الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق (20)

12/11/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. أسعد الله أوقاتكم مشاهدينا الكرام، مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة اليوم (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم العشرون) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: سماحة السيد في البدء هل هناك تمهيد وخلاصة لما تقدم في الحلقة السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع قبل أن أدخل في هذا البحث بودي الإشارة إلى أصلين أساسيين، طبعاً ما يرتبط بهذه الأصلين وما يرتبط بهذه الأساسين وما يرتبط بهاتين القاعدتين نحن أشرنا إليهما في الأبحاث السابقة ولكنه لأهميتهما وبناء هذا البحث عليهما أنا مضطر للإشارة إليهما إجمالاً مرة أخرى.
الأصل الأول الذي لابد أن يلتفت إليه، طبعاً هذا الأصل لا يختص بهذه الآية محل الكلام وهي قوله تعالى (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) بل هي في عدد من الآيات القرآنية هذا الأصل لابد أن يلتفت إليه بشكل دقيق، وهو أنه يأتي هناك نص صحيح وصريح ومتفق عليه بين المسلمين في بيان مصداق آية من الآيات بعد لا يحق لنا أن نقول أن السياق يقول كذا وأن الاستعمال أو المعنى اللغوي يقول كذا، أو أن الاستعمالات العرفية أو الفقهية تقول كذا، لأن هذا من أوضح من مصاديق الاجتهاد في قبال النص الواضح سواء كان هذا النص نصاً قولياً أو نصاً فعلياً، سنة قولية أو سنة فعلية، لا فرق في ذلك.
إذن التفتوا إلى هذا الأصل الأول، طبعاً هذا الأصل نحتاج إليه في كثير (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) من هم الصادقون؟ فإذا وردت روايات خاصة صحيحة وصريحة ومتفق عليها تقول أن المراد من الصادقين هم هؤلاء، أو فيما يتعلق بقوله تعالى (اليوم اكملت لكم دينكم) بماذا كمل الدين؟ إذا قال رسول الله كمل الدين بكذا فلا يحق لنا أن نذهب يميناً ويساراً ونتكلم. أو إذا قال تعالى (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) من هم أولوا الأمر؟ لا يحق لنا أن نذهب يميناً إذا قال رسول الله المراد من أولي الأمر هؤلاء.
إذن هذه قاعدة خصوصاً لأهل العلم وللذين يتحاورون هنا وهناك فليلتفتوا إلى هذا الأصل، أنه في مثل هذه الموارد كما في موردنا وهو قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) من هم أهل البيت؟ أولاً لابد أن نسأل نسأل رسول الله صلى الله عليه وآله لأن الرسول هو المبين للقرآن (لتبين للناس ما نزل إليهم) وحيث أن القرآن قال (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) عند ذلك يجب الأخذ بكل ما أتنا به رسول الله، (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وعشرات الآيات التي تكلمت في هذا الإطار.
إذا كان الأمر كذلك يأتي هذا السؤال، وهو أنه إذا فرضنا أن النص النبوي جاء بنحو ونحن فهمنا من ظاهر الآية ومن سياق الآية ومن القرائن المحيطة بالآية أو من آيات أخرى شيئاً آخر، أيهما يقدم؟ الجواب: الذي يقدم هو سنة رسول الله صلى الله عليه وآله، يعني بعبارة أخرى يحصل هناك تعارض بين فهمنا للآية وبين بيان رسول الله، أيهما يقدم؟ أنا لا أتصور أنه يوجد هناك مسلم عاقل ملتفت يقول يقدم فهمي على ما جاء من رسول الله. وهؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات أو الذين يتداخلون في هذا البرنامج أو في المواقع أو أصحاب الأقلام الغريب منهم أنهم تقول لهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال أن هذه الآية تشمل هؤلاء خاصة، خاصتي، فقط هؤلاء، يقول: ماذا تقولون في سياق الآية، ماذا تقولون في إبراهيم عندما عبر عنه القرآن … شيء غريب واقعاً رسول الله يحيطهم بكساء وبثوب يقول اللهم هؤلاء أهل بيتي، إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، ولكن يقول، ماذا تقول في السياق. ولذا هذه القضية التفت إليها أهل العلم، كل من بحث هذه المسألة ويتذكر المشاهد الكريم في الحلقة السابقة قلنا أن العلامة الألباني في رسالته (دور السنة) قلنا أنه بيّن السنة هي المقدمة. هذا المعنى بشكل واضح وصريح أيضاً ذكره الشيخ ابن تيمية ولكن مع الأسف الشديد لم يلتزم به ولكن ذكر أصل القاعدة في كتابه (عرش الرحمن وما ورد فيه من الآيات والأحاديث، ج2، ص31) تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، المملكة