نصوص ومقالات مختارة

  • هل العقيدة المهدوية متواترة أم أخبار آحاد (ق1)

  • 22/11/2009
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
    تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة: هل العقيدة المهدوية متواترة أم أخبار آحاد، القسم الأول، سنقف إنشاء الله في حلقة اليوم مفصلاً عند جملة من الأمور وبصحبة سماحة آية الله السيد كمال الحيدري. مرحباً بكم سماحة السيد.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المقدم: سماحة السيد عنوان حلقتنا كما قلنا العقيدة المهدوية متواترة أم أخبار آحاد، ولكن في المقدمة قد يسأل السائل يقول ما هو مفهوم التواتر قبل أن تدخلوا في التفصيل، ما هو تعريف التواتر وبماذا يتحقق الخبر المتواتر.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في المقدمة بودي أن أشير لماذا اخترت هذا العنوان لهذا البحث، أو اخترنا هذا البحث في هذه الليلة، ولعله في الحلقات القادمة سنقف عند هذا الموضوع بما ينبغي أن نقف عنده.
    طرحت هذا الموضوع باعتبار أن هنالك إشكالية يحاول جملة من الناس أو جملة ممن يدعون العلم وينسبون أنفسهم إلى العلم أن يقولوا أن أخبار المهدي المنتظر هي أخبار آحاد، وحيث أن الخبر الواحد لا يمكن أن يؤسس عليه أمر عقائدي، وأمر مرتبط بالأمور العقائدية أو العقدية إذن فما هي الضرورة لبحث مثل هذه المسألة، باعتبار أنها أخبار لم تصل إلى حد التواتر وحيث أنه في الأمور العقدية نحتاج إلى أن يكون الخبر متواتراً حتى يمكن أن يبنى عليه أصل عقدي أو مسألة عقائدية وإيمانية وعقدية، ولما لم تكن أخبار المهدي المنتظر قد وصلت إلى حد التواتر، فالبحث عنها لا يغني شيئاً بل يكون البحث لغواً باعتبار أنها أخبار آحاد وهذه الأخبار الكثير من الأمور الموجودة وهي أخبار آحاد فلا نعتني بها، فلماذا نعتني بأخبار المهدي المنتظر مع أنها لم تبلغ حد التواتر؟
    من هنا ارتأيت أن أقف عند هذه المسألة لنرى بان أخبار المهدي المنتظر، أرجع وأقول وأؤكد للمرة العاشرة لعله، عندما أتكلم عن المهدي المنتظر أتكلم عما قاله رسول الله لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك ا ليوم حتى يخرج رجل من أهل بيتي يملأها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً إلى آخر ا لحديث.
    أريد أن أتكلم عن هذه القضية، هذه القضية المتفق عليها بين علماء المسلمين، الآن لا أتكلم عن خصوصيات المهدي المنتظر، عن صفات وشرائط المهدي المنتظر، وسيأتي الحديث لاحقاً وسيتبين أنه 90% مما تذكره مصادر مدرسة أهل البيت أيضاً بشكل صحيح ومقبول ومتواتر كثيراً منه موجود في المصادر الأصلية لمدرسة الصحابة. نعم، فيما يتعلق بحياة المهدي المنتظر لعله موقع خلاف، نعم فيما يتعلق بعصمة المهدي المنتظر هناك موضع خلاف، أما باقي الأمور المرتبطة بالمهدي المنتظر، نعم هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت قد يوجد هناك خلاف، ولكنه باقي الخصوصيات من شرائط الظهور من ظروف الظهور من نسب المهدي المنتظر من الكرامات التي توجد عند المهدي المنتظر من أن هناك ملك يسدده، هذه كلها نصوصها متفق عليها بين علماء المدرستين. نعم في الآونة الأخيرة مع الأسف الشديد نحن بدأنا نجد على بعض الفضائيات أو المواقع بدءوا يسفهون هذه الفكرة، طبعاً هم بصدد، أنا أبين هذه النقطة حتى لا يقال أن السيد الحيدري كيف يتكلم بهذه اللغة، هم صحيح يكونوا بصدد تسفيه النظرية الموجودة عند أتباع مدرسة أهل البيت، يعني هم عندما تسألهم يقولون نحن نريد أن نرد على نظرية مدرسة أهل البيت في المهدي المنتظر، ولكنه في الواقع ليس كذلك، يعني هم عندما يخرجون على الفضائيات يخرجون ويسفهون كامل هذه الفكرة والأطروحة التي وردت عن الرسول ا لأعظم (صلى الله عليه وآله) نعم بإمكانهم بشكل واضح وصريح يخرجوا على الفضائيات وهم يدعون أنهم من أهل العلم بل أنهم من علماء أهل العلم، فليخرجوا على الفضائيات ويحددوا محل النزاع، يقولون هذا المورد محل اتفاق، هذا المورد محل اتفاق، هذه الموارد كلها محل اتفاق، نعم موارد الاختلاف واحد اثنين ثلاثة. فليقولوا ما يقولوا في هذه الموارد، وأتصور أن المنهج الصحيح والمنطقي والعلمي أن ننظر إلى تلك الموارد التي اختلفنا فيها توجد أدلة لنا أو لا توجد عندنا أدلة، يعني عندما ندعي عصمة المهدي المنتظر لابد أن يناقشوا بشكل علمي ومنهجي لا بهذه الطريقة الهوجاء، وهذه الطريقة السقيمة، وهذه الطريقة المريضة، التي تنبأ عن مرض داخلي عند المتكلم، ينبغي أن يكون هناك منهج علمي، نحن توجد عندنا أدلة على عصمة المنتظر، فنناقش تلك الأدلة، نحن عندنا أدلة على أنه هو الثاني عشر من أئمة أهل البيت، وهو أحد الخلفاء الاثني عشر الذين أشار إليهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) نحن ندعي هذه الادعاءات، وهنا أنصح الفضائيات أنه ينبغي أن يراجعوا أهل العلم عندنا، علماء مدرسة أهل البيت، أما كل من يخرج على فضائية يدعي ما يدعي لا ينبغي أن ينظر إليه أنه يمثل مدرسة أهل البيت، كما نحن نحاول أن لا ننسب إلى مدرسة الصحابة إلا من يمثل مدرسة الصحابة بشكل علمي وصحيح، أما كل من يدعي ويخرج على الفضائية ويقول نحن من أهل العلماء والعلماء فلا نعتني بكلماته، نحملها على الهزل أكثر من الجد الواقعي.
