حديث الثقلين سنده ودلالته ق (19)
05/11/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. أسعد الله أوقاتكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية بكل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم 19) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلا ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد ذكرتم في الحلقة السابقة أن لفظ أهل البيت له استعمالات متعددة، فهل توجد استعمالات أخرى لم تشيروا لها.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.
قلنا في الحلقة السابقة بأن هذه المفردة وهي عنوان أهل البيت، عندما نأتي إلى استعمالاتها نجد أن اللغة تطلقها بنحو وأنه في العرف يطلق بنحو آخر وأنه في البحث الفقهي يستعمل بنحو ثالث.
وبينا أننا لسنا بصدد البحث اللغوي أو العرفي او الفقهي في هذه المفردة، وايضاً أشرنا بنحو واضح وصريح أننا لو كنا نحن والبحث اللغوي أو العرفي والفقهي ونحو ذلك فلا نشك في أن هذا العنوان أيضاً يمكن أن يكون شاملاً لأزواج الإنسان ولزوجاته أيضاً كما هو في اللغة الرديئة، كما تعلمون أن الصحيح والزوج يجمع إلى أزواج، والزوجة تجمع على زوجات.
طبعاً ما دامت هي زوجة وأما إذا لم تكن زوجة فتكون في زمان من أهل البيت وفي زمان آخر ليست من أهل البيت، ليس البحث في هذا لا فقهي ولا لغوي ولا عرفي، إذن ما نجده في بعض الكتابات أو في بعض المتكلمين في المواقع والفضائيات وهو أنهم يستعينون بالمفردات اللغوية أو بالاستعمالات العرفية وكذلك بالأبحاث الفقهية لجعل عنوان أهل البيت في آية التطهير شاملاً لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا خلط للبحث وهذا اتجاه خاطئ وليس اتجاهاً صحيحاً.
بل عندي شاهد آخر إضافي أن عنوان أهل البيت قد يصدق على الغريب أيضاً، ولو دخل البيت لمدة ساعة أو ساعتين، أيضاً يصدق عليه عنوان أهل البيت. وهذا ما نجده بشكل واضح وصريح في جملة من الروايات ومنها ما ورد في (صحيح البخاري، ج3، ص182) المكتبة السلفية، الجامع الصحيح لإسماعيل البخاري، الحديث 4432، الرواية المعروفة التي يعرفها الجميع عن ابن عباس، قال: (لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) أنا بودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى أن هذه الكتب التي نقرأها في الأعم الأغلب يقولون صلى الله عليه وسلم، وحيث أننا نعتقد أن هذه صلاة ناقصة ومبتورة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذا أنا أقرأ صلى الله عليه وآله وسلم لا أريد أن أقول أنه في الكتاب موجود كذلك، أبداً، في الكتاب هكذا (لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم) ولكن بيني وبين الله أنا لا اسمح لنفسي بهذا، وانا أعتقد أن الصلاة الصحيحة التي وردت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بطرق تامة عندنا أنه لابد أن نقول صلى الله عليه وآله. قال: (وفي البيت رجال، فقال النبي صلى الله عليه وآله، هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال بعضهم) مراده من البعض كما هو صحيح الشراح حيث قالوا أن المراد من هذا البعض هو عمر بن الخطاب (فقال بعضهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غلبه الوجع) في نصوص أخرى أو في النصوص القديمة هل هو الوجع أو شيء آخر هذا بحث آخر لعلي إن شاء الله تعالى أوفق أن أقف على هذه النصوص لنرى أنه هل هي قد غلبه الوجع أن النسخ الأساسية للبخاري هي بشكل آخر وأنه وقع التلاعب وغيره. (قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا) سؤال: ما المراد من أهل البيت، ما المقصود بأهل البيت؟ هل يستطيع أن يقول أحد أن المراد من أهل البيت في هذا النص أزواج، هل المقصود منه فاطمة والحسن والحسين مثلاً؟ لا أبداً. نعم، علي كان موجوداً ولكنه لم يكن مقصوداً، لأنه لم يكن المتكلم بل المتكلم كان هؤلاء (فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول) البعض يحاول أن يقول أن أمير المؤمنين لماذا لم يعترض؟ الجواب: لأن أمير المؤمنين تابع لرسول الله إذا اعترض رسول الله يعترض هو، أما إذا سكت رسول الله فأمير المؤمنين لا تجدون مورداً أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال … إلا في موارد … كما في مسألة أنه كتب هذا ما اتفق عليه محمد رسول الله في قضية الحديبية. (فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتبوا لكم كتاباً لا تضلوا بعده، ومنهم يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو) هؤلاء الصحابة المقربين ولا إشكال في ذلك، وإلا لا يمكنهم أن يحضروا هذا الوقت على رأس رسول الله وهو يفارق حياته. أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أن هؤلاء أي قدر كانوا يحترمون رسول الله وأي قدر كانوا يستجيبون لكلام رسول الله (فلما أكثروا اللغو عند رسول الله) هؤلاء الذين هم العدول وهؤلاء الذين هم من أهل الجنة وهؤلاء الذين بشروا … (فلما أكثروا اللغو والاختلاف) الله يعلم أنا لست بصدد هذا البحث على الإطلاق، وإنما أريد أن أبين النصوص التي وردت في أصح ما تعتقده به مدرسة هؤلاء (فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله قوموا، قال عبيد الله …).
