الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق (15)

24/09/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.تحية طيبة لكم مشاهدينا أهلاً ومرحباً بكم في هذه الحلقة من برنامج الأطروحة المهدوية، سنكون معكم مع سماحة السيد كمال الحيدري وهو يتحدث في (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الخامس عشر) عن هذا الحديث في روايات مدرسة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
أيها الأحبة تبركاً أفتتح هذا اللقاء بأحد أهم أدعية عصر الغيبة المروي عن مولانا الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه، قال: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قال الراوي: كيف دعاء الغريق؟ فقال عليه السلام: يقول: يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. ثبت الله قلوبنا وقلوبكم على الدين الحق.
نرحب سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلا ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: هل من خلاصة لما تقدم فيما يرتبط بموضوع هذه الحلقة أو فيما يرتبط بموضوعنا.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع قلنا أن الحديث في حديث الثقلين والبحث في حديث الثقلين، هناك عدة أمور لابد أن نقف عليها وبحمد الله تعالى انتهينا من عدة مراحل في هذا الحديث، بحمد الله تعالى انتهينا من بيان سند هذا الحديث وأنه اتضح لنا بحمد الله تعالى أن سند هذا الحديث ما ورد لهذا الحديث وفي سند هذا الحديث وطرق هذا الحديث هي لا فقط أنها متواترة في مدرسة أهل السنة والجماعة، بل لعلها فوق التواتر كما أشرنا إلى مصادر ذلك في الأبحاث السابقة ولا أحتاج إلى الإعادة، وكذلك من الأمور التي وقفنا عندها بالتفصيل في الأبحاث السابقة أنه اتضح لنا أن صيغة هذا الحديث ليست هي كتاب الله وسنتي، كما يحاول البعض أن يوهم المسلمين أن هذا الحديث وارد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وقد تبين أن هذا الحديث لا يوجد له ولا طريق واحد صحيح، فضلاً عن دعوى أن جملة من طرقه هي من الكذابين والوضاعين، يعني يمكن أن يدعى أن هذا الحديث لا أن سنده ضعيف بل هو من الأحاديث التي هي تقترب من الوضع ومن الموضوعات، وهذا الذي الإنسان يتأسف له لماذا أن حديثاً على مستوى هذا الضعف مع ذلك يتناقل
 على الفضائيات والمنابر والمساجد وفي الكتب ونحو ذلك وكأن هذا الحديث لم يرد إلا بهذه الصيغة، وتبين لنا أن الصيغة الصحيحة لحديث الثقلين أو لحديث الخليفتين لأنه هذا الحديث تارة ورد بحديث أني تارك فيكم خليفتين وحتى ينسجم مع النصوص التي قالت الخلفاء من بعدي اثنا عشر، وأخرى ورد بصيغة أني تارك فيكم الثقلين. وأن هذه الصيغة إنما هي كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، هذا ما تقدم بحمد الله تعالى إثباته في الأبحاث السابقة بشكل تفصيلي كما ذكر الأخ الحاج عباس أنه تقريباً نحن في أربعة عشر حلقة وقفنا عند هذه النقاط التي أشرت إليها في مقدمة هذا البحث إجمالاً.
المُقدَّم: سماحة السيد في إثبات هذا الحديث وصحته بهذه الصيغة كان من طرق الإجماع، هل ترون من المناسب أن ننتهي إلى ما ورد في مدرسة أهل البيت.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع أنه من خلال الاتصالات ومن خلال المداخلات ومن خلال طلب المشاهدين لعله بل في ليلة أمس جملة من الأخوة المتداخلين قالوا أنه أنتم كل ما تقرءونه تقرءونه من كتب مدرسة أهل السنة والجماعة، ولم نجد أنكم تقرءون شيئاً من كتبكم، فما هي كتبكم وماذا تقولون أنتم في كتبكم ومصادركم الأصلية في هذا المجال.
