نصوص ومقالات مختارة

  • شبهة عدم ورود أحاديث المهدي في الصحيحين ق(2)

  • 10/1/2010
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين ورحمة الله تعالى ورضوان على صحبه الكرام الميامين، تحية طبيبة لكم مشاهدينا الكرام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأعظم الله لنا ولكم الأجر وأعظمه بذكرى شهادة الإمام زين العابدين (صلوات لله وسلامه عليه) نحيكم أطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة: شبهة عدم ورود أحاديث المهدي في الصحيحين القسم الثاني. نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
    آية الله السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المقدم: سماحة السيد هل من خلاصة تتفضل بها عما سبق في الحلقة السابقة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    في الواقع بأنه من القسم السابق ولعله إنشاء الله في هذا القسم وفي القسم اللاحق سوف نقف عند هذه الشبهة الثانية، وهي الشبهة التي حاول البعض أن يستند إليها لإثبات دعوى أن عقيدة المهدي المنتظر في الأساس هي عقيدة شيعية، وأنها عقيدة لا علاقة لها بالقواعد الدينية وعقائد علماء المسلمين وبالإسلام عموماً، استندوا في ذلك إلى هذه الدعوى وهو أنه لو كانت العقيدة المهدوية وعقيدة المهدي المنتظر من العقائد الإسلامية الثابتة لوجدنا أن الصحيحين وهو أصح كتابين بعد كتاب الله كما يعتقدوا أو يعتقد كثير من علماء المسلمين، لماذا لم يشر إلى العقيدة المهدوية أو الاطروحة المهدوية، وإن كان في خطوطها العامة لا أقول بأنه بالضرورة أن يشير إلى التفاصيل التي نختلف فيها نحن اتباع مدرسة أهل البيت عن مدرسة الصحابة، إذن هذه الشبهة أدت ببعض الكتّاب المعاصرين أن يقولون بأن الأطروحة المهدوية وعقيدة المهدي المنتظر في الأساس ليست عقيدة إسلامية وإنما ابتدعها الشيعة إما لأسباب سياسية وإما لأسباب نفسية أو لاعتبارات أخرى، وبعد ذلك وضعوا مجموعة من النصوص والروايات والآثار الموضوعة ثم سرت في العالم الإسلامي، وإلا أصلها فليس لهذه العقيدة أصل صحيح.
    هذا المعنى بشكل واضح وصريح يتذكر المشاهد الكريم نحن في الحلقة السابقة أشرنا إلى ذلك ولكنه من باب الإشارة قلنا بأنه أحمد أمين المصري في كتابه (ضحى الإسلام) الجزء الثالث، الناشر دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، الطبعة العاشرة ، يقول بشكل واضح وصريح: وفكرة المهدي هذه لها أسباب سياسية واجتماعية ودينية ففي نظري – أحمد أمين- أنها نبعت من الشيعة، إذن ليس لها أصل إسلامي وإنما نبعت من أفكار الشيعة وهم يعتقدون كما يصرح أن أفكار وعقائد الشيعة نبعت من عبد الله بن سبأ اليهودي، إذن فكرة المهدوية والعقيدة المهدوية أصلها يهودي، ومن عبد الله بن سبأ، وكانوا هم البادئين باختراعها – فكرة المهدي- وذلك بعد خروج الخلافة من أيديهم وانتقالها إلى معاوية وقتله علياً.
    هذا خلاصة ما يقوله بعض الكتّاب المعاصرين. هذا ما أشار إليه في ضحى الإسلام، وقريب من هذا المعنى إذا يتذكر المشاهد الكريم قلنا بأنه ورد في كلمات الشيخ محمد رشيد رضا في (تفسير القرآن العظيم المعروف بتفسير المنار) تعليق وتصحيح سمير مصطفى، دار إحياء التراث العربي، الجزء التاسع، العبارة بهذا النحو في ص436 في ذيل الآية 187 من سورة الأعراف، تحت عنوان التعارض والإشكالات في أحاديث المهدي، هذه عبارته هناك.
    يقول: على أنهم أنشأوا في العصور الأولى عصبيات لأجل المهدي، ولكنها جاهلية – هذه العقيدة عقيدة جاهلية- بل أنشأوا المهدي المنتظر – ثم يجعل (عج) بمعنى عجل الله فرجه، هذه إشارة إلى أن الشيعة يقولون عجل الله فرجه، وإلا عند مدرسة الصحابة فهم لا يعتقدون بحياته حتى يقولون عجل الله فرجه- بل أنشأوا المهدي المنتظر نفسه لأجل تلك العصبيات الفارسية المجوسية-.
    إذن تبين أن الأطروحة المهدوية بما لها من الأمور العامة منشأها مجوسي فارسي شيعي – التي كانت تسعى لإزالة ملك الأمة العربية – تبين أن القضية قومية ونشأت منها هذه الفكرة- وإفساد دينهم الذي أعطاهم الملك والقوة، ولأجل ذلك كثر الاختلاف في اسم المهدي ونسبه وصفاته وأعماله وكان لكعب الأحبار جولة واسعة في تلفيق تلك الأخبار.
