الأخبار

من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ق (2)

28/03/2010

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.تحية طيبة مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج: الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية، القسم الثاني) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المقدم: هل من تمهيد يمكن الإشارة إليه تذكرون فيه أهمية هذه المقولة التي جعلناها عنواناً لحلقتين متواليتين.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في المقدمة بودي أن أشير بأن هذه المقولة وهي ما نصت عليه الروايات من أنه من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، هذه المقولة تعد من أهم الأمور التي يعيش معها الإنسان المسلم، يتذكر المشاهد الكريم نحن في الحلقة السابقة عندما جئنا إلى كلام ابن حزم الاندلسي الظاهري في الجزء الرابع من الكتاب قال، في كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الاندلسي الظاهري المتوفى 456هـ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نص على وجوب الإمامة وأنه لا يحل بقاء ليلة دون بيعة. يعني من نام ليلة وليس في عنقه بيعة لإمام ومات فميتته ميتة جاهلة، وذكرنا في الحلقة السابقة أن المراد من ميتة الجاهلية يعني إما أن المراد من ذلك أنه يموت على ضلال وعلى انحراف لا على الهداية وعلى الصراط المستقيم وإما أنه يموت كما هو ظاهر اللفظ يموت وكأنه كافر كما مات أهل الجاهلية على الكفر. إذن هذه قضية مهمة جداً وعلى هذا الأساس ينبغي للمسلم أن يلتفت لمن يبايع وخصوصاً إذا التفتنا أن القرآن ينادي بأعلى صوته أن بعض الأئمة يدعون إلى الجنة وبعض الأئمة يدعون إلى النار، فلا سمح الله ونعوذ بالله إذا بايع المسلم إنساناً إماماً وفي واقعه كان يدعو إلى النار بطبيعة الحال يوم القيامة يحشر مع إمامه، مع الذي بايعه.
المقدم: (يوم ندعو كل أناس بإمامهم).
سماحة السيد كمال الحيدري: بطبيعة الحال وهذه قاعدة واضحة مسلّمة (ندعو كل أناس بإمامهم) فإذا كان إمامهم إمام حق فيدعوهم ويهديهم إلى سبيل الجنة، وإذا كان ذلك الإمام إمام باطل فبطبيعة الحال يدعوهم إلى النار، فالقضية ليست بهذه البساطة، واقعاً المسلم الذي يريد أن يتحرى في دينه لابد أن يتحرى عن هذه المسألة وهو أنه من هو ذلك الإمام الذي ينبغي مبايعته بل تجب مبايعته، أنا أشير إلى آيتين في القرآن الكريم، قال تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) السجدة آية 24، إذن هناك أئمة يهدون بأمر الله سبحانه وتعالى. والآية الثانية في سورة القصص الآية 41 (وجعلناهم أئمة يهدون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون) إذن الإنسان لا يحق له أن يستهين، الإنسان المسلم إذا كان معتنياً بإسلامه ودينه وعقيدته، لا يحق له أن يستهين وأن يستخف بهذه المسألة. هذا يبايع إمامه ورئيسه، وذاك يبايع الملك وذاك يبايع الذي جاء بانقلاب عسكري، وذاك يبايع الذي جاء بوراثة لا يعلم أولها من آخرها. وهذا ما صرح به جملة من الأعلام، وهو إنما هذه البيعة لابد أن تكون لإمام المسلمين لا للرئيس وللملك وغيره، وكل من تسلط على الأمور نقول أنه هو الإمام الذي تجب بيعته.
ومن هنا نجد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) طبق هذه الحقيقة فقال لعمار: يا عمار تقتلك الفئة الباغية، تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار. ويدعوه إلى النار على اختلاف النصوص. وهذا يكشف على أن الإمامة التي كان ينضوي تحتها عمار كانت تدعو إلى الجنة يهدون بأمرنا، أما الإمام الذي كان ينضوي تحته من قتل عمار كان يدعو إلى النار، وهذا نص رسول الله وهو متفق عليه بين علماء المسلمين ولا خلاف في هذه المسألة. فالقضية لها ضرورة مهمة ولها أهمية خاصة في حياة الفرد المسلم. على هذا الأساس بودي أن المشاهد الكريم هذه الحلقة والحلقة السابقة ولعلها الحلقة الآتية سوف نقف قليلاً عند بعض الشروط التي لابد من توفرها في الإمام الذي تجب بيعته.
