الأخبار

من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ق (5)

18/04/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين، تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحييك أطيب تحية ونلتقيكم في حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، لا نزال نتواصل معكم ضمن عنواننا الذي هو (قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية، القسم الخامس) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد في البدء هل من خلاصة وتمهيد لما تقدم في الحلقات السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع كان حديثنا في هذه المسألة وهو أنه من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية. هذا البحث كما يتذكر المشاهد الكريم قبل حلقات أشرنا إليه حتى نعرف بأنه من هو ذلك الإمام الذي يجب على كل مسلم أن يبايعه بنحو لو لم يبايعه ومات مات ميتة جاهلية، ثم انتهينا إلى نظرية الأمويين وإلى التأسيس النظري الذي ذكره الشيخ ابن تيمية للإمام الذي تجب بيعته وصرح كما ذكرنا في الأبحاث السابقة والحلقات السابقة أن يزيد ابن معاوية، أنا أ قول ابن معاوية حتى لا يخلط البعض بين يزيد بن معاوية ويزيد بن أبي سفيان الذي يحاول البعض ان يدلس ويخلط بينهما، نحن نتكلم عن يزيد بن معاوية قاتل الحسين ومبيح المدينة، الكافر المنافق الفاسق الفاجر، الذي قرأنا النصوص الكثيرة والصحيحة والواضحة في كتب الحديث وفي كتب التأريخ التي أثبتت هذه الحقيقة والواقع أن يزيد لا يستحق أن نقف عنده في حلقة أو حلقتين وإنما المهم عندنا أننا نجد أن أمثال ابن تيمية عندما يدافع عن يزيد، الآن نجد أن فضائيات واسعة النطاق والانتشار تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تدافع عن بني أمية وأن تدافع عن معاوية وأن تدافع عن يزيد وأن تدافع عن التأسيس النظري الذي أسسه الشيخ ابن تيمية، هذا الذي دعانا أن نقف عند هذه القضية، وإلا في الواقع أن يزيد واقعاً لا يستحق أن الإنسان يقف عنده لدقائق، كما قال أحمد بن حنبل: ولا كرامة أنه لا يستحق أن يذكر، واقعاً لا قيمة له، ولكن نحن نجد بأنه بالأمس أنا أنظر إلى بعض الفضائيات أجد أنه يقول أن الصحابة جميعاً في الجنة مع أن صريح الروايات الواردة في البخاري أن هناك مجموعات من الصحابة يساقون إلى النار بصريح الروايات الواردة في صحيح البخاري، ومع ذلك هؤلاء يغمضون أعينهم وكأن الله سبحانه وتعالى كما أعمى بصيرتهم أعمى أبصارهم، لا ينظرون إلى مثل هذه الأحاديث التي وردت في أهم صحاحهم، لو كانت هذه الأحاديث فقط في كتبنا لكنا نقول بأنه نعم هذه الروايات ليست حجة عليهم، ولكنها واردة في أهم صحاحهم ومسانيدهم، ومع ذلك بغضاً لأبي تراب نجد أنهم يقولون أن … واللطيف أنه يقول بعضهم أن الصحابة في الجنة عندما يرى بعضهم بعضاً يخجل بعضهم من بعض لما فعل بعضهم بالبعض الآخر، يخجل بعضهم من بعض ولكن مع ذلك يدخلون الجنة، على أي حال لا اريد أن يكون بحثي هذا.
حديثي مع أولئك الذين يعبرون إلى الآن عن يزيد بأنه أمير المؤمنين المظلوم، حديثي عن أولئك الذين إلى الآن ينظرون إلى شرعية أمثال يزيد في زماننا، أنتم تعلمون أنه في زماننا الكثير من الحكومات العربية والإسلامية لا تختلف كثيراً عن نهج يزيد في تعاملها مع المسلمين، ولكنه مع ذلك، يعني بعبارة أخرى يزيد أخذ البيعة من المسلمين أن يكونوا له عبيداً وخولاً يطيعونه في الطاعة والمعصية، الآن نحن نجد أن علماء البلاط وعلماء السلاطين ومن يبلغون أيضاً يؤسسون نظرياً أن بيعتهم واجبة وأن هؤلاء هم أولي الأمر وأنهم تجب بيعتهم، ومن مات ولم يبايعهم مات ميتة جاهلية، إذن القضية أخواني الأعزاء لا يتبادر إلى ذهن أحد بأنه قضية خلت وانتهت تأريخياً، لا ليس الأمر كذلك وإنما القضية إلى الآن حية قائمة فعلاً.
