الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق (23)

03/12/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية ورحمة الله تعالى وبركاته، نحييكم أطيب تحية ونلتقيكم في حلقة جديدة حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الثالث والعشرون) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: في البدء هل من خلاصة لما سبق في الحلقة الماضية.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع بعد أن انتهينا أن النصوص الكثيرة والمستفيضة دلت على أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بيّن في شأن نزول هذا المقطع من الآية المباركة في سورة الأحزاب وهو قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) أنه جمع علياً وفاطمة والحسن والحسين ونفسه المباركة تحت كساء واحد وتحت ثوب واحد وقال: الله هؤلاء أهل بيتي.
وأشرنا فيما سبق إلى الأحاديث الصحيحة والصريحة والمتفق عليها أن هذا العنوان في القرآن الكريم في هذا المقطع من الآية لا في كل ما ورد أهل البيت في القرآن الكريم نحن لا نقول أنه كلما ورد عنوان أهل البيت في القرآن الكريم أو ورد الأهل في القرآن الكريم يراد به علي وفاطمة والحسن، أو أنه لا يشمل النساء والأزواج، لا، هناك آيات في القرآن كما أشرنا فيما سبق أنه تطلق أهل البيت وتريد الأزواج والنساء، نحن حديثنا في هذه الآية وفي هذا المقطع من الآية، في قبال هذه الدعوى يتذكر المشاهد الكريم ذكر البعض أن هذا المقطع من الآية مختص بنساء النبي ولا يشمل غير نساء النبي وأزواج النبي صلى الله عليه وآله. وقرأنا لإثبات هذه الدعوى قرأنا أو أشرنا إلى نصين في هذا المجال، وهذان النصان أشار إليهما ابن كثير في تفسيره (القرآن العظيم، ج6، ص484) تحقيق حكمت بن بشير بن ياسين، أستاذ كرسي الدراسات العليا في جامعة الملك عبد العزيز، الرواية هذه كما أشرنا إليها (قال وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق إنما يريد الله نزلت في نساء النبي خاصة) قلنا أن هذا النص المشكلة الأولى الموجودة في هذا النص هو أنه يوجد فيه خلل سندي وخلل دلالي ومضموني، أما الخلل السندي فالرواية مقطوعة لأن عكرمة كان تابعياً فلا يمكن أن يكون سمع هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله. وأما الخلل الثاني وهو المضموني وهو أنه لو قبلنا أن هذه الرواية كان المشهور والشائع أن هذه الآية المباركة كانت مختصة بنساء النبي فلماذا يقف وينادي في السوق، المسلمون كانوا يعلمون أن هذه نزلت في نساء النبي فلا يحتاج إلى أن يقف وينادي في السوق أنها خاصة وهذا يكشف عن أن الحالة الموجودة كانت أنها ليست في نساء النبي، ولذا هو يريد أن يقول شيئاً على خلاف ما هو الشائع ولذا وقف ونادى بذلك، هذا النص الأول.
النص الثاني الذي ورد في هذا المقام، وهو نفس هذه الرواية ولكنه نقلها (وهكذا روى ابن أبي حاتم قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى … قال: نزلت في نساء النبي خاصة) هذه الرواية الثانية، هذه الرواية الثانية يتذكر المشاهد الكريم قلنا أولاً أنها معارضة برواية أخرى لابن عباس يقول أنها مختصة بعلي وفاطمة والحسن والحسين، وقلنا أن تلك الرواية صحيحة السند بخلاف هذه الرواية. وثانياً أنه هنا توجد مشكلة في شخص عكرمة، هذا الذي لم نشر إليه في البحث السابق ووعدنا المشاهد الكريم أن نشير إليه في هذه الحلقة، اساساً ما هي مشكلة عكرمة؟ في المقدمة أنا لابد أن أشير أنه لمن أراد أن يراجع ترجمة هذا الرجل وهو عكرمة مولى ابن عباس، بودي أن يرجع إليها في (هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ص602) للعسقلاني، في ترجمة عكرمة، يقول: (عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس أحتج به البخاري وأصحاب السنن وتركه مسلم فلم يخرج له سوى حديث واحد في الحج مقروناً بسعيد ابن جبير وإنما تركه مسلم لكلام مالك فيه) في عكرمة (وقد تعقب جماعة من الأئمة ذلك وصنفوا في الذب عن عكرمة منهم) أبو جعفر ابن جرير الطبري ومنهم …
السؤال: لا أقول لماذا هذا الإصرار.
