الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق (14)

17/09/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، في حلقة أولى بعد توقف دام مدة شهر كامل، عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الرابع عشر) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: سماحة السيد بسبب التوقف لمدة شهر لابد من خلاصة لما سبق في الحلقات السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
طبعاً كما ذكر أخي العزيز الدكتور سالم توقف البرنامج لمدة شهر ولذا في المقدمة استميح المشاهد الكريم عذراً أنه سوف أضطر لاستذكار جملة من الأبحاث التي أشرنا إليها فيما سبق حتى تترابط الأبحاث السابقة وما نريد أن نذكره في هذه الليلة والليالي والحلقات القادمة، إذن في المقدمة اعتذر عن بعض التكرار وإشارة إلى بعض المباحث التي عرضنا لها إنما الهدف منها لبيان ترابط هذه الأبحاث والاستذكار (فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين).
أنا أتصور بأنه كان عندنا بحث أساسي وهو مرتبط بالأطروحة المهدوية ويتذكر المشاهد الكريم أننا قلنا في أطروحة الإمام المهدي المنتظر هناك مجموعة من الأبحاث المشتركة ومحاور مشتركة بين جميع علماء المسلمين وبين علماء الاتجاهات الإسلامية لا يختلف عليها اثنان، وهو أنه في النتيجة في آخر الزمان سيظهر شخص يعد إماماً من أئمة أهل البيت ومن عترة الرسول، ولا يوجد بحث في هذا، لأن النصوص الصحيحة والصريحة أثبتت أنه من عترتي ومن أهل بيتي ومن ولد فاطمة، هذه القضية واضحة لا مجال للريب فيها، وأنه ينتظر من قبل جميع الأمم الإسلامية بل من البشرية جمعاء باعتبار أن هذه النظرية موجودة في مكان آخر. نعم، هذه المحاور المشتركة في الأطروحة المهدوية قلنا أن هناك بعض المحاور المختصة بمدرسة أهل البيت عليه أفضل الصلاة والسلام، المحاور المختصة والأبحاث المختصة بمدرسة أهل البيت هو الذي حاولنا أن نقف عليه من خلال حديث الثقلين يعني من أهم المحاور المختصة بمدرسة أهل البيت وهناك بودي أن المشاهد الكريم يلتفت عندما أقول مختصة بمدرسة أهل البيت يعني من أنكر هذه المحاور سوف يخرج عن مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، هذه قضية عقدية بودي أن يلتفت إليها أتباع مدرسة أهل البيت بشكل عام، أخواني الأعزاء لو سألنا سائل ما هي الأصول التي على أساسها يعد هذا الإنسان داخلاً في مدرسة أهل البيت ومن أتباع أئمة أهل البيت ومن الشيعة الإمامية الاثني عشرية، طبعاً عندما أقول أن الأصول هذه هي لا يتبادر أني لا أعير أهمية للتوحيد والنبوة، لا لا، تلك مشتركة، أما هذه من المحاور المختصة ومن أهم بل أهمها على الإطلاق الإيمان بأن الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إنما هي لعلي وأولاده عليه أفضل الصلاة والسلام وعندما نقول الإمامة لهم مرادنا من الإمامة ليست إمامة عاطفية وإمامة دينية ونتلاعب بالألفاظ، بل الإمامة السياسية وهي قيادة الأمة وهذه اعتقد مدرسة أهل البيت بإجماع علمائهم من غير مناقشة ومن غير متردد في ذلك أن هذا منصوص عليه من قبل الله سبحانه وتعالى ببيان وإبلاغ من رسول الله صلى الله عليه وآله (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) قد يقول قائل: من يقول أن هذه الآية في علي، هذا بحث في محله إن شاء الله إذا عرضنا لأبحاث الإمامة سيتضح أنها في علي أو ليست في علي. هذا الأصل الأول.
الأصل الثاني: أن هؤلاء الأئمة هم أثنا عشر باقتضاء قول رسول الله الحديث المتفق عليه (خلفائي من بعدي اثنا عشر) هذا الأمر الثاني والأصل الثاني في مدرسة أهل البيت بعد التوحيد والنبوة وباقي الأصول العقدية.
الأصل الثالث أن هؤلاء الأئمة الاثنا عشر كلهم معصومون بالعصمة الاصطلاحية ومعنى العصمة الاصطلاحية أشرت إليه بشكل واضح في كتاب (العصمة) للمشاهد أن يرجع على ذلك، هذا الأصل الثالث.
الأصل الرابع هو أن الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت حي الآن موجود الآن، لا أنه سيولد بعد ذلك.
نحن بعد أن بينا العناصر المشتركة في الأطروحة المهدوية نحاول إن شاء الله تعالى وحاولنا في الحلقات السابقة أن نشير إلى العناصر المختصة، ما هي العناصر المختصة؟ أولاً: أن هذا المهدي المنتظر هو أحد الأئمة الاثني عشر من أئمة أهل البيت أولاً. وثانياً أنه معصوم، وثالثاً أنه حي يرزق، موجود الآن.
