نصوص ومقالات مختارة

  • هل العقيدة المهدوية متواترة أم أخبار آحاد (ق2)

  • 29/11/2009
    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الميامين.
    تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أيامنا وأيامكم بحلول عيد الأضحى المبارك، وتقبل الله من حجاج بيت الله الحرام أعمالهم وأعادهم إلى أهاليهم سالمين إنشاء الله تعالى. هذا موعدنا مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة ا لليلة: هل العقيدة المهدوية متواترة أم أخبار آحاد (القسم الثاني). نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المقدم: ربما طُرحت بعض الأسئلة، وهناك بعض التساؤلات يقولون لماذا هذا التركيز على مدرسة الصحابة التي عارضت العقيدة المهدوية. السر وراء هذا العرض.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    في الواقع بأنه هناك عدة أمور وأهداف لعرض هذه العقيدة وهذه الأطروحة من خلال كتب ما يصطلح عليه عندهم (أهل السنة والجماعة) أو ما أصطلح عليه (مدرسة الصحابة) لأنني أعتقد بأن هذه الأطروحة وأن هذه العقيدة وهي العقيدة المهدوية كانت موضع اهتمام كل علماء المسلمين أو لا أقل في الأعم الأغلب من كبار علماء المسلمين، فأنهم على مختلف اتجاهاتهم سواء كانت الفقهية أو الكلامية أو السياسية فأنهم اهتموا بهذه القضية اهتماماً خاصاً، وأعطوا لها أولوية خاصة، وذلك من خلال تأليف الكثير من المؤلفات والمصنفات التي تكلمت عن المهدي المنتظر، على مر تأريخ علماء المسلمين. هذه القضية إنما طرحتها باعتبار أنه في الآونة الأخيرة، طبعاً هذه المؤلفات سأبين بعد ذلك إنشاء الله، إن هذه المؤلفات تكلمت بشكل واضح وتفصيلي عن كل شؤون المهدي الذي قال النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سيخرج في آخر الزمان، تكلمت هذه الكتب والمصنفات عن نسبه وعن هويته وعن شؤونه وعن دولته وعن شروط ظهور هذه الدولة وقيام هذه الدولة، وعشرات الأمور تكلموا في هذه القضية.
    هذه القضية إنما أريد أن أقف عندها لأنه في هذا الجيل الجديد الذي خرج عندنا من خلال بعض الفضائيات التي تحاول أن تنسب إلى نفسها أنها من أهل السنة والجماعة وفي الواقع أنهم لا يمثلون أهل السنة والجماعة، وإنما هم طائفة صغيرة من المسلمين وهو الاتجاه السلفي الحديث، الاتجاه السلفي الحديث الذي يتبع السلفية القديمة التي أسسها الشيخ ابن تيمية، هؤلاء يحاولون أن يهمشوا فكرة العقيدة المهدوية والأطروحة المهدوية، ولا يعطوا لها أي أهمية، نعم في أقصى الأحيان أو في أبعد الأحيان يقولون نعم وردت هناك بعض الروايات التي قالت إن المهدي سيظهر في آخر الزمان، ويحاولوا أن ينسبوا هذه الحقيقة إلى أهل السنة والجماعة، مع أن واقع الأمر أن هذه ليست نظرية أهل السنة والجماعة، نظرية أهل السنة والجماعة، طبعاً هنا أؤكد للمرة العاشرة وللمرة العشرين، أنا لا أريد أن أقول أن نظرية أهل السنة والجماعة هي نظرية أهل البيت ومدرسة أهل البيت في المهدي المنتظر، أبداً، أنا لا أدعي هذا الادعاء، ولكن أريد أن أقول للمشاهد الكريم أنه في 90% من الأمور التي تكلمت عن المهدي المنتظر في روايات مدرسة الصحابة متفق عليها لا يوجد فيها خلاف، وإنما الخلاف في أمرين: الأمر الأول في أن المهدي المنتظر حي الآن في زماننا أو أنه سيولد في آخر الزمان. والأمر الثاني أن المهدي الذي سيخرج في آخر الزمان هل هو معصوم أو ليس بمعصوم. وهذا ما سنعرض له إنشاء الله تعالى في الأبحاث اللاحقة، وإنشاء الله تعالى أيضاً كلتا هاتين الحقيقتين عن المهدي المنتظر سأثبت أنها موجودة في مصادر أهل السنة والجماعة أو في مصادر مدرسة الصحابة. وإن لم يقبلوا هم، وإن لم يقرءوا هذه النصوص بهذه القراءة التي سنقدمها، ولكنه سيتضح أنها موجودة عندهم.
    إذن ما يأتي على لسان بعض من يدعي العلم في فضائيات أو بعض الفضائيات التي تقول أن أهل السنة والجماعة لا يرون للمهدي هذه الأهمية أو أن هذه الأطروحة ليست عقيدة بل هي أخبار آحاد ونحو ذلك، هذا كلام عارٍ عن الصحة وإنما الصحيح أنها تعد من أهم العقائد والمعتقدات التي آمنت بها مدرسة الصحابة أو أهل السنة والجماعة، وإن كان الآن هناك مجموعة قليلة في الآونة الأخيرة لأنه فضائياتهم أكثر، أصواتهم أكثر، إمكاناتهم المادية أكثر، مواقعهم أكثر، قدرتهم على نشر أفكارهم أكثر، إمكاناتهم في كل أنحاء العالم من مساجد ومراكز ومواقع الكترونية حاولوا أن يسوقوا هذه الفكرة على أساس أنها نظرية أهل السنة والجماعة وهم بمعزل عن الحق، والشاهد على ذلك هذه الأبحاث التي عرضنا لها في الأسابيع الماضية والحلقات السابقة، وما سنعرض له إجمالاً إنشاء الله تعالى في هذه الليلة.
