الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق (7)

20/06/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة اليوم (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم السابع) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: سماحة السيد هنا نريد من جنابكم الكريم في تمهيد موجز الكثير من الأخوة يسألون عن علاقة حديث الثقلين بالأطروحة المهدوية، كأن المشاهد الكريم يقول أن الأطروحة المهدوية خاصة بالإمام المهدي فلماذا يقف السيد عند حديث الثقلين بهذا الشكل المطول.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أتذكر أني أجبت على هذا التساؤل لمرات عدة في الأبحاث السابقة ولكنه من باب أن الذكرى تنفع المؤمنين أؤكد على الجواب مرة أخرى، وهو أننا في الأطروحة المهدوية قلنا يوجد هناك بابان في أبحاث الأطروحة المهدوية، الباب الأول هو الباب المتفق عليه بين جميع علماء المسلمين وهذا ما عرضناه مفصلاً من أنه لابد من وجود شخص يظهر في آخر الزمان يملئ الأرض قسطاً وعدلاً وهو إمام من الأئمة الاثني عشر الذي بشر بهم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو أنه من عترة رسول الله وأنه من ولد فاطمة عليها أفضل الصلاة والسلام، قلنا هذا لم يقع فيه خلاف بين أحد من علماء المسلمين إلا من شذ وندر وهم شرذمة قليلة.
ثم دخلنا في الباب الثاني من بحث الأطروحة المهدوية وهي المسائل التي وقع الخلاف فيها بين علماء مدرسة أهل البيت وبين مدرسة الصحابة وأعلام مدرسة الصحابة حيث اعتقد أعلام مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام تبعاً لأئمة أهل البيت أن الإمام المهدي هو حي لا أنه سيولد بعد ذلك ولكن مدرسة الصحابة تقول أن المهدي غير موجود الآن ولكنه يولد بعد ذلك، وهذا هو مورد الخلاف الأول الأساسي بين مدرسة أهل البيت وبين مدرسة الصحابة. هذا المورد الأول.
الأمر الثاني الذي وقع الاختلاف فيه أنه هل هذا الإمام وهو الإمام المهدي هل هو معصوم أو ليس بمعصوم، هذا هو الأمر الثاني. نحن نعتقد أن حديث الثقلين وبعبارة أخرى كما أشرنا إلى ذلك في الأبحاث السابقة أن حديث الخليفتين يثبت لنا أنه لابد من وجود إمام حي من العترة معصوم في كل زمان، هذا اعتقادنا في حديث الثقلين، نحن نعتقد أن حديث الثقلين سيثبت لنا كلا هذين الأمرين، يثبت لنا أنه معصوم ويثبت لنا أنه حي يرزق، خلافاً لمدرسة الصحابة التي لا تؤمن بأنه موجود ولا تؤمن بعصمته. بل أكثر من ذلك أن حديث الثقلين بعد ذلك سيتضح طبعاً هذه الأبحاث كان ينبغي أن نذكرها في الأخير لأنها نتائج البحث ولكن أنا استبقها حتى يتضح للمشاهد الكريم أن حديث الثقلين أو حديث الخليفتين هو في صلب أبحاث الاطروحة المهدوية، بل سيتضح لنا أن هذا الإمام المهدي المنتظر الحي المعصوم كما سنبين ذلك من خلال دلالة حديث الثقلين أنه هو الإمام الثاني عشر الذي تعتقد به مدرسة أهل البيت فهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت الذي ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن والإمام الحسين معاً وهذه نكتة سيأتي الحديث عنها، لأنهم يصرون على أنه حسني ونحن نقول أنه حسيني، وبعد ذلك سيتضح أنه ينتسب إلى الإمام الحسن والإمام الحسين معاً ولكن من طرف الأب إلى الإمام الحسين ومن طرف الأم إلى الإمام الحسن، فلا تنافي بين أن ينسب إلى الإمام الحسن أو ينسب إلى الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، هذه هي النكتة التي على أساسها نحن حاولنا أن نقف مفصلاً وبشكل تفصيلي على حديث الثقلين.