    أنا الآن لا أريد أن أعلق، أنا أريد فقط أن أبين أن هذه الأفكار التي تطرح من أعلام كبار أمثال الشيخ محمد رشيد رضا في تقريره لتفسير الإمام الشيخ محمد عبده.
    ومن الذين أيضاً صرحوا بهذه الفكرة من المعاصرين هو الشيخ عبد الله بن زيد بن محمود رئيس المحاكم القطرية، في كتاب له سماه (لا مهدي يُنتظر بعد الرسول خير البشر) أساساً لا معنى لأن يوجد هناك مهدي، لماذا؟
    هذا الكتاب لم أحصل عليه، إذا المشاهد الكريم يحصل عليه يبعثه لي، في كتاب (لا مهدي يُنتظر بعد الرسول خير البشر) أنقل عبارات رئيس المحاكم القطرية من كتاب (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) تأليف الفقير إلى الله تعالى حمود بن عبد الله بن حمود التويجري، طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والدعوة والإرشاد، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1403هـ، ص31 هذه عبارته التي ينقلها عن هذا الإنسان وهو رئيس المحاكم القطرية.
    يقول – العلامة التويجري في كتابه (الاحتجاج بالأثر) نقلاً عن رئيس المحاكم القطرية الذي أشرنا إلى اسمه- العلامة التويجري يسميه (المنتظر) وهذا جواب على أولئك الذين يقولون أن (المنتظر) اختراع شيعي، مع أن هذا الكتاب أولاً هو أحد الأعلام المعاصرين وسأبيّن لماذا أقول أحد الأعلام المعاصرين، ومن علماء المملكة العربية السعودية وأهمية هذا الكتاب بعد ذلك سأبيّن أن فيه توثيق كامل من الشيخ الكبير والعلامة الكبير في المدرسة السلفية الشيخ عبد العزيز بن باز، وهذا سأشير إليه لاحقاً.
    يقول في ص31 من هذا الكتاب – (لا مهدي منتظر) الذي يرده العلامة التويجري-: وإن أصل من تبنى هذه الفكرة والعقيدة هم الشيعة الذين من عقائدهم الإيمان بالإمام الغائب المنتظر يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وهو الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري فَسَرت هذه الفكرة وهذا الاعتقاد – يقول اصل هذه الفكرة من الشيعة- بطريق المجالسة والمؤانسة والاختلاط إلى أهل السنة.
    عن طريق العدوى باعتباره مرض مسري، الشيعة عندما يجلسون مع أهل السنة يعني هو لا يعلم هذا الإنسان من جهله يقول هذا، يعني أن أهل السنة بهذا المستوى من الضعف وبهذا المستوى من الضعف في القواعد الفكرية العقائدية، أنهم بمجرد أن جلسوا إلى الشيعة يتأثرون ويصدقون ما يقولونه، وإن لم يكن له أصل وكانت فكرة يهودية وأصلها مجوسي وفارسي كما قال.
    واقعاً الإنسان يجد أن كاتباً يدعي أنه مثقف ويسمي نفسه ما يسمي ويقول هذا الكلام الذي لا ينم إلا عن فهم ضعيف وسقيم لقواعد هذه الأطروحة وهي الأطروحة المهدوية وكذلك لقواعد عقيدة السنة والجماعة ومدرسة الصحابة، كيف يمكن أن يقال بأنه هذا الاعتقاد سرى إليهم بطريق المجالسة والمؤانسة والاختلاط على أهل السنة فدخلت في معتقدهم وهي من أصل عقيدتهم. شيء غريب واقعاً هذا إنسان معاصر يقول هذا الكلام.
    يقول: ثم انتقلت بصورة عامة إلى المجتمع الإسلامي حين نادى بها في الناس عبد الله بن سبأ المعروف بصريح الإلحاد والعداء للإسلام والمسلمين فأخذ هو وشيعته يعملون عملهم في صياغة الأحاديث ووضعها على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأسانيد منظمة عن أهل القبور وأخذوا في نشرها في مجتمع الناس حتى لا يفقدوا الأمل الذي يركزونه بزعمهم في إرجاع الحكم إلى أهل البيت ليزيلوا عنهم الظلم والاضطهاد الواقع بهم من قبل خصومهم بني أمية فهي دعوة سياسية إرهابية.
    المقدم: يعني أن رسول الله كان يدعوا إلى الإرهاب.
    آية الله السيد كمال الحيدري: باعتبار أنه لا يعتقد أنها من رسول الله، ولكن يعتقد أن العقيدة المهدوية دعوة سياسية إرهابية. طبعاً يقول والجواب عن هذا من وجهين، يقول – التويجري-: هذا الكلام واقعاً كلام غير دقيق وغير علمي لأن فكرة المهدوية والأطروحة المهدوية كانت موجودة وثابتة قبل أن يسلم عبد الله بن سبأ، وقبل أن يدخل المجتمع الإسلامي.
