الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق (21)

19/11/2010
 
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الحادي والعشرون) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
 
المُقدَّم: هل يمكن إيجاز الخطوات التي ينبغي اتباعها لمعرفة من هم أهل البيت في آية التطهير.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
 
في الواقع بأنه للذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين، لكي نقف على المراد من أهل البيت في قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) هذا المقطع من الآية التي وردت في سورة الاحزاب والتي تدل على عظمة أهل البيت وعلى اختصاص أهل البيت بمنقبة لا توجد لأحد تساوي هذه المنقبة في القرآن الكريم، يعني من اختصاصات أهل البيت بغض النظر عمن هم أهل البيت، من اختصاص أهل بيت النبي أن الله سبحانه وتعالى قال في حقهم بنحو الحصر (إنما يريد الله ليذهب) إنما تفيد الحصر، إثبات ما بعدها ونفي ما قبلها، هذه الحقيقة التي أسس لها علماء كبار كالجرجاني وغيره، هذه الآية مختصة بأهل البيت، نحن لا نجد في القرآن الكريم آية تشابه هذه الآية، وتعادل هذه الآية، تعطي هكذا منقبة لأهل بيت غير أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، ومن هنا في اعتقادي أن الآية تستحق أن نقف عندها حلقات كثيرة من هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. في الواقع أنا أتصور أن الخطوات التي لابد أن نتبعها والمراحل التي لابد أن نقف عندها هي كما يلي:
 
المرحلة الأولى: ما هو المراد من أهل البيت لغة وعرفاً وفقهاً، وهذا ما وقفنا عنده في الأبحاث السابقة، قلنا بأن أهل البيت بحسب الاستعمال اللغوي له استعمال، وبحسب الاستعمال العرفي له استعمال، وبحسب الاستعمال الفقهي له استعمال، فهل المراد من قوله أهل البيت (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت) المراد منه المعنى اللغوي، المراد منه المعنى العرفي، المراد منه الاستعمال الفقهي؟ الجواب: اتضح في الأبحاث السابقة أن الأمر ليس كذلك.
 
المرحلة الثانية: ماذا تقول النصوص الصحيحة والصريحة والمتفق عليها المتواترة، وإن شاء الله تعالى أبين لماذا أقول متواترة؟ لأن عدد الصحابة الذين نقلوها عن رسول الله لا إشكال أنه يفوق الأربعة أو الخمسة وهو الحد الأدنى لحصول التواتر كما أشرنا لها فيما سبق، وهي روايات وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله بينت اختصاص هذه الآية أو هذا العنوان وهو أهل البيت بالنبي الاكرم صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ولا تشمل غير هؤلاء الخمسة. يعني فيها بعد إثباتي وبعد نفي، بعدها الإثباتي حصرهم تحت ثوب وكساء لا في موقع ولا في موقعين، ونفى هذا عن غيرهم عن أم سلمة التي نزلت هذه الآية في بيتها وعن غير أم سلمة. وأنا إن شاء الله تعالى إذا وفقت سأقف في المراحل اللاحقة عندما أقول شأن نزول الآية ماذا تدل هذه النكتة.
 
المرحلة الثالثة: ماذا قال علماء الإسلام في المراد بأهل البيت، هل أن علماء الإسلام كبار علماء الإسلام قالوا أن هذه الآية مختصة بهؤلاء الخمسة أو قالوا أنها شاملة لغير هؤلاء الخمسة.
 
المرحلة الرابعة: ماذا قال المفسرون في شأن نزول هذه الآية المباركة، يعني أن أهل التفسير عندما جاءوا إلى هذه الآية ماذا قالوا في شأن هذه الآية، وهنا نكتة مرتبطة بشأن نزول هذه الآية، لم يرد في أي تفسير يقول أن قوله (إنما يريد الله) نزلت ضمن آيات سورة الأحزاب، أبداً، كلها تقول عندما نزل قوله تعالى (إنما يريد الله) مع أن هذا مقطع من آية، ولكن كلها لا تقول، يعني بعبارة أخرى عندما نرجع إلى الآيات المباركة لا تقول أنه نزل قوله (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة واتين الزكاة واطعن الله ورسوله) تقول عندما نزل قوله (إنما يريد الله) مع أنه يشكل ثلث من آية واحدة. لماذا أن أصحاب شأن النزول يقولون عندما جاء قوله تعالى (إنما يريد الله) هذا ماذا يكشف؟ أنا لا اريد أن أسميها آية التطهير حتى لا يقولون أن هؤلاء يدلسون أنها ليست آية وإنما هي جزء آية. لا أعبر عنها بآية وإذا عبرنا عنها بآية فمقصودنا هذا المقطع من الآية المباركة من سورة الأحزاب وهي الآية 33. ولكن لماذا أن كل المفسرين يقولون عندما جاء قوله (إنما يريد الله) هذا ماذا يكشف؟ يكشف عن أن هذه الآية نزلت بشكل مستقل عن الآيات السابقة عليها والآيات اللاحقة عليها، وبهذا سيتضح لاحقاً تنفصم عروة وحدة السياق، هذا بحثه إن شاء الله تعالى عندما نأتي إلى المرحلة الرابعة من مراحل هذا البحث ستتضح.
 
