نصوص ومقالات مختارة

  • شبهة عدم ورود أحاديث المهدي في الصحيحين ق(3)

  • 17 / 1 / 2010
     
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، لا يزال عنوان حلقاتنا مستمراً تحت عنوان شبهة عدم ورود أحاديث المهدي في الصحيحين (القسم الثالث). نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المقدم: عودنا المشاهدين الكرام أن تقدم لهم خلاصة موجزة لما تقدم في الحلقة السابقة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    في الواقع في الحلقتين السابقتين كان الحديث عن هذه القضية وعن هذه الشبهة وهي أنه حاول البعض أن يقول بأنه لما لم ترد أحاديث المهدوية والعقيدة المهدوية في كتابي أو صحيحي البخاري ومسلم إذن الأحاديث التي تكلمت عن المهدي المنتظر وعن عقيدة المهدي المنتظر ليست لها تلك القيمة التي يمكن الاعتماد عليها والاعتناء بها، باعتبار أنه لو كانت هذه الأحاديث قوية وصحيحة بما فيها الكفاية يقيناً لكانت أين موجودة؟ لكانت موجودة في الصحيحين، هذه القضية لا يطرحونها هنا فقط، يعني فيما يرتبط بالعقيدة المهدوية وإنما في موارد أخرى أيضاً، ولذا نجد أن بعض هؤلاء الذين يدعون أنهم من أهل العلم يخرجون على بعض الفضائيات يقولون إذا أردتم أن تحتجوا علينا فاذكروا لنا الحديث هل هو موجود في صحيح البخاري؟ هل هو موجود في صحيح مسلم؟ وكأنه لا يوجد هناك صحيح وراء هذين الكتابين، فما فيه كله صحيح، وما لم يرد فيه فليس بصحيح، هذه الدعوى طبعاً هنا لابد أن أشير أنه هذه الدعوى هي ليست دعوى العلماء والأعلام من مدرسة ا لصحابة كما سيتضح ولكن هذه الدعوى يحاول البعض أن يوهم المشاهد الكريم أن القضية بهذا النحو وهو أنه إذا كانت القضية أو العقيدة أو المسألة من المسائل المهمة والتي تعد من الأركان الأساسية في الفكر الديني إذن لابد أن يكون لها ذكر في الصحيحين، وخصوصاً في صحيح البخاري، فإن لم يرد لها ذكر أما أنها باطلة أما أنها موضوعة أما أنها ضعيفة وأما أنها تعد من الأمور الثانوية والجانبية والهامشية التي لا يمكن الاعتناء بها كثيراً. هذه هي أساس هذه الشبهة التي تكلمنا عنها في الحلقتين السابقتين.
    يتذكر المشاهد الكريم قلنا لأجل الجواب على هذه الشبهة لابد من التكلم على مستويين، المستوى الأول هل أن كل ما لم يرد في الصحيحين هل أنه ليس قابلاً للاعتماد عليه والاستناد إليه هل هذه الدعوى دعوى صحيحة أو أنها دعوى غير صحيحة وباطلة. المستوى الثاني أنه أحاديث المهدي المنتظر هل وردت في الصحيحين أو لم ترد، لأنه قد يقول قائل من قال لكم أن أحاديث المهدي المنتظر لم ترد في الصحيحين، بل هي واردة في الصحيحين، هذا ما سنتكلم عنه أنشاء الله تعالى على المستوى الثاني من البحث لعله في الحلقات القادمة.
    ثم دخلنا في المستوى الأول من البحث وقلنا للجواب في المستوى لأول للبحث عندنا جواب إجمالي ويوجد عندنا جواب تفصيلي، خلاصة ما تقدم في الجواب الإجمالي بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أنقله من كتاب (المهدي وفقه اشراط الساعة) تأليف الدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم، الطبعة الأولى، 1423هـ، الدار العالمية، الاسكندرية، في ص141 توجد هناك حاشية لهذا الكتاب بقلم المؤلف سأقرأ هذه الحاشية وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى ما ذكره هذا الكاتب المحقق في هذه المسألة. يقول: ولو تأملت الفرق الكبير بين ما جمعه البخاري في تأريخه الكبير وبين ما ذكره من الضعفاء في كتابه (الضعفاء) ذكر في التأريخ أنه يوجد هناك 40.000 راوي من زمن الصحابة إلى زمن 50 من الهجرة، الذين رووا الحديث بلغ عددهم 40.000 رجل وامرأة، ثم ذكر في كتاب (الضعفاء) أن هؤلاء الرواة كلهم ثقات إلا 700 نفر منهم. إذن الذي بقي 39.300 من الرواة كلهم ثقات. وهو – البخاري- ومسلم نقلا عن 2000-2500 راوٍ، إذن تقريباً 37.000 ثقة ولكنهم أهملوا رواياتهم، لا أريد