كيف دخلنا إلى هذا البحث؟ قلت للمشاهد الكريم في المقدمة واعتذري لأني سأضطر لتكرار بعض الأبحاث. قلنا أنه مدخلنا إلى هذا البحث من خلال تلك النصوص المتفق عليها التي لم يختلف عليها أحد من علماء المسلمين أنه من مات وليس عليه إمام يبايعه مات ميتة جاهلية، إذن هذه القضية لم يختلف فيها أحد من المسلمين، وهذه قضية أخواني الأعزاء قضية خطيرة جداً لأنها مرتبطة بمصيره الاخروي، من مات وليس عليه إمام، والمراد من ليس عليه إمام يعني إمام يبايعه، لابد أن يكون ذلك الإمام إمام حق لا إمام باطل يدعو إلى النار (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) لو بايع مثل تلك الإمام فيأخذ بيديه إلى النار، وأنا استغرب من البعض عندما يقول أنه نحن نوالي أو نبايع ولاة أمرنا، وهؤلاء ولاة الأمر بعضهم من لا يعرف أن يصلي، ليس لا يصلي بل لا يعرف الصلاة ولا يعرف الدين يده بيد الكفار، يده بيد أعداء الأئمة، لا ينظر إلى مصالح المسلمين بل إلى مصالح أعدائهم، واقعاً هؤلاء أتخذوا الآخرين وأعداء الأمة أولياء، ولم يتخذوا الأمة لهم أولياء وينصرونهم في هذا، كيف يمكن أن تكون البيعة لهؤلاء هي المنجية من الضلالة وهي المنجية من النار، مع أن صريح القرآن الكريم يقول بأن الإمامة إمامة يهدون بأمرنا (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) إذن على هذا الأساس إذا أنت بايعت ووضعت يدك في إمام هذا الإمام يدعو إلى النار بحسب أفكاره واعتقاداته وسلوكه تحشر معه يوم القيامة. نعم، إذا بايعت وكنت تحت راية إمام حق (يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) هذه الإمامة هي التي توصل إلى الرضوان والى الجنة، إذن أخواني الأعزاء هذه القضية ليست خطيرة فقط بل جداً خطيرة، مصيرك في الآخرة، لا مصيرك في الدنيا فقط، بغض النظر عن أن هذا الإمام في الدنيا إلى ماذا يجرك وإلى أي ذل يجرك، هذا أمامك الآن، بحثي الآن ليس سياسياً لأدخل في البحث السياسي، أمامك العشرات من الدول العربية والإسلامية وضعت يدها في أيدي أعداء الأمة انظروا ما هو مصير وما هو حال المسلمين في فلسطين وما هو حال المسلمين في افغانستان وما هو حال المسلمين في الكثير من البلدان الإسلامية، لماذا لابد أن يكون وضع الأمة الإسلامية لولا مجموعة هؤلاء الحكام الذين وضعوا أيديهم بأيدي أعداء الإسلام، بينكم وبين الله أيوجد عاقل لا أقول أيوجد مفكر، أيوجد إنسان عاقل، أيوجد إنسان يفكر يقول أن بيعة هؤلاء توصل الإنسان إلى رضوان الله سبحانه وتعالى. وهؤلاء هم أولي الأمر (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) هؤلاء هم أولي الأمر، هل يمكن أن يقاس هؤلاء برسول الله صلى الله عليه وآله، أو حتى ببعض خلفائه هل يمكن أن يقاس هؤلاء، ولذا نحن كان مدخلنا إلى هذه المسألة وهي مسألة إثبات حياة وعصمة المهدي المنتظر مدخلنا هذه القضية وهو أنه نحن إنما نبحث هذه القضية لأنه بعض الأخوة إذا يتذكر المشاهد الكريم قالوا لنا ما هي أهمية هذا البحث أين تكمن أهمية هذا البحث والبعد النظري والبعد العملي في هذا البحث، يعني سواء علمنا أن المهدي حي أو ليس بحي علمنا أنه معصوم أو ليس بمعصوم، الجواب أخي العزيز ايها المسلمون في كل العالم أيها الذين تبحثون عن خلاصكم في الآخرة، قال: من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية. واقعاً ألا يستحق من كل واحد منكم أن يبحث عن هذا الإمام لأيام لا أريد أن أقول لأيام، أن يبحث عن هذا الإمام الذي لابد أن يكون هو تحت رايته، وعندما أقول يبايعه لا يتبادر إلى الذهن قد يقول لي قائل أنتم تقولون أن إمامكم غائب فكيف نبايعه، لا، البيعة هي عقد داخلي، وإلا أنت عندما الآن تبايع حكامك تذهب وتضع يدك في أيديهم، أصلاً يعرفونك أو تعرفهم، تجلس معهم، يرونك، تراهم، لا أبداً، إذن هذه القضية قضية قلبية ارتباط روحي وارتباط قلبي وارتباط وجداني وارتباط نفسي هذا الارتباط النفسي كالارتباط النفسي بالله سبحانه وتعالى، يعني نحن عندما نقول تحت راية الله سبحانه وتعالى ما معنى هذا وعاهدنا الله سبحانه وتعالى، يعني ذهبنا وصافحناه؟! أبداً، هذا الارتباط هو الذي يعطي للإنسان ما يعطي من المزايا.