هذا ما ورد في هذا. حتى يطمئن المشاهد الكريم أن المراد من أهل البيت في هذا النص الذي قرأناه من البخاري، انظروا ماذا يقول شراح نصوص البخاري، كما في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج8، ص169) للعسقلاني، دار السلام، الرياض، قال: ((فاختلف أهل البيت) أي من كان في البيت من الصحابة ولم يرد أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم) هذا من الواضح، إذن يطلق أهل البيت ولو على مجموعة من الصحابة دخلوا لوقت ما في مكان معين. ولا يستطيع أن يقول أحد أن هذا استعمال مجازي، أبداً، بل كان استعمال حقيقي. إذن هذا عنوان أهل البيت لا يذهب فيه بعض الذين تخلفوا من الناحية المنهجية والعلمية أن يذهبوا يميناً ويسارا أن اللغة هكذا، واختلفوا على أربعة أقوال وغيرها … لا أبداً، هذه اصطلاح لغوية وعرفية وفقهية قد تطلق ويراد منها هذا المعنى.
وكذلك ما ورد في (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ج9) للقسطلاني، قال: (فقال بعضهم، وهو عمر بن الخطاب، إن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن … فاختلف أهل البيت الذين كانوا فيه من الصحابة، لا أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم.
إذن بهذا يتضح للمشاهد الكريم بأن المسألة وهو عنوان أهل البيت إذا أردنا أن نفهم المراد من هذا العنوان في الآية المباركة وهي آية سورة الأحزاب (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) لا ينبغي أن نذهب إلى العرف أو الفقه أو اللغة. وإنما الخطوة الأولى أن نذهب إلى البيان القولي والفعلي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنرى على من طبقها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. وقد اتضح في الأبحاث السابقة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طبق هذا العنوان على هؤلاء الخمسة، على نفسه المباركة وعلى علي وفاطمة والحسن والحسين ولم يسمح لنسائه وأزواجه، وبالخصوص أن أم سلمة كانت معه عند نزول الآية المباركة فكان ينبغي أن تدخل ولكن النصوص بأنه أساساً منعه من ذلك وقال أنك إلى خير. وإن شاء الله اليوم سنقرأ بعض النصوص أن أم سلمة تقول لو قال لي نعم لكان لي كذا وكذا ولكن لم يقل لي ذلك.
إذن القضية واضحة هذا مضافاً إلى ما ذكرناه في البحث السابق من أنه لم تتدع أي واحدة من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها مشمولة لآية التطهير، يعني عائشة واقعاً لو كانت مشمولة لهذه الآية فبطبيعة الحال أنها في مواقع متعددة كانت تحتج كما احتجت في مواقع أخرى كانت تحتج بهذه الآية المباركة وأنها مشمولة بآية التطهير ولكنا لم نجد ذلك لا من عائشة ولا من أم سلمة، بل هن اللواتي نقلن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حصر ذلك بهؤلاء الأربعة والخمسة.
المُقدَّم: هل صرح أحد من أعلام أهل السنة والجماعة بأن المقصود من أهل البيت في هذه الآية المباركة هم هؤلاء الخمسة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أريد من المشاهد الكريم أن يلتفت إلى البحث المنهجي في الآية المباركة، نحن إلى هنا من ناحية الرواية انتهينا إلى أنه أساساً أن هذه الآية بحسب النصوص الروائية الصحيحة الواردة عن النبي أنه طبقها على هؤلاء الخمسة، يعني من الناحية الروائية أتكلم، من الناحية الروائية الروايات الصريحة الصحيحة المتفق عليها أنها شملت هؤلاء الخمسة. لا أريد أن أقول أنها حصرت ولكن شملت هذه الخمسة، فعلى من يدعي أن هذه الآية شملت غير هؤلاء الخمسة عليه أن يقيم الدليل. وإلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم … نعم أنا أقول لكم الدليل هو الاستدلال بالسياق، وهذا سيأتي بحثه لاحقاً، إذا كنا نحن والسنة القولية والفعلية لرسول الله هنا أقولها بكلمة واضحة وصريحة أن الروايات استفاضت بل ادعى بعضهم أنها تواترت وقد قال العلامة الالوسي في (روح المعاني) أن الروايات التي بينت هذه الحقيقة أكثر من أن تحصى، في (روح المعاني، في ذيل هذه الآية المباركة من سورة الأحزاب) يقول: (وأخبار إدخاله علياً وفاطمة وابنيهما تحت الكساء وقوله عليه الصلاة والسلام: اللهم هؤلاء أهل بيتي ودعائه لهم وعدم إدخال أم سلمة أكثر من أن تحصى). يعني أنا استغرب أن البعض يقول أن الرواية صحيحة أو ضعيفة السند.
إذن نحن والنصوص الروائية، اتفقت النصوص الروائية على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقط شمل بكسائه وبثوبه هؤلاء الخمسة فقط. أخواني الأعزاء فعلى من يدعي أن الآية شاملة لغير نساء النبي عليه الدليل. وأين الدليل؟!
نعم، أنا أقول قد يقولون الدليل سياق الآيات وهذا سيأتي بحثه لاحقاً. سنأتي إلى بحث السياق لنرى أن السياق يساعد أو لا، ذكرنا فيما سبق أن القرينة الموجودة في السياق لا تساعد، لأنه عندما تكلم عن النساء والأزواج قال بيوتهن وعندما تكلم عن هذا البيت قال أهل البيت، يعني بيت واحد.
