الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق (18)

22/10/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الثامن عشر) أرحب باسمكم بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلا ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: في البدء هل يمكن ذكر خلاصة لما تقدم حتى يمكن ربط الموضوعين ببعضهما.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع بأنه توجد ملاحظتان بودي أن أشير إليهما في المقدمة وبعد ذلك إن شاء الله ندخل في صلب البحث.
الملاحظة الأولى بودي أن المشاهد الكريم وخصوصاً من هم من أهل العلم، أولئك الذين يبحثون عن مثل هذه الحقائق الدينية المهمة هو أن يتعرفوا أو يعلموا أننا لا نتكلم في ما هو المراد من أهل البيت، هذا المصطلح، الأهل والبيت، ليس البحث في أنه ما هو المراد من هذا الاصطلاح لغة، وليس البحث في أنه ما هو المراد من أهل البيت بحسب الاستعمالات العرفية، وأن العرف إذا قال أهلي أو أهل بيتي ماذا يقصد من ذلك، لا إشكال ولا شبهة أنه من الناحية اللغوية ومن الناحية العرفية بل وحتى من الناحية الشرعية ومن الناحية الفقهية قد يطلق أهل البيت ويكون أوسع حتى من نساء الإنسان، يشمل الأولاد ويشمل الأقارب إذا كانوا تحت نفقته، ويشمل الآباء بل ويشمل حتى الضيف إذا كان ساكناً لمدة ثلاثة أيام، يعني جاءك ضيف وبقي عندك ثلاثة أيام أو أسبوع قد يطلق عليه أهل البيت، بل النصوص ذكرت حتى أن الحيوان الأليف الذي يكون معك في البيت أيضاً يصدق عليه أنه من أهل البيت، إذن أعزائي المشاهدين هذه النقطة التفتوا إليها لا يخرج لنا أحد يقول أن اللغة قالت أن أهل البيت يشمل النساء، كيف تخرجون النساء من أهل البيت، نحن لسنا بصدد البحث اللغوي، لا نريد أن نخرج نساء النبي من أهل البيت لغة، لا نريد أن نخرج نساء النبي من اصطلاح أهل البيت عرفاً، لا نريد أن نخرج نساء النبي وأعمام النبي وغير ذلك من أهل البيت فقهاً وفقهياً، لسنا بصدد هذا البحث وإنما البحث في أن النبي صلى الله عليه وآله عندما نزل قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنك الرجس أهل البيت) النبي على من طبق هذا العنوان حصراً واختصاصاً فقط هذا سؤالنا؟ هل طبقه على علي وفاطمة والحسن والحسين وأزواجه أيضاً ونسائه أيضاً أو جعل هذا العنوان جعله مختصاً بهؤلاء الأربعة أصحاب الكساء أو بهؤلاء الخمسة يعني نفسه المباركة وعلي وفاطمة والحسن والحسين. وإلا نحن لا نشك أنه من الناحية الفقهية ومن الناحية اللغوية ومن الناحية العرفية إذا أطلق أهل البيت فعنوان أهل البيت يشمل أيضاً نساء الرجل وأزواج الرجل وأقرباء الرجل، وحتى أثبت هذه القضية للمشاهد الكريم حتى يعرف أننا لا ندعي هذه المسائل جزافاً، هذا كتاب (وسائل الشيعة، ج24، كتاب الأطعمة والأشربة، باب استحباب كون الضيافة ثلاثة أيام، الباب36) لأحد كبار علمائنا المحدثين وهو الفقيه المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي، المتوفى سنة 1104هـ، تحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث. الرواية عن أبي عبد الله الصادق، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله الضيف يلطف ليلتين فإذا كان الليلة الثالثة فهو من أهل البيت يأكل ما أدرك) يعني يضيف لليلتين الأولى والثانية أما إذا بقي الليلة الثالثة صار حكمه حكم أهل البيت يأكل أكلهم ولا يتكلف له كما كان يتكلف له في اليوم الأول والثاني، أو لا يلطف كما تقول الرواية في الليلة الأولى والثانية، فهو من أهل البيت، إذن الضيف قد يكون قريباً وقد يكون أجنبياً ولكنه فقهياً أو أدبياً أو أخلاقياً قد يصدق عليه أنه من أهل البيت.