في المقدمة لابد أن يعلم المشاهد الكريم، العسقلاني عندما يأتي إلى ترجمة الآخرين يترجم لهم في خمسة أسطر، يعني عندما يأتي إلى عطاء بن السائب أو عدي بن ثابت الأنصاري أو عطاء ابن أبي ميمونة ترجمتهم لا تتجاوز ثلاثة أسطر أو أربعة أسطر أو خمسة أسطر أو عشرة أسطر، ولكن عندما يصل إلى عكرمة صفحة وصفحتين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة … يترجم له كثيراً في حدود سبع صفحات يقف عند عكرمة، لماذا؟ لأن عكرمة فيه مشاكل كثيرة هو يريد أن يدفع عنه هذه المشاكل، على سبيل المثال أنا أشير إلى بعض هذه المشاكل كما يقول. يقول في (ص602): (فأما اقوال من وهاه) أي ضعفه (فمدارها على ثلاثة أشياء، الأول أنه رمي بالكذب) هذا الامر الأول أنه كذاب (الثاني طعن فيه بأنه كان يرى رأي الخوارج) الآن يتضح لماذا أنه كان ينادي في السوق ليبعد هذه الآية عن علي وآل بيته لأنه كان خارجي كان ينصب العداء لأهل البيت (الثالث أنه كان يقبل جوائز الأمراء) يتزلف إليهم، بعد ذلك سنشير أنه كيف كان يتزلف بوضع الحديث. ثم يقول: (نعم ورمي بالرابعة وهو أنه كان أهل بدعة فأما البدعة فإن ثبتت عليه فلا تضر حديثه) يقول لا تضر حديثه، هذا جيد، أن الإنسان يكون صاحب بدعة ولكنه يكون صدوق ومقبول الحديث، الآن بعد ذلك يأتي ليقول من قال: (وكذا ما روي) يبدأ من قال (وأما التكذيب فسنبين عن ابن عمر أنه قال لنافع لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس) يظهر أنه كان معروفاً أنه كان يكذب على ابن عباس، ولعل هذه الرواية من الروايات التي كذب فيها عن ابن عباس (وقال إسحاق بن عيسى سألت مالكاً أبلغك أن ابن عمر قال لنافع لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس، قال: لا، ولكن بلغني أن سعيد ابن المسيب قال ذلك لمولاه) لعبده، إذن تبين أن هذه القضية كانت واضحة. (وروى ذلك … وجرير ابن عبد الحميد … دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة مقيد عنده فقلت ما لهذا) ما هي مشكلته (قال: إنه يكذب على أبي) على ابن عباس. إذن القضية كانت من الأمور الواضحة، انظروا إلى الأحاديث التي كان يضعها (وقال عطاء الخراساني قلت لسعيد بن المسيب أن عكرمة يزعم أن رسول الله تزوج ميمونة وهو محرم، فقال: كذب) هذا كان خبيث كذاب، إذن تبين أنه لم يكن فقط يبعد الحديث عن أهل البيت بل كان يضع الحديث على رسول الله. هذه كلها يريد أن يدفعها … (وقال القاسم بن فلان … قال حدث عكرمة بحديث فقال سمعت ابن عباس يقول كذا وكذا قال: فقلت يا غلام هات الدواة) سمع أن عكرمة ينقل عن ابن عباس رواية فتصور أنها صادقة فأراد أن يكتب (قال أعجبك الحديث، فقلت: نعم، قال: تريد أن تكتبه، قلت: نعم، قال: إنما قلته برأيي) هذه من جيبي ومن تأليفي. هذا هو الذي يروي ويريدوا أن يعتمدوا عليه لإثبات أن هذه الآية المباركة مختصة بنساء النبي، وهكذا بعد ذلك يذكر أقوال كثيرة لإثبات أنه من الخوارج.
سؤال: لماذا هذا الإصرار على تصحيحه، ما الحاجة إليه؟
الجواب: يقولون إن لم نصححه لابد أن تسقط الكثير من روايات البخاري، وهذا ما قلناه مرارا أن البخاري يعتمد على النواصب والخوارج وهذا خارجي ناصبي إذن يريدوا أن يثبتوه. ولذا هو في آخر المطاف يقول في (ص607): (وقد أطلنا القول في هذه الترجمة) لماذا فعلت ذلك (وإنما أردنا بذلك جمع ما تفرق من كلام الأئمة في شأنه والجواب عما قيل فيه والاعتذار للبخاري في الاحتجاج بحديثه). ولكنه ماذا نفعل، ما دام نقل البخاري إذن لابد أن نصحح له. إذن الآن يعني أنتم عندما ترجعون إلى تفسير الطبري تجد بأنه عندما ينقل، هذا (تفسير الطبري، ج19، ص101) عندما يأتي إلى الروايات التي قالت أنها في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين يقول نقلها أبو سعيد الخدري ونقلتها عائشة وأنس وأم سلمة وسعد بن أبي وقاص، ولكن عندما يأتي إلى القول الثاني يقول فقط نقله عكرمة. يعني بينكم وبين الله رواية ينقلها أصحاب رسول الله أمثال عائشة وأم سلمة وأبو سعيد الخدري وغيرهم ورواية ينقلها كذاب صاحب بدعة ناصبي ينصب العداء ومع ذلك تجد أن البعض يقدم هذا القول على تلك. لانها مرتبطة بأهل بيت النبي. طبعاً عندما أقول هذا إشارة النهج الأموي فقط يعني إلى من هم مرتبطين بالنهج الأموي كابن تيمية ومن تابع ابن تيمية وإلا علماء المسلمين نقلوا هذه الروايات وقالوا أنها مختصة بالنبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
المُقدَّم: إذن نرجع إلى تتمة أخرى لهذا الموضوع، هل هناك قرينة أخرى صدرت من النبي الاكرم صلى الله عليه وآله تعين البيت الذي أذهب الله عن أهله الرجس وطهرهم تطهيراً.
