المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة هذا الأسبوع (موقف علماء أهل السنة والجماعة من حديث خلق الله آدم على صورته، القسم الثاني) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: في البدء هل من إيجاز لما تقدم ذكره عن كبار علماء السنة والجماعة فيما يخص مرجع الضمير في قوله صلى الله عليه وآله (خلق الله آدم على صورته).
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمنالرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
يتذكر المشاهد الكريم أن هذا الحديث يعد من الأحاديث الأساسية التي نقلت في المصادر والمراجع الأصلية في كتب علماء المسلمين بمختلف اتجاهاتهم، ومن هنا وقع الحديث بين كبار علماء الإسلام بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم العقدية أنه ما هو المراد من هذا الحديث وما هو مرجع الضمير في قوله صلى الله عليه وآله أن الله خلق آدم على صورته، قد يقول قائل: ما أهمية هذا الحديث؟
والجواب في كلمة موجزة هو أنه هذا الحديث إن لم يفسر تفسيراً صحيحاً على الموازين العقدية والدينية فأنه يؤدي إلى التشبيه فضلاً عن التشبيه والتجسيم، ولذا وجدنا أن الشيخ ابن تيمية عندما أرجع هذا الضمير إلى الله سبحانه وتعالى التزم بأن الله سبحانه وتعالى نعم ليس كمثله شيء ولكنه لم يدل دليل يدل على أنه لا يوجد له شبيه، نعم ينفي المثلية والنية لله ولكن يثبت التشبيه من وجه آخر. وهذا ما بيناه مفصلاً في البحث السابق.
ولكنه في قبال هذا الرأي ويتذكر المشاهد الكريم أن جملة من كبار علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة أصروا على أن مرجع الضمير في قوله صلى الله عليه وآله على صورته إنما يعود على آدم، ولا يعود على الله سبحانه وتعالى.
ولأجل أن أذكر المشاهد الكريم بهذا الاتجاه الثاني وهو إرجاع الضمير إلى آدم لا إلى الله، أقرأ هذه العبارة وهي ما ورد في كتاب (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج7، ص183) للإمام الحافظ القرطبي، وهذا غير القرطبي صاحب التفسير، المتوفى 656هـ، حققه وعلق عليه …. دار ابن كثير، دمشق، بيروت، قال: (خلق الله آدم على صورته هذا الضمير يعود أو عائد على أقرب مذكور وهو آدم) وهذا هو مقتضى قواعد اللغة العربية إرجاع الضمير إلى أقرب المراجع وأقرب المذكورات، وهذا هو الأصل في عود الضمائر. إلا إذا دلت هناك قرينة أو دليل على أنه لا يعود على الأقرب وإنما يعود على الأبعد، (ومعنى ذلك أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها لم ينتقل من النشأة أحوالاً ولا تردد في الأرحام أطواراً؛ إذ لم يخلقه صغيراً فكبر ولا ضعيفاً فقوي) ومن نعمره ننكسه (بل خلقه رجلاً كاملاً سوياً قوياً بخلاف سنة الله في ولده) في بني آدم وفي ذريته ليس الأمر كذلك وإنما نطفة وعلقة مخلقة وغير مخلقة ثم عظام ثم نكسوه لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر.
هذا هو الرأي الذي اختاره كبار علماء أهل السنة والجماعة والذي يتذكر المشاهد الكريم في الحلقة السابقة نحن اشرنا إلى بعضهم وهم إمام الأئمة ابن خزيمة وكذلك الإمام ابن حبان والقاضي عياض والحافظ ابن حجر والإمام القسطلاني والإمام النووي والحافظ السيوطي والعلامةالمناوي، ومن المعاصرين العلامة الألباني وشعيب الأرنؤوط.
المشاهد الكريم يتذكر في هذا الموقع ابن تيمية وأتباعه قالوا بأنه من لم يقبل بأن هذا الضمير يعود على الله فهو جهمي وهو خارج عن أهل السنة، ولذا قال صالح آل الشيخ: (هو الفيصل بين السني والجهمي) من أمن بأن الضمير يعود على الله فهو سني ومن لم يؤمن بأن الضمير يعود على الله فهو جهمي. ما معنى الجهمية؟ الجهمية إشارة إلى شخص ولكن المراد أنهم قائلون بتعطيل الصفات الإلهية، والغريب أنك تجد أنه علم من أعلام الوهابية المعاصرين يحمل حملة شنيعة على هذا القول الذي يرجع الضمير على غير الله سبحانه وتعالى كما قال هؤلاء أنهم ارجعوا الضمير إلى آدم.
في كتاب (شرح الأربعين النووية، ص45) لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، دار الثريا للنشر، الطبعة الثالثة 1425هـ المملكة العربية السعودية، قال: (من مسائل الأسماء والصفات التي حصل فيها خلاف معنى حديث أن الله خلق آدم على صورته وضجوا وارتفعت أصواتهم وكثرت مناقشاتهم) هذه هي لغتهم تجاه من يخالفهم (فحرفهم قوماً تحريفاً مشيناً مستكرهاً) إذن كل من لم يقل بقول ابن تيمية وأتباع ابن تيمية يصير محرفاً أولاً، وثانياً مشين وثالثاً مستكره. يعني كل هؤلاء الأعلام العشرة ا لذين أشرنا إليهم هؤلاء من المحرفين تحريفاً مشيناً مستكرهاً (وقالوا معنى الحديث خلق الله آدم على صورته أي على صورة آدم، الله المستعاذ) يستعيذ بالله بأن هذا أي كفر وأي تحريف وأي تهويل، (هل يمكن لأفصح البشر وأنصح البشر أن يريد بالضمير ضمير المخلوق بمعنى خلق الله آدم على صورته أي صورة آدم) لا يمكن هذا، هو فقط يفهم اللغة العربية وهؤلاء الأعلام كلهم لا يفهمون، هذا هو اختلافنا الأساسي مع ابن تيمية وأتباعه من الوهابية أننا نقول لهم احترموا الرأي الآخر كما نحن نحترم الرأي الآخر، نحن نقول هذا اعتقادانا وهذا رأينا من أراد أن يتفق معنا فبها ونعمت ومن أراد أن يختلف فليختلف يحترمني واحترمه أما مجرد أن يختلفوا مع أحد بالإضافة إلى هذه التهم التحريف والتأويل والجهمية والخروج عن أهل السنة والجماعة تجد القتل والتكفير وغير ذلك.
إذن القضية أتصور أنها واضحة أن الاتجاه الآخر وهو اتجاه ولا أريد أن أقول الأكثرية حتى يقول لي قائل سيدنا منأين تقول أكثرية.
أقول: اتجاه عدد كبير من أعلام وكبار علماء أهل السنة والجماعة ذهبوا إلى أن مرجع الضمير هو آدم عليه السلام وليس هو الله سبحانه وتعالى.
المُقدَّم: هل يوجد هناك اتجاه آخر في فهم هذا الحديث بأنه ارجع الضمير إلى مرجع آخر.