خلاصة ما تقدم في الحلقات السابقة نحن قلنا بأنه ذكر الذهبي في (سير أعلام النبلاء) أن يزيد كان ناصبياً، وذكرنا مراراً أن الناصبي هو من يتدين ببعض علي عليهم أفضل الصلاة والسلام، والمشاهد الكريم يعلم أننا وقفنا مفصلاً في مطارحات في العقيدة هناك بينّا أنه (لا يبغضك إلا منافق) إذن من يبغض علياً فهو منافق بلا ريب ولا شك، وهذا ما صرح به جملة من الأعلام وقرأنا هذا المورد أيضاً والآن أكرره للتذكر وهو ما ورد في (روح المعاني، ج14، ص117) للآلوسي، في ذيل (الآية 27- 31، من سورة محمد (صلى الله عليه وآله)) قال: (وليت شعري ماذا تقول في يزيد الطريد أكان يحب علياً أم كان يبغضه، ولا أظنك في مرية من أنه عليه اللعنة كان يبغضه أشد البغض، وكان يبغض ولديه الحسن والحسين على جدهما وأبويهما وعليهما الصلاة والسلام كما تدل على ذلك الآثار المتواترة معنى) يعني بغض يزيد لعلي وبغض يزيد للحسن والحسين، ومع الأسف الشديد أنهم إلى يومنا هذا يخرجون ويدعون أنهم أهل العلم ويدعون أنهم أهل الشهادات وأنهم من المنصفين وأنهم يدعون إلى التقارب ووحدة المسلمين، ومع ذلك يقولون أن يزيد لم يأمر بقتل الحسين، هذا صريح أحد أعلام المسلمين العلامة الآلوسي في (روح المعاني) يقول: والآثار المتواترة معنى دالة على أن يزيد كان مبغضاً لعلي وكان مبغضاً لسبطي رسول الله ولريحانتي رسول الله ولسيدي شباب أهل الجنة. بعد ذلك سيتضح أنه كيف يحاول ابن تيمية بكل ما أوتي ليثبت أنه من أهل الجنة، من؟ يزيد، وأنه مغفور له، وأنه يدخل إلى الجنة بالشفاعة، بعد ذلك سيتضح للمشاهد الكريم.
إذن هذه هي القضية الأولى وهي أنه كان منافقاً، بل إذا يتذكر المشاهد الكريم في الحلقة السابقة أثبتنا من كتاب (المنح المكية في شرح الهمزية، ص519) لابن حجر الهيتمي الذي هو من الكتب المهمة في هذا المجال، صريح العبارة قال: بل قال أحمد بن حنبل بكفره، يعني يزيد، فإن يزيد بلغ من قبائح الفسق والإنحلال عن التقوى مبلغاً لا تستكثر عليها صدور تلك القبائح، بل قال أحمد بن حنبل بكفره، وناهيك به – أي أحمد بن حنبل كما يعتقد ابن حجر الهيتمي- ورعاً وعلماً يقضيان بأنه لم يقل ذلك إلا لقضايا وقعت منه صريحة في ذلك. يعني صريح في الكفر. يعني صدر منه ما هو صريح في الكفر فلهذا مثل أحمد بن حنبل الذي يعتقدون أنه كان محتاطاً متأنياً لا يحكم بكفر أحد ولكنه لم يتردد في كفر يزيد. وأشرنا في الحلقة السابقة قلنا أن الفرق بين النفاق وبين الكفر واضح، وهو أن النفاق كفر باطن ولكنه يظهر الإسلام، يعني أن خليفة المسلمين الذي يعبر عنه ابن تيمية بأمير المؤمنين ويعده من الخلفاء الاثنى عشر كان كافراً، كان كافراً صراحة باعتقاد ابن حنبل. وهذا أيضاً ما يؤكده العلامة الآلوسي كما اشرنا في (روح المعاني، ج14، ص110) هذه عبارات العلامة الآلوسي، قال: وأنا أقول الذي يغلب ظني أن الخبيث – اساساً لا يسميه باسمه- لم يكن مصدقاً برسالات النبي (صلى الله عليه وآله) وأن مجموع ما فعل مع أهل حرم الله تعالى – يعبر عنهم بأنهم أهل حرم الله، واقعاً أهل حرم الله، الحسين من أهل حرم الله، ولكنه انظر ماذا فعل هذا الخبيث بتعبير العلامة الآلوسي- وأهل حرم نبيه وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات وما صدر منه – يزيد- من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديق – يعني بالرسالة- من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر. كيف أنه لو ألقى إنسان ورقة من المصحف الشريف في قذر نحكم بكفره وبعدم إسلامه يقول: هذا الذي صدر منه يقيناً ليس أقل من هذا إن لم يكن أكثر. ولا أظن أن أمره كان خافياً على أجلة المسلمين – يقول إن القضية كانت واضحة عند علماء المسلمين- إذ ذاك ولكن كانوا مغلوبين. لأنه كان يتعامل معهم تعامل الخول والعبيد، أخذ منهم البيعة على أن يكونوا عبيداً له. لم يسعهم إلا الصبر ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ولو سّلم أن الخبيث كان مسلماً – لو تنزلنا وفرضنا أن الخبيث كان مسلماً فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط به نطاق البيان. هذا هو رأي علماء المسلمين، هذا هو رأي أعلام مدرسة الصحابة بأمثال يزيد. إذن الأمر الثاني هو أنه كان كافراً.