المرحلة الخامسة: هل هناك قرائن داخلية وكذلك آيات أخرى تثبت لنا أن هذه الآية لا يمكن أن تشمل نساء النبي صلى الله عليه وآله. يعني نريد أن نبين الأدلة على عدم الشمول، نقول أن هذه الآية لا يمكن أن تشمل نساء النبي، وإنما هي مختصة بهؤلاء الخمسة.
 
فإذا انتهينا من هذه المراحل الخمس ننتقل إلى المرحلة اللاحقة وهي ما هي أدلة القائلين بأن هذا المقطع من الآية شامل لنساء النبي أو مختص بنساء النبي. لأن هناك قول يقول أن هذه الآية كما تشمل علي وفاطمة والحسن والحسين تشمل نساء النبي أيضاً، وقول آخر يقول أن هذه الآية مختصة بنساء النبي، نريد أن نقف عند هذا القول بنحو علمي، يعني من حيث الدلالة والمضمون القرآن ومن حيث الروايات الواردة في هذا المقام.
 
إذن البحث سوف يقع في مراحل ست أشرنا نحن في الأبحاث السابقة إلى المرحلة الأولى من البحث والمرحلة الثانية ووصلنا إلى المرحلة الثالثة وهي ماذا يقول علماء المسلمين عن أهل البيت في الآية، هل هي مختصة أو لا؟ واتضح لنا في الأبحاث السابقة أن جملة من أعلام المسلمين قالوا أنها مختصة بهؤلاء الخمسة وهم رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
 
المُقدَّم: ذكرتم في الحلقات السابقة عدداً من كبار علماء المسلمين ممن صرحوا باختصاص هذه الآية بهؤلاء الخمسة صلوات الله عليهم، هل يوجد علماء غيرهم.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: طبعاً العلماء الذين صرحوا باختصاصها بهؤلاء الخمسة ليسوا واحد أو اثنين أو خمسة أو عشرة بل أكثر من ذلك بكثير، ولكن أنا أحاول أن استند إلى كلمات بعض هؤلاء الأعلام الذين توجد في كلماتهم نكات، هذه النكات ليست تكرارية وإنما فيها إضافات تبين هذه الحقيقة.
 
من أولئك الذين أشرنا إليهم في الحلقة السابقة الذين قالوا وصرحوا بأن هذه الآية أو أهل البيت مختص بهؤلاء الخمسة كما أشرنا هو في (شرح مختصر الروضة) لنجم الدين بن سعيد الطوفي المتوفى سنة 716هـ، وهو حنبلي المذهب كما أشرنا إلى ذلك في الحلقة السابقة، وهنا أركز للمشاهد الكريم على هذه الحقيقة، أقول ما ذكره في الجزء الأول كاتب المقدمة وهو عبد العال عطوة استاذ ورئيس قسم السياسة الشرعية في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قال: (إن نجم الدين الطوفي قد اتهمه العلامة ابن رجب بالتشيع ودافع عن هذه التهمة، يعني أبطل هذه التهمة بعض الباحثين المعاصرين في رسالة علمية أجيزت بدرجة الامتياز من جامعة القاهرة وسواء صح هذا أم) دافع لعله أثبت أيضاً الآن أنا لا أعلم تلك الرسالة … لأنه يقول ودافع عن هذه التهمة … دافع يعني دفعها أو أثبتها لابد من التثبت من ذلك. المهم أن عبد العال يقول: (فإن شرحه لمختصر الروضة جاء كله جملة وتفصيلاً على أصول مذهب الحنابلة) إذن كل ما ورد في هذا الكتاب وهو شرح مختصر الروضة لا أثر للتشيع فيه وإنما هو قائم على أساس نظرية أهل السنة والجماعة (ولا أثر للتشيع فيه في أي جزئية منه) يعني كل ما جاء هنا موافق لنظرية أهل السنة والجماعة (وكفى بهذا تقويماً للكتاب) وقيمة ودقة وعمقاً للكتاب، هذا ما ذكره في الجزء الأول الذي هو بتحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي.
 