سماحة السيد كمال الحيدري: في هذه الليلة بحثنا جديد وهو أن جماعة كبيرة وعدد لا بأس به من أعلام أهل السنة والجماعة ذهبوا إلى أن مرجع الضمير في قوله صلى الله عليه وآله (إن الله خلق آدم على صورته) لا يعود على الله كما هو الاتجاه الذي اختاره ابن تيمية وأتباعه من الوهابية ولا يعود على آدم كما اختاره جماعة من أعلام المسلمين.
ومن هنا قد يقول قائل: علامَ يرجع الضمير لأنه في النتيجة لم يأتِ في هذا الحديث إلا المرجع الله أو آدم (إن الله خلق آدم على صورته) فإما أن يرجع الضمير على آدم أو أن يرجع على الله سبحانه وتعالى.
هؤلاء يقولون بانه توجد عندنا قرائن في جملة من الأحاديث على أن مرجع الضمير لا هو الله سبحانه وتعالى ولا هو آدم.
ومن هنا وقبل أن نقرأ كلمات هؤلاء الأعلام، بودي أولاً أن نقف على النصوص التي استند إليها أصحاب الاتجاه الثالث.
هذه النصوص أعزائي واضحة ولعلنا قرأناها في حلقات سابقة ولكنه للإشارة أن اشير لها.
من هذه النصوص ما ورد في (صحيح مسلم، ج4، باب النهي عن ضرب الوجه، رقم الحديث 2612، الباب 32) تحقيق الشيخ مسلم بن محمود عثمان السلفي الأثر، دار الخير، المجلد الرابع، (الرواية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وفي حديث ابن حاتم عن النبي قال: إذا قاتل أحدكم أخاه) هنا ذكر جملة من المفسرين أن المراد قاتل يعني الضرب، يعني تضاربا فيما بينهما. (إذا قاتل أحدكم أخاه فيجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته). إذن هنا في هذا الحديث توجد مقدمة للحديث، في الأحاديث السابقة هذا الصدر لم يكن موجوداً ولكنه هذا الحديث فيه هذا المقطع في الصدر (إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) إذن هذا هو الحديث الذي ورد في صحيح مسلم.
كذلك ورد هذا الحديث في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج12) تحقيق شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، ورد هذا الحديث في موارد متعددة أنا أشير إلى موردين، الأول هو (الحديث رقم 7323، ج12، ص275) (عن النبي إذا ضرب أحدكم) هناك إذا قاتل ولذا قلنا أن المراد من القتال يعني الضرب (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) هنا يقول شعيب الأرنؤوط (إسناد صحيح على شرط الشيخين) وكذلك ورد هذا الحديث في نفس المجلد في (ص382) (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ولا يقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله تعالى خلق آدم على صورته … إسناده قوي).
إذن المورد الثاني. أنا أريد أن أثبت صحة هذا الحديث وأنه لا يقل قوة وصحة عن تلك الأحاديث التي لم يوجد فيها هذا المقطع وهذا الصدر من الرواية.
وكذلك ورد في كتاب (الشريعة، ج3، ص1147) للإمام الاجوري المتوفى 360هـ وردت عدة روايات، الرواية الأولى (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) الرواية 721. وكذلك الرواية (722) (لا تقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته) وكذلك (إذا ضربتم فاجتنبوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته) وكذلك (لا تقل قبح الله وجهك ولا وجه من أشبه وجهك فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته).
إذن مصادر متعددة.
ومنها (المصنف، ج9، ص444) للحافظ الكبير الصنعاني تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، طبعاً هناك نص لابد أن يلتفت إليه (عن قتادة قال رسول الله إذا ضربتم فاتقوا الوجه فإن الله خلق وجه آدم على صورته) ورواية أخرى عن أبي سعيد الخدري (إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه) ورواية ثالثة عن ابن عجلان (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ولا يقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته) وكذلك، وهؤلاء من القدامى يعني الآن (مسند الإمام الحميدي، ج2، ص271) المتوفى 219هـ، قبل البخاري ومسلم وغيرهم. تحقيق سليم أسد الداراني، دار المأمون، دار المغني للنشر والتوزيع، (قال رسول الله إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) في الحاشية يقول: (إسناد صحيح وأخرجه …).
ومن الذين أيضاً أخرجوا هذا الحديث وصرحوا بتصحيحه ما ورد في كتاب (إثبات الحد لله عز وجل وبأنه قاعد وجالس على عرشه، ص167) للدشتي، المتوفى 665هـ، (قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ولا يقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته) وفي الحاشية يقول: (حديث صحيح رواه المؤلف هنا من طريق ابن مندة من طريق عبد الله بن أحمد وكذلك رواه الحميدي في مسنده والبخاري في الأدب المفرد وابن أبي عاصم في السنة وابن خزيمة في التوحيد والاجري في الشريعة والدارقطي في الصفات وأصله في الصحيحين رواه البخاري …).
إذن هذا الحديث واقعاً من الأحاديث التي لم يختلف فيها أحد من كبار علماء الإسلام المحدثين في أنه حديث صحيح بخلاف أن الله خلق آدم على صورة الرحمن، ذاك الحديث ابن خزيمة قال فيه علل ثلاث، والألباني قال فيه علل أربعة وآخرون، بخلاف هذا الحديث فقد اتفقت الكلمة بأنه حديث صحيح لا يوجد فيه كلام من حيث السند.
إذا كان الأمر كذلك الآن لابد أن ننتقل لنرى أن كبار علماء المسلمين، طبعاً أنا لا أريد أن أحصي كل علماء السنة والجماعة وإنما أريد أن أبين للمشاهد الكريم الاتجاه العام الذي عليه كبار علماء السنة والجماعة.
المُقدَّم: كيف استفادوا من هذا الحديث وكيف فسروا عطف الضمير.
سماحة السيد كمال الحيدري: بعد أن بينا أن هذا الحديث من حيث السند تام ولا مجال للتشكيك فيه، تعالوا معنا لنرى ما هو موقف وما هو تفسير كبار علماء أهل السنة والجماعة لهذا الحديث ومنه سيتضح مرجع الضمير في قوله صلى الله عليه وآله (إن الله خلق آدم على صورته) إلى هنا نحن أشرنا إلى اتجاهين: الاتجاه الأول أن مرجع الضمير هو الله سبحانه وتعالى. والاتجاه الثاني مرجع الضمير هو آدم.
تعالوا معنا الآن إلى ثلة كبيرة من علماء أهل السنة والجماعة واقعاً الإنسان عندما يصل إلى هؤلاء يعرف بأن الاتجاه العام هو هذا الذي يشير إليه هؤلاء الأعلام، أنا أحاول أن ألخص حديثي بالقدر الذي يسعه الوقت.
