نصوص ومقالات مختارة

  • شبهة عدم ورود أحاديث المهدي في الصحيحين ق(1)

  • 10/1/2010
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الكرام المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة: شبهة عدم ورود أحاديث المهدي في الصحيحين (القسم الأول). طبعاً سنكون معكم إنشاء الله تعالى وأرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري. مرحباً بكم سماحة السيد.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المقدم: سماحة السيد لابد من الخوض كما ارتأيتم في هذه الشبهة التي في الواقع كثير ما ترد على الألسن وأنها من الأدلة على أن قضية الإمام المهدي ليست أساسية لعدم ورود أحاديث المهدي عليه السلام في الصحيحين، ما هي خلاصة هذه الشبهة التي يرددها بعض الكتّاب والمعاصرين وحتى غيرهم.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع بأنه من الشبهات التي يرددها كثير من الكتّاب وكذلك ما نسمع إليه ونستمع له في كثير من الفضائيات، أنهم يحاولون أن يضعفوا أو يسقطوا اعتبار الروايات الواردة في عقيدة المهدي المنتظر من خلال القول بأن هذه النصوص وهذه الأحاديث لم ترد في كتابي البخاري ومسلم أو ما يصطلحون عليه بحسب اصطلاحهم بصحيحي البخاري ومسلم. هذه الدعوى طبعاً كما تعلمون وإن كان نحن نريد أن نقيم هذه الدعوى في إطار بحثنا وهو ما يتعلق بنظرية أو بالأطروحة المهدوية، ولكنه هذه القضية أوسع أنتم تعلمون بأن كثير من الحقائق لم ترد في كتابي البخاري ومسلم. فإن صحت مثل هذه الدعوى وهذا الادعاء من أن كل ما لم يرد في صحيحي البخاري ومسلم فلا يمكن الاحتجاج به ولا يمكن تأسيس معرفة دينية عليه ولا يمكن بناء منظومة معرفية دينية عليه. واقعاً القضية تكون خطيرة جداً كما سأبين لوازم ذلك. المهم أن هؤلاء حاولوا من خلال تأسيس هذه القاعدة وهي أن ما لم يرد في الصحيحين فلا يمكن الاحتجاج به رتبوا على ذلك إذن أحاديث المهدي لم ترد في الصحيحين ولم يعتني بها البخاري ومسلم إذن لا يمكن الاحتجاج بها. وهذا ما نجده بشكل واضح وصريح في جملة من كلمات المتكلمين والكتاب أنه يقول إذا كانت هذه الأحاديث صحيحة وإذا كان يمكن الاحتجاج بها إذن لماذا لا نجد أنها قد وردت في البخاري ومسلم. على هذا الأساس رتبوا أثار كثيرة من قبيل مثلاً أنه لم يذكر أسماء الأئمة الاثنا عشر لأئمة أهل البيت في الصحيحين فهي ليست بصحيحة. رتبوا على ذلك أن جملة من الفضائل والكرامات والمقامات والدرجات التي ذكرت للإمام علي وإن كانت في كتب كثيرة ومسانيد صحيحة ومعتبرة من علماء المسلمين ومدرسة الصحابة إلا أنها لما لم ترد في صحيحي البخاري ومسلم فهي لا قيمة لها ولا يمكن الاحتجاج بها. وأتصور أن المشاهد الكريم يتذكر معي بأنه أساساً على بعض الفضائيات كانوا يقولون إذا تريدون أن تحتجوا علينا فعليكم أن تأتوا بروايات أما من البخاري وأما من صحيح مسلم. إذن القضية ليست قضية عابرة أو استثنائية وإنما يحاولون أن يؤسسوا لهذه القاعدة.
    المدعى الآخر الذي يوجد لهؤلاء – وإن كان حديثنا ليس في هذه القضية ولكن أشير إليه من باب الإشارة- المدعى الآخر الذي يدعيه هؤلاء يريدون أن يقولوا أنه لا أنه ما لم يرد في الصحيحين فلا يمكن الاحتجاج به بل يقولون أن كل ما ورد في الصحيحين فهو صحيح. وهناك فرق، قد يقول قائل بأنه ما لم يرد في الصحيحين فلا يمكن الاحتجاج به ولكن ليس كل ما ورد في الصحيحين يمكن الاحتجاج به، هؤلاء يدعون كلتا الدعويين يعني يقولون أن كل ما لم يرد في الصحيحين فلا يمكن الاحتجاج به وهو ليس صحيحاً، وكل ما ورد في الصحيحين فهو صحيح ويمكن الاحتجاج به ويمكن تأسيس العقيدة عليه، مثلاً عندما ورد في الصحيحين مدح لمعاوية ولأمثال معاوية فمعاوية وإن كان قد قتل 24 من البدرين ومن الصحابة الكبار إلا أنه يبقى ممدوحاً. زكاه البخاري وانتهت القضية، ولا مجال للكلام حتى لو جئنا بمئة رواية أخرى تذم معاوية وتذم بني أمية تذم هذا البيت الذي هو الشجرة الملعونة كل هذا لو جاء لا ينفع باعتبار أنه لم يرد في الصحيحين وكل ما لم يرد في الصحيحين لا يمكن الاحتجاج به وكل ما ورد في الصحيحين فلابد أن يكون صحيحاً. إذن القضية الأساسية طبعاً هذه القضية جداً مهمة، وبالنسبة لي أنا اعتقد أنها تنفعني كثيراً لأن جملة من الحقائق الأساسية بعد ذلك سنبين وإن كنا نحن سنبين أننا لا نلتزم لا بالدعوى الأولى ولا بالدعوى الثانية يعني كلتا الدعوتين ليست حجة علينا ولا تُلزمنا، ولكن تلزم أولئك الذين أمنوا بتلك الدعويين. وقالوا أن كل ما لم يرد في الصحيحين لا يمكن الاحتجاج به، وكل ما ورد في الصحيحين لابد أن يكون صحيحاً ويمكن الاحتجاج به. وهذا بحثه سيأتي لاحقاً.
