نصوص ومقالات مختارة

  • سب علي (عليه السلام) وبغضه ق (2)

  • 7/1/2010
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة هذه الليلة: معالم الإسلام الأموي، القسم الثاني، سنكون معكم إنشاء الله وضمن محاور مهمة تميط اللثام عن أهم معالم الإسلام الذي تبنته الدولة الأموية، يسرني أن أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
    آية الله السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المقدم: هل من خلاصة سماحة السيد لما تقدم في الحلقة السابقة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    في المقدمة بودي وفي الواقع من باب عتب المشاهدين الكرام هو أنه بعد اللتيا والتي هؤلاء اعطونا عشرة دقائق إضافية للبرنامج، أرجو الله سبحانه وتعالى أن توفر لنا فرص أكثر سواء في هذه القناة أو في أي قناة أخرى لعرض مثل هذه المباحث الأساسية والتي قلنا في الأبحاث السابقة أنها تعد مفاتيح لفهم تأريخنا الذي حاول الكثير أن يدلس فيه وحاول الكثير أن يخفي حقائق أساسية فيه.
    خلاصة ما تقدم في الحلقة السابقة والحلقات السابقة أيضاً وأشرت إليه فيما سبق، إن المشاهد الكريم لا يتبادر إلى ذهنه أن برنامج المطارحات وبرنامج الأطروحة المهدوية أنهما برنامجان منفصلان، بل هما مرتبطان، كما قلت ذلك في برنامج الأطروحة المهدوية، البرنامجين يكمل أحدهما الأخر، بعض الحقائق نذكرها هنا ونستنتج منها النتيجة هناك، أو بعض الحقائق نذكرها في ذاك البرنامج ونأخذ النتيجة هنا.
    في القسم الجديد، وفي هذه الحلقات التي عنونتها ببحث معالم الإسلام الأموي وأنه أريد أن أبين أن البيت الأموي كان من أول دخوله في الإسلام يكيد للإسلام ولنبي الإسلام شراً، كان يريد القضاء على الإسلام النبوي الأصيل، كان يريد القضاء على علي وأهل بيته، بل كان يريد القضاء حتى على الصحابة الذين يجلون علياً وأهل البيت، ولم ينسجموا مع الاتجاه الأموي والبيت الأموي، يكفي المشاهد الكريم يراجع هذا الكتاب، فقط أنا أشير إلى المصادر لأن كثيراً من الاتصالات جاءت المباشرة وغير المباشر تطالب بأن أعرف الكتب التي ينبغي مطالعتها للوقوف على الصورة الكاملة للاتجاه الأموي والإسلام الأموي.
    هذا الكتاب، من الكتب الأساسية والمهمة وهو كتاب (الإمام الحسين) عبد الله العلايلي، دار مكتبة التربية، بيروت، ص31، هذه عبارته – العلامة العلايلي- قال: ولا شك أن العلامة العلايلي يعد من مدرسة الصحابة، لا من الاتجاه الأموي ولا من مدرسة أهل البيت، الحزب الأموي كاد للنبي (صلى الله عليه وآله) ولدعوته، وعرفنا كيف اسلم زعيم الأموية أبو سفيان وعرفنا كيف لم يبق للأمويين أي مقام اعتباري في محيط الإسلام الذي كان ظهوره فوزاً وغلبة للهاشميين، فعملوا في ظل الدين على التمهيد لأنفسهم والاستئثار بالسلطة وقد وجدوا في ولاية يزيد ابن ابي سفيان – الأخ الذي كان والي الشام قبل معاوية- وولاية معاوية من بعده على الشام خطوة أولى يستطيعون أن يثبتوا أقدامهم من بعدها وجدوا فرصة سانحة للقيام بعمل خطير. إلى أن يأتي في ص54 يقول: الإنقلاب الأموي أو الثورة على حكومة الخلفاء، ثم يقول في ص55: وقد يستبعد كثيرون نسبة هذه الثورة الانقلابية التي قلبت كل الموازين، القيم، الإسلام الأصيل، اجلاء الصحابة، كبار الصحابة، أهل البيت، علي وأهل بيته، انقلبوا على هؤلاء جميعهم، وقد يستبعد كثيرون نسبة هذه الثورة الانقلابية إلى العصبة الاموية، وأنها كانت مقصودة منهم، ولكن عندنا من النصوص والقواطع ما لا يحتمل معارضة أو مناصبة وإني أنصح لكل الذين يشتغلون بتاريخ هذا الظرف أو هذه الفترة أن يقدموا بين يدي درسهم كتاب (النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم) لتقي الدين المقريزي، يقول في آخر المطاف، وسأبين ماذا قال المقريزي، يقول: وغاية هذا الحزب الرئيسية جمع مقدرات الحكم في أيدي الأمويين، وهذا ما حصل في زمن معاوية، استطاع أن يستلم كل أمر، وصار أمير الوحي وصار خليفة رسول الله، وصار الملك المجاهد وغيرها، ثم جاءت معالم الإسلام الأموي من الروايات الموضوعة التي وضعوها في فضائل بني أمية وفي فضائل معاوية وإقصاء علي، وكذلك فيما يرتبط بأن كل من خرج على إمام زمانه حتى ولو كان باغياً – تقتلك الفئة الباغية- يكون مجتهداً ومأجوراً على عمله حتى ولو قتل الصحابة، حتى لو فعل ما فعل كما نعلم.