من الواضح بأنه واقعاً نزولاً عند هذا الطلب ونزولاً عند هذه الرغبة من المشاهدين الأعزاء أحاول لا فقط في الأطروحة المهدوية بل كذلك في مطارحات في العقيدة بقدر ما يمكن أن أزاوج بين ما ذكر في كلمات مدرسة الصحابة وما ذكر في كلمات مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وكذلك ما ورد في الاتجاه الأموي الذي أشرنا مراراً وتكراراًَ بأن الذي أسس لذلك هو الشيخ ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ومقلدي ابن تيمية يعني محمد بن عبد الوهاب وأتباع محمد بن عبد الوهاب في هذا المجال ولذا أنا اعتقد بأن القضية ليست قضية ثنائية سنة وشيعة، وإنما هناك اتجاهات ثلاثة لابد أن يعرف المشاهد الكريم جيداً هذه الحقيقة ولا يتوهم أن السجال قائم بين السنة والشيعة، لا أبداً، فإن السجال في الأعم الأغلب لعله مداره بين أتباع ابن تيمية وجميع المسلمين أعم من أن يكونوا من مدرسة الصحابة أو أن يكونوا من مدرسة أهل البيت.
في هذه الليلة أحاول بقدر ما يمكن أن أقف على بعض المصادر الأصلية والطرق الصحيحة والصريحة التي تحدثت عن حديث الثقلين أو عن حديث الخليفتين، هذه المصادر أنا أشير إليها بالإجمال وأمر إن شاء الله تعالى والمشاهد الكريم بقدر ما يمكنه يحاول أن يحصل هذه المصادر، المصدر الأول أو المورد الأول ما ورد في كتاب (بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام، ج2، ص293) للثقة الجليل والمحدث النبيل شيخ القميين أبو جعفر محمد بن الحسن الصفار المتوفى سنة 290هـ من أصحاب الإمام الحسن العسكري، وهذا معناه أن هذا الشخص كان معاصراً للأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام، تحقيق السيد محمد السيد حسين المعلم، يكون في علم المشاهد الكريم أن هذا الكتاب بهذه الطبعة يقع في مجلدين، وكل الشؤون العلمية المرتبطة بأئمة أهل البيت يوجد في هذا الكتاب، يعني ليس كتاب علمي وإنما هو مصدر حديثي فقط ينقل الروايات بلا تعليق وبلا جمع بينها وبلا حديث عن اسانيدها، وإنما هذا متروك للمحققين عندما يأتون إلى الروايات، وهذا ما فعلناه في كتاب (علم الإمام) أو في كتاب (الراسخون في العلم) واقعاً واحد من أهم المصادر التي استندنا إليها في معرفة شؤون علم الإمامة من حيث العلم ومن حيث المعرفة وكيفية تحصيل المعرفة وسعة دائرة المعرفة اعتمدنا على كتاب بصائر الدرجات الكبرى. توجد هناك أبحاث مهمة ولكن فقط اشير لها، يقول: (باب في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي) الرواية الأولى عن شعيب الحداد عن أبي عبد الله الصادق، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه: أنا أول قادم على الله ثم يقدم عليّ كتاب الله ثم يقدم عليّ أهل بيتي ثم يقدم علي أمتي فيقفون فيسألهم) يعني يسألهم الحق سبحانه وتعالى (فيسألهم ما فعلتم في كتاب وأهل بيت نبيكم) طبعاً النصوص الواردة في هذا، كما قلت لا استطيع أن أقف عندها كثيراً، الإمام الباقر عليه السلام يقول: (أما كتاب الله فحرفوه) هذا التحريف هو التحريف المضموني لا التحريف اللفظي يعني (يحرفون الكلم عن مواضعه) (أما كتاب الله فحرفوه وأما الكعبة فهدموا) كما وقع في زمن بني أمية (وأما العترة فقتلوا وكل ودائع الله فقد تبروا).
الحديث الآخر الرواية الثانية عن ذريح بن يزيد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: (قال رسول الله إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي فنحن أهل بيته) طبعاً هنا لابد أن يلتفت المشاهد الكريم هنا توجد مجموعة من الإضافات هذه الإضافات لم نجدها في المصادر السابقة، يعني هذه الإضافات موجودة في المصادر التي وردت عن طرق أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
المُقدَّم: هذه الإضافات ولو بإشارة قصيرة أهمية هذه الإضافات في فهم الحديث.
