22/07/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: (معاوية وظاهرة وضع الحديث، القسم الخامس) أرحب باسمكم بضيفنا الدائم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد هل من تمهيد لكي تدخلون بعد ذلك في محاور حلقة الليلة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمنالرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
قلنا في الحلقة السابقة أن من أهم النتائج الخطيرة التي ترتبت على النهج الأموي هو انقلاب موازين وقواعد الجرح والتعديل، وهذا ما وقفنا عنده بحمد الله تعالى في الحلقة السابقة، ومقصودنا من انقلاب موازين الجرح والتعديل عند بعض أئمة الجرح والتعديل في علم الرجال أننا وجدنا إن من أبغض علياً ولعن علياً وسب علياً وأحب ووالى معاوية فهو متقن وثبت ومتدين وثقة يحتج بكلامه وصدوق يحتج بكلامه. هذا ما وقفنا عنده مفصلاً في الحلقة السابقة وذكرنا مجموعة من النماذج لهذه الحقيقة، ومن هذه النماذج ما أشرنا إليه من كتاب (تهذيب الكمال في اسماء الرجال، ج5، ص579) للمزي، حققه وضبط نصه وعلق عليه الدكتور بشار عواد معروف، فيما يتعلق بحريز بن عثمان ويتذكر المشاهد الكريم أن حريز بن عثمان بن جبر بن أحمد بن أسعد الرحبي المشرقي أبو عثمان ويقال أبو عون الشامي الحمصي … هناك قال: وقال الذهبي في الميزان كان متقناً ثبتاً لكنه مبتدع، يعني يبغض علياً، وقال: ثقة وهو ناصبي، وقال في الكاشف ثقة وهو ناصبي، وقال في المغني: ثبت لكنه ناصبي، وقال في الديوان: ثقة لكنه ناصبي مبغض. والعكس بالعكس يعني أن الإنسان إذا أحب علياً ووالى علياً وروى فضائل علي وأبغض من عادا علياً يعني أبغض معاوية وبني أمية لأن هؤلاء أبغضوا علياً وأهل البيت فعند ذلك يكون فاسقاً، فاجراً مبتدعاً، كذاباً، بل من أكذب الناس ولا يحتج بكلامه ولا كرامة. هذا ما تقدم تفصيله في الحلقة السابقة. أنه موازين الجرح والتعديل تغيرت مواقعها فبدل أن يكون من أبغض علياً يكون منافقاً ويكون كذاباً وصاحب بدعة وأنه لا يقبل كلامه ولا يحتج بحديثه نجد أن القضية انعكست لماذا أنا أقول كذا؟ لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. ورسول الله قال: يا علي من آذاك فقد آذاني. يا علي من سبك فقد سبني. يا علي من أحبك فقد أحبني. فهؤلاء الذين أبغضوا وسبوا وآذوا علياً يعني أبغضوا وسبوا وآذوا رسول الله (صلى الله عليه وآله). أمن المنطق الديني، أم القاعدة الرجالية في علم الرجال، أمن قواعد الجرح والتعديل أن من أبغض رسول الله يكون ثقة، ثبتاً، متديناً، صدوقاً. ومن أحب رسول الله لأنه من أحبك فقد أحبني كما ورد في النص الصحيح وأشرنا إليه يكون كذاباً، مبتدعاً، لا يحتج بكلامه. ولكن مع الأسف الشديد أن هذا ترتب في عهد بني أمية وترتبت عليه نتائج خطيرة.
وبتعبير آخر إذا أردت تغيير التعبير وهذا ما لم نشر له في الحلقة السابقة، وهو أنه أساساً من كان علي إمامه فهو مبتدع، كذاب، ولا يحتج بحديث. أما من جعل معاوية إمامه فهو صدوق، ثبت، متدين، ونحو ذلك، وهذا ما صرح في (تهذيب الكمال، ج5، ص575) في حريز، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح، يقول: كان يقول، يعني حريز: لا أحب علياً، ثم كان يقول: لنا إمامنا ولكم إمامكم. المحقق بشار في الحاشية يقول: يريد لنا معاوية ولكم علي. يعني لنا من حبه حب رسول الله وبغضه بغض رسول الله هذا ليس لنا بل لكم، أما لنا فمن أبغض رسول الله لأنه من أبغض علياً فقد أبغضني، ومن آذى علياً فقد آذاني. وصلت الحالة ووصلت البدعة ووصل الابتداع والجرأة أنهم يتكلمون في قبال نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقول: لا أحب علياً، ورسول الله يقول لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، ويقول: لنا إمامنا ولكم إمامكم. بل أكثر من ذلك ويتذكر المشاهد الكريم في الحلقة السابقة، أن بعض أئمة أعلام الجرح والتعديل، يعني هؤلاء الذين يعدّلون ويجرّحون، هؤلاء وصلت بهم الحالة أن يقولوا أن من قال أن معاوية هو الفئة الباغية فهو ابن الفاعلة. يتذكر المشاهد الكريم في (سير أعلام النبلاء، ج11، ص515) للإمام الذهبي قال: دحيم القاضي الإمام الفقيه، الحافظ، محدث الشام … إلى أن يقول: وفاق الأقران وجمع وصنف وجرّح وعدّل وصحح وعلل، يعني إمام في الجرح التعديل، ماذا كان يقول، يقول: قال أحمد العجلي دحيم ثقة، كان يختلف إلى بغداد، فذكروا الفئة الباغية هم أهل الشام، فقال: من قال هذا فهو ابن الفاعلة. الآن فقط جملة واحد لا أريد أن أطيل على المشاهد الكريم أريد أن يعرف المشاهد أن هذا الوصف على من ينطبق، يعني وصف (ابن الفاعلة) الذين يقولوه إمام من أئمة الجرح والتعديل في الإسلام الأموي والنهج الأموي. التفتوا إلى المحقق بشار عواد يقول في (تهذيب الكمال، ج5) تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، يقول: يريد، حريز، يريد لنا معاوية ولكم علي، قال بشار: ولكن إمامه كان باغياً، معاوية، وقد أصاب علي في قتاله وهذا، يعني أن معاوية كان هو الباغي وأن علي هو الحق، وهذا أمر أجمع عليه فقهاء الحجاز والعراق من أهل الحديث والرأي منهم، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين. انظر فيض القدير للمناوي، ج6، ص306. وهذا الرجل يتهمهم بأنهم أولاد الفاعلة، لأنهم لم يوالوا معاوية كما هو يوالي. أولئك تبعاً لرسول الله قال ذلك حيث قال (صلى الله عليه وآله): يا عمار تقتلك الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار. فهي من أهل النار، أنا لا أعلم وإنشاء الله أوفق في الحلقات القادمة أن أقف عند الفئة الباغية، هل يمكن أن يجتمع أنه اجتهد فأخطأ فله أجر مع أنه يدعو إلى النار هل يجتمعان أن رسول الله يقول أن هذه هي الفئة الباغية تدعوه إلى النار فهو من أهل النار وهؤلاء يقولون اجتهد فأخطأ فله أجر.
