نصوص ومقالات مختارة

  • موقف ابن تيمية وعلماء أهل السنة من الصفات الذاتية والخبرية ق 2

  • 09/06/2011
    المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة هذا الأسبوع (موقف ابن تيمية وعلماء أهل السنة من صفة القدم والرجل لله تعالى ق(2) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المُقدَّم: هل من خلاصة لموقف ابن تيمية وأتباعه الوهابية من الصفات الذاتية والخبرية كالرجل والقدم والأصابع.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمنالرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    في الواقع أن الحديث في هذه الليلة يعد تتمة للحديث السابق في الأسبوع الماضي، ولكن خصوصية البحث في هذه الليلة أننا وسعنا دائرة البحث لتشمل هذه الدائرة كل الصفات الذاتية الخبرية، يتذكر المشاهد الكريم أن الصفات عموماً تنقسم إلى صفات ذاتية وإلى صفات فعلية، والمراد من الصفة الذاتية يعني الصفة المختصة بذات الله سبحانه وتعالى، أو الصفات المختصة بالذات من قبيل العلم ومن قبيل القدرة ومن قبيل السمع ومن قبيل البصر ونحو ذلك. أما المراد من الصفات الفعلية فهي تلك الصفات التي ترتبط بفعل الله سبحانه وتعالى كالخلق والإيجاد والذهاب والإياب والحركة والصعود والنزول ونحوها، هذه تعتبر من الصفات الفعلية.
    ثم أن الصفات التيتتعلق بالذات تنقسم إلى صفات ذاتية ثابتة من خلال العقل يعني أن العقل يثبتها لله سبحانه وتعالى من قبيل الحياة ومن قبيل الوجود ومن قبيل العلم ومن قبيل القدرة ونحو ذلك من الصفات، وهناك صفات لا يدركها العقل كما يدعي أصحاب هذه النظرية أو أصحاب هذا الاتجاه أن هذه الصفات الذاتية إنما تثبت من خلال النقل ومن خلال الأدلة النقلية التي عبر عنها بالخبر، وهنا لا يرد من الخبر أعزائي أو المشاهد الكريم لا يراد من الخبر يعني خصوص الروايةالواردة عن النبي الأكرم وإنما يراد من الخبر الدليل النقلي أعم من أن يكون دليلاً قرآنياً آية قرآنياً أو أن يكون نصاً او حديثاً نبوياً. وتوضيح ذلك مصاديق هذا البحث هي كل الصفات الذاتية الخبرية التي هي الوجه والصورة بالمعنى الذي ذكره ابن تيمية يعني الأمر المحسوس والشكل المحسوس، الصورة، اليد، الوجه، الأصابع، الجنب، وهكذا عشرات الصفات التي ذكرت في كلمات القوم.
    ما هو موقف ابن تيمية من هذه الصفات؟ أي صفات؟ لا صفات العلم والقدرة السمع والبصر والحياة ونحو ذلك، هذه لا حديث لنا فيها الآن وإنما حديثنا في هذه الصفات وهي المتعلقة باليد والرجل والقدم والأصابع والوجه والصورة والجنب ونحو ذلك، ما هو موقف الشيخ ابن تيمية وما هو موقف أتباع الشيخ ابن تيمية من هذه الصفات؟
    الجواب: في جملة واحدة هؤلاء يقولون أن هذه الصفات تعد من المحكمات لا من المتشابهات. يعني إذا يتذكر المشاهد الكريم في الحلقة السابقة عندما جئنا إلى الآيةالمباركة من سورة آل عمران، قال تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات) هذا النص القرآني بشكل واصح وصريح يقول لنا أن الآيات الواردة في القرآن تنقسم إلى محكمات وإلى متشابهات. إذن الآيات عموماً هي على صنفين: صنف منها محكم وصنف منها متشابه.
    السؤال المطروح: ماذا يعتبر الشيخ ابن تيمية هذه الصفات، هي يعدها من المحكمات أو يعدها من المتشابهات؟ فإن قلت ما هو الفرق؟ الجواب: هذه نقطة أساسية في محور البحث وهو أن هذه الصفات إذا كانت من المحكمات فلابد من حملها على ظاهرها والإيمان بهذا الظاهر وبما يشير إليه هذا الظاهر، يعني عندما تقول الآية (يد الله فوق أيديهم) نرجع إلى اللغة العربية نقول ما هو المراد من اليد، يقال لنا اليد هذه الجارحة هذا العضو الخاص.
    نعم، حيث أن هذه اليد ليست منسوبة إلى المخلوق وإنما هي مسندة إلى الخالق قال (يد الله) إذن بطبيعة الحال يد المخلوق غير يد الخالق، فإذن له يد حقيقة ولكن كأيادي المخلوقين. هنا لا نرجع هذه اليد إلى المحكم لأنها محكمة، أما إذا قلنا أن هذه الآيات أو أن هذه الصفات هي من المتشابهات إذن لابد من إرجاعها إلى المحكمات، ما معنى متشابهات؟ يعني لا يمكن أن يكون ظاهرها هو المراد منها، لا يراد منها ظاهرها، هذا هو المتشابه.
    ما هو المحكم؟ هو الذي يراد به ظاهره ولا نرجعه إلى شيء آخر.
    ما هو المتشابه؟ هو الذي لا يراد به ظاهره ولفهمه لابد من إرجاعه إلى المحكم، وإلا لو لم نرجعه إلى المحكم وعملنا بالمتشابه وقطعنا المتشابه عن أصله وأساسه وهو المحكم نكون قد وقعنا فيما قاله القرآن الكريم (فإما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة).
    أنا أتصور أن القضية جداً خطيرة من الناحية العقائدية، وأن الإنسان لابد في الرتبة السابقة في معرفته التوحيدية لابد أن يميز أن هذه الصفة هل هي من المحكمات أو أنها من المتشابهات، وإلا لو لم يميز لعله صفة محكمة يجعلها متشابهة، ولعل صفة متشابهة يجعلها محكمة، وهذا هو الذي نريد أن نقول أن الشيخ ابن تيمية والوهابية وقعوا فيه إما عن علم وإما عن غفلة وعدم علم. فلهذا أطالب هنا كل من الآن يرى هذا البرنامج أو يسمعه هذا الصوت بعد ذلك … اخواني أعزائي أبنائي من كل الاتجاهات الإسلامية وخصوصاً أتباع الوهابية وأتباع ابن تيمية ابحثوا هذه القضية، الشيخ ابن تيمية يفترض أن كل هذه الصفات من اليد والرجل والوجه والصورة والأصابع والجنب والذهاب والإياب يعني الصفات الفعلية والمجيء والصعود والنزول وغيرها يقول كل هذه من المحكمات، فإذا كانت من المحكمات، فإذا كانت من المحكمات ماذا يعني هذا؟ يعني لابد من إمرارها على ظاهرها وأن ظاهرها هو المراد حقيقة، لا يمكن أن نقول أن الظاهر غير مراد.