العربية السعودية، الأمانة العامة للاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة، 1419هـ قال: (وأما السنة المتواترة التي لا تفسر ظاهر القرآن) يقول تارة أن السنة مفسرة لظاهر القرآن كما في أعداد الصلاة وأعداد ركعاتها ونصب الزكاة وصفة الحج والعمرة وغير ذلك من الأحكام التي لم تعلم إلا بتفسير السنة. من الواضح أنه لا يوجد تعارض هنا بين السنة وبين ظاهر الكتاب، لأن السنة مفسرة للكتاب. (وأما السنة المتواترة التي لا تفسر ظاهر القرآن أو يقال تخالف ظاهره) يعني بحسب فهمنا نتصور أن هذا الذي يقوله رسول الله خلاف السياق (كالسنة في تقدير نصاب السرقة ورجم الزاني وغير ذلك فمذهب جميع السلف العمل بها أيضاً) يعني الآن لو كانت النصوص الصحيحة تقول المراد مصداق أهل البيت هو رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وافترضوا أن سياق الآية يخالف هذا، ماذا نعمل؟ الجواب صريحاً يقول علماء السلف يجب العمل بالسنة ولا نعتمد على ما فهمناه من ظاهر القرآن. يقول: (إلا الخوارج) إذن أولئك الذين يقدمون فهمهم للقرآن على السنة النبوية قولاً وفعلاً فهم خوارج (فإن من قولهم أو قول بعضهم مخالفة السنة حيث قال أولهم للنبي في وجهه إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله ويحكى عنهم أنه لا يتبعونه صلى الله عليه وآله إلا فيما بلغه عن الله من القرآن والسنة المفسرة للقرآن ) يعني القسم الأول لا القسم الثاني (إما ظاهر القرآن إذا خالفه الرسول فلا يعملون إلا بظاهر القرآن ويتركون ما جاء في السنة، ولهذا كانوا مارقة مرقوا من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية). اتضحت القاعدة.
إذن هذه الدعوى لم أتأكد منها، الشيخ معروف باتهامه يميناً ويسراً، إن الخوارج هكذا أو لا كلامي ليس في هذا، وإنما كلامي في الأصل الذي أسسه وهو أنه إذا فهمنا من ظاهر القرآن شيء وقالت السنة الصحيحة الصريحة المتفق عليها شيئاً آخر فالتقديم لسنة رسول الله حتى لو وقع التعارض في ذلك. وهذا هو ما في حديثنا، يعني حتى لو فرضنا أن ظاهر القرآن وسياق القرآن يقول بشمول هذه الآية لنساء النبي صلى الله عليه وآله عندما يأتي النص بالتخصيص وبالحصر إذن لا يعمل بهذا الظاهر، هذا مضافاً إلى أنه سيتضح لاحقاً أن السياق لا يدل على ذلك. هذا هو الأصل الاول الذي كان بودي أن اشير إليه في المقدمة.
الأصل الثاني: أيها المسلمون في كل العالم، أعزائي هذه القضية التي نحن بصدد بحثها تقوم على هذا الأصل، وهو أنه نحن لا نتكلم في المراد من أهل البيت لغة ولا المراد منه استعمالاً بحسب العرف أو الفقه أو الدين أو الإيمان، وإنما حديثنا في خصوص هذه الآية، وهي قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) هل أن رسول الله طبقها على أناس معينين وحصرها بهم أم لا؟ نحن قلنا أن ما نفهمه من النصوص ومن كلمات أعلام المسلمين أنهم ميزوا بين عنوان أهل البيت لغة اصطلاحاً وعرفاً وفقهاً وبين أهل البيت في هذه الآية. نحن لا نقول أنه في العرف أو في اللغة أو في الاستعمال الفقهي لا يطلق عنوان أهلي أو أهل البيت على نساء الإنسان. لا إشكال، بل شمل بعض الصحابة كما في واثلة. بل نتكلم أن هذه الآية هل المراد منها المعنى اللغوي أو الفقهي أو العرفي أو أن رسول الله حصرها بأشخاص معينين؟ دعوانا أنه حصرها بأشخاص معينين والنصوص التي قرأناها خير شاهد على ذلك.
المُقدَّم: هل هناك من صرح من أعلام اهل السنة والجماعة بالتفريق بين أهل البيت بشكل عام وبين أهل البيت في هذه الآية.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الحلقة السابقة واقعاً قلنا بأن العلامة الألباني في كتابه (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، ص354) اتهم الشيعة باتهام واقعاً خطير إذا كان الإنسان له دقة ودين وتقوى لا يمكن أن تصدر منه هذه الكلمات ولكن صدرت، قال: (وتخصيص الشيعة أهل البيت بالآية بعلي وفاطمة والحسن والحسين دون نسائه صلى الله عليه وآله من تحريفهم لآيات الله تعالى انتصاراً لأهوائهم كما هو مشروح في موضوعه).
إذن قال إن دعوى الاختصاص وأن المراد من أهل البيت فقط هؤلاء الأربعة هذه من مبتدعات الشيعة انتصاراً لأهوائهم ومن تحريفهم لآيات القرآن الكريم، وحاول أن يقول أن الإمام الطحاوي أيضاً قال ذلك. هذا يتذكره المشاهد الكريم.