    إذن هذه القضية هنا أتكلم بشكل علمي ومنهجي وواضح وأنا عهدت على نفسي والمشاهد الكريم يعلم أن لا أنقل مطلباً أو نصاً إلا من أهم مصادر علماء المسلمين من مدرسة الصحابة، وسيتضح للمشاهد الكريم أن هذه الحقيقة واضحة المعالم في مدرسة الصحابة وعند أعلام مدرسة الصحابة، وعند أعلام علماء المسلمين.
    إذن هذه القضية أهميتها تنبع بودي أن المشاهد الكريم تنبع أهميتها من هنا، لأن البعض يحاول أن يقول أن هذه المسألة لا قيمة لها لأنها ليست أخبار متواترة، بل هي أخبار آحاد، وخبر الواحد لا يغني من الحق شيئاً في المسائل العقائدية والإيمانية.
    ومن هنا طرح أخي الدكتور هذا السؤال الأول وهو ما هو المراد بالتواتر لأجل أن نعرف عن ماذا نبحث، فيما يتعلق بضابط التواتر أنا أشير إلى بعض كلمات ابن حجر العسقلاني وكذلك كلمات ابن حزم، وكذلك كلمات الشيخ عبد الله بن صديق الغماري، هؤلاء الثلاثة من المتقدمين والمتأخرين أشاروا إلى هذه القضية، هذه الكلمات أنقلها من كتاب وقع أخيراً بيدي (المهدي وفقه اشراط الساعة) تأليف الدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم، الطبعة الأولى، 1423هـ، الدار العالمية، الاسكندرية، هذا الكتاب أنقل هذه الكلمات التي أشرت إليها أنقلها من هذا الكتاب، وهو من الناحية المنهجية كتاب منهجي وعلمي، فيما يتعلق بكلمات هؤلاء الأعلام بما يتعلق بالتواتر، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت جيداً إلى ما أريد أن بيانه في هذه العجالة، لأن الوقت لا يسع لهذا الغرض.
    قال الحافظ ابن حجر العسقلاني ص133: ومن أحسن ما يقرر كون المتواتر موجوداً وجود كثرة في الأحاديث أن الكتب المشهورة المتداولة بأيدي أهل العلم شرقاً وغرباً المقطوع عندهم بصحة نسبتها إلى مصنفيها إذا اجتمعت على أخراج حديث وتعددت طرق ذلك الحديث تعدداً تحيل العادة تواطئهم على الكذب أفاد العلم اليقيني بصحة ذلك الحديث. يقول إذا وجدتم أن الطرق إلى ذلك الحديث متعددة وأن المصنفين والأعلام الذين ثبت أن هذه الكتب لهؤلاء الأعلام من المسلمين، في كتبهم المتعددة هذه أشاروا إلى هذا الحديث اطمأن أن هذا الحديث متواتر وأنه يحصل منه اليقين والعلم.
    المقطع الثاني وهو ما قاله الشيخ، طبعاً هذا المطلب ينقله من (نزهة النظر شرح نخبة الفكر) ص23، وقال الشيخ عبد الله بن الصديق ا لغماري في سياق الرد على من شكك في تواتر أحاديث نزول عيسى وقتله الدجال: لا شك أن العادة قاطعة باستحالة أن يتواطئ هذا الجمع من الصحابة والتابعين وتابعيهم وحملة الحديث النبوي على الكذب والخطأ أو أن يقع ذلك منهم اتفاقاً من غير تواطأ بل العادة تحيل ا لكذب والخطأ على جمع أقل من هذا الجمع. يقول نحن عندما ننظر إلى عدد الرواة من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين يحصل لنا يقين أن هذه النصوص صدرت من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ثم ينقل كلام مهم جداً حتى أن جماعة من العلماء منهم ابن حزم -وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت- إليها منهم ابن حزم قرروا أن الحديث إذا اجتمع على روايته خمسة من الصحابة كان متواتراً. هذه نقطة أساسية، إذن تبين إلى هنا أنا بودي أن ألخص حديثي تبين الى هنا أنه إذا الحديث نقل من خمسة من الصحابة أو أنه تعددت رواة هذه الأحاديث وأن المصنفين أعلام المؤلفين والمصنفين في هذا المجال نقلوا هذه النصوص عند ذلك يحصل لنا اطمئنان بأن هذا الخبر متواتر وأنه صادر عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).