المورد الأول ما جاء في كتاب إمام الأئمة (كتاب التوحيد، ج1، ص95) للإمام الحجة إمام الأئمة ابن خزيمة المتوفى 311هـ، بعد أن ينقل الحديث عن أبي هريرة (إذا قاتل أحدكم) (قال أبو بكر) أبن خزيمة (توهم بعض من لم يتبحر العلم أن قوله صلى الله عليه وآله على صورته يريد صورة الرحمن عز وجل) أن المراد أن مرجع الضمير الرحمن (استناداً إلى قوله أن الله خلق آدم على صورته … عز ربنا وجل أن يكون هذا معنى الخبر) هذا رد صريح لنظرية ابن تيمية (أراد صلى الله عليه وآله أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه) لماذا يجتنب الوجه (فإن الله خلق آدم على صورة هذا الوجه) يعني هذا الإنسان المضروب يشبه وجه آدم أو وجه آدم يشبه هذا الوجه المضروب فإكراماً لوجه أبينا آدم ينبغي احترام هذا الوجه، لماذا؟ لهذه المشابهة الموجودة بين وجوهنا، افترضوا أن فلان يستحق أن يضرب ولكن إكراماً يجتنب الوجه إكراماً لأبينا آدم الذي شرفه الله عز وجل وكرمه. (أراد أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب الذي اُمر الضارب باجتناب وجهه بالضرب والذي قبح وجهه فزجر صلى الله عليه أن يقول ووجه من أشبه وجهك) يعني إذا أردت أن تقول قبح الله وجهك لا تقل له ووجه من أشبه وجهك لأن آدم يشبه وجه هذا الإنسان. وأتصور أن القضية واضحة جداً، وعند ذلك يترابط صدر الحديث مع عجز الحديث ومع ذيل الحديث، لأن الصدر يقول هذا ولا تقل هذا لأن الله خلق، وإلا إذا لم يكن كذلك فلا يوجد ارتباط بين الصدر والعجز (ووجه من أشبهك لأنه وجه آدم شبيه وجوه بنيه فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم) الإمام ابن خزيمة يقول (فإذا قال الشاتم لبعض بني آدم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك كان مقبحاً وجه آدم صلوات الله عليه وآله الذين وجوه بنيه شبيهة بوجه أبيهم فتفهموا رحمكم الله معنى الخبر لا تغلطوا ولا تغالطوا فتضلوا عن سواء السبيل وتحملوا على القول بالتشبيه الذي هو ضلال) يعني لو قلتم أن الضمير يعود على الله يلزم التشبيه الذي لم ينكره ابن تيمية قال نعم نحن نلتزم بالتشبيه ولكن ننفي المماثلة والندية. هذا هو المورد الأول وهو إمام الأئمة ابن خزيمة.
المورد الثاني أيضاً أحد كبار الأئمة الحفاظ وهو ما ورد في (كتاب التوحيد ومعرفة أسماء ا لله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد، ج1، ص223) تأليف الإمام الحافظ محمد بن مندة المتوفى 395هـ، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي الأستاذ المشارك في قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بعد أن ينقل الحديث يقول: (لا يقولن أحدكم … قال) كلام الإمام ابن مندة (هذا إسناد مشهور متصل صحيح … ومعناه صحيح) يعني معنى الحديث (وإنما أراد النبي بهذا الكلام أن الله عز وجل خلق بني آدم على صورة أبيهم) على صورة آدم عليه السلام. المعنى واضح لأنه بعد أن ثبت أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته أول مرة لم يتغير … قد يأتي هذا التساؤل نحن الذين نمر بهذه المراحل أيضاً نشبه أبينا آدم أو لا نشبه؟ الرواية أشارت إلى أنه نعم، هو خلق كن فيكون ولكن أنتم مررتم بمراحل تدريجية نطفة فعلقة مخلقة وغير مخلقة وعظام ولحم وثم أنشأناه خلقاً، يقول: (أراد بهذا الكلام) يعني رسول الله (أن الله عز وجل خلق بني آدم على صورة آدم عليه السلام فإذا شتم أحد من ولده ومن يشبه وجهه فقد شتم آدم فنهى عن ذلك) رسول الله نهى عن أن يشتم الإنسان وأن يقبح وأن يضرب الوجه لأنه يشبه وجه آدم.
وكذلك من الأئمة الكبار في هذا المجال ما ورد في كتاب (أسماء الله وصفاته المعروف بالأسماء والصفات، ج2، ص759) تأليف الإمام الحافظ البيهقي المتوفى 458هـ بعد أن نقل الحديث رقم الحديث 644، قال: (قال رسول الله إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه … قال أراد والله أعلم فإن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب).
ومن الموارد الأخرى التي لابد من الإشارة إليها ما ورد في كتاب (المفهم لما أشكل من تلخيص كلام مسلم، ج6، ص597) للإمام الحافظ القرطبي، بعد أن ينقل الحديث بتفصيله قال: (قال رسول الله) هذه عباراته بشكل تفصيلي يقول: (فإن الناس كلهم بنو آدم ودل على ذلك قوله فإن الله خلق آدم على صورته أي على صورة وجه المضروب فكأن اللاطم في وجه أحد ولد آدم لطم أبيه آدم) وفي (ص598) يقول: (وهذا الذي ذكرناه هو ظاهر الحديث) لا أنه تأويل الحديث بل هو ظاهر الحديث لأن مرجع الضمير واضح وإلا لو لم نرجع الضمير إلى وجه المضروب للزم أن لا توجد علاقة بين الصدر وبين الذيل (وهذا الذي ذكرناه هو ظاهر الحديث) عند ذلك التفتوا إلى العبارة (ولا يكون في الحديث إشكال يوهم في حق الله تشبيهاً) إذا أرجعناه إلى الله يلزم التشبيه (وإنما أشكل ذلك على من أعاد الضمير في صورته على الله تعالى) عند ذلك يحصل الإشكال إذا أرجعنا الضمير على الله يعني النهج الذي نهجه ابن تيمية والوهابية (وذلك ينبغي أن لا يصار إليه شرعاً ولا عقلاً) لا يجوز إرجاع الضمير إلى الله لا شرعاً ولا عقلاً، والقائل هو أحد الأئمة الكبار وهو الإمام القرطبي (وذلك ينبغي أن لا يصار إليه شرعاً ولا عقلاً، أما العقل) لماذا (فيحيل الصورة الجسمية على الله تعالى) وهذا الذي التزمه ابن تيمية (وأما الشرع فلم ينص على ذلك نصاً قاطعاً) يعني لا يوجد عندنا دليل قاطع على أن الضمير لابد أن يعود على الله حتى نحتاج إلى تأويله لا أبداً، بل مرجع آخر وهو إما آدم وإما المضروب (ومحال أن يكون ذلك) يعني إرجاع الضمير إلى الله (فإن النص القاطع صادق) وهذا نص قاطع والصادق لا يقول المحال فيتعين عود الضمير على المضروب لأنه هو الذي سبق الكلام لبيان حكمه.
والمشبهة ماذا فعلوا؟ يقول: (وقد أعادت المشبهة هذا الضمير على الله تعالى) إذن كان واضحاً عند كبار علماء المسلمين من أرجع الضمير على الله هم المشبهة. إذن لسنا نحن من يتهم الشيخ ابن تيمية ولا نحن الذين نتهم الوهابية وأتباع ابن تيمية بأنهم من المشبهة، هذا كلام كبار علماء المسلمين وليس فقط ابن خزيمة حتى تقولون (وقد شذ ابن خزيمة) كما قال صالح آل الشيخ لا أبداً، وإنما هو كلام كبار علماء أهل السنة والجماعة أن من يقول أن الضمير يعود على الله فهو من المجسمة والمشبهة.