نحن في هذه الليلة كما قلنا في الحلقة السابقة قلنا أن الإمام الطحاوي في (شرح مشكل الآثار) بشكل واضح وصريح ماذا قال؟ فيما يرتبط بالجواب عن السؤل، قال في (شرح مشكل الآثار، ج2، ص247) للإمام المحدث الفقيه الطحاوي، قال: (لأنا قد أحطنا علماً أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما دعا من دعا من أهله عند نزولها لم يبقى من أهله المرادين فيها) في الآية (أحداً سواهم) يعني هؤلاء الأربعة (وإذا كان ذلك كذلك استحال أن يدخل معهم فيما أريد به سواهم) أصلاً من المحال واقعياً أن ندخل غير هؤلاء الأربعة فيهم (وفي ما ذكرنا من ذلك بيان ما وصفناه) والعجيب أن البعض يقول ماذا تفعلون بالسياق، علماء الإسلام التفتوا (فإن قال قائل فإن كتاب يدل على أن أزواج النبي هم المقصودون بتلك الآية لأنه قال قبلها في السورة (يا أيها النبي قل لأزواجك … يا نساء النبي لستن …) فكان ذلك كله يردن به لأنه على خطاب النساء لا على خطاب الرجال ثم قال (إنما …) فكان جوابنا أن الذي تلاه إلى آخره ما قبل قوله خطاب لأزواجه وبعد ذلك خطاب لأهل البيت). شيء غريب، كأنه يقولون كأن علماء المسلمين لم يلتفتوا، لا يا أخي التفتوا.
ولذا نجد أنه في (المعتصر من المختصر من مشكل الآثار، ج2، ص267) مشكل الآثار للطحاوي، والمعتصر للقاضي الحنفي، والمختصر للقاضي المالكي، بعد أن ذكر قال: (والكلام لخطاب أزواج النبي تم عند قوله (وأقمن الصلاة …) وقوله (إنما يريد الله …) استئناف) كلام جديد مع انه نصف آية، ولكن هؤلاء كبار علماء المسلمين. وسيأتي بعد ذلك من ابن سعيد الطوفي الحنبلي يقول: كم له نظير في القرآن الكريم. يقول: (استئناف تشريفاً لأهل البيت وترفيعاً لمقدارهم) أراد أن يميز هؤلاء عن أولئك، بعبارة أخرى هذه الآية المباركة أرادت أن تقول أن هذا البيت له خصوصية غير تلك البيوت.
ولذا قلنا في حلقات سابقة أنه عندما يتكلم عن نساء النبي يقول بيوتكن ولكن عندما يتكلم عن هذا البيت يقول (أهل البيت) لماذا؟ إذا كان كما يقول البعض إنه إنما ذكّر الضمير لإدخال الرجال، لا لإخراج نساء النبي، الجواب كان عليه أن يجمع البيوت لا أن يفرد البيت، ليجمع إلى بيوت نساء النبي بيت علي وفاطمة، وبيوت نساء النبي وبيت علي وفاطمة فرد أم جمع، كان المفروض أن يجمع (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس يا أهل بيوت النبي جميعاً). إذن بيوت يشمل حتى بيت علي وفاطمة. ولكن نجد أن الآية خصت هؤلاء ببيت واحد.
إذن علماء المسلمين التفتوا بشكل واضح وصريح بأنه اساساً هذا انتهى فيما يتعلق بنساء النبي إلى ذلك.
نفس هذا الإمام الطحاوي الذي قال أن هذه الآية مرتبطة بنساء النبي، يقول: أنها مختصة بهؤلاء الخمسة ولا تشمل نساء النبي. نجده في (ص245) من الكتاب يقول: (فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول الله إلى أم سلمة فيها لم يرد به أنها كانت ممن أريد به مما في الآية المتلوة في هذا الباب، وأن المرادين بما فيها هم رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهم السلام دون سواهم). ثم نفسه قال بأنه قال لواثلة: أنت من أهلي، لذا يقول (وواثلة أبعد منه عليه السلام من أم سلمة لأنه إنما هو رجل … فكان قوله لواثلة أنت من أهلي على معنى الإيمان فمثل ذلك أيضاً ما كان من رسول الله جواباً لأم سلمة أنت من أهلي).
إذن هو ملتفت أنه يطلق على أم سلمة أنها من أهلي ولكن على المعنى الذي أطلق على واثلة لا على المعنى المراد من اهل البيت في الآية المباركة. ولذا نجده في (ص238) من الكتاب يقول: (عن عائشة أن رسول الله في حديث الإفك قام على المنبر ثم قال: قد بلغ آذاه من يعذرني من رجل قد بلغ اذاه في أهل، فيقول فكان قوله من يعذرني يعني في زوجته فكان في ذلك ما قد دل على أن الزوجة تسمى بهذا الاسم فيحتمل أن يكون قوله لأم سلمة أنت من أهلي من هذا المعنى).
إذن أعزائي الكرام هذا الإمام الطحاوي مع أنه يخصص أهل البيت بهؤلاء الخمسة ولكن يقول يصدق على نساءه أنه من أهله ولكن هذا شيء وذاك شيء آخر.