الأمر الثالث أنه ملعون بنص الحديث الوارد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا ما بيناه في الحلقة السابقة، أنه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من آذى أهل المدينة، وأنا لا أعلم آذى أكثر من الأمر بإباحتها ثلاثة أيام.
الأمر الرابع أنه قتل الحسين، الخامس أنه انتهك حرمة الكعبة، وعلى المستوى الشخصي كان فاجراً. والختام كما قال رسول الله إن فساد أمتي، وفي نص آخر (هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش) والنصوص التي قرأناها ممن لا يشك في أنه أيضاً مدافع عن النهج الأموي قال المراد به يزيد بن معاوية، هذه مجموعة الحقائق بالإجمال التي وقفنا عليها في الحلقات السابقة.
المُقدَّم: الآن ما هو موقف الشيخ ابن تيمية من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فساد أمته أو هلاكها على يدي أغيلمة من قريش، هل يؤيد هذا أم له رأي آخر.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا بودي أن هذه القضية المشاهد الكريم يقف عندها جيداً، رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى تعرف المقابلة ماذا يقول رسول الله في يزيد وأمثال يزيد ونظائر يزيد وأشباه يزيد، وماذا يعتقد الشيخ ابن تيمية في نظائر وأمثال يزيد؟ أنا بودي في هذه الليلة لدقائق أن نعقد مقارنة بين ما يقوله رسول الله الذي قال عنه القرآن (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) وانظروا ماذا يقول الشيخ ابن تيمية عن أمثال يزيد، رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال بشكل واضح وصريح: (فساد أمتي، هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش) وأنا لا أتصور بل ذلة أمتي على يدي أمثال يزيد، بأي دليل؟ الذلة للأمة على يدي أمثال يزيد؟ لأنه أخذ منهم البيعة على أن يكونوا عبيداً له، وهل توجد هناك ذلة أن تؤخذ البيعة من الأمة على أن يكونوا عبيداً له، الآن انظروا، في المقابل ماذا يعتقد الشيخ؟ في اعتقاد الجماعة في اعتقاد من يعتقدون بأنه إمام وأنه شيخ الإسلام، أيها المسلمون اسمعوا هذه الحقائق عن شيخ الإسلام ابن تيمية، يعتقد شيخ الإسلام ابن تيمية أن يزيد من العظماء، التفتوا جيداً، ويعتقد أن به عزة الأمة الإسلامية ومنعتها، ويعتقد أن صلاح الأمة بمثل يزيد ويعتقد أنه كان يعمل بالهدى ودين الحق. واقعاً الإنسان قد يستغرب ويقول أيمكن أن يقول أحد عن يزيد هذه الحقائق، قد يقول قائل: أين قال بن تيمية هذا الكلام، لماذا تنسبون إلى ابن يتمية ما لم يقله.
أنا بودي أخواني الأعزاء، وهذا بحث إنشاء الله تعالى سيأتي في الحلقات اللاحقة وهو أنه من هم الأئمة الأثنى عشر والخلفاء الاثنى عشر من هم؟ يعتقد الشيخ ابن تيمية بشكل واضح وصريح في (منهاج السنة، ج4، ص519) في الطبعة الحديثة، أما في الطبعة القديمة ففي (ج8، ص238) يقول: وفي الصحيحين عن جابر بن سمرة أن النبي قال: لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة، كلهم من قريش، ولفظ البخاري إثني عشر أميراً، وفي لفظ لا يزال أمر الناس ماضياً ولهم إثنا عشراً رجلاً، وفي لفظ لا يزال الإسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة. وهكذا كان – يعني كان أمر الأمة والإسلام كله كان عزيزاً ما وليهم إثنى عشر، من هم- يقول: فكان الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ثم تولى من اجتمع الناس عليه وصار له عز ومنعة معاوية وابنه يزيد. إذن في أبان حكومة يزيد ماذا كان؟ كان عز الإسلام، منعة الإسلام، ثم عبد الملك وأولاد عبد الملك ذاك بحث آخر. فإن بني أمية كانت الدولة في زمنهم عزيزة – بماذا عزيزة؟ يظهر أن الشيخ يفهم العزة بانتهاك مدينة رسول الله، بقتل سبط رسول الله وسيدي شباب أهل الجنة، بانتهاك حرمة الكعبة بالفجور وأخذ البيعة من الناس بأن يكونوا عبيداً، يعتبر العزة بهذا. إذن أولاً يعتقد أن يزيد من هؤلاء الإثني عشر الذي أعز الله بهم الإسلام، هذا أولاً، وثانياً يعتقد الشيخ ابن تيمية أن يزيد من العظماء، يقول: لا يزال هذا الدين (ص520) لا يزال هذا الدين عزيزاً ما تولى إثنى عشر خليفة، وهؤلاء الإثنى عشر خليفة هم المذكورون في التوراة حيث قال في بشارته بإسماعيل: وسيلد إثني عشر عظيماً. الآن اتضحت لنا نظرية العظمة عند الشيخ ابن تيمية، نظرية العظمة أن تقتل أولاد الأنبياء، نظرية العظمة ماذا؟ أن تكون فاجراً فاسقاً كافراً منافقاً، هذه نظرية العظمة، أن تأمر بإباحة المدينة ثلاثاً، وأن تهدم الكعبة وتحرقها. تبين هذه العظمة التي يعتقدها ابن تيمية، هذه هي العظمة، هذا أولاً. ولكن قد تقول سيدنا من أين قال بأن أساساً صلاح الأمة على يديه، من أين قال بأنه كان يهدي بالحق؟ اساساً التفتوا جيداً هو يصرح الشيخ ابن تيمية ويقول في (ص521): ثم أن النبي أخبر أن الإسلام لا يزال عزيزاً ولا يزال أمر هذه الأمة مستقيما ًحتى يتولى إثنا عشر خليفة، إذن تبين أنه كان مستقيماً وعلى الصراط المستقيم كان يزيد وأمثال يزيد. أمر الأمة كان على الاستقامة ما وليهم أمثال يزيد، وهذا الذي أنتم تجدونه، أمثال يزيد في زماننا موجودين، أشباه ونظائر يزيد في زماننا موجودين، ولكنه هؤلاء يعتبرون الأمة على الإستقامة ما دام فيها أمثال معاوية ويزيد وعبد الملك وأولاد عبد الملك.
تعالوا معنا إلى أحاديث أخرى في (تاريخ بغداد) و(فتح الباري) وغيرهما، انظروا في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج13، ص263) هذه عبارته، قال: لا تهلك هذه الأمة حتى يكون منها إثنا عشر خليفة، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق، ويزيد باعتقاد الشيخ ابن تيمية يعمل؛ لأنه من هؤلاء الإثني عشر إذن كان يعمل بالهدى ودين الحق. هذا هو اعتقاد الشيخ ابن تيمية في يزيد، قتل القراء والصحابة وسيد شباب أهل الجنة وإباحة المدينة هذا هو العمل بالحق عند الشيخ ابن تيمية. وقد يقول قائل: أن الشيخ ابن تيمية لم يكن ملتفتاً. إذن كان جاهلاً، لماذا يكون شيخ الإسلام، إما هو شيخ الإسلام لابد أن يلتفت إلى ما يقول، وإما إذا لم يكن ملتفتاً إلى لوازم كلامه فواقعاً أنه هل يستحق أن يكون عالماً، لابد أن يكون إنسان متعلم، يذهب إلى العلماء يتعلم منهم، لا أن يلقي هذه الكلمات، ولكني اعتقد أنه كان ملتفتاً إلى ما يقول، ولكنه كان يبعثر الكلمات، لا يستطيع أحد أن يجمعها كاملة، ولكن بحمد الله نحن نجمعها للمشاهد الكريم حتى يتضح الأمر، هذا الحديث ورد في (فتح الباري) وكذلك أيضاً ورد في (البداية والنهاية، ج9، ص288) لابن كثير، يقول: وقد روى البيهقي من حديث حاتم بن أبي صغيرة عن أبي بحر قال: كان أبو الجلد جاراً لي فسمعته يقول: يحلف عليه، إن هذه الأمة لن تهلك حتى يكون فيها إثنا عشر خليفة، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق. سيتضح إنشاء الله تعالى في الحلقات القادمة عندما نقف عند هذه الأحاديث والشروط التي ذكرت للإمام الذي تجب بيعته، يا أخواني أيها الأعزاء أعلموا جيداً النبي قال من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية، ثم بيّن عدد هؤلاء الأئمة، وصفاتهم، قال: أنهم يعملون بالهدى ودين الحق. وأين هذا في عبد الملك بن مروان، وأين هذا في الفسقة الفجرة من أولاده، وأين هذا من هذه الطبقة، وأين هذا من معاوية الذي تقولون أنه كان يعيش ملكاً ولا يكون خليفة، الآن تقولون أنه يشمل الأول والثاني والثالث يعني الخليفة الأول والخليفة الثاني هذا لنا معكم فيه حديث سيأتي في محله. واقعاً أن هذا ا لحديث هل يمكن أن يشمل هؤلاء، هل ينطبق عليهم أو لا ينطبق؟ يأتي لنرى النصوص والشواهد الموجودة والشروط الموجودة والقيود المأخوذة هل هي قابلة للانطباق أو غير قابلة للانطباق. وكذلك هذا الحديث إنشاء الله تعالى ستأتي مصادره الأخرى في كتب، واللطيف أنه في حديث آخر في (المعجم الكبير، ج22، ص120، الحديث 308) للطبراني، دار إحياء التراث العربي، ورد هذا الحديث بلفظ آخر الحديث، قال: حدثنا فلان عن أبي جحيفه عن أبيه قال: كنت مع عمي عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يخطب فقال: لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي إثنى عشر خليفة، صلاح الأمة بمن؟ بهؤلاء الإثني عشر خليفة، وأنا لا أعلم كيف أن يزيد يكون منهم، طبعاً قد يقول قائل: سيدنا هذه الرواية صحيحة أو لا، الأخوان الأعزاء هذه الرواية أيضاً وردت في (مجمع الزوائد، ج5، ص247) للهيثمي المصري، ينقل الرواية ثم يعلق عليها بهذا التعليق، يقول: لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضي إثنا عشر خليفة. رواه الطبراني في الأوسط والكبير، والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح. إذن الرواية صحيحة، وأنا لا أعلم واقعاً كيف يمكن لأحدٍ أن يدعي أن الأمة في زمن يزيد كانت على الصلاح وعلى الاستقامة، مع أن رسول الله بشكل واضح يقول: هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش، وفساد أمتي، وابن تيمية بشكل واضح يقول: صلاح الأمة على يدي أمثال يزيد، أنا أترك الحكم للمشاهد الكريم فليحكم ماذا يقول رسول الله وماذا يقول هؤلاء الذين يتبجحون أنهم يتبعون سنة رسول الله، ويتبجحون ويتهمون شيعة أهل البيت وأتباع مدرسة أهل البيت أنهم لا يقيمون للسنة وزناً، الآن يتضح من الذي يحترم سنة رسول الله ومن الذي ينتهك حرمة سنة رسول الله. رسول الله يقول: هلاك أمتي، فساد أمتي علي يدي إغيلمة من قريش، وابن تيمية في قباله يقول: صلاح أمتي، استقامة أمتي، عزة أمتي على يدي هؤلاء.
وملخص كلامي، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: فساد أمتي، هلاك امتي، ذلة أمتي – مضموناً فهذا النص لم يرد عن رسول الله ولكنه بالمضمون- ذلة أمتي على يدي أغيلمة من قريش. في المقابل ابن تيمية يقول أن صلاح الأمة واستقامة الأمة وعزة الأمة ومنعة الأمة على يدي عظماء من العظماء الاثني عشر الذين بشر بهم إسماعيل، هو يزيد من معاوية، يزيد وأمثال يزيد، هذه نظرية السنة النبوية وهذه نظرية السنة الأموية، هذه نظرية النهج الأصيل وهذه نظرة النهج الأموي والإسلام الأموي الذي ينظّر له الشيخ ابن تيمية.
المُقدَّم: ولعله يوصف بأنه مجدد السنة.
سماحة السيد كمال الحيدري: يعني المراد من المجدد من أوجد فيها هذه البدع.
المُقدَّم: ما هو موقف الشيخ ابن تيمية من لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمن آذى أهل المدينة.
سماحة السيد كمال الحيدري: الغريب أن الشيخ ابن تيمية لم يتعرض في هذا الموضع ولعله في مواضع أخرى قد تعرض لهذا، ولكنه هنا عندما تكلم عن يزيد وما فعله بالمدينة وكأنه لم ترد روايات أنه من آذى أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا من قريب ولا من بعيد يتعرض لهذه، وهم يقولون أنه كان يحفظ كل الأحاديث الواردة، وأنا لا أعلم لماذا نسي هذا الحديث وغفل أو تغافل عن هذا الحديث، لأنه يعلم وفيه تصريح واضح بلعن يزيد، وأي أذى أكبر من الأذى الذي أشرنا إليه وهو أن يأمر بإباحة المدينة ثلاثاً، وهو يعلم ماذا فعل بالمدينة.
هو يعلم ماذا فعل بالحرى نعم يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يخفف ذلك، انظروا إليه في (منهاج السنة، ج3، ص187) هو يعلم ماذا فعل يزيد، يقول: لكن لم يقتل جميع الأشراف – كان يتوقع أن مسلم بن عقبة أو مسرف بن عقبة أن يقتل جميع الأشراف، فتفضل عليهم فقتل أكثرهم ولم يقتلهم جميعاً، هذه فضيلة ليزيد، لماذا تتهمون يزيد بأنه قتل الجميع، لا لم يقتل جميع الأشراف، ولا بلغ عدد القتلى عشرة آلاف، مع أنه قرأنا فيما سبق إن لم يكن عشرة آلاف فقد كان ثمانية آلاف، ولا وصلت الدماء إلى قبر النبي ولا إلى الروضة التي هي روضة من رياض الجنة، ولا كان القتل في المسجد، كان يتوقع أن تقتل الناس في مسجد رسول الله، ومع ذلك يبقى يزيد أميراً للمؤمنين له ولأمثاله – وإما الكعبة فإن الله شرفها وعظمها وجعلها محرمة – أساساً من يدخلها أحد وكأنه لم يقرأ ما ورد في (تهذيب التهذيب، ج4) أنهم ضربوها بالمنجنيق وأحرقوها بعد ذلك.