ماذا قال ابن سعيد الطوفي الحنبلي في هذا المجال، في كتاب (شرح مختصر الروضة، ج3، ص110) مؤسسة الرسالة، قال: (أما دلالة السياق على أنهن مرادات من الآية) يعني أن نساء النبي أيضاً مرادات في هذه الآية، إذن قوله أهل البيت يشمل نساء النبي ويشمل هؤلاء الخمسة (فإنها) ابن سعيد الطوفي الحنبيل يقول (فأنها) دلالة السياق (فأنها وإن كان فيها بعض التمسك) يعني يمكن أن يتمسك به كما يقول (لكن ذلك مع النصوص التي ذكرناها) وهي النصوص التي لم يدخل فيها رسول الله ام سلمة تحت الكساء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي (لكن ذلك مع النصوص التي ذكرناها على أن أهل البيت خاص بهؤلاء) يعني علي وفاطمة والحسن والحسين، والشاهد على ما أقول قال: (وعن أنس أن رسول الله كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر ثم يقول: الصلاة يا أهل البيت) مراده هؤلاء الخمسة (ولكن ذلك مع النصوص التي ذكرناها على أن أهل البيت خاص بهؤلاء فلا يفيد) يعني لا يمكن الاعتماد على السياق، يعني حتى لو سلمنا، هكذا أريد أن أتكلم بلغة علمية وأهل العلم يفهمون ذلك، حتى لو سلمنا أن السياق دال على شمول هذا العنوان وهو أهل البيت لنساء النبي وأزواجه فقول النبي وفعله يخصص ذلك العموم، يعني يختص بهؤلاء, قال: (فلا يفيد والقرآن وغيره من كلام العرب يقع فيه الفصل بين أجزاء الكلام بالأجنبي كقوله عز وجل…) ثم يبدأ العلامة ابن سعيد الطوفي يقول بأنه لا محذور أن السياق وإن كان قبله وبعده مرتبط بالنساء أن يقع فصل بين الصدر وبين الذيل … ثم يقول في (ص111): (وبالجملة في اعتراضات العربية والتخلصات من كلام إلى كلام كثيرة في القرآن على أبدع ما يكون) هذا ليس على خلاف البلاغة القرآنية كما في سورة النمل وسورة لقمان وفي سورة أخرى (حتى أن الإنسان يظن أن الجملتين المتواليتين منه في معنى واحد وكل واحدة في معنى، ومن استقرأ ذلك ونظر فيه عرفه وحينئذ قوله عز وجل (إنما يريد الله) وقع اعتراضاً وفصلاً بين أجزاء خطاب النسوة لما ذكرناه من السنة المبينة لذلك).
 
إذن بيان فني علمي وهو أنه حتى لو سلمنا أن دلالة السياق تدل فأنه لا محذور بأن نقول أنه … ولذا تجدون أن جملة من أعلام المسلمين أكدوا هذه الحقيقة، من هؤلاء كما في (شرح مشكل الآثار، ج2، ص247) للطحاوي، قال: (فإن قال قائل فإن كتاب الله يدل على أن أزواج النبي هم المقصودون بتلك الآية فكان جوابنا: أنه ما قبلها وما بعدها كان بنحو وهذا المقطع من الآية بنحو آخر) ما هو الفرق بينهما؟ أنا الآن لا أريد أن أدخل في بحث السياق لأني أريد أن أبحثه في محله. هذا يكفينا وهو أنه نجد أن الضمائر السابقة عليها نون النسوة والضمير اللاحق (وأذكرن ما يتلى في بيوتكن) أيضاً نون النسوة، ولكن هذا نون جمع المذكر السالم. هذا أولاًً. وثانياً أنه فيما سبق قال (واذكرن ما يتلى في بيوتكن) وفي القرآن الكريم بيوت النبي متعدد لا يجعل للنبي بيتاً واحداً، ولكنه هنا أفرد، لماذا؟ هاتان القرينتان كافيتان لتبين لنا أن السياق غير محفوظ، فإذا لم يكن السياق محفوظاً جاءت السنة لتبين ما هو المراد من أهل البيت في الآية، السنة القولية والفعلية من رسول الله التي صرحت بنحو متواتر لا أقل بنحو كثير أن المراد منه هؤلاء الخمسة الذين أشرنا إليهم.
 
ومن أولئك الأعلام الذين عرضوا لهذه المسألة والذي اشار إلى نكتة جديدة وهو الإمام العسقلاني في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج7، ص173) أن أولاً قبل أن أقرأ عبارة الإمام العسقلاني بودي أن أقرأ بعض الروايات الواردة فيما يتعلق ببيت خديجة أو فيما يتعلق بخديجة أم المؤمنين وهي أولى أزواج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأفضل نسائه على الإطلاق.
 
في (صحيح البخاري، ج3، ص47، باب تزوج النبي خديجة وفضلها رضي الله عنها) المكتبة السلفية، أشير إلى هذه الروايات. الرواية الأولى عن عائشة قالت: (ما غرت على أحد من نساء النبي) لابد أن نعرف أن هذه الغيرة كانت ممدوحة أو مذمومة لها حديث آخر. (ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وآله ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وآله يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة) لأجل صديقات خديجة (فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة) أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يظهر منه قولاً وفعلاً كأنه لم يتزوج امرأة إلا خديجة، عجيب هذا النص وهو في صحيح البخاري، يعني أن رسول الله هكذا كان يعطي هذه القيمة والعظمة لأم المؤمنين بل أم أمهات المؤمنين خديجة. (كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول: إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد) هنا هذا المقطع الوارد في صحيح البخاري أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أنه لو كان له من غيرها أيضاً ولد إذن لم يكن هناك اختصاص بخديجة، قوله (وكان لي منها ولد) كأنه يريد أن يقول فقط كان من هذه لي ولد. إذن بناته تزوجها عثمان أو لا، يتبين أن هذه بناته أو ليست بناته؟ ليست بناته. من هذا النص واضح جداً أن الذي كان له منها ولد فقط خديجة. وهو في البخاري.
 