    إذن أول نتيجة تترتب على كون الصفة محكمة هو أنه يترتب على ذلك أنه يراد منها حقيقتها ولابد من إمرارها على ظاهرها.
    تقول: سيدنا من يقول أن الوهابية يقولون ذلك وأن اتباع ابن تيمية يقولون ذلك.
    الجواب في جملة واحدة، قرأنا مصادر عديدة في الحلقة الماضية، والآن نذكر بعضها.
    منها: ما ورد في (كتاب الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد، ص144) بقلم الدكتور صالح الفوزان، دار ابن الجوزي، قال: (ونصوص الصفات) أي صفات؟ الصفات التي جاءت في القرآن يعني الصفات الذاتية الخبرية (ونصوص الصفات من المحكم لا من المتشابه) صريحاً، فإذا كانت من المحكم بعد ذلك سيتضح أن أعلام الوهابية ماذا قالوا؟ قالوا إذا كانت من المحكمات فيراد بها ظاهرها فلابد من إمرارها على ظاهرها، ولابد أن يكون المراد بها حقيقة هذه الألفاظ والمعاني (وإنما ينكرها المبتدعة) يعني ينكر أن الصفات من المحكمات، يعني من أنكر أن هذه الصفات ليست من المحكمات وإنما هي من المتشابهات ماذا يصفه الفوزان (هم من المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة) ما هي صفة هؤلاء (الذين ساروا على منهج مشركي قريش) إذن صاروا مبتدعة وجهمية ومن مشركي قريش (الذين يكفرون بالرحمن ويلحدون فيه أسماء الله). إذن هم من الكفار وهم من الذين يلحدون في أسماء الله.
    النتيجة التي ترتبت على هذه الحقيقة هوأنه إذا كانت هذه الصفات جميعاً … قلت في مقدمة البحث لا يختص البحث في الآيات القرآنية وإنما يشمل الأخبار أيضاً.
    العلامة العثيمين وهو من أعلام الوهابية المعاصرين في (شرح العقيدة الواسطية، ص414) دار الثريا للنشر، قال: (رابعاً: أن لله تعالى رجلاً وقدماً حقيقية) لماذا؟ من أين؟ لو قلت له من أين تقول أنها حقيقية ويراد بها الظاهر؟ يقول باعتبار أنها من المحكمات وإلا لو كانت من المتشابهات لما قال حقيقية، بل قال لا يراد بها ظاهرها، المهم لا يراد بها ظاهرها. نعم، مرة نقول يد الله أو رجل الله أو قدم الله ومرة نقول قدم الإنسان او قدم البقر أو قدم الفيل أو قدم المخلوق؟ ما الفرق؟ يقول الفرق هو الفرق بين الخالق والمخلوق ولكن قدم حقيقة. هذه قدم للمخلوق قدم حقيقة ولكن مخلوقة، وتلك قدم حقيقة ولكن غير مخلوقة، ولكن قدم حقيقة.
    أنا فقط أريد أن أقرر مطلب ونظرية الجماعة حتى لا يتضح ماذا تقول هذه النظرية. (لا تماثل أرجل المخلوقين ويسمي أهل السنة هذه الصفة) الثابتة بالنص (الصفة الذاتية) يعني مرتبطة بالصفات الذاتية لا الفعلية (الخبرية لأنها لم تعلم إلا بالخبر ولم تعلم بالعقل والاستدلال العقلي).
    وفي مورد آخر أوضح وأصرح من ذلك يقوله العلامة العثيمين في كتابه (شرح العقيدة السفارينية، ص107) مدار الوطن للنشر، قال: (أما ظاهرها فهو المعنى اللائق بالله حقيقة دون المجاز) يقول (فالمراد باليد يد حقيقية لا أنه لا يراد بها حقيقة) لماذا تقول أنها يد حقيقية؟ يقول لأنها من المحكمات ولو كانت من المتشابهات فلا يراد بها ظاهرها (تأخذ وتتصرف وتقبض وتبسط وكذلك) لا يقول قائل بأن السيد الحيدري عندما تقول تقبض وتبسط هذا تشبيه ونحن نقول بلا تشبيه. نعم، ولكن له يد حقيقة وهذه اليد لها قبض وبسط حقيقة وإن كانت لا تشبه قبض وبسط المخلوقين، لماذا؟ لأنه واقعاً أنا قبضي وبسطي لا يشبه مخلوقاً آخر، الله أيضاً له قبض وبسط لا يشبه المخلوقات. (وكذلك أيضاً المراد بالأصابع أصابع حقيقية) الله له أصابع (يأخذ الله بها ما أراد من خلقه) بهذه الأصابع (وكذلك المراد بالعين) إذن الله له عين حقيقة وله إذن حقيقة وله جنب حقيقة وبعبارة أخرى خلق آدم على صورته، هذه على المبنى. الطول والعرض والمكون من اللحم هنا وهناك من شيء آخر (وهكذا بقية الصفات) يعني بقية الصفات الذاتية الخبرية من اليد والرجل والعين والصورة والوجه … (فنحن نمرها كما جاءت لفظاً ومعنى) لماذا؟ الجواب في جملة واحدة: لأنها من المحكمات (لأنها ألفاظ جاءت لمعانٍ) يعني لفظ اليد وضع لمعنى ولعضو معين ولجزء معين (فمن نفى اللفظ فإنه لم يمره ومن نفى المعنى فإنه لم يمره) يعني لو قال بأنه لا يراد به ظاهره أيضاً لم يمره على ظاهره.
    إذن في جملة واحدة نظرية ابن تيمية وأتباعه من الوهابية يقولون أن كل هذه الصفات التي وردت، أنا إنما جعلت البحث أعم حتى لا نحتاج أن نقف عند كل صفة صفة. يقولون أن الأصل فيها جميعاً هي أنها من المحكمات فإذا كانت من المحكمات إذن لابد من إمرارها على ظاهرها ويكون ظاهرها مراد منها حقيقة ولكن مع حفظ هذه النكتة وذلك لقوله تعالى (ليس كمثله شيء) نقول اليد المنسوبة إلى المخلوق شيء واليد المنسوبة إلى الخالق شيء آخر، يد حقيقة ولكن لا كأيدي المخلوقين رجل حقيقية ولكن لا كأرجل المخلوقين وجه حقيقة ولكن لا كوجه المخلوقين.
    إذن النتيجة ما هي؟ أن الله يشبهه شيء أو لا يشبهه، يأتي جواب الشيخ ابن تيمية يقول: لم يأت عندنا نص واحد لا في الكتاب ولا في السنة أنه نفى التشبيه عن الله، نعم يشبهه من وجه ويخالفه من وجه آخر.
    فالرجل له رجل هذا له رجل وهذا له رجل، ولكن هذه رجل واجبة وهذه رجل مخلوقة، هذه رجل للخالق وهذه رجل للمخلوق وإلا من نفى التشبيه كما قرأنا عنه سابقاً من نفى التشبيه عنه مطلقاً فقد صار معطلاً وقد صار جاحداً لصفات الله سبحانه وتعالى. هذه هي خلاصة نظرية ابن تيمية وأتباعه.