إذن على هذا الاساس طرحنا هذا التساؤل من هو ذلك الإمام الذي تجب علينا الآن يجب علينا أن نكون تحت رايته ويجب علينا أن نطيعه، من هنا دخلنا في حديث الثقلين، إذن ما هو المدخل في حديث الثقلين في أبحاث الأطروحة المهدوية، المدخل في ذلك كان يمر من هذه النقطة وهي أننا أردنا أن نتعرف على الإمام الذي تجب علينا بيعته وأن نكون تحت رايته بنحو إذا حشرنا يوم القيامة نحشر تحت راية إمام هدى (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) نكون تحت رايته لأن القرآن صريح يقول (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) فإذا كان إمامهم إمام حق فيهديهم إلى الجنة والرضوان ولقاء الله سبحانه وتعالى، أما إذا كان والعياذ بالله إمام باطل وإمام ضلال يدعوهم إلى النار. إذن القضية تحتاج إلى بحث كثيراً.
عندما دخلنا إلى حديث الثقلين وبتعبير آخر يتذكر المشاهد قلنا حديث الخليفتين باعتبار أنه حتى تنسجم الخلافة (الخلفاء من بعدي اثنا عشر) وهنا رسول الله صلى الله وآله يقول خليتن، إذن هذا ينطبق كاملاً مع أحاديث الاثني عشر.
قلنا خارطة الطريق في حديث الثقلين يمكن أن يبحث بالنحو التالي، المرحلة الأولى وقفنا عند بحث صيغة حديث الثقلين، حديث الثقلين قلنا توجد هناك صيغتان مشهورتان، الصيغة الأولى صيغة (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) والصيغة الثانية هي (كتاب الله وسنتي أو وسنة نبيه). ثم بينا أن هذه الصيغة الثانية وهي (كتاب الله وسنتي أو وسنة نبيه) لا أصل لها أبداً، وبينا أنها إما بطرقها المتعددة سواء كانت خمسة أو ستة كلها بينا أنها إما ضعيفة أو مرسلة أو موضوعة أو من كذابين أو من وضاعين أو من مدلسين إلى غير ذلك. وبينا وقلنا أن من يرى خلاف ذلك عليه البيان، فليأتنا، واقعاً هنا ندعو جميع علماء المسلمين وجميع المتخصصين وجميع أهل البحث، لا يقول لي قائل أن هذا مستفاد من كتاب الله، بحثنا الآن في حديث الثقلين. نعم، نحن نعتقد أيضاً (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) نحن أيضاً نعتقد أن العترة عليهم أفضل الصلاة والسلام يبينون سنة رسول الله، ولكن نحن نريد أن نقول أن العترة هم الممثل للسنة النبوية لا أي طريق يمكن أن يمثل السنة النبوية، على أي الأحوال.
إذن هذا الطريق أو هذا البحث أو هذه الصيغة قلنا صيغة غير صحيحة. انتقلنا إلى الصيغة الأولى، قد يقول قائل أنها صيغة أيضاً غير صحيحة، لا يوجد في الحديث (وعترتي) وهذا الذي تسمعونه على الفضائيات وعلى المواقع، واقعاً أن هؤلاء المتكلمين لا يخلو الأمر من أحد أمرين إما واقعاً ليسوا من أهل الاطلاع وليسوا من أهل العلم وإن سموا أنفسهم من أهل العلم، وإما أنهم واقعاً يعرفون الحقيقة ولكنهم يكتمون الحقيقة، ولا يملكون الشجاعة والجرأة أن يقولوا هذه هي الحقيقة. لماذا؟ ويكون في علمكم هذا فقط في ابن تيمية وأتباع ابن تيمية وإلا وكونوا على ثقة والذي يرى غير ذلك فليدلنا عليه، نحن لم نجد ذلك إلا في ابن تيمية وأتباعه ومقلديه في هذه المدرسة التي تسمي نفسها مدرسة السلفية الحديثة أو المحدثين. هؤلاء هم الذين يحاولون أن يبثوا أن حديث الثقلين بصيغة وعترتي ضعيف وحسنه البعض. هذا النص. إذا تفضلوا قالوا وحسنه البعض، إذا كان يريد أن يبين للآخرين أنه منصف يقول وصححه البعض. هكذا. وإلا لا يبين لنا من هو الذي ضعف حديث الثقلين بصيغة (وعترتي) فليبينوا لنا، عندما نبحث نجد أن الذي ضعفه ابن تيمية وأمثاله ومن جاء بعده، ابن تيمية هذا المعنى بشكل واضح وصريح ضعفه في كتابه (منهاج السنة، ج4، ص300) وكذلك ذكر هذا المعنى في كتب غير هذا الكتاب. ابن تيمية في هذا الكتاب بعد أن ينقل الصيغة المعروفة في صحيح مسلم التي لا يوجد فيها (كتاب الله وعترتي أهل البيت فأنهما لن يفترقا) هذه الصيغة غير موجودة في صحيح مسلم، بل الموجود في صحيح مسلم أنه قال (كتاب الله فيه الهدى) ثم قال: حث على كتاب الله، ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي. ولذا الشيخ ابن تيمية يقول: (وهذا اللفظ يدل على أن الذي أمرنا بالتمسك به وجعل المتمسك به لا يضل هو كتاب الله) ينفي السنة وينفي العترة. هذا النص كما يتفضل الدكتور صحيح، ينفي السنة وينفي العترة. ولذا أنتم تجدون الآن على الألسن حسبنا كتاب الله، ويكون في علمكم أن هذه المقولة مقولة الخوارج، مقولة أنه أتونا بآية من القرآن، هذه المقولة واقعاً لم يقلها أحد من علماء المسلمين