نصوص ومقالات مختارة

  • موقف ابن تيمية من حديث رسول الله : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق (1)

  • 25/03/2010
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وأعظم الله لنا ولكم الأجر وعظمه بذكرى وفاة وشهادة السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها التي تصادف هذه الأيام، ثم نحييكم أطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة وهو عنوان للحلقات القادمة: (موقف ابن تيمية من مواقف علي بن أبي طالب عليه السلام) أما موضوع حلقة الليلة فهو (موقفه من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي علي السلام: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، القسم الأول). أحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المقدم: قد يسأل بعض الأخوة ويقول: لماذا الاهتمام بهذا الموضوع المتعلق بفضائل الإمام علي عليه السلام ومناقبه وأنتم تتحدثون عن هذه السلسلة من هذه الحلقات.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    في الواقع بأنه منشأ الاهتمام بفضائل ومناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يرجع في المقام الأول إلى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فإن ما ورد عنه في فضائل علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) لم يشاركه فيها أحد من الصحابة، وهذا التصريح ليس لي وإنما هو تصريح جملة من أعلام المسلمين الذين قالوا بأنه ما ورد من الأحاديث الجياد والحسان في فضائل علي أمير المؤمنين عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لا يدانيه ما ورد في فضائل أحد من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذن نحن عندما نهتم بذلك باعتبار أننا كما يقال نتبع السنة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ركز على بيان فضائل علي وعلى بيان مناقبه بما لم يركز على أحد من صحابته، بغض النظر عن أننا نقبل بعض الصحابة أو نرفض، المهم نحن نتكلم بشكل عام. هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح نحن عندما نرجع نجد أنها موجودة في كلمات جملة من أعلام المسلمين، من أولئك ما ورد في (تأريخ الخلفاء)، للإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، ص191، هكذا يعقد فصلاً في هذا المجال، يقول: فصل في الأحاديث الواردة في فضله، قال الإمام أحمد بن حنبل: ما ورد لأحدٍ من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الفضائل ما ورد لعلي (رضي الله عنه). هذا هو النص الأول الوارد في هذا المجال، وهذا ما أكده أيضاً جملة من الأعلام الآخرين، منهم في (الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة) تأليف بن حجر الهيتمي، المتوفى 973هـ ، طبعة مؤسسة الرسالة، الجزء الثاني، في أول الجزء الثاني، يعني في الفصل الثاني، بعد أن يذكر في إسلامه وهجرته وغيرها، يقول في فضائله، ص353، يقول: وهي كثيرة، في فضائله رضي الله عنه وكرم الله وجهه: وهي كثيرة عظيمة، شهيرة، حتى قال أحمد: ما جاء لأحدٍ من الفضائل ما جاء لعلي، وقال إسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر مما جاء في علي عليه أفضل الصلاة والسلام. ثم يدخل ابن حجر الهيتمي في بيان السبب في ذلك، يشير إلى سبب يقول: ولعله لما وقع ذلك الاختلاف والخروج عليه نشر من سمع من الصحابة، ثم لما اشتد الخطب واشتغل طائفة من بني أمية من تنقيصه وسبه على المنابر ووافقهم الخوارج لعنهم الله، بل قالوا بكفره، اشتغلت جهابذة الحفاظ من أهل السنة ببث فضائله حتى كثرت نصحاً للأمة ونصرة للحق، وهذه حقيقة لا نختلف فيها، وهذا ما سأبينه إنشاء الله تعالى في الأبحاث اللاحقة، بأنه أساساً مدرسة الصحابة ومدرسة أهل السنة تختلف عن مدرسة الاتجاه الأموي والإسلام الأموي الذي كما يقول ويصرح، يقول: واشتغل طائفة، اشتغلت يعني كان شغلها الشاغل ومهنتهم أن ينقصوا من علي وأن يسبوا علياً على المنابر، ولذا نحن مراراً وتكراراً قلنا أننا عندما نأتي إلى النهج نقول: أن المناهج والاتجاهات ثلاثة، لا ينبغي الخلط بين الاتجاه الأموي، بتعبير ابن هجر الهيتمي الذي كان مشتغلاً بتنقيص علي وسبه، وبين اتجاه مدرسة الصحابة واتجاه السنة ومدرسة السنة الذين بذلوا مهجهم واقعاً في بث فضائل علي وإظهار الحق، وهذا مما لا نشك فيه، ولذا هذه الحقيقة تجدونها بشكل واضح وصريح في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لا إشكال ولا شبهة أن الإمام النسائي هو من مدرسة السنة، ومن مدرسة الصحابة، وليس من مدرسة بني أمية والاتجاه الأموي، ولذا يكتب كتاب في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهذا ما أشار إليه ابن حجر، وهكذا ما أشار إليه أيضاً – بعد ذلك سأبين من هو النسائي- وهكذا ما أشار إليه ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) المجلد السابع، ص91 من الكتاب، هذه عبارته، يقول: قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي. إذن هذا الاهتمام بفضائل الإمام علي ليس هذا الاهتمام منا وإنما هذا الاهتمام منشأه ومبدأه هو الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الذي نقرأ جميعاً (ما ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحى) (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وهذا مما أتانا به رسول الله، وهو التركيز والاهتمام الخاص بفضائل ومناقب علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام.