    يقول: في أيد الأمويين والاستيلاء على السلطة العليا بأية أسباب كانت منذ وفاة النبي. الآن أنا لا أريد أن أطيل المهم بأنه الهم الأساسي أنني أريد أن أميز هذا الخط جيداً، وهو البيت الأموي، من باب الإشارة حتى المشاهد الكريم يطالع هذا الكتاب وهو من الكتب الجيدة كتاب (النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم) تأليف: تفي الدين المقريزي، المتوفى سنة 845هـ إعداد وتعليق صالح الورداني، مطبعة الهدف للأعلام والنشر، عندما استدل بهؤلاء باعتبار أنهم يمثلون أعلام في مدرسة الصحابة، لا علماء الاتجاه الأموي الذي سيتضح. هذه الحقيقة التي بودي أنه أشير إليها هنا أيضاً، وهو أنه ينبغي للمشاهد الكريم أن يلتفت جيداً أن الإسلام الأموي والبيت الأموي أو الاتجاه الأموي على تقاطع تام مع مدرسة الصحابة، وينبغي ان يلتفت إليه المشاهد الكريم إلى هذه الحقيقة ولا ينخدع بتمويهات وتدليسات من يحاولون أن يعرفوا أنفسهم للناس أنهم مدرسة الصحابة وفي الواقع أنهم هم الاتجاه الأموي والبيت الأموي.
    المقدم: أين تكمن أهمية هذا التمييز الذي أشرتم إليه.
    آية الله السيد كمال الحيدري: في المقدمة أذكر بعض المعالم العامة لاتجاه مدرسة أهل البيت، ولاتجاه مدرسة الصحابة، حتى يتضح بعد ذلك ما هي معالم البيت الأموي والإسلام الأموي.
    فيما يتعلق بالاتجاه الأول وهو مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، هذه المدرسة تعتقد أولاً بعصمة علي وأهل بيته، نحن عندما نقول أهل البيت لا نريد منه لا المعنى اللغوي من أهل البيت، ولا المعنى العام لأهل البيت، وإنما نريد من أهل البيت المعنى الخاص الذي دلت عليه نصوص متواترة أن المراد بأهل البيت هو علي وفاطمة والحسن والحسين وعلى رأسهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا في الزمان الأول ويلحق بأهل البيت الأئمة التسعة الآخرين الذين هم أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام. إذن عندما أقول علي وأهل بيته مرادي من أهل البيت هذا الاصطلاح الخاص، أهل الكساء ومن لحق بهم، وهم الأئمة التسعة من أئمة أهل البيت، المهم مقصودنا من أهل البيت هذا الاصطلاح، لا يتبادر إلى ذهن البعض أننا نستعمل أهل البيت بمعناه اللغوي، أن بمعناه الاصطلاحي العام، وإنما نريد من أهل البيت هذا، أما ما هو دليلنا على ذلك فهو موكول إلى محل آخر.
    وأهم ركائز هذا الاتجاه وهذه المدرسة، أولاً أنها تعتقد العصمة لعلي ولفاطمة وللأئمة من ذريتهم، هذا من الناحية الإيمانية والعقدية، بطبيعة الحال إذا كانوا معصومين فيشكلون الامتداد الطبيعي للنبي والركيزة الثانية أنهم يعتقدون أن الإمام والخلافة والولاية السياسية والشرعية لا تكون إلا لعلي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا هو القدر المتيقن من مدرسة أهل البيت، على المستوى العقدي وعلى المستوى السياسي.
    أما عندما ننتقل إلى مدرسة الصحابة، مدرسة الصحابة لا تؤمن بكلا هذين الأصلين، يعني لا تعتقد لا بعصمة علي وفاطمة وأهل البيت، ولا تعتقد عدم مشروعية خلافة الخلفاء الثلاثة الأول، يعني الخليفة الأول والخليفة الثاني والخليفة الثالث، ومراراً ذكرت أني عندما أعبر عن هؤلاء الثلاثة بالخلفاء اقصد الخلافة بالمعنى اللغوي، الخلافة بالمعنى الاصطلاحي، لا يتبادر إلى ذهن أحد أني عندما أقول الخليفة الأول أبو بكر، الخليفة الثاني عمر الخليفة الثالث عثمان يعني أصادق على الخلافة الشرعية لهم لا أبداً، وإنما أعتقد أنهم خلفوا رسول الله بحق أو بغير حق، ونحن نعتقد أنهم خلفوه بغير حق لأن الخلافة كانت لعلي أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، ولكن الذي يميز هذه المدرسة وهذا الاتجاه هم يعتقدون مقاماً عالياً لعلي وأهل بيته، ويعتقدون بأن هؤلاء لهم مقامات ولهم فضائل ويعتقدون أن حبهم إيمان وأن بغضهم كفر لا أقل يعتقدون في علي وفاطمة هذا المعنى، لا أقل يعتقدون في علي، الآن لا أريد أن أدخل الحسن والحسين، فقط في علي أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، لأن هؤلاء يعتقدون أن علي لا اقل هو من العشرة المبشرة بالجنة وهي من الأحاديث الصحيحة المقبولة وإن لم ترد في الصحيحين، لا اقل يعتقدون أنه هو الخليفة العادل الرابع الذي من خرج عليه يكون باغياً وفاسقاً ومستحقاً للنار ما لم يتب. لا أقل يعتقدون أن علي هو أحد ا لخلفاء الراشدين المهديين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا من اعتقادات مدرسة الصحابة.