إلا الخوارج وابن تيمية وأتباع ابن تيمية، وإن شاء الله في بحث من الأبحاث سأقف عند هذه المسألة وهو أن هذه مقولة عندما نتكلم عن الإمامة ونتكلم عن أي مسألة عقدية أول ما يقولوه أين هي في القرآن، وكأنه أساساً الدين لابد كله فقط في القرآن، أما أنه غير القرآن، هذا بالدلالة الالتزامية نفي للسنة، بل نفي لنفس القرآن، لأن القرآن قال (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (لتبين للناس ما نزل إليهم) إذن على أي الأحوال صريح ابن تيمية يقول … مع أن النصوص التي سنقرأها بعد ذلك (ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً) ليس ما أن تمسكتم به يعني كتاب الله (ما إن تمسكتم بهما). أخواني الأعزاء أيها المشاهد الكريم هذه الحقيقة أطمأن تعتبر من أركان مباحث السنة وهو حديث الثقلين، لا يتبادر إلى الذهن لماذا أن السيد الحيدري يقف عندها طويلاً، لأنها هي مصير الإنسان بهذا الحديث، بهذا الحديث المتواتر كما سيتضح، وهكذا جاء في غير هذا الحديث كما في صحيح مسلم عن جابر، وأما قوله ((وعترتي أهل بيتي) وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فهذا رواه الترمذي وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا لا يصح). وهذا الذي أنتم تجدون هؤلاء المقلدة وهؤلاء الأتباع إما عن علم وإما عن غير علم يكررون هذه الجملة، أنه حسنه، ضعفه، وحسنه البعض. هذا منشأه ابن تيمية، هذا الذي قلنا مراراً وتكراراً بأنه المنظّر والمؤسس لإبعاد الناس عن عترة النبي وعن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، في مقابل هذه الآن أنا لا أريد أن أطيل على المشاهد، ويتذكر المشاهد الكريم في أبحاث سابقة نحن وقفنا مفصلاً عند هذا. ولكن من باب الإشارة، هذا أحد أعلام المدرسة التي واقعاً تنتمي إلى مدرسة أبن تيمية وهو الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية، ج7، ص668) بتحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار علم الكتب، يقول: (وقد روى النسائي في سننه عن محمد بن المثنى … عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحاة فقممن ثم قال: كأني قد دعيت فأجبت أني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ثم قرأ الرسول الأعظم قضية من كنت مولاه فهذا علي مولاه. يريد أن يقول أن (العترة) ينطبق على علي، وإن شاء الله أيضاً أعد المشاهد الكريم في حلقة مستقلة أبين أن حديث الثقلين من أهم المواضع التي ورد فيه هو غدير خم، أنه صدر حديث غدير خم هو حديث الثقلين. يقول: (ثم يقول الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليه) قد يقول لي قائل: سيدنا هذه الولاية ليست الولاية السياسية، كل ما ثبت لرسول الله يثبت لعلي، وأنتم دلونا على نص واحد في جميع كتب المسلمين أثبت لصحابي ولو كان أبو بكر ولو كان عمر ولو كان غيرهما أفضل منهما أو أقل منهما أن رسول الله بطريق صحيح مقبول عند جميع علماء المسلمين أثبت لصحابي ما أثبته لنفسه. دلونا يا أخواني، متفق عليه. لا تقل لي: أنه ليس موجود في البخاري. البخاري حجة عليك، لا حجة عليَّ، كما أنه أنا إذا قلت أنه من الكافي انت تقول هذا كذب، إذا نقلت لك رواية عن الكافي والبحار تقول هذه الروايات أنتم وضعتموها ونحن نستطيع أن نقول بنفس هذه اللغة وبنفس هذا المنطق أنتم وضعتموها، إذن لابد أن نتفق من الأول أن هذه الأحاديث تقول لنا أن كل ما ثبت لرسول الله ثبت لمن؟ لقائل أن يقول لي: سيدنا لم تثبت الإمامة السياسية لرسول الله. هذا جيد، يعني إذا لم تثبت لرسول الله فلا تثبت للخلفاء، فالأول والثاني خلفاء مَنْ إذا لم تثبت الإمامة السياسية؟! في الإمامة الدينية أنتم تقولون أنها لعلي، هؤلاء إذا لم تثبت الإمامة السياسية لرسول الله إذن الخلفاء الأول والثاني والثالث هؤلاء خلفوا رسول الله في ماذا؟ في الإمامة السياسية أنتم تقولون أنها غير موجودة لرسول الله، أما في الإمامة الدينية فأنتم تصرحون بأنها ثابتة لعلي. إذن هو أولى، إذن هذا الحديث وهو حديث الغدير وأمثال حديث الغدير يقول لنا أن كل ما ثبت من خصائص لسيد الأنبياء والمرسلين إلا النبوة (إلا أنه لا نبي بعدي) كل ما ثبت، ولهذا تجد هذه كل الروايات (من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أطاعك فقد أطاعني) هذا مصداق لآية المباهلة (أنفسنا وأنفسكم) نحن لم نجد، والله لا توجد عندنا صداقة خاصة ولم يبعث إلينا شيء خاص علي بن أبي طالب وأهل بيته وإنما الأدلة القطعية الثابتة في كتب علماء المسلمين أوصلتنا إلى أن علياً هو أقرب الناس إلى رسول الله، هو بمنزلة رسول الله إلا ما دل الدليل، وهذا من أوضح مصاديقه. قال: الله مولاي، يعني نفس الولاية الثابتة لله ثابتة لعلي، لأن رسول الله يقول: الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن. يعني نفس الولاية الثابتة لله ثابتة لي، وما هو ثابت لي ثابت لعلي. بينكم وبين الله أيوجد عاقل، لا أقول عالم، لا أقول مجتهد، لا أقول من يدعون الادعاءات التي لا اساس لها. أيوجد عاقل أن الولاية الثابتة لرسول الله كانت بمعنى المحبة والنصرة، أيوجد عاقل يقول هذا المعنى. أيوجد عاقل يقول هذا المعنى. القرآن يقول: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) وهذا أيضاً يثبت وجوب إطاعة علي. عندكم دليل على الخلاف بينوه، هذه كلها إطلاقات وعمومات ولم تستثنى إلا النبوة بنصوص صحيحة (إلا أنه لا نبي بعدي) إذن أخواني الأعزاء تدبروا فيما أقول، أنا وإن كنت أعرف أن المشاهد قد يقول خرجت عن البحث، ولكنه قرأت الرواية كان يستحق هذا المعنى. قال: وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي. والله لن يجرأ أي إنسان في الإسلام، في المسلمين وفي علماء المسلمين أن ينكر هذا النص. إلا أن يكون جاهلاً أو معتوهاً أن ينكر، قال: (من كنت مولاه فهذا وليه. فقلت لزيد: سمعته من رسول الله) السائل قال له (فقال: ما كان في الدوحاة أحد إلا رآه بعينه) المهم أنها كانت قضية عامة (وسمعه باذنيه، يقول: تفرد به النسائي من هذا الوجه) التفتوا إلى كلام إمام من أئمة لا يشك أحد أنهم ليسوا من مناصري علي، لا أريد أن أقول من أعداء علي، ولكنه ليس من مناصريه المدافعين عن علي، (قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح). ثم يأتي ابن تيمية، لا أعلم أنتم قولوا أقول جاهل؟ أقول لا توجد عنده أمانة علمية؟ أقول: عدو لا يستطيع أن يرى الحق؟ لماذا يقول أنه ضعفه أحمد بن حنبل وأنهم قالوا لا يصح، لماذا؟ أين الإشكالية؟ يعني ماذا يوجد في نفس ابن تيمية وأتباع ابن تيمية عندما يصلون إلى مثل هذا الحديث يقولون لا يصح. ما هي مشكلتهم، هم يدعون لا مشكلة عندنا في القرآن، إذن المشكلة مع العترة، وإلا شيء آخر لا يوجد. المهم هذا نص أخواني الأعزاء.
النص الآخر وهو ما ورد في كتاب (مشكل الآثار) حتى يعرف المشاهد الكريم، وهؤلاء من كبار أئمة أهل السنة والجماعة، طبعاً ذاك من كبار النهج الأموي وأتباع ابن تيمية وهذا من كبار أئمة أهل السنة والجماعة (شرح مشكل الآثار، ج5، ص18، الحديث رقم 1765) تأليف الطحاوي، المتوفى 321هـ، حققه شعيب الأرنؤوط. بعد أن ينقل الحديث يقول: (قال أبو جعفر) يعني أبو جعفر الطحاوي صاحب الكتاب (فهذا الحديث صحيح الإسناد) ولكن ابن تيمية يقول لا يصح، ضعفه، افترضوا معه ضعفه البعض ولكن أنت تنكر أنه صححه أعلام من هؤلاء الأكابر (صحيح الإسناد لا طعن لأحد في أحد من رواته) كلهم ثقات، لا يمكن لأحد أن يطعن في أحد من رواته. أعيد العبارة (لا طعن لأحد في أحد من رواته، فيه أن كان ذلك القول كان من رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بغدير خم …).
ومن الأعلام المعاصرين وأنتم تعلمون من أئمة السلفية المعاصرين العلامة الإمام الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، في ذيل الحديث 1761) ونص الحديث (يا أيها الناس أني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا) لا فقط كتاب الله (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) مع أن ابن تيمية يصرح فقط كتاب الله إذا تمسكتم به لن تضلوا لا كتاب الله وعترتي، ولكن الالباني يقول كلاهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي، هذا في (ص355). أما في (ص358) من الكتاب يناقش جملة من المعاصرين، يقول: (وفاته كثير من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة) إذن معتقد بصحة هذه الصيغة، أي صيغة؟ كتاب الله وعترتي لا كتاب الله وسنتي. (أو حسنة فضلاً عن الشواهد والمتابعات) التي هي أكثر من هذه بكثير. إذن أخواني الأعزاء مسألة صحة هذا النص وهذه الصيغة كتاب الله وعترتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا، لأنه أخواني الأعزاء في الأبحاث اللاحقة نحن نحتاج إلى هذه الصيغة لنقف على فقه الحديث ومضمون الحديث، هذه هي المرحلة الأولى من البحث.