المقدم: يأتي هذا السؤال سماحة السيد ما هي شروط الإمام الذي تجب بيعته عند مدرسة أهل البيت.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا أريد أن أدخل في هذا تفصيلاً ولكنه من باب الإجمال أشير إليه وتفصيله إنشاء الله تعالى عندما ندخل في بحث بيعة الإمام المهدي إذا ثبتت حياته باعتبار أننا إلى الآن لم نبحث أنه حي، المهدي المنتظر أو ليس كذلك، فإذا ثبتت حياته وهذا ما سنثبته بعد ذلك إنشاء الله، فإذا ثبتت حياته فبطبيعة الحال لابد أن نتعرف على شروط إمامته، هل هو معصوم أو ليس كذلك، إلى آخره. تعتقد مدرسة أهل البيت أن الإمام الذي تجب بيعته لابد من توفر ركنين أساسيين فيه:
الركن الأول: أن يكون حياً، فنحن لا نبايع إماماً ميتاً، وإنما تجب حياته، ولذا النص الوارد عن رسول الله قال: من مات وليس في عنقه بيعة. يعني في زمانه لابد من إمام، وهذا ما أشرنا إليه في الحلقة السابقة.
النقطة الثانية: أنه لابد أن يكون معصوماً، فنحن لا نعتقد بوجوب البيعة إلا لإمام معصوم أو من نصبه المعصوم. وإلا فالأصالة في البيعة لا تكون إلا للإمام المعصوم، ولذا أنتم تجدون وهذا وكما قلت خارج عن بحثنا ولكن من باب الإشارة أشير، نحن نجد أنه في دعاء العهد الذي يستحب أن يقرأه الإنسان دائماً، قال: اللهم بلغ مولانا الإمام الهادي المهدي القائم بأمرك صلوات عليه وعلى آبائه الطاهرين عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها سهلها وجبلها … قال: وعني وعن والدي من الصلوات زنة عرش الله، اللهم أني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً. هذا هو اعتقادنا، أن البيعة تكون للإمام الحي المعصوم، هذا هو اعتقادنا، أما ما هو دليلنا، فسيأتي بعد ذلك.
من هنا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه القضية، هذه المسألة في مباني والمقولات العقدية لمدرسة أهل البيت لها أبعاد إيمانية ولها أبعاد عقدية، من أهم تطبيقاتها ما نعلمه جميعاً الآن هذا السؤال أنا أطرحه للمشاهد الكريم وبودي لا أريد أن أقف طويلاً فقط أشير إليه وأتجاوز. أنا أسأل هذا السؤال أن فاطمة سلام الله عليها التي هي سيدة نساء العالمين التي هي بضعة المصطفى (صلى الله عليه وآله) أن فاطمة في زمن أبيها كان إمامها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكانت قد بايعت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
السؤال المطروح: بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة سيدة نساء أهل الجنة سيدة نساء هذه الأمة، بل سيدة نساء العالمين بالروايات الصحيحة الصريحة التي قرأناها في مطارحات في العقيدة ويتذكر المشاهد الكريم هذه الأحاديث ولا أريد أن أعيدها، من كان إمامها، ومن بايعت، مع أن النص الذي قرأناه في الملل والنحل ماذا يقول؟ لا ينبغي، لا يجوز لمسلم أن ينام ليلته إلا وفي عنقه بيعة. ونحن نعلم أن فاطمة (عليها أفضل الصلاة والسلام) ذهبت إلى ربها صدّيقة شهيدة غاضبة حاجرة للخليفة الأول. وهذا بنص صحيح البخاري. فلا إشكال ولا شبهة أنها لم تبايع الخليفة الأول، لم تبايع أبي بكر، بل علي بن أبي طالب لمدة لا أقل على مستوى صحيح البخاري، هذه مدة الستة أشهر التي كانت فاطمة موجودة لم يبايع الخليفة الأول، والنتيجة ماذا تكون؟ نتيجة هذا على مبانيكم الذين تعتقدون بصحة إمامة، وأن الإمام في زمن فاطمة كان الخليفة الأول على مبناكم أن فاطمة لازمه ماتت ميتة جاهلية، وحاشاها أن تكون كذلك، هي سيدة نساء العالمين، هي سيدة نساء هذه الأمة، بل يلزم أن علياً عليه أفضل الصلاة والسلام لو مات في هذه الفترة وهي الستة أشهر كان معناه باعتبار أنه لم يكن مبايعاً إمام المسلمين كما تعتقدون أنتم، وإلا فنحن لا نعتقد أنه إمام المسلمين، نحن نعتقد أن الإمامة لعلي عليه أفضل الصلاة والسلام، وهذا فلنختلف فيه لا مشكلة فيه، المهم أريد أن أبين أن هذه القضية من القضايا المهمة والمركزية، وهذه أسئلة وعلامات استفهام أضعها للمشاهد الكريم.