بل نجد في بعض النصوص بشكل واضح وصريح، انظروا إلى هذا النص العجيب وهو في (وسائل الشيعة، ج1، ص227) الرواية عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في الهرة أنها من أهل البيت. لأن الهرة الأليفة تساكن هؤلاء الناس فتكون جزءً منهم. انظروا على هذه القضايا، بل أكثر من ذلك ولذا نجد أن علمائنا رضوان الله تعالى عليهم أشاروا إلى هذه النكتة. هذا أحد أهم كتبنا الفقهية وهو كتاب (جواهر الكلام، ج28، ص386 و387) للشيخ الجواهري النجفي، يقول: (لو أوصى لأهل بيته) يعني كانت للميت وصية فأراد أن يوصي لأهل بيته فمن يشمل هذا العنوان، في البحث الفقهي (دخل فيهم الآباء والأولاد وإن نزلوا والأجداد وإن علوا بل الظاهر دخول الأعمام وأولادهم … وعلى كل حال فالأقوى الرجوع إلى عرف بلد الموصي) يعني في عرف ذلك البلد عندما يطلق الأهل أو أهل بيتي ماذا يعنون به لأنه يختلف من مكان إلى آخر. (ومع انتفائه) يعني مع انتفاء العرف (يدخل كل قريب له) يدخل في عنوان أهل البيت، ثم يقول الشيخ صاحب الجواهر (وأما أهل بيت النبي فأنهم أخص من ذلك بالرواية) نحن إنما خصصنا هذا العنوان بهؤلاء الأربعة أو الخمسة لوجود النص بفعل رسول الله وببيان رسول الله، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، إذن لسنا الآن بصدد البحث فيه حتى يأتي، لأنه وجدت مع الأسف الشديد أن بعض هؤلاء يتكلم وكأنه نحن نتكلم عن مسألة العرف أو اللغة أو الاصطلاح، لا، نحن نريد أن نتكلم عن سنة النبي، النبي على من طبق هذا العنوان، أي عنوان، عنوان أهل البيت، أين؟ في آية التطهير في قوله (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) هذا الشرف العظيم أعطي لأهل البيت، من هم أهل البيت يا رسول الله؟ كان بإمكانه رسول الله أن يقول أن مرادي من أهل بيتي نسائي وأزواجي، لا أنه يجذب الكساء من أم سلمة ويقول: إنك إلى خير أنت لست من أهل البيت. الآية نزلت في بيت أم سلمة بإقرار جميع الرواة. ومع ذلك يجذبه كما سنقرأ بعد ذلك.
يقول: (وأما أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله فإنهم أخص من ذلك) يعني أخص من العرف واللغة والاستعمالات (بالرواية الواردة عنه في حصرهم في أهل الكساء).
نعم، على القاعدة التي أشرنا إليها سابقاً إذا لم يكن هناك بيان من رسول الله ننتقل إلى سياق الآية، إذا لم يكن هناك ننتقل إلى العرف، إذا لم يكن ننتقل إلى اللغة إذا لم يكن نتقل …، أما إذا كان هناك نص قولي وفعلي من رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يحق لنا أن نبحث عن غيره (ما آتاكم الرسول فخذوه) (لتبين للناس ما نزل إليهم) وهذه الآية نزلت إلينا في سورة الأحزاب، يا رسول الله من هم أهل البيت؟ قال هؤلاء هم أهل البيت.
أضرب مثالاً، هذا المثال بودي أن المشاهد الكريم أن يلتفت إليه، أنتم تعلمون أن الجميع عندما يأتي إلى قوله تعالى (إذ يقول لصاحبه لا تحزن) يقول أن هذه تدل على أن الخليفة الأول هو صاحب رسول الله، سؤال: ما معنى الصاحب لغة؟ هل هي الصحبة الاصطلاحية هنا أم الصحبة اللغوية، أي منهما؟ ماذا يقولون، كلكم أيها المسلمون الذين تقولون أنه لابد أن نرجع إلى اللغة، إذا كان لغة فإن الصحبة لا قيمة لها، إنما الصحبة لها قيمة إذا كانت الصحبة الاصطلاحية، الصحبة العرفية، اضرب لك مثالاً، نحن عندما نرجع إلى القرآن الكريم نجد بشكل واضح وصريح يقول عن رسول الله (وما صاحبكم بمجنون) هذه الصحبة الشرعية، يخاطب الكفار أن هذا صاحبكم. أو قوله (قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب) كان كافر ولكن يعبر عنه صاحبه.
سؤال: (إذ يقول لصاحبه لا تحزن) هل مرادكم الصحبة اللغوية التي تشمل حتى الكافر؟ فلا ميزة للخليفة الأول، ولا تدل على قيمة وشرف.
(إذا التقى المسلمان) هذا في البخاري (بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فلما سألوه هذا القاتل فما بال المقتول، قال رسول الله: أنه كان حريصاً على قتل صاحبه). مثال آخر: رسول الله صريح الروايات تقول أنه أطلق الصحبة وأراد النفاق، قال كما جاء في هذا الحديث أن بعض الصحابة طلبوا من النبي أن يقتل عبد الله بن أُبي فلم يقبل النبي وذكر لهم السبب وهو أنه حتى لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه.
سؤال: هذه أي صحبة؟ هذه صحبة النفاق، أنت عندما تأتي إلى (إذ يقول لصاحبه لا تحزن) مرادكم حتى صحبة النفاق، حتى صحبة الكفر، أو تريد ذاك الشرف العظيم الذي يعطى للصحابة؟
سؤال: إذا كان المدار هو اللغة والعرف والاستعمال فلا يوجد أي شرف. متى يكون للصحبة قيمة؟ إذا كانت الصحبة اصطلاحية، من يعين الصحبة الاصطلاحية؟ رسول الله يعينها، ولذا إذا وفقنا وجئنا إلى بحث بيان الصحبة وقيمة الصحبة وميزان الصحبة وشرف الصحبة لابد أن يتضح أن رسول الله صلى الله عليه وآله بين الضابط أو أوكل الأمر إلى اللغة والعرف.