    المقدم: إذن الآن صار واضحاً إن هذا رأي جماعة قليلة حاولت أن تفرضه وتسوقه.
    سماحة السيد كمال الحيدري: وحاولت أن تهمش هذه العقيدة وتقول بأنها ليست بضرورية وليست بأساسية، ولماذا هذا التركيز عليها في مدرسة أهل البيت. الجواب: ليس هذا التركيز عليها فقط في مدرسة أهل البيت بل هي موجودة عند كبار علماء المسلمين من مختلف الاتجاهات الفقهية والكلامية.
    المقدم: إذن عودنا المشاهد الكريم أننا إذا أشرنا إلى قضية أن نستعرض له جملة من هذا الخصوص، الآن ذكرتم أنه يوجد من ألّف وصنّف كتباً من علماء المسلمين ومن محققيهم، هل يمكن الإشارة لبعضها من عرض إجمالي لها.
    سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع كما هو واضح أن الوقت لا يسع أن نقف عندها جميعاً، في كتاب (المهدي المنتظر في روايات أهل السنة ….) طبعاً في الأعم الأغلب الكتب الواردة فيها عنوان (المنتظر) خلافاً لبعض المواقع وبعض الكلمات بأنه هذه ليس لها أصل وهذه مرتبطة بمدرسة أهل البيت، ومربوطة بالشيعة فقط، هذا الكلام ناشئ عن الجهل وليس كلام علمي. (المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية) دراسة حديثية نقدية، الدكتور عذاب محمود الحنش، دار الفتح للنشر والتوزيع، ص65، يعقد فصلاً يسميه (المطلب الثاني: المصنفات المفردة لمسألة المهدي المنتظر عند أهل السنة) ويعد على الأقل ثلاثين أو أربعين عالماً من الأعلام من المتأخرين والمتقدمين الذين ألفوا كتباً مستقلة عن المهدي المنتظر، أنا لا اقول الإمام، وهو إمام شئنا أم أبينا، ولكنه أريد أن أكون منسجماً مع الأطروحة الموجودة حتى تنسجم مع جميع المباني. في هذا الكتاب بحسب الحاشية الموجودة في هذا المجال في المطلب الثاني يشير ويقول: المصنفات المفردة لمسألة المهدي المنتظر عند أهل السنة، الأول، الثاني، ويعد 21 كتاباً ومصنف في هذا المجال، هذا أولاً. هذا الشخص الأول الذي أشرت إليه.
    المورد الثاني الذي بودي أن يلتفت إليه المشاهد الكريم بشكل واضح وصريح ما ورد في كتاب (المهدي وفقه أشراط الساعة) تأليف الدكتور محمد أحمد إسماعيل، الطبعة الأولى، الدار العالمية، ص70 أيضاً يقول: المطلب الرابع: علماء أفردوا أحاديث المهدي بالتصنيف، يقول: لم يقتصر اهتمام الأئمة بأحاديث المهدي على إيرادها في كتبهم وتصحيحها وتحسينها أو تضعيف ما لا يثبت منها، بل منهم من أفردها بالتصنيف ليناقشها من جوانب متعددة ثم يبدأ يقول: الإمام نعيم بن حماد شيخ البخاري، أبو داود السجستاني، أبو بكر بن ابي خثيمة، الإمام بن جعفر بن المناد، الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني، العلامة محمد بن يوسف الجرجي الشافعي، الإمام جلال الدين يوسف الشافعي، الحافظ عماد الدين ابن كثير، الحافظ ولي الدين أبو زرعة العراقي، العلامة ابن بريرة، الحافظ جلال الدين السيوطي، الفقيه ابن حجر الهيثمي، الملا علي بن حسام الدين متقي صاحب كنز العمال، الملا علي سلطان القاري، الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي، محمد بن عبد الرسول البرزنجي، ويستمر في عد الأعلام والأئمة والعلماء إلى أن ينتهي إلى الرقم 31 ممن ألفوا وصنفوا وكتبوا بشكل تفصيلي في أحوال المهدي المنتظر وفي أحوال العقيدة المهدوية، أخيرهم الشيخ أبو الفضل عبد الله بن الصديق وكتابه (المهدي المنتظر)، الشيخ حامد محمود وكتابه (سيد البشر يتحدث عن المهدي المنتظر) وأنتم تجدون في الأعم الأغلب يوجد هذا العنوان وهو (المهدي المنتظر) خلافاً لبعض من يتسمى أنه من أهل العلم، يقول أن (المنتظر) لا أساس له في تراثنا.