    أما من هو النسائي، أنا بودي أن المشاهد الكريم ولعلي في حلقات سابقة أنا أشرت ولكنه من باب الاستذكار أيضاً ومن باب أن الذكرى تنفع المؤمنين بودي أن أشير إلى من هو النسائي في هذا المجال؟ فيما يتعلق بالنسائي أنا أتكلم في ترجمة النسائي في (سير أعلام النبلاء) للذهبي، المتوفى 748هـ، الجزء الرابع عشر، مؤسسة الرسالة، ص125، بودي أن المشاهد الكريم لأننا نريد أن ننقل روايات لا عن خصائص أمير المؤمنين للنسائي فقط وإنما في موارد أخرى يعني أن أحاديثنا في هذه الحلقة والحلقات الآتية متعددة سوف ينصب على فضائل الإمام علي بن أبي طالب. الإمام الحافظ الثبت، شيخ الإسلام – الحق والإنصاف أنه هو شيخ الإسلام لا ابن تيمية- ناقد الحديث، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، صاحب السنن المعروفة. قال الحافظ أبو علي النيسابوري، هذا في ص131، أخبرنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي. يعني إمام لا منازع له في الحديث. وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. وقال الحافظ بن طاهر: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي، فقال: يا بني أن لأبي عبد الرحمن شرطاً في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم، يعني كان مدققاً في أسانيد الأحاديث بنحو أدق وأشد مما يوجد عند البخاري ومسلم، رُبَّ سائل يسأل هذا السؤال: لماذا جعلوا البخاري ومسلم هما الأصل ولم يجعلوا النسائي؟ هذا السؤال سيأتي لاحقاً. قلت – الذهبي في سير أعلام النبلاء- صدق، فأنه لين جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم، يعني هونهم وضعفهم ولينهم قال: لين، قال: لا يمكن الاعتماد، وإن كانوا من رجال البخاري ومسلم. إلى أن يقول – الذهبي- ص133 قلت: ولم يكن أحد في رأس الثلاثمئة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، الذي نحن قرأنا فيما سبق أن مسلم أدق من البخاري، قرأنا أيضاً في سير أعلام النبلاء أن الأرنؤوط يقول: أن مسلم أدق من البخاري، ومن أبي داود من أبي عيسى وهو جارٍ في مضمار البخاري وأبي زرعة. السؤال إذا كان الرجل بهذا المستوى إذن لماذا لم يُجعل كتابه (سنن النسائي) على هذا المستوى؟ الجواب: في جملة واحدة، وهو أنه هذا الرجل كانت عنده مشكلة مرتبطة بمكان آخر، ما هي هذه المشكلة؟ الإنسان لا يستطيع أن يقول شيئاً إلا أن يقول هذه الكلمات وهي أنه سئُل، يقول إن النسائي ص132، أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق، فسُئل بها عن معاوية وما جاء في فضائله، فقال: لا يرضى رأسا برأس حتى يفضل، يعني لا يرضى أن يكون رأساً برأس مع علي عليه السلام بل يريد التفضيل على علي، قال: فما زالوا يدفعون في حضنيه، في الحاشية يقول الأرنؤوط وهما جنباه وفي (شذرات الذهب) خصيته. حتى أُخرِجَ من المسجد ثم حُمِل إلى مكة فتوفي بها. المهم هذه الجملة، قال الدراقطني: خرج حاجاً فأمتحن بدمشق وأدرك الشهادة، يعني قُتل هناك شهيداً، قتله بني أمية، النهج الأموي، هذه هي المشكلة الأصلية. ولذا نجد أن الذهبي بعد ذلك يقول: وهو جارٍ في مضمار البخاري وأبي زرعة إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي كمعاوية. وهذه مثلبة يسقط بها حتى ولو كان النسائي، حتى لو كان على مستوى مسلم والبخاري، يعني لو أن البخاري ومسلم كان فيهما ما يدل على أنهم يميلون إلى علي وينتقدون خصوم علي أيضاً لرُمُوا بالتشيع. ولضعفوا ولما كانت قيمة لكتابيهما، ومن هنا يلتفت اللبيب ويلتفت الحاذق لماذا أن هذين الكتابين قُدِما على باقي الكتب؟
    المهم أنقل عبارة أخيرة في هذا المجال يقول: سمعت قوماً، قال الوزير ابن حنبازة؟؟، سمعت محمد بن موسى المأمون صاحب النسائي، قال: سمعت قوماً ينكرون على أبي عبد الرحمن النسائي كتاب الخصائص (خصائص أمير المؤمنين) لماذا تكتب في علي، وتركت تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك، فقال: دخلت دمشق … ثم أنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة فقيل له وأنا أسمع: ألا تخرج فضائل معاوية! فقال: أي شيءٍ أُخَرِج، حديث اللهم لا تشبع بطنه، فسكت السائل. طبعاً يكون في علم الأخوة وإن كان ليس بحثنا هذه يجعلونها من مناقب معاوية، يعني النهج الأموي يقولون هذه من مناقب معاوية وليست من ذم رسول الله له، باعتبار أن الله سبحانه وتعالى قال: من شبعت بطنه في الدنيا يوم القيامة كذا وكذا، فرسول الله دعا أن لا يشبع بطنه حتى لا يؤاخذ يوم القيامة.