    أما الاتجاه الأموي والبيت الأموي نجد أنهم حاولوا أن يقصوا علياً من كل فضائله ومن كل مقاماته، بدليل أنهم سنوا سبه وبغضه والبراءة منه على منابرهم وهذا ما قرأناه في الحلقات السابقة وأيده أيضاً شيخ من شيوخ البيت الأموي وهو ابن تيمية وقال: بأن رعية معاوية هم رعية عثمان، ورعية عثمان كانوا يبغضون وينصبون العداء لعلي عليه أفضل الصلاة والسلام، إذن القضية واضحة جداً، حتى لا أذهب بعيداً يميناً ويساراً بودي أن أنقل كلمة في هذا المجال من كتاب (فيض القدير شرح الشرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير) للعلامة محمد عبد الرؤوف المناوي، ضبطه وصححه أحمد عبد السلام، المجلد الثالث، منشورات محمد علي بيضون لنشر كتب السنة والجماعة – الكتاب مرتبط بالسنة والجماعة-، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة سنة 1422هـ، في الحديث 2631، الجزء الثالث، ص19 في ذيل الحديث 2631 قال: إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وأنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض. انظروا ماذا يقول المناوي في ذيل هذا الحديث؟ يقول: وعترتي أهل بيتي تفصيل بعد إجمال، وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فلا يشمل نساء النبي على خلاف ما يقوله بعض الجهلة، وقيل من حرمت عليه الزكاة ورجحه القرطبي – رأي القرطبي- يعني إن أتمرتم … إلى ان يقول قال القرطبي: وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقتضي وجوب احترام أهله – أهل النبي وأهل البيت- وإبرارهم – يعني البر بهم- وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها، هذا مع ما عُلم من خصوصيتهم بالنبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) – هذا التعبير تعبير مدرسة الصحابة- وبأنهم – يعني أهل البيت- جزء منه، فأنهم أصوله التي نشأ عنها وفروعه التي نشأوا عنه، كما قال: فاطمة بضعة مني، ومع ذلك – إلى هذا المقدار أنت تجد في كلمات هذا وذاك ينقلون هذا النص، يعني سواء كان من مدرسة الصحابة أو من غيرهم ينقلون هذا المقدار عن العلامة المناوي هنا، ولكن هناك ذيل لهذا المطلب هذا الذي يدلسونه على الناس ولا يقرأونه- يقول: فقابل بنو أمية عظيم هذه الحقوق بالمخالفة والعقوق. هذه القضية الأصلية، المشكلة الأصلية في البيت الأموي ليست هي قضية أنهم يعلنون أنه أشهد أن لا إلا الله، فتحوا الفتوح أو لم يفتحوها، وإنما التزموا بوصية رسول الله في حديث الثقلين، لا فقط لم يلتزموا وإنما .. يقول: فقابل بنو أمية عظيم هذه الحقوق بالمخالفة والعقوق، فسفكوا من أهل البيت دمائهم وسبوا نسائهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم وجحدوا شرفهم وفضلهم واستباحوا سبيهم ولعنهم فخالفوا المصطفى (صلى الله عليه وآله) في وصيته وقابلوه بنقيض مقصوده وأمنيته فواخجلهم إذا وقفوا بين يديه ويا فضيحتهم يوم يعرضون عليه.
    المشكلة الأساسية في بني أمية هي التي مر عليها الشيخ ابن تيمية الذي يعبرون عنه بشيخ الإسلام، قال: نعم، لم يأخذوا على بني أمية إلا أنهم تكلموا … ولم يقل لعنهم لعلي ولم يقل سبهم لعلي، ولم يقل قتلهم وسبيلهم لعلي وأهل بيته. تكلمهم في علي حتى يستسهل الأمر، حتى يستمرأ الأمر، حتى يدلس على الأمة الإسلامية بأهل البيت الذين أمر الله بمودتهم، لا أقول بطاعتهم حتى لا يقول القائل أننا لم نتفق على طاعتهم، ولكن اتفقت كلمة علماء المسلمين على وجوب مودتهم وعلى وجوب احترامهم، وعلى وجوب توقيرهم، وعلى وجوب الصلاة عليهم، لم يختلف في ذلك إلا خارج عن الإسلام، وهذه القضية أنا ذكرتها مراراً والآن أؤكدها لا يتبادر إلى ذهن أحد أنه يمن على أهل البيت أنه يحب أهل البيت رغم أنفك لابد أن تحب أهل البيت، تحب علي وفاطمة والحسن والحسين، وتتبرأ من أعدائهم، لأن حبه إيمان كما قرأنا في صحيح مسلم، وتعلمون جيداً ذلك، حبه إيمان وبغضه نفاق، وقتله و… هذا نفاق بل من أوضح مصاديق النفاق كما قال العلامة الآلوسي كما قرأنا في أبحاث سابقة.