إذن القرائن كثيرة على أن السياق ليس في مصلحة من يريد أن يقول أنه شامل لأزواجه صلى الله عليه وآله وسلم.
أما سؤال الأخ العزيز الدكتور سالم، وهو أنه أساساً هذا فهمكم من الروايات، قد يقول قائل بأنه لماذا لم يفهم علماء المسلمين هذا الحصر، أنتم الشيعة فقط تدعون هذا الحصر، وهذا ما ادعاه البعض وحاول أن يوهم، وأن دعوى حصر أهل البيت بهؤلاء الخمسة هذه دعوى أصلها دعوى شيعية وعلماء المسلمين لم يفهموا الحصر من هذه الآية وأنها مختصة بهؤلاء الخمسة. إذن القضية ترجع وتكون دعوى شيعية وقراءة شيعية وفهم شيعي لهذه النصوص.
وهنا أيضاً أؤكد كما أكدت لمرات عديدة، هنا سيتضح النهج الذي قام عليه أهل السنة والجماعة يعني مدرسة أهل السنة والجماعة، والنهج الذي وجدناه عند ابن تيمية وأتباع ابن تيمية من الوهابية وغيرهم أنه نهج يختلف عن نهج أهل السنة والجماعة، يعني سوف يتضح لنا بشكل واضح وصريح أن نهج أهل السنة والجماعة ماذا فهموا من الآية المباركة وأن النهج الذي تبناه ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ومن يدافع عن ابن تيمية من الوهابية والسلفية أمثال الألباني وغير الألباني ماذا فهموا من الآية المباركة، والروايات الواردة في ذلك.
فيما يتعلق بهذه القضية سوف أتكلم بشكل واضح، انظروا ماذا يقول الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، ص359) قال: (أعلم أيها القارئ الكريم أن من المعروف أن الحديث مما يحتج به الشيعة) يعني حديث الثقلين (ويلهجون بذلك كثيراً حتى يتوهم بعض أهل السنة أنهم مصيبون في ذلك، وهم جميعاً واهمون) جميعاً يعني الشيعة ومن يتأثر بهم من أهل السنة، لأنه يرى نفسه أنه واقعاً ليسوا من هؤلاء أهل السنة (وبيانه من وجهين، الوجه الأول، أن المراد من الحديث في قوله عترتي أكثر مما يريده الشيعة) الشيعة يريدونها في هؤلاء (ولا يرده أهل السنة) ذاك الذي هو أكثر لا يرده أهل السنة لأنه يشمل أزواج النبي أيضاً (بل هم مستمسكون به إلا وهو أن العترة فيه هم أهل بيته) لا إشكال في ذلك أن المراد عترتي أهل البيت المراد من العترة هم أهل البيت (وقد جاء ذلك موضحاً في بعض طرقه كحديث الترجمة وعترتي أهل بيتي) سؤال: أيها الألباني من هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم. أنا من هنا ويسمح لي المشاهد الكريم سأقف قليلاً عند كلمات الألباني حتى يتضح له هذا المنهج الذي يتبعه وهو منهج ابن تيمية ومنهج أهل السنة والجماعة. يقول: (وأهل بيته في الأصل هم نسائه) أنا لا أعلم واقعاً اتضح لنا فيما سبق أنه أي أصل، هذا اللغوي أم العرفي أم الفقهي أم الاستعمالات التي تشمل حتى الصحابة؟! أي أصل هذا؟ هل هذا أصل ديني أم فقهي أم عرفي أم لغوي؟ إن قال لغوي فاللغوي واسع جداً، حتى تشمل غير الإنسان، لماذا تحصره بنساء وأزواج النبي، لماذا هذا المعنى؟! هذا واضح أنه لا يمكن أن يكون هذا المعنى صحيح.
قال: (وفيهن الصديقة عائشة كما هو صريح قوله) التفتوا جيداً من أين تقول أن عائشة مشمولة؟ الإنسان يستغرب واقعاً وكأن أزواج النبي فقط عائشة، الآية نزلت في بيت أم سلمة، لا أقل احترموها بعشر ما تحترمون عائشة. تكفي هذه المتاجرات بأزواج النبي، وإلا لو كنتم تحترمون أزواج النبي على حد سواء لماذا تقولون فقط عائشة وتقول (وفيهن الصديقة عائشة) لماذا فقط عائشة.
قال: (وفيهن الصديقة عائشة كما هو صريح قوله تعالى (إنما يريد الله)) وأنا لا أعلم من أين جاءت الصراحة في اللغة العربية في هذه الآية أنها شاملة لعائشة، والله أمر غريب لا يصدقه عقل إنسان، علم عالم علامة مثل الألباني يقول (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت) صريح في عائشة؟ هذه الصراحة من أين؟ أنا أقول له، هو يريد أن يستدل من السياق، والكل يقولون أن السياق لا يمكن أن يكون فيه صراحة، بأي دليل؟ هو يخالف قوله، هو هو، السياق ظهور، هذا الظهور إذا كانت هناك قرينة أقوى يذهب هذا الظهور. على فرض أننا قبلنا ظهورية السياق مع أنه لا توجد أي ظهورية في السياق كما أشرنا وسيأتي.