    الآن ليس بحثنا في هذا. إذن الاهتمام بفضائل علي بن أبي طالب ومناقب علي أمير المؤمنين ليس المبدأ فيه نحن ولا أي شخص آخر، ولا أي محدث وإنما مبدأه هو من لا ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحى.
    المقدم: إذن يأتي سؤال آخر يترتب على ما تفضلتم به سماحة السيد، يعني ما هي الثمرة المترتبة على هذه الفضائل وهذه المناقب؟
    سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع هذه القضية من القضايا الأساسية وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت، أن القضية ليست قضية أخلاقية أو قضية مناقب محضة أو قضية أننا نريد أن ندخل في سباق وفي تعداد الفضائل والمناقب، حتى نقول وردت مئة وهم يقولون وردت ثمانين، لا أبداً.
    نحن عندما نريد أن نراجع، وبودي أن يلتفت إلى هذه النكتة بشكل دقيق، نحن عندما نراجع تراث علماء المسلمين وخصوصاً تراث مدرسة الصحابة فضلاً عن غيرهم نجد أنهم يصرون على إثبات الأفضلية للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان على علي عليه أفضل الصلاة والسلام، هناك إصرار على هذا الأمر، وأنهم بأي شكل من الأشكال يحاول البعض منهم أن لا يتنازل عن هذا الأمر، وهو أن أبا بكر وعمر وعثمان هم أفضل من علي، بل أكثر من ذلك إذا تكلمت مع بعضهم يقول: نعم، هناك خلاف في أنه عثمان أفضل أو علي أفضل. هذه أيضاً فيها مجال للبحث، أما الأفضلية على أبي بكر وعمر فهذا يعد من الخطوط الحمراء التي لا مجال للكلام عنها.
    السؤال: إذا كان هؤلاء يثبتون الخلافة للأول وللثاني لأبي بكر وعمر على أساس أفضليتهما على علي إذن يريدون أن يقولوا إنما استحقا الخلافة أو استحقوا الخلافة يعني أبو بكر وعمر وعثمان لأنهم أفضل من علي، إذن وحيث أن خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله) تدور مدار الفضائل والمناقب فمن كان أفضل فهو الأحق بالخلافة. يعني خلاصة ما يريدوا ان يقولوا ينتهي إلى هذه النتيجة وهي أنه إنما استحق هؤلاء الثلاثة يعني أبا بكر وعمر وعثمان الخلافة من دون الصحابة جميعاً يعني من دون علي ومن ودون علي، لماذا؟ باعتبار أنهم الأفضل، إذن هم يجعلون هناك ملازمة بين الأفضلية وبين الخلافة، طبعاً يوجد هناك بعض العلماء قالوا مع أنه علي أفضل ولكن الخلافة صارت للمفضول، ولكن هذا ليس رأي عام بين علماء المسلمين. قليلين جدا من المعتزلة. الرأي السائد وهذا ما تجدوه في منهاج السنة وغيره، في كلمات جملة من علماء المسلمين، بدأوا ينظرون بهذا الأصل وهو أن يربطوا بين الخلافة وبين الأفضلية، يعني إذا كان الصحابي أفضل فهو أحق باعتبار أنهم لا يؤمنون بنظرية النص وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم ينص على أحد للخلافة ولم يوص لأحد بالخلافة وإنما يحاولون أن يذهبوا قال لأبي بكر أن يصلي هكذا وكان معه في الغار وعشرات الأمور التي يعدونها للخليفة الأول والثاني والثالث أنه جاهد بماله، وأن عمر كان هكذا، وأنه كان شديداً، هكذا يعدون الفضائل، وأنتم تعلمون هناك الكتب الكثيرة التي كتبت في فضائل الشيخين، في فضائل أبي بكر، في فضائل عثمان، في فضائل عمر ونحو ذلك. إذن هذه كلها تستبطن إن صح التعبير مقولة وقاعدة: يريدون أن يقولوا: كل من ثبتت أفضليته فهو الأحق بالخلافة، سؤال: فإذا استطعنا أن ثبت لكم من كتب علماء المسلمين، من كتب مدرسة الصحابة، من كتب مدرسة أهل السنة، أن علياً أفضل من باقي الصحابة، إذن بمنطق ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم لابد أن يقبلوا أن علياً هو الأحق والأولى بالخلافة. وهذه قضية أساسية بودي أن يلتفت إليها المشاهد، أنا لا أتكلم في نظرية النص الآن، النص له بحث أخر، قد نتفق على النص وقد نختلف فيه، نحن نعتقد أن هناك نصٌ واضح وصريح من رسول الله على علي بالوصية بالخلافة له عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن لا يوافقنا فيه فهذه قضية مرتبطة بنا، نأتي إلى البحث الآخر وهو أنه ألزموا أنفسهم بهذا الأصل، وهو أنه إذا ثبتت الأفضلية لصحابي فهو الأولى والأحق بخلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإذا استطعنا نحن ومعكم لحلقات متعددة أن نثبت أن أقضاكم علي، أن أعلمكم علي، أنه أعلمكم بالسنة علي، أنه ميزان الإيمان والنفاق، أنه من سبه فقد سب رسول الله، أنه …. إذا استطعنا ومن مصادركم، ومن كتبكم الصحيحة، أوضح هذه القضية بشكل واضح وصريح، نحن ذكرنا أن المنهج الذي نتبعه لإثبات ذلك لا نذهب إلى كتبنا وإلى مصادرنا وإنما من كتب مدرسة الصحابة ومن كتب علماء أهل السنة، هناك روايات بهذه الشروط، الشرط الأول: أن تكون صحيحة، موضع اتفاق بين الجميع، الشرط الثاني: أن تُقبل منهم، يعني كما أن مدرسة أهل البيت يقبلون أولئك أيضاً، وإلا قد تكون الرواية صحيحة عندهم ويقولون لا نعمل بها وهي ساقطة عند علمائنا، نحن لا نعمل بها. ولذا بودي أن المشاهد الكريم وبودي من يدخلون على المواقع ويتكلمون ويناقشون وبودي أولئك الذين يخرجون على الفضائيات لا أقل يحاولوا أن يعتمدوا هذا المنهج الذي أقوله. ماذا تقولون في رواية وردت في البخاري لفلان، وماذا تقول في رواية وردت في مسلم لفلان، هذه ليست حجة علينا، ولا قيمة لها بالنسبة لنا كمنهج علمي. الرواية التي نعتمدها لابد أن تتوفر فيها الشروط الثلاثة التالية:
    أولاً: النقل من جميع العلماء. ثانياً: الصحة عندهم جميعاً. ثالثاً: القبول عندهم جميعاً. فإذا توفرت هذه الشرائط أيضاً إذا وجدتم هناك شيئاً في نصوصنا يدل على ذلك فنحن نلتزم به، إذن الثمرة الأولى: هي من باب ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم.
