حديث الثقلين سنده ودلالته ق (4)
23/05/2010
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام والسلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة: (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الرابع) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المقدم: ذكرتم في الحلقة السابقة صيغتين لحديث الثقلين وذكرتم أن هناك صيغة ثالثة فما هي هذه الصيغة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ذكر بعض الأخوة من خلال الاتصال والرسائل بأنه سيدنا أنتم تسرعون في الحديث والحقائق التي تبينونها فلو تكرر مرة أو مرتين حتى يمكن للمشاهد الكريم أن يقف عليها ومن يريد أن يكتب هذه الحقائق أو هذه المصادر التي تشيرون لها حتى يكون بمقدوره ذلك، هذه الملاحظة واردة ولكن باعتبار أن الوقت ضيق والحقائق التي نبينها كثيرة جداً والمصادر التي بين أيدينا كثيرة جداً ولذا استميح المشاهد الكريم العذر إذا وجد هناك نحو من السرعة في طرح الأبحاث.
ذكرنا في الأبحاث السابقة أن لحديث الثقلين، وهنا في المقدمة بودي أن أشير إلى ملاحظة بودي أن يلتفت إليها أصحاب القلم والعلماء وأصحاب المنبر وأولئك الذين يخرجون على الفضائيات وكذلك من يكتب في هذا الحديث واقعاً ابدءوا وثقفوا الناس على الصيغة الثانية لهذا الحديث الذي أشرنا إليه وهو (إني تارك فيكم خليفتين) لا أنه فقط ثقلين، الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لماذا نكتفي فقط بنص حديث نقول أنه حديث الثقلين مع أن النص يقول (إني تارك فيكم خليفتين) ومن الواضح أن هذه الصيغة فيها من الدلالات والمضامين لعلها لا نجدها في صيغة (إني تارك فيكم الثقلين) وهذا ما سيأتي إنشاء الله بحثه وأشرنا إلى بعض ذلك في الأبحاث السابقة، ولذا نحن إنشاء الله تعالى بعض الأحيان نقول أنه حديث الثقلين وبعض الأحيان نقول حديث الخليفتين.
الصيغة الأولى تقدم الكلام عنها وكذلك الصيغة الثانية وقلنا أن محور الصيغة الأولى يقوم على أساس (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهذه نقطة أساسية، والصيغة الثانية كانت تقوم على أساس (إني تارك فيكم خليفتين أو خليفتين أو الخليفتين الكاملتين) وبعضها من بعدي كما أشرنا إليه مفصلاً في الحلقات السابقة.
انتهينا إلى الصيغة الثالثة والتي أشرنا إليها في آخر بحث الحلقة السابقة وهو قوله عليه أفضل الصلاة والسلام (إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا) إذن هذا النص المبارك يشتمل على هذه القضية وهي أولاً أنه يوجد فيه الأخذ وثانياً يوجد فيه أنه أمان من الضلالة، هذا الحديث إذا يتذكر المشاهد الكريم أشرت إلى بعض مصادره ومن باب الاستذكار أشير إلى بعض المصادر التي تقدم الكلام عنها.
المصدر الأول ما ورد في (سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني، ج4، ص355، رقم الحديث 1761) قال: (يا أيها الناس إني قد تركتم فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي) يقول: أخرجه الترمذي والطبراني، … ثم يشير إلى المصادر، وفي آخر المطاف يقول: قلت: لكن الحديث صحيح فإن له شاهداً من حديث زيد بن أرقم قال: قام رسول الله … يقول: أخرج مسلم والطحاوي في مشكل الآثار وأحمد وابن أبي عاصم في السنة من طريق يزيد بن حيان التميمي ثم أخرج أحمد … إلى آخر المصادر التي أشار إليها في هذا المقام. هذا هو المصدر الأول.
المصدر الثاني وهو ما ورد في كتاب (إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، ج9، ص279) تأليف الإمام البصيري المتوفى سنة 840هـ، الرواية أن النبي حضر الشجرة بخم ثم خرج أخذاً بيد علي فقال: ألستم تشهدون بأن الله ربكم، قالوا: بلى، قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم. قالوا: بلى، هذا سيأتي في حديث من كنتم مولاه فهذا علي مولاه، أنت ولي كل مؤمن بعدي وإنشاء الله سيتضح معنى الولاية من هذا القول، أولى بكم، إذن القضية ليست قضية محبة ونصرة ونحو ذلك، (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) قالوا: بلى، قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيده وسببه أيديكم وأهل بيتي. ثم يقول: رواه إسحاق بسندٍ صحيح. إذن هذه الصيغة أيضاً رويت بسند صحيح كما في الصيغتين السابقتين.