    هذا هو ضابط التواتر الذي ذكره هؤلاء الأعلام، وتفصيل الحديث في التواتر وخبر الآحاد وأنواع الخبر موكول إلى محله.
    فإذا روى خمسة من ا لصحابة حديثاً دل ذلك على أن ذلك الحديث صدر عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ومتواتر.
    المقدم: إذن كما توصلتم سماحة السيد كم عدد الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي.
    سماحة السد كمال الحيدري: أنا أتكلم على ضوابط القوم، هذا القدر خمسة من الصحابة هل يفيدنا نحن كمدرسة أهل البيت أم لا ذاك بحث آخر، نحن ذكرنا في مقدمة هذه الأبحاث مسألة المهدي المنتظر بالنسبة إلينا من أصول عقيدتنا وأنها ثابتة بالتواتر ولا نحتاج إلى خمسة من الصحابة ولا عشرة من الصحابة لأن مصادرنا والآيات والروايات والنصوص وعلماء مدرسة أهل البيت وأئمة أهل البيت قبل ذلك أغنوا وأثروا هذه المسألة بحثاً بما لا مزيد عليه، ولكن حديثي مع الاتجاه الآخر، مع مدرسة الصحابة، مع تابعي مدرسة الصحابة، مع الذين يقولون أين هذا في مصادرنا عندما نتكلم معهم يقولون لا تستدلوا علينا بأسلوب الكافي ولا تستدلوا علينا بكتاب الغيبة، ولا تستدلوا علينا بالبحار هذه المصادر إنما هي حجة على من يقبلها، أين مسألة المهدي المنتظر من مصادر أعلام المسلمين في مدرسة الصحابة.
    في الواقع أن هذا السؤال أساسي، كم هو عدد الصحابة الذين رووا حديث أو أحاديث ا لمهدي المنتظر؟ في الواقع بودي أيضاً أن المشاهد الكريم يلتفت إلى ما يقول. أنقل من كتاب (المهدي وفقه أشراط الساعة) للدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم، ص63 تحت عنوان (سرد أسماء الصحابة رضي الله عنهم الذين رووا عن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أحاديث المهدي) وأنتم تعلمون أن هذه (عليه وعلى آله): أولاً: عثمان بن عفان. ثانياً: علي بن أبي طالب، إنما يقدم عثمان على مبانيهم التي قالوا بأفضلية عثمان على علي حسب الخلافة، طلحة بن عبيد الله، عبد الرحمن بن عوف، وأنتم تعلمون أن جملة من هؤلاء من العشرة المبشرين بالجنة، الحسين بن علي وهو سيد شباب أهل الجنة، أم سلمة يعني أم المؤمنين أم سلمة، أم حبيبة يعني زوجة النبي، عبد الله بن عباس حبر الأمة، عبد الله بن عمر بن العاص، أبو سعيد الخدري، جابر بن عبد الله الأنصاري، أبو هريرة، أنس بن مالك، عمار بن ياسر الذي قال عنه رسول الله تقتلك الفئة الباغية، يعني أعلام أعلام الصحابة، فيهم خيرة الصحابة، في جملة من هؤلاء هم أعلام الصحابة، هم أعيان الصحابة، هم خيرة صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عوف بن مالك، ثوبان مولى رسول الله، قرة بن أياس، علي الهلالي، حذيفة بن اليمان، عبد الله بن الحارث الزبيدي، عمران بن حصين، أبو الطفيل، جابر بن ماجد الصفدي، أبو أيوب الأنصاري، أبو امامة الباهلي، العباس بن عبد المطلب، تميم الداري، أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، عمر بن مرة الجهني – شيء غريب عندما يذكر أم سلمة لا يقول عنها أم المؤمنين، عندما يذكر أم حبيبة لا يقول عنها أم المؤمنين، ولكن عندما يصل إلى عائشة يقول أم المؤمنين، فلابد أن نسأل الكاتب لماذا التفريق بين زوجات رسول الله وهن أمهات المؤمنين (وأزواجه أمهاتهم) إلا أن يصنفوا الزوجات درجة أولى ودرجة ثانية، وهذا ليس محل بحثنا- هؤلاء هم الصحابة، فيشير إلى 31 صحابياً.
    المقدم: وأين الخمسة من 31.
    سماحة السيد كمال الحيدري: بيني وبين الله بودي أن المشاهد الكريم يلتفت ابن حزم ماذا قال كما نقل صاحب هذا الكتاب؟ قال: بأنه إذا نقلت الرواية أو الحديث من خمسة من الصحابة فأنه يفيد التواتر، فما بالك إذا نقل الحديث أكثر من 30 فيهم من خيرة الصحابة.