المُقدَّم:  هل يوجد في المعاصرين بعد كل ما تقدم من الأحاديث الصحيحة من يرى ضعف سند حديث الثقلين بصيغة (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
سماحة السيد كمال الحيدري: يتذكر المشاهد الكريم نحن حاولنا لعله في الحلقات الستة الماضية أن نثبت أن الحديث الوارد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهو حديث الثقلين أو حديث الخليفتين إنما ورد بصيغة كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وذكرنا عشرات المصادر التي ذكرت هذا الحديث بهذه الصيغة وصححت هذا الحديث كما تفضلتم في الأبحاث السابقة، إلا أننا وجدنا من المتقدمين من حاول أن يشكك في سند هذه الصيغة أو هذا الحديث بصيغة كتاب الله وعترتي كما قرأنا من العلل المتناهية، ولكنه من المعاصرين نعم من المعاصرين يوجد البعض حاول أن يشكك في صحة سند حديث الثقلين بصيغة (كتاب الله وعترتي) وحاولوا إثبات أن الصحيح (كتاب الله وسنتي) أنا في مقام الجواب عن ذلك فقط أرجعكم إلى ما ذكره العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، ص358) يقول بعد تخريج هذا الحديث بزمن بعيد كتب عليّ أن أهاجر من دمشق إلى عمان ثم أن أسافر منها إلى الامارات العربية أوائل سنة 1402هـ فلقيت في قطر بعض الأساتذة والدكتارة الطيبين فأهدى إلي أحدهم رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث، حديث الثقلين الذي هو بصيغة (كتاب الله وعترتي) فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة، يعني ليست له خبرة في علم الرجال وعلم الحديث وعلم أسناد النصوص وذلك من ناحيتين ذكرتهما، يعني بعد أن أهداني الرسالة قلت أن هذه الرسالة فيها إشكالات:
الإشكال الأول: أنه اقتصر في تخريجه على بعض المصادر المطبوعة المتداولة ولذلك قصر تقصيراً فاحشاً في تحقيق الكلام عليها، لم يستوعب المصادر جميعاً حتى يعرف أن هذا الحديث سنده صحيح أو لا، وفاته كثير من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة فضلاً عن الشواهد والمتابعات.
الأمر الثاني: أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء، وما أكثرهم كما أشرنا إليه في الابحاث السابقة، ولا إلى قاعدتهم التي ذكروها في مصطلح الحديث، في الأمر الثاني العلامة الألباني يريد أن يشير إلى هذه النكتة، يقول حتى لو سلمنا أن أسانيد صيغة كتاب الله وعترتي كانت الأسناد ضعيفة فأن بعضها يجبر بعضا، لذا يقول أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق حتى لو كان الحديث ضعيفاً فأنه إذا تعددت طرقه قد يتقوى ذلك الطريق، فما بالك وهو صحيح وحسن لنفسه ولذاته ولغيره كما أشرنا إليه، فوقع في هذا الخطأ الفادح في تضعيف الحديث الصحيح. هذا ما ذكره العلامة الألباني.
لم يشر إلى صاحب التضعيف للحديث، ولكن عندما راجعنا كتاب (استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف، ج1، ص13) للحافظ السخاوي، في مقدمة الكتاب يقول حديث الثقلين وفقهه للدكتور علي أحمد السالوس، معاصر، نشرته دار الإصلاح للطباعة والنشر، أبو ظبي، في الحاشية يقول المعلق تجدر الإشارة إلى أن المؤلف ضعيف فيه حديث الثقلين على كثرة وتعدد طرقه، المعلق وهو خالد بن أحمد بابطين يقول أنه ضعف هذا الحديث على كثرة وتعدد طرقه وقوله مردود، يقول بابطين والألباني أن هذا الكلام ناشئ عن قلة البراعة في هذا المجال.
ولذا أنا بودي أن أشير إلى نكتة وهو أنه لا يغتر الإنسان بمجرد سماعه أن هذا الإنسان اكاديمي وهذا الإنسان جامعي وهذا يدرس في جامعة ما فهذا لا يعني أنه من أهل الاختصاص، لابد واقعاً أن الذين يتكلم في مثل هذه الحقائق وخصوصاً في كل باب لابد أن يكون من أهل الاختصاص ومن أهل العلم، ومع الأسف الشديد نحن في هذه الظروف نجد أن كثيراً ممن يخرجون على الفضائيات ويدعون أهم من أهل العلم أنهم ليسوا من أهل العلم واقعاً بشهادة الأعلام أمثال العلامة الألباني وبعض المحققين وغيرهم.
إذن اتضح إلى هنا أن الحديث الذي ورد وهو حديث الثقلين أو حديثالخليفتين الذي ورد بصيغة (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) لا مجال للشك والتردد والطعن فيه، ومن طعن فيه فإما أنه ليس من أهل العلم أو أنه هناك واقعاً في نفسه حاجة لا نعلم لماذا طعن فيه.
المُقدَّم: إذن سلمنا وثبت والحمد لله بما لا شك فيه صحة الحديث بعبارة (كتاب الله وعترتي) بهذه الصيغة، هل توجد صيغة أخرى لهذا الحديث تختلف عن صيغة (كتاب الله وعترتي).