المورد الثاني وهو ما جاء في كتاب (الشريعة، ج5، ص2205) للاجُري المتوفى 360هـ، الطبعة الثانية، قال: (ذكر الله عز وجل (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت …) قال محمد بن الحسين) يعني الاجري (هم الأربعة حووا جميع الشرف) واقعاً هذه الآية لا نظير لها لأحد من أهالي الأنبياء في القرآن، فقط الله تكلم عن آل البيت وأهل البيت بلغة (إنما يريد الله) وإلا فلا يوجد عندنا في القرآن مورد تكلم عن آل عمران أو عن آل موسى بهذه اللغة، ولذا قال (حووا جميع الشرف وهم علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم) يتكلم في قوله إنما يريد الله. ولكن نفس الإمام الاجري في (ص2276، الباب 220) يقول: (ذكر إيجاب حب بني هاشم أهل بيت النبي على جميع المؤمنين) أيها الإمام الاجري من هم الذي تجب محبتهم؟ قال: (واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله بنو هاشم علي بن أبي طالب وولده وذريته وفاطمة وولدها وذريتها والحسن والحسين وأولادها وذريتهما وجعفر الطيار وولده وذريته وحمزة وولده وذريته والعباس وولده وذريته هؤلاء أهل بيت رسول الله) ولكن غير آية التطهير. ولذا لم يعنون الباب بإنما يريد الله، وإما هنا فعنون الباب بأنه خاص بهؤلاء.
أولئك الذين يبحثون عن الحقيقة وأنا أتصور أن 99% من المسلمين يبحثون عن الحقيقة بمختلف اتجاهاتهم والله يعلم بيني وبين الله أقولها صادقة صريحة حتى أتباع ابن تيمية لا يعلمون هذه الحقائق في هذه الكتاب، ولذا أوجه كلامي لهم، اذهبوا إلى هذه الكتب وأقرأوها بشكل واضح وصريح سيتضح لكم أن هؤلاء …
المُقدَّم: آباء رسول الله من أهل بيته حقاً وهم يقولوه هم كفار من أهل النار فكيف هذا.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا له بحثه الخاص. ولكن المهم أن الإمام الاجري يميز بين أهل البيت في آية التطهير وبين محبة بني هاشم أهل بيت النبي، هذا هو المورد الثاني.
إذن المورد الأول ما ذكره الطحاوي في (مشكل الآثار) وتابعه على ذلك القاضي أبو المحاسن الحنبلي والقاضي المالكي. بعض الأخوة قالوا لي من أين تقول أنهما وافقاه على ذلك، هذا كلام الطحاوي فقط من أين تقول أنهما وافقاه. الجواب: ما ورد في (ج1، ص4) من كتاب المعتصر في المختصر، يقول: (وفي أثناء الكلام أشير إلى اعتراضات القاضي واستدراكاته وإلى أجوبة بعضها مع إيراد جميع ما زاد) يعني لو كان القاضي مخالفاً لقال، وحيث لم يقل هنا إذن هو موافق ونحن أيضاً نوافقه فيما قال.
إذن القضية واضحة.
وممن صرح بهذا الاختصاص وبهذا التمييز، من كبار علماء المسلمين هو ما جاء في كتاب (الأربعين من مناقب أمهات المؤمنين)تأليف أبي منصور عبد الرحمن بن عساكر الشافعي، المتوفى سنة 620هـ، تحقيق سعد عبد الغفار علي، دار أضواء السلف، من نفائس المخطوطات، الطبعة الأولى سنة 1429هـ، مصر، القاهرة، قبل أن أقرأ لما ورد عن ابن عساكر الشافعي بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى ترجمة هذا الرجل. ترجمته وردت في كتاب (سير أعلام النبلاء، ج22، ص187، ترجمة رقم 127) يقول: (الشيخ الإمام العالم القدوة المفتي شيخ الشافعية فخر الدين، أبو منصور عبد الرحمن الدمشقي الشافعي) ثم يقول في (ص188): (وكان فخر الدين لا يمل الشخص من النظر إليه لحسن سمته ونور وجهه ولطفه وكان لا يفتر من الذكر وكان …).
ترجمته وردت في موارد متعددة وأكتفي بهذا.
ماذا يقول هذا العلم الكبير، طبعاً هو ابن أخ صاحب التاريخ ابن عساكر كما أشار إليه في (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، ج3، ص135) لابن خلكان المتوفى سنة 681هـ حقق الدكتور إحسان عباس، يقول: (وهو ابن أخ الحافظ أبي القاسم علي بن عساكر صاحب تأريخ دمشق) إذن صاحب تأريخ دمشق يكون عمه.