أنا لا أعرف كيف يمكن أن يقابل الإنسان منطق القرآن ومنطق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذا هو النص الصريح من رسول الله ولكن هؤلاء الذين يتشدقون بأنهم اتباع رسول الله وأنهم يحترمون سنة رسول الله عندما يأتي الأمر إلى معاوية وبني أمية تجد أنهم يخرسون وكأنهم ألقي على أبصارهم وبصيرتهم، أشربوا في قلوبهم حب بني أمية. منطق رسول الله يقول يدعوهم إلى النار وهؤلاء يقولون الجنة. ولا أريد الدخول في تفاصيل هذه القضية الآن.
إذن القضية واضحة وضوح الشمس من أن هؤلاء كانوا يقابلون النص النبوي الصريح بمثل هذه الاجتهادات البائسة والباردة. هذا التمهيد يكفي لاتضاح البحث.
المُقدَّم: ما هي أهم النتائج المترتبة على هذه القاعدة التي عمل عليها النهج الأموي.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً أنا في هذه الليلة ولعله في الحلقة القادمة أيضاً سأقف عند النتائج، واقعاً هذا المنطق وهو تبدل قواعد الجرح والتعديل أدّى إلى انقلاب خطير في علم الرجال، ومن هنا أنا أدعوا المحققين والباحثين عندما يدخلون إلى الأبحاث الرجالية وإلى أبحاث الجرح والتعديل فلينظروا فليأخذوا بعين الاعتبار هذا الانقلاب الحاصل في موازين الجرح والتعديل. ولكن ما الذي حدث؟!
في الواقع بأنه عندما وجد بعض المنافقين، يعني بعض اتباع وشيعة عثمان كما تقدم من ابن تيمية، بني أمية، بعض اتباع بني أمية، بني أمية أنفسهم، وشيعة معاوية وجدوا أن الاتجاه العام في الحكم الأموي والخلافة الأموية والإسلام الأموي يذهب باتجاه أن يسلب المشروعية والغطاء الشرعي عن علي وأهل بيته ويعطيها لبني أمية، عندما وجدوا أن الجو العام بهذا الاتجاه مضافاً إلى المال السياسي الذي كان يغدقه معاوية على هذه القضية عندما وجدوا هذا الامر واقعاً اتجهوا باتجاه آخر في هذا المجال، ماذا فعلوا، ما هي الإجراءات التي اتخذت من أمثال هؤلاء الذين قلبوا موازين الجرح والتعديل الذين أشرنا إليهم في البحث السابق؟
هناك عدة إجراءات أنا أحاول أن أقف عند بعضها والتي توجد عليها شواهد قطعية من التأريخ، شواهد نصية، ونصوص صحيحة من التأريخ تثبت هذه الحقيقة:
الإجراء الأول: هو أنهم حاولوا بكل ما أوتوا من قوة أن يقضوا على تلك النصوص والروايات التي تكلمت وجاءت في ذم بني أمية عموماً وبعض حكام الأمويين خصوصاً ومنهم معاوية. ماذا فعلوا؟ حاولوا أن يقضوا عليها، بل دعوا إلى إعدامها والقضاء عليها، ثم دعوا قالوا حتى إذا لم يمكن إعدامها والقضاء عليها فلا ينبغي أن تقرأ للعامة، حتى لا يتعرفا لناس على حقائق هؤلاء، قد يقول قائل: واقعاً يوجد نص يثبت هذه الحقيقة. أنا أقرأ الآن للمشاهد الكريم هذا النص وبودي أن يسجل هذا المصدر وهذا النص حتى يعرف أن هؤلاء ماذا أرادوا أن يفعلوا في الإسلام الأموي. هذا النص ورد في (سير أعلام النبلاء، ج10، ص92) للإمام الذهبي الذين يعد أحد أهم أركان الإسلام والنهج الأموي، المتوفى سنة 748هـ، مؤسسة الرسالة، يقول: قلت كلام الأقران، باعتبار أنه إمام وحافظ، يقول أقراني الذين هم من الحفاظ والأئمة، كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية لا يلتفت إليه، ما هو الهوى والعصبية؟ يعني إذا كان في ذم معاوية هذا هو الهوى والعصبية، وإلا إذا كان في ذم علياً فلا يكون عن هوى وعصبية. يقول: لا يلتفت إليه، بل يطوى ولا يروى … إلى أن يقول: كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم، وأنتم تعلمون هذه إشارة إلى معركة الجمل وصفين، وبالخصوص معركة صفين، يقول: وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء، يعني ما شجر بين الصحابة في تلك المعارك، ولكن أكثر ذلك منقطع، وضعيف وبعضه كذب، مباشرة بلا استدلال، المهم لابد أن يكذب هذه، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب، الأكثر منقطع، يعني يوجد الأقل صحيح بتصريحه، يقول: أكثر ذلك منقطع