سماحة السيد كمال الحيدري: في المقدمة بودي أن أشير أن هناك مجموعة من الملاحظات، من الواضح أن الإنسان عندما يراجع الآن الكثير من الفضائيات وعندما يستمع إلى كثير من الخطباء سواء كانوا أئمة جمعة أو أئمة جماعة أو عندما يستمع إلى أبحاثهم ومناظراتهم نجد أنهم يؤكدون على أن حديث الثقلين إنما ورد بصيغة (كتاب الله وسنتي) أو (كتاب الله وسنة نبيه) ولكنه قبل أن أشير إلى أنه هل يوجد هناك سند لهذا الحديث او لا يوجد، هناك مجموعة من الملاحظات بودي أن أشير إليها وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها بشكل دقيق ومنظم، وهي:
الملاحظة الأولى: أنه عندما نريد أن نبحث عن هذا الحديث أو عن هذه الصيغة وهي صيغة كتاب الله وسنتي لسنا الآن بصدد أن نبحث أنه هل يوجد تنافٍ بين الدلالتين أو لا يوجد، يعني الصيغة الأولى (كتاب الله وعترتي) وقد ثبتت، افترضوا أن الصيغة الثانية وهي (كتاب الله وسنتي) هي ثابتة أيضاً، فهل يوجد تنافٍ في الدلالة بينهما أو لا يوجد، الآن لا نتكلم في ذلك، بحث ذلك سنبحثه في فقه هذا الحديث ودلالة ومضمون هذا الحديث، سنعرض في البحث هناك هل يوجد تنافٍ أو لا يوجد تنافٍ بينهما، لقائل يقول: كلا المضمونين صحيح، سواء ورد بعترتي أو بستني فكلاهما صحيح، الآن البحث الدلالي نؤجل البحث عنه إلى الأبحاث اللاحقة وإنما نحن نريد أن نبحث في سند هذا الحديث وهو أنه هل يوجد عندنا حديث صحيح السند وصحيح الإسناد صدر من الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في قبال حديث (كتاب الله وعترتي) حتى يستطيع أن يكون منافساً له ومعارضاً له ويكون في عرضه أو لا يوجد مثل هذا السند. إذن البحث في السند لا في الدلالة، هذه هي الملاحظة الأولى.
الملاحظة الثانية أننا نريد أن نبحث في أنه إذا لم يكن هناك سند صحيح لأنه يوجد احتمالان أن يوجد لهذه الصيغة سند صحيح والاحتمال الثاني أن لا يوجد له سند صحيح فكلا الاحتمالين وارد، الآن في أول الأمر نحن لسنا بصدد الإثبات ولا النفي. الاحتمال الأول أن هذا الحديث بهذه الصيغة لا سند صحيح له وهذا ما سنعرضه له إنشاء الله تعالى في الأبحاث اللاحقة. فإذا لم يكن له سند صحيح لماذا نجد أن هناك إصرار من المتكلمين في الفضائيات وهناك إصرار من قبل خطباء الجمعة والجماعة وهناك إصرار من المتحاورين في الأبحاث العقدية يصرون على أنه (كتاب الله وسنتي) مع أنه لا سند صحيح له. هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أمرين: الأمر الأول يكشف لنا أن هؤلاء ليسوا أهل أمانة علمية في الأمور الدينية والعقدية، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت لما أقول، أنهإذا ثبت أن سند صيغة (كتاب الله وسنتي) ليس بصحيح واقعاً الإنسان يشك في الأمانة العلمية لهؤلاء، يدور الأمر بين كونهم جهلة وهذا بعيد جداً لأن الكثير منهم من كبار العلماء في هذا المجال، أو أنهم يعلمون ومع ذلك يكتمون الحق وهم يعلمون. إذن واقعاً يحصل هناك شك في الأمانة العلمية لهؤلاء.
الأمر الثاني أنه يكشف لنا عن أمر خطير آخر وهو أن هؤلاء يحترمون النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أو لا يحترمونه، رسول الله يقول (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) ولكن هم يصرون على (كتاب الله وسنتي) هذا معناه أنهم ليسوا بصدد اتباع السنة، أنا أجد على بعض الفضائيات عندما يخرج المتحدث منهم ويقرأ الحديث من مسلم أو البخاري أو من أي كتاب آخر إذا ورد ذلك الحديث بصيغ متعددة أجد أنهم يقولون أنه ورد بصيغة كذا وصيغة كذا، يا أخواني لا أقل قولوا، حتى لو فرضنا أن صيغة (وسنتي) صحيحة السند فصيغة (وعترتي) أيضاً صحيحة السند فكان ينبغي على الإنسان المنصف، على الإنسان الذي يدعي أنه تابع للسنة النبوية، على الإنسان الذي يحترم تبعيته للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على الإنسان الذي يحترم الأمانة العلمية، عليه أن يشير إلى الصيغتين معاً، يقول ورد بصيغة (عترتي) وورد بصيغة (وسنتي) لا أنه يصر على أنه ورد بصيغة (وسنتي) بل يسفه أولئك الذين يقولون أنه ورد بصيغة (وعترتي) بل يقول أنه ضعيف السند، واقعاً أنا أوجه خطابي إلى جميع المسلمين في العالم وخصوصاً أهل الاختصاص والمثقفين والمؤمنين جميعاً واقعاً فليجعلوا هذا الحديث معياراً لمعرفة الأمانة العلمية الموجودة عندما علماء من يدعون أنه تبع للسنة النبوية وبين علماء مدرسة أهل البيت، يعني فلينظروا إلى هذه الحقيقة لينظروا نحن الذين نتقيد بالسنة النبوية إذا ثبتت أو أولئك الذين يغيرون السنة، ورد الحديث بصيغة (وعترتي أهل بيتي) ولكنهم يصرون على أنه (وسنتي) مع أنه لا سند صحيح له.