أقرأ رواية في هذا المجال، الرواية واردة في (صحيح البخاري) ص803، الحديث 4240 و4241 عن عائشة أن فاطمة عليها السلام بنت النبي أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد (صلى الله عليه وآله) … أنا لا أريد أن أدخل بأن هذا النص صحيح أو غير صحيح، ما هي المناقشات الواردة، موافق لكتاب الله أو ليس موافقاً مع كتاب الله. فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً فوجدت يعني فغضبت، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي ستة أشهر. فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته. إذن هذه الستة أشهر علي لم يكن مبايعاً وبطبيعة الحال فاطمة، وإلا ليس من المنطقي أن فاطمة كانت مبايعة وهو لم يبايع، وإنما هو لم يبايع لأجل فاطمة سلام الله عليها. إذن هذه القضية واضحة، فمن كان إمامها، بناءً على مباني مدرسة الصحابة أن فاطمة ماتت ميتة جاهلية، أما بناءً على ما نعتقده بأن الإمامة كانت لعلي عليه أفضل الصلاة والسلام فالقضية واضحة بالنسبة إلينا لأنا نشترط أولاً الحياة ونشترط العصمة والعصمة لم تكن موجودة في الخليفة الأول بنص جميع المسلمين وإنما نحن نعتقد أن العصمة كانت في علي فالبيعة لابد أن تكون لعلي. ثم ينبغي عليكم أن تلتزموا أن سعد بن عبادة مات ميتة جاهلية لأنه باتفاق المؤرخين أن سعد بن عبادة شيخ الأنصار لم يبايع الخليفة الأول، ثم لابد أن تلتزموا أن كل من لم يبايع علياً على مبانيكم، كل من لم يبايع علياً فهو أيضاً مات ميتة جاهلية، ومن أوضح أولئك الذين لم يبايعوه معاوية، بدليل أن لم يوافق على إمامة أمير المؤمنين، بل قاتله لأجل الإمامة، إذن لم يبايع إمام المسلمين، إلا أن تقولوا أن علي بن أبي طالب لم يكن إمام المسلمين في زمنه، وهذا الذي تريدون، يعني النهج الأموي، وهذا الذي يحاول بكل ما أوتي من جهد الشيخ ابن تيمية، شيخ الأمويين ابن تيمية، يحاول أن يؤكده أنه أساساً لم يحصل إجماع على إمامة وخلافة علي بن أبي طالب، حتى يفتح الطريق لمعاوية ومن خالفوا علياً حتى يصحح له مخالفتهم وخلافهم لأمير المؤمنين وخروجهم عليه.
إذن بالنسبة إلينا هذه القضية واضحة، أما بالنسبة لغيرنا واقعاً هذه علامات استفهام لابد أن يجيبوا عنها، هذه أسئلة على كل مسلم أن يذهب ويتحقق ليجيب على مثل هذه الأسئلة.
المقدم: هذا بالنسبة لمدرسة أهل البيت، أما عند مدرسة الصحابة فما هي الشروط.
سماحة السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بمدرسة الصحابة أنا أتذكر في الحلقة السابقة أشرت إلى نص لابن حزم الظاهري والآن لا أريد أن أدخل فيه، قالوا أن يكون الإمام عاملاً بالحق وبالكتاب والسنة وأن يكون مورد قبول الأمة وإلا لم يكن مورد قبول الأمة فليس بإمام، وقرأنا هذا النص من السنة للخلال، السنة لأبي بكر أحمد بن محمد الخلال، هناك في ص80 قال: أن إسحاق حدثهم أن أبا عبد الله – أحمد بن حنبل- سُئل عن حديث النبي من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ما معناه. قال أبو عبد الله: تدري ما الإمام، الإمام الذي يجمع المسلمون عليه كلهم، يقول هذا إمام فهذا معناه. وفي الذيل يقول إسناد هذا التفسير للحديث صحيح وقد أخرجه ابن هاني في مسائله إلى آخره.
إذن نظرية الصحابة واضحة في هذا المجال، ولذا نجد ابن حزم في هذا المجال يقول بأنه إذا لم يعمل بالكتاب والسنة فلابد من إقامة الحد عليه، وهذا ما صرح به في كتاب (الفصل في الملل والأهواء والنحل) هناك في الجزء الرابع، ص102، هكذا يقول: فبايعه .. إلى أن قال: فهو الإمام الواجب طاعته ما قادنا بكتاب الله وبسنة رسول الله الذي أمر بالكتاب، فإن زاغ عن شيء منهما منع من ذلك، وأقيم عليه الحد. لا أنه تجب طاعته ولا يجوز الخروج عليه، لا ليس الأمر كذلك، وإنما إذا خرج عن الكتاب والسنة، هذه نظرية مدرسة الصحابة، يقولون إذا خرج عن العمل بالكتاب والسنة لابد من إرجاعه إلى الحق لابد من إقامة الحد عليه. هذه النظرية في هذا المجال. وأيضاً أنا لا أريد أن ادخل وأقف عند هذه القضية في هذه الليلة. وإنما همي أن أقف عند النهج الثالث.