سماحة السيد كمال الحيدري: بعد ذلك سيتضح أن هذه الإضافات لابد أن تكون موجودة، واقعاً عندما يقول رسول الله من باب المثال (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) أيعقل أن المسلمين وأصحاب رسول الله المقربين منه وحواري رسول الله لا يسألون من هم العترة، هل هذا هو المنطق، لأن رسول الله يرتب عليه النجاة من الضلالة، يعني النجاة من كل انحراف، أيعقل أن لا يسألوه، أو أن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر واقعاً أمن المنطق أن رسول الله لا في موضع وموضع بل عشرات المواضع يقول الأمراء من بعدي اثنا عشر الخلفاء من بعدي اثنا عشر والحديث متواتر بين علماء المسلمين، أيعقل أن المسلمين وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أولئك الذين كانوا يسألون عن كل صغيرة وكبيرة لا يسألونه ومن هم خلفائك، أنا أتصور أن هذا طعن في أصحاب رسول الله، يعني إذا قلنا أن اصحاب رسول الله لم يسألوا رسولهم من هم الخلفاء، لأنه أني تارك فيكم خليفتين، إني تارك فيكم الثقلين، فلو لم يسألوه هذا معناه أنهم لم يعتنوا بحديث رسول الله فهذا طعن في أصحاب رسول الله مع أن القرآن الكريم صريح يقول (لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) يعني كانوا يسألون عن أشياء لم يكن ينبغي أن يسألوا عنها، فكيف لا يسألون عن مثل هذه الأمور المرتبطة بمصيرهم الدنيوي والآخروي، واقعاً هذه الإضافات الموجودة في حديث الثقلين أو في حديث الخلفاء (الخلفاء بعدي اثنا عشر) واقعاً هي التي تفسر لنا هذه الأحاديث، ولولا هذه الإضافات أساساً هذه الأحاديث سوف تكون غائمة وتكون مبهمة وغير واضحة.
الحديث الآخر وهو عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر إن تمسكتم بهما لا تضلوا ولا تتبدلوا وأني سألت اللطيف الخبير أن لا يتفرقا حتى يردا علي الحوض فأعطيت ذلك، قالوا: وما الثقل الأكبر وما الثقل الأصغر) هذا منطق، لأنه في روايات عندما نقلناها فيما سبق قال أحدهما أكبر من الآخر، ولكن لم يبين ما هو الأكبر وما هو غير الأكبر (الثقل الأكبر كتاب الله طرفه بيد الله وسببه طرف بأيديكم والثقل الأصغر عترتي وأهل بيتي) إذن هذا هو المصدر الاول الذي اشار على هذه الحقيقة.
من المصادر الأخرى الأساسية عندنا وخصوصاً، طبعاً هذا الكلام موجه لكل المشاهدين أعم من أن يكونوا من أتباع مدرسة أهل البيت أو من مدرسة الصحابة حتى يطلعوا على مصادرنا الأصلية وماذا يوجد فيها.
من المصادر الأخرى التي تعرضت لهذا الحديث (أصول الكافي، ج1، ص287) طبعاً عنوان الكتاب هو الأصول من الكافي، والفروع من الكافي والروضة، وهو لثقة الإسلام الكليني، كما يعلم المشاهد الكريم بأن وفاة الكليني الرازي سنة 329هـ، يعني أن الكليني كان معاصر للغيبة الصغرى للإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليه أفضل الصلاة والسلام، يقول: (فقال رسول الله صلى الله عليه وآله في علي: من كنت مولاه فعلي مولاه وقال: أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فأني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك) الآن عندما نرجع إلى صحيح مسلم نجد بأنه فقط أوصى (أوصيكم بأهل بيتي) أما وسألت الله أن لا يفرق بينهما هذا الذيل غير موجود (فأعطاني ذلك وقال لا تعملوهم فهم أعلم منكم وقال أنهم لم يخرجوكم من باب هدى ولم يدخلوكم في باب ضلالة) هذا الحديث عندما جاء العلامة المجلسي إلى هذا الحديث في ذيله في كتاب (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج3، ص213) دار الكتب العلمية، قال: (الحديث الأول صحيح بسنديه) لأنه يوجد في الحديث سندنا سند عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي بن محمد، إذن يوجد في الحديث سندان، يقول الحديث بكلا سنديه صحيح.
هنا بودي أن أشير إلى نكتة لا يتبادر إلى ذهن احد أننا عندما ننقل روايات من البحار ومن الكافي أو من المجلسي أو من مرآة العقول أو من أي كتاب حديث آخر نحن نريد أن نقول أن كل ما ورد في هذا الكتاب صحيح، لا أبداً، وإنما تابع للتحقيق ولمعرفة السند وللعرض على الكتاب وللعرض على الروايات الأخرى التي عندنا.