المصدر الثالث الذي أشرنا إليه في الحلقة السابقة وهو ما ورد في (الجامع الكبير سنن الترمذي، ج6، ص335، الحديث رقم 4120) تأليف الإمام الحافظ الترمذي، بتحقيق شعيب الأرنؤوط وسعيد اللحام، هذه هي العبارة، الرواية عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته فسمعته يقول: يا أيها الناس إني تركتم فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. صحيح لغيره، إذن النتيجة أن هذا أيضاً صححه العلامة شعيب الأرنؤوط ولكن لغيره كما يقول.
وبحثه إنشاء الله عندنا حديث مع العلامة الأنؤوط أنه في موضع من مسند الإمام أحمد نجده يقول أنه لا يوجد عندنا صحيح دال على أنه ينجي وأمان من الضلالة، بعد ذلك سيأتي إنشاء الله هذا البحث في (ج6، ص335).
المصدر الرابع في هذا المجال وهو (شرح السنة، ج14، ص119) للإمام البغوي، تحقيق زهير الشاويش، وشعيب الأرنؤوط، المكتب الإسلامي، الرواية عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله يقول: يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي ألا أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. وهذه الصيغة أو هذا النص الوارد عن أبي سعيد الخدري يجمع كل الصيغ الصيغتين المتقدمين إضافة إلى هذه الصيغة، لأنه أولاً يقول (ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي) هذا أولاً، وثانياً يقول (أحدهما أكبر من الآخر) وثالثاً يقول (أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ويقول: أخرجه أحمد والترمذي وله شاهد من حديث زيد بن ثابت فهو – المحقق يقول- فهو حديث قوي، طبعاً في المتن يقول الحديث حسن غريب، ولكنه في آخر المطاف بالمتابعات يتضح أن الحديث من حيث السند قوي. فهو حديث قوي، هذا أيضاً في شرح السنة للإمام البغوي.
المصدر الأخير في هذا المجال وهو ما ورد في (صحيح سنن الترمذي للعلامة الألباني، ج3، ص542) الرواية عن جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله … إلى أن يقول: إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي) صحيح، العلامة الألباني هنا يقول أن هذه الصيغة صحيحة، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت لأنه عندما أقول أن النص صحيح هناك أثر أساسي يترتب على الصحة بعد ذلك سأشير إليه، ولكن هنا نكتة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها وهو أن العلامة الألباني بعد هذا النص طبعاً كما هو في سنن الترمذي أن العلامة الألباني بعد هذا النص ينقل نصاً آخر، الرواية السابقة رقم (3786) هذه الرواية (3787) التفتوا جيداً أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) والعلامة الألباني أيضاً يجعل هذه الرواية تبعاً لما في سنن الترمذي تبعاً للرواية السابقة، انظروا إلى الرواية وهي قال: نزلت هذه الآية على النبي (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في بيت أم سلمة فدعا النبي فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي. إذن حديث الكساء وعترتي أهل بيتي واضح من هم، الترمذي جاء بهذا النص وراء وعترتي، يريد أن يقول أن أهل بيتي وعترتي هم أهل الكساء الأربعة، يعني النبي وأئمة أهل البيت، وفي حديث الثقلين النبي (صلى الله عليه وآله) رحل عن هذا العالم فينحصر الأمر في هؤلاء الأربعة، فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، التفتوا جيداً ماذا يقول العلامة الألباني، يقول: صحيح، هذا النص وإنشاء الله تعالى عندما نأتي إلى بيان المراد من أهل البيت ومن العترة سيتضح بأنه عنوان العترة وعنوان أهل البيت في آية التطهير وفي حديث الثقلين وفي حديث الثقلين هل يشمل غير هؤلاء الأربعة أو مختص بهم. وسيتضح بعد ذلك أن اصطلاح أهل البيت له استعمالات متعددة، لا اقل له ثلاث أو أربعة من الاستعمالات، قد يشمل الغريب كما ورد في روايات (سلمان منا أهل البيت) هل المراد من أهل البيت الاستعمال الأول أو الاستعمال الثاني أو الاستعمال الثالث أو الاستعمال الرابع هذا سيأتي بحثه مفصلاً بإذن الله تعالى.