المقدم: اعتقاد النهج الأموي في الإمام الذي لم يبايعه مات ميتة جاهلية. أي ما هي شروط الإمام عند النهج الأموي.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه في هذه الليلة وفي هذه الحلقة أريد أن أقف بمقدار ما يسع الوقت وإلا الوقت يشارف إلى الانتهاء، نحن عندما نرجع إلى النهج الأموي وعلى رأس هذا النهج كما ذكرنا مراراً وتكراراً والمؤسسين لهذا النهج والمنظرين له هو الشيخ ابن تيمية، ولذا أنا اصطلحت عليه بشيخ الإسلام الأموي والنهج الأموي. في الواقع لكي نتعرف على هذا النهج أنا أحاول أن أقف عند مصداق من المصاديق والتطبيقات التي طبق عليها الشيخ ابن تيمية قاعدة من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، انظروا أن الشيخ ابن تيمية على من يطبق هذا الأصل. ومن يجعل من مصاديق هذا الأصل. تعالوا معنا إلى الجزء الأول من (منهاج السنة)، طبعة الدكتور محمد رشاد سالم، ص110، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت معي حتى لا يأتي أهل الجهل في بعض المواقع وغيرها ويشككوا في هذه العبارات، أنا أقرأ العبارات بشكل واضح من الكتاب. يقول: ورد في حديث مسلم في صحيحه عن نافع قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع والذي كان قد خرج على يزيد في المدينة، يعني في واقعة الحرة، على عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية. فقال: اطرحه، يعني عبد الله بن مطيع قال لمن حوله، اطرحوا لأبي عبد الرحمن – يعني عبد الله بن عمر- وسادة. فقال: أني لم أتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقوله، سمعته يقول: من خلع يداً من طاعة لقي الله عز وجل ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، هذا يبينه حديث صحيح مسلم. وتعليق الشيخ ابن تيمية هو: وهذا حدث به عبد الله بن عمر لعبد الله بن مطيع لما خلعوا طاعة أمير وقتهم يزيد. إذن يطبق هذه القاعدة على يزيد، وأنه هو الأمير وهو ولي الأمر وهو الإمام وهو الذي ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. مع أنه – يزيد- كان فيه من الظلم ما كان، بهذا ستتضح نظرية ابن تيمية في الإمام الذي تجب بيعته، إذن حتى لو كان ظالماً فأنه أيضاً تجب بيعته، ثم أنه اقتتل هو – يزيد- وهم وفعل بأهل الحرة أموراً منكرة، يعني حتى لو فعل ما فعل في المدينة، فعلم يقول الشيخ ابن تيمية: فعُلِمَ أن هذا الحديث دل على ما دل عليه سائر الأحاديث الآتية من أنه لا يخرج على ولاة أمور المسلمين بالسيف. وإن فعلوا ما فعلوا، كما فعل يزيد. لا يجوز الخروج عليهم، وأن من لم يكن مطيعاً لولاة الأمور مات ميتة جاهلية. وهذا ضد قول الرافضة، واقعاً نحن نرفض هذا. إذا كان هذا هو الرفض نعم نرفض أن يكون أمثال يزيد هو الإمام الذي من لم يبايعه مات ميتة جاهلية، طوبى لكم، من يريد أن يبايع يزيد، ومن هو على مثل يزيد وأمثال يزيد فطوبى لكم، لكم هذا، وإلا فنحن لا نبايع إلا الإمام الحق، الإمام المعصوم، أنتم تريدون أن تبايعوا أمثال هؤلاء فلكم الحق في ذلك، وأنتم أحرار، ولكن ليس من حقكم أن تفرضوا ذلك علينا، التفتوا جيداً. هذه القضية وردت في الفتاوى بشكل أوضح وأصرح، في مجموعة الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، التي هي عامر الجزار، دار الوفاء، المجلد 18، ص11، هذه عبارته، ينقل الرواية في صحيح مسلم، يقول: فقال اطرحوا لفلان، أني لم أتك لأجلس، قال يقول: من خلع يداً, وفي الصحيحين عن ابن عباس قال رسول الله: من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر إلى أن يقول: وفي صحيح مسلم كذا من فارق الجماعة … مات ميتة جاهلية. العبارة الموجودة هذه، يقول: لما قام قوم من أهل المدينة يخرجون عن طاعة ولي أمرهم، من هو ولي أمر أهل المدينة باعتقاد ابن تيمية؟ هو يزيد، ولذا الخروج عليه يعني خروج على ولاة الأمر. هذه نظرية ابن تيمية، وهو أنه من كان على شاكلة يزيد وعلى نهج يزيد أيضاً إذا كان إماماً أو خليفة، أميراً للمؤمنين، واقعاً من مهازل التأريخ أن يكون يزيد أمير المؤمنين وأن يكون خليفة رسول الله، الآن إذا أردنا أن نعرف هذه القضية بشكل واضح وصريح ينبغي أن نقف قليلاً عند يزيد، إذا تعرفنا على شخصية يزيد عند ذلك نتعرف إلى الإمامة التي يعتقدها النهج الأموي، ويعتقدها الشيخ ابن تيمية من لم يبايع ذلك الإمام مات ميتة جاهلية، من هو يزيد؟