رواية أخرى أيضاً واردة في (أصول الكافي، ج1، ص294) يقول: (قال رسول الله: علي سيد المؤمنين، وقال عليك عمود الدين، وقال هذا هو الذي يضرب الناس بالسيف على الحق، وقال الحق مع علي أين ما مال) علي مع الحق والحق مع علي وهذا مقبول عندهم. نعم، في الطرف الآخر والاتجاه الآخر يقول لم يثبت (يدور معه حيثما دار) وإلا مسألة علي مع الحق والحق مع علي هذا لم يختلف فيه أحد. قال: (الحق مع علي أينما مال وقال إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا …).
ومن الموارد الأخرى التي ورد فيها هذا الحديث (الفروع من الكافي، ج3، ص422 في كتاب الصلاة، باب تهيئة الإمام للجمعة وخطبته، الحديث 6) للكليني، الرواية عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر في خطبة يوم الجمعة، الخطبة الأولى، ثم يبين الخطبة الثانية (أوصيكم عباد الله بتقوى الله، ولقد اتخذ الله الحجة فلا يهلك من هلك إلا عن بينة) (ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة) (إلا عن بينة ولا يحيى من حيي إلى إلا عن بينة وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله الذي أرسل به) هذا الذي نحن نعتقده في قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) (فألزموا وصيته) ما هو الذي أرسل به وما هو الذي أمر بإبلاغه (فألزموا وصيته وما ترك فيكم من بعده من الثقلين كتاب الله وأهل بيته الذين لا يضلوا من تمسك بهما ولا يهتدي من تركهما، اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك …).
بودي ان المشاهد الكريم يلتفت أيضاً العلامة المجلسي عندما يأتي إلى هذا الحديث في (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج15، ص356) عندما ينقل الرواية وهي الرواية رقم (6) عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر قال: (الحديث السادس صحيح) إذن لا يقول لنا قائل بأنه أنتم تعتمدون الأحاديث من غير أن تتأكدوا من صحتها وعدم صحتها، نحن نعتقد أن حديث الثقلين حديث متواتر ولا يحتاج أن نبحث في الصحة وعدم الصحة، ولكن مع ذلك يرى المشاهد الكريم أني أبحث له في أن هذه الأحاديث صحيحة أو غير صحيحة.
ومن الموارد الأخرى ما ورد في كتاب (الخصال) للشيخ الجليل الأقدم الصدوق، المتوفى سنة، المشاهد الكريم ليلتفت في البصائر متوفى سنة 290هـ، ومع الأسف الشديد أن البعض يخرج هنا وهناك ويقول أن كتب الشيعة كلها كتبت بعد خمسة قرون وبعد أربعة قرون ولا يوجد فيها إسناد والله الإنسان يستغرب من هؤلاء أن الجهل بلغ بهم إلى هذا الحد، هذه كتبنا ومصادرنا أرجعوا لها، الآن بصائر الدرجات متوفى 290هـ، الكليني متوفى سنة 329هـ، الشيخ الصدوق متوفى سنة 381هـ، وأنا لا أتصور.
المُقدَّم: مع الإشارة إلى قضية أن هذه المصادر أيضاً مأخوذة من أصول كتبت في زمن الأئمة. الأخ المخرج أشار لي الآن أنه ورد سؤال يرتبط بالبحث وهو قضية هل أن هذه الأحاديث التي تنقلونها قيمتها العلمية لها ما هي؟ من خلال حديثكم اتضح أن قيمتها العلمية عالية جداً.
سماحة السيد كمال الحيدري: بل وصحيحة بحسب الموازين، كما عند القوم في مدرسة الصحابة هناك موازين لصحة الاسناد وسقمه أو لقوته وضعفه كذلك في مدرسة أهل البيت هذه كتبنا الرجالية والحديثية تبين الموازين التي على أساسها نصحح الحديث او نضعف الحديث.