الرواية الثانية (حدثنا يحيى عن إسماعيل قال قلت لعبد الله بن أبي أوفى بشر النبي صلى الله خديجة قال نعم، ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب).
 
الرواية الثالثة (أتى جبرائيل النبي) أي مقام هذا، طبعاً أنا عندما أقول هذا لأن هذا لم يثبت لغيرها من النساء، تقول أن الروايات تقول أن عائشة ايضاً وردت فيها، أقول: أن هذه الروايات مختصة وليست روايات متفق عليها. هذه الرواية متفق عليها، ونحن قلنا أن الرواية الصحيحة الصريحة المتفق عليها بين علماء المسلمين هي الحجة. قال: (أتى جبرائيل النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه أدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني). هذا مقام خديجة وهو من اختصاصات خديجة ولا يوجد في غيرها، الله وجبريل يسلمان عليها، فإن قلت: يوجد عندنا في عائشة أو في غير عائشة كذا. الجواب: روايات اختصاصية حجة على من يعتقد بها أما هذه الروايات فهي صحيحة صريحة متفق عليها فهي حجة على الجميع.
 
(وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب). هذا أنا قرأت هذه الرواية لأنه قد يقول القائل ما علاقة هذه الروايات ببحث الليلة.
 
الجواب: انظروا ماذا يقول الإمام العسقلاني في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج7، ص173) بعد أن يبين هذا البيت يقول هذه العبارة (وفي ذكر البيت معنى آخر) بشرها بأن الله يبني لها بيتاً في الجنة (وفي ذكر البيت معنى آخر لأن مرجع أهل بيت النبي إليها) هل نسائه يرجعن إلى خديجة، هل آل علي يرجعون إلى خديجة، هل آل العباس يرجعون إلى خديجة، آل عقيل وآل جعفر يرجعون إلى خديجة، كلهم لا يرجعون. التفتوا إلى التعبير يقول: (لأن مرجع أهل بيت النبي إليها) النبي إذا كان له بيت فهو هذا البيت، وتلك بيوت نساءه، بيوت النبي (بيوتكن) نسب الجمع إلى النساء لا إلى النبي، نعم في مكان آخر بيوت النبي للعلاقة، ولكن بيته الأصيل، التفتوا إلى عبارة الإمام العسقلاني حيث يقول (لأن مرجع أهل بيت النبي إليها) إلى خديجة، كيف أيها العسقلاني (لما ثبت في تفسير قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) قالت أم سلمة: لما نزلت دعا النبي صلى الله عليه وآله فاطمة وعلياً والحسن والحسين فجللهم بكساء فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي … أخرجه الترمذي وغيره … ومرجع أهل البيت هؤلاء) يعني الأربعة إلى خديجة … أيها العسقلاني كيف هؤلاء رجعوا إلى خديجة قال لأن الحسنين من فاطمة وفاطمة بنت خديجة إذن بالمآل الحسنان يرجعان إلى خديجة، وعلي كيف رجع إلى خديجة؟ يقول: (وعلي نشأ في بيت خديجة وهو صغير ثم تزوج بنتها بعدها فظهر) التفتوا إلى هذه الجملة من الإمام العسقلاني (فظهر رجوع أهل البيت النبوي إلى خديجة دون غيرها). هذا ليس كلامي أيها المسلمون، هذا شارح صحيح البخاري وأنتم تعلمون أن العسقلاني أحد كبار الأئمة الذين يعتمد عليهم في هذا المجال. إذن عندما قالت الآية (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت) الإمام العسقلاني يقول نعم يراد به بيت نساءه ولكن لا كل نساءه بل بيت خديجة فقط. ومن ثمرتها المهدي المنتظر الذي يعتقد به كل علماء المسلمين لا يختلف أحد في أنه من ولد فاطمة.
 
إذن واقعاً هذه البركة مستمرة يعني هذا العطاء الذي وجد في هذا البيت الأصيل وهو بيت أم المؤمنين خديجة وهي أفضل نساءه وهي من سلم عليها الله وجبريل باتفاق علماء المسلمين هذا البيت هو الذي قال الله عنه (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) هذا هو البيت. أقرأ العبارة مرة أخرى للمشاهد الكريم، قال: (فظهر رجوع أهل البيت النبوي) وكأنه ليس له أهل إلا هؤلاء (فظهر رجوع أهل البيت النبوي إلى خديجة دون غيرها). هذا بيان دقيق علمي مستند وهو أنه إذا ثبت أنها كذلك فعند ذلك لا مجال للكلام فيه.
 
المُقدَّم: وكذلك في صحيح البخاري تقول له عائشة عجوز أبدل الله خيراً منها، يقول: والله ما أبدلني الله خيراً منها.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: ولا يمكن أن يبدله خيراً منها.
 