    إذن أصل الشبهة بنحو الإجمال أقول في جملة واحدة أن هؤلاء بناء على هذه الدعوى التي أشرنا إليها وهي أنه أساساً يقولون بأنه حيث أن أخبار عقيدة ونصوص عقيدة المهدي المنتظر لم ترد في الصحيحين إذن لا يمكن الاحتجاج بها وهي أراء سخيفة وأخبار ضعيفة لا يمكن الاعتناء بها ورتبوا على ذلك مجموعة من النتائج الخطيرة في المباحث العقيدة والمعارف الدينية.
    المقدم: وإذا سئل يوم القيامة يقول هكذا قال البخاري ومسلم.
    سماحة السيد هل يمكن ذكر بعض أولئك الذين أنكروا عقيدة المهدي المنتظر استناداً إلى عدم ذكرها في الصحيحين.
    سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع قد يقول قائل بأنه لماذا تتهمون هذه التهمة، من قال بأنه لما كانت أخبار المهدي المنتظر لم ترد في الصحيحين فهي ليست صحيحة. أنا أشير إلى بعض المصادر لأنه كما يعلم المشاهد الكريم الوقت ضيق جداً وضيق وضيق إلى أبعد الحدود ولكنه ماذا نفعل هذا هو القدر الذي بأيدينا ولا نستطيع أن نتجاوزه. هنا ملاحظة لابد أن أشير لها للمشاهد الكريم، وهو أن هذه الأبحاث التي نطرحها هنا في هذا البرنامج (الأطروحة المهدوية) والأبحاث التي نطرحها في (مطارحات في العقيدة) في كثير من الأحيان يوجد تكامل بين البرنامجين وبين البحثين، ليست الأبحاث بنحو أنها متقاطعة ومختلفة، أنتم تجدون أننا عندما نتكلم عن البخاري وغير ذلك فالبخاري سوف نحتاج إليه في مباحث (الأطروحة المهدوية) فليس من المنطقي ولضيق الوقت أن نكرر هذه الأبحاث في بحث (مطارحات في العقيدة) أو هناك أبحاث نشير إليها في (مطارحات في العقيدة) لبيان معالم البيت الأموي أو الإسلام الأموي من الواضح أنها سوف تعيننا كثيراً لفهم كثير من الأمور المرتبطة بالأطروحة المهدوية فليس من المنطقي أن تلك الأبحاث نكررها في هذا البحث لضيق الوقت. والفاصلة قليلة. لذا رجائي من المشاهد الكريم من المتابعين لهذا البرنامج وهم كثير وبحمد لله في أنحاء العالم، بودي أن يستمعوا للبرنامجين معاً لأن الصورة لا تكون واضحة إلا بهذين البرنامجين معاً.
    من أولئك الذين أنكروا أحاديث أو أنهم لم يقبلوها أو لم يعتنوا بها العناية الكاملة بسبب عدم ووردها في روايات أو في صحيحي البخاري ومسلم هو الشيخ محمد رشيد رضا الذي قرر تفسير وكتب تفسير الشيخ محمد عبده. في كتاب (تفسير القرآن العظيم المعروف بتفسير المنار) تأليف الشيخ محمد رشيد رضا، مجموعة الدروس التي أخذها عن أستاذه الشيخ محمد عبده، تعليق وتصحيح سمير مصطفى، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، 1423هـ، الجزء التاسع المرتبط بسورة الأعراف وسورة الأنفال، ص435، في ذيل الآية 187 من سورة الأعراف. تحت عنوان التعارض والإشكالات في أحاديث المهدي، يقول: وأما التعارض في أحاديث المهدي فهو أقوى وأظهر والجمع بين الروايات فيه أعسر والمنكرون لها أكثر – المنكرون لأحاديث المهدي- والشبهة فيها أظهر، ولذلك لم يعتد الشيخان – البخاري ومسلم- بشيء من رواياتها في صحيحيهما وقد كانت أكبر مثارات الفساد والفتن في الشعوب الإسلامية.