    يقول: وأما قوله أنها من ابن سبأ أني لم أر أحد من المحدثين ولا من أهل التاريخ والسير نقل عن بن سبأ أنه تكلم في المهدي بشيء، فضلاً عن صياغة الأحاديث في ذلك ووضعها على لسان رسول الله ونشرها في ا لمجتمع المسلم، ولو وقع شيء من ذلك لنقله أهل العلم بالرجال وذكروه في كتب الموضوعات كما فعلوا ذلك في أحاديث الوضاعين، قد يقال له أن الأحاديث الثابتة في خروج المهدي كانت من رواية الثقاة عن الثقاة من لدن الصحابة الذين رووا عن النبي إلى الأئمة المخرجين لها في كتبهم ولم يكن لعبد الله بن سبأ ولا لأحد من شيعته علاقة بشيء بتلك الأسانيد وليس في رواتها أحد من المغفلين الذين يقبلون التلقين حتى يتهيأ للناقد الطعن فيها، وإذن فما زعمه ابن محمود ها هنا فهو تمويه وتلبيس على الأغبياء وليس له أساس من الصحة. التويجري علامة كبير.
    هذه الحقيقة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها بشكل دقيق وواضح، أخواني الأعزاء بودي أن تقفوا على هذه المسائل، هذه ليست أول مرة وأنا ذكرت مراراً لابد أن لا يتبادر إلى ذهن أحد أن موضوع برنامج الأطروحة المهدوية غير موضوع برنامج مطارحات في العقيدة، بل هما موضوعان متلازمان يكمل أحدهما الآخر، لذا لابد أن يلتفت إليه.
    هذه واحدة من أهم أساليب النهج الأموي، وهو أنه يحاول التكذيب جملة وتفصيلاً، ويقول كذباً كذباً وضعاً.
    وإنشاء الله بعد ذلك ستأتي الشواهد على ذلك أن هؤلاء كيف أنه في كثير من الأحيان كانت هناك حقيقة مباشرة يقلبوا هذه الحقيقة إلى دعوى أنها كذب واتفق أهل الحديث والمعرفة على أن هؤلاء وضاعين.
    لابد أن يلتفت الأخوة الأعزاء وأقول هذا بشكل واضح وصريح لأهل القلم والمثقفين ولأهل التحقيق للذين يبحثون وينشدون الحقيقة، الله يعلم أقسم بما أعتقد به حتى لا يقول لنا قائل، اقسم بما أعتقد به أقسم بالله العزيز أن هدف هذا البرنامج ليس أن ينتقل أحد من أن يكون سنياً حتى يكون شيعياً، أبداً أبداً، ليس هذا الهدف، وإنما الهدف الأساسي من هذا البرنامج بيان الحقيقة، هذه هي عقيدة علماء المسلمين هذه هي كلمات علماء المسلمين.
    ومن هنا أوجه كلامي إلى كل أهل التحقيق أتحدى واحداً منهم لا بعض الأطفال وأهل الجهل الذي يخرجون هنا وهناك ويتكلمون، من علمائهم ومراكزهم التحقيقية أن ما أنقله عن كلمات أعلام المسلمين، وأنتم تعلمون فيما سبق تعهدت بأمرين، الأمر الأول أن لا أنقل شيئاً من مصادر وكتب مدرسة أهل البيت.
    الأمر الثاني أن أ نقل عن العلماء المقبولين والمعترف به في مدرسة الصحابة لا كل من يدعي أنه عالم في مدرسة الصحابة، وإلا كثيراً يدعي العلم وليسوا من أهل العلم.
    إذا أراد أحد أن ينقل هنا أقول أيضاً لكل أخواننا وأهل المنبر والفضائيات إذا أردتم أن تنقلوا شيئاً وتنسبوه إلى مدرسة الصحابة ينبغي أن تدققوا وتتحققوا أن أعلام الصحابة والمناهج المتبعة رجالياً ونقلياً يقبلون ذلك أو لا يقبلون، ليس من حقنا أن نذهب إلى أي كتاب كان من مصادر مدرسة الصحابة وننقل منه حدثاً تاريخياً أو نصاً أو أثراً ونقول أنهم يقولون كذا.
    هذا ليس حجة عليهم. كما أنهم ليس من حقهم أن يذهبوا إلى أي كتاب من كتبنا ومصادرنا ويقولون أنتم تقولون هكذا، لا ليس الأمر كذلك، هناك روايات في أصول الكافي نقلت، مع أن علمائنا المحققين لا يقبلونها، هناك روايات كثيرة نقلها العلامة المجلسي في البحار إلا أن ما صححه منها نوافق عليها أو لا نوافق.
    إذن كما أننا في المقابل لا نوافق من الطرف الآخر أن ينقل منا ومن مصادرنا أي مصدر كان وأي كلام كان ثم ينسبه إلى كل علماء مدرسة أهل البيت وإلى كل مدرسة أهل البيت ليس من المنطق وليس من الحق والحقيقة أن ننقل كلام من عالم لا يعترفون به، من كتاب لا يصححونه، من حديث لا يوافقون عليه ثم نقول أنكم تقولون كذا.