أريد من المشاهد الكريم في أي بقعة كان ومن أي مذهب ومن أي اتجاه فكري كان، أنتم تعلمون أن مسألة علماء المسلمين ليسوا على طريقة واحدة سواء كان في الأبحاث العقدية أو في الأبحاث الفقهية، في الأبحاث الفقهية على مدارس متعددة ومذاهب متعددة، وفي الأبحاث العقدية على اتجاهات متعددة ومباني ومدارس مختلفة ولا اريد أن أدخل في تفصيل هذا، ولكن خطابي موجه إلى الجميع، فلينظر المشاهد الكريم في هذا النص الوارد عن الرسول الأعظم والذي اتفق الجميع على أن هناك نص ورد عن الرسول الأعظم اسمه حديث الثقلين سواء كان حديث الثقلين أو حديث الخليفتين، فلينظروا إلى الأمانة العلمية هي متوفرة في أتباع وعلماء مدرسة أهل البيت أو متوفرة في الآخرين الذين يصرون على أن الحديث ورد بصيغة (كتاب الله وسنتي) هذا البحث سيعين لنا واقعاً أن الحق مع اتباع وعلماء مدرسة أهل البيت، ثم ما هذا الإصرار على أنه لابد أن لا يذكر أهل البيت، أن لا يذكر العترة، يعني هناك موقف سابق من العترة ومن أهل البيت، يعني لابد أن هذا الاسم بقدر ما يمكنه لابد من إبعاده، ما هي الحالة النفسية التي ابتلى بها هؤلاء الذي يصرون على مثل هذه الأعمال.
هنا كما قلت بأنه أما أن الحديث ضعيف من حيث السند ولا سند له أو سنده ضعيف، وأما له سند صحيح، فإذا كان سنده ضعيف فلماذا الإصرار على ذكره على منابركم وعلى فضائياتكم ونحو ذلك، وحتى لو كان السند صحيحاً فلماذا فقط الاكتفاء بهذه الصيغة وعدم ذكر الصيغة الثانية. هنا تعجبني كلمة من أحد الأساتذة المعاصرين وهو ما ورد في كتاب الدكتور محمد علي البار (الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي، ص21) الرسالة الذهبية، الدار السعودية للنشر والتوزيع، في هذا الكتاب أنا أقرأ من متن هذا الكتاب، يقول: والغريب حقاً أن حديث الثقلين هذا رغم وروده في صحيح مسلم، والمشاهد لابد أن يلتفت أن هذا مطبوع في المملكة العربية السعودية، رغم وروده في صحيح مسلم وفي سنن الترمذي وصححه وحسنه والحاكم النيسابوري في المستدرك ومسند الإمام أحمد وفي المعجم الكبير للطبراني وإسناده صحيح، إلا أن معظم المعاصرين من العلماء والخطباء يجهله أو يتجاهله. لابد أن يُسأل لماذا يتجاهلون هذا النص وهذه الصيغة، الإنسان يقول أنه يجهلون، وأنا لا أقبل هذا لأن في هؤلاء علماء كبار نحترم علمهم رغم أننا نختلف معهم، وأنا لا أتكلم على كل هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات، لا لا، في تلك الاتجاهات علماء كبار. قال: ويوردون بدلاً عنه حديث (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) بدل (وعترتي) وهو في موطأ الإمام مالك، وفي سنده ضعف وانقطاع، وبعد ذلك سيتضح أن له سند أو ليس له سند، لعله يكون مرسلاً وسيأتي بحثه بعد ذلك، يقول: وإن كان متنه ومعناه صحيحاً، قلنا الآن ليس لنا بحث دلالية ومضموني وأنه يتنافى أو لا، كلامنا الآن في السند، وكان من الواجب – محل الشاهد- إيراد الحديثين كلاهما معاً لأهميتهما في الباب، واقعاً حتى لو فرضنا أن سند (وسنتي) صحيح فينبغي أن نقول ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصيغة وعترتي وورد أيضاً بصيغة وسنتي، أنا أجد أن بعض هؤلاء المحتاطين عندما منهم عندما ينقلون حديثاً من البخاري إذا كان هناك حرف جر (من أو على) يقولون ورد تارة (من) وتارة (على) هذه هي الأمانة العلمية، لماذا أن هؤلاء عندما يصلون إلى حديث الثقلين يتناسون أو ينسون (وعترتي) أو يتجاهلون كما يقول المؤلف.