النكتة الجديرة بالملاحظة في هذه القضية، هذه الصيغة فيها فوائد جليلة وفيها خصوصيات مهمة تختلف بها عن الصيغتين السابقتين، وأهم هذه الخصوصيات أنها هذا النص لا يمكن أن نقول أن المراد أو أن تكليف الأمة ازاء العترة هو محبة العترة هو مودة العترة، هذا النص بعد لا يستطيع أحد أن يقول أن تكليفنا ازاء العترة ليس هو الاتباع وليس هو الأخذ وليس هو الإطاعة وليس هو النجاة من الضلالة، ليس هذا وإنما وظيفتنا كما في قوله تعالى (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) هذا النص يرد على هذه النظرية ويسقط هذه النظرية التي تحاول أن تقول أن وظيفة الأمة ازاء العترة يعني علي وفاطمة والحسن والحسين أن وظيفة الأمة تنحصر في المودة والتوقير والاحترام وعدم الأذى وإن كان حتى هذا فعلوه، وقد اتضح في مطارحات في العقيدة أن النهج الأموي حتى هذا القدر لم يلتزم به، يعني لم يوقرهم ولم يحترمه بل قتلهم وسبهم ولعنهم كما تقدم البحث في ذلك مفصلاً في مطارحات في العقيدة. وبهذا البيان وبهذا النص الصحيح الذي صححه العلامة الألباني وجملة من الأعلام أمثال العلامة البغوي وغيره، وبهذا النص تسقط نظرية أو بيان الشيخ ابن تيمية في منهاج السنة النبوية، في الحلقة السابقة قلنا أن الشيخ ابن تيمية حاول أن يقول بأنه أساساً النصوص الواردة في حديث الثقلين لم تربط الأمان من الضلال باتباع العترة، وإنما ربطت ذلك باتباع والتمسك بالقرآن، هذا المعنى أتصور اتضح للمشاهد الكريم أنه أمر لا يمكن قبوله لأن النصوص الصحيحة تقول غير هذا.
وهذا كلام الشيخ ابن تيمية في (منهاج السنة، ج4، ص300) يقول: وهذا اللفظ، الذي ينقله عن صحيح مسلم، يدل على أن الذي أُمرنا بالتمسك به وجعل المتمسك به لا يضل هو كتاب الله، يعني أنه لم نؤمر بالتمسك بالعترة وليس التمسك بالعترة ينجي من الضلالة، وهذا كما تعلمون خلاف هذه الصيغة الثالثة التي أشرنا إليها، وهكذا جاء في غير هذا الحدث كما في صحيح مسلم عن جابر في حجة الوداع، وأما قوله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فهذا رواه الترمذي وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه وضعفه غير واحد من أهل العلم، وقد اتضح أنه قوي، قال: وهو حديث قوي، قال العلامة الألباني: أنه صحيح في سلسلة الأحاديث الصحيحة، وقال عنه أيضاً العلامة الأرنؤوط: صحيح لغيره. وأنا لا أعلم بيني وبين الله أن الشيخ ابن تيمية أما جاهل في هذه القضية يعني ليس كما يدعى له أنه عالم بكل الأحاديث والسنن في هذا المجال، طبعاً هذه القضية لابد أن يكون في علم المشاهد الكريم العلامة الالباني في هذه القضية أجاب عن هذه القضية، يقول في (مقدمة ج4، سلسلة الأحاديث الصحيحة) يقول: ما السبب في مخالفتك في التصحيح والتضعيف بعض من تقدمك من الحفاظ المحدثين، واقعاً الآن تجدون أن الشيخ ابن تيمية يقول ضعفه، والعلامة الألباني يصححه، ما السبب في ذلك، انظروا جواب العلامة الألباني، يقول: إن الإنسان من طبعه الخطأ والنسيان فهؤلاء ليسوا معصومين قد يخطأون وقد ينسون، لا فرق في ذلك بين المتقدمين والمتأخرين فقد ينسى المتقدم ويسهو فيستدرك عليه المتأخر وقديماً قالوا كم ترك الأول للآخر، فالحكم حينئذ للدليل