في الواقع لا أطيل على المشاهد الكريم هذه القضية أولاً هذا هو يزيد. في (سير أعلام النبلاء) وأنا أحاول أن أقرأ من كلمات من هم على النهج الأموي، لا أذهب إلى أولئك الذين قد عندهم حالة مخالفة ليزيد، لا هو يدافع عن يزيد، الذهبي في (سير أعلام النبلاء) أولاً يمدح يزيد وبعد ذلك يقول فيه هذا الكلام، في الجزء الرابع من هذا الكتاب، ص37، عباراته هي، قال: قلت – يبين من هو يزيد-: كان قوياً شجاعاً – طبعاً شجاعته كانت بقتل الحسين واستباحة المدينة وبرمي الكعبة، هذه شجاعته- ذا رأي وحزم وفطنة وفصاحة وله شعر جيد وكان ناصبياً. شيء لا يصدق أن إنساناً ناصبياً يكون خليفة، وفي الحاشية الأرنؤوط يقول من هم الناصبة، يقول: الناصبة هم المنافقون، المتدينون ببغض علي. يعني يدينون الله ويتقربون إلى الله ببغض علي، وليس الشتم فقط، بل بغض علي، من أبغض علياً فقد أبغض الله، سيأتي موضوعه إنشاء في مطارحات في العقيدة، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، مع أنه يصر، يقول: وهم المنافقون المتدينون ببغض علي سموا بذلك لأنهم نصبوا له وعادوه. إذن هو أولاً يمدح يزيد يقول: شجاع وذو رأي وفطنة وفصاحة ثم يقول: وكان ناصبياً فظاً غليظاً جلفاً يتناول المسكر. لا أعلم ابن تيمية واقعاً يبايع مثل هذا الإنسان، يعني هل يوجد إنسان مسلم لا أقول مؤمن لا أقول عالم لا أقول شيخ الإسلام، يتناول المسكر ويفعل المنكر، افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس ولم يبارك في عمره وخرج عليه غير واحد بعد الحسين. هذه بيانات الذهبي في (سير أعلام النبلاء) هذا مورد. ولهذا تجدون بأنه العلامة الالوسي في (روح المعاني) عندما يصل إليه يقول لا إشكال في أنه منافق أي يزيد، يعني لا يوجد ريب في أنه منافق، هذا في تفسير الالوسي (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم) في المجلد الرابع، في ذيل الآية 27- 31 من سورة محمد، يقول: وعندي أن بغضه من أقوى علامات النفاق فيا ليت شعري ماذا تقولوا في يزيد الطريد، أكان يحب علياً أم كان يبغضه، ولا أظنك في مرية في أنه عليه اللعنة كان يبغضه أشد البغض، وكان يبغض ولديه الحسن والحسين على جدهما وأبويهما وعليهما الصلاة كما تدل على ذلك الآثار المتواترة معناً. لا مجال للريب في هذا ومع ذلك الشيخ ابن تيمية يعتقد أن المنافق وأن الناصبي الذي يبغض علياً وأهل بيته هو الإمام الذي من لم يبايعه في زمانه مات ميتة جاهلية، طبعاً فقط لا يجرأ أن يقول على الحسين، وإن كان في كلماته إشارات إلى أن الحسين لم يبايع يزيد. فإن قلت: اجتهد. الجواب: هذه القضية ليلتفت إليها المشاهد الكريم، نحن عندما نقول من مات ولم يبايع مات ميتة جاهلية يشمل حتى المجتهد المخطأ، نعم يكون معذوراً يوم القيامة، فرق بين أن يكون مؤاخذ وبين أن يكون معذور، ولكن من لم يبايع إمام زمانه مات ميتة جاهلية، هذا هو الأمر الأول. انظروا ماذا يقول في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) في موردين لا اقل أنا أشير إليهما، المورد الأول ما ورد في المجلد 13، ص89، ابن حجر العسقلاني، دار السلام، الرياض، انظروا ماذا قال له معاوية عندما ذهب من هذه الدنيا، يقول: إن معاوية لما حضره الموت قال ليزيد: قد وطّأتُ لك البلاد ومهدتُ لك الناس، ولست أخاف عليك إلا أهل الحجاز، فإن رابك منهم ريب فوجه إليهم مسلم بن عقبة، فإني قد جربته وعرفت نصيحته، قال: فلما كان من خلافهم عليه ما كان دعاه فوجهها فأباحها ثلاث. أباح المدينة ثلاثاً. أن ينتهكوا ما يشاءون وأن يقتلوا ما يشاءون، في وصية من معاوية لابنه يزيد، قال له: أباحها له ثلاث. فأباحها ثلاث، ثم دعاهم إلى بيعة يزيد وسيأتي بحثه، هذا مورد.