ومن المصادر المهمة في هذا المجال ما ورد في كتاب (الخصال، ج1، ص65 و 66) للشيخ الصدوق المتوفى سنة 381هـ صححه وعلق عليه علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي. الرواية هي (عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما رجع رسول الله من حجة الوداع ونحن معه) وكثير من النصوص التي قرأناها أن حديث الثقلين كان في غدير خم، يعني من المواضع التي ورد فيها حديث الثقلين غدير خم (حتى انتهى إلى الجحفة فأمر أصحابه بالنزول فنزل القوم منازلهم ثم نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم: أنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون وكأني قد دعيت فأجبت وأني مسئول عما أرسلت به إليكم وعما خلفت فيكم من كتاب وحجته وأنكم مسئولون فما أنت قائلون لربكم، قالوا: نقول قد بلغت ونصحت وجاهدت فجزاك الله عنا أفضل الجزاء، ثم قال لهم ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إليكم وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث بعد الموت حق، فقالوا: نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد على ما يقولون ألا وأني أشهد أن الله مولاي وأنا مولى كل مسلم وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فهل تقرون لي بذلك وتشهدون لي به. فقالوا: نعم نشهد لك بذلك، فقال: ألا من كنت مولاه فإن علي مولاه، وهو هذا ثم أخذ بيد علي فرفعها … ألا وأني فرطكم وأنتم ورادون علي الحوض حوضي غداً وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء ألا وأني سائلكم غداً ماذا صنعتم فيما أشهد الله به عليكم) وإلا لا يتبادر إلى ذهن الإنسان أنه واقعاً هنا يستطيع أن يعرف الحق ويكتم الحق (فانظروا في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني، قالوا: وما هذان الثقلان يا رسول الله، قال: الثقل الأكبر فكتاب الله سبب ممدود وأما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن وهو علي بن أبي طالب) لأنه في غدير خم نصبه إماماً للمسلمين بجميع الشؤون التي كانت لله ولرسول ثبتت لعلي، قال (وهو علي بن ابي طالب وعترته وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) هذا ورد في الخصال.
وكذلك بنفس المضمون ورد في كتاب (عيون أخبار الرضا، ج1، ص60) للشيخ الأقدم والمحدث الأكبر الصدوق، المتوفى 361هـ.
وهذا الحديث من الأحاديث التي قبلت عند القوم، وممن قبل هذا الحديث من أعلامنا المعاصرين الإمام الخوئي في كتابه (معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، ج9، ص205، ترجمة رقم 6108 عامر بن واثلة) لزعيم الحوزة السيد أبو القاسم الخوئي، يقول: (أقول: الحديث) الحديث المتقدم (رواه الصدوق) يعني في الخصال (في باب الاثنين) باعتبار أن الثقلان اثنان (في باب الاثنين تحت عنوان السؤال عن الثقلين يوم القيامة وقد رواه بعدة طرق عن عبد الله بن سنان عن معروف عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة الغفاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وفي الرواية وصية رسول الله بالثقلين وأنه قال الثقل الأصغر هو حليف القرآن وهو علي بن أبي طالب وعترته وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) بينكم وبين الله وأنا لا أعلق فقط أشهد المشاهد الكريم علماء الشيعة، محدثوا الشيعة، أكابر أعلام الشيعة عندما يأتون إلى العترة في قبال القرآن يقولون هو الثقل الأصغر، أيعقل أن هؤلاء يقولون أن القرآن إلى جانب والأصل هم الأئمة، أيقبل هذا المنطق، هذه كتبنا، هؤلاء الذين يخرجون هنا وهناك واقعاً أنا أعذرهم لأنهم يظهر أنهم ليسوا أهل مطالعة وتحقيق ودقة ومراجعة كيف تجدون أني عندما أريد أن أنقل كلاماً حتى ولو كان من المنهج الأموي حتى ولو كان من أمثال ابن تيمية وأتباع ابن تيمية أحاول بكل دقة أن أنقل كلمات أولئك، ولا أتجنى عليهم في شيء أن أنقل شيئاً هم لا يقبلونه، علمائنا كلهم يصرحون أن الأئمة والعترة وأن أئمة أهل البيت هم الثقل الأصغر، يعني الأصل هو الثقل الأكبر الذي هو القرآن الكريم، ومحل الشاهد هو هذه الجملة وهي (وقال الثقل الأصغر هو حليف القرآن وهو علي بن ابي طالب وعترته وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وبعض طرق الرواية) التي قرأها الشيخ الصدوق (صحيح). محقق كالسيد الخوئي يقول أن بعض طرق هذه الرواية صحيحة، ويمكن الاعتماد عليها.