وضعيف، يعني الأقل منه مسند وصحيح، وبعضه كذب، يعني وبعضه صدق، هذا نص عباراته، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، هذا الصحيح وهذا الصادق ماذا نفعل به نبينه للناس، يقول: فينبغي طيه وإخفائه. عجيب! هذه هي الأمانة العلمية! يقول: فينبغي طيه وإخفائه، بل إعدامه، أساساً لابد أن نرفعه حتى لا يبقى شيء في التاريخ، حتى تعرف مساوئ بني أمية وأمثال بني أمية، هذا هو منطق، هذه هي الأمانة العلمية التي يتحلى بها الحافظ والإمام الذهبي. أيها المسلمون أيها المحققون لا أعلق بل أترك التعليق للمشاهد الكريم، يقول: ينبغي طيه وإخفائه، بل إعدامه لتصفوا القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم، أنا لا أعلم إذا كان منافقاً، رسول الله والقرآن يتبرأ من المنافقين، يقول (والله يشهد أنهم لكاذبون) يقول لابد أن نترضى عليهم وأن نحبهم، وأنا لا أعلم أن حب المنافق هل هو من الإيمان، هؤلاء في النهج الأموي يعتقدون أن حب المنافق من الإيمان وبغض المؤمن كذلك. قال: وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين عن العامة. هذا الذين تجدون الآن في فضائياتهم ومواقعهم بدءوا يخشون الحقائق التي تذكر في هذا البرنامج، لأن هذا البرنامج بدأ يظهر هذه الحقائق التي حاولوا بكل جهدهم إعدامها، وأعدموا الكثير منها، ولكن بحمد الله تعالى بقي الكثير منها. وكتمان ذلك (يريدون أن يطفئوا نور الله) وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء، ينبغي أن نكتمه لا عند العامة فقط، بل حتى عن العلماء، وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف، من هو المنصف؟ يعني المحب لمعاوية، يعني هذا عندما يقرأ هذه الحقائق لا يزعزع، إذا كان هكذا فهذا أعطيه ليطلع ماذا فعل بنو أمية ومعاوية ماذا فعلوا بأهل البيت، كيف أقصوا أهل البيت عن مقامهم الذين أراده الله سبحانه وتعالى لهم. هذا إذا لم يتزلزل، أما إذا بينت الحقائق للناس وبدءوا يتزلزلون لا يجوز بيانها، وهذا الذي يكشف للمشاهد الكريم لماذا هم بدءوا يخشون إظهار الحقائق من خلال هذا البرنامج. لماذا أنهم يريدون أن نسكت عن كل ما شجر بين الصحابة، لماذا؟ لماذا يريدون أن نسكت عن ما شجر بين الصحابة؟ وهي حقائق ثابتة قرآنياً وروائياً كما قرأنا. قال: وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري عن الهوى أو من الهوى بشرط أن يستغفر لهم. عجيب أنا لا أعلم هل هذه آيات قرآنية أم نصوص نبوية أنه المنافق إذا ثبت أن الصحابي منافق أنت لا يحق لك أن تقرأ حقيقته إلا بعد أن تستغفر له وأن تترضى عليه، بشرط أن يستغفر لهم كما علمنا الله تعالى حيث يقول (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) ثبت العرش ثم انقش، ثبت أن الصحابي كان مؤمناً. قد تقولون هل يوجد صحابي غير مؤمن، نعم سأثبت للمشاهد الكريم في هذه الليلة أن بعض الصحابة لم يكونوا مؤمنين بل كانوا على أشد درجات النفاق. (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا في الإيمان ولا تجعل) فالقوم، يعني الصحابة، فالقوم مع ما شجر بينهم ومع ما صدر منهم ومع ما وقع بينهم فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع منهم، وجهاد محاء، يعني يمحو ذنوبهم، وعبادة ممحصة … هذا هو الإجراء الأول الذين اتخذه هؤلاء لمحاولة كتمان الحقائق الموجودة عن بعض الصحابة حتى لا ينتشر من فضيحتهم ومن فسقهم وفجورهم ونفاقهم شيئاً. هذا هو الإجراء الأول.
الإجراء الثاني الذي يمكن أن أشير إليه هو أن جملة من اتباع بل أعلام المدرسة الأموية والإسلام الأموي والنهج الأموي عندما وجدوا أن الأحاديث لم تخفى عن الناس وما أمكن طيها وكتمانها وإعدامها حاولوا تضعيفها بأي طريق أمكن، قالوا هذا مجهول وهذا ضعيف وهذا رافضي وهذا شيعي وهذا مستور الحال إلى غير ذلك حتى يسقطوا الروايات التي وردت في ذم بني أمية بالعموم وذم معاوية بالخصوص.