سماحة السيد كمال الحيدري: في المقدمة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الحقيقة، اعزائي أن المحققين من المفسرين بكل اتجاهاتهم قالوا أن هذه الآية أو هذا المقطع من الآية المباركة وهو قوله تعالى (إنما يريد الله …) تبين شرفاً عظيماً لأهل البيت ومنقبة لا تساويها منقبة وفضيلة لا تدانيها فضيلة، أبين هذه النكتة، يعني لا يتبادر إلى الذهن، يعني قد يقول قائل افترض سيدنا قبلنا أن هذه الآية نزلت في هؤلاء الخمسة فما هي الثمرة؟ الجواب: لأن هذه الآية فيها دلالة على منقبة وعلى فضيلة وعلى شرف لا يدانيه أي شرف، من قال ذلك؟ جملة من المفسرين:
منهم العلامة الالوسي في (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ذيل هذه الآية المباركة) قال: (هذا ما عندي في الكلام على الآية الكريمة المتضمنة لفضيلة لأهل البيت عظيمة). فضيلة عظيمة لا تدانيها فضيلة في أي أهل بيت نبي آخر، الذين يتابعون الآيات القرآنية فليجدوا لنا آي بينت أن آل بيت عمران أو آل بيت موسى أو آل إبراهيم لهم مثل هذه المنقبة والشرف. أما أنه إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً فهذا مما اختص به أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله.
إذن لا يتبادر إلى الذهن أنه لا تترتب هناك ثمرة بل تثبت لهم مزية وفضيلة ومنقبة لا تدانيها أي فضيلة ومزية ومنقبة.
إذا يتذكر المشاهد الكريم نحن إلى هنا أشرنا إلى قرينتين:
القرينة الأولى التي أشرنا إليها هي: أن النبي صلى الله عليه وآله جمع هؤلاء تحت كساء واحد، والروايات التي وردت في ذلك بتعبير العلامة الالوسي يقول في (ص21): (وجاء في رواية أخرجها الطبراني عن أم سلمة أنها قالت فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال أنك على خير، وفي أخرى رواها ابن مردويه أنها قالت ألست من أهل البيت، فقال: إنك إلى خير إنك من أزواج النبي، وهنا) يعني فصل بين أزواجه وبين هذا الأهل، هذه الرواية ينقلها العلامة الالوسي، (أنك إلى خير إنك من أزواج النبي وفي آخرها رواه الترمذي وجماعة عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي قال قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله، قال: أنت على مكانك وإنك على خير. وأخبار إدخاله علياً وفاطمة وابنيهما تحت الكساء وقوله عليه السلام اللهم هؤلاء أهل بيتي ودعاءه لهم وعدم إدخال أم سلمة أكثر من أن تحصى) كل الرواة نقلوها، يحاولون أن يعارضوها برواية عكرمة.
قال: (وهي مخصصة لعموم أهل البيت بأي معنى كان البيت) أي كان هذه تكون مخصصة (فالمراد بهم من شملهم الكساء ولا يدخل فيهم أزواجه … وقال بعض المحققين …) وفي (ص24) قال: (وأنت تعلم) يقيم شاهد على أن النساء غير مرادة من أهل البيت في هذه الآية (وأنت تعلم أن ظاهر ما صح من قوله إني تارك فيكم خليفتين ثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي يقتضي أن النساء المطهرات غير داخلات في أهل البيت الذين هم أحد الثقلين لأن عترة الرجل كما في الصحاح …).
بعد ذلك يحاول بشق الأنفس أن يثبت أن النساء من أهل البيت ولكن هذه كلمات المحققين يشير إليها.
إذن القرينة الأولى كما يصرح به العلامة الالوسي (وجمعه علي وفاطمة والحسن والحسين) وقوله هكذا، هذه القرينة الأولى.
والقرينة الثانية وقوفه أشهر متعددة على باب بيت علي وفاطمة وقوله الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ونتحدى كل علماء المسلمين وكل المتتبعين أنه وقف على بيت واحدة من بيوت نساءه وقال هذه الآية المباركة. لو كانت الآية شاملة لنسائه كما في وقف خمسة أشهر على باب علي وفاطمة لا أقل له يقف مرة واحدة على بيت عائشة، ومرة واحدة على بيت حفصة، ومرة واحدة … الآية نزلت في بيت أم سلمة وأخرجها من ذلك، لا أقل احتراماً لأم سلمة واحتراماً لعائشة في بيتها نزلت، لا أقل إكراماً وتكريماً واحتراماً لها وترضية لقلبها حتى لا ينكسر قلبها، مكانك أنت من أزواج النبي.
إذن أخواني الأعزاء ابحثوا أن النبي صلى الله عليه وآله لو كان يريد أن يشمل بهذه الآية أيضاً نساءه لا أقل كان يقف ولو لمرة واحدة على بيت من بيوت أزواجه، يعني على بيت من بيوتكن التي أشارت لها الآية، هذه القرينة الثانية.
إذن إلى هنا قرينتان واحدة منها قولية والثانية فعلية، طبعاً الأولى قولية وفعلية والثانية فعلية فقط.