والبرهان فمع أيهما كان اتبع. النقطة الثانية وهو الأهم أن المتأخر العارف بهذا الفن الذي هو يعتقد بانه مجتهد وصاحب اختصاص بفن تصحيح الإسناد في الجرح والتعديل، أن المتأخر العارف بهذا الفن قد يتوسع بتتبع الطرق من دواوين السنة لحديث ما لأنه الآن توفرت من الإمكانات ما لم تكن متوفرة في ذلك الزمان فيساعده ذلك على تقوية الحديث لمعرفته بشواهده ومتابعاته وهذا من منهجي في التخريج، إذن ما ذكره الشيخ ابن تيمية من أن هذا الحديث ضعفه أحمد بن حنبل وأهل العلم، أما كذب صريح وإما تدليس وإما جهل. يقول: وضعفه غير واحد من أهل العلم، إذا كنت صادقاً في كلامك وكنت أميناً كان ينبغي أن تقول وصححه آخرون، على فرض أنه صحيح أن هذه الصيغة ضعفها بعض أهل العلم ولم نجد من ضعفها ولكنه على فرض أنها ضعفها بعض أهل العلم فقد صححها آخرون. إذن هذا الكلام الذي صدر من الشيخ ابن تيمية كلام في غير محله، وبذلك أيضاً يتضح عدم تمامية ما ذكره العلامة الأرنؤوط في مسند الإمام أحمد بن حنبل، العلامة الأرنؤوط في الجامع الكبير قال صحيح لغيره ولكن عندما يأتي إلى مسند (الإمام أحمد بن حنبل ج17، ص175) انظروا ماذا يقول؟ يقول: وعترتي كأنه جعلهم قائمين مقامه، يعني أن النبي صلى الله عليه وآله جعل العترة قائمين مقام النبي، فكما كان في حياته القرآن والنبي كذلك بعده القرآن وأهل بيته ولكن قيامهم مقامه في وجوب المحبة والمراعاة والإحسان لا في العمل بأقوالهم وآرائهم، وهذا خلاف نص حديث الثقلين الذين قال ما إن أخذتم ما أن تمسكتم، صريح العبارة في هذا المعنى، يقول: لا في العمل بأقوالهم وآرائهم، بل المرجع في العمل الكتاب والسنة. أنا لا أعلم بأن هذه السنة لابد أن يقول جنابه يعتقد أن حديث وسنتي أقوى من حديث وعترتي وبعد ذلك سيأتي الحديث ويتبني أنه له سند صحيح أو ليس له سند صحيح، مع أن هذا الكلام يخالف (لن تضلوا بعدي) قلنا وقد ورد التصريح وعترتي أهل بيتي وجوب مراعاتهم ومحبتهم واجتناب ما يسوءهم والاحتراز عما يؤذينهم لا أنه الاقتداء بهم والأخذ بأقوالهم والعمل بها، واقعاً هذا تجني وخلاف صحيح لهذا النص الصريح.
ولذا تجد أن علامة من الأعلام كالعلامة ابن حجر الهيتمي عندما يصل إلى هذه القضية بشكل واضح وصريح يقول في (المنح المكية في شرح الهمزية، ص531) للإمام العلامة الفقيه المحقق شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي الشافعي المتوفى 974هـ دار المنهاج، ساهم في العمل بسام محمد بارود، عني بتحقيقه والتعليق عليه أحمد جاسم المحمد بو جمعة مكرمي، الطبعة الثانية سنة 1426هـ، انظروا ماذا يقول العلامة؟ يقول: وفي الحديث (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد بي حتى يحبني) البعض يقول أن الحب لا علاقة له بالعقيدة، وهنا رسول الله يقول: (لا يؤمن عبد) يعني أن الحب وبعد ذلك العمل بمن أحب بما قال به هو من الإيمان ومن العقيدة لا من الفروع (لا يؤمن عبد بي حتى يحبني ولا يحبني حتى يحب ذوي، أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم – يعني بني أمية وعلى رأسهم معاوية رسول الله عدو لهم وحرب لهم- ألا من آذى قرابتي – وأنا لا أتصور أن بني أمية لم يؤذوا قرابة رسول