حاولوا إذا وردت رواية في ذم بني أمية أو في ذم بعض الأشخاص من بني أمية حاولوا أن يقولوا أنها ضعيفة ويسقطوها عن الاعتبار، في هذه الليلة أريد أن أقف عند نموذج وهو لعن الرسول الأعظم للحكم بن العاص، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما ورد في نصوص صحيحة أنه لعن الحكم، لا فقط لعن الحكم بل لعن الحكم ومن في صلب الحكم إلى يوم القيامة. قد يقول لي قائل: ما الدليل على ذلك، هل توجد نصوص صحيحة تثبت هذه الحقيقة؟ بودي ان المشاهد الكريم يتابع البحث معي لأن البحث فيه شيء من الدقة والعمق.
هذا الحديث أولاً ورد في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج11، ص71- 72، الرواية رقم 6520) بتحقيق العلامة شعيب الأرنؤوط، حدثنا ابن نمير حدثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمر قال: كنا جلوساً عند النبي (صلى الله عليه وآله) وقد ذهب عمر بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده، يعني قال رسول ونحن عنده، فقال ونحن عنده، ليدخلن عليكم رجل لعين، على وزن فعيل يعني على صيغة مبالغة أو صفة مشبعة، رجل لعين فوالله ما زلت وجلاً اتشوف داخلاً وخارجاً حتى دخل فلان يعني الحكم. انظروا ماذا يقول العلامة الأرنؤوط في ذيل هذا الحديث في الحاشية رقم 3، يقول: الحكم هو ابن أبي العاص الأموي، عم عثمان ابن عفان، والد مروان، وجد عبد الملك بن مروان وأولاده الذين جاءوا وحكموا بعده، كان من مسلمة الفتح وله أدنى نصيب من الصحبة، سكن المدينة ثم أخرجه رسول الله، طبعاً لم يخرجه وإنما نفاه وطرده رسول الله، ولكنه على الطريقة، فرسول الله لم يخرجه وإنما نفاه وطرده فهو معروف بطريد رسول الله، ثم أخرجه رسول الله منها إلى الطائف فبقي فيها إلى أن أعاده عثمان في خلافته إليها، يعني لم يجرأ لا الخليفة الأول ابو بكر ولا الخليفة الثاني عمر على إرجاعه إلى المدينة، إلا أن عثمان هو الذي خالف فيه رسول الله، لماذا خالف، وما هي خصوصيات القضية ذلك بحث آخر لا أريد الدخول فيه. إذن المراد من الحكم هو الحكم بن أبي العاص الأموي. سند الحديث ما هو؟ قال: إسناده صحيح على شرط مسلم، العلامة الأرنؤوط يقول: إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم، فقط هذا الذي لم يخرج له البخاري، وهو ابن عباد بن حنيف الأنصاري فمن رجال مسلم. وإلا هو صحيح على شرط الشيخين. هذا ما يقوله العلامة الأرنؤوط في ذيل هذا الحديث.
انظروا ماذا يقول العلامة الألباني في ذيل هذا الحديث، نحن نتكلم على نفس الطريق الذي أشار إليه في مسند أحمد، في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج7، القسم الثاني، ص720، رقم الحديث 3240) تأليف العلامة محمد ناصر الدين الألباني، قال: ليدخلن عليكم رجل لعين يعني الحكم بن أبي العاص، يقول: أخرجه أحمد … إلى أن يقول: قلت وهو إسناد صحيح على شرط مسلم، في. ورجال أحمد رجال الصحيح … هذا هو الطريق الأول صحة هذا الحديث. إذن العلامة شعيب الأرنؤوط صحح الحديث والعلامة الألباني أيضاً صحح الحديث. ثم لهذا النص وهو أن الحكم ملعون، لهذا النص طريق آخر يشير إليه الألباني في ص723 في نفس الجزء، يقول: ثم وجدت لحديث الترجمة طريقاً أخرى عن ابن عمر من رواية ابن عبد البر في الاستيعاب بإسناده الصحيح، إذن الطريق الثاني أيضاً صحيح، بإسناده الصحيح عن عبد الواحد بن زياد حدثنا عثمان بن حكيم قال: حدثنا شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمر بن العاص، عن عبد الله بن عمر بن العاص، قال رسول الله فذكر الحديث. قلت: وهذا إسناد صحيح أيضاً فإن رجاله كلهم ثقات، وعبد الواحد بن زياد ثقة محتج به في الصحيحين، ولم يتكلموا فيه، إلا في روايته يعني عبد الواحد بن زياد إلا في روايته عن الأعمش خاصة، يقولون في هذا يكون فيه إشكال أما في غير الأعمش فيكون ثقة. وهذه ليست منها، يعني هذه الرواية ليست منها، كما ترى، وعليه يكون لعثمان بن حكيم اسنادان صحيحان في هذا الحديث وذلك مما يزيد قوته والله سبحانه وتعالى أعلم. الآن التفتوا أنا أشير إلى نكتة إجمالاً وسيأتي البحث عنها. يقول: وهذا، أي الطريق الثاني، كالطريق الأولى سكت عنه الذهبي في التاريخ، لم يقل شيئاً، مع أنهما طريقان صحيحان، ولكن الذهبي سكت، صار أخرس، لأن القضية مرتبطة ببني أمية، لو كانت مرتبطة بعلي وأهل البيت لوجدوا لها ألف سند والف قوة وألف صحة. هذا ما يتعلق بالحكم وأنه لُعِن على لسان رسول الله بشكل واضح وصريح لا مجال للاجتهاد فيه. ثم يوجد هناك شاهدان قويان يثبتان صحة مضمون هذا الحديث، يعني أن رسول الله لعن الحكم بن أبي العاص، الشاهد الأول وهو ما ذكره أيضاً في (السلسلة الصحيحة، ج7، ص720) قال: أحدهما من طريق الشعبي قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول وهو مستند إلى الكعبة: ورب هذا البيت لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه، من اللاعن؟ أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، عبد الله بن الزبير يقول: هذا الله لعنه على لسان نبيه. قد يقال أن اللاعن رسول الله لماذا يقول أن الله لعنه؟ الجواب: باعتبار أنه (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) هذا منطق عام بالنسبة إلى الرسول، وما ينطق عن الهوى، وما لعنت إذ لعنت ولكن الله لعن، هذا المضمون، لا يقول لي قائل: أنك تحرف القرآن، لا أبداً، أريد أن أقول أن المنطق القرآني يجعل ما يقوله رسول الله وما يفعله (يد الله فوق أيديهم) مع أن يد رسول الله كانت فوق أيديهم، ولكن القرآن يقول يد الله، يقول: لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه قلت، العلامة الألباني: وهو إسناد صحيح أيضاً، رجاله كلهم ثقات، رجال الشيخين، غير الشيخ البزار الذي يقول وهو ثقة ولا محذور فيه. وممن صحح هذا النص، يعني هذا الشاهد هو الإمام الذهبي في (تاريخ الإسلام) بودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى هذا، يربط هذه النقاط، يعني هذه لوحة أريد أن أصورها عن بني أمية، هذه القطعات التي أصورها في اللوحة لابد أن يلتفت إليها المشاهد، في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج2، ص200) لمؤرخ الإسلام الذهبي، حققه وضبط نصه وعلق عليه الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى سنة 2003م، وقال الشعبي، نفس الرواية التي نقلها العلامة الألباني، قال الشعبي: سمعت ابن الزبير يقول: ورب هذا البيت إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون على لسان محمد (صلى الله عليه وآله) التفتوا ماذا يقول الإمام الذهبي: إسناده صحيح. هذا هو الشاهد الأول، إذن الشاهد الأول الذي يثبت صحة الصحيح المتقدم ما ذكره وما صححه الألباني الذي ورد عن عبد الله بن الزبير وما صححه الإمام الذهبي.
الشاهد الثاني، هذا الشاهد فيه خصوصية أن المشاهد يلتفت إليه، خصوصيته أن الروايات مرتبطة بعائشة أم المؤمنين، ومنه سيتضح لنا موقف عائشة أم المؤمنين من بني أمية، ومن مروان وبني مروان. يعني الخط المرواني في بني أمية.
هذا الحديث ورد في (تفسير القرآن العظيم، ج13، ص19) للإمام الجليل ابن كثير الدمشقي، أول طبعة مقابلة على النسخة الأزهرية، تحقيق مصطفى السيد محمد، محمد السيد رشاد، محمد فضل العجماوي، علي أحمد عبد الباقي، حسن عباس قطب، والموجود بالأيدي الطبعة غير المحققة، دار عالم الكتب للطباعة والنشر، الطبعة الأولى سنة 1425هـ المملكة العربية السعودية، يقول: عن إسماعيل بن أبي خالد أخبرني عبد الله بن المديني قال إني لفي المسجد، مسجد رسول الله في المدينة، قال إني لفي المسجد حين خطب مروان، هذا مروان الملعون وهو في صلب أبيه، ولكنه الآن دار الأمر أن يقف في مسجد رسول الله ببركة معاوية الذين نصبه والياً على المدينة، قال: إني لفي المسجد حين خطب مروان فقال: إن الله أرى أمير المؤمنين في يزيد رأياً حسناً، إذن تبين أن نصب يزيد للخلافة من الله، الله أراه، ولا أعلم كيف أراه، إني أرى في إني أذبحك ما رأى إبراهيم أو نزل عليه الوحي أو أُلهم فلا أعلم، على أي الأحوال مروان يشهد، منافق يشهد لمنافق. إن الله أرى أمير المؤمنين، أي أمير الفاسقين وأمير المنافقين، أمير المؤمنين في يزيد رأياً حسناً، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر، يريد أن يقول أن معاوية لم يفعل شيئاً، وإذا فعل فهو يقتدي بسنة أبي بكر وعمر، يقول: فقال عبد الرحمن بن أبي بكر وهو جالس في المسجد، أهرقلية، هذا الذي يفعله معاوية مرتبط بالروم بهرقل، أهرقلية إن أبا بكرٍ والله ما جعلها في أحد من ولده، ولا أحدٍ من أهل بيته، وما جعلها معاوية في ولدها إلا رحمة وكرامة لولده. فقال مروان، يجيب عبد الرحمن: ألست الذي قال لوالديه أفٍ لكما.