    ومن الكتب التي تكلمت عن المنتظر (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) لأبي العباس أحمد بن محمد بن حجر المكي الهيثمي، دراسة وتحقيق مصطفى عاشور، مكتبة القرآن. جملة من الأخوة الذين اتصلوا بمختلف الطرق والوسائل كانوا يؤكدون أن هذه المصادر التي تشير إليها قف عندها قليلاً لأننا نريد أن نستعين بها، نريد أن نراجعها، نريد أن نطالعها، فلو تكون هناك لمحة إجمالية عن هذه المصادر، الأول (البيان في أخبار صاحب الزمان) للمحدث المفيد، أبي عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي الحافظ (رحمه الله تعالى) المتوفى 658، وقد قتل المؤلف في جامع دمشق لأنه كان يحدث بفضائل آل البيت دون غيرهم، كان شافعياً ويتكلم عن صاحب الزمان. الكتاب الثاني (عقد الدرر من أخبار المهدي المنتظر) للشيخ يوسف بن يحيى السلميالشافعي المقدسي، من علماء القرن السابع، تحقيق الباحث مهيب صالح عبد الرحمن وهو رسالة ماجستير من جامعة محمد بن سعود في الرياض، كلية أصول الدين، 1401هـ، وهذا معناه أنه ليس فقط أهتم به عموم الكتّاب وإنما اهتم به النخبة من العلماء والمثقفين.
    هناك يقول: وقد تناول السلمي مسألة المهدي في إثني عشر باباً تحدث فيه عن نسب المهدي واسمه وخلقه وكنيته وعقله وحلمه وما يظهر من الفتن والعلامات الدالة على ولايته ومن يوطئ له أمارته وما يظهر له من الكرامات في مدة خلافته وفتوته، ثم تناول الفتوحات التي تتم في عهده وبين أن عيسى ينزل في عهده ويصلي خلفه، وأبان عن مدة خلافاته. إذن هناك تفاصيل كاملة عن المهدي المنتظر، ليس كما يحاول البعض ان يلخصوا القضية ويهمشوها ويقولون أنها وردت عندنا بعض الروايات أنه يخرج في آخر الزمان شخص يملأها. لا، يعني أن النبي والروايات كلها عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هؤلاء لا ينقلون عن علي لا ينقلون عن أئمة أهل البيت، ينقلون عن الصحابة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا معناه أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) اهتم بهذه ا لمفردة العقدية اهتماماً قل نظيره في أي مفردة أخرى. لماذا أن الإمام إذا لم تكن. أنا بودي أن أتكلم كلمتين في هذا المجال. لماذا أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) إذا لم تكن هذه المفردة العقيدة لها مثل هذه الأهمية في منظومة عقائدنا الدينية لماذا أن النبي (صلى الله عليه وآله) يوردها ويشرحها بهذا التفصيل لماذا؟ هذا يكشف عن أهمية هذه القضية في مجموعة المنظومة العقدية للإسلام وللنصوص الإسلامية سواء على مستوى القرآن أو على مستوى الروايات، وإلا نحن نجد أن جملة من المفردات العقدية وردت عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ولكن لم تعطى لها الأهمية التي أعطيت للأطروحة المهدوية، وهذا يكشف عن مزيد اهتمام الرسول الأعظم، وهنا بودي أن أشير إلى نقطة أخرى وهو أنه أمن المنطقي أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يتكلم عن كل هذه التفاصيل، عن المهدي المنتظر وعن الأطروحة المهدوية وأنه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ويتكلم حتى عن شمائل خلقه وأنه كذا وأنه كذا، عندما أقول عن شمائل خلقه لأن هناك روايات متعددة تكلمت عن شمائله عن خلقه عن وجهه، عن أنفه، عن كل تفاصيله، هل يعقل أن النبي (صلى الله عليه وآله) يعرض لكل هذه المسائل ولا يعرض لنسبه المبارك وأنه من هو حتى يقال أنه محمد بن عبد الله الحسني العلوي، من هو؟ لا يعرف له نسب، والله أنا لا أتصور أن عاقلاً يحترم عقله يستطيع أن يقبل أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بعد أن بين كل هذه التفاصيل عن المهدي ولا يحدد شخصه من هو هذا الإنسان، هذا الإنسان الذي سوف تنتظره كل الأنبياء ينتظرونه ويبشرون به ومنهم خاتم الأنبياء والمرسلين، لأنه هو الذي يحقق حلم الأنبياء على مر تاريخ الرسالات السماوية، هذا الذي يصلي عيسى خلفه، هذا الذي يملأها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، هذا الذي يتحقق على يديه ما لم يتحقق على يدي نبي من الأنبياء على مر التأريخ، كيف يمكن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يترك هذه القضية ويهملها ولا يبين من هو، هل من المنطقي هذا، واقعاً أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الذي كان مسؤولاً عن بيان كل صغيرة وكبيرة، أن يهمل هذه القضية، ثم أنه إذا أهملها النبي الأكرم الأصحاب لماذا لم يسألوا، ألم يسأل الأصحاب عن كل صغيرة وكبيرة، ألم يقل القرآن (لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) كانوا يسألون عن أمور لا علاقة لهم بها، كيف يعقل أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يبين حقيقة على هذا المستوى من الأهمية والصحابة لا يسألونه من هو، وهل من المنطقي أنهم سألوا رسول الله ورسوله الله لم يجبهم مع أن القرآن يقول (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) أيعقل هذا، (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) أفلا يتدبرون في العقائد، أفلا يتدبرون في المفردات العقائدية.