هذا ما يقوله طبعاً الآن كما قلت للمشاهد الكريم أنا لا أريد أن أدخل في نص الرواية التي وردت في صحيح البخاري لأن الروايات كلها صحيحة وصريحة تقول ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرت ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله إياها، وإذا كانت هذه الغيرة من الحسد فهل تكون مشمولة لـ (ويطهركم تطهيراً) وهي من أمهات المؤمنين، (يذهب عنكم الرجس) أليس الحسد … سيأتي بحث هذا في محله.
 
من الأعلام الآخرين الذين صرحوا باختصاص هذا العنوان بهؤلاء الخمسة العلامة المناوي في كتابه (فيض الغدير شرح شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير، ج3، ص19) للعلامة محمد بن عبد الرؤوف المناوي، ضبطه وصححه أحمد عبد السلام، دار الكتب العلمية، قال: (إني تارك فيكم) إشارة إلى حديث الثقلين (بعد وفاتي) يعني يشرح الحديث العلامة المناوي (خليفتين، زاد في رواية أحدهما أكبر من الآخر وفي رواية بدل خليفتين ثقلين) أني تارك فيكم الثقلين (سماهما به) بالثقل (لعظم شأنهما، كتاب الله) أي القرآن (حبل) أي حبل ممدود ما بين السماء والأرض (قيل أراد به عهده وقيل السبب الموصل إلى رضاه، كتاب الله وعترتي) قد يأتي سائل ويقول: ما المراد من العترة؟ العلامة المناوي يقول (وعترتي بمثناة فوقية أهل بيتي تفصيل بعد إجمال) من هم العترة، لو سألنا يا رسول الله من هم العترة، فهذا مجمل؟ قال: (تفصل بعد إجمال بدل أو بيان) أيها العلامة المناوي من هم أهل البيت؟ قال: (وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً) التفتوا إلى هذه النكتة المهمة أن العلامة المناوي يربط بين أهل البيت في آية الأحزاب وبين حديث الثقلين، لأن حديثنا في حديث الثقلين، ونحن دخلنا في آية التطهير لنرى من هم أهل البيت في حديث الثقلين، نجد أن العلامة المناوي يربط حديث الثقلين بقوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) وهذه نكتة مهمة لابد أن يلتفت إليها الأعزاء.
 
ومن أولئك الذين صرحوا بشكل واضح وصريح وأنا بودي أن المشاهد الكريم يقف لدقائق عند هذه النقطة وهو ما جاء في كتاب (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج6، ص302 و 304) تأليف الإمام الحافظ أبي العباس القرطبي المتوفى 656هـ، وهذا غير صاحب التفسير الجامع لأحكام القرآن المتوفى 671هـ، إذن المفهم للقرطبي هو غير صاحب الجامع لأحكام القرآن، دار ابن كثير، دمشق، الطبعة الرابعة 1429هـ، أنا بودي أن أقرأ الروايات. أولاً الرواية الواردة في فضائل أهل البيت عن عائشة قالت خرج النبي غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وهنا خصوصية في هذا القول النبوي والفعل النبوي، وهو أن هذا الفعل والقول النبوي لم يأتي عن سؤال، وإنما رسول الله ابتدأ بهذا العمل، لو كان جواباً عن سؤال لقلنا أنه اراد أن يبين … أما إذا كان ابتداء فهذا معناه أنه يريد أن يبين حقيقة من حقائق هذا الدين وإلا لماذا يباشر بنفسه ويبين هذه الحقيقة ويتلو الآية ويجعلهم تحت الكساء.
 
هذا ما ورد في النص الذي قرأناه من المفهم مما أشكل من تلخيص كتاب مسلم.
 
في رواية أخرى يقول فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساءه من أهل بيته؟ قال: نسائه من أهل بيته. هنا قد يقول قائل بأنه أساساً أن النساء من أهل البيت ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم. قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال كل هؤلاء حرم الصدقة. قال: نعم.
 
انظروا إلى تعليقات الإمام القرطبي على هذه الأحاديث، الإمام القرطبي يقول لابد أن تلتفتوا أنه يوجد هناك بحث لغوي وعرفي وليس كلامنا فيه ويوجد هناك بحث فقهي وليس كلامنا فيه، ويوجد هناك بحث في آية التطهير من المراد بأهل البيت، يقول: لا إشكال ولا شبهة أن عنوان أهل البيت اللغوي والعرفي يشمل النساء ولا إشكال أن أهل البيت الفقهي تحرم عليهم الصدقة وهم آل علي وآل عقيل وآل جعفر، ولكن حديثنا ليس في عنوان أهل البيت بل بحثنا في أن هذه الآية تشمل هؤلاء أو لا تشمل؟ الجواب: يقول لا تشمل قطعاً. أن هذا العلم ملتفت إلى أنه لا ينبغي الخلط بين البحث الفقهي والبحث العرفي والبحث اللغوي والبحث في هذه الآية المباركة.
 