يقول: وكان من الواجب إيراد الحديثين كلاهما معاً لأهميتهما في الباب، أما كتمان هذا الحديث الشريف الصحيح فهو من كتمان العلم، واقعاً ماذا يقولون هؤلاء، من كتمان العلم الذي قد هدد الله ورسوله فاعله، يعني من يكتم العلم، أما الله فقد قال: (الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ)واقعاً هؤلاء هل يلتفتون عندما يكتمون صيغة (وعترتي) ماذا يفعلون؟ يقعون موقعاً لعنة الله سبحانه وتعالى، وموقعاً للعنة ملائكته، ويكونون من مصاديق من يلعنهم الناس أجمعين، الأمر خطير جداً وعظيم جداً ولكنه لا أستطيع أن أقول شيئاً بل أترك الأمر للمشاهد الكريم هو الذي يحكم.
قال: أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا) هؤلاء قد يقول لي قائل أنه إلى الآن لم نكن نعلم أن هذه الصيغة صحيحة والآن نريد أن نصحح، لا يكفي أن تذهب إلى اثنين أو ثلاثة من تلامذتك وتقول بأنه لا (وعترتي) لابد أن تخرج على الفضائية وتبين (إلا تابوا وأصلحوا وبينوا) على الموقع الذي ذكر فيه ذلك وكتموا هذا لابد أن يبينوا ذلك، أي موقع؟ وقف في المسجد النبوي وقال ذلك لابد أن يذهب إلى المسجد النبوي ويقول أيها الناس كنا نقول (وسنتي) أعلموا أنه كما ورد (وسنتي) ورد (وعترتي) وإلا يكون مصداقاً لـ (أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ)يقول: (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا) إذا خرج في المسجد الحرام لابد أن يفعل، إذا خرج في الفضائيات لابد أن يفعل، وإلا يكون مشمولاً للعنة الإلهية (فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ) هذا هو شرط قبول التوبة وهو أن يبينوا لا فقط الإقرار مع أنفسهم، وبعبارة أخرى، يعني لا يكفي أنه أنت على الملأ تشتم أحداً وتسب أحداً على المنابر وعلى الفضائيات ثم تذهب في الليل خفية وتعتذر منه، هذا لا يكفي، لابد على نفس الموقع الذي شتمته وسببته وكتمت العلم عليه وصار منشأً لضلالة إذا أردت أن تتوب إلى الله لابد أن ترجع إلى نفس المواقع (فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) هذا تهديد الله. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كتم علماً، إلا أن يقولون لم يثبت (وعترتي) وقد ثبت فيما سبق، وإذا لم يكونوا يعلموا فالآن علموا، وإن قالوا أنه غير ثابت فليخرجوا على فضائياتهم، هذا هو الحوار العلمي الذي دعوت إليه منذ أشهر، فليخرجوا على فضائياتهم هذه النصوص التي قرأناها لصيغة وعترتي يقولون هذه ضعيفة السند، والسيد الحيدري يدلس فهي لم ترد في المصادر التي يشير إليها، كما هي عادتهم مع الأسف الشديد، الموقع الذي لا يستطيعون أو المورد الذي لا يستطيعون الإجابة عليه مباشرة يتهمونه بالتدليس والكذب والتلاعب بالألفاظ ونحو ذلك، يقول: وقال رسول الله: من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة. ثم يقول المؤلف: فليحذر هؤلاء الذين يكتمون ما أنزل الله من الفضل على آل بيته ولا ينكرونه مثل ما فعل أحبار اليهود، واقعاً هو يشبههم ولست أنا، كتموا علمهم برسالة النبي، والآن هؤلاء الذين لا يخرجون على الفضائيات ويقولون (وعترتي) يكتمون علم النبي (صلى الله عليه وآله) مع أن القرآن يقول: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقد اتانا منه أنه قال: (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) مع أن القرآن أمضى أنه (وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) قال:كما ولا ينكرونه مثلما فعل أحبار اليهود كتموا علمهم برسالة النبي حسداً وبغضاً فباءوا بالخسران المبين. هذه كانت مجموعة من الملاحظات كان بودي أن يلتفت إليها المشاهد الكريم.