المورد الثاني في الجزء الثالث (فتح الباري في شرح صحيح البخاري)، ص226، بودي أن المشاهد الكريم ينظر من يقول من هو له ميول واضحة إلى النهج الأموي، يعني ليس معادياً ليزيد يكتب هذه القضايا، الرواية: يقول: لما كان يوم الحرة لم تزل النساء بها حتى قامت معهن فكانت فلان … إلى أن يقول: قلت: يوم الحرة قتل فيه من الأنصار ما لا يحصى عددهم، ونهبت المدينة الشريفة، مدينة رسول الله التي الآن لو أحد يتكلم بكلمة فيها إهانة لمدينة رسول الله يقام عليه الحد، بل قد يدعى أنه كافر ويقتل، ولكنه يزيد لما فعل هذا الفعل لما كان يزيد إذن لابد .. هو أمير المؤمنين له الحق في أن يفعل ما يشاء. يقول: ونهبت المدينة الشريفة وبذل فيها السيف ثلاثة أيام، لم يقل استباحة، وإن كان في النص الأول، وكان ذلك في أيام يزيد. أيضاً انظروا كيف يلطف الكلمات، لا يقول أن معاوية أمره، يقول كان في أيام يزيد، التفتوا جيداً للتعبير، يريد أن يلطفه، لأنه يعلم أن من يأمر باستباحة المدينة أساساً هذا مؤمن أو ليس بمؤمن يمكن أن يقال أنه أساساً شم رائحة الإيمان، لم يراعي حرمة لأي شيء، لا لرسول الله ولا لغير ذلك. هذا مورد.
أما العبارة الأهم في (تاريخ الإسلام) للذهبي، هذه العبارات بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها جيداً، أولاً في المقدمة ينقل يقول: قال الواقدي أنه يا قوم، اجتمعوا على عبد الله بن حنظلة وبايعهم إلى الموت، قال: يا قوم اتقوا الله، فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات، هذا فسق وفجور إمام ابن تيمية، هذا هو الإمام الذي يعتقد به ابن تيمية، ويرى أن من لم يبايعه مات ميتة جاهلية، ويشرب، العجيب هنا وأحمله على الخطأ المطبعي، ويشرب الخل، مع أن كل النصوص في طبقات ابن سعد وغيرها هي الخمر، ولكن هنا بدلت وأصبحت الخل. أقول لعله خطأ مطبعي، وإلا كل النصوص تقول ويشر الخمر والمسكر. ويشرب الخل التي باعتقادي الخمر، ويدع الصلاة … تارك الصلاة هذا، يفجر وينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات. انظروا ماذا فعل، هذا في ص27 من (تاريخ الإسلام) للذهبي، المجلد الخامس، يقول: وروي عن مالك بن أنس قال: قتل يوم الحرة من حملة القرآن سبعمئة. قتلهم جيش أمير المؤمنين يزيد بن معاوية الذي يعتقد به الشيخ ابن تيمية ومن هو على نهجه. طبعاً يكون في علمكم كان بودي أن أتي بالكتب التي تدافع عن معاوية وعن يزيد وعن إمامة هؤلاء وأن من لم يبايعهم مات ميتة جاهلية، هذا النهج إلى يومنا هذا، بدليل أن أفعالهم تدل عليه. قلت – الذهبي-: ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل، وقتل الحسين وأخوته، وشرب يزيد الخمر، وارتكب أشياء منكرة بغضه الناس وخرج عليه غير واحد. واللطيف أن هذا المعنى الذي أشرت يعترف به الشيخ ابن تيمية نفسه، الشيخ ابن تيمية في المجلد الثاني، ص365، عندما أقول المجلد الثاني، طبع منشورات محمد علي بيضون، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، منهاج السنة، المجلد الثاني، ص365 يقر أنه أباح المدينة ثلاثة، يقول: فأرسل إليهم مسلم بن عقبة وأمره إذا ظهر عليهم، يعني يزيد أمر مسلم بن عقبة، أن يبيح المدينة ثلاثة أيام، أساساً واضح كان عنده حقد دفين، حقد الأمويين، حقد أبو سفيان، حقد معاوية، كان كله متجسداً في يزيد، ولهذا يبيح المدينة، لماذا لابد من إباحة المدينة؟ هناك يقول: وأمره إذا ظهر عليهم أن يبيح المدينة ثلاثة أيام. الآن اللطيف هذا، الآن أنه هنا بعدما أباح المدينة وفعل ما فعل. الآن أرجع إلى (تاريخ الإسلام) للذهبي، ص29، ماذا يقول؟ في الجزء الخامس، في تاريخ 61 إلى 80هـ، يقول: الآن دخل مسلم بن عقبة المدينة، ودعا الناس إلى البيعة على أنهم خول، يعني عبيد، ليزيد. هذا هو أمير المؤمنين عند أبن تيمية، يحكم في أهلهم ودمائهم وأموالهم ما شاء.