    المُقدَّم: صار واضحاً وكل ما ستذكرونه إن شاء الله يرجعه المشاهد إلى هذا الأصل.
    سماحة السيد كمال الحيدري: إلى هذا الأصل وهو أنه إذا كانت محكمة ما هي النتيجة وإذا كانت متشابهة ما هي النتيجة.
    المُقدَّم: ما هو موقف علماء المسلمين من هذه الصفات الخبرية يعني له جعلوها من المحكمات أم جعلوها من المتشابهات.
    سماحة السيد كمال الحيدري: من هنا يتميز جيداً موقف أكثر وأغلب إن لم أقل إجماع علماء المسلمين على أن هذه الصفات الخبرية هي من المتشابهات وليست من المحكمات، هذا الإنسان الذي كلما تكلم نسب نفسه إلى أهل السنة ونسب نفسه إلى السلف، والوهابية تقولون أن ابن تيمية يمثل نظرية أهل السنة، هنا يتضح خطأ وكذب وعدم صحة هذه الدعوى. لأنه بعد ذلك سنشير إلى أن أغلب علماء المسلمين قالوا أن هذه الصفات هي من الصفات المتشابهة وليست من الصفات المحكمة والنتيجة ما هي؟ أنهم يراد بها ظاهرها أو لا يراد، وهذا مفصل كبير ومفرق عظيم بين نظرية ابن تيمية وأتباعه من الوهابية ونظرية أهل السنة والجماعة.
    ولكن قبل أن أقرأ كلمات علماء أهل السنة في هذا المجال بودي أن أشير إلى الضابط الذي على أساسه نقول بأن هذه الصفة محكمة وأن هذه الصفة متشابهة. عرفنا ما هو المحكم والمتشابه، المحكم هو الذي يبقى على ظاهره ويراد به هذا الظاهر، أما المتشابه فلا يراد به هذا الظاهر وإنما لابد من إرجاعه إلى المحكم، ولكن السؤال وهو أن ابن تيمية لم يذكر لنا دليلاً على أن هذه الصفات من المحكمات، نعم عرفنا معنى المحكم وعرفنا معنى المتشابه ولكن ما هو الملاك والضابط الذي على أساسه نقول هذا محكم وهذا متشابه؟
    ابن تيمية اتضح للأعزاء وقد قرأنا أنه لا هو ولا أتباعه بينوا لنا الدليل على أن هذه الصفات هي من المحكمات، إذن الخلل الأول في كلام ابن تيمية وأتباعه أنهم لم يقيموا دليلاً على أن هذه الصفات من الصفات المحكمة.
    ما هو الضابط؟ الضابط واضح وجلي ولكن يحتاج إلى تأمل. التفتوا إلى هذه النقطة وهي أنه إذا كانت صفة من الصفات قابلة الثبوت لله فهي صفة محكمة أما إذا كانت الصفة غير قابلة لأن نثبتها وأن نصف الله بها فهي صفة متشابهة. نحن عندما ندخل في الآيات والروايات الواردة عن النبي ما هو المقياس وما هي المسطرة وما هو الميزان الذي على أساسه نقول هذه الصفة محكمة أو هذه الصفة متشابهة.
    الجواب: لابد أن نعرف أنها هل هي صفة كمال لله أو صفة نقص لله، فإن ثبت أنها من صفات الكمال نقول هي المحكمات. ومثال ذلك لو دخلنا في رواية وجدنا أنها تثبت العلم لله نقول أن هذه الصفة محكمة لأن العلم كمال، أما لو وجدنا أنه ينسب الجهل إلى الله هذه الصفة يلازمها جهل الله سبحانه وتعالى تعالى عما يقول الظالمون إذن هذه الصفة صفة متشابهة وصفة نقص فهي متشابهة وليست محكمة، حتى لو صدرت في آية قرآنية أو في حديث نبوي صحيح السند ولكن المضمون لا يمكن أن يراد به ظاهره بل هو متشابه لابد من إرجاعه إلى المحكم، لو وجدنا أن صفة من الصفات تثبت الحدوث لله سبحانه وتعالى ماذا نجعل هذه الصفة، الحدوث صفة كمال أم صفة نقص؟ من الواضح أنها صفة نقص بالنسبة إلى الله فهي من المتشابهات. لو جئنا إلى الجسمية فهل هي صفة كمال أو هي صفة نقص، لكي يتضح بأن الاتجاه الذي يسير به ابن تيمية أين، والاتجاه الذين يسير به المسلمون أين. هنا بشكل واضح وصريح ابن تيمية يقول أن الجسمية صفة كمال لله إذا ورد ما يثبت الجسمية فهي من المحكمات لا من المتشابهات. وهكذا ما يلازم الجسمية من قبيل المكان والحيز والجهة ونحو ذلك، وهكذا يصل إلى نتيجة أن الله له صورة الإنسانية خلق الله آدم على صورة الرحمن، يقول هذه ليست صفة نقص بل هي صفة كمال، إذن له عين ورجل وقدم هذه صفات نقص أم صفات كمال، صفات كمال، إذن هي من المحكمات أو من المتشابهات؟ يقول من المحكمات.
    أما في قبال ذلك ماذا يقول علماء المسلمين قاطبة؟
    يقولون الجسمية، التركيب، الحيز، المكان، الجهة، العين يعني العين المحسوسة، اليد كجارحة، القدم، الرجل، الأصابع. هذه كلها صفات نقص فإذا كانت صفات نقص فهي من المتشابهات وإذا كانت من المتشابهات، وإذا كانت من المتشبهات فإذا وردت في الآيات والروايات فلا يمكن أن يكون المراد بها ظاهرها.
    أنا أتصور أن الضابط صار بيد الأخوة، إذن إذا وجدتم أن ابن تيمية لا يأبى عن إثبات الجسمية لله سبحانه وتعالى لأنه يعتقد أنها ليست صفة نقص، وإذا وجدتم أنه يثبت اليد والرجل والقدم والأصابع والعين ويجعلها من المحكمات لانه لا يعتبرها صفات نقص بل هي صفات كمال عنده.
    ولذا أنا أتصور أن هؤلاء المساكين الذين يخرجون على الفضائيات أو الذين يكتبون في بعض المواقع الإلكترونية وغيرها ويحاولوا أن يدافعوا عن الشيخ ابن تيمية واقعاً هؤلاء لم يعرفوا مباني ابن تيمية، هؤلاء يدافعون عن ابن تيمية بما لا يرضى، ابن تيمية يقول لهؤلاء المدافعين من قال لكم أن الجسمية عندي نقص حتى تقولون أن الشيخ لا يقول بالجسمية، أنا أرى أن الجسمية كمال وهي من الصفات المحكمة وليست من المتشابهة. من قال لكم أني لا أثبت له يد حقيقية، تقول له: أن اليد الحقيقية نقص. يقول: لا، اليد الحقيقية كمال والذي لا توجد عنده يد فهو ناقص.