    فالقضية الأصلية نحن نريد هنا أن ندعو دعوة عامة بودي أن يلتفت إليها أهل القلم وأهل المنبر وأهل الفضائيات أن لا يخلطوا بين الاتجاه الأموي وبين اتجاه مدرسة الصحابة، ليسوا هؤلاء في دائرة واحدة فإن مدرسة الصحابة وإن كانت تختلف مع مدرسة أهل البيت في مسألة العصمة والخلافة السياسية، ولكنها تتفق مع مدرسة أهل البيت، ونتفق معهم أن أهل البيت يعني علي وفاطمة والحسن والحسين هؤلاء سيدا شباب أهل الجنة، ريحانتي من الدنيا، وأين هذا مما فعله ابن زياد بأمر من يزيد الذي تسمونه أمير المؤمنين عندكم، أنه يضرب على ثنايا طالما قبلهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) أين هذا المنطق من هذا المنطق. لذا دعوتي من هنا واقعاً لكل من يريد أن يتكلم ينبغي أن يميز أنه ما هي معالم الإسلام الذي بناه البيت الأموي وحاول أن يدلس على المسلمين، طبعاً هذا التدليس مع الأسف الشديد ليس قديماً فقط، وإنما نجده بأوضح مصاديقه في منهاج السنة، وسيتضح للمشاهد الكريم وللمسلمين في العالم بأن منهاج السنة لم يكتب على أساس إسلام الصحابة، ولم يكتب على الأسس التي بناها الصحابة سواء في التوحيد سواء في النبوة سواء في نساء النبي سواء في صحابة النبي سواء في أهل بيت النبي، وإنما بني على أساس النهج الأموي وهناك العشرات والمئات من الشواهد التي تثبت هذه الحقيقة، وإنشاء الله تعالى سأقف عند هذه القضية، والذي يجعل للقضية خطورة وأهمية، يكون في علم المشاهد الكريم أن الشيخ ابن تيمية حاول أيضاً أن يلبس اتجاهه ومدرسته ونهجه الأموي يلبسه بلباس مدرسة الصحابة، وهذا ما وقع فيه، هذا الفخ وقع فيه الكثير فتصور، أو حاولوا أن يبينوا أن من ينقد الشيخ ابن تيمية كأنه ينقد مدرسة الصحابة، عندما نعترض على الشيخ ابن تيمية ونهجه وأفكاره ومبانيه كأننا نتهم الصحابة، لا ليس الأمر كذلك، النهج الصحيح والمنهج الصحيح الدقيق العلمي أن نميز بين هذين النهجين، وهذا أنا أتصور بعد أن تتضح معالم الإسلام الأموي سيتضح للمشاهد الكريم أن هذه الفضائيات أو سواء كان على مستوى الفضائيات أو على مستوى خطب الجمعة والأعياد وغيرها، سواء كانت في المراكز الأصلية في المسجد الحرام أو غيره، سيتضح لهم عن من يدافعون، هل يدافعون واقعاً عن الصحابة أم يدافعون عن الأمويين، وعن النهج الأموي، والشواهد كثيرة أنا أتصور بعد إنشاء الله عندما نقف عند هذا المعلم الأول والمعالم اللاحقة، المعلم الأول وهو سب علي، بغض علي وسبه والتبرأ منه على المنابر، وهذا الذي سيتضح لنا أنه ماذا يقولون على منابرهم، يقولون يوم عاشوراء ويكتبون ذلك وينشرونه ويكتبون في أهم مراكزهم وعلى أهم منابرهم يقول يوم عاشوراء نصومه سروراً وفرحاً وإن قتل فيه الحسين.
    انظروا إلى ما يقولون، ولكن مع الأسف الشديد هذا الخطاب لا يبينه، وواقع الأمر أنه الخطاب هذا هو وهذا هو الذي نريد أن نوضحه للأمة الإسلامية، وليرجعوا إلى كل تلك المصادر التي نشير إليها.
    خلاصة الكلام ودعوتي للمشاهد الكريم على مختلف مستوياتهم من مثقفين وأصحاب قلم، أصحاب فضائيات، مواقع، أن يلتفتوا إلى هذه الحقيقة، أن لا يخلطوا بين النهج الأموي الذي الآن شرذمة تحاول أن تبشر به بعنوان التوحيد، والتوحيد براء منهم، لأن التوحيد الحقيقي إنما هو في الإسلام الأصيل، بل حتى مدرسة الصحابة لا يوافقون وبعد ذلك سأقرأ كلمات أعلام مدرسة الصحابة الذين صرحوا بأن الشيخ ابن تيمية لا يمثل مدرسة الصحابة، ولا يمثل مدرسة السنة والجماعة.
    المقدم: إذن أشرتم إشارة ولو سريعة أن المعلم الأول في الاتجاه الأموي هو بغض علي وسب علي عليه السلام، فهل هناك شواهد واضحة تدل على ذلك من كتب الحديث.
    آية الله السيد كمال الحيدري: في الواقع بأن كتب الحديث كثيراً ما يوجد فيها هذه المسألة، وخصوصاً في كتب التراجم، وكتب التاريخ، يتذكر المشاهد الكريم نحن في الحلقة السابقة نقلنا رواية من تاريخ الطبري، المجلد الخامس، روائع التراث العربي، تاريخ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، المتوفى سنة 310هـ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ص253، ثم دخلت سنة 51 ذكر ما كان فيها من الأحداث، يقول: إن معاوية بن أبي سفيان لما ولى المغيرة بن شعبة الكوفة في جمادى سنة 41 دعاه – معاوية- فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا، وقد يجزي عنك الحكيم بغير التعليم وقد أردت إيصائك بأشياء كثيرة فأنا تاركها – لا أوصيك بها، ولكن لا يمكن أن أنسى وصية واحدة- فأنا تاركها اعتماداً على بصرك بما يرضيني ويسعد سلطاني، ويصلح به رعيتي، ولست تاركاً ايصائك بخصلة، كل شيء أتركه إلى ما تعرفه ببصيرتك إلا هذه الخصلة، ولست تاركاً ايصائك بخصلة لا تتحمى – أي لا تتورع- عن شتم علي وذمه – هذه القضية التي لا أرحم فيها أحد-. سلطانهم يقوم على إقصاء علي لأن الإسلام الأصيل إنما هو هناك، بل حتى على إقصاء الصحابة الذي يجلون علياً وإن لم يؤمنوا بعصمته.