الآن أأتي إلى السؤال، وهو أنه هل توجد صيغ أخرى لحديث الثقلين؟
نعم، توجد صيغة أخرى، هذه الصيغة أشار إليها، ولعل أول من أشار لها هو الإمام مالك في كتابه (الموطأ، ج2، ص480، الحديث رقم 2618) للإمام مالك بن أنس، المتوفى سنة 179هـ، برواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي المتوفى سنة 244، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي. قال: وحدثني عن مالك، باعتبار برواية يحيى، وحدثني عن مالك أنه بلغه أن رسول الله قال كذا. لا يوجد سند، والرواية مرسلة، يعني في موطأ مالك الرواية مرسلة لا سند لها، الآن أولئك الذين يدعون أن الرواية موجودة قبل مالك بأسناد أخرى واقعاً أنا استفيد منهم، وأنا بحسب تتبعي لم أجد لها سنداً قبل الإمام مالك، بعد ذلك وضعت الأسناد لهذا النص، ولا اقول وضعت وإنما أقول استحدث السند بعد ذلك وإلا في موطأ مالك لا يوجد هناك سند، قال: أنه بلغه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه. إذن عندما ننظر إلى هذا المعنى نجد بشكل واضح أن هذا النص وهذا الحديث بصيغة (كتاب الله وسنة نبيه) في موطأ مالك ليس له سند، أنه بلغه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال كذا وكذا.
ولذا نجد بأن الدكتور بشار عواد معروف يقول: وهذا الحديث معروف معروف مشهور عن النبي عند أهل العلم. هذا الكلام طبعاً ينقله من ابن عبد البر في التمهيد، يقول: ومن هنا فهو يستغني عن الاسناد، لماذا أن القضية عندما وصلت إلى (وسنتي) التي تريد أن تحذف (وعترتي) صار غنياً عن الاسناد، لماذا، ما هي المشكلة مع أهل البيت، أو مع عنوان عترة النبي (صلى الله عليه وآله) وأنا الآن لا أريد أن أدخل في هذا الموضوع لأنه سأقف في البحث اللاحق مفصلاً من هم المراد من قوله (عترتي أهل بيتي) واقعاً من المقصود؟ هل المقصود هذا المتداول على ألسنة البعض، هل يشمل نساء النبي أو لا يشمل نساء النبي، سأقف بنحو تفصيلي حتى إنشاء الله يتضح للمشاهد الكريم أن هذه القضية كانت واضحة في صدر الإسلام من المقصود بالعترة وأهل البيت، وإنما التشويش والغموض الإبهام إنما صار بعد ذلك، كما في حديث الثقلين، فصيغة (كتاب الله وعترتي) كانت من الواضحات وهي الصيغة السائدة، ولذا تجدون أن كل كتب التأريخ وكل كتب الحديث وكل كتب اللغة وكل كتب التفسير لم تذكر إلا نادراً صيغة (وسنتي) وإنما الأصل فيها صيغة (وعترتي) نعم كلما ابتعدنا عن صدر الإسلام نجد أنه بدأ التلاعب وبدأنا بوضع الاسناد لصيغة (وسنتي) وهذا ما سنعرض له إنشاء الله تعالى لاحقاً.
المُقدَّم: هل معنى ذلك أن الحديث بصيغة (وسنتي) لا سند له على الإطلاق.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا، ليس الأمر كذلك، واقعاً ليس الأمر كذلك، قد يتصور البعض من كلامنا أننا نريد أن نقول أن صيغة (وسنتي) لا سند لها، حتى غداً يذهبون في المواقع وفي الفضائيات ويصرخوا أن له اسناد متعددة. أنا قلت أنه في موطأ الإمام مالك لم يرد لهذا النص الذي هو أقدم المصادر ولعله أقدم المصادر الذي أشار إلى هذه الصيغة، لا أقل أنا لم أقف على هذه الصيغة قبل الموطأ للإمام مالك. هذه الصيغة أخواني الأعزاء حاول جملة من الأعلام أن يذكروا لها اسناد متعددة، من أولئك الذين ذكروا سنداً لها هو ما ورد في كتاب (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والاسانيد، ج14) تأليف الإمام الحافظ ابن عبد البر الأندلسي، المتوفى 463 من الهجرة، تحقيق اسامة بن إبراهيم وحاتم أبو زيد، يقول: قال أبو عمر، بعد أن يقول مالك: أنه بلغه أن رسول الله قال، وجد أن هذا الحديث لا سند له، قال: قال أبو عمر، يعني ابن عبد البر صاحب الكتاب: وهذا أيضاً محفوظ معروف مشهور عن النبي. وأنا لا أعلم من أين جاء أنه معروف وأنه مشهور، المهم فقط يقول هذا الكلام. عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الاسناد، ومع كل ذلك بيني وبين الله نحمله على الصحة ونقول نعم له اسناد متعددة نعرضها الآن.