المشاهد الكريم أخواني الأعزاء لابد أن تلتفتوا أن البحث ليس بحثاً لغوياً وليس بحثاً فقهياً وليس بحثاً عرفياً بل هو بحث عن النصوص الصحيحة الصادرة في بيان من هم أهل البيت في قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيراً).
المُقدَّم: ولو تمسكنا بظواهر اللغة لاختلاف الكثير.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا يستقر حجر على حجر.
المُقدَّم: إذن صار واضحاً، الآن نرجو من الأخوة أن لا يعيدوا هل المرأة داخلة أم لا.
سماحة السيد كمال الحيدري: الله يعلم باعتبار أنه جاءت هناك مجموعة من الأسئلة من أخواننا الأعزاء في الأسبوع الماضي وقالوا بأن أزواجنا ونسائنا ليسوا من أهل بيتنا، لا، لغة وعرفاً وفقهاً، لكن بحثنا الآن ليس في البحث اللغوي والعرفي والفقهي، وإنما بحثنا أين؟ أن رسول الله فعل رسول الله وقول رسول الله طبقه على هؤلاء أم طبقه على غير هؤلاء؟
المُقدَّم: إذن ذكرتم سماحة السيد شواهد في الحلقة السابقة هل هناك نصوص وشواهد أخرى تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله خص علياً وفاطمة الحسن والحسين عليهم السلام بهذا الأمر أعني بآية التطهير.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأن المشاهد الكريم يتذكر أننا ذكرنا مجموعة من النصوص الصريحة والصحيحة التي حصرت عنوان أهل البيت وطبقت هذا العنوان على هؤلاء الأربعة (علي وفاطمة والحسن والحسين) رسول الله طبق ذلك على هؤلاء الأربعة، ليس إلا.
من هذه الأحاديث اكتفي بهذا الحديث، هذا الحديث في الأسبوع الماضي قرأته بسرعة والآن أقرأه تفصيلاً لوجود نكتة فيه، هذا الحديث ورد في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج28، ص195، الحديث رقم 16988) تحقيق شعيب الأرنؤوط، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى سند الحديث، قال: (حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا الاوزاعي عن شداد أبي عمار قال: دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا علياً) النص لا يقول بماذا ذكروا علياً وسأبين بعد ذلك (فذكروا علياً فلما قاموا قال لي: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله) يبين له فعل الرسول ونحن نعلم أن فعل الرسول حجة على حد قول الرسول (قال: قلت بلى، قال: أتيت فاطمة رضي الله تعالى عنها أسألها عن علي قالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فجلست انتظره حتى جاء رسول الله، ومعه علي وحسن وحسين أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساءً ثم تلا هذه الآية (إنما يريد الله) ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق) انظروا ماذا يقول شعيب الأرنؤوط؟ يقول: (حديث صحيح).
سيدنا لماذا قرأت هذا النص مع أنك في الأسبوع الماضي قرأت هذا النص؟
ما أدى بي أن أقرأ هذا النص مرة أخرى لأني وجدت أن الإمام ابن كثير ينقل هذا النص عن مسند أحمد عن الإمام أحمد وبنفس السند ولكن ينقله بصيغة أخرى، تبين أنه وقع تلاعب بهذا النص في هذه النسخة، لماذا؟ لأنه يقيناً ابن كثير وهذا الكتاب محقق لابن كثير، ولا يشك أحد أنه يدلس على الإمام أحمد بن حنبل، انظروا ماذا يقول في (تفسير القرآن العظيم، ج6، ص185) للإمام ابن كثير، أشرف على طبعه سعد بن فواز الصميل، دار ابن الجوزي، قال: (حديث آخر) وقد عبر عنه العلامة شعب الأرنؤوط أنه صحيح (وقال الإمام أحمد أيضاً حدثنا محمد بن مصعب) نفس ما قرأناه (حدثنا الأوزاعي) نفس ما قرأناه أيضاً (حدثنا شداد أبو عمار) نفس ما مضى (قال: دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم) إلى هنا النص واحد (فذكروا علياً فشتموه فشتمه معهم) هذا ما حذف من مسند أحمد بن حنبل، لأن الرواية تقول ذكروا علياً فلما قاموا، ذكروا علياً لعلهم ذكروه بخير، لماذا يقول ألا أخبرك بما رأيته يظهر منه أنهم ذكروه بذم، لو كانوا ذكروه بخير أو بمدح فلا حاجة أن يقول له ألا أخبرك أن رسول الله هكذا فعل معه.
هذه النص موجود في ابن كثير، قال: (فذكروا علياً فشتموه فشتمه معهم فلما قاموا قال لي: شتمت هذا الرجل، قلت: قد شتموه فشتمته معهم. قال: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله، قلت: بلى، قال: أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت توجه إلى رسول الله فجلست انتظره حتى جاء ومعه علي وحسن وحسين أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة وأجلسهما بين يدين وأجلس الحسن والحسين كل واحد … ثم لف عليه ثوبه أو قال كسائه) نفس النص (ثم تلا اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق).