القرينة الثالثة ما هي القرينة الثالثة؟ بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه القرينة لأننا نريد أن نقف عندها جيداً إن شاء الله تعالى، وهي: أن النبي صلى الله عليه وآله سد كل الأبواب التي كانت مفتوحة إلى مسجده إلا باب علي وفاطمة، يعني أبو بكر كان له بيت وله باب إلى المسجد أمره بإغلاق ذلك البيت، عمر كان له بيت وله باب ينفتح إلى المسجد أمره بإغلاقه وهكذا … من كان له بيت ومنزل وله باب يدخل منه إلى المسجد أمره بإغلاق وسد هذه الأبواب إلا باب علي، وبعد ذلك سيتضح أنه عندما اعترض على النبي صلى الله عليه وآله لماذا أغلقت أبوابنا وأبقيت باب علي، قال: أنا لم أفعل ذلك وإنما الله أمرني أن أغلق أبوابكم وأبقي باب علي مفتوحاً. فقط للمعلومة للمشاهد الكريم أساساً بيت علي عليه أفضل الصلاة والسلام عندما أقول بيت علي يعني بيت علي وفاطمة والحسن والحسين الذين هم أهل البيت، هذا البيت لم يكن له باب آخر إلى الخارج، له باب واحد إلى المسجد، يعني كان بنحو لا يمكن أن يفتح له باب إلى الخارج، بخلاف بيوت الآخرين كان له باب إلى الخارج وباب إلى المسجد فأغلق وبقي الباب الآخر، هذا البيت فقط لم يكن له طريق إلى الخارج إلا أن يمر من المسجد، عجيب، ولهذا في الروايات كما سنقرأ أنه كان بيته في المسجد، عجيب هذا التعبير، هذه الرواية إذا تمت على ماذا تدل، قد يقول قائل أن هذه الرواية موضوعة وهذه الرواية قال فلان عنها ضعيفة، أقول إذا تمت، إذا تمت فهذا يكشف لنا أن هذا البيت كان من الطهر إلى درجة أنه استحق أن يكون حكمه حكم مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، وإلا لماذا تغلق كل الأبواب وتسد كل الأبواب إلا باب علي، لماذا؟ لا استطيع أن أقول أن هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وآله كان فعلاً ناشئاً عن المحبة لبنته فقط، أنتم تقولون أنه كان يحب أبا بكر وعمر أكثر مما يحب علياً، إذا كانت المحبة كان ينبغي أن المحبة تجره إلى أن يبقي أبواب أبي بكر وعمر، أنتم تقولون بأنه إذا كانت فقط قضية محبة فأنتم تدعون أنه كان يحب الأول والثاني أكثر مما يحب علياً.
إذن هذا يكشف عن أن هذا الفعل وهذا الامر من رسول الله يتضمن منقبة ويتضمن فضيلة ويتضمن بعداً لابد أن يلتفت إليه جيداً وهذا إنشاء الله ما سنحاول الوقوف عليه بعد ذلك.
على القاعدة كما عهدناه وعهدها المشاهد الكريم منا وهي أنه عندما نصل إلى منقبة وتلك المنقبة تدل على أمر عظيم وشأن خطير في علي وأهل بيته تجد مباشرة أن الخط الأموي والنهج الأموي لابد أن يقول إما موضوعة وإن لم يستطع أن يصفها بأنها موضوعة مباشرة يتهم بأنها ضعيفة وأنها لم يقل بها أهل العلم. على القاعدة مباشرة قبل أن اشير إلى المصادر تجد أن شيخ الإسلام الأموي ابن تيمية في (منهاج السنة، ج3، ص223) قال: (وكذلك قوله) قول ابن مطهر الحلي الذي استدل بهذا النص (وكذلك قوله وسد الأبواب إلا باب علي فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة) ماذا يعني على طريق المقابلة؟ يعني باعتبار أن النصوص الصحيحة وردت أنه سد الأبواب إلا باب أبي بكر، فالشيعة أرادوا أن يساووا علياً بأبي بكر فوضعوا هذه الأحاديث. وفي الحاشية يقول أن ابن الجوزي قال بأن هذه الرواية من الموضوعات وأنه وضعها في كتابه الموضوعات وسيأتي بحث هذا في وقته.
وعلى هذا المنهج وهو نهج ابن تيمية سار مباشرة من يقلد الشيخ ابن تيمية وهو العلامة شعيب الأرنؤوط في كتاب (سنن الترمذي، ج6، ص301) تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة العالمية، بعد أن ينقل الرواية عن ابن عباس أن رسول الله أمر بسد الأبواب إلا باب علي قال: (وهذا الحديث موضوع على المقابلة) نص العبارة التي قرأناها عن ابن تيمية، هو يدعي التحقيق، يدعي أنه لابد أن يحقق ولكن هنا يكون أعمى تابع لابن تيمية (وهذا الحديث موضوع على المقابلة). هذا كلامه في (الجامع الكبير للترمذي). ولكنه عندما يأتي إلى (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج5، ص186 و 187) بتحقيق شعيب الأرنؤوط، يقول: (وفي قصة سد الأبواب غير باب علي أحاديث … وليس في أسانيد هذه الأحاديث اسناد صالح، بل هي أسانيد ضعيفة لا تثبت على نقل) شيخنا أيها العلامة المحقق الأرنؤوط فرق كبير بين أن تكون الرواية موضوعة وبين أن تكون ضعيفة، لها أسانيد ولكن أسنادها لعله أنت لا توافق عليه، إذن كان ينبغي أن تكون دقيقاً عندما تعبر في الجامع الكبير أنها موضوعة، ليست موضوعة ولكن التقليد الأعمى لابن تيمية والقضية مرتبطة بعلي وأهل بيته فصارت القضية موضوعة مباشرة. وهذا كلامه في مسند الإمام أحمد يقول أنها ليست موضوعة ولكن ليس لها اسناد صالح يمكن الاحتجاج به.