    إذن من الذين يصرحون بأنه لم ترد ولهذا كان سبباً في أن لا يعتني بها أحد، وأنها صارت مثار للشبهة وللإنكار هو أنها لم ترد في الصحيحين. وهو الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار، الجزء التاسع كما قلت، ص435. هذا أولاً.
    من الذين أيضاً صرحوا بهذا المعنى هو أحمد أمين المصري في كتابه (ضحى الإسلام)، تأليف أحمد أمين، الجزء الثالث، الناشر دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، الطبعة العاشرة، ص237. قال: وزاد القول بالمهدي وانتشر وخاصة بين الشيعة – وإنشاء بعد ذلك سيظهر أنه اساساً هذه الروايات منتشرة بين الشيعة أو أن أصل هذه الروايات موجود في مدرسة الصحابة، نعم في بعض كتب من هم على المنهج الأموي والنهج الأموي والإسلام الأموي الذين لهم هوى وعقيدة أموية نحن نجد أنه أخبار المهدي هناك تضعف أو أن تسقط أو يقال أنها موضوعة- ووضعت فيه الأحاديث المختلفة ولم يروِ البخاري ومسلم شيئاً عن أحاديث المهدي – وهنا إنشاء الله تعالى سيتضح بعد ذلك أن البخاري ومسلم لم يرويا هذه الأحاديث عن المهدي أو رويا بشكل واضح وصريح بعد ذلك سيأتي- مما يدل على عدم صحتها عندهما – أحاديث المهدي ليست صحيحة عند البخاري ومسلم- نعم وإنما ذكرها الترمذي وأبو داود وابن ماجه وغيرهم من مثل ما روي أن رسول الله قال: لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي إلى أن يقول: ولو لم يبقى من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي، وكلها تدور في آخر الزمان – على أي الأحوال- يقول بعد هذا الذي أشار إليه، الآن لا أود أن أدخل في التفاصيل أنه واقعاً كل ما ذكره الترمذي وأبو داود وابن ماجه يعني هذا من الموضوعات.
    المقدم: فكيف سميت صحاح.
    سماحة السيد كمال الحيدري: كيف سمح لنفسه أحمد أمين أن يقول بأن هذه مختلقة وواضعوها الشيعة ويقول إنما ذكرها الترمذي وأبو داود وابن ماجه وغيرهم. على أي الأحوال بحثه إنشاء الله تعالى بعد ذلك سيأتي أنه أساساً هذه الأحاديث وردت في المصادر الأصلية لمدرسة الصحابة أو لم ترد؟ هذا في ص237 . إلى أن يأتي يقول: وفكرة المهدي – ص241- هذه لها أسباب سياسية واجتماعية ودينية ففي نظري أنها نبعت من الشيعة – فكرة المهدي، يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقلها، وأن علماء المسلمين لم ينقلوها ولم يذكروها، مصدرها ومنشأها هم الشيعة، بعد ذلك بودي أن المشاهد الكريم يبقى معي ليتضح أن هذه الدعوى إلى أي حد تجانب الحقيقة- وكانوا هم البادئين باختراعها – وهذا الذي نسمعه من بعض أهل الجهل ويسمون أنفسهم أهل العلم على الفضائيات، الآن أنتم تقرءون تجدون أن نفس هذه الألفاظ يستخدمونها، واقعاً أخذوا جهائل، وآخر قد تسمى عالم وليس به أخذ جهائل من جهال. واقعاً أخذوا جهلهم من أمثال هؤلاء الجهال- وكانوا هم البادئين باختراعها وذلك بعد خروج الخلافة من أيديهم وانتقالها إلى معاوية وقتل علي وتسليم الحسن الأمر لمعاوية وتسمية هذا العام الذي فيه سلّم الحسن الأمر لمعاوية عام الجماعة. إذن يظهر من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم أهل السنة والجماعة منشأها معاوية، بدأت من هنا، السنة من أين جاءت؟ إنشاء الله تعالى عندما نقف عند الأحاديث التي وردت في (أني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهم كتاب الله وعترتي أهل بيتي) نجد أن هناك نصوص وضعها الإسلام الأموي عبر عنها (وسنتي) ومن هنا جاءت عبارة أهل السنة والجماعة. طبعاً أنا أميز بين عبارة (أهل السنة والجماعة) وبين (مدرسة الصحابة) أنا اعتقد أن مدرسة الصحابة ليست هي التي يسمونها (أهل السنة والجماعة) وهو الإسلام الأموي، أهل السنة والجماعة ليس هو إسلام الصحابة، إسلام الصحابة يختلف كاملاً عن الإسلام الأموي والإسلام الذي بدأه البيت الأموي، وإنشاء الله تعالى أعد المشاهد الكريم إنشاء الله في مباحث (مطارحات في العقيدة) سأبين هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح بأنه اساساً لابد أن نميز بين اتجاهات ثلاثة واضحة، الاتجاه الأول اتجاه مدرسة أهل البيت الذين يعتقدون أن الخلافة الشرعية لا تكون إلا لعلي وأهل بيته. الاتجاه الثاني وهو اتجاه الصحابة وهو الذي يعتقد الشرعية للخلفاء الأول والثاني والثالث ولكنهم مع حفظ كرامات ومقامات وفضائل علي وأهل بيته، وهذا هو الاتجاه اتجاه مدرسة الصحابة. الاتجاه الثالث الذي هو الإسلام الأموي هو الذي يحاول أن يعطي قيمة للبيت الأموي وفي الضمن أيضاً يمدح الصحابة شيئاً، ولكنه مع تنقيص علي وأهل بيته وذمهم وسبهم والفرح في يوم عاشوراء بمقتل الحسين، وهم يصرحون بهذا وإن كان أنا لا يعجبني أن ا ستعمل كلمات كذا وكذا، ولكنه بشكل واضح وصريح يصرحون أنهم يصومون يوم عاشوراء فرحاً وإن قتل فيه من قتل، حتى لو كان المقتول فيه هو الحسين بن علي، حتى لو كان المقتول فيه هو سبط رسول الله، حتى لو كان المقتول فيه سيد شباب أهل الجنة، حتى لو كان المقتول فيه ريحانة رسول الله. هؤلاء إلى الآن يصرحون. ولذا أنا وإن كان فيه خروج عن البرنامج ولكن جاءت المناسبة، ولذا أنتم تجدون أنه كان هناك تركيز خصوصاً في هذه السنة من الفضائيات المرتبطة بالنهج الأموي الآن أنا أتصور أن المشاهد الكريم يستطيع أن يشخصها، أنه كان هناك تركيز على صيام يوم عاشوراء، وبيان الأمور العظيمة التي وقعت فيه، وكأنه لم يحدث في هذا اليوم قتل الحسين، واسر عياله وآل بيته، وأن رأسه أخذ بتلك الطريقة حتى يضرب ابن زياد والي يزيد الذي يصطلحون عليه بأمير المؤمنين حتى يضرب على ثنايا أبا عبد ا لله الحسين، حتى يعترض عليه من اعترض من الصحابة الذين كانوا هناك، وهذه الروايات ينقلها البخاري أن ابن زياد أخذ قضيبا وأخذ ينكت على ثنايا أو على ثغر الحسين عليه السلام، وقال ما قال، والبخاري لا يقول ماذا كان يقول، وماذا عندما كان ينكت ثنايا الإمام الحسين ماذا كان يقول. المهم أقول بشكل واضح وصريح أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى النهج الذي تسير عليه هذه الأبحاث يعني أبحاث الأطروحة المهدوية وأبحاث مطارحات في العقيدة، نحن نميز بين اتجاهات ثلاثة واضحة المعالم اتجاه مدرسة أهل البيت اتجاه مدرسة الصحابة، وأنا اعتقد أننا نحن لا يوجد عندنا اختلاف كبير مع اتجاه مدرسة الصحابة، نعم هم يقولون بشرعية خلافة الأول والثاني والثالث، ونحن نعتقد أن الشرعية لأمير المؤمنين علي، هم لا يعتقدون بعصمة أهل البيت ونحن نعتقد، ولكنهم يعطون كل الفضائل والمقامات و… ويذمون من خرج من الصحابة على إمام المسلمين، سواء كان إمام المسلمين الخليفة الأول أو كان إمام المسلمين الخليفة الرابع لا يفرق، ويعلمون أن ما فعله معاوية كان معاوية صاحب بدعة وكان محدثاً، والفئة الباغية، وهي متواترة عندهم، وهي متواترة أنهم قتلوا أصحاب رسول الله، وكذلك ما فعله يزيد الذي هو أمير المؤمنين عندهم، واقعاً هو أميرهم، أمير النهج الأموي والإسلام الأموي، لا أمير مدرسة الصحابة، نحن نجد الكثير من الفضلاء والعلماء من القدامى والمتأخرين ومن الكتّاب المعاصرين بشكل واضح وصريح يذمون ذلك.
    المهم أرجع إلى بحثي، قال: ثم قتل الحسين. يقول: تم ذلك – الشيعة عندما وجدوا أن الإمام علي قُتِلَ والإمام الحسن كذلك خسروا كل شيء- تم ذلك فرأى رؤساء الشيعة أن هذا قد يسبب اليأس في نفوس أتباعهم، وخافوا أن يذوب حزبهم – يعبر عن الشيعة بحزب الشيعة- فكان منهم بعيدوا النظر – يعني السياسين منهم- فبدأوا يبشرون بأن الحكم سيرجع إليهم وأن بني أمية سيهزمون فوضعوا لذلك خططاً منها الدعوة السرية للتشيع والعمل في الخفاء على قلب الدولة الأموية وإضعافها ثم رأوا أن ذلك لا يتم إلا بقيام رئيس للشيعة يلتف الناس حوله ولو سراً ويلقبونه بأنه الخليفة حقاً ورأوا أن ذلك لا يتم إلا بصبغة دينية فهو الإمام وهو المعصوم ورأوا حتى يعطوا الرجاء والأمل في نفوس … الخ.