المُقدَّم: سماحة السيد نقلتم حسب ترتيب زماني مع إشارة إلى أن قضية الأصول الأربعمائة، أريد توضيحاً لمعنى الأصول الأربعمائة التي أشرتم لها؟
سماحة السيد كمال الحيدري: المراد من الأصول الأربعمائة، تلك الأصول التي كتبت من أصحاب الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام، يعني عندما بدأت الكتابة لعله من زمن الإمام السجاد والإمام الباقر وتوسعت على يد الإمام الصادق وبعد ذلك كان كل واحد من تلامذتهم أصلاً، الكتاب الذي ينتسب إليه يسمى أصلاً من الأصول وهي مأخوذة من الأئمة مباشرة، وصل لنا من هذه الأصول لعله ما يصل إلى سبعين أو ثمانين منها التي اعتمدها صاحب البحار وغير صاحب البحار، ولكن كتبنا القديمة يعني التهذيب والاستبصار والكافي والبصائر وغيرها هذه اعتمدت على هذه الأصول، لأن هذه الأصول كانت متداولة بين أصحاب أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، هذه معروفة بالأصول الأربعمائة، فلا يتبادر إلى الذهن ومع الأسف الشديد أن البعض يحاول أن يوهم الناس أن مدرسة أهل البيت عندما ينقلون الأحاديث ليس لهم سند في هذا المجال. أحاديثهم كلها مسندة، نعم أسانيدها تنتهي إلى الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام ومن الأئمة إلى رسول الله، ولذا نحن نعتقد أن أي حديث صدر من أي إمام فهو حديث رسول الله صلى الله عليه وهذا ما صرحوا به في أحاديث صحيحة وصريحة أن حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث أبيه … إلى أن يصل إلى أمير المؤمنين وأمير المؤمنين يأخذ من رسول الله صلى الله عليه وآله، ولذا نحن لا نحتاج إلى الآخرين، عندما لا ننقل من صحابة رسول الله أو قليل ننقل أو من التابعين أو من وسائط باعتبار أنه يوجد ما يغنينا وهم أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
ومن المصادر الأخرى في هذا المجال ما ورد في (كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر) تأليف أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي، من علماء القرن الرابع من تلامذة الشيخ الصدوق، يعني بعد أن نقلنا عن الشيخ الصدوق هذا من تلامذته، حققه العلم الحجة السيد عبد اللطيف الحسيني الكوكمري الخوئي، انتشارات بيدار، الوقت لا يسع أن أنقل ولكن هذا الكتاب حاول أن ينقل النصوص الواردة عن الأئمة المنتهية إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فيما يرتبط ببحثنا، مثلاً ينقل هذا الحديث (وبهذا الاسناد قال: قال رسول) هذا الاسناد ما هو (الاسناد عن أبي هريرة قال سألت رسول الله عن قوله عز وجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) وبهذا الاسناد قال رسول الله إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة ثم أهل بيتي أذكرك. (فقلت لابي هريرة: فمن أهل بيته، نساءه؟ قال: لا، أهل بيته صلبه وعصبته وهم الأئمة الاثنا عشر الذين ذكرهم الله في قوله …) لا يقول لنا قائل: أن هذه النصوص غير موجودة في البخاري ومسلم، فكثير من النصوص الموجودة في البخاري ومسلم لا توجد عندنا، هذا ليس دليلاً أنه إذا لم توجد في كتبكم فليست بصحيح. ولذا نحن طرحنا في اليوم الأول منهجاً نتفق عليه وهو أن يكون مجمعاً عليه بين أعلام المسلمين يكون الحجة على الجميع أما إذا انفردت مسألة أو اتجاه أو طائفة يكون حجة عليهم لا على غيرهم.
ولذا أنا من هنا إذا وسعني الوقت ادعوا دعوة عامة إلى انعقاد ندوة علمية ومؤتمر علمي يشترك فيه جميع علماء المسلمين ليبين المشتركات بين المذاهب والاتجاهات الإسلامية حتى لا يفكر بعضهم بعضاً وإن كان كما أشرنا في ليلة أمس أن هذا التكفير منشأه الخط الأموي والإسلام الأموي الذي يمثله ابن تيمية وأتباع ابن تيمية.
هذه الرواية وردت في موارد متعددة في هذا الكتاب في (ص87 و ص127) الرواية عن حذيفة قال: (سمعت رسول الله ..) وكذلك في (ص136) الرواية عن حذيفة اليمان أيضاً نفس الحديث، وكذلك في (ص162 وص163 وص260) هذه مجموع الروايات الواردة في هذا الكتاب للإشارة إلى هذه الحقيقة.