    قال: لا تتحمى عن شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له، في المعلم الثاني ستأتي الروايات الموضوعة التي وضعوها في بيت وفي فضائل البيت الأموي وبالخصوص معاوية ويزيد. والعيب على أصحاب علي والإقصاء لهم وترك الاستماع منهم وبإطراء شيعة عثمان رضوان الله عليه – كما في تاريخ الطبري- والإدناء لهم والاستماع منهم، هذا الذي أنت بعد ذلك ستجد في منهاج السنة واقعاً أينما ورد ذكر علي فلابد أما أن تنقلب المنقبة إلى مذمة والى قدح ثم لا تجد مثيل ذلك في عثمان أو في معاوية، كل مدح أنهم أعز الله بهم الإسلام، أنهم العظماء الذين بشر بهم في التوراة. قال: فقال المغيرة – جواباً على وصية معاوية- قد جربت وجربت وعملت قبلك لغيرك، فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع، فستبلوا فتحمد أو تذم. قال: بل نحمد إنشاء الله. قال ابو مخنف، قال ابن زهير سمعت الشعبي يقول: ما ولينا … وأقام المغيرة على الكوفة عاملاً لمعاوية سبع سنين وأشهر، فالقضية لم تكن يوم أو يومين، وهو من أحسن شيء سيرة – المغيرة بن شعبة- وأشده حباً للعافية، غير أنه لا يدع ذم علي والوقوع فيه، والعيب لقتلة عثمان، واللعن لهم، والدعاء لعثمان بالرحمة والاستغفار له والتزكية لأصحابه، ثم تأتي هنا قصة حجر بن عدي وهي ليست محل بحثنا.
    إذن هذا التاريخ بشكل واضح وصريح في تاريخ الطبري، الذي هو من أقدم التواريخ الموجودة، يشير بشكل واضح وصريح إلى وصية معاوية هذا أولاً.
    ويتذكر المشاهد الكريم نحن في الحلقة السابقة قرأنا من صحيح مسلم أنه أمره – أمر سعد بن أبي وقاص- قال: لماذا لا تسب عليا. ولكن قد يقول القائل في كتب الحديث، نعم في كتب الحديث صحيح مسلم. ومن كتب الحديث، هذا الكتاب الذي سأقف عنده قليلاً وهو (المستدرك في الصحيحين الحديث) للحاكم النيسابوري، وفي ذيله تلخيص المستدرك للإمام الذهبي، وهو من الأعلام في هذا المجال، دار الفكر، الجزء الأول، ص385، للحاكم النيسابوري، قد يقول بعضهم أن المستدرك لا يعتمد على رواياته، سيتضح أن هذه الرواية يعتمد عليها أو لا. في الجزء الأول، ص384 و 385، يقول: حدثنا ابو بكر محمد بن داود بن سليمان حدثنا فلان عبد الله بن محمد بن ناجية حدثنا رجاء بن محمد حدثنا عمر بن محمد بن أبي رزين حدثنا شعبة عن مسعر عن زياد بن علاقة عن عمه أن المغيرة بن شعبة سب علياً بن أبي طالب. في سبع سنوات وفي كل جمعة كان يسب علياً كما يقول في تاريخ الطبري، ويظهر كان حجر موجوداً مرة ومرة كان زيد بن أرقم موجود، وهما من أصحاب رسول الله. يقول: أن المغيرة بن شعبة سب علي بن أبي طالب فقام إليه زيد بن أرقم فقال: يا مغيرة – التفتوا بودي أن يقف المشاهد الكريم على ظلامة علي بن أبي طالب، ماذا يقول زيد بن أرقم، لا يجرأ أن يقول له لماذا تسب واحداً من العشرة المبشرة بالجنة، لماذا تسب من هو أحد الخلفاء الأربعة المهديين، لماذا تسب من يحب الله ويحبه، لماذا تسب من حبه إيمان وبغضه كفر ونفاق، انظروا ماذا يقول، انظروا إلى ذلك الإرهاب الفكري والتربية الفكرية والعقائدية في فترة الحكم الأموي- فقال: يا مغيرة ألم تعلم أن رسول الله نهى عن سب الأموات – لا يستطيع أن يقول غير ذلك، لا يستطيع أن يذكر فضيلة ومنقبة للإمام علي، لا أقل الخليفة الرابع من خلفاء المسلمين، المهديين، الإمام العادل، صهر رسول الله- ألم تعلم أن رسول الله قد نهى عن سب الأموات، فلما تسب علياً وقد مات. يقول الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. هناك بحث في أن كل تصحيحات العلامة النيسابوري في المستدرك صحيحة أو غير صحيحة، الآن أنا لا أريد أن أدخل في هذا البحث، وسأدخل في البحث إن وسع الوقت، وأنه لماذا بدأوا يشككون في الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك على الصحيحين، لماذا يشككون؟ لا أريد أن أدخل ولكن هذا الحديث بالخصوص انظروا لا تشككون فيه ولا يستطيع أحد أن يشكك في تقييم الإمام والحافظ الذهبي. في ذيل يقول – الذهبي-: فقام إليه زيد بن أرقم فقال يا مغيرة ألم تعلم أن رسول الله … فلما تسب علياً. قال: على شرط (م) يعني على شرط مسلم، يعني هذا الحديث صحيح على شرط مسلم، يعني الحافظ الذهبي أيضاً، وهو من المتعنتين ويدافع عن بني أمية دفاعاً مستميتاً عن معاوية وأمثاله دفاعاً مستميتاً أصلاً يشكك في مضمون حديث (حبه إيمان وبغضه نفاق) لأنه يعرف أنه إذا قبل أن بغضه نفاق وسبه نفاق فيكون منافقاً، فلذا يحاول أن يدفع هذا النص ويقول مع أنها أصحها ولكن أشدها حيرة، يحتار في هذا النص، قد يأتي شخص ويقول نحن لا نقبل حتى الحافظ الإمام الذهبي والحافظ والعلامة الذهبي، جيد جداً. لا تقبلون ذلك، هذه سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، تأليف إمام المحدثين المعاصرين، إمام الحديث بتعبير أعلام هذه المدرسة التي تسمي نفسها المدرسة السلفية، وإن كنت أنا لا أوافق على هذا الاصطلاح، هؤلاء هم الاتجاه الأموي وليسوا الاتجاه السلفي، السلف هم الصحابة وهؤلاء لا يمثلون السلف من الصحابة وإنما يمثلون السلف من البيت الأموي، (سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها) تأليف محمد ناصر الدين الألباني، المجلد الخامس، الحديث 2001 إلى الحديث 2500، ص520 من المجلد الخامس، في ذيل الحديث 2397 تحت عنوان نهي عن سب الأموات، يقول: أخرجه الحاكم، الجزء الأول، ص385 كما قرأنا، إلى أن يقول: أن المغيرة ….. قال فلما تسب عليا وقد مات، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلت- الألباني-: وهو كما قالا. إذن الآن ثلاثة من أعلام المسلمين، وإن كانوا يختلفون في المنهج كما سيتبين، لأن الحاكم النيسابوري هو من أعلام مدرسة الصحابة بخلاف الألباني و الذهبي فأنهما يمثلان الاتجاه الآخر وليسا من مدرسة الصحابة. قلت: وهو كما قالا. إذن الذهبي والعلامة الألباني صححا هذا الحديث وهو أن المغيرة بن شعبة كان يسب علياً وقد اتضح من تأريخ الطبري أنه كان بوصية معاوية وبأمر ووصية من معاوية رأس البيت الأموي والاتجاه الأموي.
    أما الذهبي، أريد أن أبين أن الذهبي قريب من الاتجاه الأموي وليس من اتجاه مدرسة الصحابة، في (سير أعلام النبلاء) المجلد السابع عشر، تأليف الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المتوفى سنة 748هـ، مؤسسة الرسالة، الطبعة السابعة، سنة 1410هـ، حققه وخرج أحاديثه وعلّق عليه شعيب الأرنؤوط محمد نعيم العرقسوس، مؤسسة الرسالة، في ذيل ترجمته للحاكم تحت رقم 100 قال: محمد … إلى أن يأتي في المجلد السابع عشر هناك يقول: وقد جمعت – الذهبي- طرق حديث الطير في جزء – مفصل ويقول له أصل وإن كان يحالون أن يقولوا أنه موضوع- وطرق حديث من كنت مولاه وهو أصح وأصح منهما ما أخرجه مسلم عن علي، قال: أنه لعهد النبي (صلى الله عليه وآله) إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، وهذا أشكل الثلاثة. لأن حديث الطير فيه أفضل الصحابة، وحديث من كنت مولاه فهذا علي مولاه، أما الثالث واقعاً أشكل الثلاثة لأنه لا توجيه فيه، ولكنه مع ذلك انظروا ماذا يقول. يقول: فقد أحبه قوم لا خلاق لهم، وأبغضه بجهل قوم من النواصب – حتى يبرأ معاوية وبني أمية والبيت الأموي، لا يجد طريقاً إلا ذلك- فقد أحبه قوم لا خلاق لهم وأبغضه بجهل قوم من النواصب، لأنه لا يستطيع أن يتكلم في السند لأنه وارد عندهم في أصح كتابين بعد كتاب الله وهما البخاري ومسلم إلا أن هذا وارد في مسلم ولم يرد في البخاري. إذا كان الأمر كذلك الآن يأتي هذا السؤال – في علي يقول أشكل الثلاثة ويحاول أن يجد له مخرجاً- أما انظروا ماذا يقول في الجزء 16 من سير أعلام النبلاء، بودي أن المشاهد العزيز الذي يبحث عن الحق والحقيقية يرى أن الإمام والحافظ الذهبي عندما تصل القضية إلى علي تصير أشكل الثلاثة ولابد أن يؤول حتى يخرج بني أمية عن النفاق، أما عندما يأتي إلى أبي بكر في الجزء16، سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي، يقول في ص216، تحت الرقم 146، تحت عنوان المحدث الزاهد الصوفي الجوال أبو الطيب فلان … البغدادي هندر نزيل مصر ينقل رواية، يقول: حدثنا قتيبة حدثنا معلى بن هلال عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً: لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق. نفس المضمون الذي موجود وهذا إنشاء الله