    لذا أنا ملتزم بهذين الشرطين وبهذين الأمرين والأصلين، الأول أن لا أنقل شيئاً من كتبنا لأنها ليست حجة عليهم، الأمر الثاني: أن أنقل ما قبلوا حجيته وما قبلوا الاحتجاج به والاستناد إليه.
    وهذه قضية واضحة وأنتم تجدون إنشاء الله تعالى عندما استند استند إلى محمد رشيد رضا، استند إلى (منهاج السنة) للشيخ ابن تيمية، استند إلى كتاب (مجموعة الفتاوى) استند إلى العلامة التويجري، استند إلى علمائهم وكتابهم المثقفين مثل الألباني، هؤلاء الذين يمكن لنا أن نستند إليهم لا مطلقاً. هذه نقطة.
    بعض الأخوة والأعزاء أما بالاتصال المباشر أو من خلال المواقع قالوا لنا أنتم إذا نقلتم رواية عن صحيح البخاري هذا معناه أن صحيح البخاري صحيح عندكم، لا ليس الأمر كذلك، أنا أقول أن ما تقبلونه أنتم فهو حجة عليكم، لا أنه حجة علينا، ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم، نحن ماذا نقول في صحيح البخاري، في الواقع أن ما ورد في صحيح البخاري وكان من حيث المضمون صحيحاً عندنا في مدرسة أهل البيت من حيث القواعد العقلية والنقلية من حيث الروايات عند ذلك أيضاً نقبله، أما إذا انفرد به صحيح البخاري فليس حجة علينا ولكن حجة عليكم لأنكم تعتقدون أنه أصح كتاب بعد كتاب الله.
    إذن هذا النهج وهذه القضية أريد أوضحها، وهو أن النهج الأموي وإن كان هذا ليس بحثي في هذه الليلة، أن النهج الأموي يعتمد على هذا الشيء، أولاً إنكار أصل الفكرة، يعني أنها موضوعة، ثانياً إن لم يستطع أن ينكرها يهمشها تلك العقيدة، يعني لا يعطي محورية لتلك العقيدة، وثالثاً إن لم يستطع ذلك يجعلها ضبابية غائمة غير واضحة المعالم، وهذا ما فعلوه في روايات المهدي، يعني الاتجاه الأموي، أولاً حاولوا إنكارها وإنشاء الله بعد ذلك سيتضح أن من أنكر هذا ينسجم هواه وعقيدته مع الاتجاه الأموي هذا أولاً.
    وثانياًَ أنهم إن لم يستطيعوا كما تجدونه في جملة من المتكلمين على الفضائيات يحاولون أن يهمشوا، نعم وردت رواية واحدة صحيحة السند هكذا يعبرون، حتى يجعلونها ليست فكرة أصلية، مع أنها فكرة وعقيدة متواترة وثابتة عند علماء المسلمين.
    وثالثاً يعطونها ضبابية، من هو المهدي؟ مجهول، هو محمد بن عبد الله العلوي، هذا من؟ وهذا إنشاء الله تعالى عندما سنأتي إلى مسألة تشخيص هوية المهدي سيتضح ليس من الناحية المنطقة والعقلية أن رسول الله يأمر الناس أن يؤمنوا بعقيدة ولا يوضح معالم تلك العقيدة.
    أمن المنطقي هذا! يعني هل يمكن أن الرسول (صلى الله عليه وآله) يأمر الناس بالإيمان بشيء أو العمل بشيء ولا يوضح حدود وشروط وقيود ذلك الشيء. غير منطقي.
    وهذا بحثه سيأتي بعد ذلك أن هوية المهدي لا يمكن أن تكون غائمة ضبابية، هذا الذي نحن نجده في كثير من الكتابات عندما لم يستطيعوا أن ينكروا المهدية بدأوا يجعلوها هامشية، وبعد التهميش جعلوها ضبابية غائمة.
    المقدم: ورسول الله يقول اسعوا إليه ولو حبوا على الثلج.
    آية الله السيد كمال الحيدري: وهو مجهول. والناس لمن يسعون، وكل يدعي الوصل بليلى، نحن وجدنا أن الكثير من المهديون ادعوا المهدوية سواء في العباسيين سواء في غيرهم سواء في الفاطميين سواء في غيرهم، الكثير ادعوا هذا.
    السؤال المطروح وهو أن النبي (صلى الله عليه وآله) مع أن الفكرة والعقيدة من أصول العقائد الإسلامية كما اتضح لأنها متواترة كيف يعقل أن يجعلها غائبة وضبابية غير واضحة حتى نقول أنه كذا أو أنه كذا.
    المقدم: هذا لا يليق بأي حاكم فكيف يليق برسول الله (صلى الله عليه وآله).
    آية الله السيد كمال الحيدري: هذا سيأتي تفصيله في المراحل اللاحقة.