قال: (بدليل الآية التي قبلها والتي بعدها … وتخصيص الشيعة) أنا قلت بأنه يخالف نفسه، من أين يخالف نفسه؟ هو قال أن سياق النبي يشمل نساء النبي. أيها العلامة الألباني يا من تدعي لنفسك التحقيق، أنت قلت في رسالة لك (منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يستغنى عنها بالقرآن، ص15) هناك قلت: (ومما سبق يبدو واضحاً أنه لا مجال لأحد مهما كان عالماً باللغة العربية وآدابها أن يفهم القرآن دون الاستعانة على ذلك بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القولية والفعلية). وكل ما يوجد عندك هنا السياق، وقبل أن تفهم السياق لابد أن ترجع إلى السنة القولية والفعلية والسنة القولية والفعلية لرسول الله قالت هؤلاء الخمسة ولا يشمل نساء النبي.
ولذا في (ص22) من هذه الرسالة قال: (إذا ورد الأثر بطل النظر، ولكنه بالنسبة للسنة ليس صحيحاً لأن السنة حاكمة على كتاب الله ومبينة له). السياق افترضوا أنه يشمل نساء النبي ولكن السنة حاكمة ومبينة فإذا بينت لا تصل النوبة إلى السياق. هذه هي النقطة الثانية.
يقول: (وتخصيص الشيعة أهل البيت بعلي وفاطمة والحسن والحسين) من خصص هذه الآية بفاطمة والحسن والحسين وعلي يقول الشيعة خصصوها (وتخصيص الشيعة ذلك بهؤلاء دون نساءه من تحريفهم لآيات الله انتصاراً لأهوائهم) إلا أن يعتقد العلامة الألباني أن رسول الله شيعي، لأنه هو أول من خصص وطبق الآية على هؤلاء الخمسة، بيني وبين الله أقول أنه غير ملتفت إلى لوازم كلامه، وهذا هو العمى الذي يصيب الإنسان بعض الأحيان عندما تصل القضية إلى أهل البيت، هذا بشكل واضح أجده أن أتباع ابن تيمية والنهج الأموي عموماً والوهابية في هذا الزمان عندما تصل القضية إلى أهل البيت لابد أن يقوموا بأي فعل لإقصاء أهل البيت، وهذا نموذجاً، يا أخي العزيز عشرات الروايات الصحيحة والصريحة طبقت ذلك على علي وفاطمة من رسول الله وأنت تقول بأنه تخصيص الشيعة أهل البيت بذلك. وأن هذا تابع لأهوائهم، بل هذا تابع لرسول الله لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي فعل ذلك.
ثم يقول في (ج4، ص360): (وعترة الرجل أهل بيته ورهطه الأدنون ولاستعمال العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله بقوله: أهل بيتي، ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه). وأنا لا أعلم من أين علم أن رسول الله يقصد هؤلاء؟
إذا كان فعله الخارجي ففعله الخارجي أشار إلى هؤلاء الخمسة، إذا كان قوله قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وأهل بيتي أحق. من أين جاء نسله وعصابته الأدنون وأزواجه، هذا من أين جاء. (ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه) أنا لا أعلم من أين علم أن رسول الله يريد هذا المعنى.
لابد أن يضيف بأي شكل وبأي ثمن، لأنهم يعلمون قيمة هذه الآية وعظمة وشرف هذه الآية والكرامة التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لأهل البيت في هذه الآية، فلابد لهم أحد طريقين كما وجدت أخيراً هذا المعنى في بعض متكلميهم، أما أن يحاول أن يقول أن هذه الآية لا توجد فيها أي قيمة وأي كرامة وأي دلالة على عظمة أهل البيت، لماذا؟ طبعاً هذا سوف يخرج نساء النبي ولكن ليس مهماً عنده (اقتلني ومالكي) لا مشكلة فيه، ما دام نخرج علياً وفاطمة الحسن والحسين فلتخرج نساء النبي، ولكن هذا ليس هو الذوق العام لعلماء المسلمين، يقولون أن هذه الآية فيها دلالة على شرف وكرامة وعظمة لأهل البيت الذين جاء ذكرهم، ولذا تجد الألباني وأمثال الألباني على إدخال يوجد عندهم إصرار على إدخال الأزواج في عنوان أهل البيت في هذه الآية المباركة.
النقطة الأخيرة التي أريد أن أقف عندها مع العلامة الألباني، انظروا ماذا يقول هذا الرجل، يقول: (والوجه الآخر) قال لوجهين (إن المقصود من أهل البيت إنما هم العلماء الصالحون) لا علاقة له بنسائه وعلي وفاطمة، أبداً، (إنما هم العلماء الصالحون منهم والمتمسكون بالكتاب والسنة)، يعني يريد أن يفسر أهل البيت بالمعنى الإيماني، سلمان منا أهل البيت، أو من قبيل ما ورد في نوح (أنه ليس من أهلك) لأنه كان من اهله الصلبي ولكن ليس من أهله الإيماني، ولذا يريد أن يحاول أن يبعد هذا العنوان عن أهل البيت ماذا يفعل؟
المُقدَّم: هو يقول عليكم أن تثبتوا أن علياً كان متبعاً للكتاب والسنة …
سماحة السيد كمال الحيدري: يقبلون هذا ولكن يقولون أنه ليس مختصاً بعلي، كل من اتبعه فهو … فلا يختص بعلي، هم يريدون أن ينفوا الحصر. (قال الإمام أبو جعفر الطحاوي) يستند في قول هذا إلى الإمام الطحاوي (العترة هم أهل بيته الذين هم على دينه وعلى التمسك بأمره) ينسب هذا إلى الإمام الطحاوي. في هذه الليلة أريد أن أقف للمشاهد الكريم عند ما يقوله الإمام الطحاوي لنرى بأن هذا الرجل فيما نقل عنه كان مصيباً صادقاً أو لم يكن كذلك. من هو الإمام الطحاوي؟ الإمام الطحاوي كما ورد في (سير أعلام النبلاء، ج15، ص27) للذهبي، قال: (الإمام العلامة الحافظ الكبير محدث الديار المصرية وفقيهها الطحاوي الحنفي صاحب التصانيف من أهل قرية طحى من أعمال مصر مولده ….) إذن هو من الأعلام الكبار (العلامة الحافظ الكبير محدث الديار) إذن قيمته واضحة.