    كتاب آخر في هذا المجال وهو (العرف الوردي في أخبار المهدي) للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الأسيوطي المصري، ضمن كتاب الحاوي، متوفى 911هـ، قال في مقدمة هذا الكتاب: هذا جزء جمعت فيه الأحاديث والآثار الواردة في المهدي لخصت فيه الأربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم الأصفهاني وقد أورد في كتابه هذا 249 حديثاً عن المهدي المنتظر. بينكم وبين الله عن الرسول فقط، لا أتكلم عن علي وأهل البيت (سلام الله عليهم) ذلك له مجاله الخاص، عن الرسول الأعظم 250 رواية، ولا أقول أنها كلها صحيحة ولكن فيها العشرات من الروايات الصحيحة التي إنشاء الله بعد ذلك في الحلقة القادمة سأبين للمشاهد الكريم الروايات الصحيحة الواردة كما يقول الدكتور عبد العظيم البستوي؟؟؟، في (المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة وأقوال العلماء وآراء الفرق المختلفة) هناك العشرات التي يعدوها قد تصل إلى 40 أو 50 رواية صحيحة باتفاق جميع علماء المسلمين وأنا أتصور المشاهد الكريم يتذكر في الأسبوع الماضي قلنا أن الرواية إذا نقلها خمسة من الصحابة فهي متواترة، فما بالك وقد نقلوا 30 من الصحابة ولا اقل 50 رواية من أصح الروايات الواردة في الصحاح، فلا يمكن أن نتجاهل مثل هذه العقيدة ومثل هذه الأطروحة.
     السيوطي بعد أن يشير إلى هذا يشير إلى أربعة أمور، الأول إن المهدي أحد الخلفاء الاثني عشر الواردين في حديث جابر (الخلفاء بعدي اثنا عشر) هذه قضية أساسية هذه دعوى، هذه الدعوى أنه مهدي لم يعين نسبه، لا ليس الأمر كذلك، السيوطي يقول أنه أحد الخلفاء الاثنى عشر، لا أريد أن أقول أئمة، لا يصح أن المهدي من ولد العباس وأشرنا إليه سابقاً، وأن حديث أنس لا مهدي إلا عيسى إسناده ضعيف، إن ما روي من أن خروج المهدي من المغرب باطل، ثم يشير إلى كتاب (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر) للفقيه أحمد بن حجر الهيثمي المكي المتوفى 974، عندي مطالب كثيرة أريد إيصالها إلى المشاهد الكريم ولكن الوقت لا يسع. أنتم لو تنظرون تجدون في كل قرن من القرون هناك جملة من أعلام المسلمين اعتنوا بمسألة العقيدة المهدوية.
    (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان) هذا الذي نعبر عنه بصاحب الزمان، إمام الزمان، يشكلون لماذا تقولون إمام الزمان، صاحب الزمان، هذه واردة في كلمات أعلام المسلمين، الكتاب للمتقي الهندي صاحب كتاب (كنز العمال) الذي يعد من أهم المصادر في الحديث، يقول: وقد كادت عدد الأحاديث الواردة في هذا الكتاب 275 رواية وحديث، استغرق درسها وتحقيقها وتخريجها العديد وما يتعلق بذلك من فهارس أكثر من 1000 صفحة هذا الكتاب كما يقول الدكتور عذاب الحنش في المهدي المنتظر، طبعاً المؤلف عنده مناقشات وأنا لست بصدد قبول أو رد مناقشاته، أنا فقط استعرض المؤلفات الواردة في هذا المجال. ثم يشير إلى أنه الأبواب التي عرض فيها يقول: وبدا الشيخ جاسم – محقق الكتاب- معتقداً بتواتر أحاديث المهدي إلى أن يقول: وقد حوا هذا الكتاب 13 باباً جمعت 274 حديثاً سيقت لإثبات ظهور المهدي وختم … الخ. وكان الباب 13 الأخير فتاوى علماء العرب من أهل مكة المشرفة في شأن المهدي الموعود في آخر الزمان. التفتوا إلى التعابير في شأن المهدي الموعود، المهدي المنتظر، ومع ذلك تجد هنا وهناك من بعض الجهله وليسوا من أهل العلم يسخرون من مثل هذه الاصطلاحات. أخواني اقرءوا تراثكم واقعاً غريب أن يظهر بعض من يدعي العلم على المواقع أو الفضائيات ويقول: أين هذا المعنى. يا أخي لا أقل ارجعوا إلى بعض كتبكم والمؤلفين المعاصرين لتروا ماذا يقول. ضمنه المؤلف فتاوى كبار العلماء.