المُقدَّم: يشير إلى الآية القرآنية.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم. فقال عبد الرحمن، محل الشاهد الذي قلنا أنه يوجد شاهد آخر: ألست ابن اللعين الذين لعن رسول الله أباك. لا أعلم كيف يمكن أن يكون كل الصحابة عدول وكلهم في الجنة. عجيب هذا المنطق البائس، منطق أن كل الصحابة عدول وكلهم في الجنة، منطق من عطل عقله، منطق الإنسان لا عقل له، قال: ألست ابن اللعين الذي لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أباك. قال: وسمعتهما عائشة، باعتبار أنها في بيتها وهو مجاور للمسجد، وسمعتهما عائشة فقالت: يا مروان، أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا، كذبت، إذن أن عائشة كان موقفها إيجابي من بني أمية أو كان سلبياً؟ كان سلبياً. التفتوا جيداً إلى هذه النكتة التي أريد أن يحفظها المشاهد لأني عندي بحث فيها سيأتي فيما بعد، وهو ماذا فعل بنو أمية بعائشة وماذا وضعوا على لسان أم المؤمنين من أحاديث لا يمكن لعقل سليم أن يتقبلها، كلها وضعوها بغضاً لها ولرسول الله (صلى الله عليه وآله) انتقاصاً لها ولرسول الله. قالت: يا مروان أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا، كذبت، ما فيه نزلت ولكن نزلت في فلان بن فلان، ثم انتحب مروان ثم نزل عن المنبر حتى أتى باب حجرتها فجعل يكلمها حتى انصرف. هذا ما يقوله ابن كثير.
نفس هذا النص ورد في (السنن الكبرى، ج3، الحديث رقم 11427) للإمام النسائي، قدم له واعتنى به وخرج أحاديثه أبو أنس جاد الله بن حسن الخداش، مكتبة الرشد، الدار العمانية، عمان، أخبرنا علي بن الحسين قال حدثنا أمية بن خالد عن شعبة عن محمد بن زياد، هذا محمد بن زياد أحفظوه لأن لنا حديث فيه، قال: لما بايع معاوية لابنه قال مروان: سنة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سنة هرقل وقيصر. فقال: مروان، هذا الذي أنزل الله فيه والله قال لوالديه أف لكم، فبلغ ذلك عائشة فقالت: كذب والله، ما هو به، وإن شئت أن أسمي الذين أنزلت فيه لسميته، ولكن رسول الله، هذه أم المؤمنين عائشة تنقل ولا يوجد مجال للريب في هذا النص, ولكن رسول الله لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فضض من لعنة الله. في الحاشية يقول: قطعة من لعن. لأنه إذا صار الحكم ملعون فمروان جزء منه فأيضاً يكون ملعوناً، فإذا كان الكل معلوناً فالجزء أيضاً ملعون. قالت: ومروان في صلبه، فمروان فضض من لعنة الله، هذا المورد الثاني.
المورد الثالث الذي أشار إلى هذه الرواية وهو ما ورد في (التأريخ الكبير، ص279) تصنيف ابن أبي خيثمة أحمد بن زهير بن حرب، المتوفى 279هـ تحقيق أبي عبد الرحمن عادل بن سعد، أبي أنس أيمن بن شعبان، الطبعة الأولى سنة 1425، الكويت، الرواية هذه: عن محمد بن زياد أن معاوية كتب إلى مروان بن الحكم ان يبايع الناس ليزيد فقال عبد الرحمن بن أبي بكر لقد جئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم فقال مروان: أيها الناس إن هذا الذي يقول الله فيه والذي قال لوالديه أف لكما، أتعدان أن أخرج وقد خلت القرون من قبل، قال: فغضبت عائشة، وقالت: ما هو هو، ولو شئت إن اسميه لسميته ولكن الله لعن أباك وأنت في صلبه فأنت فضض من لعنة الله. في الحاشية يقول: قطعة وطائفة منها، أي من لعنة الله، يعني مروان أيضاً ملعون.
وآخر من تكلم في هذا الحديث هو العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج7، ص722) قال بعد أن ذكر هذا النص بطوله وأشار إليه بشكل واضح وصريح قال: كذب والله … قلت: وإسناده صحيح، وعزاه الحافظ في الفتح والسيوطي في الدر لعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم …
إذن إلى هنا اتضح لنا أنه يوجد أيضاً شاهدان يثبتان هذه الحقيقة، يوجد مجال للرد أو لا يوجد؟ لا يوجد مجال للرد. ولذا أنتم عندما تصلون إلى ابن الأثير في (أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج1، ص514- 515 في ترجمة الحكم بن أبي العاص الأموي) يتكلم بكلام تكون القضية عنده واضحة. يقول: وقد روي في لعنه ونفيه، الأرنؤوط عبر بأنه أخرج مع أنه نفيه ولم يخرج، وقد روي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة، إنا إنما ذكرت طريقين فقط وشاهدين حتى أثبت الصحة وإلا واقعاً القضية ثابتة بشكل قطعي ويقيني لا مجال للشك فيها إلا لمريض القلب، وقد روي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة لا حاجة إلى ذكرها إلا أن، ولكن هنا ابن الأثير يقول كلام واقعاً الإنسان يقف حائرة أمامه، يقول: إلا أن الأمر المقطوع به أن النبي (صلى الله عليه وآله) مع حلمه وإغضائه على ما يكره، يعني لو كان قد صدر من الحكم شيء بسيط وساذج لغض النظر عنه باعتبار (لو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) ورسول الله كم له عفو حتى من الذين كانوا منافقين مثل عبد الله بن أبي بن سلول، يقول: ولكن ما الذي فعله هذا فاستحق النفي، ليس إلا لأمر عظيم، هذه نكتة لطيفة جداً ودقيقة وعميقة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى لو لم نرد أن نقرأها قراءة غيبية إلهية أن الله أخبره بما يفعل صلب هذا الإنسان المنافق وما هو الخطر والفساد الذي يجره على الإسلام والمسلمين، من باب أنه قائد ويعرف من حوله من هم ويميزهم جيداً. قال: وقد روي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة لا حاجة إلى ذكرها إلا أن الأمر المقطوع به أن النبي مع حلمه وإغضائه على ما يكره ما فعل به ذلك إلا لأمر عظيم، ما هو الأمر العظيم، أتصور أن الأمر العظيم اتضح ماذا فعل مروان وماذا فعل عبد الملك بن مروان، وماذا فعل أولاد عبد الملك بن مروان في الأمة الإسلامية. لا نحتاج إلى دليل. إلا لمن أعمى الله أبصارهم وبصيرتهم، هؤلاء لا يرون ويعتقدون كما قرأنا فيما سبق عن ابن تيمية وقرأنا عن محمد بن عبد الوهاب تلميذه بل ومقلده هو أن هؤلاء الذين لعنهم رسول الله مروان وعبد الملك وأولاد عبد الملك بهم عزة الإسلام وبهم منعة الإسلام، هم الخلفاء الاثنى عشر وهم الخلفاء الذين بشر بهم إبراهيم إسماعيل من يأتي بعده، هذا هو المنطق الأموي، المنطق الأموي رسول الله يقول هؤلاء ملعونون على لسان النبي وهؤلاء يقولون بهم عزة الإسلام، رسول الله يقول هؤلاء مطرودون من رحمة الله هؤلاء يقولون أنهم صحابة والصحابة كلهم عدول ويدخلون الجنة، هذه هي المقابلة أنا بودي أن المنصف من المشاهدين أن المحققين أن الذين يبحثون عن الحقيقة فلينظروا إلى النهج الأموي واتباع النهج الأموي من القدامى والمعاصرين منهم، والآن أنا أتصور عندما تفتحون أي فضائية لو تستمعون لهم لدقائق قليلة تميزن كاملاً أن هذا الإنسان من النهج الأموي أو من مدرسة الصحابة. كاملاً يتضح لكم. قال: وما فعل به ذلك إلا لأمر عظيم. إذن إلى هنا اتضح لنا بما لا مجال للريب فيه ولا مجال للمناقشة فيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بروايات صحيحة السند لعن الحكم ومن هو في صلب الحكم يعني مروان وأولاد مروان عبد الملك وأولاد عبد الملك إلى الآخر.
المُقدَّم: يقولون كيف تقولون أنهم الشجرة الملعونة ومتى لعنهم رسول الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم وهذا خير شاهد على تصحيح روايات الشجرة الملعونة في القرآن، يعني الآن نحن لا نحتاج إلى روايات حتى يقول لنا قائل أن الشجرة الملعونة من هم، الشجرة الملعونة هم الحكم ومروان وعبد الملك بن مروان وأولاد عبد الملك بن مروان، بنص هذه الروايات الصحيحة الصريحة التي وردت وصححها الألباني والأرنؤوط وجملة من الأعلام منهم الذهبي، ووردت عن عائشة وعن عبد الله بن الزبير وغيرهم. فأتصور أن القضية واضحة كالشمس في رابعة النهار.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو هاشم من الأردن، تفضلوا.
الأخ أبو هاشم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو هاشم: ابتداءًَ أقول أنا علي بن جميل بن علي، أنا حبي كان دوماً للنبي الهاشمي القرشي العربي، ولعترته شيخاً كان أم صبي. نفسي فداهم وأهلي ومالي وبني، ذابوا عن الدين من كل جبار عتي، سيد الشهداء منهم والحسن والحسين ابنا علي، سيدا شباب أهل الجنة في نعيم أبدي. أقول للشيخ كمال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى متى لا تذكرون الفاجر، أذكره بما فيه كي يحذره الناس، وأنا كمسلم سني أنصحك أن لا تتكلم عن شيوخ الوهابية وتقول عنهم العلامة، أعلم أنه من تأدبك في حديثك ولكن حتى يحذرهم الناس، فأنت قلت العلامة الألباني وأنا أنبه وأريد أن أقول لك أن هذه الكلمة قد توهم البعض بأنهم علامة وهو ليس أهلاً لا للتصحيح ولا للتضعيف، وأود أن أقول أيضاً ما قاله أسد الغالب علي بن أبي طالب: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي إلي والله لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق. فوالله منافقي هذا الزمان من الوهابية يلزمهم هذه السمة دائماً، وهي بغض سيدنا علي رضي الله عنه، وقد سمعت عن علامة الدنيا أحد شيوخ أهل السنة رحمه الله في هذا الزمان أن حكام بني أمية فساق. فلا حاجة لمخاطبة معاشر أهل السنة عن العصر الاموي وما حدث فيه من ظلم فنحن أدرى به والحمد الله ولكن هذا الخطاب يكون لشرذمة الوهابية وهم قلة واليوم بالتحذير منهم هم الوهابية وليس الأمويين فك الله أسر المسجدين النبوي والحرام ونصرنا نحن أهل السنة على خوارج هذا الزمان من الوهابية.
المُقدَّم: معنا الأخ علي من السعودية، تفضلوا.
الأخ علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ علي: أيضاً ابن حجر الهيتمي في (تطهير الجنان) يقول وما صح أنه صلى الله عليه وآله لعن الحكم وبنيه وأيضاً صح عنده رأى ثلاثين منهم ينزون على منبره نزو القردة فغاضه ذلك وما ضحك بعده إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى,. ثم يقول ابن حجر: ولعله هؤلاء ويزيد بن معاوية فأنه من أقبحهم وأفسقهم بل قال جماعة من الأئمة بكفره، وهو المراد من قوله (صلى الله عليه وآله) في الحديث خسارة أمتي على أيدي أغيلمة من سفهاء قريش، فهؤلاء كانوا ظلمة، فسقة في غاية النقص والجور بينوا لرسول الله فأخبر بهم. وعندي ملاحظة هذا البخاري كيف يروي عن الرحمن بن إبراهيم الشامي الذي يقول من قال أنهم الفئة الباغية فهو ابن الفاعلة إذن الرسول هو من قال أنهم الفئة الباغية.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو عبد الحميد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو عبد الحميد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عبد الحميد: في شهر رمضان متى سيكون في أي وقت.