وكذلك ما ذكره الإمام أو الحافظ ابن كثير بحق الطحاوي في (البداية والنهاية، ج15، ص72) تحقيق التركي، دار عالم الكتب، قال: (الطحاوي نسبة إلى طحى … صاحب المصنفات المفيدة وهو أحد الثقات الثبات والحفاظ الجهابذة) هذا هو الطحاوي، ولذا تجدون أن العلامة الألباني يستند إلى قوله وإلا فليس جزافاً يستند إلى قوله.
إذا اتضح ذلك لنذهب إلى الطحاوي لنرى ماذا يقول، وهذا الذي نقله عنه هل هو هذا رأي الإمام الطحاوي في مشكل الآثار أم شيء آخر.
(شرح مشكل الآثار، ج2، ص235) تأليف الإمام المحدث الفقيه المفسر الطحاوي، المتوفى سنة 321هـ ضبطه شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بعد أن ينقل الرواية قال: (لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله علياً وقال اللهم هؤلاء أهلي … ففي هذا الحديث أن المرادين – وفي نسخة (المراد)- بما في هذه الآية هم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين).
لعله افترض عنده عبارة أخرى فيها ولكنه لماذا لا تنقل هذه العبارات (هم رسول الله)، ثم يقول في (ص245) من الكتاب، إشارة أيضاً إلى هذا المعنى بشكل واضح وصريح، يقول: (فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول الله إلى أم سلمة مما ذكر فيها لم يرد به أنها كانت ممن أريد به مما بالآية المتلوة في هذا الباب) يقول هذه الجملة لأنه ورد في بعض النصوص أنك من أهلي وأنك من أزواج النبي، يقول: ليس المراد من ذلك أنها داخلة في هذه الآية المباركة. (فقلت يا رسول الله أنا من أهل البيت في حديث، فقال أن لك عند الله خيراً، فوددت أنه قال نعم فكان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس وتغرب) ولكن ما قال لها. ولذا يقول العلامة الطحاوي (فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول الله إلى أم سلمة مما ذكر فيها) في الآية (لم يرد به أنها كانت ممن أريد به مما في الآية المتلوة في هذا الباب وأن المرادين بما فيها هم رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين دون من سواهم). ومع ذلك تأتي هذه الكتابات وهؤلاء المتكلمين ويقولون أن تخصيصها في هؤلاء الخمسة هذا قراءة شيعية وفهم شيعي وهوى شيعي، وكأنهم نسوا أن الإمام الطحاوي يقول هذا المعنى بشكل واضح وصريح. ثم يقول في (ص247): (لأنا قد أحطنا علماً أن رسول الله لما دعا من دعا من أهله عند نزوله لم يبقَ من أهلها) أهل البيت (المرادين فيها أحداً سواهم، وإذا كان كذلك استحال أن يدخل معهم فيمن أريد به سواهم وفيما ذكرنا من ذلك بيان).
أصلاً لا يمكن أن يراد به غير هؤلاء الخمسة الذين أشرنا إليهم. واللطيف أن الإمام الطحاوي في (ص248) يقول: (ومما دل على ذلك) يعني الحصر في هؤلاء الأربعة أو الخمسة (عن أنس أن رسول الله كان إذا خرج لصلاة الفجر يقول الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله) يريد أن يقول أن هذا خير شاهد. هذا المعنى الذي أشرنا إليه وهو ما يقوله الإمام الطحاوي. (وفي هذا أيضاً دليل على أهل هذه البيت من هم) هذا أي بيت الذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم …. اتضح البيت، ليس بيوت أزواجه، وإنما هو بيت علي وفاطمة والحسن والحسين. (وفي هذا أيضاً دليل على أهل هذه من هم) هذه الآية بمن تختص.