السند الأول، هذا هو الطريق الأول لحديث الثقلين بصيغة (وسنتي)، وهو قال حدثنا فلان حدثنا إلى أن يقول: قال: حدثنا صالح بن موسى الطلحي قال: حدثنا عبد العزيز عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: إني قد خلفت فيكم اثنتين لن تضلوا بعدهما أبداً كتاب الله وسنتي. هذا الحديث أنا لا أريد أن أقف عند كل الرجال الذين وردوا في سند هذا الحديث، وإنما أكتفي بشخص واحد وارد في سند هذا الحديث وهو صالح بن موسى الطلحي، أقرأ مرة أخرى، صالح بن موسى الطلحي، سنقف عند هذا الإنسان. انظروا ماذا يقول أهل الترجمة، كبار أهل الترجمة في هذا الإنسان.
في (ميزان الاعتدال، ج2، ص277، رقم الترجمة 3648) للحافظ الذهبي، يقول: صالح بن موسى بن عبد الله … إلى أن يقول: بن عبيد الله القرشي الطلحي، كوفي ضعيف. انظروا ماذا ينقل عن أعلام الرجال في هذا المجال. إلى أن يأتي ويقول: قال يحيى: ليس بشيء ولا يكتب حديثه. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. وهكذا سيبدأ يبين من هو الطلحي، واللطيف في هذا المجال ليعطينا شاهد على أن له روايات موضوعة يقول: عن أبي هريرة مرفوعاً إني قد خلفت فيكم ثنتين كتاب الله وسنتي لن يتفرقا … يعني هذا يجعله مثال من أمثلة الروايات الموضوعة التي يحدث بها الطلحي. هذه الترجمة الأولى.
وكذلك ورد في (تهذيب التهذيب، ج2، ص201) للحافظ العسقلاني الشافعي، يقول: صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله الطلحي الكوفي، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن أبي حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً، كثير المناكير عن الثقات، يعني يضع الحديث على لسان الثقات، … إلى أن يقول: وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: لا يكتب حديثه، ضعيف، وقال في موضع آخر: متروك الحديث … إلى أن يقول: وقال أبو نعيم: متروك يروي المناكير، يعني هذا الحديث (وسنتي) يعد من المناكير. هذه ترجمة هذا الرجل الذي ورد في سند هذا الحديث، مرة أخرى أشير إلى سند هذا الحديث يقول (حدثنا صالح بن موسى الطلحي) ولهذا تجدون أن كل من عرض هذا الحديث عن أبي هريرة بطريق صالح الطلحي كل المعلقين والمحققين الذين حققوا الكتب قالوا أن الحديث ضعيف. يعني لا يوجد أحد صحح هذا الحديث، منهم ما ورد في كتاب (السنن الكبرى، ج10، ص220، رقم الحديث 20337) للإمام البيهقي، الرواية تقول حدثنا صالح بن موسى الطلحي عن أبي هريرة … في الحاشية يقول: ضعيف، مداره على صالح وهو متروك الحديث. يعني كل المحققين، والمحقق هو إسلام منصور عبد الحميد.
ومن أولئك المحققين الذين أشاروا إلى ضعف هذا النص ما ورد في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، ج1، ص89، رقم الحديث 90) للشيخ الإمام الحافظ اللالكائي، وهذا الكتاب لم نشر له سابقاً، المتوفى 418هـ، تحقيق الدكتور أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي، الأستاذ بقسم العقيدة بجامعة أم القرى في مكة المكرمة، دار طيبة، قال: حدثنا صالح بن موسى، يعني الطلحي، عن عبد العزيز عن أبي هريرة إني خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي. يقول: سنده ضعيف فيه صالح بن موسى الطلحي، قال فيه الذهبي ضعيف، وقال يحيى ليس بشيء ولا يكتب وقال … المحقق الأول كان إسلام منصور عبد الحميد وهذا المحقق الثاني الدكتور أحمد بن سعد الغامدي.
وممن أشار أيضاً إليه كتاب (الفقيه والمتفقه، ص212) للخطيب البغدادي، المتوفى سنة 462هـ تحقيق أبو عبد الرحمن، حققه عادل بن يوسف العزازي، بعد أن ينقل الحديث يقول: كتاب الله وسنتي. رقم الحديث 274، رقم الحديث رقم 1، يقول إسناده ضعيف، يعني كل الذين حققوا الكتب عندما يصلون إلى هذا الحديث يقولون إسناده ضعيف، نعم بعد ذلك ينقل حديث يقول إسناده ضعيف ولكن حسن لغيره، وسيأتي هذا بعد ذلك هل يمكن أن يجبر بعضها بعضاً.