أن أقول أنهم أهملوا أو تعمدوا لم يريدوا أن ينقلوا الحقائق، وصلت إليه الروايات ولكنه أراد أن يكتب مختصراً في هذا الكتاب، يصرح البخاري لا أريد أن أطول خوف الملل، إذن لا يمكن ادعاء أن كل ما لم يرد في البخاري فليس بصحيح، هو يصرح بذلك، أنه يوجد حدود 37.000 راوٍ ثقة نقلوا الأحاديث وهؤلاء لم يروي عنهم لا البخاري ولا مسلم. هذه جاءت في المسانيد وجاءت في الكتب الأخرى وفي الصحاح الأخرى، وفي المجاميع الحديثية الأخرى، وهذا ما سنقف عنده إنشاء الله تعالى فيما بعد، وأنا بودي أن المشاهد الكريم هنا يلتفت معي إلى هذه الحقيقة، هذه القضية المطروحة ليست مرتبطة فقط ببحثنا في الأطروحة المهدوية وإنما تشمل كل الأمور العقدية والدينية المختلف عليها بين مدرسة الصحابة ومدرسة أهل البيت، وهذه قضية أساسية حيث تعهدنا في أول هذه الأبحاث أننا نريد أن نؤسس لما نعتقده بشكل كلي وعام من النصوص الواردة في مدرسة الصحابة، فإذا لم تكن الروايات صحيحة إلا ما ورد في البخاري ومسلم فلا يحق لنا أن ننقل الروايات إلا من هذين الكتابين وهذين الصحيحين، ولكن بعد ذلك سيتضح أن هؤلاء صرحوا ومنهم نفس البخاري صرح أنني لا أدعي أني جمعت كل النصوص الصحيحة في كتابي هذا، بل سنقرأ بعد ذلك أنه يصرح حفظت من الأحاديث الصحيحة 100.000 حديث ولكنه نقل ما لا يتجاوز 4000-7000 حديثاً، إذا لم نحذف المكرر فـ 7000 حديث، وإذا حذفنا المكرر فالأحاديث 4000 -5000 هو يقول بعد ذلك سأقرأ للمشاهد الكريم، أنه حفظ من الصحيح 100.000 حديث، إذن نقل منه 7000 افترضوا 6000، إذن 95.000 حديث صحيح بإقرار البخاري، حتى 10% لم ينقل، إذن أين نجدها؟ نجدها في المسانيد الأخرى نجدها في الكتب الأخرى، ولذا سوف تجدون بعد ذلك نحن عندما ننقل، لست أنا أقول هذا، ولكن بعد ذلك سيتضح أن جملة من الأعلام بل كل أعلام مدرسة الصحابة يصرحون بهذه الحقيقة. وكم من حديث مما نقله في كتاب.
    وقال: وبين ما ذكره من الضعفاء في كتابه (الضعفاء) وبين ما أخرجا عنه في كتابيهما سواء اتفقا – البخاري ومسلم- عن الإخراج عنه أو أنفرد به أحدهما، فإذا كان عدد ما جمعه البخاري في تأريخه الكبير نحو من 40.000 وزيادة وكتابه الضعفاء دون 700 نفس فما أخرجا عنه متفقين أو منفردين أقل من 2500، وما بقي فكلهم ثقات، التفتوا جيداً هذا ليس كلامي بل كلام هذا الكاتب (المهدي وفقه أشراط الساعة) محمد أحمد إسماعيل المقدم – يقول: وما بقي فكلهم ثقات دل هذا على أنهما لم يلتزما الإخراج عن كل ثقة بل هناك كثير من الثقات 37.000 من الثقات والبخاري ومسلم لم يخرجا عنهم، كما أنهما لم يلتزما إخراج كل حديث صحيح وإنما كان قصدهما إخراج مختصر للحديث الصحيح. إذن بنحو الإجمال اتضح للمشاهد الكريم أنه بعد ذلك سيتضح هذا الإجمال وسأبين التفصيلي، أنه تفصيلاً هناك 37.000 من الرواة الثقات ولهم أحاديث صحيحة يمكن الاعتماد عليها ولم يأت لها ذكر لا في كتاب البخاري ولا في كتاب مسلم.
    المقدم: إذن ذكرنا غيضً من فيض.
    سماحة السيد كمال الحيدري: مختصراً كما قالوا، عندما نتابع شروح البخاري، يعني من شرح صحيح البخاري ومن شرح صحيح مسلم نجد وبعد ذلك سأبين نجد أن جملة من الروايات في شرح البخاري ينقلون الرواية عن البخاري ولكن لم ترد في صحيح البخاري، يعني الرواية يقولون عن البخاري ولكنها ليست في صحيح البخاري، وهذا يكشف عن أنه أساساً الروايات الصحيحة كانت فوق هذا العدد بكثير، ولذا أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى أن بعض هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات وأمامهم خمسة عناوين وخلفهم سبعة عناوين ينبغي أن يلتفت أن هذا ليس دليل علم، لأن هؤلاء يقولون أن الرواية لابد أن تأتون بها من صحيح البخاري ومسلم، يا أخي على مباني مدرسة الصحابة لم يلتزم أحد بذلك بل نفس البخاري ومسلم لم يلتزما بأن كل ما صح عندنا أخرجناه هنا، وكل ما هو صحيح فهو موجود في صحيحي بخاري ومسلم.