    فالثمرة الأولى وهي أنه من باب قاعدة الإلزام، إذا قبلوا أن الملاك وأن المدار في الاستحقاق للخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الأفضلية فإذا ثبت أن علياً هو الأفضل من باقي الصحابة أجمعين حتى من أبي بكر وعمر بنص الأحاديث الواردة عند المسلمين جميعاً، إذن يكون هو الأحق بالخلافة والولاية والإمامة من باقي صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
    وأنا أتصور، هنا أشير إلى نكتة لابد أن يلتفت إليها، وهي أن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام في كثير من خطب نهج البلاغة إنما استند إلى هذا المنهج، وهو منهج، ولذا كان يقول: (أحق، أحق، أحق، أولى، أولى، أولى) يعني يريد أن يقول إذا كان هذا هو سبيلكم ومنهجكم لاستحقاق الخلافة ورفعتم اليد عن النص والوصية والوصايا، إذا كان منهجكم هو الاستدلال والاستناد إلى الفضائل والمناقب فالأفضل هو المقدم، وأنا أفضل منكم جميعاً. ولذا في عشرات الخطب من نهج البلاغة نجد أن الإمام علي بن أبي طالب يستند إلى هذا المنهج، لا إلى منهج النص لإثبات حقه. لماذا؟ باعتبار أن هذا هو المنهج الذي اتبعوه وقبلوه، يعني هو المنهج الذي مشى عليه الخليفة الأول والخليفة الثاني والخليفة الثالث، وهو أنه الأولى بخلافة رسول الله لأنه الأفضل.
    الثمرة الثانية التي لابد أن أشير إليها، وهي أنه إذا ثبت من خلال الأدلة أن علياً هو الأفضل من باقي الصحابة جميعاًً بمن فيهم أبو بكر وعمر، إذن لا داعي لأن نتهم بأننا من المغالين، وإنا من أهل البدعة.
    المقدم: مخالفين لإجماع الأمة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لا لا، ليس إجماع الأمة، لا يوجد إجماع، وبعد ذلك سيتضح أنه في هذه المسألة لا يوجد إجماع، وبتصريحهم لا يوجد إجماع على تفضيل أبي بكر وعمر على علي بن أبي طالب أو على الآخرين, هذا سيأتي بحثه إنشاء الله. ولكن هؤلاء بنوا هذا الأصل ولا أعلم من أين جاء هذا الأصل، وهو أنهم صرحوا أن المسلم إذا فضل علياً على باقي الصحابة فهو صاحب بدعة صغرى، أما إذا فضله على أبي بكر وعمر فهو صاحب بدعة كبرى. لماذا؟ لا نعلم. قد يقول قائل: سيدنا واقعاً هذا الكلام يوجد؟ أقول: نعم، انظروا إلى (ميزان الاعتدال في نقد الرجال) تصنيف الحافظ أبي عبد الله شمس الدين الذهبي، المتوفى 748هـ حقق هذا الجزء محمد رضوان عرقسوسي، الجزء الأول، الرسالة العالمية، هناك في ص49 و 50، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت جيداً، يقول: ابان بن تغلب الكوفي، في ترجمة أبان بن تغلب الكوفي، يقول: شيعي جلد، لكنه صدوق، تعبير شيعي جلد لكنه صدوق يعني أن الأصل في التشيع أن يكون كاذباًُ، ولكنه من باب الصدفة شذ، لأن التعبير لكنه يعني استثناء، يعني الأصل في الشيعي أن يكون كذاباً، وهذا ما يصرح به في آخر الصفحة يقول: فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقاً ولا مأموناً، بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله، حاشاً وكلا. لأنه أحب علياً، لا لشيء، بل لأنه أحب علياً وفضله على أبي بكر وعمر وعثمان. إذن صار كذاباً، صار منافقاً، صار … أنه لا يعتمد عليه. هذه الآثار التي رتبها هؤلاء. يقول: لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته، أساساً التشيع، يعني حب علي بدعة. أنا لا أعلم وإنشاء بعد ذلك سيتضح يعني إن أول من أصّل لهذه البدعة هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحاشا، ولكن من باب الإلزام أقول، أول من أصل لهذه البدعة هو الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) باعتبار أنه هو الذي قال: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
    المقدم: (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى).