ومن أشار إلى ذلك أيضاً (إعلام الموقعين عن رب العالمين، ج4، ص84) لابن قيم الجوزية، قرأه وعلق عليه أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، دار ابن الجوزي، بعد أن ينقل الحديث كتاب الله وسنتي، يقول: وهذا إسناد ضعيف جداً، صالح بن موسى الطلحي قال ابن معين ليس بشيء، قال البخاري: … إذن الطريق الأول اتفقت كلمة جميع المحققين والأعلام أن فيه الطلحي وهو منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا يكتب، متروك الحديث إلى غير ذلك.
فما هو سببترك ذلك الحديث القوي المتواتر الصحيح بتعبيرهم ولكنه يأتون إلى الأحاديث الضعيفة مع الأسف الشديد ويحاولون أن يوصلوها إلى ذلك، هذا يدل على ماذا؟ الأمر متروك للمشاهد الكريم.
المُقدَّم: معنا الأخ عمر من سوريا، تفضلوا.
الأخ عمر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
الأخ عمر: لقد أعطيتم دراسة وافية وكافية عن حديث الثقلين وهو التمسك والأخذ والإتباع، أما الطرف الثاني فيقول أنها بمعنى المودة وهذا خلاف الحديث وقد ذكر الله المودة في كتابه العزيز (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى).
المُقدَّم: هذه المداخلة واضحة، فالقرآن فرّق بين المودة والإتباع والتمسك.
المُقدَّم:  معنا الأخ أبو حيدر من البحرين، تفضلوا.
الأخ أبو حيدر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
الأخ أبو حيدر: سأروي حديث قال أبو جعفر عليه السلام: دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه بمنى وقال: يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: أما كتاب الله فحرفوه وأما الكعبة فهدموا وأما العترة فقتلوا …
المُقدَّم: الآن ربما يأتي في وقت آخر لأننا إذا دخلنا في باب التحريف سنخرج كثيراً عن الموضوع.
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز أنتم تعرفون منهج هذا البرنامج على خلاف فضائياتكم التي هي لا يوجد فيها منهج علمي ولا موضوع للبحث وأنا أتصور أن المتحاورين لا يوجد عندهم موضوع، مرة يتكلمون في التحريف ومرة في التطبير ومرة يضعون كلام هذا ومرة كلام ذلك، أخي أنتم تجدوننا وبحمد الله تعالى هذا المنهج العلمي وبودي كان أن أخوانكم يتعلموا وأنتم كذلك أنه عندما نتحدث في حديث الثقلين أنتم أيضاً يكون حديثكم في حديث الثقلين وأنه يوجد كلام ويوجد إشكال ويوجد ضعف في هذا الذي قلنا بينوه وإلا فأتصور أن هذا أقرب إلى التشويش منه إلى المداخلة.
المُقدَّم: معنا الأخ حسين من السويد، تفضلوا.
الأخ حسين: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
الأخ حسين: أود أن أبارك للعالم الإسلام بولادة مولاي ومولى المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، عندي سؤال يتعلق بالحلقات السابقة في حديث سمعته أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان قال: إذا رأيتم معاوية على منبري …
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا الحديث لم نقرأه هنا، وأنت الآن تخلط بين مباحث الأطروحة المهدوية ومطارحات في العقيدة إضافة إلى أننا لم نقرأ أي حديث مرتبط أنه إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه فرجائي أن تدقق عندما تسمع، لعلك سمعت في فضائيات أخرى وتتصور أنك سمعته هنا.
الآن أنتم وجدتم أن الأخ المتصل أبو حيدر أراد أن يتكلم في التحريف ولكنا قلنا أنه ليس مورداً لحديثنا.
وكلمتي الأخيرة هي أن هذا الحديث بودي أن المشاهد الكريم يصبر معي قليلاً فيما يتعلق بصيغة (كتاب الله وسنتي) لنعرف في آخر المطاف هل يمكن لنا أن نصحح ولو سنداً واحداً، يعني ولو على مستوى خبر الآحاد لا على مستوى الاستفاضة ولا على مستوى التواتر، يعني فيما سبق نحن قلنا أن حديث الثقلين بصيغة كتاب الله وعترتي متواتر بلا إشكال وبلا ريب لأنه لا أقل نقلها بشكل صحيح عن خمسة من الصحابة وهو يثبت التواتر كما قلنا، نريد أن نعرف هل يوجد ولو سند واحد صحيح لا اسناد متعددة، ولو سند واحد صحيح لصيغة (كتاب الله وسنتي) أو لا يوجد، هذا هو الطريق الأول وهناك طرق أخرى سنتوفر عليها فيما بعد إنشاء الله تعالى.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما أشكر الأخوة والأخوات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • جديد المرئيات