    المقدم: إذن سماحة السيد ذكرتم الجواب الإجمالي، وأشرتم إلى أنه يوجد جواب تفصيلي فما هو الجواب التفصيلي.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أنا بودي أن المشاهد الكريم أيضاً يلتفت معي أنه في هذا الجواب التفصيلي وإن كان سأقف قليلاً ولكن بودي أن يلتفت إلى هذه الحقيقة. سوف أنقل الجواب التفصيلي، وأنا وعدت وملتزم بوعدي وعهدت وأخذت عهداً على نفسي أن لا أنقل شيئاً من كتب ومصادر ومراجع مدرسة أهل البيت، كل ما أقوله من مصادر ومراجع وأصول والكتب المعتمدة، لا أنه يذهب الإنسان إلى كتب لمؤلفين مجهولين غير معروفين لا قيمة علمية لهم على مستوى مدرسة أهل البيت ويخرجون، والله بعض الأحيان عندما استمع إلى بعض الأسماء لا أعرف هذا الاسم من أين، لا أعلم في أي قارورة وجدوا هذا الاسم، نحن نحاول أن نجهد أنفسنا ونخرج ما نلتزم به من أهم كتب مدرسة الصحابة، ومن أعلام مدرسة الصحابة، من العلماء المقبولين سواء من القدماء أو من المعاصرين.
    أريد أن أنقل هذا الكلام من كتاب (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) يُعنون المهدي المنتظر حتى لا يأتي بعض العوام وبعض من لا خبرة له ويقول من أين جئتم بهذا المنتظر، هذه من أهم كتب مدرسة الصحابة، بل من أهم كتب السلفية، تأليف الفقير إلى الله تعالى حمود بن عبد بن حمود التويجري، العلامة التويجري، طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1403هـ. قبل أن أقرأ ما يوجد في هذا الكتاب بودي أن يرى المشاهد الكريم توثيق الكاتب وأن هذا الكاتب من هو، يعني هل هو من الأعلام أو من المجاهيل الذين كتبوا في هذا المجال، وهذه نقطة أساسية أؤكدها للمشاهد الكريم، نحن لا ننقل من المجاهيل ومن العلماء الذين هم من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة من مدرسة الصحابة، وإنما ننقل من علماء الدرجة الأولى من الطبقة الأولى من علمائهم، وإذا أرادوا أن ينقلوا شيئاً عن مدرسة أهل البيت ينبغي أن يستندوا إلى علماء قبلت المدرسة وعلماء المدرسة والمشهورين في المدرسة والأعلام في المدرسة قبلوا روايات ذلك الإنسان أو قبلوا علم ذلك الإنسان، لا أن يذهبوا إلى أنه مدفون في المكان الكذائي، مدفون في الصحن الكذائي، وكأن الدفن في الصحن الكذائي يعطيه علمية مثلاً، أو أنه تلميذه عبر عنه كذا، فليعبر عنه ما يشاء. المهم أن يكون الشخص الذي ينقل عنه سواء كان في مدرسة الصحابة أو في مدرسة أهل البيت أن يكون ذلك الشخص من أعلام المدرسة ومن المشهود لهم بالعلم، ولذا تجدون أنا عندما أريد أن أنقل عن العلامة التويجري، أريد أن أنقل عنه ولكن بعد أن أعرّفه للمشاهد الكريم، أعرفه للمسلمين من هو؟
    في المقدمة، هناك مقدمة لهذا الكتاب، كتبها الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد عبد العزيز بن عبد الله بن باز، يعني العلامة بن باز الذي هو من أكبر الأعلام المعاصرين في السلفية، وهذا لا يشك فيه أحد. انظروا ماذا يقول في مقدمة هذا الكتاب، طبعاً هذه المقدمة مكتوبة بتاريخ 7/2/1402هـ يقول – العلامة ابن باز-: فقد اطلعت على ما كتبه صاحب الفضيلة العلامة – ابن باز يعبر عن التويجري العلامة- التويجري في الرد على الشيخ عبد الله بن زيد بن محمود فيما زعمه من عدم صحة أحاديث المهدي المنتظر – العلامة ابن باز يعبر عنه بالمهدي المنتظر- وأنها موضوعة، بل خرافة لا أصل لها، فألفيته – العلامة التويجري- قد أجاد وأفاد وأوضح أحوال الأحاديث المروية في ذلك عند أهل العلم وبيّن صحيحها من حسنها من سقيمها ونقل من كلمات العلماء ما يشفي ويكفي ويدل على بطلان ما زعمه الشيخ عبد الله بن محمود، ولقد تأملت في هذا وقد نقل الشيخ حمود كلام هؤلاء وغيرهم مما يدل على ثبوت خروج المهدي المنتظر الهاشمي، نعم هو يعتقد أنه محمد بن عبد الله بن الحسن، وهذا مورد خلاف بيننا، ولكن بعد ذلك سيتضح أنه أساساً الحق معه أو ليس معه، ولكنه أصل قضية، أنا أقرأ العبارة حتى لا يقولون أن السيد يقتطع العبارات من الشيخ ابن باز، لا أبداً، نحن نقول هذا موضع الخلاف، نحن لا نوافق انه هو محمد بن عبد الله الحسني من ذرية الحسن بن علي، نحن نعتقد أنه محمد بن الحسن العسكري من ذرية الحسين، طبعاً يكون في العلم أنه بعد ذلك سيتضح أنه أيضاً من ذرية الحسن لأنه من أمه يرتبط بالحسن، ولهذا فهو يرتبط بالإمام الحسين من أبيه وبالإمام الحسن من أمه، وهذا سيأتي بحثه عندما نتكلم في نسب المهدي المنتظر، لا أعبر عنه إمام حتى لا يقول لنا المشاهد الكريم أو