيسى- إلا كما لو أنكر رجل إلوهية الله عز وجل. يقول هؤلاء حالهم كحال هؤلاء. بدعوى أنه ادعاها بعض الفراعنة، يقول أمن المنطق أنه إذا ادعى أحد الفراعنة أنا ربكم الأعلى نحن ننكر عقيدة الإلوهية، الإيمان بالله لأن ادعاها بعض الفراعنة. أمن المنطق إذا ادعى بعض الجهلة على مر التاريخ فلابد أن ننكر عقيدة المهدي.
    المقدم: كل العقائد ادعيت.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أدعيت، النبوة أدعيت كما ادعى مسيلمة الكذاب وغير، إذن فلابد نحن أن ننكر الإيمان بالنبوة، يشبه عقيدة إنكار عقيدة المهدي برجل يريد أن ينكر عقيدة الإلوهية، ثم يقول في الآخر: فهل من مدكر، واقعاً هل من متذكر يتذكر هذه الحقيقة. هذا مورد يقوله الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ص43، ذيل ا لحديث 1529. العلامة الألباني له كتاب آخر صغير الحجم ولكنه نافع جداً وأنا أنصح المشاهد الكريم من المدرستين أن يطالعوا هذا الكراس، لأنه مفيد. عنوان (وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والرد على شبه المخالفين) بعد ذلك سأبين أهمية هذا الكراس الصغير للعلامة محمد ناصر الدين الألباني، المكتبة الإسلامية، عمان، الأردن، الطبعة الثانية، 1422هـ، المكتبة الإسلامية. في آخر الكتاب هذه عبارته، يعد مجموعة من الأمور التي اتفق المسلمون على الاعتقاد بها، هذه عبارته، ص49، يقول: فليتأمل فيما سنسوقه من العقائد الإسلامية التي تلقاها الخلف عن السلف وجاءت الأحاديث متظافرة متواترة شاهدة عليها، سنسوقه من العقائد الإسلامية، عندما يأتي إلى الفقرة 27 التي هي من العقائد الإسلامية يقول: الإيمان بمجموع أشراط الساعة كخروج المهدي – واللطيف أنه يعبر خروج المهدي لا ولادة المهدي- ونزول عيسى وخروج الدجال – قد يقول قائل بأن خروج لا يدل على أنه حي، نعم نحن نقول ذلك لأن الدجال عبر عنه بالخروج، ولا يدعي أحد أن الدجال حي الآن – ودابة الأرض من موضوعها وغيرها، ثم بعد ذلك يقول، ص53، هذه العقائد الإسلامية الصحيحة التي وردت في الأحاديث الثابتة المتواترة أو المستفيضة – التفتوا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه العبارة- وتلقتها الأمة بالقبول. كل الأمة، وأمتي لا تجتمع على ضلالة، هذا عالم من العلماء المعاصرين من مدرسة الصحابة، واقعاً يشير إلى هذه الحقيقة فهي مسألة عقائدية وتلقتها الأمة بالقبول، أرجع إلى العبارة يقول: هذه بعض العقائد الإسلامية الصحيحة التي وردت في الأحاديث الثابتة المتواترة أو المستفيضة وتلقتها الأمة بالقبول وهي تبلغ المئات، وما أظن أحداً من المسلمين يجرأ على إنكارها، مع الأسف تجرءوا على إنكارها. العلامة الألباني يقول لا أتوقع أحد يجرأ على إنكارها ولكن مع الأسف الشديد أنا أحيل المشاهد الكريم إلى أن ينظر إلى بعض المتحدثين يميناً ويساراً انظروا ماذا يقولون عن الأطروحة المهدوية، أنظروا كيف يتعاملون معها، هل يتعاملون معها على أنها عقيدة من عقائد المسلمين أم يتعاملون معها كأمر هامشي ثانوي بل يستخفون بها (دخل السردات وخرج من السرداب ونام في السردات ودخل في السرير وخرج من السرير) هذا المنطق يا أخواني لا يدل عندي إلا على عجز القائل وفقر القائل، والله أربأ بنفسي عن أن أدخل في مثل هذه المساجلات ولكنه أشعر بالضيق النفسي عندما يأتي شخص ويدعي ما يدعي من العناوين أنه محقق وأنه عالم وأنه من أهل العلم وأنه سيف الإسلام وأنه سيف الأولين والآخرين، وهو لا يعرف أبسط العقائد الإسلامية فيشكك بها يميناً ويساراً، ويدعي أنها أخبار آحاد، هكذا بهاتين أخبار آحاد، هذا ليس المنطق العلمي، كما قلت أُرجع هذا إلى أنصاف المشاهد وإلى عقل المشاهد لأني أحترم عقل المشاهد كثيراً. ولا أظن أحداً من المسلمين يجرأ على إنكارها أو التشكيك فيها.