المرحلة الثانية من البحث أن هذه الصيغة هل هي أخبار آحاد أو أخبار قطعية متواترة؟
يتذكر المشاهد الكريم أنه بعض الأقوال قالت أن التواتر يحصل بنقل خمسة من الصحابة، وبعضها قالت بنقل عشرة من الصحابة، وبعضها قالت بنقل كذا، وهذا الحديث لا أقل يوجد فيه أكثر من عشرين من الصحابة الكبار نقلوا هذا الحديث، أين؟ في (الصواعق المحرقة، ص438) لابن حجر الهيتمي، تحقيق كامل محمد الخراط وعبد الرحمن بن عبد الله التركي، مؤسسة الرسالة، بعد أن ينقل الحديث يقول: (وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض        فانظروا بما تخلفوني فيهما كتاب الله حبل ممدود وعترتي أهل بيتي) يأتي في (ص440) يقول: (أن لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً) يتجاوزون العشرين، فعلى مختلف المباني فالحديث يعد حديثاً متواتراً، لا يتبادر إلى الذهن قد يقول لي قائل: سيدنا ليست كل هذه الطرق صحيحة؟ الجواب: ذكروا في محله لا يشترط في التواتر أن تكون جميع الطرق صحيحة، إذا كان بعضها صحيحاً فيكون في إثبات التواتر وهذا بحث موكول إلى علم الرجال وإلى علم الحديث ولا أريد أن أدخل فيه الآن، هذا من أولئك الذين صرحوا.
وأيضاً من أولئك الذين صرحوا بهذا المعنى ما جاء في (جواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم الجلي والنسب النبوي)للإمام السمهودي، دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، بعد أن ينقل الأحاديث في (ص233) يقول: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ثم عبارات أخرى (فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فأنهم أعلم منكم … وفي الباب عن زيادة على عشرين من الصحابة رضوان الله عليهم) نقلوا هذا الحديث بهذا النص، ومع ذلك يأتي ابن تيمية ويقول لم يصح، ضعفه أحمد بن حنبل ونحو ذلك.
ويتذكر أيضاً المشاهد الكريم في الحلقات السابقة أشرنا إلى الصحابة الذين نقلوا هذا الحديث في كتاب (استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسل وذوي الشرف، ج1) للحافظ السخاوي، المتوفى 902هـ، قال، دار البشائر الإسلامية، بعد أن نقل الحديث قال: (وفي الباب عن جابر وحذيفة بن أسيد وخزيمة بن ثابت وزيد بن ثابت وسهل بن سعد وأميرة وعامر بن ليلى وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعدي بن حاتم وعقبة بن عامر وعلي بن أبي طالب وأبي ذر وأبي رافع وأبي شريح الخزاعي وأبي قدامة الأنصاري وأبي هريرة وأبي الهيثم ابن التيهان ورجال من قريش وأم سلمة وأم هانئ …) إذن من حيث المتن اتضح أن متن وسنتي باطل موضوع وضعيف. من حيث السند في حديث (وعترتي) أتضح أنه لا فقط الأحاديث صحيحة بل ورد عن نيف وعشرين من الصحابة. ولعلك لا تجد نموذجاً واحداً نادر جداً أن تجد أحاديث تتوفر فيها مثل هذه الشروط، وخصوصاً هذا العامل ليلتفت إليه المشاهد وخصوصاً أن السلطة الأموية والنهج الأموي والخط الأموي كان بناءه على التغطية وعدم السماح بنقله، ونحن نعلم أنه بعد رسول لم يسمح بكتابة الحديث ومنع عن كتابة الحديث، ومع ذلك وصل إلينا عن طريق أكثر من عشرين صحابياً، فلو سمح بكتابة الحديث ولو كان هناك جو مساعد على نقل الأحاديث الواردة في أئمة أهل البيت وفي العترة لرأيتم أنه ينقل عن مئة صحابي أو مئتين من الصحابة لأن هذا الحديث سمعوه في غدير خم، وفي غدير خم لم الحاضرين عشرة أو مئة أو ألف أو ألفين أو عشرة، حجة الوداع كان فيها آلاف إن لم نقل عشرات الآلاف من المسلمين كانوا قد سمعوه، يخرج البعض يقول إذا كانوا سمعوا لماذا لم يعترضوا، هؤلاء ذهبوا إلى بلدانهم والاتصالات غير موجودة في ذلك الحين. نعم، بعد ذلك عندما تغيرت البلاد ومن عليها بعد ثلاثة أشهر وبعد ستة أشهر وبعد سنة وصل إليهم أنه حصل كذا وكذا في المدينة المنورة، الآن لا أريد أن أدخل في البحث التاريخي وأحلل أنه لماذا لم يحصل هناك تغير ومعارضة. نعم، حصلت هناك معارضة وجملة من هؤلاء الذين قاتلوهم بعنوان أنهم مرتدين كانوا ماذا؟ لم يكونوا مرتدين، أنا لا أقول الجميع، أن لا أريد أن أقول أن كل أولئك لم يكن مرتدين في الجزيرة العربية، ولكن ليسوا جميعاً الذين حاربوهم بحجة أنهم خوارج، كما الآن في مثل هذا الزمان بمجرد أن تخرج معارضة سياسية أو تخرج مخالفة سياسية مباشرة تطعن بأنها وتتهم بأنها ارهابية عندها أجندة خارجية، في ذلك الزمان لا يقولون إرهابية وعندها أجندة خارجية بل كانوا يقولون أنها مرتدة، الآن لا أريد أن أدخل في تحليل سياسي.