أقرأ العبارة مرة أخرى، يقول: (وقد أعادت المشبهة هذا الضمير على الله تعالى فالتزموا القول بالتجسيم وذلك نتيجة العقل السقيم) واقعاً عقل مريض بائس أن الإنسان يلتزم بمثل هذه المباني (والجهل الصميم) هؤلاء يعيشون الجهل في صميمهم (وقد بينا جهلهم) هذا ليس كلامي بل كلام الإمام الحافظ أبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي المتوفى سنة 656هـ وهو غير صاحب التفسير. (فالتزموا بالقول بالتجسيم وذلك نتيجة العقل السقيم والجهل الصميم وقد بينا جهلهم وحققنا كفرهم فيما تقدم). أحد كبار علماء المسلمين يقول من ثبت أنه من المجسمة والمشبهة فهو كافر. هذه هي كلمات علماء المسلمين، نحن لا نتهم أحداً، واقعاً ليس من طبيعة هذا البرنامج أن يتهم أحدا، أبداً أبداً، ولكن أريد أن أبين هذه الحقيقة للمشاهد الكريم أنه الآن الإمام الحافظ القرطبي يقول أنه من ثبت أنه من المجسمة والمشبهة، وهذا الذي تجدونه هذه حالة الإسقاط النفسية أنك تجد ابن تيمية وأتباعه من الوهابية مباشرة من يختلف معه يتهمونه بالكفر والجهمية.
(وقد بينا جهلهم وحققنا كفرهم فيما تقدم …).
إذن هذا علم آخر من الأعلام.
ومن الأعلام الذين أشاروا إلى هذه الحقيقة هو الإمام ابن حبان في (صحيح ابن حبان، ج13، ص18 و 19) بعد أن نقل الحديث قال: (لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، قال أبو حاتم) ابن حبان (يريد به على صورة الذي قيل له قبح الله وجهك من ولده والدليل على أن الخطاب لبني آدم) لا أن الخطاب … حتى يعود الضمير على الله (والدليل على أن الخطاب لبني آدم دون غيرهم قوله صلى الله عليه وآله ووجه من أشبه وجهك) يصرح النبي أنه لا تقل قبح الله وجه ووجه من أشبه وجهك، الله لا يشبه وجه هذا، وإنما آدم يشبه وجه هذا (لأن وجه آدم في الصورة تشبه صورة ولده وبينه) هذا أيضاً علم آخر من الأعلام في هذا المجال.
ومن الأعلام الذين صرحوا بهذا المعنى (الجامع لأحكام القرآن، ج7، ص141) للقرطبي صاحب التفسير المتوفى 671هـ – وهو غير صاحب المفهم المتوفى 656هـ – تحقيق الدكتور عبد الله بن المحسن التركي، قال: (وقد مر النبي صلى الله عليه وآله برجل يضرب عبده فقال: اتقِ الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) يقول المحقق (أخرجه أحمد ومسلم والبخاري …) طبعاً البخاري لم يخرج الذيل (فإن الله خلق …) وإنما قال اتقوا الوجه … قال: (فإن الله خلق آدم على صورته أي على صورة المضروب، أي وجه هذا المضروب يشبه وجه آدم فينبغي أن يحترم لشبهه، وهذا أحسن ما قيل في تأويله). المراد من التأويل ليس خلاف الظاهر هنا، بل المراد من تأويله تفسيره كما ورد في تفسير الطبري تأويل، المراد من التأويل يعني بيان معنى الحديث.
ومن الأعلام الذين صرحوا بعود الضمير إلى المضروب في هذا الحديث، وعند ذلك تنحل المشكلة عندنا أنه على الله أو على آدم، الجواب: لا، لا على الله ولا على آدم وإنما على هذا المضروب. وهذا الكلام الذي سأقوله مهم جداً والقائل ليس هو إنسان عادي بل هو الحافظ بن حجر العسقلاني في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج6، ص391) للحافظ ابن حجر العسقلاني، الطبعة المحققة الأخيرة للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، اعتنى به أبو قتيبة، دار طيبة، قال: (عن طريق أبي أيوب عن أبي هريرة وزاد فإن الله خلق آدم) لأن هذه الزيادة غير موجودة في البخاري (وزاد فإن الله خلق آدم على صورته واختلف في الضمير على من يعود). من اختلف؟ كبار علماء المسلمين. (فالأكثر على أنه يعود على المضروب) أكثر علماء المسلمين، علماء أهل السنة والجماعة كبار علماء أهل السنة والجماعة باختلاف مشاربهم قالوا يعود على المضروب، أقول هذا الكلام بعد ذلك سيتضح أنه كيف أيضاً ابن تيمية وأتباع ابن تيمية أدعوا الإجماع من اهل السنة والجماعة على أن الضمير يعود على الله.
هذا الإيهام وهذا التدليس، لا أريد أن أقول كذب، ولكن هذا الإيهام بأنه يوهم القارئ كأنه من مسلمات أهل السنة والجماعة، مع أنه واقعاً أعزائي هنا … قال في (ص391 من فتح ا لباري): (فالأكثر على أنه يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه) فليتقي الوجه (ولولا أن المراد التعليل بذلك) ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها). لا معنى، فليجتنب الوجه ولا يقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورة الله. ثم ماذا؟ ما العلاقة في هذا، آدم مخلوق على صورة الله، سلمنا. كما تفضلتم آدم مخلوق على صورة آدم، فلماذا يعلل هذا بهذا، فليضرب هذا ويقبح الوجه، لماذا أصلاً هذا، واقعاً هذه نكتة مهمة. يقول إذا لم نقل أن الضمير يعود على المضروب لما كان هناك وجه لتعليل فإن الله خلق آدم على صورة آدم أو على صورة الله، لأنه اساساً لا معنى.
العلامة العثيمين يقول: (وقد أؤلوا تأويلاً مشيناً مستكرهاً وارجعوه إلى آدم) هو تأويلهم هو المشين والمستكره وهو الذي لا ينسجم مع الفصاحة والبلاغة.
يقول: (ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها).
ومن الأعلام الذين صرحوا بهذا المعنى العلامة العيني في كتابه (عمدة القارئ شرح صحيح البخاري) طبعاً يكون في علم الأعزاء أنا أعلم بأن هذه الكلمات تتكرر، نعم أنا قصدي أن أكررها لأقول أن الأكثر بتعبير الحافظ ابن حجر العسقلاني من كبار علماء أهل السنة والجماعة ذهبوا إلى أن الضمير يعود على المضروب، لا على الله …
(عمدة القارئ شرح صحيح البخاري، ج13، ص165) للإمام العيني المتوفى 855هـ، قال: (… وقد اختلف في مرجع هذا الضمير فعند الأكثرين يرجع إلى المضروب وهذا حسن) وهذا هو القول الحسن. عند الأكثرين.