    هذا من الذين قالوا هذا الكلام.
    ومن الذين اثبتوا أنها من العقائد الشيخ عبد العزيز بن باز، وهذه العبارة لعلنا قرأناها في كتاب، اللطيف أن هذا الكتاب اسمه (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر) واضح على العنوان أنها عقيدة أولاً، وثانياً المهدي المنتظر، إذن لا معنى أخواني الأعزاء المتحدثون الكرام في الفضائيات أن هذه الفكرة تحاولون أن تستخفوا وتستهزأوا بها هل هو مُنتَظِر أو هو مُنتَظر، وتعددون فيها القراءات وخلاف بين البصريين والكوفيين في النحو أنه منتظر أو منتظِر بالكسر، هذا استهزاء بأحاديث رسول، هذا استهزاء بعلماء المسلمين، انظروا واضح يقول (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر) في ص7 و8 من هذا الكتاب، وهذا البحث وهذا الكراس أهميته لأنه واحد من أعلام مدرسة السلفية الحديثة قال أن كل ما جاء فيه حق وصواب، هذه قرأناها العبارات فيما سبق، ولا احتاج أن أذكر المشاهد الكريم، قال: أن الحق والصواب هو ما أبداه فضيلته في هذه المحاضرة، وهنا لا باس بكلمتين للمشاهد، أخواني الأعزاء كونوا واثقين أن هذه الإنكارات وهذه التسفيهات وهذه الاستهزاءات كونوا على ثقة لم تصدر إلا من مجموعة قليلة من مدرسة الصحابة، وهي التي تسمي نفسها مدرسة السلفية أو مدرسة ا لسلف …، لا أعلم ماذا يسمون أنفسهم، ولكنه عموم المسلمين يعتقدون بالمهدوية، الصوفية الذين هم مئات الملايين من المسلمين انظروا إلى شمال أفريقيا انظروا إلى اندونيسيا، هذه الدول كلها فيها صوفية وهؤلاء كلهم يؤمنون بعقيدة المهدي، مجموعة من الناس ولعله لا تتعدى دائرتهم 2% أو 3% من مجموعة المسلمين ولكنهم هؤلاء صوتهم أعلى من أصوات الأخرين، لهم فضائيات متعددة لهم مواقع كثيرة لهم أموال لا يعلم أولها ولا يعلم أخرها، ولهذا يتصور بعضهم أنه جميع المسلمين هكذا، لا ليس الأمر كذلك أبداً، حديثنا مع هذه الفئة الصغيرة وهذه الطبقة التي حاولت أنت عطي الحق لنفسها وتجعله ملكاً لها وتسفّه كل الآخرين في عقائدهم في أفكارهم، فلهذا تجد أن هذه بدعة، هذا شرك، هذا كفر، هذا خروج من الدين، هذا خروج من المذهب، هذا خروج من الإسلام، هذا محرف، هذا كذاب، هذا مجوسي، هذه لغتهم ولا تجد شيئاً آخر، أنا بودي أن ينظروا إلى فضائيات بعض هؤلاء يجدهم عندما يتكلمون ساعة يجد أنهم لمرات كثيرة جداً يقولون مجوسي، محرف للقرآن، لا يعتقد بالقرآن، لهم قرآن آخر، سردابهم دخل، سردابهم خرج، هذه تعابيرهم، أما بحث علمي منهجي ينقلون ما عندهم لا نجد.
    المهم، انظروا ماذا يقول؟ يقول: والواجب – هذا كلام الشيخ ابن باز في ص7 من هذا الكتاب- تلقي ما قاله الرسول – يعني في المهدي والمسيح والدجال- بالقبول والإيمان به والتسليم، ثم قال: وقد أصدر (صلى الله عليه وسلم) – بحسب نصه- بهذا الأمر عن الدجال وعن المهدي وعن عيسى المسيح بن مريم ووجب تلقي ما قاله الرسول بالقبول والإيمان بذلك والحذر من تحكيم الرأي والتقليد الأعمى الذي يضر صاحبه ولا ينفعه لا في الدنيا ولا في الآخر. هذا هو المورد الأول.
    ومن الذين صرحوا بأن هذه عقيدة، هو ما أشار إليه أيضاً في هذا الكتاب، الشيخ محمد السفاريني، قال: وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم بروايات متعددة وعن التابعين من بعدهم ما يفيد مجموعه العلم القطعي فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة، مدون في عقائد أهل السنة والجماعة.
    وممن صرح بذلك الشيخ صديق حسن القنوجي المتوفى سنة 1307هـ قال إلى آخر، هذه عبارته، قال: لا شك أن المهدي يخرج في آخر الزمان – إلى أن قال- بنفس العبارات السابقة: بل إنكار ذلك – يعني إنكار هذه العقيدة- جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة البالغة إلى حد التواتر، ممن أيضاً صرح بذلك الشيخ محمد جعفر الكتاني أيضاً بنفس العبارة التي اشرنا: والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر إلى آخره.