بعد ذلك سيأتي أنه بدلت الأسماء وهذا كان أيضاً من أهم وسائل البيت الأموي وهو أنه تبديل المواقع والأسماء، يعني كلما ثبت لعلي من منقبة وفضيلة أعطت لغيره حتى تذهب تلك المنقبة، يوجد له فيها شريك وليست مختصة بها، وهذا الذي يؤكد عليه منهج البيت الأموي، قال: لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق. الأرنؤوط في ذيلها يقول: بل اتفق النقاد على تكذيبه. تكذيب هذا الحديث، يقول هذا الحديث كاذب لا واقع له، ثم يقول: انظر تاريخ بغداد وتاريخ الإسلام والبداية والنهاية وشذرات الذهب، يذكر أربعة مصادر أن هذا الحديث موضوع. ليلتفت المشاهد إلى ما يقوله الذهبي، يقول: ومتن الحديث حق، ولكنه ينسى أن يكون متن الحديث وهو وارد في صحيح مسلم حق، يقول: أشكل، ولكنه أحبه قوم لا خلاق لهم، وأبغضه بجهالة بعض النواصب، ولكن عندما تصل القضية إلى الخليفتين الأول والثاني يقول: ومتن الحديث حق لكنه ما صح مرفوعاً، حتى على هذا المستوى لم يصح، لكنه ما صح مرفوعاً، حتى لو لم يقبلوه ولكنه يؤكد على صحة مضمون الحديث، ولكنه عندما يأتي إلى علي يشكك فيه، هذا هو الذهبي، ولذا عندما يؤكد الذهبي على صحة حديث سب المغيرة للإمام علي فالقضية تكون أوضح من الشمس حتى يؤكد عليها أمثال الذهبي.
    المقدم: واضح من كلامكم أنه توجد ازدواجية وعدم إنصاف في المعايير.
    آية الله السيد كمال الحيدري: الآن أرجع إلى حديثي في الحاكم في المستدرك، بانه من القضايا المنهجية التي اتبعها الاتجاه الأموي، قضايا منهجية، وعندما أقول قضايا منهجية ليست في مورد أو موردين أو ثلاث، بل هو أساس وأصل يسيرون عليه، وهو أنه كل من حاول أن يذكر منقبة وفضيلة يفضل بها علياً على غيره إذن فهو شيعي أو رافضي خبيث، حتى ولو كان أمثال الحاكم النيسابوري، حتى ولو كان أمثال ابن أبي الحديد، حتى ولو كان أمثال الشافعي الكنجي، حتى ولو كان القدوزي الحنفي، حتى ولو كان الزمخشري، حتى ولو كان ابن عبد ربه، حتى الأمير الصنعاني قالوا أنه متشيع، شيء لا يصدق، وأنا بودي هنا أن تلتفتوا عندما يأتي شخص ويتهم أحداً بأنه شيعي خبيث أعلم أنه هذا من مدرسة الصحابة، مرة واضح أنه من مدرسة أهل البيت ولا مشكلة فيه، ومرة لا، كما في المستدرك في الحاكم أنت لو تطالع مقدمة الكتاب وفهرست الكتاب تجد بأنه يمشي على مدرسة الصحابة، لا يعتقد لا بعصمة أهل البيت، يثني على الخلفاء الثلاثة، كما في الجزء الثالث للمستدرك على الصحيحين في الحديث للحاكم النيسابوري، بودي فقط أن المشاهد الكريم يلتفت إلى أنه ماذا يقول الحاكم النيسابوري، يقول في آخر الجزء الثالث، يعني في فهرست الجزء الثالث، يقول: أحاديث فضائل الشيخين رضي الله عنهما، يعني أبي بكر وعمر، ثم يقول: أمر النبي لأبي بكر بإمامة الناس بالصلاة، يتجلى الله لعباده عامة ولأبي بكر خاصة. مخاطبة الصحابة أبا بكر بـ (يا خليفة رسول الله)، مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، هذا النص الوارد هنا، سبب تلقيب عمر بأمير المؤمنين، أول من يعانقه الحق يوم القيامة عمر، لو كان بعدي نبي لكان عمر، إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه. ثم بعد أن يذكر فضائل عثمان يأتي ويقول: فضائل علي بن أبي طالب. إذن بينكم وبين الله مثل هذا الإنسان يمكن تصنيفه على مدرسة أهل البيت وأنه شيعي؟ لا يمكن. ولكن أنظر إلى الذهبي عندما يأتي إليه ماذا يعرفه، أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت جيداً لهذا المعنى. الذهبي عندما يأتي إليه في الجزء السابع من سير أعلام النبلاء، يقول: وصنف وخرج وجرح وعدل وصحح وعلل وكان من بحور العلم على تشيع قليل، بعد ذلك أبين السر في اتهام أمثال الحاكم النيسابوري بالتشيع الذي قرأنا ماذا يقول في كتابه في الخلفاء الثلاثة، ثم يأتي إلى صفحة 174، أنه سُئل أبا إسماعيل عبد الله … عن أبي عبد الله الحاكم فقال: ثقة في الحديث، رافضي خبيث. ثقة في الحديث، صاحب بحور العلم، إمام، بعد ذلك سيتضح، رافضي خبيث. الذهبي يمن على الحاكم يقول: قلت: كلا، ليس هو رافضي بل هو يتشيع، هذا اصطلاح جديد عرفناه وأنه هناك فرق بين الرافضي والمتشيع، يذكر الروايات الصحيحة الواردة عن (صلى الله عليه وآله) في حق علي، لماذا؟ لأنه يذكر حديث الطير لعلي بن أبي طالب قال: اللهم أبعث إليه أحب الخلق إلي، بما أنه ينقل حديث الطير فهو شيعي رافضي خبيث، أو يتشيع، يقول: وكان منحرفاً غالياً عن معاوية. المشكلة هنا، المشكلة الكبرى هنا، في ص175 يقول: وكان منحرفاً غالياً عن معاوية وعن أهل بيته – معاوية- تبين أن معاوية عنده أهل بيت أيضاً، يتظاهر بذلك ولا يعتذر منه، يعني يصرح بأنه يلعن معاوية ويتبرأ من معاوية وأنه منافق، ولذا ينقل يقول: سمعت أبا الفخ سمعت فلان سمعت فلان، دخلت على الحاكم وهو في داره لا يمكنه الخروج إلى المسجد، لأنه فيه ما فيه، وإن كان من مدرسة الصحابة، إذن يظهر أن هذا الإرهاب الفكري كان مستمراً والآن أيضاً مستمراً، إن الإنسان لو يلاحظ هؤلاء الذين يتكلمون في المساجد الأساسية عندنا كالمسجد الحرام تجد أنهم يتكلمون بنفس هذا المنطق، منطق أما أن تكون أموياً وأما صاحب بدعة وأما مشرك، ناس يأتون بالملايين لزيارة نبيهم يا أخي أنت لا تعتقد بزيارة النبي لا تعتقد، لماذا تضرب الناس على رؤوسهم، لماذا تتهمهم بالشرك والبدعة.
    المقدم: معنا الأخ علي من العراق، تفضلوا.
    الأخ علي: كيف استطاع النهج الأموي أن يلغي النهج نهج الصحابة وأن يصبح هو الأساس، مع أن حقبته قليلة جداً إذا ما قيس حقبة بالدولة العباسية أو الدولة العثمانية.
    آية الله السيد كمال الحيدري: ينبغي أن يُلتفت إلى هذه النقطة، وهي أن بحثي الآن ليس بحثاً تأريخياً، أنه أريد أن أحلل التأريخ، وأريد أن أحلل أنه ماذا كان وضع المنافقين في حياة النبي، وما هو حال المنافقين بعد النبي، وكيف استمر الحال وانتهى الأمر إلى أن يكون ملكاً عضوضاً بنص الروايات التي هم ينقلونها، هذا بحث تاريخي، وهذا بحث لابد أن ندخل فيه لنعرف ما الذي حدث، الآن أنا لست بصدد بحث لماذا حدث هذا، وكيف حدث هذا، لعلي أوفق تاريخياً أو أبحثه، ولكن المهم عندي أن هذا وقع، إذن لابد أن نلتف جيداً ونميز بين هذه الاتجاهات الثلاثة، اتجاه مدرسة أهل البيت، اتجاه مدرسة الصحابة، اتجاه البيت الأموي.
    المقدم: معنا الأخ حسين من السعودية تفضلوا.
    الأخ حسين: السلام عليكم.
    المقدم/ آية الله السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ حسين: بين يدي كتاب (على ساحل ابن تيمية) هذا الكتاب في حياة الشيخ ابن تيمية، وفيه مقطع بعنوان كلامه على الرافضة، ص46، يقول: من أحسن شيخ الإسلام على الإطلاق من هذه السنة، ولو ذهب ذاهب من مكة إلى الصين حافياً ماشياً لطلب هذا الكتاب لكان سفره قليلاً، فإن الرجل بحق أتى بكتاب لم يسمع بمثله، وجادت قريحته بهذا المؤلف المبارك، فبين كل البيان في الأدلة الشرعية القاطعة وبالحجج العقلية وبالحوار الصادق وبالكلمة الجريئة الناصحة مخالفة الرافضة لأهل السنة، واعتدائهم على أصحاب الرسول، وسبهم للشيخين، وكذبهم وافترائهم وعدم معرفتهم في النقل وعدم صدقهم وعدم وضوحهم في المنهج، والعجب في هذا الكتاب أنه يستدرج خصمه ويستنزله، ثم يضعه فيه، ثم يضم عليه ويتركه مكان، ومنهاج السنة ظهرت أمور: منها الانتصار لأهل البيت ولأصحاب رسول الله ومنها بيان الكذب والزيف الذي دخل على الأمة من قبيل الرافضة منها إن الحق ما كان عليه أصحاب الرسول في أهل البيت وفي أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام وفي المعتقد وهو الذي عليه أهل السنة والسلف الصالح.
    آية الله السيد كمال الحيدري: هذا الذي أريد أن أميزه، يعني هم هذا البرنامج الأصلي هو هذا، وسيتضح هذا إنشاء الله هذا الذي وصف هذا الكتاب به أنه هكذا أو أنه واقعاً يمثل الاتجاه الأموي في قبال اتجاه الصحابة.
    المقدم: وهو الذي يقول النواصب خير ممن يحب علياً.
    سماحة السيد كمال الحيدري: يعتقد أن النواصب الذين نصبوا العداء لأهل البيت هم خير ممن شايعوا وأحبوا علياً.
    المقدم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، كما أشكر الأخوة والأخوات، ملتقانا وإياكم في الحلقات القادمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/19
    • مرات التنزيل : 1750

  • جديد المرئيات