الآن في هذه الليلة بالقدر الذي يسمح به الوقت، نريد أن نقف عند بعض من خرج هذا الحديث لنرى أنها موضوعة من قبل الشيعة فيظهر عند ذلك أن هؤلاء كلهم من علماء الشيعة أو أنها رواية واردة ولها سند صحيح ويتبين هؤلاء الذين حكموا بصحتها إذن كلهم لا يعرفون علم الرجال إلا ابن تيمية يعرف علم الرجال. أريد أن أقف عند مجموعة من الأعلام الذين هم يقبلهم كل علماء المسلمين.
الأول: ما ورد في كتاب (البداية والنهاية، ج11، ص43) للحافظ ابن كثير الدمشقي، تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي، الرواية طويلة وهي التي قرأناها في الحلقة السابقة عن ابن عباس، قال لأعطين الراية غداً … إلى أن يصل إلى قضية ويقول (لا يذهب رجل إلا فلان وفلان وقال النبي صلى الله عليه وآله …) إلى أن تقول الرواية: (وسد أبواب المسجد) الرواية عن ابن عباس (وسد أبواب المسجد غير باب علي) كل الأبواب التي كانت تدخل إلى المسجد البيوت التي كانت يقول ابن عباس كلها سدها (وسد أبواب المسجد غير باب علي) انظروا ماذا يقول الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي؟ يقول: (إسناده صحيح) إلا أن يكون هذا شيعي ونحن لا نعلم، يعني الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي أما شيعي وإما جاهل لا يعرف التحقيق، لأن أولئك قالوا موضوعة ومن وضعها هم الشيعة إذن ابن كثير أيضاً كان من الشيعة عندما نقل هذه الرواية، والتركي عندما وافقه إذن لا يعرف تحقيق الرواية وإلا كيف يمكن أن تكون ضعيفة لا يعتمد عليها ومع ذلك يقول صحيحة السند. هذا مورد.
المورد الثاني: ما ورد في كتاب (الأحاديث المختارة أو المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما) يعني نفس العمل الذي قام به الحاكم في المستدرك، أيضاً هذا الإنسان أراد أن يستدرك نفس الروايات التي هي على شرط البخاري ومسلم ولكن لم يخرجها البخاري ومسلم، لماذا؟ لقضية في نفسيهما، لا نعلم لماذا لم يخرجاها. هذا الكتاب قد يقول لي قائل سيدنا لعل هذا الكتاب أيضاً يتساهل يعني بعض الروايات الضعيفة يقول على شرط البخاري ومسلم، كما اتهم الحاكم، هل هذا الإنسان أيضاً متهم أو غير متهم، بودي أن يلتفت المشاهد الكريم، ماذا يقول محقق هذا الكتاب وهو الأستاذ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، الكتاب طبع في مكتبة الأسدي، مكة المكرمة، الطبعة الخامسة، طبعة منقحة ومزيدة، سنة 1429هـ، انظروا ماذا يقول في مقدمة هذا الكتاب، من؟ المحقق، يقول: (وهذا الكتاب كما يتضح من عنوانه المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم فهو إكمال ما لم يخرجاها) لما لم يخرجها الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما من الأحاديث الصحيحة. (حتى أن الإمام الذهبي قال هي الأحاديث التي تصلح أن يحتج بها سوى ما في الصحيحين) يعني إذا أردنا ما بعد الصحيحين أين نجد الأحاديث؟ نأتي إلى الأحاديث المختارة، (حتى أن الإمام الذهبي قال هي الأحاديث التي تصلح أن يحتج به سوى ما في الصحيحين، وتعود أهمية هذا الكتاب لالتزام الضياء المقدسي الصحة فيه) في هذا الكتاب (فلم يرد في كتابه إلا الصحيح). اتضح أن الإمام الشيخ العلامة ضياء الدين الحنبلي المقدسي المتوفى سنة 643هـ أن كتابه هذا ليس على مستوى الحاكم النيسابوري حتى يتهم وعندنا شاهد آخر مهم، وهو ما ورد في (شذرات الذهب، ج7) لابن العماد الحنبلي الدمشقي تحقيق عبد القادر الأرنؤوط ومحمود الأرنؤوط، يشير إلى هذه القضية في الحاشية، (قال العلامة الكتاني وهو مرتب) وقال ابن رجب من مصنفاته الأحاديث المختارة (وهو مرتب على المسانيد، قال التزم به الصحة وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها وقد سلم له فيها) أنه صحيحة (وذكر ابن تيمية والزركشي وغيرهما أن تصحيحه أعلى مزية من تصحيح الحاكم النيسابوري) إذا اتضحت هذه الحقيقة تعالوا معنا إلى هذا الكتاب لنرى أنه نقل هذا النص أو لم ينقل هذا النص. كتابه على شرط البخاري ومسلم فليس من قبيل الحاكم النيسابوري حتى يتهم بالتساهل وأن الروايات موضوعة، هذه لا يوجد فيها روايات وإنما هي بتقرير علمائكم أن كل ما ورد فيها، حتى قال الإمام الذهبي هو الذي يحتج به سوى ما في الصحيحين.