    وكأنه تناسى – أحمد أمين المصري- أن الروايات التي وردت في الصحاح والتي تبشر أن أخر الزمان سيظهر المهدي من ولدي وأن عيسى، هذه كلها اختراع شيعي، وهذا هو النهج الأموي، وهذا الذي نحن نجد مظاهره على بعض الفضائيات، وأنا بودي مرة أخرى أقول للمشاهد الكريم أنه يلتفت أنه من أصغى إلى أحد فقد عبده، معنى عبده فقد مال إليه وإلى هواه واعتقاده، لابد أن يعلم الإنسان عندما يجلس أمام فضائية هذه الفضائية تتكلم على أي أساس، الآن أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الحقيقة، أنت عندما تستمع إلى فلان إذاعة أو فلان فضائية وتجلس لابد أن تعرف أن هذا النهج صهيوني أو نهجها أمريكي أو نهجها إسلامي، لابد أن تعرف عندما تجلسون أمام الفضائيات أن المتكلم يبشر بأي نظرية، بأي نهج، بأي إسلام، هل الإسلام الذي بشر به معاوية يعني الإسلام الأموي، أو الإسلام الذي جاء به الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الإسلام النبوي الإسلام الأصيل الذي جاء ببيانات من الرسول الأعظم.
    قال في ص243: حديث المهدي هذا حديث خرافة، وأنا بودي أن المشاهد الكريم الآن يستمع في الفضائيات عندما يأتوا على هذا الأمر ماذا يقولوا، يقولون هذا خرافات وهذه العقول المتخلفة … يبدءون يتكلمون بهذه اللغة … حديث المهدي هذا حديث خرافة، وقد ترتب عليه نتائج خطيرة في حياة المسلمين، يقول هذه العقيدة جعلت هناك مشاكل وفتن كثيرة نسوق لك أهمها. أحيط المهدي بجو غريب من التنبؤات ثم يشير إلى بعض الحقائق وردت فيها أحاديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثلاً فكرة المهدي أن الصوفية كذا، يقول مثلاً يقولون يخرج بين الركن والمقام وانه كذا، هذه روايات صحيحة وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو يقول، يقول مثلاً يعتقد الشيعة أن المهدي إذا خرج سيقابل السفياني إذا خرج فسيبايع الناس المهدي بمكة يومئذ بين الركن والمقام، يقول هذه من الاختلاقات والموضوعات والخرافات وهي روايات صحيحة وصريحة من أهم مسانيد وصحاح مدرسة الصحابة.
    وممن أشار إلى هذا المعنى بودي أن الأخوة يراجعون ما ورد أيضاً في كتاب (المهدي وفقه اشراط الساعة) تأليف محمد أحمد إسماعيل، الطبعة الأولى، 1423، الدار العالمية، الاسكندرية، ص136 من هذا الكتاب هذه عبارته، يقول: ومنهم – وممن أنكر أحاديث المهدي، أنا بودي مرة أخرى أقول أن المشاهد الكريم لابد أن يلتفت ويميز بين من يضعف أحاديث المهدي كابن خلدون، وبين من ينكر أحاديث المهدي، نحن الآن نتكلم في شبهة من ينكر أحاديث المهدي، لا في من يضعف أحاديث المهدي- سعد محمد حسن وعبد الله بن زيد بن محمود رئيس المحاكم القطرية الذي قال: وهذه الأحاديث لم يأخذها البخاري ومسلم ولم يدخلاها في كتبهما مع رواجها في زمنهما – البخاري كان يعلم أن هذه الروايات موجودة- وما ذاك إلا لعدم ثباتها – أي هذه الروايات- عندهما. ينقل هذا الكلام من كتاب (لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر) ص6.
    وهناك آخرين موجودين من المعاصرين وغيرهم، هؤلاء أنكروا فكرة وعقيدة المهدي المنتظر اعتماداً على أنه لم يرد ذكر للمهدي المنتظر في صحيحي البخاري ومسلم.
    المقدم: يعني الرسول يقول لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم، وهو يقول هذا الكلام غير صحيح.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لأنه لم يقله البخاري.
    المقدم: هذا يعني أن ما يقوله الرسول لا يعنينا وإنما يعنينا ما يقوله البخاري.
    سماحة السيد إذا تم ما تفضلتم به بذكر واقع فضيع ويبعث على الألم والأسى والحزن. أحمد أمين كم له من القراء والمعجبين وكم كان يمثل ثقلاً في المؤلفين والكتّاب وإذا به لا يعرف …
    سماحة السيد كمال الحيدري: الكثير من الناس لا يطالع (ضحى الإسلام) ولكني الآن واقعاً حديثي مع هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات وكالببغاوات يرددون هذه الكلمات.
    المقدم: الجواب الذي يمكن ذكره في مقام رد هذه ا لشبهة، يعني المشاهد يقول هنا صغرى وكبرى طرحت حقيقتان فما الجواب فيهن.