    المقدم: سؤال يتبادر من خلال ما تفضلتم، هل يصح أن يقال أن كل حديث لم يرد في الصحيحين يكون غير مقبول ولا يمكن الاعتماد والاستناد إليه، الآن الأمة والدين والعقيدة قائمة على ما في الصحيحين، وما خرج عن الصحيحين فهو غير مقبول ولا يمكن الاستناد إليه ولا يمكن الاحتجاج به.
    آية الله السيد كمال الحيدري: هذه الدعوى ومع الأسف الشديد نحن في الآونة الأخيرة أو في بعض الكتابات من معاصرين أو غيرهم أو ممن يدعون أنهم من أهل العلم ويخرجون على الفضائيات أو يخرجون في صلاة الجمعة أو في إمامة الجماعة أو يتحدثون كمحاضرات أو نحو ذلك أو على المواقع، تجد أنهم عندما تريد أن تدخل في احتجاج معهم يقول لك أنا أريد أحاديث في الصحيحين في البخاري ومسلم ولا سيما البخاري، هذه الدعوى هل أنها مقبولة علمياً عند أعلام فن الرجال والموازين العلمية أو أنها دعوى ساقطة ودعوى لم يدعها حتى البخاري ومسلم فضلاً عن غيرهما، لابد من الالتفات إلى هذا الأمر، أنه هذه الدعوى التي في الآونة الأخيرة نسمعها من هنا وهناك، هل وردت هذه الدعوى في كلمات البخاري ومسلم، أو في كلمات أعلام المسلمين أو أنها لم ترد، هذا الذي أريد أن أقف عنده.
    في المقدمة بودي أن المشاهد الكريم لا يقول لي قائل هذا البحث ما هي علاقته بالأطروحة المهدوية، الجواب: في الواقع في الأبحاث اللاحقة سوف نأتي نريد أن نبحث أنه في مصادر المسلمين يعني في مصادر ومسانيد وصحيح مدرسة الصحابة كم رواية وردت تتعلق بالمهدي المنتظر؟ نريد أن نعرف هذه الحقيقة، فهل نبحث عن هذه النصوص والآثار فقط في الصحيحين أم نبحث عنها في غيرهما، أي منهما؟
    إذا قلنا أن الروايات التي يمكن الاحتجاج بها ويمكن التسليم وقبولها ليست إلا في الصحيحين إذن لابد أن نقتصر على الصحيحين (البخاري ومسلم) باعتبار أن سنن الترمذي ومسند أحمد والنسائي والمستدرك وأبو يعلى وغيرها من عشرات المسانيد والصحاح هذه ليست حجة إذن لا يمكن الاستناد إليها، هذه المغالطة التي حاول أن يستعملها البعض إلى يومنا هذا، وأنا احتمل أنهم ليسوا من أهل العلم لأن من كان من أهل العلم لا يستند هذه المغالطة كما سنقرأ في كلماتهم وهو أنهم لا يقولون أن الرواية لابد أن تكون في صحيح البخاري أو مسلم.
    إذن لابد أن يلتفت المشاهد إلى أهمية هذا البحث لأنا في الحلقات القادمة سنقف عند هذه القضية بشكل تفصيلي، عدد الروايات الصحيحة عند مدرسة الصحابة، التفت إلى القيود، القيد الأول الروايات الصحيحة، يعني ما قبلوا صحتها هم في مدرسة الصحابة، لا علاقة لنا بالروايات في هذه المرحلة التي وردت في مدرسة أهل البيت.
    هنا لابد أن نعرف أنه هل يمكن الاستناد إلى روايات في غير صحيحي البخاري ومسلم أو لا يمكن؟
    في المقدمة عندي جواب إجمالي ويوجد عندنا جواب تفصيلي كما يقولون بحسب الفن، أما الجواب الإجمالي، أخواني الأعزاء وسأقول لكم مصدر هذا الكلام، اخواني الأعزاء البخاري في كتابه (التاريخ الكبير) يقول هناك 40 ألف راوٍ في الخمسين سنة الأولى بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يقول: أن هناك 40 ألف راوٍ من زمان الصحابة إلى زمن خمسين سنة. عدد الرواة 40 ألفاً. هذه مقدمة لابد من حفظها لأنها تنفع في كثير من المواضع.
    أولاً أن عدد الذين روي عنهم الحديث يعني كانت لهم روايات وكانت لهم أحاديث أن عدد من روي عنهم الحديث من زمن الصحابة إلى زمن 50 بلغ عددهم قريباً من 40 ألف رجل وامرأة، هذا الأمر الأول.
    وهؤلاء أشار إليهم البخاري في كتابه (التأريخ الكبير). هذا الأصل الأول.
    الأصل الثاني نفس الشيخ البخاري صاحب صحيح البخاري في كتاب له اسمه (الضعفاء) ضعف من هؤلاء الـ 40 ألف من الرواة فقط 700 راوٍٍ.
    هذا معناه أن الباقي البالغ عددهم 39 ألف راوٍ للحديث من غير مدرسة أهل البيت في الأعم الأغلب، هذا معناه أنهم كلهم ثقات. هذا الأصل الثاني.