الله- فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى) أخرجه ابن حبان والترمذي وفي الحديث أيضاً (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به – لا فقط ما إن أخذتم به- لن تضلوا كتاب الله وعترتي) يقول العلامة ابن حجر: تأمل كونه (صلى الله عليه وآله) قرنهم بالقرآن في أن التمسك بهما يمنع الضلال ويوجب الكمال، وهذا خلاف ما يقوله، يقول فقط المحبة وهذا ما ذكره الشيخ ابن تيمية ومن هو على شاكلته ومنهجه وهو شعيب الأرنؤوط الذي هو على نفس المدرسة، التفتوا إلى ابن حجر ماذا يقول؟ يقول: في أن التمسك بهما يمنع الضلال ويوجب الكمال. إذن الأمان من الضلال يكون بالتمسك، ولذا نجد أن العلامة الحافظ في ابن حجر في (الصواعق المحرقة، ج2، ص440) ماذا يعبر حديث الخليفتين كما قلنا، يقول: اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة، يعبر عنه بحديث التمسك، لأن مضمونه الأساس هو التمسك والأخذ والإتباع والإطاعة لا أن مضمونه الأساسي هو المحبة فقط والمودة، نعم هناك آيات وروايات دلت على وجوب المحبة، إلا أن حديث الثقلين أو الخليفتين ليس بصدد بيان المودة والمحبة وإنما هو بصدد بيان مسألة التمسك ولذا يعبر عنها إمام كابن حجر الهيتمي أن لحديث التمسك، لحديث التمسك، يعبر عن حديث الثقلين بحديث التمسك. وبهذا يتضح بطلان ما ذكره الشيخ ابن تيمية وبطلان ما ذكره شعيب الأرنؤوط من أن هذا الحديث هو بصدد بيان المودة والمحبة، هذه فيما يتعلق بهذه الصيغة وهي الثالثة.
المُقدَّم: سماحة السيد بعد هذا البيان المستفيض والواضح جداً يأتي هذا السؤال وهو أن هل هذا الحديث يفيد العلم القطعي لمدلوله ومضمونه.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع أن هذه المسألة في هذه الليلة قد أشير إلى بعض الأمور التخصصية واعتذر من المشاهد الكريم لذلك، هناك بحث بين علماء الرجال وما يتعلق بسند الروايات يقولون أن الرواية بطبيعتها أو الروايات الموجودة بأيدينا تنقسم إلى قسمين، روايات آحاد يعني صدرت من شخص من راوٍ أو راويين والرواية صحيحة السند، وروايات متواترة يعني إذا أردنا أن نتكلم بلغة الاصطلاح انظروا إلى كتاب (مصطلح الحديث) للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في رسالته التي هي مصطلح الحديث يقول بأن الخبر ينقسم إلى متواتر وآحاد، ما هو الآحاد؟ يقول: الآحاد الخبر الآحاد هو ما ليس بمتواتر، يعني ماذا؟ يعني نقله شخص أو شخصان أو ثلاثة أو أربعة إن قلنا بأن التواتر لا يحصل بالأربعة وسيأتي بحثه، وأما الرواية المتواترة فهي الرواية التي نقلها جمع كثير، الآن ما هي الثمرة المترتبة على ذلك، قالوا بأنه إذا كانت الرواية صحيحة ولكن نقلت من شخص أو شخصين فلا تفيد إلا ظناً، لا تفيد العلم، هنا في هذه الليلة أريد أن أقف عند هذه النقطة، لو قبلنا أن حديث الثقلين اتضح لنا من الأبحاث السابقة أن حديث الثقلين بصيغه الثلاث، يعني الصيغة الأولى والثانية والثالثة كلها توجد فيها أحاديث صحيحة السند، فهنا يأتي هذا السؤال هل أن الحديث الصحيح السند إذا لم يكن متواتراً هل يفيد الظن أو يفيد العلم القطعي، أي منهما. سأقرأ عبارات لجملة من أعلام المسلمين ومن أعلام مدرسة الصحابة في هذه المسألة.