المقدم: أولى بهم من أنفسهم.
سماحة السيد كمال الحيدري: حتى أوتي بابن عبد الله بن زمعة، وكان صديقاً ليزيد، وصفياً له، فقال: بل أبايعك على أني ابن عم أمير المؤمنين، يحكم في دمي وأهلي، فقال: اضربا عنقه. لابد أن يكون عبداً. الرواية تقول: فوثب مروان بن الحكم فضمه إليه، باعتباره أموي، فقال مسلم: إما أن تتنحى يا مروان وإلا فاقتلوهما معاً. فتركه مروان فضربت عنقه. وهذا المعنى بشكل واضح وصريح أيضاً يشير إليه ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) لا يقول لنا قائل بأن ابن حجر العسقلاني … هذه عبارته في الجزء 13، ص89: ثم دعاهم إلى بيعة يزيد وأنهم أعبد له قن في طاعة الله ومعصيته. لابد هكذا أخذ منهم البيعة. هذا أمير المؤمنين عند النهج الأموي. وهذا الذي مع الأسف ولا أريد أن أدخل في البحث السياسي، وهذا الذي أنتم تجدونه في جملة من البلدان العربية والإسلامية. وأنه لابد أن يكونوا عبيداً لأمير المؤمنين ولولي الأمر، فعل ما فعل، شرب الخمر، ظلم، قتل، فعل ما فعل. يكون في علم المشاهد الكريم أن علمائنا الحاضرين لا يقبلون هذا، لا، بل يقبلون هذا المعنى ويصرحون بهذه المعاني، انظر إلى كتاب (مختصر سيرة الرسول)، ص235، للشيخ محمد عبد الوهاب، الذي هو من التلاميذ الصغار لابن تيمية، هذا الرجل الذي حاول بمقدار ما يفهمه من الشيخ ابن تيمية أن يردد كلمات ابن تيمية، انظر ماذا يقول في يزيد، يقول: واستخلف معاوية ابنه يزيد فأول ما جرى في أيام يزيد مقتل الحسين وأهل بيته في يوم عاشوراء، ثم بعد ذلك جرت الحرة العظيمة بالمدينة، قتلوا أهلها وأباحوها ثلاثة أيام.
وقد أنكرها بعض المتعصبين، أنا إنما قلت هذا لأن أريد أن أشير إلى إنكار بعض المتعصبين، في كتاب (السنة) للخلال، دراسة وتحقيق الدكتور عطية بن عتيق الزهراني، دار الراية للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، الرياض، الربوة، طريق عمر بن عبد العزيز، انظروا ماذا يقول هذا المحقق الزهراني، ص521، في الحاشية، يقول: قلت: أي وقعة الحرة، أما الاستباحة فلا أصل لها. التفتوا، أما الاستباحة فلا أصل لها بل هي مختلقة من صنع أبي مخنف الشيعي الرافضي، أنه إباحة المدينة لم يكن وهو من أكاذيب الشيعة. وهذه كتبهم تصرح بأنهم أباحوها ثلاثاً.
المقدم: معنا الأخ محمد علي من السعودية، تفضلوا.
الأخ محمد علي: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد علي: في بداية الحلقة السيد الكريم قال: قال تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى الجنة) و(وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) في آية أخرى، وقال الحديث في صحيح مسلم: يا عمار، تقتلك الفئة الباغية، تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار. أحببت أن يخرج الحديث لأن بعضهم يدعي أن هذا الحديث خطأ وإن كان في صحيح مسلم ولكن يمكن أن يكون فيه خطأ.
سماحة السيد كمال الحيدري: صحيح مسلم ليس معي الآن، أعد المشاهد الكريم أنه سنأتي بهذا النص في الأسبوع القادم، إنشاء الله هذا البحث فيه تتمة أقف عندها إنشاء الله تعالى، في هذا البرنامج. سنأتي بالمصادر لهذا الحديث، طبعاً هذا الحديث ليس محل بحثنا، وسيأتي بحثه في الوقت المناسب.
المقدم: معنا الأخ عبد العزيز من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد العزيز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد العزيز: طبعاً أنا سمعت الحلقة، وعلى الإمامة، ولكن عندي سؤال، بالنسبة لحديث الإمام، لابد للناس من إمام سواء فاجر أم بر، بهذا المعنى يسقط الإمامة التي تعتقدون بها، وقول الإمام صريح.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا الحديث أين موجود.
الأخ عبد العزيز: في نهج البلاغة.
سماحة السيد كمال الحيدري: ما هو سند هذا الحديث، نحن لا نقول أن كل ما ورد في نهج البلاغة صحيح، نحن نقول.