في (ج7، ص31) قال: (الرواية إني لجالس إلى ابن عباس إذ اتاه سبعة رهط قالوا يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء، قال فقال ابن عباس …. رجع إلينا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول أف وتف وقعوا رجل له عشر وقعوا في رجل … قال له النبي لأبعثن رجل لا يخزيه الله أبداً … وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله أنت وليي في كل مؤمن بعدي) هذا الذي قال عنه ابن تيمية أنه كذب (وقال وسد أبواب المسجد غير باب علي) ليس باب أبي بكر بل غير باب علي عليه أفضل الصلاة والسلام. هذا في كتاب (الأحاديث المختارة) الذي قال عنه الذهبي هو الذي يمكن الاحتجاج به ما بعد البخاري ومسلم.
وممن أيضاً أشار إلى هذا النص في (مجمع الزوائد، ج9، ص103) للهيثمي المصري المتوفى 807هـ، تحقيق محمد عبد القادر أحمد عطا، قال: (عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أبواب شارعة في المسجد قال فقال يوماً سدوا هذه الأبواب إلا باب علي، قال فتكلم في ذلك الناس، قال فقام رسول الله صلى الله عليه وآله) يعترضون مباشرة على رسول الله الذي هو ما ينطق عن الهوى إن هو إلى وحي يوحى. (فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي وقال قائلكم) يعني ما قال (وإني والله ما سددت فهي شيئاًَ ولا فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته). ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى (رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله، وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح).
رواية ثانية وهي (قال خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال أمر رسول الله بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي، رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وزاد) الطبراني في الأوسط (قالوا يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إلا باب علي، قال: ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها. وإسناد أحمد حسن). إذن إما صحيحة أو حسنة أو … وعند ذلك يأتي ابن تيمية ويقول موضوعة على سبيل المقابلة، ويأتي الأرنؤوط فيقول أنها ليس لها إسناد صالح يمكن الاعتماد عليه …
المُقدَّم: ما يناسب فحوى التطهير هل أن أبا بكر دخل في الكساء حتى يكون بيته صالحا لهذا. معنا الاخ أبو عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو عبد الله: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عبد الله: يجب أن نذكر أيضاً أن أم سلمة من أزواج النبي، وأزواج النبي هن أمهات المؤمنين وهن أمهات آل البيت وأمهات أمير المؤمنين أيضاً، هذه المكانة، ولكن السؤال يطرح نفسه نحن عرفنا من أهل البيت يبقى أن نعرف من هم أعداء آل البيت من الأولين والآخرين، نحدد من هم الأولين من سيدنا أبو بكر أو عمر وعائشة وحفصة من أعداء آل البيت الأولين كما يقول البعض، هل أنا المسلم السلفي الذي أتبع السلف الصالح بدون بدع كما يفعل النبي وكما يفعل سيدنا علي كما يصلي سيدنا علي، هل أنا كما يقول البعض أنا ناصبي ومن أعداء أهل البيت.
سماحة السيد كمال الحيدري: الأخ العزيز طرح عدة أسئلة قيمة وبأسلوب مؤدب، السؤال الأول قال أن أمهات المؤمنين ذكر لهم القرآن الكريم لهم منزلة ومقام وفضيلة، أخي العزيز عندما نصل إلى هذه النقطة وهي ما معنى (وأزواجه أمهاتهم) هل المراد أنه يريد أن يبين حكماً للفضيلة والمنقبة أو يريد أن يبين حكماً فقهياً، هذا إن شاء الله تعالى سنقف عنده في محله. هذا أولاً.
وثانياً: أنه قلت بأنه من هم أعداء آل البيت، بيني وبين الله الآن أنا لا أتكلم في الاعداء أنا الآن كلامي في أن أهل البيت في آية التطهير هل تشمل هذه الآية المباركة عائشة وحفصة وأم سلمة أو لا تشمل. أنا كلامي في هذه النقطة، قد يقول قائل: سواء دخلن أو لا، أقول: لا، كما قال العلامة الالوسي أن هذه الآية تشتمل على شرف عظيم لا يوجد لغيرهم، إذن يوجد لهؤلاء شرف لا يوجد لغيرهم.