إذن يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يدافع، رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما بينّا بنص واضح وصريح وصحيح لعن يزيد، وقرأنا جملة من كلمات أعلام المسلمين فيما سبق أنهم أجازوا بل قالوا أنه من والاه فلا يؤمن بالله كما قرأنا عن ابن الجوزي فيما سبق. ولكن في مقابل قول رسول الله الذي لعن يزيد انظروا ماذا يقول ابن تيمية في يزيد بن معاوية. في يزيد بن معاوية هذه نظريته التي يؤكد عليها مراراً وتكراراً يقول: أولاً أنه مؤمن في قبال كل كلمات المحققين أنه منافق وأنه كافر، هو يقول أنه مؤمن، يقول أيعقل أن يقول أحد، من أين علم إيمانه، انظروا إلى عبارته التي سأقرأها للمشاهد الكريم في (منهاج السنة، ج3، ص184) يقول: وقد استفاضت السنن النبوية بأنه يخرج من النار قوم بالشفاعة ويخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وعلى هذا الأصل – إذا كانت هذه القاعدة- فالذي يجوّز لعنة يزيد وأمثاله – إذن القضية ليست في يزيد، بل يؤسس لنظرية، يحتاج إلى شيئين، لمن يريد أن يلعن يزيد لابد أن يثبت أمرين، الأمر الأول أن يثبت أنه كان من الفساق الظالمين، لابد أن يثبت أن يزيد كان فاسقاً ظالماً أم لم يكن، يقول أنه كان من الفساق الظالمين الذين تباح لعنتهم، هذا الأمر الأول، والثاني أن لعنة المعين من هؤلاء جائزة، يعني لو كان ظالماً وفاسقاً، والمنازع، يعني ابن تيمية يطعن في المقدمتين لا سيما الأولى، يعني لم يكن فاسقاً ولا كان ظالماً، يعني أن يقتل ابن بنت رسول الله ظالم أو ليس بظالم؟ ليس بظالم، ونقول له أحسنت، تستبيح المدينة ونقول له أحسنت يا يزيد، هذا منطق ابن تيمية، يقول له أحسنت ولكن بطريق التورية، وإلا كيف يعقل أن يبيح المدينة ثلاثاً وأن ينتهك حرمة الكعبة وأن يسكت، سلمنا معكم أنه لم يأمر بقتل الحسين، ولكن سكت، أنتم تقولون سكت ولم يعزل ابن زياد، ألم يكن فاسقاً بهذا، الم يكن ظالماً بهذا. يقول: والمنازع يطعن في المقدمتين، يعني أنه كان من الفساق الظالمين، أيها المسلمون في كل العالم، يا من تقرءون لابن تيمية اعلموا أن ابن تيمية يعتقد أن يزيد ابن معاوية وأمثال يزيد بن معاوية، وكل من سار على نهجه ونهج الأمويين فعل ما فعل فهو لا يستحق أن يكون فاسقاً ولا ظالماً.
إلى أن يقول: فأما قوله، فإن قلت: إلا لعنة الله على الظالمين، فهي آية عامة، (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) يقول: أولاً أنه لم يثبت أنه من الظالمين، الآن يريد أن يتنزل ابن تيمية يقول: لو سلمنا معكم أن يزيد كان ظالماً فاسقاً، من يقول لكم بأنه لم يتب من ذنبه، فمات تائباً، وهذا يقتضي أن هذا الذنب سبب اللعن والعذاب لكن قد يرتفع موجب العذاب لمعارض راجح إما توبة وإما حسنات ماحية، لعل يزيد عنده حسنات ماحية محت ذنوبه، ما هي ذنوبه، كانت بعض الصغائر من قتل الحسين وإباحة المدينة، كان خماراً وهذه الذنوب لا قيمة لها عند ابن تيمية وأمثاله، هو يعتقد أنه حتى أبا جهل لا ينبغي لعنه، والوقت لا يسع أن أقرأ لكم كل كلماته.