ثم إن الإمام الطحاوي يدخل على الخط بشكل آخر وجزاه الله خيراً في هذا، يقول: أخشى أن تقول أن بعض النصوص عبرت عن أم سلمة أنها من أهلي، وعبرت عن عائشة في حديث الافك أنها من أهلي، يقول: ليس المراد من أهلي في هذه النصوص أهل البيت الوارد في الآية الكريمة، أخشى أن يخطر على ذهنك هذا المعنى. هذا المعنى ذكره في (ص245) من الكتاب قال: الرواية واردة عن واثلة، قال: (أتيت علياً فلم أجده فقالت فاطمة انطلق إلى رسول الله يدعوه، قال: فجاء مع رسول الله فدخلا ودخلت معهما، فدعا رسول الله الحسن والحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذه … فقال: اللهم هؤلاء أهلي أنهم أهل حق … فقلت يا رسول الله: وأنا من أهلك) من يقول؟ واثلة. (فقال: وأنت من أهلي، قال واثلة: فإنها من أرجى ما أرجوه) التفتوا إلى تعليقة الإمام الطحاوي. (وواثلة أبعد منه عليه السلام من أم سلمة) إذن كيف نوجه هذا المعنى أنه يقول من أهلي، يقول مراده من أهلي هنا أهلي الإيماني لا المرتبط بالآية المباركة، يقول لا ينبغي أن تخلطوا بين أهلي … لأنه منع أم سلمة وهي أقرب من واثلة إليه، فكيف يكون هذا من أهله وأم سلمة ليست من أهله. هذه خير قرينة يقول الإمام الطحاوي أن المراد من أهل البيت وأهلي شيء آخر، (وواثلة أبعد منه صلى الله عليه وآله وسلم من أم سلمة منه، لأنه إنما هو رجل من بني ليث) ليس من قريش (وأم سلمة موضعها من قريش موضعها الذي هي فيه منه، فكان قوله لواثلة أنت من أهلي على معنى لاتباعك إياي وإيمانك بي فدخلت بذلك في جملتي) يعني في جملة المؤمنين بي. (وقد وجدنا الله قد ذكر في كتابه ما يدل على هذا المعنى بقوله (ونادى نوح ربه فقال ان ابني من أهلي) فأجابه في ذلك بأن قال له (إنه ليس من أهلك أنه عمل غير صالح) وكلما جاز أن يخرجه من أهله وإن كان خلافه إياه في دينه جاز أن يدخل في أهله من يوافقه في دينه وإن لم يكن من ذوي نسبه).
(فمثل ذلك أيضاً ما كان من رسول الله جواباً لأم سلمة أنت من أهلي) يقول من هذا القبيل. إذن أزواجه من أهله لا أنهم بمعنى أنهم داخلون في آية التطهير. وإنما من أهلي التابعين لي إما إيمانياً وإما بمعنى آخر وهو العرفي، الفقهي، اللغوي. وأما أهل البيت شيء وأهلي شيء آخر، التفتوا للعبارة (فمثل ذلك أيضاً ما كان من رسول الله جواباً لأم سلمة أنت من أهلي يحتمل أن يكون على هذا المعنى أيضاً وأن يكون قوله لها ذلك كقوله مثل لواثلة) لماذا تقول هذا؟ يقول: (لأنا قد أحطنا علماً أن رسول الله جمع هؤلاء، إذن استحال أن يدخل معهم فيما أريدت سواهم) لا يمكن هذا المعنى.
وفي (ص238) قال: (ومنه يتضح عن عائشة أن رسول الله في حديث الإفك قام على المنبر فاستعذر من عبد الله بن أبي فقال يا معشر المؤمنين من يعذرني من رجل قد بلغ آذاه في أهلي) هنا أيضاً الإمام الطحاوي يقول هذا أهلي هنا من قبيل أهلي في أم سلمة، لا أنهم من أهل البيت. يقول: (والله ما علمت على أهلي إلا خيراً، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت منه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي، فكان …) من أين أقول أنه فهم هذا المعنى؟ الشاهد على صحة هذا الفهم لأنه فهمت من هذه العبارات هذا. هذا المعنى أيضاً فهمه أبو المحاسن يوسف بن موسى الحنفي من هذا النص الذي قرأنها من مشكل الآثار.
(المعتصر من المختصر من مشكل الآثار) مشكل الآثار للإمام الطحاوي، ثم اختصره القاضي أبو الوليد الباجي المالكي، ثم اعتصره أبو المحاسن يوسف بن موسى الحنفي. يعني هذا المعتصر من المختصر. إذن أصل الكتاب للإمام الطحاوي، اختصره القاضي أبو الوليد المالكي واعتصر هذا المختصر أبو المحاسن يوسف بن موسى الحنفي. (المعتصر من المختصر من مشكل الآثار، ج2، ص266) لخصه القاضي أبو المحاسن يوسف بن موسى الحنفي من مختصر القاضي أبو الوليد الباجي المالكي، المختصر من كتاب مشكل الآثار للطحاوي، المتوفى 321هـ، عالم الكتب، بيروت، طبعة قديمة. قال هناك: (روي أن رسول الله قال لما نزلت هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) دعا علياً وفاطمة وحسنا وحسيناً فقال: اللهم أن هؤلاء أهلي، وروي أنه جمع فاطمة والحسن والحسين ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله تعالى ربي هؤلاء أهلي قالت أم سلمة: يا رسول الله فتدخلني معهم، قال: أنت من أهلي، يعني من أزواجه كما في حديث الإفك من يعذرني في رجل بلغني في أهلي) كما قرأنا الرواية ((في أهلي). لا أنها من أهل الآية المتلوة في هذا الباب).
إذن ثلاثة أعلام الآن، هم الإمام الطحاوي، والقاضي أبو الوليد المالكي، والقاضي أبو المحاسن الحنفي كاملاً فهموا أن (من أهلي) و(أهل البيت) في آية التطهير شيء آخر ولا علاقة لأحدهما بالآخر.