ومن الأئمة الذين أشاروا إلى ذلك ما ورد في (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ج5، ص575) الإمام القسطلاني المتوفى 923هـ تصحيح محمد عبد العزيز الخالدي، قال: (قال ارموا واتقوا الوجه وقد وقع في مسلم تعليل اتقاء الوجه ففي حديث أبي هريرة من طريق فلان خلق الله آدم على صورته والأكثر على أن الضمير يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها …).
إذن القضية كانت من الواضحات عند علماء المسلمين من المتقدمين والمتأخرين وكل هؤلاء الذين أشرنا إليهم من كبار علماء أهل السنة والجماعة.
المُقدَّم: فاء السببية (فإن الله).
سماحة السيد كمال الحيدري: للتعليل وإلا إذا لم يكن هذا علة الإكرام فلماذا ذكر في المقام.
المُقدَّم: قد يقول قائل هنا هل غابت هذه النصوص عن ابن يتيمة، ألم يطلع عليها هو وأتباعه خصوصاً هذا النص الأخير الذي ذكرتموه وإن كان قد اطلع عليه فكيف فسره؟
سماحة السيد كمال الحيدري: هنا لابد أن أشير بشكل واضح وصريح أنه ما هو موقف ابن تيمية وأتباع ابن تيمية من هذا الذي قاله علماء المسلمين، انظروا ماذا يقول هذا الرجل، وواقعاً والحكم للمشاهد أن هذا الإنسان عندما تقرأون له هل هو أمين في النقل أو ليس أميناً، أنا لا أريد أن أقول أنه مدلس أنه كذاب وأنه يحاول أن يوهم القارئ وإلا عشرات الشواهد بل مئات الشواهد تثبت هذه الدعوى، ولكني أترك الحكم للمشاهد الكريم أنه كيف يتكلم هذا الرجل في هذه المسألة.
المورد الأول في كتاب (بيان تلبيس الجهمية، ج6، ص372) تحقيق عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى، حتى يتضح للمشاهد أن الحديث أين في هذا النص، وهو أن الله خلق (قال رسول الله إذا قاتل أحدكم أخاه فلا يلطمن الوجه … فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) مرجع الضمير أين عند ابن تيمية؟ يتكلم في هذا الحديث لا في حديث أن الله خلق آدم … (والكلام على ذلك ان يقال هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله) أنا لا أعلم أن هذه الدعوى من أين أنه ثلاثة قرون السلف كلهم أجمعوا على … ونحن قرأنا عبارات في القرن الثاني أيضاً والثالث أيضاً.
سؤال: أين أولئك السلف الذين صرحوا أن الضمير يعود على الله. دلنا على ذلك حتى نعرفه. قد يقول قائل: سيدنا أنت قرأت من أوائل القرن الثاني والقرن الثالث وما بعد ذلك، قبل ذلك لم تقرأ. أين يستطيع ابن تيمية وأتباعه أن يثبتوا لنا أن كل علماء ثلاثة قرون من علماء الإسلام وأهل السنة والجماعة كانوا متفقين على أن الضمير يعود على الله تعالى. أنا لا أريد أن أناقشه مناقشة مضمونية إذن عند ذلك ما معنى هذا الحديث؟! التفتوا الحديث هكذا يكون.
يقول: (إذا ضرب أحدكم أخاه أو بعده فليجتنب الوجه أو لا يقول له قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك).
لماذا؟ (فإن الله خلق آدم على صورة الله).
المُقدَّم: إذن فابن آدم وجهه يشبه وجه الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: وليس كذلك، إذا قلنا أن الكلام لا يعود على المضروب فلا يوجه وجه شبه ابداً، يعني انفصال تام بين الصدر وبين هذا التعليل فإن الله خلق آدم على صورته.
يقول: (لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله) بأي دليل وبأي مستند وما هي الكلمات، واقعاً هنا ندعو أهل التحقيق وأهل العلم أن يبينوا أين يقولوا ذلك.
ثم في (ص376) على طريقته التي أشرناإليها مراراً وتكراراً وهو أنه إذا اختلف شخص معه قال بأنه بعد ذلك جاءت الجهمية، يعني المعطلة للصفات فحملت الضمير وذهب إليها بعض العلماء واغتروا فيها. هؤلاء الذين ذكرناهم. قال: (ولكن ظهر لما انتشرت الجهمية في المئة الثالثة جعل طائفة الضمير) يجعلهم طائفة مع أنهم كانوا هم الأكثرية كما قال ابن حجر والعيني وغيرهما (جعل طائفة) هناك يقول كل السلف وهنا يقول جعل طائفة (الضمير فيه عائداً إلى غير الله تعالى).
سؤال: إذن يوجد هناك مجموعة من التدليسات والخيانات:
الخيانة الاولى: نسب هؤلاء إلى الجهمية، يقول تأثروا بالجهمية.
الخيانة الثانية: أنه قال أنهم طائفة مع أنهم الأكثر.
الخيانة الثالثة: أنه نسب إلى القرون الثلاثة من السلف أنهم قالوا أنه عائد إلى الله.
سؤال: أولئك الذين يدافعون عن الشيخ ابن تيمية فليدلونا أنه هذه الكلمات الثلاثة كيف نصححها وكيف نقول بأن هذا الرجل أمين وأنه حافظ وأنه شيخ الإسلام، شيخ الإسلام يكذب ويدلس على كبار علماء الإسلام، هذا هو شيخ الإسلام إلا إذا كان شيخ الإسلام بمصطلحكم بهذا المعنى فله معنى آخر ولا مشاحة في الاصطلاح، شيخ الإسلام من يكون أميناً على أقوال العلماء من يكون الحافظ لكلمات علماء المسلمين متورعاً في النسبة لا أنه يخون في النسبة إلى الصدر الأول ويخون في أن يتهم هؤلاء، من هؤلاء الذين أشرنا إليهم، يعني الإنسان عندما يذكر هؤلاء واقعاً هل كل هؤلاء جهمية!! الإمام ابن خزيمة الإمام ابن مندة، الإمام البيهقي، الإمام القرطبي، الإمام ابن حبان، الإمام القرطبي صاحب التفسير، الحافظ ابن حجر، الإمام العيني، الإمام القسطلاني، بينك وبين الله هؤلاء كلهم من الجهمية هؤلاء كلهم معطلة الصفات، هؤلاء كلهم خرجوا عن أهل السنة والجماعة. والغريب، وهذا من اغرب الغرائب. والغريب والعجيب أن الشيخ ابن تيمية هو يصرح أن هذا الرأي وهو أن الله خلق آدم على صورته يعني على صورة الرحمن والتي تدل على التشبيه من وجه هذا هو الذي قالت به اليهود ولا يمانع بذلك. يصرح.
تقول: يقبل هذا المعنى.
أقول: نعم. التفتوا إلى الحقيقة وهو أنه هم يقولون بالقول الذي ينسجممع أقوال اليهود ويظاهرون اليهود ويذهبون، طبعاً تأثراً بكعب الأحبار لأن هذه نقلها لهم كعب الأحبار، هم يقبلون ذلك ولكن يتهمون شيعة أهل البيت ومدرسة أهل البيت وهو أنهم أتباع عبد الله بن سبأ وأنهمأتباع اليهود وأن آرائهم آراء اليهود.