إذن أخواني هذا ما انتهينا إليه بحمد الله في الأبحاث السابقة ولكن مع هذا كله أنتم تجدون إلى الآن أتباع ابن تيمية يتشبثون بصيغة صحيح مسلم، يقولون أن الصحيح هو فقط التوصية بأهل البيت، حبوهم، عندما يدخلون المجلس قوموا لهم، إذا رأيتموهم قبلوهم، هذا موجود في جميع المؤمنين (المؤمنون بعضهم أولياء بعض) هذه مسألة النصرة والمحبة والاحترام وغيرها ليست لها خصوصية في أهل البيت بل جميع المؤمنين لابد أن يتوادوا فيما بينهم، هذا معناه تفريغ هذه الأحاديث التي بذل رسول الله صلى الله عليه وآله مهجتها لبيانها، تفريغها كاملاً من مضامينها الواقعية. هذا ما انتهينا إليه في الأبحاث السابقة.
المُقدَّم: ما هي أهم الأبحاث الأخرى التي ترتبط بحديث الثقلين.
سماحة السيد كمال الحيدري: توجد هناك مرحلتان أخريان سنتكلم حولهما في الأسبوع القادم، وقد أشرنا الآن إلى مرحلتين المرحلة الأولى صيغة الحديث والمرحلة الثانية هي سند الحديث، واتضح أن الصيغة الثانية هي (كتاب الله وعترتي) وأنهما لن يفترقا وأن السند متواتر.
المرحلة الثالثة: لابد أن نقف عند بحث من هم العترة وأهل البيت لأن الحديث بشكل واضح وصريح يقول كتاب الله وعترتي أهل بيتي، أخواني الأعزاء أيها المشاهد الكريم في كل العالم الإسلامي، بيت القصيد هنا، وهو أنه من هم أهل البيت، هذا البحث لا ينفعنا فقط في حديث الثقلين، سوف ينفعنا في قوله تعالى في سورة الأحزاب (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) إذا اتضح ما هو المراد ومن هم أهل البيت سيتضح هذا المقطع من الآية من سورة الأحزاب وبماذا يرتبط، هذه هي المرحلة الثالثة وهي أن نقف عند بحث من هم أهل البيت، من هم العترة، هذه المرحلة الثالثة أو عبروا عنه الفصل الثالث من البحث في حديث الثقلين.
الفصل الرابع البحث في أنه ماذا يستفاد من هذا الحديث، يعني فقه الحديث ومضمون الحديث، إلى الآن نحن لم نتكلم في ذلك، هل يريد أن يثبت الإمامة الدينية فقط، هل يريد أن يثبت الإمامة الدينية فقط، هل يريد أن يثبت التوصية بمحبتهم أذكركم الله بأهل بيتي فقط، أو يريد أن يثبت لهم المرجعية المطلقة وإذا ثبتت لهم المرجعية المطلقة هل يثبت لنا العصمة، هذا الحديث هل يثبت لنا عصمة العترة بعد أن ثبت في المرحلة الثالثة من هم العترة، تثبت لهم العصمة الاصطلاحية أو لا تثبت، هل تثبت لهم الحياة يعني أن الحديث المتواتر يقول كما لا يخلو زمان من القرآن، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهل أن العترة كذلك حتى لا يفارقون الكتاب، فلابد في كل زمان من وجود واحد من العترة وأهل البيت الذين تبين من هم في المرحلة الثالثة وفي الفصل الثالث، إذن في الفصل الرابع سوف نقف عند فقه الحديث ومضمون الحديث، العصمة والحياة وبيان أدوار العصمة.
المُقدَّم: معنا الأخ خالد من ألمانيا، تفضلوا.
الأخ خالد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ خالد: ممكن أن أسلم على السيد، كيف حالك سيدنا، يعطيك العافية على هذه النصائح الحلوة وهذا الحديث الطيب بصراحة نبهتنا على أشياء كثيرة، لكن نتمنى أن تتواصل معنا دائماً.
سماحة السيد كمال الحيدري: بإذن الله تعالى في كل جمعة إن شاء الله هذا برنامجنا وإن شاء الله نكون في خدمة المشاهدين الأعزاء في طرح هذه الأبحاث، ويعذرني المشاهد الكريم أني لم استطع اليوم أن أدخل في صلب الحديث.
الأخ خالد: أحببت أن أقول للسيد كلمة وهي سيدنا ….