    سماحة السيد كمال الحيدري: على مستوى الجواب أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أنه هناك مستويات متعددة من الجواب، وهناك أبعاد متعددة لهذه الشبهة، وهذا الذي يردده بعض الكتّاب المعاصرين وغير المعاصرين.
    المستوى والبعد الأول الذي لابد أن يبحث عنه بشكل واضح هو أن كل ما ورد في كتابي البخاري ومسلم صحيح يمكن الاحتجاج به والاعتماد عليه أو ليس كذلك. هذه الدعوى صحيحة أو غير صحيحة. في هذه الليلة لا أريد أن أدخل في هذا المستوى والبعد من البحث ولكنه في كلمة واحدة أقول ذلك أن هذه الدعوى باطلة جزماً، ولا أريد أن أتحدث على مستوى البحث الرجالي والسندي هذا لا أتكلم عنه، ولكن أتكلم على مستوى البحث العقلاني وأن هناك أحاديث متهافتة ومتناقضة موجودة في صحيح البخاري، فكيف يعقل أن يكون كلا المتناقضين والمتهافتين والمتعارضين يكون صحيحاً، هذا لا يعقل، هذا محال. ولذا أنتم تجدون أن علماءنا عندما جاءوا إلى كتبنا الأساسية ككتاب الكافي أو اصول الكافي أو غير ذلك صرحوا بأنه لا نقول بأن كل ما ورد فيها صحيح وإنما هناك موازين دقيقة، نعم بعض علمائنا قالوا بصحتها ولكن الرأي التحقيقي عند علمائنا أن الأمر ليس كذلك وإنما هناك موازين على أساسها. مثلاً الروايات التي تحدثت عن تحريف القرآن أبداً لم يقبلها لا الكافي ولا 99% من علمائنا الكبار، ومن ينقل عنهم من العلماء هؤلاء لا يعدون من الطبقة الأولى من علمائنا ولا يعتد بكلامهم في المدرسة، ولذا نحن نجد أن كتاباتهم غير منتشرة وغير واضحة في كتبنا. أساساً لم يطبع، ولذا أنتم تجدون أساساً لا توجد إلا النسخ الحجرية لها ولا طباعة حديثة لها. نعم إذا وجدت لها طباعة حديثة فلعله يطبعها من يتصيد ويضعون عليها أنها طبعت في قم وطبعت في النجف وطبعت في المناطق الشيعية حتى يقولون ذلك.
    إذن القضية الأولى أو البعد الأول أو المستوى الأول هو أنه أساساً هل أن كل ما ورد في صحيح البخاري صحيح يمكن الاحتجاج به والاعتماد عليه. الجواب: كلا، ولكن بنحو الفتوى، أما ما دليلنا على ذلك، إنشاء الله سيأتي في أبحاث لاحقة.
    المستوى الثاني هل أن كل ما لم يرد في صحيح البخاري وصحيح مسلم لا يمكن الاحتجاج به، هذا هو محل الكلام، هذا الذي نريد أن نقف عنده، وأن ننظر أن علماء المسلمين وأعلام مدرسة الصحابة، ولا أنقل كلاماً من علماء مدرسة الصحابة كما وعدت المشاهد الكريم أنقل فقط عن علماء مدرسة الصحابة، ولا أنقل عن علماء الإسلام الأموي والنهج الأموي الذي ميزته بشكل واضح. إذن المستوى الثاني الذي اريد أن أقف عنده إنشاء الله تعالى في هذه الليلة والليالي اللاحقة، أنا قلت قبل أن أدخل البحث بحثي في هذه الليلة يحتاج على الأقل إلى ساعتين لكي استطيع أن أوصل الفكرة إلى المشاهد ولكن مع الاسف الشديد أن الوقت لا يكفي.
    المستوى الثاني هل أن كل ما لم يرد في صحيحي البخاري ومسلم ليس تاماً ولا يمكن الاحتجاج به، كما هو مدعى بعض هؤلاء المعاصرين أمثال أحمد أمين، أمثال محمد رشيد رضا وأمثالهما.
    المستوى الثالث: هل أن أخبار المهدي أساساً لم ترد في الصحيحين أو وردت في الصحيحين، سأثبت إنشاء الله تعالى في الليالي القادمة والحلقات القادمة سيتضح للمشاهد الكريم أنه من قال لكم أنه في الصحيحين لم ترد تلك الأحاديث. ولكن الآن في هذه الليلة أتنزل أقول لو سلمنا مع الطرف الآخر من الناحية العلمية أن أخبار المهدي وأخبار عقيدة المهدي المنتظر لم ترد في الصحيحين، فهل هذا يشكل عامل ضعف ونقص ورد وإشكال على أحاديث المهدي أو لا يشكل ذلك، هذه القضية التي إنشاء الله تعالى سنبحثها.