    أريد أن أبين النظرية وأريد أن أضع الموازين العلمية وخصوصاً من خلال الاتصالات يتضح أن كثيراً من أهل العلم وكثيراً من المحققين وكثيراً من العلماء وكثير من الأكاديميين يتابعون هذا البرنامج، أريد أن أضع الضابط والميزان والملاك الذي على أساسه نميز بين الصفات المحكمة والصفات المتشابهة، بين صفات الكمال وصفات النقص.
    ومن هنا بعد أن اتضح أنا لشيخ ابن تيمية يقول أن هذه الصفات هي صفات محكمة فهي كمال لله سبحانه وتعالى.
    تعالوا معنا إلى علماء المسلمين لنرى أنهم يعتقدون أن هذه الصفات هل هي صفات محكمة أم هي متشابهة، فإذا ثبت أنهم يقولون أنها محكمة فالحق مع ابن تيمية أن علماء المسلمين أهل السنة أيضاً يقول. طبعاً نحن لا نعتقد أنها من المحكمة يعني مدرسة أهل البيت. أنا أميز بين نظرية ابن تيمية الاتجاه الذي سار عليه ابن تيمية والاتجاه الذي سار عليه أهل السنة، علماء أهل السنة، أنا أعتقد أنهما اتجاهان وأنهما مدرستان لا مدرسة واحدة ولا اتجاه والحد ولا قراءة واحدة للنص الديني، هذه قراءة وهذه قراءة أخرى للنص الديني.
    تعالوا معنى إلى كلمات علماء المسلمين لنرى أنهم ماذا يقولون، أن هذه الصفات هل هي من المحكمات أم هي من المتشابهات؟
    هذا الأصل أنها إذا كانت الصفة ممكنة لله فهي ثابتة وإذا كانت ممتنعة فلا يراد بها ظاهرها لا يتبادر إلى ذهنكم أن الشيخ ابن تيمية وأتباع الشيخ ابن تيمية كالعثيمين والوهابية لا يوافقون على هذا، لا، بل يوافقون على الأصل، وعندما ينسبون صفة إلى الله كالجسمية وكالتركيب والحيز والمكان، يقولون هذه ليست ممتنعة على الله بل هي يمكن أن تكون ثابتة لله سبحانه وتعالى.
    والشاهد على ما أقول، انظروا إلى ما صدر من أحد أعلامهم المعاصرين في (التعليق على صحيح مسلم، ج1، ص625) للعثيمين، مكتبة الرشد، ناشرون، يقول: (وكذلك أيضاً حديث فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به) هذه النظرية المعروفة بقرب النوافل (وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها) كنت سمعه وبصره ويده التي يبطش بها (ورجله التي يمشي بها) هذا لازمه أن الله يكون رجل العبد والله قديم ورجل العبد حادث، ماذا يقول العثيمين هنا (هذه قطعاً ليس المراد ظاهرها) من أين تقول هذا حديث صحيح الله يقول أنا رجل عبدي المؤمن، يقول لا، أنا أقبل الحديث الصحيح إذا كان ظاهر الحديث معقولاً ويليق بالله ويمكن إثباته لله إما إذا يلزم النقص على الله سبحانه وتعالى فلابد من تأويل ظاهره ولابد من أن نقول أنه لا يراد به ظاهر الحديث. (هذه قطعاً ليس المراد ظاهرها لأن يد الإنسان حادثة لم تكن ولا يمكن أن يكون الله عز وجل جزءاً من بشر) معنى هذا الكلام أن أصل القاعدة يقبلها هؤلاء، إذن عندما وافقوا أن الله له يد حقيقية يعني هذه ممتنعة أو ممكنة؟ ممكنة، وإلا لو كانت ممتنعة لقالوا ليست محمولة على ظاهرها.
    إذن حيث أثبتوا اليد حقيقة لله نستكشف أنهم يرون أنها ممكنة أو ممتنعة؟ لو كانت ممتنعة لقالوا أن ظاهرها غير مراد كما فعلوا في هذا المورد.
    تعالوا معنا إلى كلمات أعلام المسلمين لنرى ماذا يقولون في هذه الصفات. أنا لا أطيل على المشاهد الكريم كثيراً. أحاول أن أشير إلى بعض المصادر.
    الأول: ما جاء في (تفسير القرآن، ج5، ص245) للإمام العلامة شيخ الإسلام حجة أهل السنة أبي المظفر السمعاني الشافعي، أحد أئمة الشافعية، السلفي المتوفى 489هـ تحقيق أبي تميم ياسر بن إبراهيم، دار الوطن، الطبعة الأولى سنة 1418هـ في ذيل الآية 30 من سورة ق، يقول: (وهذا الخبر) يعني لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع الجبار فيها قدمه فتقول قط قط أي حسبي يعني امتلأت (وهذا الخبر يؤيد القول الثاني، والخبر من المتشابه) هذا هو محل الشاهد. طبعاً ليس هذا الخبر فقط بل كل الروايات التي تكلمت عن الرجل والقدم والأصابع والوجه واليد والجنب والصورة …
    سؤال: ما هي النتيجة؟ بعد ذلك يتضح أنهم يقولون أنه لا يمكن المراد ظاهرها. هذا القدر يكفي، وهو أنه يراد بها ظاهرها حقيقة أو لا يراد؟ لا يراد بها ظاهرها. هذا هو المورد الأول.
    المورد الثاني: ما ورد في كتاب ابن سعيد الطوفي الحنبلي (شرح مختصر الروضة) المتوفى 716هـ تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي، في المقدمة لابد أن أشير إلى أن المحقق وهو الدكتور التركي في (ج1، ص16) يقول: (وسواء صح هذا أم لم يصح) يعني أنه متهم بالتشيع أو غير متهم (فإن شرحه لمختصر الروضة قد جاء كله جملة وتفصيلاً على أصول مذهب الحنابلة) هذا الكتاب بعد ذلك تشيع لم يتشيع متهم غير متهم لا يهمنا، هذا الكتاب مكتوب على أصول الحنابلة (ولا أثر للتشيع فيه) في هذا الكتاب (في أي جزئية منه) في أي مفردة بالتفاصيل كلها مكتوبة على أساس نظرية الحنابلة، إذا كان الأمر كذلك كما يقول الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي. تعالوا معنى إلى (ج2، ص43 و44) من هذا الكتاب يقول: (وأما معناه) معنى المحكم والمتشابه (فأجود ما قيل أن المحكم المتضح المعنى) لا مشكلة فيه (يحمل على ظاهره كالنصوص والظواهر والمتشابه مقابله غير المعلوم … أو لظهور تشبيه في صفات الله كآيات الصفات وأخبارها نحو ويبقى وجه ربك، بل يداه مبسوطتان، لما خلقت بيدي، فيضع الجبار قدمه، فيظهر لهم في الصورة، ونحو ذلك مما هو كثير في الكتاب والسنة لأن هذا اشتبه المراد منه على الناس) فإذن كل هذه من المتشابه، مشتبه على الناس، فإذا كان متشابه فلا يراد به ظاهره (فلذلك قال قوم بظاهره فجسموا وشبهوا) صريحاً يقول من حمل هذا على ظاهره وقال من المحكمات فهو من المجسمة ومن المشبهة بشكل واضح وصريح. هذا هو المورد الثاني.