    المقدم: وعامة المسلمين لا يعرفون غير هؤلاء من الصحابة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: ولذا قلت هؤلاء أعلام الصحابة، لا اقل من فيهم من العشرة المبشرة بالجنة، من فيهم من أعيان الصحابة، ولذا تجدون أن العلامة ابن باز وهي نقطة أساسية أنا إنما استدل بكلمات ابن باز باعتبار أنه علم من الأعلام المعاصرين في مدرسة السلفية، العلامة ابن باز وهذه كلمته لعله فيما سبق لم ننقلها بكاملها، في هذه الرسالة التي هي (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر) تأليف العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد، مكتبة السنة، الطبعة الأولى، 1416، ص5 هذا الكتاب مع الأسف الشديد الإنسان عندما يراجع بعض المواقع يقولون أن السيد الحيدري يحاول أن يوهم المشاهد الكريم، لا أنا أقرأها كاملاً. هذا الكتاب للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد، ولكنه في المقدمة توجد كلمة تعقيب على المحاضرة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
    يقول ابن باز: وقد اطلعت على كثير من أحاديثه – يعني أحاديث المهدي- فرأيتها كما قال الشوكاني وغيره وكما قال ابن القيم وغيره فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الضعيف ا لمنجبر وفيها أخبار موضوعة ويكفينا من ذلك ما استقام سنده سواء كان صحيحاً لذاته أو لغيره وهكذا الأحاديث الضعيفة إذا انجبرت وشد بعضها بعضا فأنها حجة عند أهل العلم، بودي أن يلتفت المشاهد الكريم أهل العلم من مدرسة الصحابة، أهل العلم من المسلمين، أن ابن باز يقول: حتى لو كانت الأحاديث ضعيفة فإذا تأكد بعضها مع بعض، شد بعضها بعض، فهي مقبولة، يقول: وهكذا الأحاديث الضعيفة إذا انجبرت وشد بعضها بعضاً، فإنها حجة عند أهل العلم، إذن لا يأتي هؤلاء الذين يخرجون على بعض الفضائيات مما يأسف له بمجرد … يقول هذا الحديث ضعيف فيه فلان مسند، وفي فلان كتاب، وفي وفي، لا لا أبداً، إذا تعددت الأحاديث الضعيفة فأن بعضها يشد بعضاً ويقوي بعضاً، إذن هذه القضية لابد أن يلتفت إليها بشكل دقيق وهو أنه لا ينبغي، وهو بحث علمي مهم عند علماء المحدثين، لا أقل عند ابن باز وجملة من الأعلام هكذا يقولون أنه إذا كان الحديث ضعيفاً، إذا لم يوجد ما يشد عضده فيبقى ضعيفاً، أما إذا كان هذا الحديث ضعيف وهذا ضعيف، ولكن عشرات الأحاديث أنضمت إليها فأنه يكون مقبولاً، وهذا المعبر عنه عند بعضهم بالانجبار، يعني جمع القرائن لمعرفة صحة هذا الحديث، حتى لو كان كل حديث من حيث السند في نفسه ضعيف، ولكن إذا اجتمعت الأحاديث الضعيفة سوف يكون مقبولاً عند أهل العلم. بودي أن المشاهد الكريم يلتفت وخصوصاً جمهور المسلمين لا تكون القضية عندما نروي رواية من أي مصدر من مصادر الصحابة مباشرة يخرج أي واحد منهم على الفضائيات يقول هذا حديث ضعفه فلان وفلان، افترضوا أن هذا الحديث من حيث السند ضعيف، ولكن توجد أحاديث أخرى، قرائن أخرى تنضم إليها، ولذا أقرأ نص العلامة ابن باز يقول: وهكذا الأحاديث الضعيفة إذا انجبرت وشد بعضها بعضاً فإنها حجة عند أهل العلم فأن المقبول عندهم، عند أهل العلم، أربعة اقسام: صحيح لذاته، وصحيح لغيره، وحسن لذاته، وحسن لغيره، هذا ما عدا المتواتر. أما المتواتر فكله مقبول سواء كان تواتره لفظياً أو معنوياً فأحاديث المهدي من هذا الباب، يعني ما هي؟ متواتر. يقول: ونص أهل العلم وقد رأينا أهل ا لعلم أثبتوا أشياء كثيرة بأقل من أحاديث المهدي. وهذا إشارة إلى هذا المعنى، وهو أنه بخمسة أحاديث يثبت التواتر فما بالك بـ 30 من أعلام الصحابة ينقلون أحاديث المهدي، ألاّ يفيد التواتر. فأحاديث المهدي ليست متواترة فقط، بل هي فوق التواتر بمراتب متعددة، لأنه إذا أضفنا إليه الضوابط السابقة وما يقوله ابن حزم إذا خمسة من الصحابة نقلوا الرواية تكون متواترة، فما بالك إذا نقلها أكثر من 30 من أعلام الصحابة.
    المقدم: ينبغي على المشاهد الكريم أن لا يسأل عن التواتر وأنها أحاديث متواترة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً أحاديث المهدي فاقت حد التواتر، ولو تواتراً معنوياً كما يقول جملة من الأعلام.
    المقدم: والقول بأنها آحاد تجني على الحقيقة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: ليست فقط تجني على الحقيقة، بل أنا أرجعه إلى عدم التخصص، وأن هؤلاء الذين يدعون لأنفسهم العلم ليسوا من أهل الاختصاص، وإلا أنا اربأ بعلماء المسلمين وبعلماء مدرسة الصحابة أن يأتي بعض هؤلاء الجهلة على بعض الفضائيات ويسمون أنفسهم بأنهم يمثلون أهل السنة والجماعة، هؤلاء لا يمثلون إلا شرذمة من الكلمات التي لا قيمة لها واقعاً، والإنسان عندما ينظر إلى أساليبهم التي يتعاملون بها، تعابير أربأ بنفسي أن أنقلها يشعر بأن هؤلاء ليسوا من أهل العلم، وإلا لو كانوا من أهل العلم كانوا يدخلون إلى مثل هذه الأمور بنحو علمي وبنحو منهجي، ويحاولوا أن يعرفوا الأدلة ويناقشوها، أما هذه الحالة حالة التهويل والتشويش والتسفيه والاستهزاء والاتهام والتسقيط، دليل على الجهل واقعاً، يعني لعله انهزامية من الداخل، ولكنه في الواقع دليل على جهل هؤلاء القوم.