وخلاصة الكلام نحن نعتقد أن هذا الحديث من أعظم الأحاديث تواتراً، يعني إن لم يكن هذا الحديث متواتر فلا يوجد عندنا حديث متواتر، ولمن يريد المراجعة أن يرجع إلى هذا الكتاب الذي جمع كل الطرق للأحاديث من طرق مدرسة أهل البيت ومن طرق مدرسة السنة والجماعة وهو كتاب (غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام، ج2، ب28) للسيد هاشم البحراني، تحقيق العلامة السيد علي عاشور، (في نص رسول على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة) يعني مدرسة السنة والجماعة (من طريق العامة وفيه تسع وثلاثون حديثاً). ويتذكر المشاهد الكريم فيما سبق قلنا أن ابن حجر الهيتمي وغيره هؤلاء أقروا أنه فوق العشرين من الصحابة نقلوا هذا الحديث. هنا يقول العلامة البحراني أنه يوجد لا أقل تسعة وثلاثين حديث في هذا المجال. وفي (ص321) يقول: (الباب التاسع والعشرون في نص رسول الله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه اثنان وثمانون حديثاً وطريقاً) ثم يبدأ الأول والثاني والثالث (ص321- 366) يقول: (الثمانون ابن بابويه، الحادي والثمانون محمد بن يعقوب).
ومن هنا عندما يأتي علمائنا المعاصرون إلى هذه الحقيقة يصرحون بكل وضوح أن هذا الحديث من الأحاديث المتواترة جزماً، منهم العلامة صاحب الغدير (الغدير في الكتاب والسنة، ج3، ص255) العلامة الاميني، تحقيق مركز الغدير للدراسات الإسلامية، يقول: (ولا يذهب على القارئ أن هذا الحديث عبارة أخرى لما ثبت صحته عن أم سلمة من قوله علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض) هذا بيان من مصاديق العترة علي مع القرآن (والقرآن معي ما فارقته مذ صحبته) كما يقول الإمام أمير المؤمنين في نهج البلاغة. قال: (وكلا الحديثين) هذا الحديث وحديث علي مع الحق والحق مع علي (يرميان إلى مغزى الصحيح المتواتر الثابت عنه صلى الله عليه وآله من قوله أني تارك فيكم أو مخلف فيكم الثقلين أو الخليفتين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض). إذن القضية من الواضحات، حديث متواتر ولا يوجد شك في هذا المجال.
وممن صرح بتواتره ما ورد في كتاب (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، ج27، ص33) للفقيه المحدث الحر العاملي، المتوفى سنة 1104هـ تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، بعد أن نقل الروايات يقول: (أقول وقد تواتر بين العامة والخاصة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال أني تارك فيكم الثقلين …).
وممن صرح أيضاً بذلك العلامة الطباطبائي في (تفسير الميزان، ج5، ص274. وج17، ص45) ولا يسعني الوقت أن أقرأ كل العبارات في هذا المجال. يقول في قوله تعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) من هؤلاء الذين اصطفاهم الله من عباده، يقول هذه الآية بمقتضى حديث الثقلين المراد من الذين اصطفينا هم أهل البيت والعترة لأنهم لا يفارقون الكتاب ولا يفارقهم الكتاب (إن المراد بهم ذرية النبي من أولاد فاطمة وهم الداخلون في آل إبراهيم (إن الله اصطفى آدم ونوح وآل إبراهيم) وقد نص النبي على علمهم بالقرآن وإصابة نظرهم فيه وملازمتهم إياهم بقوله في الحديث المتواتر المتفق عليه) وعشرات المصادر الأخرى.