هذا الكتاب من الكتب الأساسية والمهمة وهو كتاب (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، ج1، ص126) للحافظ ابن كثير، المتوفى سنة 774هـ، شرح العلامة أحمد محمد شاكر، وتعليق المحدث ناصر الدين الألباني، حققه وتمم حواشيه علي بن حسن بن علي ابن عبد الحميد الحلبي الأثري، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع لصاحبها الراشد، الرياض، السعودية، الطبعة الأولى سنة 1417هـ، التفتوا إلى المطالب أنا سأقرأ العبارات وما يحتاج إلى تعليق سأعلق عليه، العبارة طويلة قليلاً ولكنها مهمة بودي أن المشاهد الكريم أن يعتبر هذا البحث من الأصول الموضوعة التي نعتمد عليها في الأبحاث اللاحقة، يقول: اختلفوا في الحديث الصحيح – وقد ثبت أن حديث الثقلين أو حديث الخليفتين صحيح بصيغه الثلاثة التي أشرنا إليها فيما سبق- قال: اختلفوا في الحديث الصحيح هل يوجب العلم القطعي اليقين أو يوجب العلم الظني – يعني نحن من خلال حديث واحد صحيح هل يحصل لنا علم بالصدور من النبي (صلى الله عليه وآله) أو يحصل لنا الظن بالصدور وهناك فرق كبير بين حصول العلم القطعي بصدور الحديث من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وبين أن نقول أنه يفيد العلم الظني – وهي مسألة دقيقة تحتاج إلى تحقيق، أما الحديث المتواتر لفظاً أو معنى فأنه قطعي الثبوت لا خلاف في هذا بين أهل العلم، وأما غير الحديث المتواتر من الصحيح – يعني إذا كان خبر آحاد ولكنه كان صحيح السند- فذهب بعضهم إلى أنه لا يفيد اليقين والقطع، بل هو ظني الثبوت – نظن أنه ثابت وقد لا يكون كذلك، يعني إذا أردنا أن نتكلم بلغة الأرقام المراد من القطعي يعني من 100% أنه ثابت عن رسول الله، أما المراد من الظني عين 80% أو 70% أو 60% ما لم نصل إلى 50% ودونها فعند ذلك يكون شكاً كما هو في مصطلحات علم المنطق. إذن هل أن الحديث الصحيح يفيد القطع أو يفيد الظن- ذهب بعضهم إلى أنه لا يفيد القطع بل هو ظني الثبوت وهو الذي رجحه النووي في القريب – هذا رأي ونسبه إلى شخص واحد- وذهب غيرهم إلى أنه يفيد العلم اليقيني – انظروا إلى القائلون بهذا الرأي من هم، لعله هناك مجموعة من الأعلام ذهبوا إلى أن الحديث الصحيح لا يفيد إلا ظناً ولكن انظروا إلى القائلين أنه يفيد القطع- وهو مذهب داود الظاهري والحسين بن علي الكرابيسي والحارث بن أسد المحاسبي وحكاه ابن خويز عن مالك وهو الذي اختاره وذهب إليه ابن حزم وقال في الإحكام في أصول الأحكام: وأن خبر الواحد العدل عن مثله إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوجب العلم والعمل معاً ثم أطال في الاحتجاج له والرد على مخالفيه، واختار ابن الصلاح انا ما أخرجه الشيخان – يعني البخاري ومسلم – في صحيحيهما أو رواه أحدهما مقطوع بصحته – مع أنها أخبار آحاد – والعلم اليقيني النظري واقع به، نعم واستثني من ذلك أحاديث قليل تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ، هكذا قال – ابن الصلاح- في كتابه (علوم الحديث) ونقل مثله العراقي في شرحه على ابن الصلاح عن الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي وأبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق بن يوسف ونقله البلقيني عن أبي إسحاق وأبي حامد الاسفرائيني والقاضي أبي الطيب والشيخ أبي إسحاق الشيرازي من الشافعية وعن السرخسي من الحنفية وعن القاضي عبد الوهاب من المالكية وعن أبي يعلى وأبي الخطاب وابن الزاغوني من الحنابلة وعن أكثر أهل الكلام من الأشعرية وعن أهل الحديث قاطبة وهو الذي اختاره الحافظ ابن حجر والمؤلف – يعني ابن كثير، ابن حجر العسقلاني، يظهر من ذلك أن الأشاعرة في علم الكلام وأما على مستوى البحث الفقهي فالحنابلة والمالكية والشافعية والحنفية بل وجدنا أنه دخل على خط ممن على النهج الأموي يعني ابن كثير وابن حجر- يقول العلامة أحمد محمد شاكر، العلامة أحمد محمد شاكر، انظروا ماذا يقول: يقول: والحق الذي ترجحه الأدلة الصحيحة ما ذهب