المستمع الكريم أنه من أين ثبت أنه إمام. نقول: المهدي المنتظر، بعد ذلك عندما نقف عند نسبه سيتضح أنه هل يعقل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤكد على هذه العقيدة وعلى هذه المسألة وهي المهدوية ثم يجعل نسبه مجهولاً وغير معروف حتى يفتح الطريق لكل مجهول ولكل منكر ولكل غير معروف أن يدعي هذا المقام، أمن المنطق هذا، أليس هذا إغراء بالجهل، أليس هذا تكليف بما لا يطاق، أنه يجعلها عقيدة من العقائد الأساسية في المعارف الدينية في منظومة المعارف الدينية ومع ذلك يجعل الشخص الذي يقوم بهذا الدور أبحثوا عنه، حتى يأتي العباسيون ويدعوا المهدوية، ويأتي غيرهم ويدعيها، حتى كتبت كتب عديدة في مدعي المهدوية، وآخرهم كان في المسجد الحرام قبل بعض السنوات (جحيمان) ادعى المهدوية، وهو من المدرسة السلفية وأدعى المهدوية، وفعلت الحكومة هناك ما فعلت، أريد أن أقول هذه النقطة، هل من المنطقي أن النبي (صلى الله عليه وآله) يجعلها عقيدة أساسية ثم يترك نسب هذا الإنسان، هذا بحثه سيأتي في النسب.
    إذن اتضح لنا من هو العلامة التويجري. إذا كان الأمر كذلك تعالوا معنا إلى العلامة التويجري في ص59 من الكتاب وانظروا ماذا يقول. هذه عبارة العلامة التويجري: قد يقال أن الشيخين – البخاري ومسلم- لم يستوعبا إخراج الأحاديث الصحيحة في صحيحيهما ولا التزما بذلك، وقد قال الحافظ بن حجر في أول مقدمة فتح الباري روى الإسماعيلي عن البخاري أنه قال: لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحاً وما تركت من الصحيح أكثر، هو يصرح كما ينقل الحافظ بن حجر في في مقدمة فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ثم يقول: قال: وقد قال البخاري أحفظ 100.000 حديث صحيح و 200.000 غير صحيح، إذن البخاري يدعي أنه يحفظ 100.000 صحيح كما يقول ابن الصلاح. يقول: قال ابن الصلاح: وجملة ما في كتابه الصحيح 7275 حديثاً بالأحاديث المكررة، وقد قيل أنها بإسقاط المكررة 4000 حديث إذن هو من الـ 100.000 نقل 4000 يعني بنسبة 1 إلى 25، يعني هذه الأحاديث الصحيحة هو لم ينقلها ولكن موجودة في كتب الآخرين، إذن لماذا نقول إذا ورد الحديث في صحيح البخاري نعتمد عليه إذا ورد في صحيح مسلم نعتمد عليه، أما إذا لم يرد فيهما فلا نعتمد عليه، وما قاله رسول الله لا نعتمده وإن كان رواته ثقات والروايات صحيحة السند. ثم يقول: ثم أن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين يتلقاها … ثم يأتي العلامة التويجري في ص62 من الكتاب يقول: الوجه الثالث أن يقال ما صححه بعض أهل العلم بالحديث مما رواه غير الشيخين فهو كثير جداً وقد يكون أكثر مما في الصحيحين وهو متلقاً بالقبول عند أهل العلم ومن أجمع الكتب – بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الكتب فإذا نقلنا فيما بعد عنها فهو معتبر عند أعلام مدرسة الصحابة- يقول: وفي مسند الإمام أحمد من الأحاديث الصحيحة شيء كثير جداً، وكذلك في السنن الأربعة – سن ابن ماجة وسنن الترمذي وسنن النسائي وغيرها- وقد ذكر الذهبي في تذكر الحفاظ عن الشافعي أنه قال: ما في الأرض كتاب في العلم أكثر صواباً من موطأ مالك – إذن موطأ مالك أيضاً حاله حال البخاري ومسلم أو أكثر منهما- قال ابن كثير في كتابه (الباعث الحثيث) قول الإمام الشافعي لا أعلم … الخ. وقال أبو بكر: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول الله 500.000 حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب وجمعت فيه 4800 حديث، أبو داود يقول. ذكرت الصحيح وما يشبه. وذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ عن أبي علي منصور بن عبد الله الخالدي، قال: قال أبو عيسى – الترمذي- صنفت هذا الكتاب – الجامع- فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به ومن كان في بيته هذا الكتاب فكإنما في بيته نبي يتكلم. وهكذا في كتب الترمذي وغيره.
    إذن اتضح إلى هنا أن السنن الأربعة وما ورد عن أبي داود وما ورد عن الترمذي.
    وأما سنن ابن ماجه فقد ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ عن ابن ماجه أنه قال: عرضت هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيّ وقال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت الجوامع أو أكثرها، ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام 30 حديثاً مما في إسناده ضعف، يعني كل سنن ابن ماجه لا يتجاوز الضعيف فيه 30 حديثاً، وكله صحيح، أما صحيحاً وأما حسن، وبعد ذلك سأبين.