سماحة السيد كمال الحيدري: الله يعلم أنا أتصور لابد أن نأخذ بأيدي هؤلاء، أنا أتصور أن هؤلاء عبئوا أيديولوجياً وإلا أنا أتصور أن هؤلاء معاندين، ولذا أدعوا الله لهم بالهداية وأن يتبصروا الحقيقة، أنا اسأل الأخ العزيز خالد من ألمانيا، هذا الأخ العزيز الكريم المبجل، بينكم وبين الله لو أنك وقفت يوم القيامة أمام الله سبحانه وتعالى ووقفت أمام رسول الله ووقفت أمام من تعتقد من أوليائك، وقالوا أن الشيخ الفلاني أو السيد الفلاني عندما قال كانت هذه حقائق، هل ينفكم الندم يوم القيامة على ذلك أخي العزيز. الآن لم أقل لك كن شيعياً، بل قلت لك أن هذه حقائق موجودة في كتبكم، لماذا تتألمون عندما تظهر الحقيقة، اسأل الله لي ولكم الهداية والمغفرة.
المُقدَّم: معنا الأخ عبد العزيز من الكويت، تفضلوا.
الأخ عبد العزيز: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد العزيز: أنا أول شيء أسلم على الشيخ أو السيد، أولاً الشيخ جزاه الله خيراً أمتعنا بكتب أهل السنة والجماعة، وهذا يدل على إنصاف أهل السنة والجماعة في صحة النقل وثقة النقل، ثم بعد ذلك هذا الكلام الذي أوردته من هذه الكتب لا يلزم إلزاماً أن يكون قد دخل في العترة من ليس … أو ثبت لعلي بن أبي طالب الولاية والنصرة والمحبة كما فهمها جمع من العلماء والسابقين، وتضعيف إمام أهل السنة والجماعة لهذا الحديث لا شك أنه تضعيف التضعيف لأن الإمام أحمد بن حنبل علم من أعلام أهل السنة والجماعة وقوله ثبت يقدم على قول ابن تيمية ويقدم على قول غيره من سائر العلماء، وتعرف أنت هو أول من سبق وقد سبق غيره من العلماء الذين صنفوا وألفوا، أنا أريد أن أقول في الحقيقة أن ما ذكرته من أدلة طيبة، وأنا أؤمن تماماً بصحة حديث العترة لأن من أتباع ابن تيمية، وأنا أؤمن كذلك بالأمور التي تدارستها عن الشيخ ابن تيمية أن الشيخ ابن تيمية يصيب ويخطأ وأن العصمة خاصة بالنبي صلى الله عليه وآله وليست لغيره. في حين أن ابن تيمية يصيب ويخطأ ولكن العلامة الألباني قد صحح هذا الحديث ولكني قد أفهمه بفهم ليس بما تفهمه أنت.
سماحة السيد كمال الحيدري: أولاً أشكر الأخ العزيز على هذه المداخلة، أخي العزيز في الواقع بأنه أنا عندما تكلمت أنا لم أقل بأن كتب أهل السنة والجماعة ليس فيها إنصاف، أنا مؤمن أن في كتب أهل السنة والجماعة، أنا إشكالي هو في عدم الالتزام بمضمون هذه الأحاديث وليس الافتخار أن تنقل شيئاً ولكن أن لا تلتزم بلوازم ذلك، أنا كلامي معكم لماذا إذا أنتم تقبلون كما قبلت وصرحت أن هذا الحديث صحيح إذن لماذا في فضائياتكم وفي إعلامكم وفي منابركم وفي مساجدكم في المسجد الحرام وفي المسجد النبوي في كل مكان لا تقرءون (كتاب الله وعترتي) أهذه هي الأمانة العلمية التي تمتازون بها، نحن كلامنا هذا معكم، واتركوا للمسلم أن يختار، قولوا نعم هذا الحديث صحيح لا أن تركزوا وتتشبثوا بالحديث الموضوع المكذوب الذي لا واقع له وتقصوا حديث (كتاب الله وعترتي) هذا أولاً. وثانياً إشكالي هذه خطوة جيدة وطيبة منك أخي العزيز وهي أنك قبلت أن الشيخ ابن تيمية يصيب ويخطأ، صرحوا للناس وقولوا للمسلمين بأنا لا نوافق على كل ما يقوله الشيخ ابن تيمية، ليعلم الناس أن هذا الإنسان يصيب ويخطأ أولاً، بل أكثر من ذلك عندما قال وقد سئل أحمد بن حنبل فضعفه وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا لا يصح، الأمانة العلمية كانت تقتضي من إمام كما تعبر عنه ومن شيخ كما تقولون شيخ الإسلام يقول وصححه جماعة آخرون، أهذه هي الأمانة العلمية أخي العزيز، الآن أنا لا أتكلم معك أنك تفهمها بمعنى آخر، إذا تنتظر معي في الحلقات القادمة إن شاء الله سيتضح لك ما أقول في هذا الحديث وفي مضمونه، وأن الحق معي أو الحق معكم، ولكن الآن أنا أتكلم لماذا أنه لا يكون أميناً من الناحية العلمية يقول ضعفه البعض وصححه آخرون، لماذا يقول فقط ضعفه ولا يقول صححه، إلا أن تقول أن الشيخ ابن تيمية لم يكن مطلعاً، إذن كيف يمكن أن يكون إماماً في الحديث وكيف يمكن أن شيخ المسلمين في هذا المجال.
المُقدَّم: وما الحجة في قوله إذن، يمكن أن يكون كل ما قاله لم يطلع عليه، شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، نلتقيكم إن شاء الله في الحلقات القادمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

  • جديد المرئيات