    الأمر الثالث: أن ما ورد في صحيحي البخاري ومسلم مما اجتمع عليه من الرواة أو مما أنفرد كل واحد منهما عن الآخر، يعني بتعبير آخر عموم وخصوص من وجه، ما اجتمع عليه وما انفرد كل منهما عن الآخر لا يتجاوز 2500 راوٍ من مجموع 39 ألف راوٍ هؤلاء وثقوهم. وهم رواة الحديث.
    إذن بقي عندنا 36500 راوي ثقة وعندهم أحاديث ولكن لم ترد في الصحيحين. هذا بنحو الإجمال.
    هنا أسأل المشاهد الكريم هل يمكن لعاقل ولا أقول لعالم لأنه واقعاً لا يدعيه إلا مجنون أنه لا تقبل تلك الروايات إلا إذا كانت في صحيح البخاري ومسلم، قد يقول قائل سيدنا من أين أتيت بهذه الأرقام، من يقول هذه الأرقام، هذه دعاوى؟
    أقرأ من كتاب مقبول وصحيح وحجة عندهم (المهدي وفقه اشراط الساعة) تأليف الدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم، الطبعة الأولى، 1423هـ، الدار العالمية، الاسكندرية، ص141، يقول: وقال الحاكم أيضاً في المدخل – يشير إلى كتابه المدخل للحاكم النيسابوري- كما نقله ابن الأثير بعد ذكره لأقسام الصحيح المتفق عليه والمختلف فيه هذه وجوه الصحيح المتفقة والمختلفة قد ذكرناها لأن لا يتوهم متوهم أنه لم يصح من الحديث إلا ما أخرجه البخاري ومسلم، يقول: فإذا نظرنا فوجدنا البخاري قد صنف كتاباً في التأريخ وهو المعروف بـ (التأريخ الكبير) جمع أسامي من روي عنهم الحديث- لا كل الصحابة، من روي عنهم الحديث- من زمان الصحابة إلى زمن 50 فبلغ عددهم قريباً من 40 ألف رجل وامرأة، خرّج في صحيحه عن جماعة من هؤلاء، وخرّج مسلم في صحيحه عن جماعة منهم.
    قال الحاكم – كما ينقل هو -: جمعت أنا أساميهم وما اختلفا فيه فاحتج به أحدهما ولم يحتج به الآخر فلم يبلغوا ألفي رجل وامرأة – من مجموع 40 ألف- ثم قال – الحاكم-: ثم جمعت من ظهر جرحه – كان مجروحا لا يمكن قبول حديثه- من جملة الـ 40 ألفاً فبلغ 226 رجلاً، ثم يعلق الحاكم النيسابوي: فليعلم طالب هذا العلم أن أكثر رواية الأخبار ثقاة وأن الدرجة العليا للذين في صحيحي البخاري ومسلم وأن الباقين أكثرهم ثقاة وإنما سقطت أساميهم من الصحيحين لا لجرح فيهم وطعن في عدالتهم وإنما فعلا ذلك في كتابيهما زيادة في الاحتياط وطلباً لأشرف المنازل وأعلى الرتب وباقي الأحاديث معمول بها عند الأئمة.
    ثم ينقل صاحب الكتاب ص142 قال الحازمي: البخاري لم يلتزم أن يخرج كلما صح من الحديث وكما أنه لم يخرج عن كل من صح حديثه، ليس الأمر كذلك أن البخاري ملتزم أن يخرج كل الأحاديث الصحيحة، ولم ينسب إلى شيء من جهات الجرح وهم خلق كثير يبلغ عددهن نيفاً وثلاثين ألفا، هؤلاء لم يجرحوا بل وثقوا.
    يقول الحازمي: لأن تأريخه يشتمل على نحو من 40 ألف وزيادة، وكتابه في الضعفاء دون 700 نفس، ومن خرجهم في جامعه دون 2000.
    وذكر قول البخاري: كنت عند إسحاق بن راهويه فقال له بعض أصحابنا: لو جمعتم كتاباً مختصراً لسنن النبي (صلى الله عليه وآله) – إذن جامع البخاري ليس هو الجامع لكل الأحاديث، بل هو مختصر- فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع هذا الكتاب.
    قال ا لحازمي – ينقل عن كتاب (شروط الأئمة الخمسة) في ص47 الى ص51- يقول: فقد ظهر بهذا أن قصد البخاري كان وضع مختصراً في الحديث وأنه لم يقصد الاستيعاب لا في الرجال ولا في الحديث.