    المورد الثالث ما ورد في (عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج25، ص 238 و 239) للإمام العلامة العيني، المتوفى سنة 855هـ قال: (قوله ينزل) الحق التي هي من الصفات الفعلية من النزول (كذا فلي رواية أبي ذر في رواية الأكثرين يتنزل من باب التفعيل وهذا من باب المتشابهات) طبعاً لا فقط النزل، يعني لا أنه الصفات الخبرية من المتشابهات الصفات الفعلية أيضاً من المتشابهات النزول والصعود والذهاب والجلوس والقعود والقيام والهرولة والركض ونحو ذلك، يقول هذه كلها من المتشابهات.
    ومن الذين صرحوا بأنها من المتشابهات ومهم عندي هذه النقطة وهي أنه ينسب ذلك إلى أكثر علماء المسلمين والناسب ليس إنسان عادي وإنما هو العلامة الالوسي في تفسيره (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ذيل الآية 30 سورة ق، ج25، ص437) تأليف شهاب الدين محمود الالوسي المتوفى 1270هـ مؤسسة الرسالة، بعد أن ينقل حديث وضع قدمه قال: (ويدل على غيرما حديث أنها) أي النار (تطلب الزيادة حقيقة إلا أنه لا يدرى حقيقة ما يوضع فيها حتى تمتلئ) تطلب الزيادة فيوضع فيها شيء حتى تمتلئ (إذ الأحاديث في ذلك) يعني الروايات التي قالت يضع قدمه (من المتشابهات التي لا يراد بها ظواهرها عند الأكثرين). إذن أشار إلى نكتتين في نصف سطر، قال: أولاً أن هذه الأحاديث من المتشابهات، ثانياً إذا صارت من المتشابهات فلا يراد بها ظاهرها، هذا هو التعريف الأساسي للمتشابه والمحكم، إذا صار محكماً يراد به ظاهره، إذا صار متشابهاً لا يراد به ظاهره. والنقطة المهمة يقول (عند الأكثرين) يعني عند الأكثرية من علماء الإسلام يعتبرون هذه الصفات من الصفات الخبرية.
    إلى هنا اتضح لنا بأن جملة من علماء أهل السنة قالوا بأن هذه الصفات الذاتية الخبرية بل حتى الصفات الفعلية الخبرية هي من المتشابهات التي لا يراد بها ظاهرها ونسب ذلك العلامة الالوسي إلى أكثر علماء المسلمين.
    ومن الأعلام المعاصرين الذين نسب ذلك إلى أكثرية علماء المسلمين ما جاء في كتاب (ابن تيمية حياته وعصره، ص226، الفقرة 288، عنوان المتشابه والتأويل) للإمام محمد أبو زهرة بعد أن يقرأ هذه الآية المباركة من سورة آل عمران يقول: (وإن جمهور المفسرين على أن الآيات المتشابهات في كتابه الكريم) جمهور المفسرين يعني أكثر علماء (في أن الآيات المتشابهات في كتابه الكريم هي الآيات المتعلقة بالصفات والأفعال المضافة إلى صفاته تعالى) إذن الصفات الذاتية الخبرية والصفات الفعلية الخبرية كلها من المتشابهات، من قبيل (يد الله فوق أيديهم ومن مثل الرحمن على العرش استوى) ومن قبيل (وكلمته ألقاها إلى مريم). ثم يقول عدد كبير من العلماء قالوا أنها ليست من المتشابهات ولكن جمهور المفسرين قالوا أنها من المتشابهات.
    هذا رأي آخر من أعلام المعاصرين وهو من كبار علماء أهل السنة المتتبعين من علماء الأزهر.
    ومن العلماء المعاصرين الذين قالوا أن هذه الرواية هي القدم والرجل وما يشبهها من الصفات الذاتية والخبرية من المتشابهات، لا يستغرب المشاهد الكريم لأني سأذكر اسماً قد يقول المشاهد أن هذا غير معقول، لا، بل هذا معقول وسأبين النكتة، وهو العلامة شعيب الأرنؤوط وهو معروف بأن نهجه تابع لابن تيمية.
    الجواب: لأبين هذه القاعدة للمشاهد، وهي أن العلامة شعيب الأرنؤوط في الصفات ليس تابعاً لابن تيمية، يعني لم يستطيع أن يوافق الشيخ ابن تيمية والوهابية في الصفات الذاتية الخبرية والصفات الفعلية الخبرية، كلها يقول من المتشابهات، يعني لا يراد بها ظاهرها وإنما لابد من إرجاعها إلى المحكمات.
    تقول: سيدنا أنت قلت مراراً وتكراراً أن هذا الإنسان هواه أموي ومن أتباع ابن تيمية.
    الجواب: فيما يتعلق بفضائل أهل البيت هو أموي الهوى، وتابع لابن تيمية وتابع للوهابية أما فيما يتعلق بالصفات فليس كذلك. والشاهد على ما أقول هو ما جاء في (مسند الإمام أحمد، ج13، ص152، ذيل الحديث 7718) مؤسسة الرسالة يقول: (قدمه وجاء رجله) يعني في بعض النصوص قدم وفي بعض النصوص رجل (هو من المتشابه) إذن هو يعتقد أنها من المتشابهات لا من المحكمات، إذن لا يراد بها ظاهرها. ومن هنا تجدون أنهم، هذا الدليل عندي على أنهم لا يعتقدون أنه هو من أتباع ابن تيمية الوهابية، كتبوا كتاباً في الرد شعيب الأرنؤوط وهو (استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تأويله بعض أحاديث الصفات) جعلوه من المؤولة، يعني هو من الجهمية وهو من المعطلة يعني هو ممن سار على نهج مشركي قريش وأنهم ألحدوا في أسماءه وصفاته كما قرأنا عن العلامة الفوزان. الكاتب هو خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع، قرأه وعلق عليه سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله الباز، إذن هذا مورد قبول العلامة وهو من أعلام الوهابية المعاصرين أن شعيب الأرنوؤط في الصفات مؤول أو على منهج ابن تيمية والوهابية, ولذا في المقدمة تجد كلمات نابية جداً يوجهونها إلى هذا الرجل لأنه لم يتفق معهم، انظروا ماذا يقولون؟ (أن الشيخ شعيب الأرنؤوط قد قرر في بعض تعليقاته) في (ص9) من الكتاب (قد قرر في بعض تعليقاته عقيدة الأشاعرة) فهو على نهج مشركي قريش وفي (ص11) يقول: (ولما كانت الهفوات المستدركة متعلقة بأصل الدين ورأس ذلك صفات الرب تعالى وتقدس فقد تعين الإنكار والبيان وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده) إذن كل كلماته من المنكرات التي لابد أن تغير.