إذن هذا النص إنما قرأته لهذه السبب، وهو أنه قد حذف منه شتم بعض الصحابة لعلي، وأن بعضهم كان يشتم علياً، ومع ذلك يأتي هؤلاء الذين يدعون أهل العلم منهم يقول كلهم في الجنة، يعني الذي قال فيه رسول الله (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) هؤلاء يشتمونه ومع ذلك يكونوا من أهل الجنة.
هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني ما ورد في كتاب (الشريعة) للإمام الاجوري، المتوفى 360هـ، إنما أقرأ هذه الرواية ولم أقرأها في الأسبوع الماضي لوجود خصوصيتين في الرواية، الرواية الأولى الوارد في هذا المجال، هي: (حدثنا أبو شعيب … حدثنا فلان قال: إسناده حسن) المشاهد لابد أن يلتفت أنه لا يتبادر إلى ذهنه أنه إذا كانت الرواية إسنادها حسن يعني لا يعتمد عليها، لا يا أخي العزيز، الإسناد الحسن كما يقول علماء الحديث ومنهم الشيخ العثيمين في (مصطلح الحديث، ص14) يقول: (والحسن لذاته ما رواه عدل لكن خفيف الضبط بسند متصل وسلم من الشذوذ والعلة القادحة، وليس بينه وبين الصحيح لذاته فرق سوى اشتراط تمام الضبط في الصحيح فالحسن دونه في الدرجة) ذاك ضبط عالي وهذا ضبط أقل منه، وإلا عادل وثبت، لا يوجد هناك خلل، علة، شذوذ، نكارة. إذن عندما نقول حسن لا يتبادر إلى ذهن المشاهد أنه لا قيمة للحديث.
رقم الحديث 1696، (إسناده حسن) الرواية عن أم سلمة (إن رسول الله قال لفاطمة رضي الله عنها أتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم رسول الله كساءً فدكياً فوضع يده عليهم ثم قال اللهم هؤلاء آل محمد) إذن تبين آل بيته هم آله، هذه الخصوصية التي أردت أن أشير لها للمشاهد، إذن من الآن وصاعداً أهل بيته يعني علي وفاطمة والحسن والحسين، وآله آله محمد من هم آل محمد؟ إذن من وجبت الصلاة عليهم في الصلاة وهو اللهم صلى على محمد وآل محمد أو وعلى آل محمد المراد علي وفاطمة والحسن والحسين وأنا أتصور أن المشاهد الكريم لابد أن يلتفت إلى هذه النكتة، يقيناً أنه كان شائعاً ومعروفاً في صدر الإسلام أن المراد من آل محمد هؤلاء، وإلا لو كان أمر مشتبه لسألوا رسول الله، يا رسول الله من هم آلك الذين أوجبت علينا الصلاة عليهم بأمر من الله سبحانه وتعالى. هذا ليس مقاماً يعطى لكل أحد، فلو كان يشمل نساء النبي كان يشمل أزواج النبي، كان يشمل أعمام النبي، كان يشمل أولاد أعمامه، لماذا لم يشر إليهم، لماذا رسول الله ولا في رواية واحدة يشير إلى واحد من هؤلاء، فقط يحاول أن يجمعهم تحت كساء وثوب، تحت عباءة فدكية ونحو ذلك، قال: (اللهم هؤلاء آل محمد فأجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد أنك حميد مجيد) اللهم صلى على محمد وآله محمد. (قالت أم سلمة) هذه هي النكتة الثانية في هذه النصوص (فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه رسول الله من يدي) بينكم وبين الله رسول الله لم يكن يعرف اللغة العربية ولم يكن يعرف أحكام العرف، واقعاً أم سلمة لم تكن من أهل بيته، نعم أقسم لكم أن أم سلمة كانت من أهله، ولكن من أهله العرفي ومن أهله اللغوي، من أهله الفقهي، لا من أهله الاصطلاحي كما في هذه الرواية. ولذا المشاهد الكريم إذا سمع هنا وهناك البعض يقول أن بعض الروايات أن أم سلمة من أهل بيتي وأنها من أهلي، نعم من أهلي، ومن يناقش في هذا إلا من لا يعرف اللغة والعرف والاستعمال والمباني الفقهية، نحن كلامنا في هذا المعنى الاصطلاحي، كما ذكرنا في المعنى الاصطلاحي للصحبة، نحن كلامنا ليس في المعنى اللغوي، وإلا لو كانت الصحبة المراد منها المعنى اللغوي لما كانت شرفاً لأن الصاحب قد يكون منافقاً وقد يكون كافراً وقد يكون من أهل النار.
إذن ليس البحث في المعنى اللغوي أو العرفي أو الفقهي ونحو ذلك، يقول: (فجذبه رسول الله من يدي وقال: إنك على خير) لكنك لست من أهل البيت.