يقول: (وقوله من أهل بيته، أليس نسائه من أهل بيته؟ هذا سؤال من تمسك بظاهر لفظ البيت) يقول عادة عندما يقولون البيت فإن الزوجة هي أصل بيت الرجل، ظاهر اللفظ لغة وعرفاً تدخل في هذا ولا محذور فيه (إذ هي التي تعمره وتلازمه وتقوم بمصالحه وكذلك إجابة زيد بأن قال نساءه من أهل بيته) يعني من أهل بيت بهذا المعنى اللغوي العرفي (أي بيته المحسوس) يعني بيوتكن بيوت النبي (وليس هو المراد هنا) ليس بحثنا في هذا، ليس بحثنا في البيت المحسوس والبيت اللغوي والبيت العرفي، (لذلك قال في الرواية الأخرى في جواب السائل: لا) يقول في مكان آخر قال: لا، وهنا قال: نعم. وهذا يشير أنه لا تنافي بين الروايتين، الرواية التي قالت نعم إشارة إلى البيت العرفي والفقهي، والرواية التي قالت لا إشارة إلى البيت المعين. (أي ليس نسائه من أهل بيته، المعنى هنا لكن هم أصله وعصبته ثم عينهم بأنهم هم الذين حرموا الصدقة) جاء إلى البحث الفقهي (أي الذين تحرم عليهم الصدقات الشرعية وقد عينهم زيد تعييناً يرتفع معه الإشكال فقال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، فقيل له: أكل هؤلاء تحرم عليهم الصدقة، قال: نعم) من الناحية الفقهية. ذكر هذا في (ص304 و 305).
 
أما في (ص302) يقول في ذيل قوله إنما يريد الله: (لأن النبي قال وقراءة النبي هذه الآية) كلام الإمام القرطبي (وقراءة النبي هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً دليل) ليس شاهد وليس مؤيد وليس علامة، بل دليل (دليل على أن أهل البيت المعنيون في الآية هم المُغطون بذاك المرط في ذلك الوقت) ليس البحث الفقهي وليس البحث العرفي وليس البحث الفقهي. ميزهم قال: (بيته المحسوس يصدق) ولذا هنا بشكل واضح وصريح نحن نقول بفهم ملآن نقول إذا كان الحديث في البيت وأهل البيت اللغوي العرفي الفقهي نعم قد يصدق أهل البيت على نسائه ولا إشكال في ذلك والقرآن استعمل ذلك كما في هذه الآيات من سورة هود، آية 73 قال: (قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد). هنا أطلق أهل البيت وأريد به المعنى اللغوي والمعنى العرفي، هذا الذي اشار إليه أن الزوجة هي أصل البيت وهي بيته المحسوس. لا إشكال في ذلك، نحن لا نناقش في هذا، لم نقل في القرآن كلما ورد أهل البيت ورد بمعنى علي وفاطمة والحسن والحسين أو أولاده حتى تقولوا إذن ماذا تقولوا في هذه الآية. نحن نقول آية التطهير ببيان سنة النبي صلى الله عليه وآله الفعلية والقولية حصرتهم. أو الآية الواردة في سورة يوسف، الأية 25 (واستبق الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً) المراد من أهله زوجه وامرأته لا إشكال أنه استعمل الأهل وأريد به الزوجة. أو ما ورد أيضاً في الآية 29 من سورة القصص قال تعالى: (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور ناراً قال لأهله امكثوا أني آنست ناراً) إذن العلامة أو الإمام القرطبي ملتفت يقول بأن أهل البيت في آية التطهير شيء وأهل البيت العرفي واللغوي والفقهي شيء آخر. يقول: (وقراءة النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية دليل (إنما يريد الله) دليل على أن أهل البيت) ليس اللغوي ولا العرفي ولا الفقهي (المعنيون في الآية). يعني رسول الله لماذا قرأ هذه الآية؟ يا رسول الله جمعتهم كنت تستطيع أن تقول أن هؤلاء أهل بيتي؟ قرأ الآية لأنه يريد أن يقول مرادي من أهل بيتي هؤلاء خاصة، خاصتي ولا تشمل غيرهم (قراءة النبي دليل على الاختصاص … هم المغطون بذلك المرط بذلك الوقت).
 
وهذا المعنى واضح من كلمات أئمة أهل البيت أنفسهم، يعني الإمام الحسن عليه أفضل الصلاة والسلام وهو واحد من الذين شملهم الحديث. انظروا إلى هذا النص الوارد في (در السحابة في مناقب القرابة والصحابة، ص209) قال: (وأخرج الطبراني في الكبير بإسناد رجاله ثقات عن أبي جميلة أن الحسن بن علي حين قتل علي استخلف فبينما هو يصلي بالناس إذ وثبت عليه رجل فطعنه بخنجر في وركه فتمرض منها أشهر ثم قام فخطب على المنبر فقال يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراءكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذين قال الله عز وجل (إنما يريد الله)). واقعاً لو كان الحسن من أهل البيت يعني يشمل غير هؤلاء كان يقول نحن أهل البيت أو يقول نحن من أهل البيت. إذن النصوص واضحة. واختم حديثي بما ورد في أحد علماء الأزهر وهو في كتاب (فقيه الأمة ومرجع الأئمة علي بن أبي طالب، ص73) لمحمد بكر إسماعيل، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الازهر، دار المنار، قال: (وقد كان بيت علي وفاطمة هو البيت الذي أذهب الله الرجس وطهره تطهيراً …) لا كل بيوت نساء النبي. إذن عندما ننظر إلى هذه القضية نجد أنها واضحة في كلمات علماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين.
 