    يقول: (تأويل صفة اليد، تأويل صفة الغضب، تأويل صفة العجب لله، تأويل صفة إدناء المؤمن، تأويل صفة الفرح لله، تأويل صفة الضحك، تأويل صفة الساق) هذه كلها يحملونها على ظواهرها، ولكن الشيخ الأرنوؤط يقول لا، لابد من تأويلها. ولذا عندما يصلون إلى (ص122) في هذا الكتاب يقول: (جاء في حاشية المحققين شعيب الأرؤوط وعادل مرشد قدمه وجاء رجله هو من المتشابه) هذا الذي قرأناه الآن (وهذا الذي قرره المحققان مجانب للصواب) هذا باطل.
    إذن إلى هنا اتضح لنا بشكل واضح وصريح أنه أساساً جملة كبيرة من أعلام السنة والمتأخرين والمعاصرين يقولون أن هذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة هي من المتشابهات، ما معنى أنها من المتشابهات يعني لا يمكن أن يراد بها ظاهرها.
    المُقدَّم: سؤال له صلة بالسؤال السابق، ما هو موقف أعلام السنة من المتشابه.
    سماحة السيد كمال الحيدري: وهذه هي القضية التي سيتضح لماذا أن هؤلاء … من خلال الجواب على هذا السؤال سيتضح لماذا أن هؤلاء يتهمون بالتأويل، يعني لماذا ان ابن تيمية اتهم علماء أهل السنة والجماعةاتهم الأشاعرة والمعتزلة وعموم علماء المسلمين بأنهم من المؤولة والجهمية والمنحرفين والمعطلة ومن القرامطة، ما هو السبب سيتضح من خلال الجواب على هذا السؤال.
    فيما يرتبط بالموقف من الآيات المتشابهة يوجد موقفان:
    الموقف الأول: وهو الموقف الذي ذهب إليه جملة من أعلام السلف، يعني قبل أن تبدأ عملية الاجتهاد والكتابة وعلم الكلام ونحو ذلك. قالوا أننا نصرح نقول ونجزم أنه لا يراد بها ظاهرها ولكن ما المراد بها؟ نقول: نرجع علمها إلى الله، ولا نعلمه، ولكن نجزم أنها لا يراد بها ظاهرها. لا يليق بالله، ظاهرها، لا يأتي ابن تيمية وأتباعه من الوهابية يقول نحن أتباع السلف ونحن سلفيون أنتم لستم من السفلية إما جهلاً تقولوا أنكم من السلفية وإما تمويهاً وغلطاً وتدليساً تقولون أنتم من السلفية، أنتم لستم من السلفية في مسألة الصفات.
    إذن هؤلاء الذين يثبتون الصفات ويقولون أن هذه الصفات من المحكمات ونجعلها على ظاهرها وهذا هو مذهب السلف الصالح من الأمة هؤلاء إما جهلة وإما أهل تدليس وأهل كذب. لماذا؟ لأن سلف هذه الأمة إن صحت هذه الدعوى فإنهم كانوا يقولون نحن نقول أنه لا يراد بها ظاهرها، لو سألتهم ما هو المراد منها؟ يقولون نفوض الأمر فيها إلى الله، ولهذا سموا مفوضة ولذا قالوا نسلم الأمر لله، ما هو المراد من اليد؟ يقول يقيناً لا يراد منه ظاهرها، ما هو المراد؟ يقول: لا أعلم.
    هذا السؤال الذي كان يسأل كثير من الأخوة سابقاً ماذا تقول (الرحمن على العرش استوى) ما هو المراد من الاستواء، جملة كبيرة من أعلام المسلمين من السلف قالوا لا يراد بها ظاهره وبهذا امتازوا عن نظرية وقراءة ابن تيمية والوهابية الذين قالوا بانه يراد به معناه الحقيقي جالس وقاعد. لا، هذه ليست نظرية السلف.
    بحث هذه الليلة يعد مفتاحاً من مفاتيح معرفة الصفات والتمييز بين آراء علماء السنة وعلماء الوهابية وابن تيمية، ابن تيمية يقول الرحمن على العرش استوى الاستواء حقيقة ولكن لا كاستواء المخلوقين، السلف قالوا لا يراد به ظاهره، ما هو ما يراد به ظاهره. رأي قال لا نعلم وهو الذي سلموا، ورأي أرجعوا المتشابه إلى المحكمات فأولوا، يعني أرجعوا هذه المتشابهات إلى محكماتها، لأن صريح القرآن قال أن الاصل (منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات) يعني لابد من إرجاع المتشابهات إلى أم الكتاب، فبعض أرجع وهو جمهور علماء المسلمين المتأخرين يعني من المتكلمين والفلاسفة والمعتزلة والأشاعرة، ومنهم من قالوا: لا، نحن لا نرجعه بل نسلم الأمر ونقول لا يراد بها ظاهرها، هذه دعوى ما الدليل عليها؟
    الأول: ما ورد في (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج6، ص697) تأليف الإمام الحافظ القرطبي المتوفى سنة 656هـ، وهو ليس صاحب التفسير وإنما هو أستاذه، تحقيق مجموعة من الأعلام، دار ابن كثير، دمشق، قال: (وقد عرف) يقول أما حملها على (أو طلباً لاعتقاد ظواهر المتشابه كما فعلته المجسمة) الذين قالوا أن المتشابهات يراد بها ظاهرها هم مجسمة (الذين جمعوا ما وقع في الكتاب والسنة مما يوهم ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن الباري جسم مجسم وصورة مصورة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل وأصبع تعالى الله عن ذلك، فحذر النبي عن سلوك طريقهم) أما السلف ما هو نظرهم؟ (وقد عرف أن مذهب السلف) هذا الذي يدعي ابن تيمية والوهابية أنهم من السلفية، لا واقعاً السلفية ليسوا سلفية بل هم أتباع ابن تيمية وابن تيمية ليس سلفياً ولذا هناك دراسات قيمة سأشير لها فيما بعد أن ابن تيمية ليس هو سلفي بل هو ناصبي، والسلفية ليسوا نواصب، يحبون أهل البيت، السلفية يعني السلف الصالح من علماء الصحابة والتابعين، جلهم بل أكثرهم بل الأكثرية القاطعة منهم كانوا يحبون ويقدرون أهل البيت، ولكن ابن تيمية من النواصب لأهل البيت منهجه منهج معاوية ومنهج بني أمية، من النواصب فلهذا لا يخرج بعض من يدعي العلم وأنا احترم بعضهم ولكن مع الأسف الشديد إما أنهم في جهل وإما أنهم يغالطون على الناس يقولون بأن الشيعة يقولون أن كل أهل السنة نواصب، لا أبداً، نحن لا نقول كل أهل السنة نواصب، بل نقول أن كل أهل السنة يحبون ويجلون ويقدرون أهل البيت حتى السلف الصالح من علماء وأصحاب رسول الله كانوا كلهم يحبون أهل البيت، نعم النواصب هم الذين … وهم بني أمية ومن أسس لبني أمية وهو ابن تيمية ومن سوق لبني أمية وهم الوهابية المعاصرين. قد يخرج وهابي ويقول يا شيخ أنا أحب أهل البيت. نعم، أنت تحب أهل البيت لان قلبك وفطرتك طيبة، ولكن هذا ليس نهج ابن تيمية، أنت لا تعرف هذا، لأن هؤلاء لا يستطيعون أن يصرحوا الآن …
    قال: (وقد عرف أن مذهب السلف تركت التعرض لتأويلاتها) يعني ما المراد منها (مع قطعهم) السلف (باستحالة ظواهرها) ظواهرها مستحيلة لا يراد بها ظاهرها، هذه هي نظرية السلف، فلو سألكم أحد أيها المسلمون في كل العالم ما هي نظرية السلف في الصفات الذاتية الخبرية أو الصفات الفعلية الخبرية يعني في الوجه والقدم والرجل واليد وفي المجيء والذهاب والقيام والقعود والجلوس قولوا مذهب السلف أنهم قطعوا أنه لا يراد منها ظواهرها وإن كانوا قالوا لا نعلم ما هو المراد. وبهذا امتازوا عن نظرية ابن تيمية الذي قال بأنه يراد بها ظاهرها.