الأخ عبد العزيز: في رده على الخوارج.
سماحة السيد كمال الحيدري: كما أنه أنا أنقل من كتبكم مع السند والتصحيح، إذا أردت أن تنقل من كتبنا عليك أن تذكر السند وأن تذكر صحة السند، وإلا لا قيمة للكلام.
الأخ عبد العزيز: الإمامة عندنا من الفروع وواجبة، ولكن أنت ذكرت أن الإمامة لا خلاف فيها أنها واجبة، أنه لابد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لست مختلفاً معك، بل أريد أن أقول أنه حتى لو كان فاجراً من لم يبايعه مات ميتة جاهلية، أهكذا تعتقد جنابك.
الأخ عبد العزيز: نعم.
سماحة السيد كمال الحيدري: تعتقد هذا، نحن نريد أن نقول هذا، وفقكم الله، اذهبوا وبايعوا الأئمة الفجرة الفسقة الذين يشربون الخمر ويزنون ويقتلون ويبيحون المدينة ويضربون مكة وبايعوهم، وفقكم الله لكل خير.
الأخ عبد العزيز: هكذا ورد عن رسول.
سماحة السيد كمال الحيدري: لم يرد عن رسول الله هذا الكلام، لا تكذب على رسول الله، لا طاعة لمخلوق.
الأخ عبد العزيز: عليكم بالصبر سواء.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أنتم تعتقدون أنه لابد أن يطاع، هذا شأنكم، ولكن نحن لا نعتقد ذلك، ولذا أنا لست بصدد، أنا أطرح القضية لعموم المسلمين، واقعاً أنت عقلك يجيز لك أن تبايع إنساناً كيزيد ومن هو على شاكلة يزيد، وفقك الله، أنا لا علاقة لي بك، أنا لا ألومك، ولكن أريد أن أبين حقيقتك للناس وللمسلمين، إذا وافق المسلمون على هذا الطرح فطوبى لهم، نحن كأتباع مدرسة أهل البيت لا نوافق إلا على إمام حق، أما إذا كان إماماً باطلاً يشرب المسكر ويفعل المنكرات وينتهك المحرمات، أنا بيني وبين الله أسألك هذا السؤال وإن كان انتهى وقت البرنامج، لو أن شخصاً الآن جاء وانتهك حرمات المدينة ورمى الكعبة المشرفة بالدبابات والطائرات وقتل المسلمين وانتهك الحرمات وشرب الخمر وكان منافقاً بينكم وبين الله تقولون هذا هو الإمام الذي تجب بيعته. أيوجد عاقل، أيوجد مسلم يحترم نفسه.
المقدم: وإلا ما فائدة الأنبياء.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا أعلم، لماذا القرآن ميّز بين أئمة يهدون بأمرنا وأئمة يهدون إلى النار، إذا كان الجميع تجب طاعته فهذا التقسيم يكون لغواً وعبثاً ولا ثمرة منه.
المقدم: ولماذا يجلد شارب الخمر.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً، أنا هذا الذي كنت أريد أن أوصله إلى المشاهد الكريم، أنه يوجد في زماننا، لأن البعض قد يقول أنه لماذا تطرح هذا، لأنه يوجد في زماننا من يعتقد أن الفاجر أيضاً يجب أن يُبايَع وأن يُطاع وأنه ولي الأمر.
المقدم: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرين) (هم الفاسقون) (هم الظالمون). إذن هذا كافر وظالم وفاسق فكيف تجب بيعته.
سماحة السيد كمال الحيدري: المهم أننا طرحنا النظرية.
سماحة السيد كمال الحيدري: إنشاء الله للبحث تتمة وسأشير إليها في الحلقة القادمة إنشاء الله تعالى.
المقدم: في الواقع أن هذا الأمر غريب أن مثل الأخ عبد العزيز يقول: نعم، تجب البيعة للبر وللفاجر.
سماحة السيد كمال الحيدري: أي فاجر، مرة أن فجوره عن خطأ واشتباه، لا أن فجوره أنه يبيح المدينة ثلاثاً، أنا واقعاً الآن أقول هذه الكلمة، إذا جاء الآن غاصب وأباح المدينة ثلاثاً وفعل فيها ما فعل، واقعاً أن المسلمين يجب عليهم بيعته، ويكون في علمكم أن نظرية النهج الأموي تقول من تسلط حتى بالغلبة والسيف أيضاً تجب بيعته، هذه الوقت لا يسع لتوضيحها الآن وسأشير إليها في الحلقة القادمة.
المقدم: يعني حتى في زواج المرأة من ترضون دينه، مجرد زوج امرأة واحدة فكيف بالأمة لا ترضون دينه وتبايعونه.أشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، كما أشكر الأخوة والأخوات نلتقيكم إنشاء الله تعالى في الحلقات القادمة، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

  • جديد المرئيات