أنا في هذا اليوم أقرأ لكم عبارة لشيخ الإسلام عند الوهابية وهو الذي بتعبير شيخ الإسلام الأموي وشيخ هذا الإسلام البائس انظروا ماذا يقول هذا الرجل في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ج3، ص440) لشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني، المتوفى 728هـ، تحقيق علي بن حسن بن ناصر، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1419هـ المملكة العربية السعودية، الرياض، هذه هدية لأولئك الذين يقولون أن ابن تيمية من أين يأخذ آراءه وأفكاره.
يقول: (ومن ذلك ما جاء في السفر الأول من التوراة، حيث شاء الله أن يخلق آدم) أين ورد؟ في السفر الأول من التوراة عندما أراد أن يخلق آدم (قال لنخلق خلقاً على شبهنا ومثالنا). أنا لا أريد أن أفسر من عندي بل أريد أن أقرأ عبارته (يقول: والمعنى واحد وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وآله: إن الله خلق آدم على صورته، وفي رواية على صورة الرحمن). إذن هو يعتقد هذا الذي ورد عن رسول الله منشأه عند اليهود وأنا لا أعلم من أين ثبت له أن التوراة الموجودة بأيدينا غير محرفة. ولكنه من أين تثبت بغض النظر أن القرآن أثبت أو لا، من أين تثبت أن ما ورد في هذا النص التوراتي نص صدر على لسان موسى، من أين تثبت هذا المعنى. نعم، تثبت لأنه صدر من كعب الأحبار وهؤلاء يثقون بكعب الأحبار ما لا يثقونه بغيره من الصحابة.
يقول: (والمعنى واحد وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وآله أن الله خلق آدم على صورته وفي رواية على صورة الرحمن، فقولهم من هو شبهه ومثاله) يقول: لا، ليس هو مثاله، وإنما هو شبهه. هذا ما أشار إليه فيما سبق قال نقبل التشبيه من وجه ولكن ننفي المثلية.
أين صرح بهذا؟ في (ص444) من الكتاب قال: (ولفظ التوراة سنخلق بشراً على صورتنا يشبهنا لم يقل على مثالنا وهو كقول النبي في الحديث الصحيح لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته، فلم يذكر …).
إذن هو يقول نحن لا نوافق على المثلية ولكن نوافق على التشبيه (وقد تنازع الناس هل لفظ الشبه والمثل بمعنى واحد أو بمعنيين) هو ينتهي ويقول بمعنيين، وقال لا نقبل أن وجه آدم مثل وجه الله لأنه (ليس كمثله شيء) ولكن نقبل أن وجه آدم يشبه وجه الله وهذا هو التشبيه، وهذه هي المشبهة التي قال عنها الإمام القرطبي أن هؤلاء مشبهة ومجسمة وقد بينا أن هذا صادر من عقل سقيم وجهل في الصميم وأنه وأنه …
إذن اتضح لنا الآن أن الشيخ ابن تيمية اتضح لنا أنه يدعي … قبل هذه الحقائق وهي:
أولاً: أن الله سبحانه وتعالى، هذا الضمير في على صورته على يعود على الله لا على آدم ولا على المضروب، وأنه طائفة من المسلمين وأن هؤلاء من الجهمية من لم يقل هذا القول، هذا أولاً.
وثانياً: أنه صرح بأن هذا هو الذي ثبت في توراة موسى التي لم يثبت أن التوراة الموجودة بأيدينا محرفة أو غير محرفة. طبعاً نحن لا نختلف إذا ثبت أن موسى قال ذلك نحن نقبل من موسى لأنه نبي من أنبياء الله العظام، نبي من أنبياء أولي العزم، ولكن إشكالنا في هذا الكتاب الموجود بين أيدينا وهو التوراة هل هو محرف أو غير محرف.
ومن هنا تجد أتباع الشيخ ابن تيمية، نجد أن أحد الذين حققوا هذا الكتاب قدم له وعلق عليه أبو معاذ مسلط بن بندر العتيني، عادل بن عبد الله آل حمدان، علقوا على هذا الكتاب وهم من أتباع الوهابية وابن تيمية، انظروا ما هي عبارته في (ص168) من الكتاب، يقول: (قلت: فعود الضمير) أي ضمير؟ ضمير خلق الله آدم على صورته، حديث قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته، يعلق عليه. يقول: (قلت: فعود الضمير إلى الرحمن في هذا الحديث إجماع من أهل السنة والجماعة).
قرأنا أمامكم، إلا أن يقول قائل أن الإمام ابن خزيمة وأن الإمام ابن مندة وأن الإمام البيهقي والإمام القرطبي والإمام ابن حبان والإمام القرطبي صاحب التفسير والحافظ ابن حجر والإمام العيني والإمام القسطلاني هؤلاء ليسوا من أهل السنة والجماعة.
أعيد العبارة، هذا هو النهج الذي يتبعه هؤلاء تبعاً لابن تيمية وقد قرأنا عبارة ابن تيمية، يقول: (فعود الضمير إلى الرحمن في هذا الحديث إجماع من أهل السنة والجماعة لم يخالف فيه إلا الجهمية معطلة الصفات) إذن هؤلاء كلهم أولاً خرجوا عن أهل السنة والجماعة هؤلاء الأئمة الحفاظ، وثانياً صاروا معطلة وجهمية، تبعاً لابن تيمية الذي قال حدث في القرن الثالث، ولذا هو يقول: (بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة كما قال ابن تيمية، ولهذا اشتد نكير أهل السنة والجماعة على من تأول) يعني اشتد النكير على أهل السنة والجماعة، من شدد النكير عليهم؟ يعني الوهابية وأتباع ابن تيمية. ولكنه دائماً يتكلم بلغة اشتد أهل السنة وأهل السنة قالوا بأنه يعود على آدم كما قرأنا في الحلقة السابقة، كيف اشتد النكير عليهم، ولذا لا يذكر لنا الذي اشتد نكيرهم وكتبوا إلا شخصين، يقول: (الأول الشيخ حمود التويجري والثاني الشيخ عبد الله بن محمد الدويش) هؤلاء الذين اشتد نكيرهم على هؤلاء الأعلام، أنا لا أعلم كيف صار هؤلاء هم أهل السنة وهم نفرين أو ثلاثة هؤلاء الوهابية والباقي كلهم خرجوا من اهل السنة والجماعة وصاروا من الجهمية، ولذا تجدون أنهم حملوا ولم يرحموا حتى كبار علماء الوهابية والسلفية في هذا الزمان، قال: (ولقد تابعه على هذه الزلة من المعاصرين الألباني) إذن أيضاً فقد زل وضل وخرج عن أهل السنة والجماعة وصار من الجهمية وانحرف كما قرأنا عن الدويش فيما يتذكر الأعزاء في الحلقة السابقة.