فتلخص إلى هنا إن ما ذكره هذا الإنسان، واقعاً الإنسان يقع في حيرة عندما يجد هذا الكلام، فتلخص أن ما ذكره من الإمام الطحاوي، (قال الإمام أبو جعفر الطحاوي العترة الذين هم على دينه وعلى التمسك بأمره) حتى لو سلمنا أن هذه العبارة ثابتة، أنا لست بصدد إثباتها ونفيها، كان ينبغي أن يشير إلى هذه الامور التي أشرنا إليها، هذا أولاً. واتضح أيضاً بطلان ما قاله وتخصيص الشيعة الآية بعلي وفاطمة من تحريفهم لآيات الله انتصاراً لأهوائهم. إذن يلزم أن يكون الإمام الطحاوي والمالكي وأبو المحاسن الحنفي هؤلاء أيضاً من الشيعة واتبعوا أهوائهم.
وأول الشيعة الذين واقعاً طبقوه هو رسول الله، واقعاً لا يأتي على لساني أن أقول هذه الكلمات البائسة.
المُقدَّم: حتى في آية المباهلة رسول الله أيضاً عمل بنفس هذا العمل جاء بعلي وفاطمة والحسن والحسين وطبق الأبناء والنساء.
سماحة السيد كمال الحيدري: سندخل إن شاء الله عندما نذكر الشواهد الأخرى لإثبات أن هذا هو ذاك، وهذا سيأتي.
المُقدَّم: الأخ أبو سارة من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو سارة: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو سارة: أما بالنسبة لكلام السيد كمال الحيدري، أنا رأيته مبهم في كلامه وغير واضح، مرات يذكر استدلالات أن الزوجة من أهل البيت ومرات يذكر أن الزوجة ليست من أهل البيت …
المُقدَّم: سماحة السيد قال لمفردة أهل البيت استعمال فقهي، وعرفي، ولغوي، وهناك استعمال شرعي اصطلاحي بينه رسول الله بسنته الواضحة القولية والفعلية.
الأخ أبو سارة: بالنسبة لكلمة أهل البيت المراد بها كذا، نحن على حق أم لا، حينما نقول أن أهل البيت يعني الزوجة، الله سبحانه وتعالى أعطى في كلامه لسارة زوجة إبراهيم أخبرها بأنها من أهل البيت، قال أتعجبين من أمر الله رحمة الله عليكم وبركاته أهل البيت.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا تكلمت فيه في الأسبوع الماضي، قلت أنه لا يمكن الذهاب إلى الآيات الأخرى وفعل النبي حجة علينا، وكأنه رسول الله لم يكن يعرف أن أهل البيت كذا. يا أخي إما أنكم لا تشاهدون البرامج، تابعوا البرامج بشكل واضح، أنا أوضحت أن هذا العنوان يطلق في الأزواج، نحن كلامنا ليس في الإطلاق القرآني أو في الإطلاق الفقهي أو في الإطلاق العرفي، وإنما نريد أن نعرف أن رسول الله على من طبق أهل البيت في هذه الآية المباركة، أمامكم قرأنا الآن أن الإمام الطحاوي قال حصراً ويمتنع ويستحيل ان يكون شاملاً، هذا أيضاً شيعي تابع لهواه. يا أخي أما تعبتم من هذا التكرار الممل الذي لا قيمة علمية له، أنا بودي أن تردوا على ما أقول على نفس الطريقة التي بحثتها، أنا قلت أن أعلام علماء المسلمين يرون انحصار الآية، هؤلاء لم يفهموا وتبعوا أهوائهم وأنهم قبضوا شيئاً من الشيعة حتى يقولوا هذا.
الآن نفس التكرار وإلا في الأسبوعين الماضيين نحن قلنا والآن قلنا أنه ليس من أهلك، كما ورد في آيات أخرى. الآن قرأناها، إذن القرآن الكريم عنده اصطلاحات واستعمالات متعددة، مرة يطلق على الزوجة أهل البيت، نعم أطلق ذلك. نحن حديثنا في هذه الآية رسول الله على من طبقها، نحن أدعائنا بل دليلنا يقول أن رسول الله طبقها على هؤلاء وليس إلا، لا تقول لي: عندما نتدبر القرآن، أنا لا أريد تدبرك ولا تدبر أي إنسان عندما رسول الله يبين لي الحقيقية، يقول: هذه هي الحقيقة. عندك دليل من كتبكم الصحيحة والمعتبرة الحجة، والصريحة والمتفق عليها تقول أنه كما أدخل هؤلاء أدخل أزواجه، عند ذلك استمع لك بشكل واضح.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو عمار من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو عمار: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عمار: نقول أن أهل الإسلام الأموي أمنوا معك بأن المقصود بأهل البيت هم هؤلاء الخمسة، من أين لك حصر باقي الولاية في أولاد الحسين دون أولاد الحسن.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنت سلّم معي هؤلاء الخمسة، فإذا سلمت هؤلاء الخمسة وقبلت معي أن أزواج النبي خارجة من هذه الآية، الآن أنا أقبل منك أن تقبل أن هؤلاء هم الذين … إذا قبلت أقول ماذا يجب عليك … لأن الآية تثبت لهم العصمة، فإذا ثبتت لهم العصمة تقول من أين تقول: أقول: انتظر قليلاً سأقرأ لك من كلمات علماء المسلمين أن الآية دالة على طهارة أهل البيت، (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم) ومن أوضح مصاديق الرجس الذنب، ومن أوضح مصاديق الرجس … صريحاً أقول ومن أوضح مصاديق الرجس الاجتهاد الشرعي إذا أخطأ، وهذا بتعبير كبار علماء المسلمين، إذن أنتم تصرحون وتقبلون أن عائشة في خروجها اجتهدت فأخطأت إذن لا يمكن أن تكون مشمولة لآية التطهير، لأنه سأقرأ لك، ومن أوضح مصاديق الرجس التي أشارت إليه الآية أن لا يخطأ في اجتهاده الشرعي وقد أخطأت بإقرار العلامة الألباني أنها في أصل خروجها وفي دوام خروجها … نعم، تابت ذاك بحث آخر، فلا يمكن أن تكون مشمولة لهذه الآية المباركة. أخي العزيز أنت خطوة خطوة أنت سلم معي فإذا سلمت معي سترى النتائج التي تترتب على ذلك.