رواية ثانية وردت في هذا المجال وهي الرواية (1697) يقول: (إسناده حسن) الرواية عن أم سلمة أيضاً، لماذا أن كل النصوص عن أم سلمة؟ باعتبار أن الآية نزلت في بيتها، وبطبيعة الحال أنها نقلت وكل الأصحاب الذين رووا رووا عن أم سلمة، وبعض الذين رووا رووا عن عائشة كما سيأتي إن شاء الله. (بينما النبي في بيتي على منامة له عليها كساء خيبري إذ جاءته فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة فقال لها النبي أدعي زوجك وابنيك، قالت: فدعتهم فاجتمعوا على تلك البرمة يأكلون منها فنزلت هذا الآية (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) فأخذ رسول الله فضل الكساء فغشاهم إياه ثم أخرج يده فقال بها نحو السماء: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي) أين توجد رواية واحدة متفق عليها صحيحة صريحة متفق عليها بين علماء المسلمين قال لأحد أزواجه أنها خاصته، لا توجد، تقول: ورد في البخاري عن عائشة، أقول هذه لكم، حجة عليكم وليست حجة على جميع المسلمين. الرواية الحجة على جميع المسلمين هي الصحيحة الصريحة المتفق عليها بين علماء المسلمين، قال: (خاصتي، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، قالت: فأدخلت رأسي في الثوب، فقال: يا رسول الله أنا معكم، قال: إنك إلى خير، إنك إلى خير. قالت) هذا محل الشاهد وهو النكتة الثالثة (قالت: وهم خمسة) إذن عنوان أهل البيت ليس أربعة كما يحاول البعض بأن يخص عنوان أهل البيت بأربعة، لا لا، عنوان أهل البيت قرآنياً هؤلاء الخمسة، رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
إذن من هذه الروايات الحسنة نستفيد أمور متعددة:
أولاً: أنه جذبه من يدها.
وثانياً: أن هؤلاء خمسة.
وثالثاً: أن أهل البيت هم آل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام.
هذا ما يمكن استفادته من هذه النصوص.
المُقدَّم: إذن صار واضحاً بما لا مزيد عليه إن شاء الله تعالى، هل أن النبي صلى الله عليه وآله كما بين مصداق الأهل بين ما المراد من البيت.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه نقطة بودي أن المشاهد الكريم يدقق فيها، النبي صلى الله عليه وآله باعتبار أن من الناحية اللغوية لفظ الأهل ومن الناحية العرفية ومن الناحية الفقهية يشمل غير هؤلاء الخمسة، حاول بألف قيد وقيد أن يجعلهم تحت ثوب واحد وتحت كساء واحد، يمنع الآخرين ويجذب. ولكن قد يقول قائل: أي بيت هذا الذي هؤلاء أهله وآله؟ قد يأتي قائل ويقول: أن بيوت النبي كثيرة (وقرن في بيوتكن) (لا تدخل بيوت النبي) إذن أي بيت من هذه؟ نجد أن رسول الله أيضاً حتى لا يقع الإيهام ولا يقع الاشتباه ولا يقع الخطأ ولا يقع التدليس من البعض عين البيت أيضاً، لا ليوم ويومين، ولا لشهر وشهرين، بل شهور متعددة يقف على بيت معين ويقول إنما مرادي من البيت فقط خصوص بيت فاطمة وعلي، خصوص بيت علي وفاطمة، لا بيوت أخرى من نسائي وأزواجي وأعمامي وأولاد عمي هذا الذي يعدونه لنا كثيراً، يقف على بيت علي وفاطمة ويقول هذا. المصادر التي أشارت إلى هذا كثيرة أنا اقرأ بعضها.
إنما أعدد المصادر لأن الطرق متعددة أولاً، وكذلك المحققين الذين حققوا هذه الكتاب مختلفون وهذا معناه أنه اجتمعت كلمتهم على أن هذه الروايات معتبرة ويصح الاحتجاج بها.
المورد الأول ما ورد في كتاب (المسند، ج11، ص257، رقم الحديث 13663) للإمام أحمد بن حنبل، شرحه ووضع فهارسه حمزة أحمد الزين، الرواية بعد أن يقول (عن أنس بن مالك أن النبي كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) يقول: (إسناده حسن والحديث رواه الترمذي … وقال حسن غريب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي). هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني ما ورد في (فضائل الصحابة، ج2، ص953، الحديث 1340) بتحقيق وصي الله بن محمد عباس، الاستاذ المشارك بجامعة أم القرى، دار ابن الجوزي، يقول: (إسناده حسن لغيره). هذا هو المورد الثاني.
لأن هذه الروايات بعضها ستة أشهر وبعضها سبعة أشهر وبعضها (كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الصبح ويقول الصلاة الصلاة إنما يريد) فقط باب فاطمة. لم يفعله مع أي بيت من بيوت أزواجه، لا أقل دلونا على رواية واحدة وقف على باب بيت أم المؤمنين عائشة أم المؤمنين حفصة أم المؤمنين أم سلمة، رواية واحدة فقط، لا تجدون ذلك، لو كان يريد أن يكون شاملاً لفعل ذلك ولو لمرة واحدة، هذا هو المورد الثاني.