    ثم يقول: الباب الأول، ثم يستعرض كل أبواب هذا الكتاب ولا يوجد وقت لاستعرض كل الأبواب. الباب الأول في كرامات يختص بها المهدي (عليه السلام) هذه العبارات واردة في هذا الكتاب، من تضليل الغمام على رأسه، وملك ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، وظهور كف منها يشير إلى بيعة المهدي، هو يعلق صاحب الكتاب يقول إلى غير ذلك من المضحكات المبكيات. لأن اتجاهه واضح هذا المؤلف، ولكن هو يعتقد، ولكن هذا ورد في كلمات المتقي الهندي صاحب كنز العمال، الباب الثاني في نسبه أورد المصنف في باب نسب المهدي 27 حديثاً، ويقولون لا يعرف له نسب. الباب الثالث في حلية المهدي، أورد المصنف تحت عنوان هذا الباب عشرة أحاديث. الباب الرابع أحوال تقع قبل خروج المهدي، أورد تحت هذا العنوان 79 نصاً في هذا المجال. وهذه شروط الظهور. الفصل الأول في الفتن المتقدمة، في الباب الرابع عدة فصول. الفصل الثاني في الفتن المتقدمة على خروجه وعلامات أخر الزمان، الفصل الثالث في الفتن المتصلة بالمهدي (عليه السلام) إذن هناك علامات بعيدة وعلامات قريبة، نفس هذا التقسيم الموجود في نصوص وروايات أئمة أهل البيت (عليه أفضل الصلاة والسلام) الباب الخامس علامات الظهور للمهدي، الباب السادس في كيفية بيعة المهدي وتأريخ خروجه، الباب السابع في أعوان المهدي، هذا الذي نقول عنه أصحاب المهدي، وقد نتفق معه وقد، ولكن هذا أصوله موجودة في كلمات الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، الباب الثامن في فتح البلدان العظام في أيامه، الباب التاسع في اجتماع المهدي بعيسى (عليه السلام) الباب العاشر في مدة ملكه، الباب الحادي عشر في موت المهدي وذكر أحوال تقع بعده، الباب الثاني عشر المتفرقات وفي ذكر أشخاص ظن أنهم المهديون، إلى غير ذلك من الأبحاث المهمة في هذا الكتاب.
    من الكتب المهمة في هذا المجال (إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون) أو (المرشد المبدي لفساد طعن ابن خلدون في أحاديث المهدي) وهو للسيد الشيخ أحمد بن محمد بن صديق الغماري المغربي عاش بين عامي 1320- 1380 هـ، ويرى الشيخ أن أحاديث المهدي قد تواترت بكون ظهوره من أعلام الساعة إلى آخره، وقد حكى لنا شيخ مشايخنا – هذا كلام المؤلف عذاب محمود الحنش- أسماء العلماء الذين نصوا على تواتره من أمثال أبي الحسن الأبري والسخاوي والسيوطي والهيثمي والزرقاني والقنوجي والشوكاني وقد عقدت في كتابي هذا فصل عرف فيه بالحديث المتواتر إلى آخر.
     ثم تكلم على قيمة كل مصنف من المصنفات، فقال السيد الغماري … الخ. والعلامة – هنا يعرف السيد الغماري من هو- السيد أحمد هو شيخ عدد من مشايخي في الإجازة الحديثية العامة – يعني أنه علم من الأعلام الذين عاصرونا يتكلم بمثل هذا الكلام-.
    ومن الكتب (المهدي المنتظر) لمحمد بن صديق الغماري الحسني المغربي. ومن الكتب (نظرة في أحاديث المهدي) للشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر، قال شيخ الجامع الأزهر: يقول لا ينبغي أن نرد أحاديث المهدي لأنه يوجد من يدعي فكرة المهدي ويريد أن يستغل بها الناس وإلا للزم ذلك أن ننكر وجود الله لأن البعض أدعى الربوبية، أن ننكر وجود النبي لأن بعضاً أدعى النبوة. ومن الكتب أيضاً في الأحاديث الواردة في المهدي في مجال الجرح والتعديل الذي أشرنا إليه وهو (المهدي المنتظر) للدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي. وقد جاء هذا الجزء في فلان، وأشار إلى تفصيل كامل، يقول: الأول في ذكر الاحاديث ا لمرفوعة و الآثار إلى غير ذلك. ومن الكتب (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) للشيخ حمود بن عبد الله التويجري، 1403هـ، ومن الكتب (الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي وعقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر) للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد، 1403هـ. ومنها (المهدي المنتظر) للشيخ إبراهيم المشوخي، ومنها (المهدي المنتظر بين العقيدة الدينية والمضمون السياسي) ومنها (المهدي قيادة وفكر ووعد وحق) ثم ينقل كلاماً من بعض الأعلام.