    المقدم: صار واضحاً ما يتعلق بالتواتر الذي رواه أكثر من 30 صحابياً، ولكن هنا سؤال هل يمكن الوقوف على بعض كلمات أعلام المسلمين الذين احتجوا بأحاديث المهدي الأحاديث المقبولة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع هذه قضية أخرى، كان هناك ضابط أخر عندما شرحنا التواتر قال: إذا أن أعلام المصنفين نقلوا هذه ا لروايات، يعني الآن نريد أن ننتقل إلى الطبقات الوسطية لأحاديث المهدي، الطبقة الأولى كانت 30 صحابياً وهذا فوق التواتر بمراتب، الآن نريد أن ننتقل إلى الطبقات الأخرى ما بعد الصحابة، يعني التابعين وتابعي التابعي، ثم ننتقل إلى أعلام المؤلفين والمصنفين وأعلام علماء المسلمين، الذين كيف تعاملوا مع أحاديث المهدي، هل تعاملوا مع أحاديث المهدي أنها مقبولة واحتجوا بها، أو تعاملوا بها تعامل من لا يقبلها ولا يحتج بها، أي منهما؟ هل أهملوا هذه الأحاديث أن اعتنوا بها وخرجوها في كتبهم وصححوها وقبلوها واحتجوا بها، ومن الواضح أنه إذا لم تكن مقبولة لا يمكن الاحتجاج بها.
    في الواقع أرجع إلى نفس الكتاب وهو (المهدي وفقه أشراط الساعة) تأليف الدكتور محمد أحمد أسماعيل، ص64، إذا المشاهد الكريم يريد أن يكتب هذه الأسماء فليكتب اسماء ا لأعلام الذين خرجوا أحاديث المهدي المنتظر: أبو داود في سننه، الترمذي في جامعه، ابن ماجة في سننه، النسائي، أحمد في مسنده، ابن حبان في صحيحه، الحاكم في المستدرك، أبو بكر بن ابي شيبة في المصنف، الطبراني في معاجمه الكبير والأوسط والصغير، الدار قطني في الافراد، البارودي في معرفة ا لصحابة، أبو يعلى الموصلي في مسند، البزاز في مسنده، الحارث بن أبي اسامة في مسنده، الخطيب في تلخيص المتشابه وفي المتفق والمفترق، ابن عساكر في تأريخه، ابن منده في تأريخ أصفهان، أبو الحسن الحربي في الحربيات، تمام الرازي في فوائده، ابن جرير في تهذيب الآثار، أبو بكر ابن المقري في معجمه، أبو عمر الداني في سننه، أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن، الديلمي في مسند الفردوس، أبو الحسن ابن المنادي في كتاب الملاحم، البيهقي في دلائل النبوة، الجوزي في تأريخه، يحيى بن عبد الحميد في مسنده، الروياني في مسنده، ابن سعد في الطبقات، ابن خزيمة الحسن بن سفيان، عمر بن شبر، أبو عوانه عبد الحميد عبد الرزاق .. الخ.
    ينقل 38 – بتعبيره- يقول: أسماء الأئمة الذين خرّجوا الأحاديث والآثار الواردة في المهدي في كتبنا. وعددهم يفوق هذا بعشرات المرات، ولكن هذا القدر الذي أمكن أن يجمعه المؤلف في هذا الكتاب. 38 من أئمة علماء المسلمين خرّجوا هذه الأحاديث، لا فقط خرّجوها، هناك فرق بين أن يخّرجوا الحديث ويرميه بالضعف، ويرميه بعدم القبول، ويرميه بعدم الاستناد، ولكن هؤلاء خرجوا جميع هذه الأحاديث واستندوا إليها واحتجوا بها. إذن عندما ننتقل إلى الطبقات اللاحقة نجد أيضاً الضابط الذي ذكره ابن حجر العسقلاني فيما سبق وهو – أعيد الضابط على المشاهد الكريم مرة أخرى ليتضح له- يقول: إن الكتب المشهورة المتداولة بأيدي أهل العلم شرقاً وغرباً المقطوع عندهم بصحة نسبتها إلى مصنفيها إذا اجتمعت على إخراج حديث سوف يكون متواتراً، ومن الواضح أن هؤلاء جميعاً اجتمعوا من أعلام المسلمين من أئمة المسلمين، ، طبعاً كله في مدرسة الصحابة وإلا أنا لا أنقل الآن المصادر والكتب والمؤلفات التي ألفت في مدرسة أهل البيت، أنا أتكلم فقط في مدرسة الصحابة، من أعلام المسلمين في مدرسة الصحابة.
    إذن على هذا المستوى، يعني على مستوى الائمة الذين خرجوا الأحاديث، أيضاً يتجاوز الـ 40 من أئمة علماء المسلمين  خرجوا هذه الأحاديث واحتجوا بها وقبلوها.
    المقدم: وهذا دليل كافٍ على أن الأحاديث كانت موضع عناية مهمة جداً.