    إلى هنا اتضح بنحو التفصيل أن هناك عشرات لا أقل 10-15 من المراجع الأصلية التي فيها أحاديث صحيحة وأحاديث حسنة.
    قال: وإذا علم – العلامة التويجري الذي قرأنا توثيق العلامة ابن باز له- إن الأحاديث الصحيحة في غير الصحيحين كثيرة جداً وأن أهل ا لعلم كانوا يتلقونها بالقبول وإن كانت في غير الصحيحين فهل يقول عاقل له أدنى علم ومعرفة أنه يسوغ ردها أو رد شيء منها وعدم المبالاة والاعتناء بها، يقول: هل يوجد عاقل، حيث لم يأخذ بها البخاري ومسلم ولم يدخلاها في صحيحيهما، هل يوجد عاقل – ليس عالم- لا يوجد إنسان عاقل له مسكة من علم وعقل، لا أظن أن عاقلاً يقول بهذا القول الباطل، هذا خلاصة كلامه، لا أظن عاقلاً يقول بهذا الكلام الباطل.
    إذن انتهي إلى نتيجة أساسية وهو أن هذه الدعوى التي تظهر على بعض الفضائيات أو في بعض الأقلام أحملها فقط على الجهل ولا أريد أن أقول أن هناك أغراض خبيثة، أقول أن منشأها الجهل وعدم معرفة مباني مدرسة الصحابة، يا أخوان احترموا أنفسكم واحترموا المستمعين والمشاهدين الكرام عندما تقولوا شيئاً فليكون على أساس علمي خصوصاً وأنتم تدعون لأنفسكم أنكم تمثلون مدرسة كاملة بمئات ملايينها، هذه الدعوى يبكي لها الإنسان أو يهزأ بها لا أعلم، إذا كان فيكم يوجد من يدعي أنه يمثل كل مدرسة الصحابة وكل أهل السنة وكل السلفية فلابد أن يكون مطلعاً على مباني أعلام مدرسة الصحابة، وأنا أتصور أنا لا أحتاج أن أذكر الشواهد على ذلك فالأخوة المشاهدون يعلمون من خلال متابعتهم للفضائيات عندما يخرج بعضهم ويدعي لنفسه عناوين كثيرة وهو لا يحمل ذرة من العلم، ولم يطلع على مبانيه، ويريد أن يناقشوا مباني مدرسة أهل البيت، أنتم لا تعرفون شيئاً عن مبانيكم، لا تعرفون شيئاً عن قواعد الحديث عندكم، لا تعرفون شيئاً عن اصطلاحات الحديث عندكم، لا تعرفون الأحاديث الصحيحة الواردة في أي كتاب وردت، فكيف يمكن أن يستند أو يثق الإنسان بكم حتى يدخل معكم في حوار علمي، مع الأسف الشديد أنهم يخرجون على الفضائيات نعم نحن ندعو إلى حوار علمي، أنت أذهب وتعلم العلم أولاً ثبت العرش ثم أنقش، أنت ثبت أنك عالم وثبت أنك من أهل العلم وثبت أنك واقف على مباني مدرسة الصحابة، وعلى القواعد العلمية في الحديث وغيرها في مدرسة الصحابة ثم ثبت أنك واقف على مباني مدرسة أهل البيت وبعد ذلك يفتح لك حوار علمي ويُتَكلم معك، أما كيف يمكن أن تناقش أراء مدرسة ومباني مدرسة وهي غير معلومة لكم، لا تعلمون ما هي اصطلاحاتهم في باب الحديث، وقواعدهم في هذا المجال، من قال لكم أن كل ما ورد في أصول الكافي فهو صحيح عندنا، نعم أنتم ادعيتم لأنفسكم أن كل ما ورد في البخاري فهو صحيح، وكل ما ورد عند مسلم فهو صحيح، ولكنه هذه الدعوى عند أعلام مدرسة أهل البيت لا أثر لها في أي كتاب حديثي، لا يوجد عندهم كتاب كل ما ورد فيه صحيح، نعم أدعاها البعض من أتباع مدرسة أهل البيت، ولا استطيع أن أعبر عنهم أعلام مدرسة أهل البيت، نعم أدعاها البعض من أتباع مدرسة أهل البيت أن كل ما في الكتب الأربعة كله صحيح، ولكن هذه الدعوى لم يوافق عليها أعلام مدرسة أهل البيت، المحققون من مدرسة أهل البيت، ولذا بعد ليس المنطقي ونذهب ونأخذ كتاب أصول الكافي وننقل منه، نأخذ كتاب البحار وننقل منه، نأخذ أي كتاب حديثي وننقل منه. نعم، إذا كان صاحب الكتاب أو المدرسة قبلت أن كل ما ورد في الكتاب فهو صحيح عند ذلك يمكن أن يكون حجة على أتباع تلك المدرسة أما إذا كان أعلام تلك المدرسة لا يدعون ذلك فكيف يمكن محاججتهم وإثبات هذا من مباني تلك المدرسة.