    يقول: هناك أحد أعلامنا المعاصرين وهو في قوله ردود ص49 من الكتاب، يقول: ردود على أباطيل وتمحيصات لحقائق دينية لشيخنا – المؤلف يقول- العلامة المربي الورع الفقيه محمد محمود الحامد الحموي، 1969م. هناك يقول: وقد تناول شيخنا مسألة المهدي. هناك ينقل هذه العبارة عن الحموي الذي يقول عنه الفقيه الورع العلامة – المؤلف يقول- انتظار المهدي – هؤلاء الذين يقولون من أين جاءت مسألة الانتظار، لا يوجد عندنا في تراثنا الانتظار وهذه مرتبطة بعقيدة الشيعة، بعقيدة هؤلاء الذين يعتقدون أنه في السرداب- يقول: انتظار المهدي ليس بدعاً في الدين، ليس من البدع الذي يحاول بعض الجهلة ويقول أن الانتظار بدعة وخرافة ووهم، هذا الكلام لشيخنا العلامة – كما يقول المؤلف- المربي الورع الفقيه محمد محمود الحامد الحموي، يقول هناك: انتظار المهدي ليس بدعاً في الدين غير مرتكز على أدلة شرعية تبرره، بل تسوق إليه، وأني لا أحاول في كلماتي هذه سوق الأحاديث الشريفة والآثار الواردة في هذا الأمر، فهي حشود محشودة في ثكناتها، الروايات والآثار، من كتب السنة الشريفة. هذه عقيدة أساسية عند أهل السنة والجماعة، ولكن مع الأسف الشديد أن بعض هذه الفضائيات بدأت تشوه فكر أهل السنة والجماعة بأن يدعي أننا أهل السنة والجماعة، وأهل السنة والجماعة منهم براء، هؤلاء مجموعة من الجهلة الذين يحاولون أن ينسبوا إلى أنفسهم أهل السنة والجماعة، ماذا يعرفون من أهل السنة والجماعة، هذه نظريات أهل السنة والجماعة. وأؤكد مرة أخرى أنا لا أريد أن أقول نظرية أهل السنة والجماعة هي نظريتنا في المهدي المنتظر لا أبداً، ولكن أريد أن أقول أن أصل العقيدة مسلمة عند أهل السنة والجماعة، لا كما يقول بعض من يتسمى بهذه الأسماء العجيبة والغريبة في الفضائيات، أنه يمثلون أهل السنة والجماعة.
    يقول: من كتب السنة الشريفة وقد بلغت حداً من الكثرة يورث الطمأنينة بأن هذا كائن آخر الزمان يعيد للإسلام سلامته وللإيمان قوته وللدين نظارته ولم يستطع – هذه النكتة بودي أن يلتفت إليها المشاهد الكريم، إنما أهتم بهذا الكلام لأننا نعرف الأعلام نعرف شيخ السلفية ابن تيمية نعرفه جيداً، ولكن انظروا ماذا يقول، هذا الذي عبر عنه الدكتور عذاب محمود الحنش شيخنا علامة، فقيه- يقول: ولم يستطع المحدثان العليمان الشيخ أحمد تقي المعروف بابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية الدمشقيان الحنبليان من أعيان المئة الثامنة لم يستطيعا إنكار أحاديث المهدي، يريد أن يقول أن هؤلاء عرفوا بالإنكار لكل الأحاديث، يقول: أحاديث المهدي بلغت حداً من الكثرة والتواتر والقطعية والجزمية حتى هذان المتعنتان في قبول الأحاديث نجدوهم يعترفان بهذه الأحاديث. وهكذا ابن خلدون التابع لهما. قال: لم يستطيعا إنكار أحاديث المهدي وهما من أجلّ من رد على الشيعة ما به غلوا وانحرفوا. هو يعتقد بأنه رد علينا، ولكن نحن نعتقد أن أكثر ردوده كانت من هذا القبيل ننكر ننكر، وما أسهله. البحث العلمي أن الإنسان إذا كان عنده مطلب، أنا أقرأ رواية يقول ضعيفة لا نقبلها مردودة، لم ترد في صحيح البخاري، لم ترد في صحيح مسلم، ومن قال لك أن المدار والميزان هو صحيح البخاري ومسلم، هم صرحوا بأن الميزان ليس هما، وسيأتي بحث هذا بعد ذلك إنشاء الله تعالى تفصيلاً.
    خلاصة ما أريد أن أنتهي إليه هو أن المشاهد الكريم لابد أن يلتفت، رسالتي وخلاصة كلامي في هذه الحلقة هذه الليلة، أن نظرية أهل السنة والجماعة في العقيدة المهدوية نظرية ثابتة وحق إلا في موضعين أو ثلاث التي تختلف فيها مدرسة أهل البيت معهم، لا كما يحاول بعض السلفية المحدثين تبعاً لآبائهم وأجدادهم من السلفية القدامى يعني ابن تيمية ومن جاء بعده، يحاولون أن يهمشوا هذه الفكرة، يحاولوا أن يجعلوا منها كأنها ليست من أركان المنظومة العقدية الدينية والإيمانية.
    المقدم: ولو جاز هذا لهمشوا الصلاة التي نختلف بها معهم في بعض الجزئيات. سماحة السيد لو سلمنا جدلاً أن هذا التواتر الذي أكثر من ذكره المؤلفين والكتاب، وحشود محشودة وبلغ حد التواتر. وفي ثكناتها في كتب السنة الشريفة، ومن المتواتر ما هو أقل منها. ولكن جدلاً لو قلنا أن هذه الأحاديث كما يدعي البعض أنها أحاديث آحاد فهل يمكن الاستناد إلى هذه الأحاديث التي يرويها آحاداً في تأسيس قاعدة أو عقيدة معينة، أم أن الأحاديث عند جملة من المسلمين.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أخبار الآحاد لا يمكن أن نثبت بها عقيدة. في الواقع أن هذه المسألة من المسائل التي تكرر ذكرها أيضاً في كلمات البعض عندما أراجع بعض الفضائيات أو أستمع لبعض الكلمات التي تصدر من هنا وهناك يقولون أن هذه الأخبار هي أخبار آحاد وأخبار الآحاد لا يمكن الاعتماد عليها. هذه العقيدة بغض النظر عما نعتقده في أخبار الآحاد، حيث أن لي نظرية خاصة في أخبار الآحاد فيما يتعلق بالعقيدة، أشرت إليه في كتاب (التفقه في الدين)، ولكن بغض النظر عما اعتقده وبغض النظر عما تعتقده مدرسة أهل البيت في أخبار الآحاد فيما يرتبط بالأمور العقدية، أريد أن أقرر في هذه الليلة رأي جملة من أعلام المسلمين فيما يتعلق بأخبار الآحاد وهل يمكن الاستناد إليها لإثبات عقيدة أم لا.