يقول: لكن قد يرتفع موجبه لمعارض راجح إما توبة وإما حسنات ماحية وإما مصائب مكفرة لذنوبه، يعني أصيب بمصائب فالله كفر ذنوبه بتلك المصائب، فمن أين يعلم الإنسان أن يزيد أو غيره من الظلمة لم يتب من هذه المعاصي، هذا منطقه أيها المسلمون في العالم، هذا هو منطق شيخ الإسلام، يدافع عن الكفرة والفسقة الظلمة والمجرمين، فمن أين يعلم الإنسان أن يزيد أو غيره من الظلمة, ولذا أنا قلت مراراً أنه يقول أن يزيد ونظائر وأشباه وأمثال، إنه لم يتب من هذه الذنوب أو لم تكن له حسنات ماحية تمحو ظلمه، أنا لا أعلم ما هي حسناته إلا أن يعتقد أن حسناته، منها قتل الحسين حسنة من حسناته، وإباحة المدينة وانتهاك الكعبة من حسناته، وبغضه لعلي ونصبه له حسناته، هذا هو منطق ابن تيمية، هذا من قبيل منطق هذه الدول المستكبرة التي تقول بحقوق الإنسان ولكن تأتي إلى العراق وإلى افغانستان وإلى فلسطين وتقتل مئات الآلاف بعنوان حقوق الإنسان. يقول: يزيد وغيره من الظلمة، من أين تعرف أنهم ظلمة، ولا أعلم واقعاً أنه على أي أساس نقول أن فلان مستحق كذا، واقعاً لابد أن نقول لرسول الله أنت على أي أساس تلعن يزيد، لأنه لعن يزيد تاب مع أن رسول الله يقول بأنه من آذى أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. إلى أن يقول: ثم ومن أين تقولون ولم يبتلي بمصائب تكفر عنه وأن الله لا يغفر له ذلك من قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) وقد ثبت في صحيح البخاري أنه أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد، إذن هو مغفور له. هذا هو منطق الشيخ ابن تيمية.
المُقدَّم: وبالتالي فإن كل ظالم له مخرج عن ابن تيمية.
سماحة السيد كمال الحيدري: ليس كل ظالم فقط، واقعاً أنا لا أعبر ظالم باعتبار أن أحداً قد يكون ظلمه صغير، بل ظلم على هذا المستوى على مستوى قتل ابن بنت رسول الله، على مستوى إباحة المدينة، على مستوى انتهاك الكعبة، نحن لا نريد أن نتكلم في أي ظلم وإلا فكما هو يقول وآخرين ليس كل ظلم يستحق عليه عقاباً لا أبداً، قد يكون ظلم يغفر له، ولكن هذا الظلم، وهذا الفجور، هذه المعاصي، وهو قتل سيد شباب أهل الجنة، هذا الذي لا يُغفر.
هذه هي نظريته بنحو الإجمال في هذا المجال، طبعاً الوقت لا يسع وأنا بودي أن أقف عند المطلب الأخير.
المُقدَّم: هنا سؤال يتعلق بما تفضلتم به، يعني هل يرى الشيخ ابن تيمية أن أئمة أهل البيت عليهم السلام يصلحون جميعاً أو بعضهم لأن يكونوا من الأمراء كما هو يزيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: انظروا كيف دافع بكل ما أوتي من قوة علمية لأن يجعل أمثال يزيد ومعاوية وعبد الملك بن مروان وأولادهم الفسقة الفجرة أن تكون بهم عزة الإسلام وبهم صلاح الأمة وهم يعملون بالهدى ودين الحق وعلى الاستقامة، ولكن عندما تصل النوبة إلى أئمة أهل البيت، يعني إلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين سيد الساجدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق والكاظم والرضا، هذه الطبقة انظروا ماذا يقول في حقهم، انظروا ماذا يقول في الأئمة أنهم يستحقون أن يكونوا من هؤلاء أو لا يستحقون.
يقول في (منهاج السنة، ج4، ص520): ومن ظن أن هؤلاء الإثني عشر هم الذين تعتقد الرافضة إمامتهم فهو في غاية الجهل – يزيد من الخلفاء الإثني عشر، لا الحسن والحسين، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، من أهل البيت الذين طهرهم الله تطهيراً، من الذين أخذهم معه رسول الله للمباهلة، هؤلاء لا يستحقوا أن يكونوا من الخلفاء الاثنى عشر، ولكن يزيد يستحق أن يكون، عبد الملك يستحق أن يكون، هذه نظرية ابن تيمية في الخلافة الإسلامية، أمثال الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة لا يستحقوا أن يكونوا من الخلفاء الإثني عشر – فإن هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلا علي – كأنه من كان له سيف حتى لو يقتل ابن بنت رسول الله يكون من الإثني عشر، أن يكون قاتلاً أن يكون ضارباً في الأمة، أن يفعل ما يفعل لأنه صاحب سيف إذن هو من الذين بهم الصلاح والاستقامة ودين الحق. هذا أولاً.
ثم يأتي إلى علي بن أبي طالب، بشكل ملتوٍ يحاول أن يقول أن علي بن أبي طالب من هؤلاء الاثني عشر أو لا؟ أنه أساساً نحن قرأنا في النصوص أنه لكي يكون منهم لابد أن يكون في زمنه عزاً ومنعة للإسلام، وفي زمن علي لم يكن هناك عزة بل ذلة، يعني علي منهم أو ليس منهم؟ ولكنه لا يصرح به، ولكن ماذا يفعل؟ بهذه الطريقة.