أما قولك بأنك تصلي كما يصلي علي بن أبي طالب، اقول: لا، مع الاعتذار أخي العزيز نحن نعتقد أن الصلاة التي تصلونها هذه ليست الصلاة التي صلاها رسول الله وليست هي الصلاة التي صلاها علي بن أبي طالب وإنما وقع هناك بعض التغيير في هذه الصلاة وبإمكان الأعزاء في الوقت المناسب أن نبين ما حدث في التغيير لكيفية الصلاة وكيفية الاذان وكيفية الإقامة وكيفية الوضوء وغيرها من المسائل.
وأما بالنسبة لقضية أعداء أهل البيت فهو ليس منهم لأنه يحبهم، نحن كلامنا لماذا أن البعض مع أنه يرى أن ابن تيمية يحاول أن يقف جاهداً أن ينقض كل منقبة ومع ذلك يدافع عن ابن تيمية، أنا لا أريد أن أقول أن الوهابية وأبناء واتباع الوهابية هم الآن فعلاً أعداء ونواصب ولا يحبون أهل البيت، أبداً، أنا معتقد وفي الأعم الأغلب أنه لا يوجد أحد لا يحب أئمة أهل البيت وأهل البيت عموماً، أنا كلامي أنتم عندما ترون أن ابن تيمية يرفض الأحاديث الصحيحة والصريحة في فضائل أهل البيت، في فضائل علي وأهل بيته ويصفها بأنها موضوعة لماذا تبقون تأخذون دينكم من ابن تيمية.
المُقدَّم: الأخ أبو حازم من سوريا، تفضلوا.
الأخ أبو حازم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو حازم: المتصلة في الأسبوع الماضي هذه اسمها إيلاف، ولا هي سنية ولا مسيحية ولا هي سعودية، هذه قريبة جداً من العريفي ونحن نعرفها ونعرف كل بؤرة الفساد الموجودة عند العريفي. العريفي يخرج على التلفزيون يقول أن المسيحيين كنائسهم وسخه وصلاتهم رقص وغناء وموسيقى.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أسمح أن تذكر الأسماء وأصحابها غير موجودين، البحث بحث علمي لماذا تذكرون أسماء هؤلاء وأنه كذا وكذا، أخواني رجاء لا تحرجونا بمثل هذه الأمور. لا ضرورة لهذا.
المُقدَّم: الأخ حسن من السعودية، تفضلوا.
الأخ حسن: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حسن: صدقني أن برامجكم كانت من أفضل البرامج التي كنت أتابعها، ولكن انكشف كذبك، أنت مثل ياسر الحبيب.
سماحة السيد كمال الحيدري: إذن مع الأسف الشديد يبقى أسلوبكم.
المُقدَّم: ما هي الصلة التي بين الذي تذكره وبين ما سماحة السيد، نحن قلنا مراراً وسماحة السيد عقد برامج عديدة في الذهب والدفاع عن أمهات المؤمنين، وأطلنا البحث في هذا طويلاً.
سماحة السيد كمال الحيدري: بيني وبين الله إنما أفتح الاتصالات لأن كثير من الأخوة يقولون اعطونا وقت أكثر حتى نتكلم، ولكن مع الأسف الشديد يظهر أن البعض له ثارات مع الآخرين يريد أن يصفيها من خلال هذا البرنامج.
المُقدَّم: الأخ أبو سلمان، السعودية.
الأخ أبو سلمان: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو سلمان: لو تكرمت في بيان الهدف من هذه الأطروحات، وسبب التركيز على ابن تيمية بالذات.
سماحة السيد كمال الحيدري: إذا كنت بالأمس من المتابعين للبرنامج اتضح لك الهدف، نحن نعتقد بأن الذي أفسد دين المسلمين هو الشيخ ابن تيمية، بشكل واضح وصريح أقول لكم لأنه أفسد توحيدكم وعلى أساس هذا الفساد وهذا البطلان لأساس الدين وهو التوحيد أنتم جئتم بعد ذلك، جاء محمد عبد الوهاب وبنى على مباني الشيخ ابن تيمية، والوهابية الآن تحاول أن تسوق ابن تيمية على أساس أنه هو الذي يمثل أهل السنة والجماعة وهذا لا واقع له ولا يصح ولذا نحن نريد أن نبين للمسلمين جميعاً أيها المسلمون في العالم، في العراق، في الشرق الأوسط، في السعودية، في الخليج، في اندونيسيا في ماليزيا … اعلموا أن هذه مباني من يسمونه شيخ الإسلام ابن تيمية، فإن كنتم توافقون على أن الله جسم وأن الله جالس على كرسيه وأن الله يصعد وينزل وأن الله ينتقل وأن الله كذا وكذا وأن الله عندما يجلس على كرسيه له أطيط عند ذلك اعبدوا رباً له هذه المواصفات، نحن واقعاً نرى بأننا نبحث عن الحقيقة، واقعاً نريد أن نعرف الحقيقة، هل أن الله الذي نعبده ونريد أن نتقرب إليه هو موجود بتلك المواصفات التي يقولها الشيخ ابن تيمية أو أن له مواصفات أخرى كما يقوله باقي علماء المسلمين.
ما هو الهدف من البرنامج؟ الهدف من البرنامج الوصول إلى حقيقة التوحيد، الوصول إلى الطريق الذي يوصلنا إلى الله، ونحن نجد أن القرآن الكريم والنبي الأكرم جعلوا لنا باباً لوصول إليه وهم أئمة أهل البيت وهم أهل بيته عليهم الصلاة والسلام، نريد أن نعرف أنه جعل الباب فقط هؤلاء أو أضاف إليهم الآخرين.