المورد الثالث ما ورد في (المصنف، ج17، ص213) لابن أبي شيبة، المتوفى 235، تحقيق محمد عوامة، قال: (والحديث رواه فلان وشاذان لقب فلان وهو أحد الثقات والحديث رواه عن المصنف … رواه أحمد ورواه الطيالسي والترمذي وعبد بن حميد وأبو يعلى والطبراني، ورواه الحاكم …).
ومن المصادر الأخرى (مسند أبي يعلى الموصلي، ج7، ص59) تحقيق حسين سليم اسد، أريد أن أبين أن كل المحققين اتفقت كلمتهم أن الرواية حسنة ومعتبرة ويمكن الاحتجاج بها، قال: (عن أنس أن النبي كان يمر … إسناده ضعيف لضعف علي، ولكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه حميد عند الحاكم وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي وأخرجه الطيالسي وأخرجه أحمد وابن كثير في التفسير والترمذي في التفسير وأخرجه أحمد وأخرجه الطبري ….).
ومن المصادر الأخرى ما ورد في كتاب (المطالب العالية، ج15، ص123) لابن حجر العسقلاني، الذي المحقق جداً متشدد في التحقيق، يعني في الأعم الأغلب يضعف الروايات، تحقيق محمد بن ظافر بن عبد الله الشهري، تنسيق الدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشكري، دار العاصمة، (ص127) يقول: (وعليه يترقى المروي عن أنس على درجة الحسن لغيره) إذن بعضهم قال حسن لذاته وبعضهم حسن لغيره.
وكذلك ما ورد في (مسند ابن أبي شيبة، ج2، ص232، الحديث720) الإمام الحافظ المتوفى 235هـ تحقيق عادل بن يوسف، وأحمد بن فريد المزيدي، دار الوطن، قال: (شهدت النبي ثمانية أشهر) طبعاً الرواية عن أبي الحمراء (كلما خرج إلى الصلاة أو قال إلى صلاة الفجر مر بباب فاطمة فيقول السلام عليكم أهل البيت) هذا حصر، يعني أخص هذا البيت لا غيره، هذا منصوب على الاختصاص، أعني وأخص، واقعاً أن هذه كلها، اللهم أن هؤلاء ….، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، ثم يجعلهم … يعني بعبارة أخرى أن رسول الله في النص القولي وفي النص الفعلي، يعني السنة القولية والسنة الفعلية حتى لا مجال، لا فقط عنوان الأهل بل عنوان البيت أيضاً. يقول: (إسناده ضعيف) المحقق يقول (إسناده ضعيف والحديث صحيح من روايات أخرى) لا ينبغي أن ننظر إلى رواية واحدة بل عشرات المصادر التي نقلت هذا المعنى.
وكذلك ما ورد في (الجامع الكبير في سنن الترمذي) الذي عبر عنه بانه حسن حسن.
انتهي إلى هذه النتيجة، النبي صلى الله عليه وآله عين من هم الأهل وأنه لا ينطبق إلا على هؤلاء الخمسة والأربعة وعين أيضاً ما هو البيت وهنا أنا أطلق هذا التحدي العلمي والمنهجي أنه دلوني على رواية واحدة صحيحة، صريحة، معتبرة، بين علماء المسلمين أنه وقف على غير باب علي وفاطمة وقال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً. فالنتيجة هي يتضح أن هذا البيت الذي ورد في قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) هذا البيت يختلف عن تلك البيوت التي أشرنا إليها فيما سبق، أن البيوت مرتبط بأزواجه (وقرن في بيوتكن) أما عندما جاء إلى آية التطهير وإلى هذا الشرف الذي لا يدانيه شرف قال: أهل البيت، إذن هذه (ال) عهدية، هذه (ال) يعني هذا البيت المعهود، يا رسول الله ما هو ذلك البيت المعهود؟ ذلك البيت المعهود هو بيت من؟ أشار إليه ستة أشهر وسبعة أشهر وثمانية أشهر وتسعة أشهر. ومنهم عائشة هذا الذي قلناه في الأسبوع الماضي قلنا أن عائشة لو كانت مشمولة لآية التطهير لأشارت إلى ذلك ولو في مورد واحد خصوصاً وهي تنقل أن هذه الآية نزلت في هؤلاء الخمسة، لكانت في مكان آخر وهي كانت بأشد الاحتياج إلى ذلك في معركة الجمل، أن تقول أيها الناس أنا من الذين نزل في (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت).
في كتاب (مرويات أم المؤمنين عائشة في التفسير، ص318) للدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان، مكتبة التوبة، دار التوبة، الرياض، السعودية، الطبعة الأولى 1413هـ قال: (قال تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) أخرج ابن أبي شيبة) كما قرأنا (وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن عائشة قالت: خرج رسول الله غداة وعليه مرط مرحل ثم فجاء الحسن والحسين فأدخلهما معه ثم جاء علي فأدخله معه ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) هي تقول هذا، وهذه هي مرويات أم المؤمنين في التفسير، فلو كان لها رواية أخرى تقول وأنا منهم، لنقل هذا.