ولذا نجد أن واحد من كبار علمائهم المعاصرين أو أحد أعلامهم المعاصرين وهو الدكتور سليمان بن محمد الدبيخي في (أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها) يحتار في أنه ابن حجر عندما يقول والأكثر والأكثرين كيف يوجه يقول: (ولعل مراد الحافظ بقوله فالأكثر يعني أكثر أهل التأويل) لا أكثر علماء أهل السنة. لأنه لا يجد مخرجاً لهذا (أكثر أهل التأويل كابن حبان) هؤلاء كلهم صاروا من أهل التأويل وخرجوا من أهل السنة والجماعة وصاروا من الجهمية (كابن حبان والبيهقي والقاضي عياض والقرطبي) ونحن ذكرنا وابن منده وابن خزيمة هؤلاء كلهم صاروا من المؤولة والجهمية والمعطلة والخارجين عن اهل السنة والجماعة.
المُقدَّم: أين أهل السنة.
سماحة السيد كمال الحيدري: كما قلت مراراً فلا يبقى لأهل السنة إلا ابن تيمية وأتباعه من الوهابية وإلا كل المسلمين 99% من المسلمين يكونوا إما أشاعرة وإما معتزلة وإما جهمية وإما صوفية، أما الشيعة فهم روافض وخارجون عن الإسلام، هؤلاء خارجون موضوعاً عند هؤلاء، لا، هؤلاء من جلدتهم من السنة أخرجوا الأشاعرة والصوفية والخوارج والمعتزلة والآن أخرجوا أمثال هؤلاء الكبار حتى الألباني وغير الألباني، ابن مندة وابن خزيمة والبيهقي والقرطبي وابن حجر.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو عبد الله : السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عبد الله: أنا عندي سؤال أفهم من عندك تشرحه لي، وجدت بعض الكلمات التي هي توضح جل جلاله رب العالمين وماذا يكون، التي هي كلمات هو كل شيء وقبل كل شيء وبعد كل شيء … ما معنى أن رب العالمين يكون على كل شيء قدير.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، قادر على كل شيء.
الأخ أبو عبد الله: يعني أن رب العالمين هو كل شيء، يعني أريد أن أفهم من الشيخ كيف تكون هذه بالنسبة إلى التشبيه الذي هو تشبيه صورة آدم.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو فهد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو فهد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو فهد: يا شيخ كمال عندي ثلاث أسئلة قصيرة جداً. الأول: نحاول أن نطقكم بالعربية فيه أخطاء لغوية الكسرة فتحة والضمة فتحة …
المُقدَّم: هذا بسبب العجلة والاندماج في الحديث.
الأخ أبو فهد: أنت تكلم نفسك لأنه لا أحد يصدقك.
سماحة السيد كمال الحيدري: بودي أن يكمل الأخ العزيز حديثه حتى يتضح للأعزاء الكرام المشاهدين بأنه واقعاً إلى الآن لا يوجد أي بحث علمي وأي سؤال فعند ذلك انتهى بهم الكلام إلى أنه أنت تنصب وترفع، نعم بعض الأحيان قد يقع هذا الكلام أنا لا أدعي العصمة في ذلك ولكن بقدر ما يمكن، وعندما أجد المباحث كثيرة جداً اضطر إلى أن أسرع في الحديث فبعض الأحيان … واعتذر للمشاهد الكريم عندما يقع أي خطأ نحوي أو صرفي.
المُقدَّم: الأخ أبو ركام من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو ركام: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو ركام: نحن للأسف نأخذ أفكار جداً سطحية ومن هذه الأفكار أنه يأتي أحد المشايخ ويقول لنا: ما الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر؟ يقول لنا الشرك الأكبر أن تعبد صنم كبير والشرك الأصغر أن تعبد صنم صغير، أنا لا استغرب على هؤلاء أن يفهموا هذا الفهم الخاطئ، بارك الله فيكم. والآن عندنا الشيخ عثمان الخميس يقول الرأي الثاني وهو خلق الله آدم على صورته أي أنه هذا رأي جمهور السلف.
سماحة السيد كمال الحيدري: الآن أمامكم قرأنا ما هو مقصودهم من جمهور السلف. أنا أقول لكم جمهور السلف يعني ابن تيمية وبعض المجسمة والمشبهة الذين قبل ابن تيمية يعني جمهور سلف المشبهة والمجسمة قالوا بهذا القول، وإلا جمهور علماء أهل السنة والجماعة قالوا إما أن يعود الضمير على آدم وإما أن يعود الضمير على المضروب، وهذا ما سأوضحه لاحقاً إن شاء الله تعالى.
المُقدَّم: مع أن رسول الله قال الشرك الأكبر الرياء والسمعة. معنا الأخ عبد الواحد من فرنسا، تفضلوا.
الأخ عبد الواحد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الواحد: يقول الله سبحانه وتعالى (ليس كمثله شيء) فلا يجوز تشبيهه بأي شيء، كل ما خلق الله سبحانه وتعالى لا يطبق عليه، لا تجسيم ولا مكان ولا زمان … والله واحد.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو علي من إيرلندا، تفضلوا.
الأخ أبو علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو علي: عندي سؤال وهو أن بعض الأخوة من أخواننا الذين يتفرجون على البرنامج بعد الحلقة ذهب وسأل أحد الأصدقاء وهو من مدرسة ابن تيمية فكان الرد والحمد لله ولأول مرة أن كلام السيد مضبوط يأتي من الكتب الصحيحة ولكن هذا ليس برأي ابن تيمية وإنما هو لو قرأت الكتاب إلى الآخر فستجد أن ابن تيمية يعني مثل ما يريد السيد أنه معارض لهذا الشيء. أنا سألت الشاب سؤال وأريد أن أسأل السيد: هل أن كتب الحديث هي كتب روائية يعني تقرأ الرواية في البداية تفهم النص أم بالنهاية، أم كل حديث يدرس على حدة.
سماحة السيد كمال الحيدري: يقول هل لكي نفهم حديث لابد أن نقرأ كل الأحاديث؟ لا، لا علاقة لها، كما قرأنا بأنه أساساً أولاً ما يقوله هذا العزيز بأن ابن تيمية بعد ذلك … لا يا أخي العزيز، بعد ذلك ابن تيمية يناقش الآراء الأخرى ويتهم الآراء الأخرى بأنها جهمية كيف يوافقها بعد ذلك، أيعقل هذا، أن يتهم الرأي الذي يقول أن الضمير يعود على آدم أو على المضروب يقول هذا حدث في القرن الثالث من الجهمية ومن معطلة الصفات ومن القرامطة ثم بعد ذلك يختار هذا الرأي، لا يعقل، إذن هو يريد أن يثبت ولذا قال كما في (إثبات الحد لله) المحقق والمحشي والمعلق قال بأنه أساساً من لم يقل بأن الضمير يعود على الله وعلى الرحمن فهو جهمي، وجعله هو الفيصل بين السني والجهمي كما قرأنا في أحاديث سابقة.