يشير إلى أنه كان إمام وقته في علمه ودينه … انظروا ماذا يقول هذا العلم من أعلام المسلمين، وهو أيضاً ملتفت إلى التمييز بين أهل البيت في الآية وبين أهل البيت بشكل عام في الاستعمالات الفقهية أو اللغوية أو العرفية، في كتاب (الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين، ص101-102) بعد أن ينقل الآية المباركة، يقول: (نزلت هذه الآية في بيتي) عن أم سلمة (قلت يا رسول الله ألست من أهل البيت، قال: أنك إلى خير، أنك من أزواج رسول الله، قالت: وأهل البيت رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين، هذا حديث صحيح وقد روي من وجه آخر دون ذكر أم سلمة، قلت: يا رسول الله … وقد رواه أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري صحب النبي وروى عنه الكثير … روى عنه وقولها) قول أم سلمة (وقولها وأهل البيت هؤلاء الذين ذكرتهم إشارة إلى الذين وجدوا في البيت في تلك الحالة) هؤلاء هم أهل البيت (وإلا فآل رسول الله صلى الله عليه وآله كلهم أهل البيت والآية نزلت خاصة في حق هؤلاء المذكورين)، يعني من الناحية اللغوية، العرفية، الفقهية، المحبة والمودة كما قرأنا من الاجُري في الشريعة. في المحبة نعم يتوسع ليشمل كل هؤلاء، ولكن هذا بحث وأنه من المراد بهذه الآية بحث آخر، ولذا يقول: (والآية نزلت خاصة في حق هؤلاء المذكورين والله أعلم).
إذن مختصة بهؤلاء الأربعة أو الخمسة، وهذا المعنى الذي أشرنا إليه لا يتبادر إلى ذهن المشاهد الكريم أننا نريد فقط أن نستند إلى كلمات القوم، لأنه قد يقال وهذا إشكال يشار إليه دائماً أنتم لا تقبلون كلمات الصحابة، أنتم لا تقبلون عدالة الصحابة لماذا تستدلون بروايات الصحابة؟ الجواب: واقعاً أن هذه الحقيقة ثابتة عندنا من طرقنا، ثابتة من طرقنا، إنما نستدل من رواياتكم لإلزامكم، هذا أولاً. وثانياً لما ذكرناه مراراً وتكراراً أنه إذا كانت روايات صحيحة وصريحة ومتفق عليها ومن باب أن أمتي لا تجتمع على ضلالة، هذا المعنى بشكل واضح وصريح أيضاً جاء في كلمات علمائنا الأكابر يعني في كتاب (جواهر الكلام، ج28، ص386- 387) دار الكتب الإسلامية، يقول: (لو أوصى لقومه) لو أن شخصاً قال أوصي لقومي كذا (قال يدخل فيه أهل لغته) ثم قال (ولو قال لأهل بيتي) أوصى لأهل بيته من يدخل في عنوان أهل البيت؟ قال: (يدخل فيهم الآباء والأولاد وإن نزلوا والأجداد وإن علوا قطعاً بل الظاهر دخول الأعمام وأولادهم بل عن تذكرة الفاضل …) سؤال: يا شيخنا مقصودك أهل البيت، يقول: لا، هذا لا علاقة له (وعلى كل حال فالأقوى الرجوع إلى عرف بلد الموصي ومع انتفائه يدخل، وأما أهل بيت النبي فإنهم أخص من ذلك بالرواية الواردة عن صلى الله عليه وآله) بالنص الصحيح الصريح، إذن لا يذهب ذاهب يميناً ويساراً أنه أنتم لماذا تستدلون بكلماتنا.
هذه القضية أنا مرة أخرى أقول أننا عندما نستدل بكلمات الصحابة وبكلماتهم لا نريد أولاً للأمانة أقول لا أريد أن أقول أن كل ما ذكروه ليس بصحيح ولا نقبله، ولكن لا يستطيع أحد أن يوجبنا بالموجبة الكلية يقول أن كل ما ذكره الصحابة يجب قبوله، إذا لم نقبل كل ما يقول، لماذا نستدل؟ هذا ما ورد في كتاب (شرح مختصر الروضة، ج3، ص113) لابن سعيد الطوفي الحنبلي، يقول: (فإن قيل أنتم لا تقبلون) يعني الشيعة (لا تقبلون رواية الصحابة فكيف قبلتموها في تخصيص أهل البيت بمن ذكرتم). (قلنا) الشيعة يجيبون هكذا، الطوفي الحنبلي يجيب جواب الشيعة يقول: (نحن إنما أوردنا ذلك من طريق الصحابة إلزاماً لكم برواية من لا تقدرون على اطراح روايته) لا تستطيعون إسقاط روايته لأنكم تعتقدون بعدالة الصحابة جميعاً (لا اعتماداً منا عليها وإنما اعتمدنا على تواتر ذلك عندنا من طريق أهل البيت) نحن هذه الحقيقة ثابتة من طريق أهل البيت. إذن لماذا نستدل بهذا؟ لتحصيل الإجماع، لتحصيل الإلزام، قال: (ومن تقبل روايته لكنا لو استدللنا) نحن الشيعة (عليكم بذلك ربما منعتمونا فاحتججنا عليكم بما تقبلون وجعلنا ذلك مؤكداً لما عندنا لا مستقلاً بالاعتماد عليه).