    في الواقع هذه الدعوى بشكل واضح وصريح أقولها هي دعوى محدثة بل هي بدعة، كما صرح بها جملة حتى من الكتّاب المعاصرين فضلاً عن السابقين، وسيتضح بعد ذلك للمشاهد الكريم أن البخاري ومسلم لم يدعيا هذا الادعاء، وكل من جاء بعدهما من الأعلام من أعلام مدرسة الصحابة قالوا بأن البخاري لم يقل بأن كل ما لم يرد في كتابي فهو غير صحيح ولا يمكن الاحتجاج به ولا يمكن الاستناد إليه، هذه القضية منهجية، أخواني الأعزاء التفتوا إلى هذا المحور من الأبحاث، هذه قضية منهجية وأنا لا أستطيع أن أكرر هذه الأبحاث في كل حلقة، لابد أن يتدبروا فيما يقولون لذا تجدون أكررها كثيراً حتى تستقر في ذهن المشاهد.
    هنا أنقل مجموعة كلمات لأعلام المسلمين لنرى أنهم ماذا يقولون في هذا المجال. أبدأ بكلام الترمذي في (الجامع المختصر من السنن عن النبي ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل، المعروف بجامع الترمذي) يقول: الجامع المختصر من السنن إذن هو جامع مختصر. تصنيف أبي عيسى محمد بن عيسى ابن سورة الترمذي المتوفى سنة 279 هـ ، اعتنى به فريق بيت الأفكار الدولية، انظروا ماذا يقول في آخر هذا الكتاب، الباب رقم 46 (كتاب العلل)، يقول: قال أبو عيسى – الترمذي- جميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمول به وبه أخذ بعض أهل العلم ما خلا حديثين. يعني كل ما ورد في هذا الكتاب وهي (3956) حديثاً، يقول كله معمول به خلا حديثين. كيف يمكن أن نقبل أن ما لم يرد في الصحيحين ومئات من هذه الأحاديث لم ترد في الصحيحين، لازمه أن هذا الرجل يدلس على الناس، لأن ما لم يرد في الصحيحين فلا يمكن الاحتجاج به فكيف يقول احتجوا، وهذا يكشف لك أن هؤلاء يعتقدون أنه ليس كل ما لم يرد في الصحيحين ليس كذا. هذا هو المورد الأول.
    أنقل الكلام الثاني للمستدرك على الصحيحين في الحديث، للحاكم النيسابوري، وفي ذيله تلخيص المستدرك للذهبي، الجزء الأول، دار الفكر، في مقدمة هذا الكتاب توجد عبارة، أولاً أنا أقرأ ماذا يقول المستدرك في المقدمة حتى يتضح بأنه ليس شيعي كما يُتهم، وإنشاء الله بعد ذلك سأتكلم فيمن هو الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك، يقول: أما بعد فإن الله تعالى ذكره أنعم على هذه الأمة باصطفائه بصحبة نبيه – إذن هو من مدرسة الصحابة، وليس شيعي وليس رافضي، وسأبين من يتهم الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك، سيتضح بعد ذلك أن الذي يتهمه هو المدرسة والنهج الأموي والإسلام الأموي وعلماء النهج الأموي- يقول: أنعم على هذه الأمة باصطفائه بصحبة نبيه (صلى عليه وسلم وعلى آله) – وهذه (وعلى آله) تعلمون ليست عبارة الشيعة – وعلى آله أخيار خلقه في عصره – هذه العبارات التي اتهموه بها أنه شيعي- وهم الصحابة النجباء البررة الأتقياء لزموه في الشدة والرخاء حتى حفظوا عنه ما شرع لأمته بأمر الله تعالى ذكره ثم نقلوه إلى اتباعهم ثم كذلك عصر بعد عصر إلى عصرنا هذا – كلام النيسابوري، بينكم وبين الله هل هذا كلام شيعي، هل هذا كلام شخص ينتمي إلى مدرسة أهل البيت، أبداً ليس الأمر كذلك، لأن مدرسة أهل البيت لا تقبل أن كل ما جاء عن الصحابة فهو صحيح. أبداً ليس الأمر كذلك. ولكنه هو بشكل واضح، ولذا أنا قلت لابد أن نميز بين الاتجاهات الثلاثة، اتجاه مدرسة أهل البيت، واتجاه مدرسة الصحابة، واتجاه الإسلام الأموي، يقول: وهو هذه الأسانيد المنقولة إلينا بنقل العدل عن العدل وهي كرامة من الله لهذه الأمة خصّهم بها دون سائر الأمم ثم قيض الله لكل عصر جماعة من علماء الدين وأئمة المسلمين يزكون رواة الأخبار ونقلة الآثار ليذبوا به الكذب عن وحي الملك الجبار فمن هؤلاء الأئمة أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي الذي هو البخاري، وأبو الحسين مسلم بن حجاج القشيري رضي الله عنهما كما في الكتاب، صنفا في صحيح الأخبار كتابين مهذبين أنتشر ذكرهما في الأقطار ولم يحكما – البخاري ومسلم- ولا واحد منهما أنه لم يصح من الحديث غير ما أخرجا. – من قال لكم، هما لم يدعيا، ولكن هذه الدعوى جاءت لاحقاً- وقد سألني جماعة من أعيان أهل العلم بهذه المدينة أن أجمع كتاباً يشتمل على الأحاديث المروية بأسانيد يحتج محمد بن إسماعيل ومسلم بن الحجاج بمثلها. ولذا قال على شرط الشيخين على شرط أحدهما ولم يخرجاه. التزم بهذا الشرط بشرطهما، إذ لا سبيل إلى إخراج. يقول: وقد جهدت في الذب عنهما في المدخل إلى الصحيح بما رضيه أهل الصنعة وأنا استعين على إخراج أحاديث رواتها ثقات قد احتج بمثلها الشيخان – البخاري ومسلم- أو أحدهما وهذا شرط الصحيح عند كافة فقهاء أهل الإسلام أن الزيادة … الخ.