    هذه دعوى كبار المحققين في هذا الفن وبعد ذلك سأقرأ قال: ومما يزيد الأمر إيضاحاً – صاحب كتاب (المهدي وفقه أشراط الساعة)- أن نتأمل عنوان صحيح البخاري فإنه رحمه الله سماه (الجامع الصحيح المسند المختصر) ومع الأسف الشديد أن الأمانة العلمية ماذا فعلت، بل الخيانة العلمية ماذا فعلت، قالوا (الجامع في صحيح البخاري) ومع الأسف لم أت بالنسخ المطبوعة حديثاً يسمونه (الجامع) وهذا يوهم القارئ والمحقق أن فيه كل ما صح عن رسول الله، مع أنه هو سماه (الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول الله وسننه وأيامه) يقول مؤلف كتاب (المهدي وفقه أشراط الساعة): وما يعنينا في هذا المقام قوله (المختصر) فإنه إشارة منه تدل على أنه رحمه الله كان يضع مختصراً ولم يقصد الاستيعاب ولم يلتزم إخراج كل ما صح من الحديث، ولا يعكر على هذا وصفه بأنه (جامع) يقول إذا كان مختصراً فلماذا سماه جامعاً، يقول: أراد جامعاً يعني جمع كل أبواب العلم، لا أنه في كل باب جمع كل الروايات.
    وهذه المغالطة لابد أن تكون واضحة. فإن المراد به أنه يحتوي على أحاديث في الأبواب الثمانية المعروفة إلى جانب أن العلماء الذين شرحوا أحاديث الصحيحين – يدخل في الجواب ا لتفصيلي نتركه للحلقة القادمة-.
    وللبحث تتمة، هذا أصل، في هذا البحث وفي مطارحات في العقيدة سننقل الكثير من الأحاديث التي ليست في صحيح البخاري وصحيح مسلم، لا يقول لنا قائل لماذا لا توجد فهي ليست صحيحة، لا، أن صحيحي البخاري ومسلم ليسا جامعين لكل ما صح من الرجال والأحاديث وتفصيله إنشاء الله تعالى أوكله إلى الأسبوع القادم. وإلا لذهب 90% من الفقه.
    المقدم: معنا الأخ السيد موسى من أمريكا.
    الأخ السيد موسى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    المقدم/ آية الله السيد كمال الحيدري:عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ السيد موسى: هناك أربعة أسئلة من أحد الباحثين المغاربة كلفني بها.
    السؤال الأول: يقول نحن نسأل دائماً علمائنا لماذا لم يلد الإمام المهدي المنتظر ولم نجد أدلة مقنعة، ولو سلمنا أنه موجود هل لديكم دليل من القرآن، في تأريخ الأديان، وهل هذا بأمر الله أي العمر الطويل، كذلك الغيبة.
    السؤال الثاني: هل تلغى نبوة النبي عيسى بن مريم (عليه السلام) عند ظهور المهدي المنتظر.
    السؤال الثالث: ما هي المبررات الشرعية بأن النبي عيسى يصلي خلف المنتظر، وهل لديكم هذه الروايات في كتب الشيعة.
    السؤال الأخير: ما الذي جعل المهدي المنتظر في هذا المقام، هل الإرادة الإلهية أم الاستعداد الذاتي لهذه الشخصية. والسلام عليكم.
    المقدم: الأخ ميثم من العراق، تفضلوا.
    الأخ ميثم: السلام عليكم ورحمة الله.
    المقدم/ آية الله السيد كمال الحيدري:عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ ميثم: لدي سؤالان، السؤال الأول: قلتم في كتابكم (التربية الروحية) رواية عن أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) أن للجنة ثمانية أبواب، في الباب الثامن هو باب يدخله سائر المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلا الله ولم يدخل في قلبه ذرة بغض لأهل البيت (صلوات الله عليهم)، فهل يراد بـ (لا إله إلا الله) بشرطها وشروطها أو مجرد الإقرار بوحدانية الخالق.
    السؤال الثاني: هل يغلق باب التوبة عند ظهور صاحب العصر والزمان (ارواحنا لتراب مقدمه الفداء) وإذا فرضنا أنه يغلق هل فقط عن الذين لا يقولون بولايته (صلوات الله عليه) فضلاً عن الذين ….
    آية الله السيد كمال الحيدري: هذه كلها خارجة عن محل بحثنا.
    الجواب أنه بشكل واضح وصريح طلبت من أخواني وأعزائي المشاهدين أنني أحاول في كل بحث من خلال الأسئلة التي ترد والمداخلات التي ترد أن أثري موضوع البحث، وكل الأسئلة الأربعة مع كل احترامي للأخوة الذين اتصلوا وكذلك السؤالين كلها أجنبية عن بحثنا في هذه الليلة وعن هذه الحلقة.
    أما السؤال الأول الذي يسأل فيه عن ولادة الإمام، لم ندخل إلى الآن في بحث أن المهدي المنتظر هل هو حي أم أن سيولد، هذا بحث له قواعده أنا أتصور أن المشاهد الكريم يجد أن كل بحث عندما أريد أن أدخل إليه أولاً أؤصل له وأبيّن قواعده حتى استطيع، وهذا بحث مرتبط بمحور حياته عليه أفضل الصلاة والسلام، أو أنه لم يولد وسيأتي في محله.
    والسؤال الثاني وهو هل تلغى نبوة عيسى عند ظهور الإمام المهدي، وجوابه يرتبط بأنه الإمام عندما يظهر كيف يحكم وما هي الشريعة التي يحكم بها، وما هو دور عيسى هناك، هذا مرتبط بزمن الظهور ولا يرتبط ببحثنا، الآن أخواني الأعزاء أنا أتصور أن حديثنا في إثبات هذه العقيدة التي يحاول البعض أن ينكرها، يحاول البعض إن لم يستطع إنكارها أن يهمشها، يحاول البعض إن لم يستطع أن ينكرها أو يهمشها أن يضفي عليها ضبابية.