فقد أنا أشير إلى المصادر، (أخرجه ابن جرير في تفسيره والبغوي في تفسيره وابن الجوزي في زاد المسير والخازن في تفسيره وابن كثير في تفسيره والسيوطي في تفسيره والشوكاني في التفسير وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه وأخرجه أحمد في المسند عن عائشة مختصراً وأخرجه في كتابه فضائل الصحابة مطولاً عن أم سلمة ومسلم في صحيحة وأبو داود في سننه عن عائشة مختصراً، والترمذي في جامعه وأخرجه الحاكم في مستدركه عن عائشة على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وأخرجه مطولاً عن واثلة بن الاسقع على شرط الشيخين وسكت عنه الذهبي وعن أم سلمة على شرط الشيخين ووافقه الذهبي أنه على شرط مسلم) وعشرات بل مئات المصادر المعتبرة قالت أن هذه الآية مرتبطة برسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين أهلاً وبيتاً، يعني فيما يتعلق حصر الأهل بهم والبيت ببيت هؤلاء.
المُقدَّم: معنا الأخ قاسم من السعودية، تفضلوا.
الأخ قاسم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ قاسم: سيدنا عندي تعليق بسيط، وهو أكبر دليل إن صح التعبير أن رسول خالف العرف واللغة أن أكبر دليل أن الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين هم أهل البيت أنه خالف العرف إن صح التعبير مني.
المُقدَّم: معنا الأخ الحربي من السعودية، تفضلوا.
الأخ الحربي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ الحربي: أريد أن أذكر سؤالاً، لو قيل لنا أن الآية في مورد عموم في قوله (أهل البيت) ومورد تخصيص جاء من فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهل مورد التخصيص في البقية، أريد أن أشكل أن مورد التخصيص يدل على الأهمية فقط ولا ينفي البقية، فكيف نخرج البقية من هذا التعيين.
المُقدَّم: الأخ أبو علي من لندن، تفضلوا.
الأخ أبو علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو علي: الله يرضى عليكم سيدنا، الله يوفقك، وشكراً.
المُقدَّم: الأخ حمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ حمد: مساء الخير.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
الأخ حمد: حقيقة البرنامج أشكركم على البرنامج، أطروحاتكم ممتازة، والحديث مع أخواننا الذين في السعودية وفي غير السعودية، نسمع أشياء كثيرة اتضحت لهم وجزاكم الله خيراً على هذا الكلام.
المُقدَّم: الأخ مهند من سورياً، تفضلوا.
الأخ مهند: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ مهند: نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظكم ويرعاكم، ونريد أن نذكر بعض الأمور ونتمنى من بعض الفضائيات التي تدعي الدفاع عن أهل البيت أن تسلك مسلك الكوثر الفضائية لأن قضية الإمام الحسين عليه السلام وقضية أهل البيت ليست قضية بكاء ولطم وإنما هي قضية لها هدف ومعاني كثيرة.
المُقدَّم: معنا الأخ لطيف من إيران، تفضلوا.
الأخ لطيف: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ لطيف: سلام وتحية مباركة من الله تعالى لك يا صوت الحق، عليك يا صوت الحق.
المُقدَّم: الأخ محمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: نحن من محبي البرنامج وأنا أحببت أن أتصل فقط أحببت أن أشكرك على البرنامج الرائع.
سماحة السيد كمال الحيدري: شكراً على مداخلتك.
المُقدَّم: أبو محمد من البحرين، تفضلوا.
الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمد: سيدنا عندي سؤال وهو سيدنا هناك الكثير من العلماء والخطباء يروون الرواية أن الله سبحانه وتعالى فضل الإمام الحسين عليه السلام في استشهاد بكربلاء بأن الأئمة من ذريته، لو كانت واقعة كربلاء حدثت مع الإمام الحسن فهل يكون الأئمة من ذريته.
المُقدَّم: هذا خارج الموضوع وهذا الفرض فرض خاطئ.
سماحة السيد كمال الحيدري: عندما نطرح مثل هذه الروايات لعلنا نتوفر إلى بيان المطلوب المراد منه.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو سارة من العراق، تفضلوا.
الأخ أبو سارة: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو سارة: أود توجيه سؤال لسماحة السيد، سيدنا بالنسبة للآية الكريمة (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) هذه الآية ذكرت كلمة بيوت ولم تذكر كلمة بيت، وحسب علمي أن أهل البيت ذكروا في تفسير هذه الآية أنه بيت علي، فلماذا ذكرت الآية كلمة بيوت.
سماحة السيد كمال الحيدري: في وقته إذا وقفنا عند تفسير هذه الآية. أخواني الأعزاء حاولت مذ سنوات وأنا في هذه البرامج أن أعزائي عندما يداخلون أو يسألون لابد أن يكون السؤال في موضوع البحث واطمأنوا أي سؤال خارج عن موضوع البحث سوف لن أجيب عنه، أريد أن يتعلم المشاهد سواء كان من عموم الناس أو كان من أهل العلم أن يتعلم أننا عندما نتكلم في موضوع يكون سؤاله في ذلك الموضوع، عندما نأتي إلى تلك الآية المباركة في البحث التفسيري نقف لماذا أن القرآن عبر هناك بيوت ولم يعبر بيت. ولماذا هنا عبر بيت ولم يعبر بيوت. هنا اتضح لماذا عبر بيت واحد، لماذا أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) على الاختصاص، أهل البيت لماذا؟ وهو بيت واحد وهو بيت علي وفاطمة والحسن والحسين.