المُقدَّم: ويظهر لماذا سد النبي الأبواب كلها إلا هذا الباب لأنه بيت مطهر.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: جزاك الله خيراً على هذه النكتة القيمة التي أشرت لها وإن شاء إذا وفقنا في الأسابيع القادمة سنشير أن هذه هي نكتة أنه أغلقت الأبواب إلا باب علي وفاطمة، لماذا؟ لأن هذا البيت بيت طاهر حكمه حكم المسجد، ومن هنا جعل له طريق إلى المسجد، أما أغلقت كل الأبواب وهذا ما سنقف عليه لعله إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم.
 
المُقدَّم: معنا الأخ علي من السعودية، تفضلوا.
 
الأخ علي: السلام عليكم.
 
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 
الأخ علي: فقط عندي ملاحظة، للاخوان أهل السنة والجماعة والأخوة الوهابية أيضاً أن تمسكنا بأهل البيت وإصرارنا على أن أهل البيت هم الخمسة، غير مرتبط بتقاليد وعادات، وإنما بحجة يعني ما أريد أن أصل إليه أن السيدة زينب عليها السلام وهي أخت الحسن والحسين وبنت علي وبنت السيدة فاطمة الزهراء عليهم السلام ليست داخلة في أهل البيت بالمصطلح الذي تعنيه الآية.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: ولذا لا يشكل علينا أحد لماذا تميزون، لأن البعض يقول أنتم لماذا تميزون بين آل النبي وأهل بيت النبي، بعضهم تتمسكون وبعضهم لا تتمسكون، آل عقيل وآل عباس وآل جعفر وآل علي … نحن إنما تمسكنا بهؤلاء الخمسة لأن النبي صلى الله عليه وآله قال تمسكوا بهؤلاء ما إن تمسكتم بهما، يعني القرآن وعترتي أهل بيتي كما قال العلامة المناوي لن تضلوا. ولكن لم يقل كما ذكر الأخ ما إن تمسكتم بزينب مع عظم شأن وقدر زينب، نحن إنما أخرجنا الآخرين لأن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي أخرجهم، لا فقط أخرج هؤلاء بل أخرج نساءه وأخرج أمثال أم سلمة وأخرج الجميع وإنما حصر هؤلاء.
 
إذن القضية الأصلية هي أن التمسك ومعنى التمسك ليس المحبة لا يغالط البعض مباشرة يقول نحن أيضاً نحب أهل البيت، لا لا، لا يوجد في اللغة العربية أن التمسك بمعنى المحبة، المحبة شيء والتمسك بنحو لا تضلوا بعدي أبداً شيء آخر، ومن هنا يتضح أيضاً رواية أنه أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً في مرضه حيث قال أأتوني بكتاب ودواة أكتب كتاباً لن تضلوا، استعمل نفس اللفظ الذي ورد في ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، نفس النص وهذا خير شاهد … لماذا منعوه؟ وإلا لكان كما يقول بعض عوام المتكلمين أنه كان يريد أن يكتب خلافة أبي بكر وكذا لماذا يمنعه عمر بل كان لابد أن يصر على أن يكتبه لا أن يمنعه.
 
المُقدَّم: معنا الأخ صلاح من العراق، تفضلوا.
 
الأخ صلاح: السلام عليكم.
 
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 
الأخ صلاح: دليل على أنهم لو كانوا يعتقدون أن زوجات النبي من أهل البيت لكانوا يصلون على النبي وآله عندما نذكره، توقفون عن ذكر أهل البيت في الصلاة يدل على أن نساء النبي غير داخلات في هذه الآية.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا أتصور لو كان المراد نساءه لقالوا كما يقول الأخ العزيز، بل هم يعلمون في بواطنهم وفي قرارة أنفسهم أن عنوان أهل البيت مختص بعلي وفاطمة والحسن والحسين.
 
المُقدَّم: معنا الأخ شاكر من الكويت، تفضلوا.
 
الأخ شاكر: السلام عليكم.
 
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 
الأخ شاكر: تكلمتم بالنسبة للآية كانت مع نبي الله إبراهيم وسارة عليهما السلام إن (يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لأمر عجيب، قالوا أتعجبين من أمر رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) أهل البيت هنا نزلت في سارة ولم تنزل في هاجر، وسارة ابنة عم إبراهيم عليه السلام، فهذا دليل على أن آل البيت عصبة الرجل ….
 
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز ليس هكذا، في الآية ذكر زوجه أعم من كونها بنت عمها أو لا، هذا مضافاً إلى أن الآية تريد أن تركز أن المقصود هي الزوجة بغض النظر عن أنها من آله أو لا.
 
المُقدَّم: معنا الأخ أبو سجاد من إيران، تفضلوا.
 