المُقدَّم: الأخ عبد الرحمن من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد الرحمن: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الرحمن: في الجواب الصحيح لابن تيمية قالوا، وليس قول ابن تيمية.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا تتلاعبون بالحقائق بهذه الطريقة، التفت (قالوا: وأما قولنا في الله ثلاثة … ومن ذلك ما جاء في السفر … فإن لفظ التوراة نصنع آدم كصورتنا وشبهنا والمعنى واحد وهذا كما قال النبي الأكرم).
إذن قالوا يعني قال اليهود في التوراة، وهو بعد ذلك يعلق ويقول (والمعنى واحد وهذا كما قال النبي) ثم في (ص444) يقول: (وقد تنازع الناس معناه … وأيضاً معلوم) أنا بودي أن المشاهد الكريم أن يراجع في هذه الصفحة. ونفس هذا التلاعب الذي يوجد عند ابن تيمية ويوجد عند من قرأنا من قبل المعلق والمحشي على كتاب إثبات الحد تجد أن من تربى على مدرستهم أيضاً يتلاعبون نفس هذا التلاعب.
ثم هنا نكتة أريد الإشارة لها وإن شاء الله قريباً سيخرج في كتابي (معالم الإسلام الأموي) أن ابن تيمية من أهم الأساليب الملتوية التي استعملها في كتبه هو أنه عندما يريد أن يتبنى رأياً يحاول أن يتبناه عن طريق نسبته إلى الآخرين قالوا، حتى إذا أشكل عليه مشكل يأتي هذا الإنسان إما غير العالم وإما الجاهل يقول أن هذا ليس قوله وإنما هو قول غيره.
المُقدَّم: بدليل أنه قال نحن لا نقبل المثلية ولكن نقبل الشبه.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه الطريقة نعرفها من الشيخ ابن تيمية وهو أنه يحاول أن يطرح آرائه بأن يقول الآخرين أنهم قالوا هكذا، قد يقول قائل، حتى إذا أشكلنا عليه تقولون أن هذا ليس قوله، وهذه طر يقة بائسة للهروب من البحث العلمي أنت إذا كنت مطمئناً قل قولك لماذا تقول الآخرين. ولذا نحن قلنا في أبحاث سابقة عشرات الموارد وجدنا أنهم قد يقول قائل وقالوا ولكنه لم نجد أحد قال ذلك.
المُقدَّم: الأخ أبو محمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمد: سبق وأن صرحت على الفضائيات أنك تتحدى علماء السنة.
سماحة السيد كمال الحيدري: لم أقل علماء السنة وإنما قلت علماء الوهابية وعلماء ابن تيمية. لا تحاول أن تدلس أنك تتكلم باسم ابن تيمية بل قل بأنك تتكلم باسم ابن تيمية والوهابية، من أول الأمر كن أميناً في الطرح، لا تقل أهل السنة والجماعة، أنتم الوهابية أنتم أتباع ابن تيمية لن تمثلوا أهل السنة والجماعة، أنتم تمثلون الخط …
الأخ أبو محمد: أقول لكم أن هذا كلامك لا توجه للعامة بودي أن تكون مناقشة أمام الملأ مع علماء السنة.
سماحة السيد كمال الحيدري: لقد ذكرت آراء علماء السنة جميعاً، الآن عشرين عالماً من كبار علماء السنة وثلاثة أو اربعة من كبار علماء الوهابية ذكرت آرائهم وابن تيمية ذكرت رأيه، لا تقل السنة، أنت لست ممثلاً للسنة، وليس خطابي موجهاً إلى علماء أهل السنة، علماء أهل السنة يعني علماء الأزهر وعلماء المغرب العربي، هؤلاء لم نختلف معهم، كما قرأنا وسيتضح للمشاهد الكريم في الحلقة القادمة أن هذا القول الذي قاله كبار علماء أهل السنة والجماعة يقوله علماء مدرسة أهل البيت في رواياتهم كما سيتضح لاحقاً، إذن تكلم عن الوهابية ولا تتكلم عن أهل السنة.
الأخ أبو محمد: أريد نقاش معهم أما في مناظرة كما تحديث نبين للملأ …
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا كلام مكرر وهو أنه إلا أن تناقش فلان أو فلان، أنا قلت مراراً وتكراراً أن منهجي في هذا البحث هو أنني أطرح الآراء والنظريات وأميز بين خط أهل السنة والجماعة وبين الوهابية وأتباع ابن تيمية، وبحمد الله توجد عندكم عشرات الفضائيات اجلسوا في فضائياتكم وخذوا مقطعاً مقطعاً كما بدأ بعضكم لا أعلم هل هم من أهل العلم أم لا، كما بدأ بعضهم أن يأخذ مقطعاً مقطعاً من كلامي ويجيب، وعند ذلك يكون الحكم هم عقلاء المسلمين أن يحكموا أن الحق معي أو أن الحق مع من يدافع عن الوهابية وابن تيمية.
المُقدَّم: الأخ عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد الله: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الله: عندي سؤال: ألا ترى أنه فيه إجحاف عندما تتكلم عن ابن تيمية.
المُقدَّم: أين الإجحاف؟
الأخ أبو عبد الله: ابن تيمية عالم معروف، ولكن هذا الشيخ لا أعرفه ما هو.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا أسأل الأخ العزيز الكريم أنت لا تعرف اسمي لا مشكلة في ذلك، لأنك لست علام الغيوب حتى تعرف الجميع، هل إمام الأئمة ابن خزيمة عالم كبير أم لا، هل الإمام ابن مندة عالم أم لا، هل الإمام البيهقي عالم أم لا، هل الإمام ابن حبان عالم أم لا، هل الإمام العيني عالم أم لا، هل الإمام القسطلاني عالم أم لا.
لماذا إصراركم على التمسك بمن يمثل خط بني أمية، هو هذا كلامنا معكم، إذا كنتم تقولون نحن نريد أن نتبع علماء المسلمين، نحن في الحلقة السابقة وفي هذه الحلقة ذكرنا لكم لا أقل عشرين أو ثلاثين من كبار علماء أهل السنة من القدماء والمعاصرين يخالفون الشيخ ابن تيمية فلماذا الإصرار على ابن تيمية؟
أنا أقول لكم في جملة واحدة، لأن ابن تيمية في صميم أبحاثه يبغض أهل البيت ويحاول أن يقصي مدرسة أهل البيت، أما هؤلاء فسوف تجدون إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة ننسجم معهم في كثير من المباني.
المُقدَّم: كلمة أخيرة سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: إلى هنا اتضح للمشاهد الكريم أن جمهور علماء أهل السنة والجماعة تقريباً اتفقت كلمتهم على أن الضمير لا يعود على الله، اتفقت الكلمة. نعم، اختلفوا هل يعود على آدم أم يعود على المضروب، ولكن كما يقولون بحسب الاصطلاح الفني أجمعوا على أنه لا يعود على الله، وهذا نتيجة مهمة نأخذها من البحث أن جمهور علماء أهل السنة والجماعة يقولون أن الضمير لا يعود على الله. نعم، أما على آدم وإما على المضروب، وتتمة الحديث إن شاء الله في الحلقات القادمة.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- تاريخ النشر : 2011/10/23
- مرات التنزيل : 4495
-