    سماحة السيد كمال الحيدري: يقولون أنها عامة، وأنها قد يشككون فيها. ولكن ماذا يقولون في هذا الحديث. يقول: فلنا صدقه وعليه بدعته، ما هي بدعته، أنه شيعة علي، أنه يحب علي، اطمأنوا الشيعي الذي يقوله هناك لا يعني الشيعي الذي يؤمن بعصمته، يريدون بتشيعه يعني محب لعلي، قد يقول القائل: سيدنا من أي تقول هذا الكلام. في (هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري) في المقدمة، هناك في ص646 فصل في تمييز أسباب الطعن، يقول: والتشيع محبة علي، لا أنه الإيمان بعصمته، بمجرد المحبة يكون الإنسان صاحب تشيع وبدعة. هذا منطقهم، هذا المنطق الأموي الذي أؤكد عليه مراراً. يقول: والتشيع محبة علي، وتقديمه على الصحابة. بمجرد أن تقدم علي على واحد من الصحابة فأنت شيعي، والشيعي يعني صاحب بدعة. يعني لابد أن تجعل علياً في عرض الصحابة، تجعله في عرض معاوية، تجعله في عرض عمر بن العاص، ولعله يكون آخر الناس، ولكن لا يحق لك وهذا خط أحمر لا يحق لك أن تقدمه على أحد من الصحابة، يقول: والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة، فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غالٍ في تشيعه. باعتبار أنه آيات نزلت في تقديم أبي بكر وعمر، أنا لا أعلم عندما نقول علي مقدم يقولون: أين الدليل من القرآن، ولكنهم يرسلونها إرسال المسلمات بلا دليل وبلا حجة وبلا منطق. فهو غالٍ في تشيعه، ويطلق عليه رافضي. لماذا يطلق عليه رافضي لأنه قال بتقديم وتفضيل علي على أبي بكر وعمر.
    أُكمل عبارة (ميزان الاعتدال) يقول: فلنا صدقه وعليه بدعته، وقد وثقه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم وأورده ابن عدي وقال: كان غالياً في التشيع، وقال السعدي: زائق مجاهر، فلقائل أن يقول: كيف ساق توثيق مبتدعٍ، وحد الثقة العدالة والإتقان والتشيع يسقط العدالة. حب علي. هذا هو النهج الأموي الذي تكلمنا عنه، هذا ليس منهج مدرسة الصحابة ومنهج مدرسة السنة، هؤلاء لا يقولون هكذا أبداً، هذا هو النهج الأموي. الذهبي قال: وحد الثقة العدالة الإتقان، فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعة. حب علي بدعة، صدوق ولكنه كيف يكون عدلاً. وجوابه: إن البدعة على ضربين فبدعة صغرى كغلو التشيع أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرر، بمجرد أن تصبح شيعي لعلي فتكون أنت أهل بدعة. طبعاً هو يصرح الذهبي في ميزان الاعتدال بعد ذلك يقول: ولم يكن أبان بن تغلب يعرض للشيخين أصلاً، يعني لم يكن يتهم الشيخين، بل قد يعتقد علي أفضل منهما، إذن هو صاحب بدعة. فإذن يكون من أهل البدعة. والله أنا لا أعلم، وهذا بنوا عليه يكون في علمكم، وأنا بودي أن ترجعوا إلى فضائياتهم، عندما يأتي اسم شيعة وكأنه يجعل الشيعة مقترنة بالبدعة، الشيعة الروافض أهل البدع، ولذا تجدون عندما يكتبون في كتبهم يقولون الرد على أهل البدع. وكأنه في هذا العالم لا يوجد أهل بدعة إلا الشيعة، والشيعة لماذا؟ لا لشيء إلا لأنهم أتباع علي، ولا يوجد شيء آخر. كونوا على ثقة. لأنه مسألة العصمة وكذا لا أريد أن أتكلم عنها الآن. المهمة هي المحبة.