المُقدَّم: معنا الأخ حاج عمر من سوريا، تفضلوا.
الأخ حاج عمر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حاج عمر: ذكر السيوطي آية التطهير في كتابه الدر المنثور، ج5، ص198 وبأسانيد متعددة، قال: وضع الثوب على حسن وحسين وفاطمة وعلي فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي، فطهرهم تطهيراً فقالت أم سلمة فأنا معهم يا رسول الله فقال أنت على مكانك وأنك على خير … وأنا استغرب ما هو الثأر الذي يريده إرهاب الإسلام من علي وأهل بيته.
المُقدَّم: الأخ خليل من الكويت، تفضلوا.
الأخ خليل: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ خليل: سيدنا هؤلاء الوهابية لا يوجد عندهم إلا الشتم، نعم هناك شخص آخر غير عكرمة كان أيضاً يباهل وهو مقاتل وكان من النواصب والخوارج أيضاً كان هو أيضاً مقاتل هو وعكرمة اللذان كان يباهلان على أن آية التطهير نزلت في أزواج النبي وليست في أهل البيت علي وفاطمة والحسن والحسين، فلا يخرج لنا أحد ويقول أن مقاتل كان موجود، مقاتل كان معروف عنه في التأريخ أنه من الخوارج على الإمام علي في النهروان، حتى لا يخرج أحد ويقول أن مقاتل أيضاً ذكر هذا.
المُقدَّم: الأخ أحمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أحمد: عندي سؤال، لماذا لا تواجه مشايخ السنة لكي تكون الحجة موجودة من كلا الطرفين.
المُقدَّم: سماحة السيد أجاب مراراً وقال بأنه يعرض هذه الحقائق بالصوت والصورة أمامكم وكل من كان له اعتراض أو تفنيد بإمكانه…
سماحة السيد كمال الحيدري: بإمكان أن شخص أن يخرج على فضائياتهم ويجيب على ما نطرحه.
المُقدَّم: معنا الأخ سجاد من العراق، تفضلوا.
الأخ أبو سجاد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو سجاد: أنا من كردستان العراق، حضرتك تكلمت على شيخ الإسلام ابن تيمية، فابن تيمية ليس معصوماً وابن تيمية لم يدعي الغيب يوما ما، فأنتم وساداتكم تدعون الغيب وتدعون العصمة … وإذا تريدك ندخل في التفاصيل.
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز خذ رقم هاتفي وإن شاء الله إذا كانت عندك أسئلة عن العصمة وعن الإنباء عن الغيب، نحن لا ندعي أن الأئمة يعلمون الغيب، أولاً نحن لا نقول أن الشيخ ابن تيمية معصوم ولكن مع الأسف الشديد، يظهر أنك بالأمس لم تسمع البرنامج وإلا بعض أتباعه يقولون من أحب ابن تيمية فهو موحد ومن أبغض ابن تيمية فهو مشرك، هذا أولاً. وثانياً أنه قالوا لنا أن التوحيد الحقيقي عند ابن تيمية أنا سؤالي لك أخي العزيز هل توافق على توحيد ابن تيمية أو لا توافق.
الأخ أبو سجاد: نعم أوافق.
سماحة السيد كمال الحيدري: إذن أنا بحثي معك الآن في التوحيد، لا تذهب إلى العصمة وإلى الإنباء بالغيب، إذن نحن بحثنا هو هل توافق أن الله جسم أو ليس بجسم. أخي العزيز هذه الأبحاث لا تحل من خلال مثل هذه المداخلات، بإمكان الأعزاء أن يعطوك التلفون وكل هذه الأسئلة أجيبك عنها.
المُقدَّم: الأخ أبو سجاد لو كان قد تابع الحلقات كاملة لما قال أنه يرتضي توحيد ابن تيمية.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً نحن إنما عقدنا هذا البرنامج لأمثالكم أعزائي الكرام، لأمثال هؤلاء الأعزاء الذين إلى الآن لم تنكشف عنهم هذه الغشاوة.
اعزائي إلى هنا انتهينا إلى هذه النتيجة، وهي أن ابن تيمية عندما يجد أي نص يفيد فضيلة لعلي وأهل البيت إما أن يرميها بالوضع وإما أن يرميها بالضعف وإما أن يرميها بالكذب، ولكن السؤال الذي أنا أطرحه في هذه الليلة وجوابه إن شاء في الأسبوع القادم لماذا هذا الإصرار على نفي هذه المنقبة، ماذا تشتمل هذه المنقبة حتى يصر ابن تيمية على تكذيبها وعلى أنها موضوعة، إن لم يكن فيها سر خطير لما كذبه هو وأتباعه من الأرنؤوط وغيره، كما كذب المؤاخاة، ومولى كل مؤمن بعدي ونحوه.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام جميعاً، ملتقانا وإياكم إن شاء الله تعالى الخميس القادم في برنامج مطارحات في العقيدة نستودعكم الله جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • جديد المرئيات