إليه ابن حزم – يعني أن الخبر الصحيح يفيد القطعي والعمل به – ومن قال بقوله من أن الحديث الصحيح يفيد العلم القطعي سواء – لا يقول لنا قائل أنه نعم إذا ورد في الصحيحين فيفيد العلم القطعي كما يحاول الشيخ ابن تيمية في مصطلح علم الحديث ان يقول هذا المعنى، هنا العلامة أحمد محمد شاكر يقول- سواء أكان في أحد الصحيحين أم في غيرهما – في أي كتاب ولكن بشرط أن يكون الحديث صحيحاً – وأنتم وجدتم بأنه لا أقل أن حديث الثقلين وارد في صحيح مسلم، أما في غير صحيح مسلم فعشرات الطرق التي ستأتي الإشارة إليها بعد ذلك وكلها صحيحة سواء على مستوى الصيغة الأولى أو الثانية أو الثالثة- وهذا العلم اليقيني علم نظري برهاني، لا يحصل إلا للعالم المتبحر في الحديث، العارف بأحوال الرواة والعلل وأكاد أوقن – العلامة أحمد محمد شاكر يقول- وأكاد أوقن أنه مذهب من نقل عنه البلقيني ممن سبق ذكرهم وأنهم لم يريدوا بقولهم ما أراد ابن الصلاح من تخصيص أحاديث الصحيحين بذلك – لا فقط إذا ورد في الصحيح يقول الأعلام غير نظرية ابن الصلاح- وهذا العلم اليقيني النظري يبدو ظاهراً لكل من تبحر في علم من العلوم وتيقنت نفسه بنظرياته واطمأن قلبه إليها، ودع عنك تفريق المتكلمين في اصطلاحاتهم بين العلم والظن فإنما يريدون بهما معنى آخر غير ما نريد، التعبير (ش) ويقول في مقدمة الكتاب عندما يأتي (ش) يراد منه العلامة أحمد محمد شاكر.
إذن النتيجة التي أنتهي إليها أن حديث الثقلين ثبت في الأبحاث السابقة أنه صحيح السند، وأنه بصيغه الثلاثة هو صحيح السند، يعني بالصيغة الأولى صحيح السند بالصيغة الثانية صحيح السند، بالصيغة الثالثة صحيح السند، إذن بكل صيغه الثلاثة يفيد العلم القطعي، يعني نقطع أن هذه الصيغ الثلاثة صدرت وثابتة نصاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
المُقدَّم: معنا الأخ كامل من العراق، تفضلوا.
الأخ كامل: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ كامل: حديث الثقلين يقول أخواننا أبناء السنة (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي) فما مدى صحة هذا الحديث.
سماحة السيد كمال الحيدري: أجيب الأخ العزيز في جملتين إنشاء الله تعالى بعدما انتهي من هذا البحث سأنتقل إلى هذه الصيغة، لأنه تكلمنا في صيغ حديث الثقلين أو حديث الثقلين، هل أن صيغة كتاب الله وسنتي هل له سند صحيح أو ليس له سند على مباني أعلام مدرسة الصحابة وعلى مباني أعلام النهج الأموي، ولا استدل بأي كتاب من كتبنا، وسيتضح بعد ذلك أن هذا السند صحيح أو ليس بصحيح.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو عبد الله: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عبد الله: سؤال نفس سؤال الأخ كامل، نحن الشيعة نقول (تركت فيكم ما إن تمسكتم به كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن تضلوا أبداً) أخواني السنة يقولون (تركت فيكم ما إن تمسكتم به كتاب الله وسنتي) ويصرون على أنهم متمسكون بكتاب الله والسنة.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا السؤال سيأتي البحث فيه.
المُقدَّم: معنا أم نسرين من هولندا، تفضلي.
الأخت أم نسرين: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت أم نسرين: أنا اتابع برامجكم من فترة طويلة، ولكن أصبحت محتارة في أمري إذا أصدق بك فأنا غبية وإذا لم أصدقك فأنا معاندة، فلا أحب أن أكون غبية أو معاندة، نريد توضيحات أكثر، لأني أقرأ في كتبكم وغير معقول أننا كنا أغبياء إلى هذه الدرجة بحيث مرت علينا كل هذه الأمور، عندي سؤالين، بحسب قراءتي زينب عليها السلام لماذا لم تكن من أهل البيت، وعندما قال تراب خيل معاوية خير من عمر بن عبد العزيز، لماذا عمر بن عبد العزيز وليس غيره من الخلفاء لماذا لم يكن عمر أو عثمان أو أبو بكر لماذا اختار عمر بن عبد العزيز، أنا ناقمة على نفسي فكل ما أسمعه اكتشف من خلاله دين جديد بدأت أشكك حتى في هويتي المسلمة. شكراً لكم على هذه التوضيحات.
سماحة السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بأنه لماذا ليست زينب باعتبار أننا نتبع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورسول الله أخذ في كساءه هؤلاء الأربعة ولو أرد أن يأخذ غيرهم من زينب أو من نساءه وزوجاته من أم سلمة أو عائشة أم المؤمنين لكان فعل ذلك ولكن لم يفعل ذلك ونحن تابعون للسنة النبوية ولفعل رسول الله ورسول الله جمع هؤلاء تحت الكساء وقال: اللهم أن هؤلاء أهل بيتي، وإلا زينب من أهل البيت ومن العترة ولذا أنا قلت لكي بأن عنوان أهل البيت له استعمالات متعددة ولسنا ندور في عنوان أهل البيت لغة، نقول مرادنا من أهل البيت في حديث الثقلين أو آية التطهير هم هؤلاء، أما قضية اقتصارهم على عمر بن عبد العزيز، باعتبار أن النهج الأموي يعتقد أن عمر بن عبد العزيز هو الخليفة الراشد الخامس، يعني يجعلوه في عدل عثمان وأبو بكر وعمر وعلي، فيريدون أن يقولوا أن تراب لحق بأنف جواد معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز، ولا اعلم أنه لماذا لم يقولون في العشرة المبشرة في الجنة، بل قالوها في معاوية، هذا جزاء لعنه، أما أختي العزيز تقولين بأنك حائرة ولا انك غبية ولا معاندة أنت تجدين أني لم أنقل رواية واحدة من مصادرنا وإنما كل ما نقلته، وواقعاً ادعوك إلى التأمل والدقة والى معرفة الحقيقة، والله أقسم لك لا أريد منك أن تكوني شيعية ولا أريد منك أن تتركي مذهباً ما، وإنما أريد أن يتضح لكي وغيرك من المسلمين أن هذه الفضائيات التي هي فضائيات التدليس والكذب عندما تكذب على شيعة أهل البيت، أنا اليوم كنت أتابع بعض الفضائيات يأتي أحد منهم ويدعى أنه عالم وأنه علامة ويُسأل عن الحسينيات ومساجد الشيعة فيقول بأنها مسجد ضرار لأنها كلها بدع وضلالة، يا أخي كفاكم تدليساً وكفاكم كذباً وكفاكم حقارة وكفاكم حنقاً، هذه حقائق مدرسة أهل البيت في كتبكم وإلا فأنا لم أتِ بشيء من عندي، هذه كتبكم تنطق، نعم انتم أخفيتم الحقيقة على المسلمين في العالم وأشكر الله سبحانه وتعالى أن وفقت لبيان هذه الحقائق للمسلمين.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو محمد علي من استراليا، تفضلوا.
الأخ أبو محمد علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
الأخ أبو محمد علي: تحية معطرة بالإيمان إلى سماحة السيد كمال الحيدري وشكر جزيل لقناة الكوثر لاستقبال هذا العبد الصالح لنشر معارف أهل البيت عليهم السلام، (إما مقتول بالسيف أو بالسم) سيدنا في البداية أنا أعزيكم بيوم وفاة أم البنين التي يجهلها أهل السنة، أعطت أربعة من أولادها لاستقامة الدين الإسلامي الأصيل، إذا كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني، هذه أم البنين يجهلها، نعزيكم بوفاة أم البنين، في صحيح البخاري أن النبي (صلى الله عليه وآله) في أواخر عمره كل صباح كان يذهب إلى بيت فاطمة والإمام علي والحسن والحسين، ويقول السلام عليكم يا أهل بيتي.
سماحة السيد كمال الحيدري: أشكركم على هذه العواطف ولكن أرجو أن تكون المداخلات في البحث، وسيأتي البحث في ما المراد من أهل البيت وما المراد من عترتي، لكي لا تتداخل الأبحاث فيما بينها.
أؤكد مرة أخرى أنه اتضح مما تقدم أن الصيغ الثلاث كلها صحيحة السند، هذه مقدمة، والمقدمة الثانية أن الحديث الصحيح السند بين عموم الأعلام وبين جمهور أعلام المسلمين يفيد الثبوت القطعي والعلم القطعي بالصدور.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما أشكر الأخوة والأخوات وإلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.