    في الأسبوع القادم سأشير إلى هذه كلها تفصيلاً لأن الوقت لا يسمح لي الآن.
    ذكر بعض العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي واعتقدوا موجبها، لم يذكروا أحاديث المهدي فقط بل قالوا أنها واجبة الاعتقاد، واعتقدوا موجبها وحكاية كلامهم في ذلك، ويشير إلى ذلك لعله إلى عشرين من كبار العلماء، منهم: الإمام بن حبان البستي، ومنهم القاضي عياب، ومنهم الإمام البيهقي، ومنهم الإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، ومنهم ابن القيم، إلى غيرهم العشرات.
    إذن كيف يمكن لإنسان منصف مسلم يرأى لنفسه أدنى مسكة في العلم يستطيع أن لا يعتقد بالأطروحة المهدوية، ولو كان كذلك للزم أن يكون إيمانه ناقصاً، إن لم يكن باطلاً.
    المقدم: شكراً لكم سماحة السيد، معنا الأخ أبو أحمد من السعودية.
    الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أبو أحمد: السيد ذكر أن آل البيت والعترة، ما الفرق بين آل البيت وبين أهل البيت؟ وهل زيد بن علي بن أبي طالب من أهل البيت؟ السؤال الثاني: علي بن أبي طالب بن عم رسول الله، وأول من أسلم من الصبيان، الصحابي الشجاع، قلت لا أنه عين الله الجارية، ولا أنه معصوم. والسؤال الثالث: لماذا سماحة السيد لا تدخل في حوار مباشر مع علماء مدرسة أهل السنة.
    المقدم: معنا الأخ أبو محمد من السعودية:
    الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أبو محمد: أرحب بك وبجناب سماحة آية الله كمال، تعقيباً على ما قاله جناب السيد في الأسبوع الماضي ورداً على من أتصل من السعودية في الأسبوع الماضي من أنه لا يوجد عندهم أو لا يسمون الإمام المهدي بالمنتظر، هنا عندي كتاب (المهدي المنتظر وأدعياء المهدية) لمحمد فيومي، كاتب من مصر، طبع في السعودية، وقد أفرد عنواناً فيه قائمة مؤلفات لهذا العنوان، وأنا أقرا بصورة سريعة، الإمام جلال الدين يوسف بن يحيى بن عدي المقدسي الشافعي، وكتابه (عقد الدرر في أخبار المنتظر)، المؤلف الثاني الفقيه ابن حجر الهيثمي المكي وكتابه (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) الثالث الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي، وكتابه (فوائد الفكر في الإمام المنتظر)، الرابع القاضي محمد بن علي الشوكاني وكتابه (التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح)، العلامة محمد حبيب الله الشنقيطي وكتابه (الجواب المقنع المحرر في أخبار عيسى والمهدي المنتظر)، الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع وكتابه (تحديق النظر بأخبار المنتظر)، كذلك الشيخ عبد المحسن العباد وكتاباه (الرد على من كذب بالأحاديث ا لصحيحة الواردة في المهدي) وهنالك كتاب آخر له (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر). وكتاب للشيخ حمود بن عبد الله التويجري وكتابه (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) كتاب أيضاً الشيخ أبو الفضل الغماري وكتابه (المهدي المنتظر) والشيخ حامد محمود وكتابه (سيد البشر يتحدث عن المهدي المنتظر)، الأستاذ صلاح الدين عبد الحميد الهادي وكتابه (حقيقة الخبر عن المهدي المنتظر).
    المقدم: أشكركم على هذه المداخلة القيمة. معنا الأخ أبو جعفر من النرويج.
    الأخ أبو جعفر: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أبو جعفر: إذا لم يكن المهدي مولود فمن سيكون أبوه، ومن هو المهيأ لأن يكون أب للمهدي، وأي مدرسة سوف تستقبل الإمام المهدي ليكون على هذا المستوى من العلم. وأي عائلة سوف تربيه وبأي عمر سوف نعرف أنه المهدي. السؤال الأول من الأخ أبو أحمد من السعودي، يقول: ما الفرق بين آل البيت وأهل البيت.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لا فرق بين (الآل) و(الأهل) من الناحية اللغوية، نعم هناك فرق، أنا ذكرت يحتمل أن يوجد فرق بين أهل البيت وبين عنوان العترة، وفي اعتقادنا لا يوجد فرق، ولكنه قد يقول قائل أن أهل البيت عنوان يصدق على غير هؤلاء الخمسة، يصدق على نساء النبي، ولكن العترة لم يقل أحد أن عنوان العترة يصدق على نساء النبي. هذا السؤال الأول.