    المقدم: معنا الأخ عباس، تفضلوا.
    الأخ عباس: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ عباس: مسألة التواتر بأنه يتم في خمسة من الصحابة، هل يكفي في التواتر خمسة من الصحابة، يعني هل هو مقياس عام عند أهل السنة في مدرسة الصحابة، وهل مجرد خمسة من الصحابة يكفي في ثبوت كون الروايات متواترة أو لابد أن يكون في كل عصر هناك رجال يرونها.
    المقدم: معنا الأخ سلمان من السعودية، تفضلوا.
    الأخ سلمان: السلام عليكم.
    المقدم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ سلمان: هل المهدي المنتظر سيقيم الحد على ابن تيمية كما يقيمه على أبي بكر وعمر، وهل يحكم بحكم آل داود يعني اليهود. هذا سؤال. والسيد يختار من (منهاج السنة) حسب مزاجه وينتقي الأحاديث حسب مزاجه، وهذا من التدليس.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز، يعني لا أتصور بأننا قرأنا شيئاً ودلسنا شيئاً أخي العزيز كان بودي أن تحفظ أعصابك وتتكلم بأسلوب أخر تطرح النظرية التي تعتقدها، أنا لم أدلس على أحد وقرأت الكتب وأمامكم المصادر، وبإمكان الأخ العزيز أن يرجع إلى أي مصدر من المصادر التي أشرت إليها، ثم أنا لا أفهم لماذا أنه عندما يقولون أنه يحكم بحكم داود يذهبون إلى اليهود، هذا التقارن أوجده ابن تيمية، وهل داود كان خارجاً عن الدين حتى إذا حكم بحكم داود، داود إذا لم تعلم وإذا لم تقرأ القرآن فأقرأ القرآن داود نبي من الأنبياء، وإذا حكم بحكم داود يعني حكم بحكم نبي من الأنبياء. نعم، أنتم تحاولون والشيخ ابن تيمية – ليس الغرض هنا الاساءة إلى أحد الله يعلم وإنما الغرض علمي بحت- إن الشيخ ابن تيمية عندما يقول داود يصفه إلى اليهود، وحيث أنه أننا عندنا ذهنية سلبية عن اليهود والصهاينة وهو يريد أن يربط المهدي باليهودية. داود نبي من أنبياء الله إذا حكم يحكم بالحق لأن داود. وهذه إشارة إلى نقطة واحدة بودي أن يلتفت إليها الأخ الكريم، وسيأتي بعد ذلك وسيتبين أنه في مصادر أهل السنة والجماعة هذا المعنى موجود، يحكم بحكم داود باعتبار أن داود كان يحكم بعلمه، لا كما حكم رسول الله (إنما أحكم بينكم بالبينات والأيمان)، لماذا يحكم بعلمه ولا يحكم بالبينات والأيمان سيأتي بحثه بعد ذلك.
    وأنا واقعاً لا اريد أن أتحدى الأخ العزيز، يستطيع الأخ العزيز بكل أدب واحترام ونستمع إليه بكل وضوح أن يقول لي أي الكلمات دلست فيها، لم اقرأ بعدها، لم أقرأ قبلها، فلينظر ثم يأت بها لي أو يبعثها على موقعي لينظر أني أقرأها له أو لا أقرأها له.
    أما سؤال الأخ العزيز عن التواتر، بعض أعلام مدرسة الصحابة أمنوا بأن التواتر إنما يحصل بخمسة من الصحابة، ليس مرادهم الطبقة الأولى، يعني كل الطبقات لابد أن لا يقل عن عدد يورث اليقين، أما خمسة أو عشرة أو عشرين هذا يختلف، أما في الطبقة الأولى حيث يعتقد هؤلاء أن الصحابة لهم تحرز كامل ولهم دقة عالية ولهم تدقيق وغير ذلك قبلوا أنه إذا نقل الرواية خمسة من الصحابة في الطبقة الأولى هذا يكفي لتحقق التواتر، وإن كان في الطبقات اللاحقة هذا لا يكفي.
    المقدم: معنا الأخ أحمد من هولندا، تفضلوا.
    الأخ أحمد: السلام عليكم.
    المقدم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أحمد: سؤال: لماذا يصر السلفيين في هذا الوقت الذي يشهد فيه الإسلام حملة شرسة، لماذا يصر السلفيون الجدد على إنكار المهدوية ويوجهون من خلال قنواتهم إلى إنكار هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، نحن الآن من خلال هذا البرنامج أبناء الأمة في كل بقاع الأرض تنوروا بهذا البرنامج، فلماذا يصر هؤلاء، ما هي الفائدة التي يرجوها من إنكار هذه الحقيقة وشكراً.