إذن أعزائي الكرام نحن وجدنا ان علماء المسلمين شيعة وسنة، أتباع مدرسة أهل البيت وأهل السنة والجماعة عموماً اتفقوا على هذه الحقيقة أنهم ميزوا جيداً بين أهل البيت في آية التطهير وهذه لا تشمل غير هؤلاء الخمسة وهو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين وبين أهل البيت أو أهلي بمعناه اللغوي أو الاستعمالات العرفية والفقهية والإيمانية فأنها أعم من ذلك.
المُقدَّم: هل يوجد أعلام آخرون صرحوا بحصر هذه الآية بهؤلاء الخمسة.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه القضية من القضايا التي تستحق أن نقف عندها قليلاً هذه الليلة، نحن ذكرنا مجموعة من الأعلام خلافاً لما قاله العلامة الألباني أن الشيعة خصصوها بهؤلاء تبعاً لأهوائهم ولتحريفهم آيات القرآن الكريم، تبين أن الشيعة ليسوا هم من خصصوها، يعني نصحح معلومة الألباني وإن كان في عالم البرزخ سوف يؤاخذ على كلامه هذا، إن لم يكن متتبعاً لأنا نجده في مواضع أخرى نجده يتتبع بشكل دقيق، ولكنه عندما تصل إلى هذه القضية الألباني لا يتتبع ويتهم وينقل بشكل دقيق عن الإمام الطحاوي هذا الكلام يقيناً ستكتب شهادتهم ويسألون في يوم القيامة أو في عالم البرزخ سوف يسأل عن هذه القضايا، لأن عبارته كانت مؤلمة جداً وهو أن الشيعة خصصوها وأن هذا من تحريفهم لآيات القرآن تبعاً لأهوائهم والآن اتضح أن الاجري وابن عساكر والطحاوي وغيرهم كلهم صرحوا بأنه ينبغي أن نميز بين أهل البيت في الآية وبين أهل البيت بشكل عام.
ومن أولئك الذين صرحوا ووقفوا عند هذه الآية بشكل مفصل وواقعاً هنا أدعوا أهل التحقيق وأهل العلم مراجعة هذا البحث في كتاب (شرح مختصر الروضة، ج1) تأليف نجم الدين أبي الربيع ابن سعيد الطوفي الحنبلي، المتوفى سنة 716هـ، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الرابعة سنة 1424هـ، أولاً بودي أن أشير إلى ترجمة ابن سعيد الطوفي الحنبلي. المترجم هو عبد العال عطوة أستاذ ورئيس قسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إذن المترجم من أتباع السلفية ومن أتباع ابن تيمية والوهابية، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، انظروا ماذا يقول عن هذا الرجل في (ص10) أنا قلت من أتباعه واقعاً لم أتحقق في هذا المهم أنه أحد الأساتذة في تلك الديار. يقول: (والطوفي فقيه حنبلي جاءت كل مؤلفاته في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ويعده المرداوي من كبار فقهاء الحنابلة ضمن أصحاب الإمام ذوي الرأي والاجتهاد في المذهب) إذن أحد كبار أئمة الحنابلة. ثم يقول في (ص16) من المقدمة: (وأخيراً) بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الكلمة (وأخيراً أحب أن أنبه إلى أمرين أن نجم الدين الطوفي قد اتهمه العلامة ابن رجب بالتشيع) أنا أقول هذا الكلام لأنه غداً سيخرجون إلى الفضائيات ويأخذون هذا الكتاب ويقولون أن السيد الحيدري يدلس على الناس، يقرأ كتاب الشيعة ويقول أنه من كتب أهل السنة، وأنا قرأت أنه كان من علماء الحنابلة، ولكن ابن رجب اتهمه بالتشيع (ودافع عن هذه التهمة بعض الباحثين المعاصرين في رسالة علمية أجيزت بدرجة الامتياز من جامعة القاهرة) قال أن هذه التهمة صحيحة، ثم يقول المقدم عبد العال عطوة: (وسواء صح هذا أم لم يصح) يعني التهمة صحيحة أو غير صحيحة (فإن شرحه لمختصر الروضة قد جاء كله جملة وتفصيلاً على أصول مذهب الحنابلة) إذن هذا الكتاب الذي ننقل عنه ننقله على أصول الحنابلة. سواء كان الرجل شيعياً أم لم يكن، هذه شهادة من هذا الرجل على أن كل ما في هذا الكتاب قائم على اساس نظرية أهل السنة والجماعة. (فإن شرحه قد جاء كله جملة وتفصيلاً على أصول مذهب الحنابلة ولا أثر للتشيع فيه في أي جزئية منه) يعني لا توجد أي مفردة فيها تأييد للشيعة،كل ما هو موجود هو من مباني أهل السنة، وأنتم تعلمون أنهم يعتقدون أن الحنابلة هم صلب وقوام أهل السنة (وكفى بهذا تقويماً للكتاب). ونحن لا علاقة لنا بأن هذا الشخص تشيع أو لم يتشيع، هذا تصريح من عبد العال عطوة على أن كل ما في الكتاب على أساس مذهب الحنابلة.