انظروا إلى كلماته، هؤلاء الذين يقولون لماذا تتهمون الشيخ ابن تيمية أنه ينتقص علياً، يقول: إلا علي بن ابي طالب، ومع هذا فلم يتمكن في خلافته من  غزو الكفار ولا فتح مدينة ولا قتل كافر، بل كان المسلمون قد اشتغل بعضهم بقتال بعض حتى طمع فيهم الكفار بالشرق والشام من المشركين وأهل الكتاب حتى يقال أنهم أخذوا بعض بلاد المسلمين وأن بعض الكفار كان يحمل إليه فلان فأي عز للإسلام في هذا والسيف يعمل في المسلمين وعدوهم قد طمع فيهم ونال منهم. يعني كان العز في أبان خلافة علي أو كان ذل للمسلمين؟ إذن مشمول لحديث الإثني عشر أو غير مشمول؟ ولذا يأتي في (ص522) والمقصود هنا أن الحديث الذي ذكر فيه الإثني عشر سواء قدر أن علياً دخل فيه أو قدر أنه لم يدخل. يعني أنه مردد، لأن القضية تحتاج إلى شرط والشرط متوفر في يزيد ومتوفر في معاوية وغير متوفر في علي، لا اقل فيه شك.
المُقدَّم: يعني في استباحة المدينة لم يشتغل المسلمون بعضهم ببعض.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا أبداً، إباحة المدينة، إباحة مكة، والقتال بينه وبين ابن الزبير. أما معركة صفين هي المشكلة، أما تلك المعارك لا، فقد كان فيها عز ومنعة الإسلام. هذه هي خلاصة نظرية ابن تيمية في الإمام الذي تجب بيعته، ينبغي أن يكون أمثال يزيد ومعاوية وعبد الملك بن مروان، لا على أمثال علي والحسن والحسين وسيد الساجدين علي بن الحسين والباقر والصادق والكاظم وأمثال هؤلاء، هذا الذي أنا عبرت عنه أنه النهج الأموي.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو علي من الامارات، تفضلوا.
الأخ أبو علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو علي: الشيخ الحيدري استشهد بالاثني عشر خليفة، وأنا اسأل سؤال وهو أنه هل الخليفة الأول والثاني من هؤلاء أم لا.
سماحة السيد كمال الحيدري: سيأتي الجواب في الأبحاث اللاحقة عن هذا البحث. أخي العزيز إذا كنت ملتفت لأبحاثي قلت أني سأعرض لهذا الحديث ولمصاديق هذا الحديث وسأبين القيود والشروط والمواصفات المأخوذة في هذا الحديث عند ذلك سنعرض لهذه المسألة هل تنطبق على مثل الخليفة الأول والثاني والثالث أو أنها لا تنطبق، انتظر قليلاً واطمئن سأعرض لهذا البحث عرضاً علمياً منهجياً بلا إساءة وإهانة لأحد.
المُقدَّم: معنا الأخ وعد من بريطانيا، تفضلوا.
الأخ وعد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ وعد: أزيد على ما ذكره سماحة السيد نصاً يظهر من قول ابن تيمية أنه مغفور له والنص أذكره من (فيض القدير) للمناوي، يقول المناوي رداً على ابن تيمية وأتباع ابن تيمية: ولا يلزم منه كون يزيد بن معاوية مغفوراً له لكونه منهم، إذ الغفران مشروط بأن يكون الإنسان من أهل المغفرة، ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل خاص ويلزم من الجمود على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له وقد أطلق جمع محققون حل لعن يزيد بن معاوية. كذلك ذكر ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) قال: لا يختلف أهل العلم أن قوله (صلى الله عليه وآله) مغفور له مشروط بمعنى أن يزيد خرج من هذا الشرط بأن يكون من أهل المغفرة حتى لو ارتد واحداً منهم من غزاها، ولذلك كلمة أخيرة ذكر كثير من المحققين ومن جهابذة علماء السنة حل لعن يزيد بن معاوية فقالوا عنه لعنة الله والملائكة والناس عليه أجمعين، هذا قول أهل السنة الذين ردوا على أفكار ابن تيمية وأفكار الغلاة فالسنة يخالفون الوهابية وهم على طرفي نقيض والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سماحة السيد كمال الحيدري: شكراً للأخ وعد على هذه المداخلة، ومضافاً إلى ما تفضل به الأخ أنه أساساً أن الله سبحانه وتعالى إنما يغفر لمن ثبت إيمانه، لا لمن كان منافقاً بل كان كافراً (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ) ولم يثبت أنه من المتقين.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، كما أشكر الأخوة والأخوات والى الملتقى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

  • جديد المرئيات