وبناء على القاعدة التي أسسناها فيما مضى في أبحاث متقدمة أن أمتي لا تجتمع على ضلالة إذن هذه الأمة الآن اجتمعت على حديث الثقلين بصيغة (كتاب الله وعترتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهذا ما أشرنا إليه في كتاب (نظم المتناثر من الحديث المتواتر، ص105) للكتاني، قال: (أحاديث عصمة الأمة وأنها لا تجتمع على ضلالة وخطأ) وينقلها من خمسة من الصحابة لإثبات تواتر هذا الحديث. ونفس هذا المضمون ورد أيضاً عن الإمام العسكري عليه أفضل الصلاة والسلام. أما عن طرقنا فقد ورد في (الاحتجاج، ج2، ص251) للطبرسي، قال: (ومما أجاب به أبو الحسن علي بن محمد بن محمد العسكري في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض أن قال: اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرق …) ثم مع ذلك يتهم أهل البيت وأتباع أهل البيت بتحريفه (فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون) إذا اجتمعوا على أمر فهو حق لا يوجد فيه خطأ ولا ضلالة (وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون ولقول النبي صلى الله عليه وآله لا تجتمع أمتي على ضلالة فأخبر أن ما اجتمعت عليه الأمة ولم يخالف بعضها بعضاً هو الحق) والآن أمامكم اجتمعت الأمة على حديث الثقلين بهذه الصيغة، وبهذا يتضح أولاً أن حديث (كتاب الله وسنتي) ضعيف وهذا الحديث صحيح، وثانياً أن حديث كتاب الله وسنتي لا يستطيع أن يعارض حديث (كتاب الله وعترتي) لأن هذا متواتر وذاك آحاد على فرض صحة وسنتي، وإذا تعارض المتواتر القطعي مع الآحاد الظني فبطبيعة الحال يتقدم القطعي على الظني. هذه واقعاً خلاصة وإجمال لما يوجد في مصادر علماء مدرسة أهل البيت وأضعاف هذا موجود ولكنه كما هو واضح ان الوقت لا يسع.
المُقدَّم: الأخ طارق من تونس.
الأخ طارق: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ طارق: في البداية أقدم أن أوجه تحية شكر للقائمين في قناة الكوثر على الحديث في هذا الموضوع وهو موضوع الساعة لأنها وفرت لنا الفرصة لتسمع أصواتنا، لأن الاستماع إلى وجهة نظر واحدة قد يذهب باختلاف أعمق وأكثر ولكن قناة الكوثر تتناول هذا الموضوع فلها السبق في هذا. سيدي الكريم سؤالي هو أنه في بعض القنوات وقع الادعاء أن الشيعة يستعملون التقية في الحديث عن المواضيع، أود أن أعرف المسار الصحيح هل أن هذا الشيء موجود.
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز هذا الكلام من الناحية الفكرية والعقدية نحن لا نستعمل التقية في بيان حقائق مذهبنا ومدرستنا واعتقاداتنا ولا نخشى أحداً في بيان هذه الحقائق. نعم، عندما لا يجدون طريقاً وعندما يجدون أن خطابنا خطاب تقريبي خطاب يقترب من المسلمين ويحاول أن يوحد المسلمين ولا يوجد عند النهج الأموي جواب لهذا يتهموننا أننا أهل تقية وإلا هذا الخطاب الذي أنا أقدمه وهو الاعتماد والرجوع إلى أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام أنا لا أتصور أن هناك مسلمين يختلفان على هذه الحقيقة، ولكن حتى يبعدوا المسلمين عنا، الخطاب الأموي الذي يعتمده ابن تيمية وأتباع ابن تيمية محمد بن عبد الوهاب ومن جاء بعده هؤلاء دائماً عندما لا يجدون طريقاً لدفع ما نقول الذي يوحد المسلمين يتهموننا بالتقية.
المُقدَّم: الأخ حسن من سوريا، تفضلوا.
الأخ حسن: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حسن: ما أجمل من أن نستمع إلى الحديث في أهل البيت ونتبع هذا الحديث الجميل، عليكم بالثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولكن أرجو أن يبين لنا السيد أن الأئمة هل لهم كتب لنتبعهم أم نتبع هؤلاء المراجع الذين اختلفوا كثيراً.
سماحة السيد كمال الحيدري: انتظرنا أخي لأبين أولاً أبين لك من هم العترة في المرحلة الثالثة ثم أبين لك مضمون هذا الحديث وفقه هذا الحديث في المرحلة الرابعة ثم أبين في المرحلة الخامسة كيف نأخذ اعتقادنا وديننا من أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
المُقدَّم: شكراً جزيلاً سماحة السيد كمال الحيدري وشكراً لكم مشاهدينا الكرام على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج الاطروحة المهدوية، جعلنا الله وإياكم من يستمعون القول فيتبعون أحسنه، في أمان الله.

  • جديد المرئيات