المُقدَّم: معنى الأخ ناصر الشريف من السعودية، تفضلوا.
الأخ ناصر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ ناصر: جزاك الله خيراً عن المسلمين أجمعين، سدد الله خطاكم، وزادكم فيما أنتم فيه، ونحن ندعو لكم بالتوفيق والنصرة بإذن الله لآل محمد. أنا من مدينة مكة المكرمة.
المُقدَّم: معنا الأخ عماد من إيران، تفضلوا.
الأخ عماد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عماد: أريد أن أوضح لو كان الكاذب المدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أدخل الأربعة داخل الكساء وأشار عليهم وأخصهم لأن البقية لم يدخلوا في تلك الساعة، وفقط كان الحضور في تلك اللحظة فقد هؤلاء الأربعة، إذن كان الرسول صلى الله عليه وآله جمع أهل البيت وحصرهم بهؤلاء الأربعة، هل أن الرسول لا يستطيع أن يخبر جميع أهل بيته بالحضور في تلك اللحظة أو في غير هذا الوقت ويخصهم كلهم بأهل البيت.
المُقدَّم: وإلا لكان مقصراً في تبليغ رسالته.
سماحة السيد كمال الحيدري: وتأييداً لكلام الأخ العزيز هو أنه أساساً أن هذا العمل لم يصدر من الرسول صلى الله عليه وآله في مرة واحدة وفي زمان واحد وإنما لعدة مرات صدر منه هذا الأمر، كان يقف على باب عائشة مرة واحدة أو كان يقف على أبواب أزواجه الأخرى ويقول إنما يريد الله، لماذا لم يفعل ذلك ولو لمرة واحدة، ثم كان بإمكانه أن يجمع نسائه في موضع آخر ويقول أن هؤلاء أيضاً يدخلن، لا أنه بإصرار يمنع أم سلمة عن ذلك، حتى أن أم سلمة لو قال لي نعم …
المُقدَّم: معنا الأخ عمار من السعودية، تفضلوا.
الأخ عمار: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عمار: البعض يقول أن الشيخ كمال الحيدري يتهرب من الجواب وأنا أربأ بك من ذلك، سألنا في الأسبوع الماضي قلنا لك بأنا سلمنا بأن أهل البيت هم من كانوا في الكساء ولكن من أين لكم أن أهل البيت كذلك في تسعة من أولاد الحسين من زوجته الفارسية ولم تجيب، لماذا لا تجيب مباشرة؟ هذا هو السؤال.
سماحة السيد كمال الحيدري: نحن حدثنا، أنت تعرف منهجي في البحث، أنا حديثي الآن أن الأئمة التسعة هم من أهل البيت أو أن نساء النبي يدخلون في أهل البيت أم يخرجون من أهل البيت، أي منهما، أنا لا أتصور أني تكلمت فيما يرتبط بالإمام السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والثاني عشر منهم، أنا لم أتكلم في هؤلاء، كلامي كان منحصراً في هذه الجهة، يا أبنائي ويا مشاهديَّ في كل العالم الإسلامي، حديثنا أن أهل البيت في آية التطهير هل تشمل أزواج النبي أو لا تشمل أزواج النبي، أنت تقول سلمنا. إذن في المرحلة الأولى أنت تسلم أن أزواج النبي لا تدخل في آية التطهير، إذا سلمت معي فالآن تعال معي إلى الخطوة الثانية وهي انه هؤلاء الخمسة هل صرحوا بمن بعدهم، من هم أهل البيت الذين بعدهم أم لم يصرحوا، هل أن رسول الله بيّن أنه من هم أهل البيت وما هي مواصفاتهم أم لم يبين؟ أقول لك بشكل واضح وصريح، طبعاً بنحو الفتاوى كما يقال، أولاً رسول الله قال هؤلاء أهل بيتي هم الذين لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن. يعني هم عدل الكتاب، وهذا هو حديث الثقلين المتواتر، (تركتم فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي) من هم أهل بيتي؟ هؤلاء الخمسة الاربعة اتضحوا، الباقي من هم؟ الجواب: أن الروايات الصحيحة عندنا والصحيحة بين علماء المسلمين جميعاً قالوا: خلفائي من بعدي اثنا عشر، ونحن بحسب نصوصنا وجدنا أن هذا ينطبق على ماذا. ولكن مع الأسف أنا أربأ بك أن تقول عربي وفارسي … أليس القرآن يقول (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) أهذا هو منطقكم، منطق هذا فارسي وهذا عربي، افترض أنهم فرس ثم ماذا، أنت واقعاً تجعل العربية هي المقياس، هذا مقياس قومي لعلك تخرج به من الدين، لذا أنا أربأ بكم أن تدخلوا في مثل هذه القضايا، تعالوا فليكن منطقكم منطق إسلامي قرآني قائم على أساس (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) عربياً كان أو ليس بعربي. هذا المنطق غريب جداً.