    المقدم: المهم عندهم المحبة، فقد حصرها بالمحبة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: بل أكثر من ذلك، الآن أضرب لكم شاهداً، تقول لي سيدنا يوجد شاهد. أقول: نعم، يوجد شاهد، انظروا إلى ابن أبي الحديد، الكل يعلم بأنهم يتهمون الشيخ ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة يقولون أنه شيعي، لماذا صار شيعياً، لماذا المسكين صار شيعياً؟! (شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد، دار المكتبة العلمية، دار إحياء المكتبة العلمية، عيسى البابي الحلبي وشركاءه، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، الجزء الأول، الطبعة الأولى، سنة 1378، ص7، مع أنه يصرح يقول: اتفق شيوخنا كافة المتقدمون منهم والمتأخرون والبصريون والبغداديون على أن بيعة أبي بكر الصديق بيعة صحيحة شرعية. ومع ذلك يتهم بالتشيع، لماذا؟ الآن أقول لك، واختلفوا في التفضيل من هو الأفضل أبو بكر أو علي، هو يقول في أخر المطاق، وأما نحن فنذهب إلى ما يذهب إليه شيوخنا البغداديون من تفضيله عليه السلام. فإذا قال بتفضيله إذن صار شيعياً، ولا يعتمد عليه، ولابد أن يسقط. وكذلك ذكروا شيعي، غالي، لا يعتمد عليه … أنا لا أعلم ماذا أقول واقعاً للمشاهد ، هذه هي الثمرة الثانية التي أريد أن أبينها للمشاهد الكريم، أيها المسلمون في جميع أنحاء العالم، نحن عندما وجدنا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما هو يفضله على باقي الصحابة، فركز عليه وأعطاه وبيّن من فضائله ومناقبه ما لم يبين لأحد من صحابته، نحن قلنا بتفضيله. إذن لا نقول شيئاً بل نريد أن نقول اتقوا الله، اتقوا الله، اتقوا الله إن كنتم تعرفون للتقوى معنى، وإلا بحسب القواعد ينبغي واقعاً أن ندور مدار الدليل، فإن دل دليلي على الأفضلية فأنا مؤمن ولكن أخالفك الرأي، وإن دل دليلك على أن أبا بكر وعمر هما الأفضل فلك رأيك ولي رأيي، لماذا أنت إذا قلت بأفضلية أبي بكر وعمر فهي الحجة الشرعية وهو الحق المبين، ولكن عندما تصل النوبة إلي وأقول بأفضلية علي بن ابي طالب تكون هي البدعة والضلال والغلو والسقوط والفسق والفجور، لماذا هذا المنطق المعوّج، هذا المنطق السقيم، هذا المنطق الذي لا يقوم على أساس علمي صحيح. فالثمرة الثانية، ألخص حديثي، ما هي الثمرة المترتبة على هذا بحث. أولاً: تطبيق قاعدة الإلزام التي التزموا بها في مسألة الخلافة، وثانياً: طبعاً لا يقول لنا قائل وأتصور الآن في ذهن المشاهد الكريم هذا السؤال موجود أنه ما هو علاقة هذا البحث بما ذكرتموه وهو موفق ابن تيمية، سيأتي وسترون بعد ذلك أن ابن تيمية سينحاز إلى هذا الطرف أو إلى ذاك الطرف، سينحاز إلى أولئك الذين يؤمنون بفضائل علي أو إلى أولئك الذين يحاولون أن يسقطوا هذه الفضائل، وأن ينفوا هذه الفضائل، وإذا أثبتوا يثبتوها بمعنى لا ترجع إلى معنى محصل والى أفضلية لعلي عليه أفضل الصلاة والسلام. فإذن كل المدار سينصب على هذه الأبحاث.
    المقدم: الآن ما هي الفضيلة الأولى التي ستبدءون الحديث بها في هذا الباب.
    سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع أن الفضيلة الأولى التي سنبدأ بها هي هذه الفضيلة التي أشرت إليها، وهي قول (عليه أفضل الصلاة والسلام): يا علي، لا يحبك إلا مؤمن – هذا ليس نص الرواية حتى لا يشكل علينا السامع الكريم، أو بعض الفضائيات والمواقع- ولا يبغضك إلا منافق.
    أما هذا النص أين ورد؟ هذا النص ورد في موارد متعددة، أنا أشير إلى بعضها إجمالاً وبسرعة لأن الوقت لا يسع:
    المورد الأول، في صحيح مسلم، كما أشرنا إليه مراراً وتكرارً، ص60، الحديث 78، الرواية عن عدي بن ثابت، طبعاً الحديث وارد في كتاب (الإيمان) باب بيان نقصان الإيمان، الباب 33، قال: عن عدي بن ثابت عن زر قال: قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. هذا هو المورد الأول.
    المورد الثاني: ما ورد في صحيح ابن حبان، المجلد الخامس عشر، ص367، الرواية عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: والذي فلق الحبة ذرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. هذا هو المورد الثاني.
    المورد الثالث: ما ورد في مسند أبي يعلى الموصلي، في المجلد الأول، ص251، الحديث 291، طبعاً كل هؤلاء يقول إسناده صحيح، يعني في صحيح ابن حبان يقول إسناده صحيح، وكذلك في صحيح أبي يعلى إسناده صحيح، وكذلك ما ورد في صحيح ابن حبان لأن هذا النص لم نقرأه، المشاهد الكريم لا يكون في ذهنه شيء، أيضاً قال في الحديث 6924: إسناده صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين، غير محمد بن الصباح الجرجائي فقد روى له أبو داود وابن ماجة وهو صدوق وقد توبع على ما قاله هؤلاء، هذا هو المورد الثالث.
    المورد الرابع: ما ورد في مسند أحمد بن حنبل، المجلد الثاني، ص71، قال علي: والله إنه لمما عهد إليّ رسول الله أنه لا يبغضني إلا منافق، ولا يحبني إلا مؤمن. في ذيله يقول: إسناد على شرط الشيخين، إلا أن عدي بن ثابت … الخ. ثم يقول في أخر المطاف، ص73: وأخرجه ابن أبي شيبة، ومسلم وابن ماجة والترمذي وابن أبي عاصم وعبد الله بن أحمد في زوائد الفضائل، والبزار والنسائي في خصائص علي، وأبو يعلى وابن حبان وابن مندة في الإيمان وأبو نعيم في الحلية، والخطيب في تأريخ بغداد، والبغوي في شرح السنة، من طرق عن الأعمش، وأخرجه أبو نعيم من طريق حسان بن حسان … سمعت أبي يقول … إلى عشرات النصوص الواردة في هذا المجال وأخرها ما ورد في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للإمام النسائي.