    أنا أريد أن أثبت هذه المحاور وهذه الأصول، وإلا لو أن شخص أمن بالعقيدة المهدوية ولكن لم يفهم لماذا أن عيسى ينزل فهذا لا يؤثر على الفكرة أو على العقيدة.
    أخواني الأعزاء مع الأسف الشديد أن بعض الفضائيات وبعض المتكلمين بعض الخطباء فكرة المهدوية والأطروحة المهدوية شتتوها وبضعوها وقطعوها وفصلوها، والكثير من هذه التفصيلات لا علاقة لها بالعقيدة المهدوية، لذا ليست هي من أصول العقيدة والأطروحة المهدوية. هذه تدخل في التفاصيل، والتفاصيل إن علم بها الإنسان فبها ونعت وإن لم يعلم بها فهي لا تؤثر على أصل العقيدة المهدوية في المهدي المنتظر.
    السؤال الثالث: هل هناك روايات صحيحة أو أدلة على أن عيسى عليه السلام يصلي خلف المهدي.
    الجواب: قلنا مراراً وتقدم وسنقرأه من صحيح البخاري أنه عيسى يصلي خلف إمام منكم وإمامكم منكم، قرأناها فيما سبق وسنأتي إنشاء الله تعالى من صحيح البخاري ومن صحيح مسلم وهناك عشرات الروايات في هذا المجال وصححها العلامة الألباني وقرأناها في الأبحاث السابقة.
    السؤال الرابع: قضية المهدي الذي يبلغ هذا المقام وهذه المرتبة مرتبط بالإرادة الإلهية أو بالاستعداد الذي يملكه.
    وجوابه: أن هذا مرتبط بمحور إذا ثبت حياة الإمام المهدي وأنه حي وأنه ولد في 255 من الهجرة، يأتي هذا السؤال، ونحن من الناحية العلمية إلى الآن لم نثبت هذا المعنى، إذن لابد أن المشاهد الكريم والأخوة الأعزاء مرة أخرى، هذه المداخلات لأجل إثراء بحث الحلقة، لا أن نداخل عشرات الأبحاث بعضها على بعض.
    المقدم: سؤال الأخ ميثم عن الباب الثامن من أبواب الجنة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: نعم، يدخل فيه كل من قال (لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) وليس في قلبه ذرة من بغضنا، هذا بحث أيضاً خارج عن حلقتنا ولكن في جملة واحدة أن البغض مانع من الدخول للجنة ولا تشترط الولاية بمعنى الطاعة، وإنما تكفي المحبة أو عدم البغض للدخول إلى الجنة، ولكنه في درجة غير درجات الذين آمنوا بهم وبطاعتهم.
    المقدم: هل يغلق باب التوبة عند ظهور الإمام.
    آية الله السيد كمال الحيدري: الجواب إنشاء الله تعالى أيضاً مرتبط بمحور ظهور الإمام وما هي الشروط التي تحكم عصر الظهور، ولكن أقول للأخ العزيز من الآن هذه ليست من أصول الأطروحة المهدوية، وليست من مقوماتها، الأطروحة المهدوية تقوم على قواعد خاصة من أمن بها كاف، وما زاد على ذلك علم بها فبها ونعمت، وإن لم يعلم فلا تؤثر على أصل الفكرة. وستأتي تتمة البحث في الأسبوع القادم.
    أساًساً هذا الكتاب من الكتب التي أنصح بها المشاهد الكريم من جميع الاتجاهات أن يذهبوا ويطالعوه، طبعاً في نهاية المطاف ينتهي إلى أن المهدي الذي يعتقد به غير المهدي الذي تعتقد به مدرسة أهل البيت، ولا ضير في ذلك، نحن نريد أن نقول أن عقيدة المهدي عقيدة أساسية من العقائد الإسلامية، إما بعد ذلك نختلف في تفاصيل من هو المهدي هذا لا يؤثر كثيرا، هذا من الكتب الجيدة في هذا المجال.
    وكذلك هذا الكتاب القيم وهو (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) عندما أقول كتاب قيم لا يتبادر إلى الذهن أن كل ما يقوله صحيح، أريد أن أقول بأن هذا جواب عن كثير من الشبهات الموجودة في المقام.
    المقدم: نلتقي في الأسبوع القادم، أشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، كما أشكر الأخوة والأخوات، واعتذر للأخوة والأخوات الذين لم يتمكنوا من الاتصال ولا سيما الدكتور عصام الدليمي من الفلوجة إنشاء الله في الأسبوع القادم مرحباً به وبالأخوة من كل مكان، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للاستمرار في هذه المباحثة وبحضور سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، إلى اللقاء مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/22
    • مرات التنزيل : 1367

  • جديد المرئيات