    سماحة السيد كمال الحيدري: ليس موضع عناية فقط، بل موضع احتجاج وقبول منهم جميعاً، لا أنهم نقلوا الروايات. نعم، عندما نراجع مثلاً ابن خلدون على سبيل المثال هو ينقل هذه الروايات، وهنا الكاتب لم يذكر ابن خلدون، لأن ابن خلدون يذكر الروايات ويحاول أن يضعف أكثر هذه النصوص، ولهذا فهو لم يذكر اسمه في هذا المجال، هو يشير إلى أسماء أئمة علماء المسلمين الذين خرّجوا هذه الأحاديث وقبلوها وصححوها واحتجوا بها.
    ونفس صاحب هذا الكتاب (المهدي وفقه اشراط الساعة) يقول: واقعاً هذه شبهة ويردها بشدة على ابن خلدون وأمثال ابن خلدون وأمثال كل هؤلاء الذين يخرجوه على الفضائيات ويقولون أن أخبار المهدي أخبار آحاد أو أنه لا يمكن الاعتناء بها. واقعاً يرد عليها رداً شديداً هذا الكاتب، وهو من مدرسة الصحابة، ومن الذين يدورون في فلك مدرسة الصحابة.
    المقدم: سماحة السيد من خلال ما تفضلتم به أخيرا هل يمكن القول أن علماء المسلمين اعتنوا بأحاديث المهدي المنتظر من خلال إفراد مصنفات خاصة بها.
    سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه الذين ذكروا وخرجوا هذه الروايات واعتنوا بها كثيرون جداً، واعتنوا بها اعتناء كثير.
    في ص66 من كتاب (المهدي وفقه أشراط الساعة) يقول: ذكر العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي.
    المقدم: عبارة احتجوا يعني لا يحتجون إلا بما ثبت وصح.
    سماحة السيد كمال الحيدري: ولا يمكن الاحتجاج بما هو ضعيف أو بما هو خبر واحد لا يفيد إلا ظناً.
    المقدم: ضعيف في نفسه فكيف يكون حجة على غيره.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أولاً نحن ذكرنا أسماء الأئمة الذين خرجوا الأحاديث، أما هنا ذكر العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي، إذن مجموعة من الأعلام المعاجم والصحاح خرجت أحاديث المهدي، طبعاً بعد ذلك سيتضح حتى في صحيح البخاري وصحيح مسلم توجد إشارات، وبعد ذلك سنشير، لأن واحدة من الشُبه وواحدة من الإشكاليات التي تطرح أنه إذا كانت هكذا فلماذا لم تذكر أحاديث المهدي في صحيح مسلم وصحيح البخاري، بعد ذلك سيتضح نعم لعله لم يذكر الاسم ولكنه هناك إشارات واضحة إلى المهدي، وبعد ذلك سيأتي البحث عن هذه النقطة. وهنا لابد أن أشير أن الصحيحين لا يشيران إلى أخبار المهدي هل هذه نقطة قوة للصحيحين أو نقطة ضعف في الصحيحين، سيأتي بحثه، واقعاً لابد أن نعرف أنه عندما يوجد ثلاثون من الصحابة ينقلون، وعندما هناك العشرات من أئمة الحديث نقلوا هذه النصوص، لماذا ان البخاري ومسلم لم ينقلوها.
    المقدم: والصحابي لا يجوز عليه الجرح ولا التعديل.
    سماحة السيد كمال الحيدري: بحسب مبانيهم. ويكفي كما قال ابن حزم خمسة يحصل بهم التواتر، فلماذا أن البخاري ومسلم لم ينقلوا هذه الأحاديث.
    المقدم: إذن الخلل في شرطهما.
    المقدم: الأخ عبد الله من الامارات، تفضلوا.
    الأخ عبد الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ عبد الله: تحية لك أخي المقدم وتحية لسماحة الشيخ، عندي عدة أسئلة:
    السؤال الأول: نحن – أهل السنة والجماعة- نؤمن بوجود المهدي، ولكن يا فضيلة الشيخ هل تفسر لنا هل بأنه سوف ينزل على مكة والمدينة ويقتل من فيها.
    السؤال الثاني: أنت فارس المجلس الآن وحضرتكم طالب وصاحب علم جليل، والمجلس يحتاج إلى عالم من علماء أهل السنة أن يجلس أمامك، لأنه لا يجوز أن تطرح القضايا والمفردات الفقهية والتشريعية بدون أن يكون رجل صاحب علم، وأنت حضرتك دائماً تقول: إن الذين يخرجون في الفضائيات لا يملكون كذا وكذا، وحضرتكم عالم جليل وتعرف إن الله تعالى يقول: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
    الشيء الثالث: هل صحيح أن عند الشيعة كتاب اسمه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) وشكراً لك ولمقدم البرنامج وقناة الكوثر.
    سماحة السيد كمال الحيدري: عندما أجد إنساناً يتكلم بشكل علمي ومنهجي ومؤدب واقعاً يستحق كل احترام.
    المقدم: السؤال الأول: وهو أننا نؤمن بوجود المهدي وهل صحيح أنه يخرج في مكة والمدينة ويقتل من فيها.
    سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: أخي العزيز كلام لا أساس له، ولا واقع له، وليس صحيحاً، إنما يأتي المهدي ليقيم العدل، ولينشر العدل الإلهي، لا ليقتل الناس، هذا الذي يأتي ليقتل الناس، هذا جبار، هذا الكلام واقعاً حتى لو سمعته ممن يقول نحن من أهل البيت ومن مدرسة أهل البيت أعلم أنه ليس من أهل العلم عندنا، إذا وجدت أحداً يقول هذا الكلام. ولذا في مقدمة حديثي أقوله للأخ العزيز الكريم من الأمارات ولكل من يستمع هذه البرامج، أخواني الأعزاء ينبغي أن تأخذوا هذه الحقائق من أهل العلم المعروفين بالعلم، لا كل من يخرج على أي فضائية، ويدعي ويلبس لباساً خاصاً فهو من أهل العلم، وهذا لا استثني فيه أحداً أكرره مرة ثانية وثالثة ورابعة، ليس كل من يخرج على فضائيات منتسبة إلى مدرسة أهل البيت هو يمثل مدرسة أهل البيت، هذا لا يوجد عندنا هذا المعنى وهذا التمثل، ونحن لا نحمل على الجد كل من يخرج على فضائيات المدرسة الأخرى، التي نكن لها كل احترام واعتزاز ونحاول أن يكون البحث بحثاً علمياً، لا نقول أن كل من يخرج عليها هو يمثل مدرسة السنة والجماعة، لا، أبداً. ولذا أنت عندما تقول نحن أهل السنة والجماعة، هذا واقعاً لا أقول أن هذا الرجل يريد أن يمثل، نعم تقول أنا من هذه المدرسة من حقك، أما أن تقول أن كل المدرسة كذا هذا ليس كذلك.
    المقدم: السؤال الثاني: يريد وجود عالم من الطرف الآخر.
    سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب أخي العزيز مراراً وتكراراً ذكرنا هذه الحقيقة وأجبنا قلنا نحن نعتقد بالحوار الحر، يعني أنا هنا أتصدى كعالم من علماء مدرسة أهل البيت لتوضيح هذه الحقائق، واقعاً فليكن في الطرق الآخر، عندما أقول هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات مجموعة من الذين يتسمون وآخر قد تسمّى عالماً وليس به، بل أخذ جهائل من جهال، واقعاً عندما استمع إليهم وأجلس أمامهم، أريد واقعاً بحث واحد علمي منهجي من خلال مصادرنا وكتبنا لا أجد والله، إذن كيف تريدني أن أجلس مع مثل هؤلاء، نعم إن وجد عندكم من العلماء الذين يمكن أن يناقشهم الإنسان، يوجد عندهم منهج علمي، لا أنه مجموع من الأتهامات ومجموعة من الأكاذيب ومجموعة من الموضوعات ومجموعة من الكتب التي لا يعلم أولها من آخرها تنسب إلينا بطبيعة الحال أنا ليس عندي استعداد، قال علي أمير المؤمنين: ما خاصمني جاهل إلا غلبني، لأن الجاهل لا يوجد عندك جسر مشترك، أساساً لا يوجد خطاب، إذا يوجد عندك أحد من هؤلاء أن أتكلم معه وأن أراسله أينما تريد. أما هؤلاء الذين يخرجون واقعاً أنت أعرف بأمورهم ويكفيني أخي العزيز أن تجلس أمام هذا المنبر الذي أنا جالس أمامه وهذا البرنامج وترى المنهج الذي أتكلم فيهن ثم تنظر إلى فضائيات الآخرين وتنظر إلى المنهج الذي يتكلمون به.
    المقدم: أشار إلى كتاب فصل الخطاب.
    سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: كتاب ليس مقبول، كتاب ساقط عندنا من الناحية العلمية، لا قيمة له, والاستدلال به لم يقبله أحد من علمائنا المتأخرين، لأن هذا الكتاب متأخر لا من المتقدمين، لا قيمة له, وأنا يوجد عندي كتاب في نفي التحريف عن القرآن وتقريباً أخي العزيز أجمعت كلمة علماء مدرسة أهل البيت على أن القرآن الذي بيد المسلمين هو القرآن الذي ندين الله به سبحانه وتعالى، الآن يريدون أن يخرجوا، هذا الذي نقوله مع الأسف الشديد، نحن ألف مرة نقول أننا لا نقبل قرآناً غير هذا القرآن، اذهبوا إلى كل بيوت أتباع مدرسة أهل البيت في كل مكان، اذهب إلى بيت أي أحد من بيوت شيعة أهل البيت وانظر القرآن الذي بيده، لماذا هذا الاتهام، ماذا نفعل حتى نقول أن قرآننا لا يختلف عن قرآنكم، ولكنه مع ذلك تجد أنت يومياً على بعض الفضائيات يكررون هذه القضية مرات عديدة. أنت عندما تسألني وأنا أجيبك بكل صدق وبكل إيمان، لا فيه تقية ولا فيه خوف، نحن انتهينا من زمن الخوف حتى اتقي في عقائدي، أنا أجلس أمامك على الفضائيات وأقول كل اعتقاداتي ولو كنا نعتقد غير ذلك لقلنا غير هذا الذي تقوله.
    المقدم: معنا الأخ رعد من العراق.
    الأخ رعد: السلام عليكم.
    المقدم: عليكم السلام.
    الأخ رعد: إذا كان هناك شك في عصمة المهدي المنتظر فأنهم في أطروحاتهم يقولون أن السيد المسيح (عليه السلام) وهو من أنبياء أولي العزم يصلي خلف المهدي المنتظر، ولما كان نبي الله عيسى من المعصومين فلا يمكن له أن يصلي خلف إنسان غير معصوم، فهذا يثبت عصمة الإمام.
    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا البحث أشرنا إليه أخي العزيز في أبحاث سابقة وإنشاء الله سيأتي في الوقت المناسب ونشير إليه.