المُقدَّم: سنعلن أنه هل سيكون يومياً أو لا.
الأخ عبد الحميد: سيدنا أنا وأبنائي خدام لك ولأهل البيت.
سماحة السيد كمال الحيدري: جزاكم الله خيراً وخدم بكم الإسلام.
المُقدَّم: معنا الأخ عمر من سوريا، تفضلوا.
الأخ عمر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عمر: عن الصحابي الجليل عمر بن الحنق قال: قال لي رسول الله هل أريك آية في الجنة تأكل الطعام وترد السلام، قال: نعم، فأشار إلى علي وقومه، فقال: هل اريك آية في النار فأشار إلى معاوية وقومه. ورد هذا في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، كتاب معرفة الصحابة باب ما جاء في عمر بن الحنق الخزاعي، ورواه الطبراني في الأوسط وكنز العمال ج7، ص63. وأنا استغرب كيف لا يقولون بحب أهل البيت في فضائيات البائسة ويحبون من قتلهم وسبهم وشتمهم. وقال الشاعر في مستدرك الحاكم في رواية لا أشبع الله بطنك يا معاوية: ولي صاحب بطنه كالهواية كأن في أمعائه معاوية.
المُقدَّم: بالنسبة للأخ الكريم أبي هاشم من الأردن كان يقول لماذا تقولون العلامة.
سماحة السيد كمال الحيدري: اشكر الأخ العزيز على هذه المداخلة التي جاءت من الأخ العزيز من الأردن، هذه العناوين التي استعملها طبعاً ليس العنوان فقط للعلامة الألباني أو الأرنؤوط أنتم تعلمون أن الموجود على الكتاب أنا التزم به من حيث أنه يوجد على الكتاب يسميه الإمام ويسميه الحافظ والفقيه وإلا بينكم وبين الله دحيم الذين يقول بأنه من قال في معاوية أنه هو الفئة الباغية هو ابن الفاعلة، بينك وبين الله هذا يستحق أن يسمى الإمام، الفقيه، الحافظ، لا يستحق، فهذا ليس أدب إنسان مسلم فضلاً عن أن يكون حافظاً فقيهاً، ولذا هذه الاصطلاحات وهذه الكلمات وهذه الألقاب وهذه العناوين التي أعطيها ليس بالضرورة أني أقبل بها ولكن من باب إلزام الآخر، لأن الطرف الآخر الذين هم يعتقدون بأن هؤلاء أئمة وهؤلاء أنهم علامة وهؤلاء أنهم حفاظ وهؤلاء أنهم … هذا سيكون حجة عليهم. هذا مضافاً إلى النكتة التي أشرت إليها أخي العزيز وهي أن أدب الحوار يقتضي هذا، ولا تنابزوا بالألقاب.
المُقدَّم: بالنسبة للأخ علي من السعودية كانت له مداخلة، وأشار إلى ما ذكره ابن حجر الهيتمي.
سماحة السيد كمال الحيدري: طبعاً الشواهد كثيرة، ولكني أردت أن أقف عند خصوص الحكم والروايات الواردة فيه لأنه إنشاء الله تعالى في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى سوف نستقصي مواقف أعلام المدرسة الأموية أو الإسلام أو النهج الأموي من حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلعن الحكم ومن في صلب الحكم. واقعاً الإنسان سيرى العجب العجاب، أنه أمثال العسقلاني وأمثال الذهبي وأمثال ابن كثير ماذا يفعلون لدفع هذه الرواية أو هذه النصوص عن الحكم ومن في صلب الحكم.
المُقدَّم: لأنه عدوه من الاثنى عشر فكيف يقبلون أنه ملعون.
سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، فكيف يقولون أنه ملعون، واقعاً كيف يقبلون أنهم ملاعين.
هذه الأحاديث ننتهي فيها إلى نتيجتين أساسيتين:
الفائدة الأولى المترتبة على هذا الحديث هي أن هناك بحث بين أتباع النهج الأموي يقولون أنه هل يجوز لعن الشخص المعين، وفي الأعم الأغلب ذهبوا أنه لا يجوز حتى لا يجوز لعن يزيد ولا يجوز لعن معاوية، ولا يجوز لعن الحجاج، وقد صرح ابن تيمية بهذا أنه لا يجوز حتى لعن أمثال الحجاج الذي فعل ما فعل، لماذا؟ لأنه يقول أنه لم يرد عندنا جواز لعن المعين، وأتصور أن هذه النصوص الصحيحة خير دليل على جواز اللعن، لأن رسول الله لعن شخصاً معيناً وسماه وهو الحكم. هذا هو الدليل. إذن أولئك الذين تجدهم في الفضائيات يقولون دلونا على رواية صحيحة أجازت لعن المعين، هذه رواية صريحة واردة عن رسول الله في لعن المعين.
الفائدة الثانية المترتبة، أنه ثبت بهذا الحديث أن بعض أصحاب رسول الله هم من الملعونين وعند ذلك تسقط نظرية عدالة الصحابة جميعاً ولا يبقى لها أي مسند.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما اشكر الأخوة والأخوات جميعاً نلتقيكم في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.