    قال: (ومذهب غيرهم) يعني مذهب غير السلف من أهل السنة (إبداء تأويلاتها) يعني قالوا متشابهات فلابد من إرجاعها إلى المحكمات (وحملها على ما يصح حمله في اللسان عليها من غير قطع متعين محمل منها) يعني لا يؤكدون بل يحتمل أن يكون هذا هو المراد. إذن كل هؤلاء الذين يسمون ابن تيمية من المتأولة والجهمية والمعطلة هذا هو جمهور المسلمين. جمهور المسلمين أولوا. يعني قالوا لا يراد بها ظاهرها بل لابد من إرجاعها إلى المحكمات، هذا مورد.
    المورد الثاني: ما ورد في كتاب (عمدة القاري، ج25، ص239) قال: (وهذا من المتشابهات والأمر فيها) في المتشابهات (أنه إما التفويض وإما التأويل) إذن موقفان، ولكن الجميع جازم بأنه لا يراد بها ظاهرها، ما الموقف منها؟ بعضهم قالوا لا نعلم ونرجع علمها إلى الله، لأن الآية المباركة … هؤلاء قالوا (وما يعلم تأويله إلا الله) ووقفوا، قالوا هنا وقف لازم (والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا) هذه على قراءة أن الوقف اللازم على الله. الفريق الثاني من المسلمين قالوا لا، (إلا الله والراسخون في العلم) وهؤلاء هم المؤولة. قال (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون) إذن لماذا يا ابن تيمية تقول أن المؤولة من المعطلة وهم من المنحرفين ومن مشركي مكة ومن الجهمية.
    وممن صرح بذلك أيضاً ما ورد في (شرح صحيح مسلم، ج17، ص180) للإمام النووي، دار المعرفة، قال: (فيضع قدمه عليها) هذا الحديث (من مشاهير أحاديث الصفات وقد سبق مرات بيان اختلاف العلماء فيها على مذهبين: أحدها وهو قول جمهور السلف وطائفة من المتكلمين أنه لا يتكلم في تأويلها) هؤلاء الذين وقفوا على قوله لا يعلم تأويلها إلا الله (بل نؤمن أنها حق على ما أراد الله) هذا واحد (والثاني قول جمهور المتكلمين أنها تتأول فأولوا) مجاز وغيره، واختلفوا في التأويل ولكن لا يهم، هؤلاء قالوا أنه لا يراد بها ظاهرها.
    وممن صرح بذلك في (إكمال المعلم، ج8، ص378) للقاضي عياض، تحقيق يحيى إسماعيل قال: (هذا الحديث من … وإذا أمكن الحديث …) نفس الكلام المتقدم.
    واختم حديثي بما ذكره ابن الجوزي في كتابه (كشف المشكل من أحاديث الصحيحين، ج3، ص244) المتوفى 597هـ تحقيق الدكتور علي حسين البواب، بعد أن ينقل الحديث هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدماً (كان من تقدم من السلف يسكتون عند سماع هذه الأشياء ولا يفسرونها مع علمهم …).
    سؤال: ابن تيمية سكت أو أنه قال أنها محمولة على ظاهرها، الوهابية سكتوا أم قالوا أنها محمولة على ظاهرها إذا كانوا على منهج السلف كما يدعون، كان ينبغي أن يقولون نحن نقول أن ظاهرها غير مراد، ما هو معناه؟ لا نعلم معناه، بل نفوض أمره إلى الله. يقول: (ولا يحويه مكان … فهم قالوا …).
    المُقدَّم: المعاصرون جعلوها مقياس أهل السنة أنه لابد أن يقولوا كذا.
    سماحة السيد كمال الحيدري: وخلاصة ما تقدم أن الشيخ ابن تيمية لا هو يمثل أهل السنة ولا هو يمثل السلف لهذه الأمة، بل هو اتجاه يقابل سلف هذه الأمة وأهل السنة فضلاً عن الشيعة الإمامية.
    المُقدَّم: معنا الأخ عبد الله من الكويت.
    الأخ عبد الله: السلام عيكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ عبد الله: رحم الله والديك. إذا تكرمت ألد أعداء اهل البيت مثل أبي سفيان ومعاوية ويزيد …
    المُقدَّم: الأخ عبد الباسط من هولنداً، تفضلوا.
    الأخ عبد الباسط: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ عبد الباسط: نشكر السيد كمال الحيدري على ما يبينه من أفكار ابن تيميةلأن هذا العمل عمل مدروس مع الأحبار واليهود والصهيونية.
    المُقدَّم: الصهيونية مصطلح حديث وابن تيمية عاش في القرن الثامن الهجري.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز فلنحترم الآخر، ونقل الآخر، أنتم تعلمون أن هذا البرنامج قام على اساس علمي، أنا لست من أولئك الذي يتهم أحداً أن هذا صهيوني وأن هذا متآمر، أنا أعتقد أن ابن تيمية كان معتقداً بالنهج الأموي وأن الوهابية لعل كثير منهم أن نهج ابن تيمية هو نهج أموي، وإلا كثيراً منهم يحبون ويجلونأهل البيت ويعظمون أهل البيت، ولكن لا يعلمون أن اسلافهم لا هم من أهل السنة ولا هم من سلف هذه الأمة.
    المُقدَّم: الأخ أبو زينب من بريطانيا.
    الأخ أبو زينب: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أبو زينب: تقبل الله أعمالكم، عندي سؤال بجزأين: الجزء الأول من السؤال بالرغم من هذا الخطر على العقيدة التوحيدية التي تفرض الإسلام من محتواه وبالرغم من أن السلف وغيرهم يعتقدون أن الصفات جسمية … هذا النهج نهج ابن تيمية من الاستمرار إلى يومنا هذا ويبقى ما ثبت عند بعض المسلمين.