    المقدم: السؤال الآخر هل زيد من آل البيت.
    سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب إذا كان مقصودكم من آل البيت بالمعنى العام يعني يرجعون بنسبهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نعم إذا كان مقصودك الذين طهروا في آية التطهير (إنما يريد الله أن يذهب عنك الرجس ويطهركم تطهيرا) الجواب كلا، زيد ليس منه. ليس من الأئمة الاثني عشر، إذا سألت أنه من أهل البيت، نقول: نعم، من علماء مدرسة أهل البيت، ومن أتباع أهل البيت، ومن كبار علماء مدرسة أهل البيت، لا شك في هذا عندنا، ولكن هل هو من العترة الذين لا يفارقهم الكتاب ولا يفارقون الكتاب في حديث الثقلين، الجواب كلا.
    المقدم: حتى أبو الفضل العباس، أخو الإمام الحسين (عليه السلام).
    سماحة السيد كمال الحيدري: حتى أولاد الأئمة أخوان الأئمة، هؤلاء كلهم وإن كانوا من أهل البيت بالمعنى العام لا بالمعنى الخاص الوارد في آية سورة الأحزاب.
    المقدم: السؤاليقول: نحن نقول أن علي أول من أمن من الصبيان بتعبيره.
    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا تعبير مع الأسف الشديد لا أقل ينبغي أن يتأدب عندما، أنتم تعتقدون، أنا لا أعلم من أين جئتم بهذه الصبيان، أخي العزيز هل تستطيع أن تأتي ولو برواية واحدة تعبر عنه أنه صبي، نعم قد توجد في صحاحكم أما في الروايات المتفق عليها بين المدرستين جئني برواية واحدة، لا تقول يوجد عندنا صحيحة، صحيح البخاري حجة عليكم لا حجة علينا. إذن هذا التعبير، هذا مضافاً إلى أنه تعبير غير مؤدب أنت تتكلم عن أمير المؤمنين بحسب اعتقادك تتكلم عن الخليفة الرابع من خلفاء المسلمين، وهو الخليفة الأول من خلفاء المسلمين بلا شك، الخلفاء الذين قال (خلفائي الخلفاء المهديين بعدي) هذه روايات (الخلفاء المهديين بعدي) التي وردت في مصادر الفريقين هذه ليست إشارة إلى الخلفاء الأربعة، هذه إشارة إلى الروايات التي تواترت وقالت (الخلفاء من بعدي إثنا عشر) هذه لا علاقة لها بالخلفاء ولكن مع الأسف الشديد فسرت بذاك التفسير الخاطئ.
    إذن أنه أول من أسلم هذا أولاً، نعم أنت لا تعتقد بعصمته أنت حر، ولكن نحن نعتقد بعصمته.
    المقدم: لأنه نفس رسول الله.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أما أنه لا تدخل في حوار مباشر مع فلان أو فلان، أخي العزيز أنا ذكرت منهجي في حلقات سابقة قلت أنه أرجح أن يكون البحث بحثاً علمياً أنت بإمكانك هذه الأسئلة التي طرحتها وهو من أهم الأسئلة، وأعيد هذا التساؤل وهو أنه إذا لم تعتقدوا بهذا المهدي الذي ورد في صحاحكم فمن هو مهديكم، أسألوا من تشاءون من الأسماء التي طرحتها ومن غيرهم، من أكبرهم إلى أصغرهم قولوا إذا لم يكن هذا المهدي الذي ورد في صحاحنا هو المهدي المنتظر إذن فمن هو مهديكم ومن هو نسبه وما هي شخصيته والى أين ينتمي.
    أما سؤال الأخ من النرويج، واقعاً هذه مؤيدات وشواهد على أنه لابد أن يكون مولود، ولكن كما تعلم أن حديثنا ليس أنه مولود أو ليس بمولود، وإنشاء الله تعالى هذا بحثه سيأتي في واحدة من المحاور اللاحقة بإذن الله تعالى.
    كان بودي أن أشير كما قلت للمشاهد الكريم أنه عشرات من أولئك الذين قالوا بأن هذه عقيدة ومنهم هذا كلام ابن حجر المكي يقول في كتابه (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) المتوفى سنة 974هـ: الذي يتعين اعتقاده – الأخ الكريم في المداخلة ذكر أسماء المنتظر، والمهم عندي ليس الاسم المهم عندي أنها هي عقيدة – الذي يتعين اعتقاده ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر – وأنا لا أدري كيف يعبر بـ (وجود المهدي المنتظر)-.
    المقدم: شكراً لكم سماحة السيد كمال الحيدري، أيضاً أشكر الأخوة والأخوات إلى اللقاء، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/19
    • مرات التنزيل : 1704

  • جديد المرئيات