    المقدم: بقي شيء سماحة السيد وهو ما يرتبط بكتاب المستدرك للحاكم هل يمكن الاعتماد والاستناد على تصحيحاته؟
    سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه عندما نأتي إلى الحاكم النيسابوري حاول البعض وهم بتشخيصي ليسوا من أعلام مدرسة الصحابة لأنني ذكرت في أبحاث سابقة أن الاتجاهات ليست اثنين فقط، وإنما يوجد ثلاثة اتجاهات الاتجاه الأول اتجاه أهل البيت ومدرسة أهل البيت، الاتجاه الثاني اتجاه مدرسة الصحابة وقلت كل خصوصيات هذين الاتجاهين، الاتجاه الثالث وهو اتجاه وضع أسسه بني أمية ووضع أسسه معاوية ومن جاء بعده، هذا الاتجاه الثالث يبني على إقصاء أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بل قتل أهل البيت كما فعلوا في كربلاء، يعني بدأ في زمن بني أمية إقصاءهم فكرياً وإقصاءهم من كل فضائلهم ومناقبهم ثم انتهينا في كربلاء إلى قتلهم وإلى إبعادهم والقضاء عليهم جسدياً وهذا ما سيأتي بحثه في مطارحات في العقيدة عندما نتكلم في معالم الإسلام الأموي.
    على هذا الأساس أنا أعتقد أن هناك اتجاه في كتب الحديث وفي الأعلام والعلماء يحاول أن كل كتاب ينقل فضائل أهل البيت وإن لم يعتقد بخلافة وإمامة أهل البيت وبعصمة أهل البيت مع أنه يقبل بشرعية خلافة الأول والثاني والثالث يعني خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، ولكن لأنه ينقل فضائل علي إذن لابد أن يُسقط ذلك الكتاب ولا يعتبر ذلك الكتاب، ومن هؤلاء الشيخ شيخ الإسلام ابن تيمية، انظروا ماذا يقول في الحاكم النيسابوري في كتابه (المستدرك) أنقل هذا الكلام من (مجموعة الفتاوى) اعتنى بها وخرج أحاديثها عامر الجزار، أنور الباز، شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية الحراني، المجلد 11، فقه الطهارة والصلاة، دار الجيل، الجزء 22، في ص249، يقول: فإن أهل العلم متفقون على أن الحاكم فيه من التساهل والتسامح في باب التصحيح – فلا يمكن الاعتماد عليه، فقد ادعى اتفاق أهل العلم، وهذه هي الطريقة العجيبة التي يستعملها الشيخ ابن تيمية، وهو أنه مباشرة اتفق أهل العلم، إلقاء مسلمات من غير استدلال، ومليء هذه الكتب التي كتبها بمثل هذه الادعاءات كما وجدت في حديث (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) قال: اتفق أهل العلم والمعرفة بالحديث أنه موضوع، وأنه لا أصل له، وأنه لم ينقله مثلاً إلا الترمذي، ولم يرد إلا في الترمذي وغير ذلك- حتى أن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني وأمثالهما بلا نزاع فكيف بتصحيح البخاري ومسلم بل تصحيحه دون تصحيح ابي بكر بن خزيمة، وأبي حاتم بن حبان البستي وأمثالهما، بل تصحيح الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في المختارة خير من تصحيح الحاكم، فكتابه في هذا الباب خير من كتاب الحاكم بلا ريب عند من يعرف الحديث … إلى أن يقول: وكثيراً ما يصحح الحاكم – التفتوا إلى تعبيره وكثيراً، يعني ليس واحد أو اثنين أو عشرة أو مئة، لأن واحد وعشرة ومئة هذا لا يعد كثيراً- أحاديث يجزم بأنها موضوعة لا أصل لها.
    المقدم: إذن سَقَط الكتاب.
    سماحة السيد كمال الحيدري: نعم سَقَّط الكتاب بهذه الطريقة التي يستعملها، وأربأ بنفسي أن أقول للتلبيس وللإيهام أنه هذا الكتاب ماذا؟ لا يقول أن الكتاب ساقط عن الاعتبار، أولاً اتهمه بالتساهل، وثانياً أنه اتهمه قال بأن كثير مما ينقله من الموضوعات، إذن أنت عندما تنقل الرواية لا تستطيع أن تستند إليها منه. لماذا؟
    في مطارحات في ا لعقيدة قلنا أنهم قالوا عنه: أنه شيعي خبيث، لأنه نقل حديث الطير، ونقل حديث (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) ولكنه أريد أن أنقل هنا كلام العلامة التويجري فيما يتعلق بالحاكم النيسابوري، يقول في ص60 من كتاب (الاحتجاج بالأثر) الذي وثقه العلامة ابن باز، يقول: واعتنى الحاكم أبو عبد الله الحافظ بالزيادة في عدد الحديث الصحيح على ما في الصحيحين وجمع ذلك في كتاب سماه (المستدرك) أودعها ما ليس في واحد من الصحيحين مما رآه على شرط الشيخين قد أخرجا عن رواته في كتابيهما أو على شرط البخاري وحده أو على شرط مسلم وحده، وما أدى اجتهاده إلى تصحيحه وإن لم يكن على شرط واحد منهما، وهو واسع الخطو في شرط الصحيح متساهل في القضاء به، فالأولى – محل الشاهد- أن نتوسط في أمره – المستدرك الذي كتبه الحاكم- فنقول: ما حكم بصحته ولم نجد ذلك فيه لغيره من الأئمة – ليس في الصحيحين، يعني إذا نقل الحاكم النيسابوري رواية ونقلها إذا كان في الكتب الأخرى من الأئمة موجود كالمسانيد والمجامع الحديثية الأخرى فتصحيحه يقبل، أما إذا صحح حديثاً أنفرد بتصحيحه نسقطه أو لا نسقطه؟ انظروا ماذا يقول- يقول: ولم نجد ذلك فيه لغيره من الأئمة إن لم يكن من قبيل الصحيح – إذا كانت ضوابط الصحة موجودة فهو إن لم يكن من قبيل الصحيح – فهو من قبيل الحسن يحتج به ويعمل به. يقول: بأنه ماذا نقول إذا ورد الحديث في الجمع بين الصحيحين للحاكم النيسابوري إذا كان الأئمة الآخرون يذكرون الحديث فهو صحيح، وإن لم يرد وانفرد به الحاكم النيسابوري فإن توفرت فيه شرائط الصحة نحكم بالصحة وإن لم توجد فيه شرائط الصحة فهو محكوم بأنه حديث حسن يحتج به ويعمل به.