    المقدم: أبو فاطمة من العراق.
    أبو فاطمة: السلام عليكم.
    المقدم/ السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
    الأخ أبو فاطمة: عندي توضحي، بعد السلام على سماحة السيد، هناك مشاكل عديدة على وجه الأرض، منها النظام السياسي الذي يسيطر على النظام، ومنها النظام المالي، الذي خلف ملايين الفقراء، وارتفاع في درجات الحرارة، هناك أمور كثيرة من يستطيع أن يحل تلك المشاكل، هل يمكن لإنسان عادي أن يحل تلك المشاكل، وشكري واحترامي وامنياتي لسماحة السيد بالصحة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: قلت أخي العزيز بأنه واحدة من أهم الأدلة، وهذا متواتر، إن عيسى الذي هو نبي من أنبياء اولي العزم وهو معصوم باتفاق علماء المسلمين يصلي خلف المهدي وهذا بقبول من جميع أيضاً متواتر بين علماء المسلمين، أن عيسى ينزل في آخر الزمان ويأتم بالمهدي المنتظر، وبينت هذا الأصل وهذه القاعدة أنه لا معنى لأن يأتم إنسان معصوم ونبي معصوم بإنسان غير معصوم، أساساً لا معنى لهذا، لا يمكن أن الإنسان يجعل أمامه شخص غير معصوم ويأتم به وهو معصوم، لابد أن يؤتم به. إذن هذه واحدة من الأدلة على عصمة المهدي المنتظر، وهذا بحث إنشاء الله تعالى، وعندنا أدلة أخرى على عصمة المهدي المنتظر سيأتي بحثها لاحقاً، الآن أنا لم أدخل بعد في عصمة المهدية المنتظر.
    فقط أشير إلى بعض أسماء علماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي، من العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي، لا أعلم أي عدد من هؤلاء أشير، لأن صاحب كتاب (المهدي وفقه أشراط الساعة) هناك في ص66 من الكتاب، يقول: المطلب الثالث ذكر العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي، فيبدأ بهم يقول: الإمام سفيان بن سعيد الثوري، الإمام أبو داود، الإمام أبو عيسى الترمذي، الحافظ أبو جعفر العقيلي، الإمام الحسن بن علي بن البربهاري، الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر، الإمام ابن حبان، الإمام أبو سليمان، والإمام أبو الفرج ابن الجوزي، الإمام أبن الأثير صاحب النهاية، الإمام القرطبي، الإمام محمد بن أحمد بن علي القسطلاني، ابن تيمية صاحب منهاج السنة، الإمام المزي صاحب تهذيب الكمال، الإمام الحافظ الذهبي صاحب المنتقى، صاحب ابن القيم الجوزية، الحافظ نور الدين الهيثمي، الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني، الحافظ السخاوي، الحافظ السيوطي، الشيخ علي المتقي الهندي صاحب كنزر العمال، العلامة الملا علي القاري، العلامة المحدث عبد الرؤوف، العلامة الفقيه الحنبلي، العلامة البرزنجي، العلامة الزرقاني، العلامة ابن ماجه، العلامة المحدث إسماعيل صاحب كشف الخفاء، العلامة الصنعاني، العلامة السفاريني، مجدد القرن الثاني عشر شيخ الإسلام محمد بن عبد ا لوهاب صاحب الرد على الرافضة، المتوفى سنة 1206 من الهجرة. مجدد القرن الثاني عشر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب صاحب الرد على الرافضة، أيضاً من العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي، العلامة القاضي محمد بن علي الشوكاني، العلامة محمد صديق حسن خان صاحب الإذاعة، العلامة محمد بشير الهندي، العلامة شمس الحق أبادي، العلامة المحدث الكتاني، العلامة محمد أنور شاه الكشميري. ومن المتأخرين، الأنفاسي، والفارسي والشمقيطي، وعشرات من العلماء، بل ومئات من العلماء الذين خرجوا أحاديث المهدي واحتجوا بها، لا أنه ذكروها لردها بل ذكروها للاحتجاج بها.
    المقدم: أحنستم، وهذا يقطع قطعاً لا نقاش فيه بصحة الأحاديث وتواترها.
    سماحة السيد كمال الحيدري: تتمة البحث سيأتي في الحلقة اللاحقة. بودي أن الأخ العزيز من الامارات وأشكره على هذا المنهج العلمي الذي طرحه وأرجوا أن ينهج المتداخلون هذا المنهج. أخواني الأعزاء أنا هنا أطرح أسئلة أطرحوا ذلك على علمائكم ماذا يجيبون عن هذه الروايات، ماذا يجيبون عن كلمات أعلام المسلمين في هذا المجال، ونحن اطمئنوا سوف نستمع لهم بكل دقة وأمانة وسوف نجيب عليها إنشاء تعالى.
    المقدم: ومن شأن هذه الأبحاث أن توحد كلمة المسلمين.
    سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً كذلك، لا أقل يبين أنه هناك 90% تقارب وتشارك في المسائل العقائدية.
    المقدم: نسأل الله أن تستمر هذه الأبحاث بما يخدم مصلحة المسلمين وتوحيد كلمتهم لا تفريقهم، ونشكر سماحة السيد كمال الحيدري، ونشكر الأخوة والأخوات. إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/19
    • مرات التنزيل : 1612

  • جديد المرئيات