    في (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) للإمام الحافظ النسائي، تحقيق الداني بن منير آل زهوي، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، في المقدمة قال أبو عبد العاملي السلفي الداني ابن منير آل زهوي في بيروت 19 من شهر محرم … الخ. هناك باب الفرق بين المؤمن والمنافق، أنا لا أدري هذا الباب مع أنه كل الأبواب الترغيب في حب علي، الترغيب في موالاة علي، ذكر قوله (علي وليكم بعدي) ذكر قول النبي من سب علي فقد سبني، ولكن عندما يأتي يقول الفرق بين المؤمن والمنافق، يبدل العنوان لماذا لا أعلم؟ كان المفروض أن يقول أنه في قوله (صلى الله عليه وآله) حبه إيمان وبغضه نفاق، هكذا يقول، ولكن يقول الفرق بين المؤمن والمنافق، وأنا لا أعلم المناسبة بين العنوان والحديث؟! عجيب! ينقل ثلاث روايات، الرواية رقم 100، والرواية رقم 101، والرواية رقم 102. الرواية الأولى قال: لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. في ص86. قال: إسناده صحيح, وهكذا الرواية الثانية وهي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق، قال: إسناده صحيح. الرواية الثالثة: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. وهي الرواية ا لثالثة قال: وهو إسناد صحيح.
    إذن هذه الروايات الثلاث التي ينقلها الإمام النسائي في خصائص الإمام أمير المؤمنين كلها صحيحة السند، كلها صحيحة السند، ولا قول فيها، وبهذا يتضح أنه هذا النص أيضاً ورد عهد النبي لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق، وكذلك ورد (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) يعني بكلا اللفظين وارد (لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق، ولا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق). واضح أنه هذا الحديث بالنص الذي أشار إليه أن النبي (صلى الله عليه وآله) أعطى ميزاناً به نميّز المؤمن من المنافق. كان المفروض أن يعنون بمضمون الأحاديث الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله). الميزان بين الإيمان والنفاق، أكررها مرة أخرى الميزان. قد يشكل علينا البعض يقول: لماذا تنقلون أن علي يقول: أنا ميزان الأعمال؟ هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: علي ميزان الإيمان والنفاق. ويوم القيامة بماذا يحاسب الناس؟ أما بهذا الاتجاه وأما بذاك الاتجاه. والميزان والمقياس علي. هذا حديث رسول الله. نعم، لم يرد هذا المعنى في نصوص مدرسة الصحابة، ومدرسة أهل السنة. المهم أن هذا النص من النصوص المطمئن بصدورها من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولا ريب في هذا المجال.
    المقدم: إذن صار واضحاً ما تفضلتم به أن هذا الحديث لا نقاش فيه وذكره مسلم وسائر أصحاب الصحاح.
    سماحة السيد كمال الحيدري: قد قلنا بأنه أساساً لماذا هذا الحديث؟
    المقدم: معنا الأخ مهدي من النجف الأشرف، تفضلوا.
    الأخ مهدي: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ مهدي: سلام لك من مدينة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أنتم وحضرة الدكتور وكل العاملين في هذه القناة. هم يقتلون بالشيعة، هم يقولون نتحداهم أن يقولوا أن علي هو الأفضل، سوف أثبت لهم من كتبهم أن علي مقدم على أبي بكر وعمر وعثمان وهو الأفضل، جاء في تفسير، المجلد الثالث، صحة 373، دار المعرفة، بيروت، كفاية الطالب، الحافظ الكنجي الشافعي، الباب 51، طبعة النجف. تذكرة الخواص لابن الجوزي، ص43. تأريخ بغداد، المجلد11، ص112، طبعة الساعاتي في مصر، حلية الأولياء، المجلد 3، ص63، دار السعادة مصر. لفظ الحديث: بسنده عن أم المؤمنين أم سلمة عن موفق بن أحمد الخوازمي، عن أم المؤمنين أم سلمة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله خص من كل نبي وصي، وعلي وصيي في عترتي وآل بتي وأمتي بعدي.
     المقدم: معنا الأخ محمد من السعودية، تفضلوا.
    الأخ محمد: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ محمد: أريد أن أوضح نقطة للشيخ إذا كان صادقاً فيما يقول فليدخل في مناظرة مع الأخ عثمان الخميس.
    المقدم: سماحة السيد يطرح أمامكم بصورة موثقة، وأنت بإمكانك أن تسأل الشيخ الذي ذكرته، تقول له ما رأيك يا شيخ فيما يعرضه جناب السيد.
    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا الأسلوب العقيم والذي استعملتموه سنوات متعددة وهي المناظرة والتكذيب والتدليس وغيرها، هذا الأسلوب بحمد الله صار وراء ظهورنا، والآن أتصور أن المشاهد الكريم يلتفت بأني لم اقرأ شيئاً من عندي ولم أتهم أحداً بقول.
    المقدم: وهل الشيخ الذي يذكره أفضل من مسلم أو البخاري.