الأخ أبو سجاد: السلام عليكم.
 
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 
الأخ أبو سجاد: نحن نسمع هذه الأقوال من جنابكم تنير القلب، ولكن لا نجد لها أثر في العالم الإسلامي، لا نجد عندهم جواباً فهم يشكلون على هذه الروايات.
 
المُقدَّم: قال سماحة السيد أنه ليس غرضي من هذه الأبحاث أن يتأثر فلان أو لا يتأثر.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: من قال لك أني أريد أثر، الأثر موجود من خلال الاتصالات، اطمأنوا أن الكثير من أبناء العالم الإسلامي بمختلف اتجاهاتهم يتابعون هذا البرنامج وتؤثر أثرها، أنا عندما اقول تؤثر أثرها ليس بالضرورة أن يتحول من سني إلى شيعي، بل أن يتضح لهم أن أهل البيت عليهم السلام هكذا كان مقامهم بالنسبة لرسول الله وأن ابن تيمية وأتباعه من الوهابية وغيرهم مع الأسف الشديد يحاولون إقصاء أهل البيت عن المعارف الحقيقة للإسلام.
 
المُقدَّم: معنا الأخ أبو كوثر من هولندا، تفضلوا.
 
الأخ أبو كوثر: السلام عليكم.
 
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 
الأخ أبو كوثر: عندي طلب من قناة الكوثر بأن يزيدوا عدد حلقات برنامجي مطارحات في العقيدة والأطروحة المهدوية، لزيادة القاعدة الجماهيرية الواسعة لهذه البرامج ومن هذا المنطلق نطلب ذلك من القناة المحترمة، وخصوصاً السيد لكي يتمكن أن ينهي أكبر قدر ممكن من البحث لكي تعم الفائدة وتكون أكثر. وجزاكم الله خير الجزاء.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: نرجو الله سبحانه وتعالى أن يستمع القائمون على هذه البرامج ويعطوا وقتاً أكثر.
 
المُقدَّم: معنا الأخ أبو عبد الحميد من السعودية، تفضلوا.
 
الأخ أبو عبد الحميد: السلام عليكم.
 
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 
الأخ أبو عبد الحميد: قلتم سيدنا أن الحديث القادم سيكون حول بحث غدير خم.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: ادعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقني في الاسبوع القادم أن أدخل في بحث حديث الغدير وأقف عند أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام.
 
المُقدَّم: الأخ عمر من سوريا، تفضلوا.
 
الأخ عمر: السلام عليكم.
 
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 
الأخ عمر: سيدنا هل يمكن الربط بين قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) بحديث الرسول الأعظم (كتاب الله وعترتي حبل ممدود).
 
المُقدَّم: معنا الأخ كامل من هولندا، تفضلوا.
 
الأخ كامل: السلام عليكم.
 
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 
الأخ كامل: الأخ المتصل من إيران أبو سجاد، قال أثر ولم يقل تأثير، يقصد لم يكن أي أثر من الردود، من ردود العلماء، يعني من كتب القوم، ولكن لا يوجد رد منهم.
 
سماحة السيد كمال الحيدري: نحن لم نلتفت إلى هذه النكتة، شكراً على هذا التوضيح، يعني الأخ المتصل من إيران عندما قال لا أثر، لم يقصد أن البرنامج غير مؤثر وإنما مقصوده أنه لا نجد رداً منهم لهذا الكلام، كأنه لا يوجد عندهم رد لما نقول. ونعتذر للأخ أبو سجاد لأننا لم نلتفت للنكتة التي أشار لها.
 
المُقدَّم: بالنسبة للأخ عمر من سورياً يسأل عن الربط بين الآية …
 
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم هناك ربط واضح في كثير من الآيات أو عدد من الآيات القرآنية، القرآن بين الكبرى إن صح التعبير، يعني بين المبدأ ولكن تطبيق هذا المبدأ يكون بالسنة النبوية، يعني يقول (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) هذا الحبل ما هو؟ فلان يقول أنه فلان وفلان يقول أنه فلان وفلان يقول فلان طريق، رسول الله هنا حتى لا تشتبه الأمة ولا تضل يأتي فيعين المصداق، يقول أن المراد من الحبل هو الكتاب والعترة، كتاب الله وعترتي حبل، حبل واحد لا أنهما حبلان، أحدهما كتاب الله والآخر العترة، حبل واحد، هذا الحبل الواحد بوجه من وجوهه والوجه الآخر هو الناطق باسم القرآن وهم العترة، ولذا قال: وأنهما لن يفترقا. إذن هما ليس حبلان وإنما حبل، وجه منه القرآن والوجه الآخر هم العترة. بتعبير آخر إذا أردنا أن نقايس بين القرآن وبين العترة فإن القرآن هو الكتاب اللفظي والوجود اللفظي لمعارف الدين، أما الإمام فهو الوجود الخارجي لمعارف الدين، وبتعبير آخر ورد في رواياتنا أن القرآن هو الكتاب الصامت وأن الإمام هو القرآن الناطق. (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
 
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء في الأسبوع القادم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

  • جديد المرئيات