المُقدَّم: معنا الأخت سامرة من سويسرا، تفضلي.
الأخ سامرة: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت سامرة: جزاكم الله خير الجزاء على هذا البرنامج، عندي سؤال وهو هل يمكن أن نطلق مصطلح أهل البيت على أنه أهل بيت الله وليس أهل بيت الرسول.
المُقدَّم: معنا الأخ مهيب من ألمانيا، تفضلوا.
الأخ مهيب: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ مهيب: جزاكم الله ألف خير، نرجو منكم زيادة وقت البرنامج لكي يتاح للمشاهدين أن يقدموا أسألتهم ويستطيعون أن يداخلوا في البرنامج، ونحن مستعدون للمساعدة المادية إن كانت قناة الكوثر تستطيع توفير اللازم.
المُقدَّم: ليست القضية في الإمكانات والاحتياج.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه طلبات الأعزاء الكرام وأنا أضم صوتي إلى أصواتكم جميعاً أن يزيدوا مقدار من وقت البرنامج حتى يكون أكثر.
المُقدَّم: بالنسبة للأخ الحربي قال لو قيل أن الآية فقد تريد أن تذكر الأهمية ولا تخرج البقية.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا ابداً، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله لو كان يريد أن يعطي أهمية لهؤلاء ويخرج الآخرين لفعل ولو مرة واحدة هذا الفعل، لا أن يجذبه منها، يعني أم سلمة ان ينبغي إذا كان يريد أن يقول أنها من أهل البيت ولو لمرة واحدة أن يسمح لها لا أن يجذب الكساء من يدها ويقول أنت على خير أو إنك على خير، نحن من أين نستكشف، خصوصاً أنه ليس هو فعل. لو كان فقط فعل رسول الله أنه جعلهم تحت الكساء لكنا نقول احتمال هذا ورد، لأنه كما يقولون أن الفعل لا يوجد فيه إطلاق ولا يوجد فيه لسان حتى يتكلم، ودليل لبي فيختصر على القدر المتيقن، لا، النبي صلى الله عليه وآله ماذا يقول: اللهم إن هؤلاء، اللهم هؤلاء. وهذه كلها دالة على الحصر.
هذا مضافاً إلى أنه ماذا تفعل فهو وقف على بيت علي وفاطمة في تسعة أشهر كان يمكن أن يقف ولو لمرة واحدة على بيت عائشة أو أم سلمة أو حفصة أو غيرها من نسائه، حتى يقال هن أيضاً مشمولات ولكن الأهمية لهؤلاء، ولكنا لم نجد أي رواية واضحة، هذا مضافاً إلى قرينة أنه لم تدعي واحدة من أزواج النبي، هذا مضافاً إلى قرينة أخرى سأتكلم عنها في الحلقة القادمة تفصيلاً وهو أن كبار علماء أو جملة كبيرة من كبار العلماء المسلمين قالوا أن هذه الآية مختصة بعلي وفاطمة والحسن والحسين، يعني هذا فهم الاختصاص ليس فهماً شيعياً خاصاً، لو كان فهمنا نحن فقط كنا نقول باعتبار أنا تأثرنا بهذا الاتجاه، لا، بعد ذلك سيتضح أن تصريح كبار علماء المسلمين أن الآية مختصة بهؤلاء الخمسة.
المُقدَّم: الأخت سامرة تقول أهل بيت الله أم أهل بيت الرسول.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: بيني وبين الله نحن ندور مدار النص النبوي الصحيح والصريح، هو قال: إن هؤلاء آل محمد، هو قال إن هؤلاء أهل بيتي، هو قال: إن هؤلاء عترتي أهل بيتي، ونحن بمقتضى النصوص لابد أن نقتصر على ما ورد في هذه النصوص الصحيحة.
المُقدَّم: وإن كان هم أولياء الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: ذاك بحث آخر أنا أتكلم الآن عن هذه العناوين الواردة في هذه الأبحاث.
أخواني الأعزاء إن شاء الله تعالى إلى هنا اتضح لنا أننا لا نتكلم في البحث اللغوي ولا في البحث الفقهي ولا في البحث الاستعمالي والعرفي وإنما في البحث الاصطلاحي كما في قضية الصحبة هذا أولاً، وثانياً اتضح أن الروايات الصحيحة تقول أن النبي قولاً وفعلاً طبقه وحصره في هؤلاء في علي وفاطمة والحسن والحسين، إن شاء الله تعالى في الأسبوع ا لقادم سنقف عند كلمات علماء المسلمين ليتضح أنهم يقبلون هذا الاختصاص أو لا يقبلون.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام نلتقيكم إن شاء الله في الأسبوع القادم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • جديد المرئيات