    إذن هذا تصريح آخر من علم من أعلام مدرسة الصحابة، التزم منهجهما في التصحيح السندي والرجالي في إخراج الأحاديث.
    الآن يوجد بحث وهو أنه أساساً هذا الذي ذكره الحاكم في المستدرك هنا يوجد بحث أساس في من هو ا لحاكم النيسابوري، هل هو شخص يمكن الاعتماد عليه أو لا يمكن؟ أنا فقط أشير إلى مصدرين في هذا المجال، المصدر الأول هو ما ورد في (سير أعلام النبلاء) تصنيف الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ، مؤسسة الرسالة، الطبعة السابعة، 1410هـ، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنأوط ومحمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، في الجزء 17من الكتاب، ص162، تحت رقم 100، الحاكم. يقول: محمد بن عبد الله بن محمد بن فلان الإمام الحافظ الناقد العلامة شيخ المحدثين أبو عبد الله فلان النيسابوري الشافعي صاحب التصانيف ولحق الأسانيد – الحاكم النيسابوري- العالية بخراسان والعراق وما وراء النهر وسمع من نحو 2000 شيخ ينقصون أو يزيدون فأنه سمع من ألف … الخ. إلى أن يقول: وصنّف وخرّج وجرح وعدّل وصحح وعلّل وكان من بحور العلم – الحاكم النيسابوري- هذا ما يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء.
    وكذلك ما يقوله في (تأريخ بغداد) للحافظ أبي بكر بن علي الخطيب البغدادي، المتوفى 463هـ، المكتبة السلفية، المدينة المنورة. في المجلد 5، ص473 هذه عبارته، يقول: محمد بن عبد الله بن عبد الله بن حمدويه، يعرف بفلان من أهل نيسابور، كان من أهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ وله في علوم الحديث مصنفات عدة إلى أن يقول: وكان ثقة – الحاكم النيسابوري- وعشرات الكلمات الأخرى التي لا يسع الوقت أن أشير لها جميعا، على سبيل المثال يقول: هو ثقة للحديث في هذا المجال قال الذهبي في (ميزان الاعتدال) ج6، ص216 يقول: إمام صدوق. مبالغة في الصدق، لا فقط صدوق ولا ثقة، بل هو إمام، يعني قد يكون الإنسان صدوقاً ثقة ولكن ليس من أهل الخبرة والاختصاص، ولكن هنا جمع الوصفين إمام وصدوق.
    المقدم: معنا الأخ أبو إبراهيم من البحرين.
    الأخ أبو إبراهيم: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أبو إبراهيم: تحياتي لك وللسيد الكريم الحيدري. بيّض الله وجه الحيدري، أطلب من السيد الحيدري يرد على من يقول بأن علماء الشيعة يحرفون القرآن.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أنا ذكرت مراراً للأخوة الأعزاء أن تكون أسئلتهم في محور الحلقة، إنشاء الله تعالى سنقف عند هذه الحقيقة التي هي واضحة المعالم وقد كتب فيه، وأنا أتصور أن هذه أساليب قديمة ولا قيمة لها، وإلا فالقاصي والداني يعرف أن الشيعة يقبلون هذا القرآن وأنه هذا القرآن الذي نزل على قلب الخاتم ولم يعتقد أحد من كبار علماءهم بأنه محرف، أما عموم الشيعة فواضح أنه لا يوجد من يعتقد بالتحريف، إذا ينسب فينسب إلى بعض من يدعي العلم عندنا فذاك حديث آخر.
    أريد أن ألخص كلامي في هذه القضية، وهو أنه إنشاء الله تعالى في الحلقة القادمة سأبين مع أنه الحاكم النيسابوري من كبار علماء مدرسة الصحابة ولكنه سوف نجد أن جملة من علماء الإسلام الأموي وعلماء النهج الأموي يتهمونه بالتشيع وبالرفض، لأنه منصف فيما يتعلق بالروايات التي وردت في فضائل الإمام علي بن أبي طالب، وهذه قاعدة يستعملها النهج الأموي والاتجاه الأموي في أن كل من ينقل منقبة أو فضيلة لعلي فهو شيعي وهو رافضي.
    شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، وأشكر الأخوة والأخوات، ملتقانا وإياكم إنشاء الله تعالى في الحلقات القادمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/22
    • مرات التنزيل : 1488

  • جديد المرئيات