المُقدَّم: الأخ محمد من الأردن، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: بارك الله في هذه العمامة الطهارة، وجزاكم الله خيراً، نحن ما سمعناه منكم يا شيخنا الكريم وما فهمناه من أئمتنا أئمة أهل السنة والجماعة منذ وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن هؤلاء العترة هم الخمسة، والمنكرين الذين يتداخلون في هذا الامر ويحاولون أن ينفوا هذا الأمر هم أعداء آل البيت يا سيدي، نحن نعلمهم ونعرفهم تماماً هذا النهج الوهابي وهذا النهج السلفي … .
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أوافق على هذا التعبير مع كل احترامي لعواطفك … أنا لا أوافق على تسمية أحد متصل في هذا البرنامج أنه من أعداء أهل البيت، الله يعلم أني أقول ذلك حقيقة، هؤلاء ليسوا من أعداء أهل البيت، بل هم يحبون أهل البيت ولكن التبس عليهم الأمر، وليس هم السبب في التباس هذه الحقيقة، وإنما هذا النهج الأموي يعني ابن تيمية هو الذي أوقع هؤلاء الناس الذين يطلبون الحقيقة في مثل هذه المتاهات وأوردهم تلك الطرق التي هي طريق الإسلام الأموي وإلا هؤلاء يبحثون. ومع الأسف الشديد أن بعضهم لا يريد أن يفهم الحقيقة.
في كتاب (الشريعة) للإمام المحدث الاجُري، المتوفى سنة 360هـ، الطبعة الثانية، حتى يعرف المشاهد من هو الأجري، في كتاب (سير أعلام النبلاء، ج16، ص133) قال: (الاجري الإمام المحدث القدوة شيخ الحرم الشريف أبو بكر الاجري صاحب التواليف وكان صدوقاً خيراً عابداً صاحب سنة واتباع) إذن هو من كبار علماء السنة والجماعة. انظروا هذا الإمام ماذا يعبر، ومع ذلك يخرج هؤلاء المتكلمين ويقولون لنفرض، لماذا تفرض هذه حقيقة. يقول في كتابه (الشريعة، ج5، ص2200) قال: (جامع فضائل أهل البيت، قد ذكرت من فضائل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب) هؤلاء هم أهل السنة والجماعة عند يقولون علي بن أبي طالب لا يقولون علي، جعفر، محمد، حسن، لأنهم يحفظون الأدب مع أهل البيت، يحفظون الأدب مع هؤلاء الذين هم حملة الدين، ولكن عندما يصلون إلى من يحبون من الاسماء قالت الصديقة قال الصديق. أما عندما يصلون إلى علي يقولون علي. (قد ذكرت من فضائل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وفاطمة) في بعض الكتب يقولون حسن وحسين، لا يقولون الحسن والحسين (ما حضرني ذكره بمكة وفضلهم كثير عظيم وأنا أذكر فضل أهل البيت حملة الدين ذكرهم الله عز وجل في كتابه في غير موضع) هؤلاء الذين يخرجون بعض العوام من الناس أين ذكر أهل البيت في القرآن؟! أعطونا آية واحد، هذا أحد أئمة أهل السنة والجماعة يقول: (ذكرهم الله عز وجل في كتابه في غير موضع وأمر نبيه أن يباهل بهم فقال جل ذكره … قال محمد بن الحسين) يعني الأجري (هم الاربعة) في ذيل قوله (إنما يريد الله ليذهب) (هم الأربعة الذين حووا جميع الشرف وهم علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين) لا يوجد عبارة وأزواجه. أخواني الأعزاء مالكم كيف تحكمون، أين تذهبون وهذه الحقائق أمامكم. أخواني الأعزاء في كل العالم الإسلامي وبمختلف اتجاهاتهم حتى أولئك الذين يسمون أنفسهم بالاتجاه والإسلام الأموي كما هو حال الأخ المتصل وأنا واقعاً لا أوافق أنه يوجد الآن في عموم المسلمين من هو اتجاهه أموي إلا نادراً، نعم في أهل العلم قد يوجد، ولكن في عموم الناس، حتى الوهابية هؤلاء طلاب للحقيقة. أبنائي بناتي واقعاً أبحثوا عن الحقيقة ستجدونها بشكل واضح وصريح. وإن شاء الله تتمة الحديث تأتي في الأسبوع القادم.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، نلتقيكم إن شاء الله تعالى في الاسبوع القادم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.