    المقدم: بالنسبة للأخ أحمد يقول أن الأمر واضح فلماذا الاصرار.
    سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً أنا أتذكر في حلقات سابقة أشرت إلى هذه النقطة الأساسية، وهي أن هؤلاء عندما حاولوا أن يخرجوا أتباع مدرسة أهل البيت عن الإسلام، ولذا أنتم وجدتم أنه في يوم عرفة من هذه السنة مرجعهم العام في بلادهم عندما يأتي إلى أتباع مدرسة أهل البيت يعبر بعض المحسوبين على المسلمين، يعني لا يستطيع أن يتفوه بأن هؤلاء مسلمون ولكنهم اختلفوا معه في بعض المسائل، قد يختلفون وقد يتفقون، وهذا هو الإسلام، نعم اختلفوا في أنه هل تطرح المسائل السياسية في الحج أو لا تطرح، افترضوا أنت مرجع من مراجع السلفية لك رأي خاص ورأيك محترم، ولكن لماذا إذا خالفكم في الرأي أحد مباشرة يخرج عن الإسلام.
    في اعتقادي أن هذه الرؤية الضيقة وهذه الرؤية المحنطة وهذه الرؤية التي لا تحاول أن تقبل الآخر بأي شكل من الأشكال، وهذا أساسه كما يتذكر المشاهد الكريم نحن في أبحاث الصحابة وفي أبحاث مطارحات في العقيدة أشرنا أن أساسها موجود في كلمات الشيخ ابن تيمية، أنه أساساً أما أن نقبل ما يقول وأما أنتم يهود، وأما أنتم مجوس، وأما انتم ترجعون إلى عبد الله بن سبأ. أحد الأخوة الأعزاء الذين اتصلوا وهو سلمان مباشرة ربط المهدوية باليهودية، هذا المنطق أخي العزيز مرتبط بمنهج فكري ومعرفي معين لا يمكنهم أن يتجاوزوا عن هذا الخطاب، وأنتم تجدون بأنه أساساً هذه الحركات السياسية التي بدأت الآن تفعل ما تفعل في العالم الإسلامي وتقتل ما تقتل، تقتل بالمئات، انظروا إلى جذورها الفكرية تجدونها ترجع إلى هذا.
    ولكن النقطة الأهم التي يحاول هؤلاء الوقوف عندها، هم يعرفون أنهم إذا طرحوا الأطروحة المهدوية كما وردت في روايات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والآثار المنقولة عنهم يجدوه أن 90% أو 95% يتطابق مع نظرية أهل البيت، فلهذا يحاولون في أي قضية عقدية أن يجعلوا الشيعة وأتباع مدرسة أهل البيت هم بعيدين وبمنأى منها، ليستطيعوا أن يكفروهم، أما إذا تبين أن في العقيدة المهدوية وفي الأطروحة المهدوية يتفقون في 90% أو 95% ولعله في أكثر، مع النصوص الواردة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) إذن الشيعة مسلمون، إذن الشيعة صادقون، إذن الشيعة يتبعون الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، لا كما يحاولوا أن يشوهوا صورتهم أن هؤلاء لا يقبلون الرسول، لا يقبلون القرآن، وإنما هم يعتقدون بأئمتهم فقط، يرون بأنهم أفضل منه، وهكذا من الكلمات التي لا اساس لها من الصحة، ولعله هناك أمور أخرى في نفس يعقوب نحن لا نعلمها.
    في الواقع لا يوجد وقت كثير، ولكن أشير فقط إلى كلمتين في الجواب عن السؤال الذي طرحتموه وهو أن أخبار الآحاد هل يمكن بناء العقيدة عليها أو لا. في كتاب (المهدي وفقه اشراط الساعة) ص135، عنده عبارة أقرأها، يقول: وأما قولهم أن أحاديث الآحاد لا تفيد العلم – لأنها ليست متواترة كما يحاول أو يزوق البعض، وكما يحلو للبعض أن يقول بأنها أخبار آحاد- فجوابه كما يقول هذا الإنسان: فجوابه على فرض التسليم بأن أحاديث المهدي، أن حديث الآحاد حجة في نفسه في العقائد والأحكام ويفيد العلم ويقطع بصحته إذا تلقته الأمة بالقبول أو عملت به، وهذا ما ذهب إليه أكثر أهل الأصول وعامة الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلا فرقة واحدة تبعت أهل الكلام، وقد أفاد وأجاد الإمام الجهبذ المحقق ابن قيم الجوزية (رحمه الله) – كما يقول في الكتاب- في الانتصار للقول بأن خبر الواحد يفيد العلم في كتابه الجليل (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) ثم يذكر لا أقل خمسة مصادر أساسية يؤمنون بأن خبر الواحد يمكن أن يؤسس عليه عقيدة.
    المقدم: أشكركم مشاهدينا الكرام كما نشكر سماحة آية ا لله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم سماحة السيد، والسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/19
    • مرات التنزيل : 1450

  • جديد المرئيات