    الجزء الثاني: هذا الموضوع العقائدي المهم ما كان في الخطابات عند بعض علماء أهل السنة والجماعة، فما هي الآلية التي يجب تفعليها لتنقية الإسلام الحنيف من هذه الثلة البائسة والنهج التكفيري.
    المُقدَّم: معنا الأخ خالد من السعودية.
    الأخ خالد: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ خالد: أحب أشكر الشيخ كمال الحيدري، بصراحة نحن ما زلنا نقرأ كتب أهل السنة والجماعة التي غبنا عنها فشكراً له ربطنا بمنهج أهل السنة والجماعة، أنا وجدت من خلال متابعاتي للشيخ كمال الحيدري من خلال طرحه، ينهج نهجين النهج الأول هو نهج تفسير النص الذي يقرؤه حسب ما يراه هو، والنهج الثاني للشيخ كمال الحيدري يقتص النصوص. بإمكاني أن أقول لك أن ما ورد في كتاب الله (ويل للمصلين) وأسكت بهذا صار ويل للمصلي.
    المُقدَّم: النهج الثاني هل يمكن ان تذكر لنا مثالاً له.
    الأخ خالد: هل يمكن تفسير آية (أن أكرمكم عند الله أتقاكم) ما هو تفسير هذه الآية.
    المُقدَّم: هذه ليست موضوع البحث، أنت قلت تفسير النصوص، النهج الثاني تقطيع النصوص اذكر لنا مثالاً.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز نحناستمعنا لك استمع لنا، أنت تريد حوار، ألست تريد حواراً. أخي العزيز أنت تقول أن السيد الحيدري يقتطع النصوص اضرب لي مثال واخرج لي كتاب وقل لي شيخنا أنتم قرأتم العبارة الكذائية اقرأ ما بعدها وما قبلها. لا تدعون دعوى بلا دليل وبلا علم وبلا نهج علمي، واقعاً أنا عندما بدأت البحث كنت أتصور أنك صاحب نهج علمي، وأشكر الله عز وجل أمثال الأعزاء الذين يتصلون يقولون بحمد الله أرجعنا إلى تراث أهل السنة من جديد … وأنا أدعوك مرة أخرى أن ترجع إلى قراءة تراث السلف والى قراءة تراث أهل السنة ثم تقرأ تراث ابن تيمية والوهابية لترى أن ابن تيمية والوهابية يمثلون أهل السنة والسلف أو لا يمثلون.
    المُقدَّم: الأخ عبد الحميد من المغرب.
    الأخ عبد الحميد: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ عبد الحميد: سماحة السيد ما هي الأسباب هل الوهابية عندما أثبتوا لله رجل ويد واصبع واذن، هل أثبتوا له رجلان ويدان وعشرة أصابع أم أثبتوا له يد واحدة ورجل واحدة.
    المُقدَّم: صرحوا بأنها رجلان وليست رجل واحدة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: وقدمان وضع قدميه على الكرسي، وكذلك قالوا بان له أصابع، ولكن الآن أنا لا أتذكر النص الصحيح ماذا يقول قالوا عينان لا عين واحدة.
    المُقدَّم: الأخ إبراهيم من العراق، تفضلوا.
    الأخ إبراهيم: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ إبراهيم: … في خطبة الأشباح في نهج البلاغة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لو قرأنا لهم من نهج البلاغة يقولون أن نهج البلاغة لا سند له وهو ضعيف، تعلمت في هذا المنهج أننا لا نحاول أن نقرأ شيئاً يستطيع المقابل أن يضعف ما نقوله ويقولون من قال أمير المؤمنين في نهج البلاغة. نعم، بالنسبة لنا نهج البلاغة مهم وكبير وعظيم عندنا. ولكن أنا لابد أن استند إلى تلك النصوص التي يقبلها الآخر، لا النص الذي نقبله نحن وهم لا يقبلونه.
    المُقدَّم: الأخ أبو حيدر من العراق.
    الأخ أبو حيدر: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أبو حيدر: عندي مداخلة، ماذا نصنع مع هذا التشبيه والتأويل والمجسمة، هل يوجد توضيح لهذا التاريخ.
    المُقدَّم: الأخ أبو حسين من السعودية، تفضلوا.
    الأخ أبو حسين: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ أبو حسين: أنا عندي مجموعة من المداخلات، الأولى أن وقت البرنامج قليل جداً، والثانية هي نتمنى من سماحة السيد بيان نظرية ابن تيمية في النبوة وفي الإمامة.
    المُقدَّم: الأخ عبد الرحيم من إسبانيا، تفضلوا.
    الأخ عبد الرحيم: السلام عليكم.
    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ عبد الرحيم: هل أن القول أن المباني الفكرية والعقدية للوهابية هي مبنية على اسس تجاه خصوصهم وليست على اسس علمية، مبنية على التعصب. ولذا نرى العثيمين ينكر حديث صرت بصره وسمعه …
    المُقدَّم: القضية الخطرة تفريغ الإسلام والاستمرار على الجسمية هذه كانت المداخلة الاولى، الثانية لا نجد لهذا الموضوع خطاب من أهل السنة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: من هنا أنا أوجه خطابي إلى كل الفضائيات الإسلامية وبالخصوص إلى فضائيات التابعة لمدرسة أهل البيت فليركزوا على هذا الخطاب وليوصلوا حقيقة هذه المطالب العقدية التوحيدية إلى الناس ولا يشغلوا الناس بقضايا ثانوية وجزئية لا تمس صلب العقائد الدينية والقرآنية، هذه دعوى صادقة لمن يتكلم في هذا، لا يذهبوا إلى قضايا جزئية، نعم الكثير من القضايا العقدية موجودة ولكن الكثير منها قضايا جانبية وجزئية وثانوية، لابد أن نذهب إلى صلب العقيدة كما هو بحثنا.
    كان هناك سؤال آخر إذا كانت هذه النظرية لا هي نظرية السلف ولا هي نظرية أهل السنة والجماعة كيف استطاعوا أن ينشروا هذه النظرية.
    واقعاً هناك تأكيد وتركيز من المدرسة الوهابية بالإمكانات الضخمة التي يملكونها فعلاً استطاعوا أن يسوقوا ابن تيمية وفكر ابن تيمية وأن يكتبوا دراسات موسعة أكاديمية ليقولوا أن الشيخ ابن تيمية يمثل أهل السنة والجماعة ويمثل السلف الصالح ويقصوا المعتزلة والأشاعرة وباقي الاتجاهات الأخرى من علماء المسلمين.
    لذا أنا أدعو من هنا جميع الاتجاهات الإسلامية أن تخرج على الفضائيات وأن تخرج على المواقع التي يستطيعون من خلالها إيصال صوتهم للجميع أن يقولوا ما هي الاعتقادات التي يعتقدون بها.
    المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/23
    • مرات التنزيل : 5521

  • جديد المرئيات