    في الواقع قلنا أنه قال: إن لم يكن صحيحاً فهو حسن. أنقل من كتاب (مصطلح الحديث) لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، دار ابن الجوزي، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ محمد صالح العثيمين الخيرية، هناك يقسم الحديث إلى المتواتر والى الآحاد، ثم بعد أن ينقل الآحاد يقول والآحاد له أقسام، ومن الأقسام الحديث الصحيح لذاته ثم يعرف ماذا؟ الحديث الصحيح ما رواه عدلاً تام الضبط بسند متصل سلم من الشذوذ والعلة القادحة، هذا القسم الأول وهو الحديث الصحيح، الحديث الحسن قال: والصحيح لغيره، بودي أن المشاهد يلتفت ما هو الحديث الصحيح، ما كان عدلاً ضابطاً، ما هو الصحيح لغيره، الحديث الحسن لذاته إذا تعددت طرقه، إذن إذا كان عندنا حديث حسن ولكن رواته وطرقه متعددة إذن يدخل في الصحيح، ولكن الصحيح بسبب تعدد رواته، ولذا يكون أنزل درجة من الصحيح، ولكنه ملحق بالصحيح، ثم عندنا الحسن لذاته وعندنا الحسن لغيره، ما هو الحسن لغيره، وهو الحديث الضعيف ولكن إذا تعدد رواته فيلحق بالحسن، وهذا الاصطلاح الذي يشير إليه العلامة صالح العثيمين وجدته كاملاً هو الذي يختاره العلامة ابن باز في كتاب المهدي المنتظر في المقدمة هكذا يقول: وكما قال ابن القيم وغيرها فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الضعيف المنجبر – ما هو المنجبر؟ منجبر بغيره فصار حسن بغيره- ويكفينا من ذلك ما استقام … إلى أن يقول: سواء كان صحيحاً لذاته أو لغيره وسواء كان حسناً لذاته أو لغيره. والنتيجة لا يأتي قائل يظهر على الفضائيات عندما تنقل له حديث يقول هذا حديث ضعيف، فيكون ضعيفاً ولكن نجمع أربعة طرق أو خمسة طرق فيكون حسناً بغيره، لا يقول هذا ليس حديث صحيح هذا حسن، نجمع طرق متعدد للحديث فيكون صحيحاً بغيره، وهذا تدليس مع الأسف وتلبيس يحاول أن يستعمله بعض أهل العلم أو بعض أهل الجهل بعبارة أدق.
    المقدم: حصروا الصحيح بالكتابين ليمكنهم أن يجدوا مخرجاً.
    سماحة السيد كمال الحيدري: وأبين بعد ذلك سياسة هذين الكتابين على ماذا قائمة.
    إذن على هذا الأساس بودي أن أوضح هذه القضية بأكثر تفصيلاً، إذن على هذا الأساس عندنا أحاديث صحيحة بذاتها وهو القسم الأول، وهم يدعون أن كل ما في البخاري ومسلم من الصحيح بذاته، وعندنا حسن بذاته والحسن بذاته أيضاً يحتج به، إذن على هذا الأساس إذا وجدنا مجموعة من الرواة وتعددت الطرق يكون الحسن بذاته صحيح بغيره.
    المقدم: معنا الأخ عبد الله من السعودية، تفضلوا.
    الأخ عبد الله: ذكر الشيخ العلامة محمد العربي المالكي من علماء مكة المكرمة في القرن 14 الهجري، في كتابه (براءة الأشعريين من المخالفين في الدين) أن ابن تيمية كان يجازف بقوله أجمع العلماء على كذا وأجمع العلماء على كذا، ودلل على مجازفاته تلك بأكثر من 100 وجه، وأنه لا يعتد بكلامه على الإطلاق، ولكن للأسف ابن تيمية واتباعه استولوا على مذهب أهل السنة والجماعة، بينما أهل السنة الحقيقيين وهم الأشعريون وغيرهم صاروا الآن في الهامش، وصاروا يكفرون، بينما تدر الرواتب الضخمة لتحقيق مؤلفاتهم، وفي الوقت ذاته يكفرون، فأهل السنة الحقيقيين هم الأشعرية والمالكية ولكن للأسف قتل مذهب أهل السنة على يد ابن تيمية وأتباعه، وهذا الكتاب (براءة الأشعريين) هذا كتاب مهم في الرد على ابن تيمية.