    معنا الأخ محمد أيضاً من السعودية، تفضلوا.
    الأخ محمد: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ محمد: أشكركم على هذا البرنامج، أشكر السيد، لكن عندي موضوع، أقول أننا في هذا البرنامج تكلم عن خصائص أمير المؤمنين سلام الله عليه ولكن نحن نمر بثلاثة شهور على مصيبة الزهراء عليها السلام، فلو تخصصون مجموعة من البرامج على مصيبة الزهراء لكي يقتنعوا بما عملوا.
    المقدم: هذا خارج الموضوع. نرجو من الأخوة أن تكون الأسئلة منصبة في الموضوع لأن المشاهد لا يريد أن يتشتت ذهنه وأنت ترى كم عليه الموضوعات من هنا وهناك، موضوعنا كما تعلمون هو موقف الشيخ ابن تيمية من فضائل الإمام علي.
    سماحة السيد كمال الحيدري: ارجع إلى كلامي، وهو أنه انظروا بأنه نحن ذكرنا منهجاً واضحاً للمسلمين قلنا بأنه إذا كانت هناك أدلة لإثبات أفضلية أبي بكر وعمر من روايات متفق عليها بين علماء المسلمين فليبرزوها لنا على الشاشة فليبرزوها على مواقعهم، أما أن يذهبوا إلى صحيح البخاري أو إلى صحيح مسلم أو إلى أي صحيح ومسند أخر فهو حجة عليهم، وليس حجة على جميع المسلمين، نحن نريد اتفاقاً وإجماعاً من علماء المسلمين، ونحن الآن نقرأ روايات وفضائل ومناقب وخصائص علي بن أبي طالب من مصادر علماء السنة، من مصادر أهل السنة، من مصادر مدرسة الصحابة.
    المقدم: معنا الأخ هيثم من العراق، تفضلوا.
    الأخ هيثم: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ هيثم: من هو وليد الكعبة، هل هو علي بن أبي طالب أم هو عمر؟
    المقدم: هذا خارج الموضوع.
    سماحة السيد كمال الحيدري: كان بودي أن أكمل البحث ولكن مع الأسف الشديد، تسمح لي دكتور أن أتكلم مع المشاهدين الكرام الأعزاء، وهو أنه طلبنا تكراراً ومراراً من الأخوة الأعزاء المشاهدين أن تكون أسألتهم داخل المحور وداخل المطالب التي نشير إليها في البرنامج، أما أن نشتت البحث، بعضهم يسأل عن أنه أين ولادة علي بن أبي طالب، بعضهم يذهب إلى ينقل عشرة مصادر، وأنه هذه الرواية التي نقلوها صحيحة أو غير صحيحة، أنا لا أعلم أن علي هو الوصي. يا أخي العزيز هذه الروايات بمجرد أن تنقل ولا تنقل سندها مباشرة من الناحية العلمية والمنهجية يقول هذه الرواية ضعيفة السند أو أنه لم يصححها أو أنها من مجهول، هذا المنهج الذي تعودنا عليه ورأيتموه في جملة من الفضائيات أخواني الأعزاء حاولوا أن تجعلوه وراء ظهوركم، ذكر رقم المجلد ورقم الصفحة كذا وكذا، هذا الأسلوب ما عاد ينفع من الناحية العلمية، من الناحية العلمية ينبغي أن يُذكر المصدر والرواية وسند الرواية وتصحيح الرواية وأنه صححت أو ضعفت أو لم تقبل، يعني على سبيل المثال، على مستوى كتب التأريخ، الآن يوجد كتاب (تاريخ الطبري) بدأوا قسموه إلى صحيح تاريخ الطبري والى ضعيف تاريخ الطبري، لكن ليس صحيح من الناحية المنهجية أن نأتي بالرواية ونقرأها من تاريخ الطبري من غير نظر إلى سندها. كما أنه في الطرف الآخر لا ينبغي له من الناحية المنهجية أن يذهب إلى كتاب البحار وينقل الرواية من غير أن ينقل سند الرواية، يذهب إلى أصول الكافي أو إلى أي كتاب حديثي آخر عند مدرسة أهل البيت وينقل من غير أن ينقل سند الرواية، صحة الرواية، إذن أخواني إذا أردتم أن يكون المنهج علمياً وهذا رجائي من المتداخلين من أبنائنا وأصدقائنا وهم الذين اتصلوا من العراق أن تكون أسئلتهم ضمن البرنامج، والأخ المتداخل الذي اتصل من السعودية، ومباشرة طرح هذه الأسماء التي واقعاً الإنسان لا يعلم أن هؤلاء أهل علم، أنه يتسمّون بالعلم، هم أهل الجهل، أنا لا أعلم، ولا أعرفهم، حتى أجلس معهم أو لا أجلس معهم، أنا طرحت هنا مجموعة من ا لمطالب بإمكانك أن تعتقد أنه من أهل العلم أن ترجع إليه وبحمد الله فضائياتكم مفتوحة عند الجميع قولوا أن ما ذكر من رواية صحيح أو غير صحيح.
    المقدم: أو يرجع إلى الراوي مباشرة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، أو يرجع إلى أنه عندما أنقل يجد أنها صحيحة أو غير صحيحة. شكراً لكم سماحة السيد كما نشكر الأخوة والأخوات، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/19
    • مرات التنزيل : 2389

  • جديد المرئيات