إذن نحن نقول هم اثنا عشر ونقول أنهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن وأنهم المهديون وأنهم الراشدون، أنتم فسرتموها في فلان وفلان وفلان وفي أبي بكر وعمر ومعاوية وعبد الملك بن مروان وأولاده، نحن لا نوافق على ذلك، قلنا أن هناك أحاديث ذكرت أن هؤلاء يراد بهم علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين … إذن أعزائي أولاً هذا خروج عن البحث، عندما تقول لي لماذا لا تجيب، لا يا أخي، أجبتك لكن منهجي أن لا نخرج عن موضوع البحث، وهو المنهج الذي اتبعناه، وهو أن حديثنا الآن ليس في من هم التسعة بعد هؤلاء الخمسة، وإنما من هم هؤلاء الذين طهرهم الله تطهيراً، إذا أنت قبلت هؤلاء الخمسة (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) إذن لابد أن تلتزم بعصمتهم وإذا التزمت بعصمتهم فلابد أن تتبعهم ولا يجوز أن تتبع غير المعصوم مع وجود المعصوم كخليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله.
المُقدَّم: ومن طهارتهم أنهم نصوا على هذا وعلى هذا.
معنا الاخ أبو حسين من الكويت، تفضلوا.
الأخ أبو حسين: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو حسين: تحية حارة من القلب للشريف السيد الحيدري، والله يفتح على يديه ويسدد خطاه، أنا عندي استفسارات ولكن يمكن أن تكون خارج أطار البحث، وهي أول شيء أريد الأدلة من القرآن والحديث على ولاية الإمام علي عليه السلام وعلى تنصيبه الخليفة من بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله، وأريد أن أسأل السيدة زينب كانت موجودة لما نزل حديث الكساء، هل هي مع الخمسة أم لا. وأريد أن أسأل سؤال عن الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام هل يوحى لهم؟
المُقدَّم: معنا الأخ محمد من الجزائر، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: نورتم قلوبنا الله ينور عليكم، نطلب منكم الدعاء لنا، وتحيتي للسيد كمال الحيدري وجزاكم الله خيراً.
سماحة السيد كمال الحيدري: ونحن نسألكم الدعاء أيضاً، الله يوفقكم ويحفظكم وثبتكم على الصراط المستقيم.
سماحة السيد كمال الحيدري: إن شاء الله تعالى في أول فرصة سنتحدث عن الأدلة التي يمكن الاستفادة منها من القرآن ومن النصوص المعتبرة والمقبولة والصحيحة والصريحة التي بينت أن الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام هو خليفة رسول الله، بعبارة أخرى أنا لا احتاج إلى هذه الكلمة، أنا أحتاج إلى أن الإمام أمير المؤمنين كل الذين ثبت لرسول الله فهو ثابت لعلي عليه أفضل الصلاة والسلام، فإذا ثبت لرسول الله أنه أولى من المؤمنين بأنفسهم فعلي أيضاً أولى من المؤمنين بأنفسهم، فإذا ثبت أن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم أنا لا أتصور يتقدم عليه أحد في مسألة الخلافة والإمامة بعد رسول الله، أيمكن أن يتقدم أحد على رسول الله في زمانه بالإمامة والخلافة أو لا يمكن؟ لا يمكن، كذلك من هو نفس رسول الله أو من هو كرسول الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم، إذن لا يمكن أن تقدم عليه أحد في الخلافة والإمامة بعد رسول الله. ارجوا أن يوفقني الله لبحث هذه القضية يوم الغدير إن شاء الله تعالى. لعلنا نقف عند هذه القضية.
المُقدَّم: باستثناء النبوة.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا واضح إلا أنه لا نبي بعدي، أنا أتصور أن هذه القرائن العقلية ثابتة ومتصلة ولبية.
أما بالنسبة للسؤال عن وجود زينب أو عدمه في ذلك الوقت، أنا لا أعلم أن أقول أنه موجودة أو لا، نعم كانت موجودة، ولكنه سواء كانت موجودة أو غير موجودة فإنها ليست من أهل البيت بهذا المعنى، وإن كانت من أهل البيت بالمعنى السابق، يعني إذا أردنا أن نتكلم في أهل البيت بمقتضى الآية المباركة فهي ليست من أهل البيت، فليس غير هؤلاء الخمسة وغير أولئك التسعة الذين يأتي الحديث عنهم بعد ذلك. أما بالمعنى العام، نعم هم كذلك. السؤال الثالث وهو هل أن الأئمة يوحى لهم؟ الجواب: إذا قصدت من الوحي ذلك الوحي التشريعي الذي هو خاص بالأنبياء فالجواب كلا وألف كلا. لا يوحى إليهم بذاك المعنى الذي يرتبط بالتشريع والنبوة لأنه ختم. وهذا ما صرح به الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة. وأما إذا كان مقصودك أنهم يلهمون وأنهم متصلون بالله سبحانه وتعالى بطرق مخصوصة وهو المعبر عنه بالإلهام فأنه بينت بشكل تفصيلي في كتابي (علم الإمام، والراسخون في العلم) أن هذا ثابت للأئمة عليه السلام بل يمكن أن يثبت لغير الأئمة.

المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • جديد المرئيات