    سماحة السيد كمال الحيدري: شكراً على مداخلتكم، وواقعاً هذا الذي أريد أنا أن أقوله أنه كثير من أعلام مدرسة الصحابة ومن أعلام مدرسة السنة هؤلاء واقعاً بريئون من الاتجاه الذي بناه وحاول أن يظهره للناس أو يلبس على الناس ابن تيمية ومن تبعه بعد ذلك أنهم يمثلون مدرسة السنة، هم لا يمثلون مدرسة السنة، ونحن معكم، نحن أتباع مدرسة أهل البيت نعتقد أنهم لا يمثلون مدرسة أهل السنة، لأننا نعتقد أن مدرسة أهل السنة، نعم نختلف معهم في مسألة الخلافة ولكن لا نختلف معهم في مسألة حب أهل البيت، في مسألة مناقب وفضائل وكرامات أهل البيت، هؤلاء كلهم يقبلونها، نعم عندنا مسائل أخرى نختلف فيها ولا مشكلة فيها، أما هؤلاء لا يقبلون أساساً أهل البيت، ولذا إنشاء الله تعالى في مطارحات في العقيدة أن ما يدعى أن ابن تيمية كان مدافعاً عن علي وأهل بيته سيتضح أنه ليس الأمر كذلك، نعم يحاول أن يدس السم في العسل، في بعض الأحيان يأتي ببعض المناقب الظاهرية، ولكنه في الواقع تجد تنقيص وإنكار للفضائل وتجد باسم أهل السنة والجماعة وليسوا منهم.
    المقدم: معنا الأخ أبو فاطمة من العراق، تفضلوا.
    الأخ أبو فاطمة: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أبو فاطمة: أن هؤلاء الذين يدعون أن كل حديث لم يرد في الصحيحين لا يمكن الاحتجاج به لم يلتزموا بهذه القاعدة التي يروجون لها في كل الأحاديث، فمثلاً حديث الثقلين لم يرد في الصحيحين بلفظ (كتاب الله وسنتي) بل لم يرد في الصحاح الستة جميعاً بهذا اللفظ، وإنما ورد بلفظ (كتاب الله وعترتي) في خمسة من الصحاح الستة ما عدا البخاري، ورغم ذلك يقبلون (كتاب الله وسنتي) ويتركون لفظ (كتاب الله وعترتي).
    سماحة السيد كمال الحيدري: في المكان الذي يريدوا أن لا يلتزموا لا يلتزموا، وفي المكان الذي يريدون أن يلتزموا يلتزموا، وهذا تهافت عجيب وتناقض عجيب.
    المقدم: الأخ أبو فاطمة أشار إلى نقطة مهمة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: هذه المداخلة بينت نقطة مهمة واقعاً، كما كانت المداخلة الأولى من الأخ عبد الله من السعودية أيضاً كانت مداخلة أساسية ومنهجية وعملية، وهذا الذي أريده واقعاً عندما نتكلم على الفضائيات وعندما نكتب لابد أن نميز بين هذه الاتجاهات الثلاثة.
    المقدم: معنا الأخ أنور من إيران تفضلوا.
    الأخ أنور: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أنور: الشيخ ابن تيمية هل يتبع نفس طريقة الشيخين البخاري ومسلم، أم له طريقة في الإسناد خاصة بها.
    المقدم: الأخ أنور يقول هل التزم ابن تيميه في كتبه سواء في (منهاج السنة) أو غيره من الكتب هل التزم بشرط الشيخين في التوثيق، أو له غير منهج.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لا أبداً، كما قال الأخ من العراق أساساً في المورد الذي لا يريدون يقولوا لم يرد في الصحيحين، وفي المورد الذي يريدوا أن يستندوا به يستندوا إلى غير الصحيحين. وابن تيمية يقول اتفق العلماء، كما ذكر الأخ من السعودية قال في 100 مورد يدعي الإجماع ولكن لا يوجد إجماع.
    المقدم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، اتضحت الفكرة إنشاء الله، وستتواصل معكم هذه المباحث إنشاء الله تعالى، وكما أشار سماحة السيد حفظه الله تعالى، إلا أننا عندما نقف عند هذه الأمور لكي لا يقول قائل بعد أيام حين نقول ورد هذا الحديث الموثق.
    سماحة السيد كمال الحيدري: في سنن النسائي مثلاً أو في سنن ابن ماجة حتى يأتي قائل ويقول أنه ليس فقط في هذا المورد، في فضائل أمير المؤمنين، في مقامات أمير المؤمنين، في خلافة أمير المؤمنين، في إمامة أمير المؤمنين، هناك روايات واردة.
    المقدم: إنشاء نتواصل معكم، وأيضاً أشكركم مشاهدينا الكرام وإلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/22
    • مرات التنزيل : 1281

  • جديد المرئيات